Hush Now, Saintess! - 35
“ماذا عن تجربة الأمر بنفسك؟ يمكنكَ أن تسألها كتجربة، وإذا شعرت بأنه يمكنكَ الثقة بها، يمكنكَ حينها اتخاذ القرار.”
رأى هيلديون أن هذا هو الأمر الصحيح.
أن يحاول ويختار بنفسه.
‘لقد قال بأنها ستبني نافورة……’
ربما يمكنه استخدام ذلك كوسيلة للاقتراب منها.
لم يحصل على حل واضحٍ لل&نة، لكن اللقاء لم يكن بلا نتائج تمامًا.
خرج من مكتب كبير الكهنة بشعورٍ غريب، متوجهًا نحو البوابة الغربية، التي نادرًا ما يستخدمها الناس.
“أهغ……”
فجأة، اجتاحه ألمٰ شديد.
كان هذا يحدث من حين لآخر.
فجأة، يتحول الألم الذي يسكنه بهدوء إلى موجةٍ ضخمة تغمره في لحظة.
“تبا.”
تمتم بشتيمة قصيرة ثم غيّر وجهته بسرعة.
كان من الأفضل أن يجد مكانًا ليختبئ فيه بدلًا من التوجه نحو البوابة الغربية.
‘ذلك المكان……’
وسط ألمه و ارتباك، اختار مكانًا كان قد اكتشفه في صغره.
معبدًا مهجورًا في غابة الغرب، مخفيًا خلف الأدغال ولم تصل إليه أقدام البشر.
لم يكن ليتخيل يومًا أن يجد مثل هذا المكان داخل المعبد. و ببراءة، اعتبره مكانًا سريًا.
و بشق الأنفس، شق طريقه عبر النباتات حتى وصل إلى المعبد المهجور، وهناك، انتهت ذكرياته.
“لم يسبق لي أن شعرت بمثل هذا الألم من قبل.”
حتى عندما كان يخرج إلى ساحة المعركة ويتلقى طعناتٍ بالسيف، كان الألم أخف من هذا.
لم يكن حتى التدحرج على الأرض المليئة بالتراب أو كسر إحدى عظامه كافيًا ليبكي من الألم.
ولكن الآن، هذا الإحساس الرهيب……
من خلال الشقوق في عقله المتداعي، بدأت تلوح له ملامح وجه أحدهم.
-“يالكَ من لطيف.”-
في رؤيته، كانت هناك فتاةٌ بعينين متسعتين كعيني أرنب مذعورةٰ تهرب منه.
تطاير شعرها الوردي خلف ظهرها، فحاول أن يُمسك بتلك الرؤيا، وأغمض عينيه.
بدأ بصره يتذبذب بين الظلام والوضوح مرارًا.
ثم، مدت الفتاة في الرؤيا يدها نحوه، وعندما لامسته بأطراف أصابعها، اختفى الألم من جسده كما حدث من قبل.
وهكذا، فقد وعيه.
・
•
والآن، في الحاضر.
‘إذًا، فقد أغمي عليّ وانا أحلم بهذا الحلم.’
فكر هيلديون بذلك و هو ينهض ببطء ليجلس معتدلًا.
حتى لو كان في الحلم، لم يرغب في الاستلقاء على الأرض الصلبة ويواجه الآخرين بهذه الطريقة.
اقتربت رويلا منه بارتباك، ومدت يدها نحوه.
“هل أنت بخير، يا سمو الأمير؟ هل أساعدك على النهوض؟”
“…….”
نظر هيلديون بصمت إلى يدها الممدودة.
‘عندما لمستني هذه اليد حينها……’
“اهغ.”
تسربت منه أنين خفيف.
ما زال يعتقد أنه في حلم، لكن وعيه بدأ يستيقظ، ومعه عاد الألم.
“هل يؤلمكَ رأسك؟”
جثت روئيلا أمامه في ارتباكٍ شديد.
بما أنها اكتشفت أمره، قررت أن تبذل قصاري جهدها للعناية به، أو على الأقل التظاهر بذلك.
‘إذا كان لا بد من الارتباط مع الشخصيات الرئيسية، فعلى الأقل يجب أن أترك انطباعًا جيدًا.’
حتى إذا قلت لاحقًا ‘وداعًا أيها الجميع! أنا أبحث عن حريتي!’ فسيتفهم الجميع، ويقولون ‘هاها، لم تكن تخدعنا عمدًا!’ ويرسلونني في طريقي بسهولة.
لكن، في تلك اللحظة.
“……ساعديني.”
تمتم هيلديون بشيءٍ عير معقول.
لكن رويلا لم تسمعه بوضوح.
“عذرًا؟”
سألت بدهشة وعيناها متسعتان، ليحمرّ وجه هيلديون وأذناه.
‘حتى لو كان مجرد حلم، إنه أمرٌ محرج.’
لكن، حتى في الحلم، أراد أن يعيد شعوره بتلك اللحظة مرة أخرى.
بما أن الألم في هذا الحلم كان واقعيًا لهذا الحد، فقد يعاد أيضًا ذلك الشعور بوضوح.
أخذ نفسًا عميقًا.
“أرجوكِ، أريدكِ أن……تلمسيني، أيتها القديسة.”
***
لم أصدق أذني.
ما الذي قاله هذا الرجل للتو؟
طلب مني أن……
‘ألمسه؟’
كما أنني سمعت صوت تنفسه بصعوبة يتخلل في كلامه.
نهضتُ بسرعة وتراجعت ثلاث خطواتٍ عنه.
“……ماذا تقول، أيها الظريف.”
‘ماذا تقول، أيها المنحرف.’
لكن، بدلاً من ذلك، خرجت كلماتٌ مختلفة عما كنتُ اريده.
آه، تلك التصفية…….
أمسكت فمي متأخرة، لكن الكلمات كانت قد خرجت بالفعل.
وهكذا، زاد المشهد غرابة.
رجل يلهث ويطلب أن يُلمس، وامرأة تنعته بالظريف.
‘هل هذه الرواية……للكبار فقط؟’
كانت لحظة تأمل عميق في تصنيف الرواية.
“الظريف……؟”
خلال هذا، كان هيلديون يكرر كلماتي بذهول.
ثم أصدر أنينًا خافتًا، وكان هذه المرة أنينًا واضحًا من الألم، لكنني، دون أن أدرك، تراجعت خطوةً أخرى للوراء، بشكل غير إرادي.
تابعني يعينيه بحذر مع حركتي المتردد.
“لايمكن……”
تغير تعبير وجهه ببطء.
لم يكن التغيير كبيرًا، لكنه بدأ يبدو شاحبًا بعض الشيء، وارتجفت عيناه قليلاً.
خفض نظره فجأة وهمهم بشيء ما.
“لا، هذا بالتأكيد حلم……”
ما الذي يقوله الآن؟
كنتُ فضولية، لكنني قررتُ ألا أسمح لذلك الفضول بالاستمرار؛ لم أرغب في سماع المزيد من الكلمات الصادمة.
بدلًا من أن أطلب منه توضيح كلامه، فتحت فمي بهدوء.
“عذرًا، لكنني لا أستطيع تلبية هذا الطلب، يا سمو الأمير.”
“لقد……أسأتِ الفهم.”
جاء صوته متقطعاً بعد رفضي وكأنه يريد تبرير موقفه.
“سوء فهم……؟”
نظرتُ إليه بريبة وسألته، فأومأ رأسه بشدة مؤكدًا.
“لكن، لقد طلبتَ مني أن ألمسكَ للتو.”
“……نعم، قلت ذلك بالفعل، لكن….”
“اذاً هذا ماقلتهُ حقاً؟”
“لا، ليس كذلك.”
“أوه، تفضل بالبقاء هناك! تحدث من هناك!”
تراجعتُ خطوةً أخرى وصحتُ بصوت عالٍ، فرفع يديه عاليًا كأنما يعلن براءته.
الآن، أصبحت المسافة بيننا خمس خطوات.
“لم أقصد ذلك، كنت أعني أن……تنظفِ.”
“أنظف ماذا، ما الذي تريدني أن أنظفه؟”
“……الغبار العالق بملابسي.”
“الغبار؟”
فتحت عيناي باتساع وأنا أنظر إلى جسده بتفحص.
حسنًا، إنه وسيم.
عضلاته متناسقة وتبدو واضحةً من تحت الملابس.
لا، هذا ليس الموضوع الآن…….
“غبار؟ جسدكَ مغطى بالكامل بالغبار يا سمو الأمير.”
“……أقصد، على ظهري. هناك غبارٌ عالقٌ على ظهري. بالاضافة الى ذلك، فقد شعرتُ بوخزة هنا.”
ظهره؟
عند ذكره لظهره بالتحديد، شعرت بتوترٍ طفيف.
تذكرتُ أن القطة كانت جالسةً على ظهره قبل قليل.
‘هل يمكن أن تكون القطة قد خدشته أو تسببت له بأذى؟’
وبقلقٍ خفي، سألته بنبرة مترددة.
“حقًا، هل كان ذلك ما قصدته، يا سمو الأمير؟”
“حقًا، لقد استيقظتُ للتو ولم أنتبه لما قلت.”
“حقًا؟”
“انا أقسم.”
كانت عيناه الخضراوان اللامعتان الباردتان تنظران إليّ بثبات.
و كانت إجابته بقدر نظراته، صارمة وحازمة.
“……دعني أرى.”
شعرتُ ببعض القلق، لكنني قررت أن أثق في براءة هيلديون.
لم يكن ذلك بسبب ثباته، بل لأنني كنت أؤمن بشخصيته كما رأيتها في الرواية.
‘بصراحة، كان بعيدًا عن كونه منحرفًا، بل كان شابًا رومانسيًا.’
وبسبب طبيعته، بدا أكثر منطقية أن يكون قد أخطأ في التعبير بسبب ارتباكه.
عندما اقتربتُ منه ببطء، نظر إليّ هيلديون بعينين متسعتين.
“هل تصدقينني حقًا؟”
“لقد تلقيتُ المساعدة منكَ في باستيون، أليس كذلك؟ لا أعتقد أن شخصًا مثلك سيقول ذلك بنيةٍ سيئة.”
تظاهرت بأنني أمتلك سببًا مناسبًا، وكان تبريرًا مقنعًا إلى حد ما في تلك اللحظة.
“إذاً، أدركتِ أن الشخص الذي قابلتهِ في باستيون كان أنا.”
“علمتُ بذلك بعد عدة أيام. في ذلك اليوم، سمعت خبر أنك قد امسكت بزعيم باستيون.”
“اوه، هكذا اذاً.”
“وعلى ما يبدو، أرسلتَ تقارير إلى العائلة الامبراطورية بشأني أيضًا.”
أومأ برأسه تأكيدًا.
“أنا ممتنةٌ لكَ كثيرًا على ما حدث في ذلك اليوم، يا سمو الأمير.”
“……لا بأس فقد كان ذلك لسبب.”
“ماذا؟”
تجمد جسدي بشكل انعكاسي عند همسه الغامض.
كان ذلك رد فعلٍ تلقائي نتيجةً للموقف.
فأضاف هيلديون بسرعة وكأنه يعتذر.
“أقصد، كان ذلك بسبب معرفتي بك.”
آه، فهمتُ الآن.
“نعم، هذا صحيح.”
“على أي حال، أعتذر لأنني فاجأتكِ.”
“لم يكن ذلك عمدًا، لا تقلق.”
أجبتُ بإحراج وبدأت أتحرك للوراء قليلاً لأرى ظهره.
“بالمناسبة، أين تشعر بالوخز في ظهركَ بالضبط؟”
“آه، في الأعلى. بالقرب من الكتف.”
أجاب وهو يهز كتفه الأيسر قليلاً.
و تبع ذلك صوتٌ خافت.
وجهت نظري إلى المكان الذي أشار إليه.
‘يا إلهي، يمكنني أن ألعب كرةَ القدم على ظهره.’
كان ظهرهُ عريضا و مثيرٌ للإعجاب.
على الرغم من أن الغبار قد تراكم عليه، إلا أن العضلات الظاهرة من تحت الملابس كانت بارزة، مما جعلني أشعر كما لو كنت أنظر إلى جبالٍ مغطاةٍ بالثلوج.
……هذا ليس وقت المزاح، حقًا.
همهمت في نفسي وشعرت بالخجل، وسرعان ما حرّكت نظري بعيدًا.
بدأت أبحث عن سبب “الوخز” الذي تحدث عنه.
______________________________
ظهر البطل ملعب كرة قدم😭😭😭😭
تعديل النظام الي يصير على كلام رويلا يجنن الظاهر هو سبب وقعة هيلديون🙂↕️
المهم المحادثة بين رويلا و هيلديون شوي تلخبط حتى وانا اترجم احسهم كلهم مايدرون وش يقولون😭
Dana