Hush Now, Saintess! - 31
عبس أوين ونظر باتجاه الضوضاء التي كانت تُسمع.
“أوه، يجب أن أبحث عن المخلوق، ما كل هذه الضوضاء……”
تمتم وهو غير قادر على إكمال جملته، مبهورًا بما رآه.
من الاتجاه الذي كان ينظر إليه، كان هناك شخص ما يتقدم بخطواتٍ واثقة.
بدت مُبهرةً لناظريه، بشعرها الوردي الذي يرفرف مثل عباءة.
“يا إلهي، من هذا؟ الكاهن أوين الذي سيتخلى عن منصبه اليوم……لا، اليس الآن أوين سيبير؟”
كانت الابتسامة تعلو وجهها وهي تحتضن المخلوق بين ذراعيها.
“كيف……كيف فعلتِ ذلك؟”
“كيف؟ هذا هو الفرق بيني وبينك.”
أجابتهُ رويلا بابتسامة مشرقة.
***
“هذا مستحيل. كيف عثرتِ عليه؟”
تمتم أوين غير مصدق.
و كان وجهه مليئًا بالصدمة.
لقد كان واثقًا تمامًا……
“لا أعرف. كنت أجلس في مكاني، وجاء إليّ بسهولة.”
“هل هذا كلامٌ منطقي؟ لقد بحثتُ عنه دون جدوى كما لو كنتُ أطارد فأرًا!”
“يا إلهي، حقًا؟ ربما لأن قوتك الروحية ضعيفة جدًا. لدرجة أن المخلوق كان يتجنبك. ألم تقل بنفسك أن المخلوق يتجنب من يملك طاقةً روحية ضعيفة؟”
“…….”
عندما رددتُ على كلماته، بقي أوين صامتًا تمامًا.
كانت قبضته المشدودة ترتعش باستمرار، مما دل على أنه كان يغلي غضبًا.
حسنًا، وماذا في ذلك؟
فليغضب كما يشاء.
كلما زاد غضبه، ابتسمتُ أنا بشكل أعمق.
في تلك اللحظة.
“مياو.”
الكائن الذي كان في حضني أصدر صوتًا في التوقيت المثالي، كما لو كان يؤيد كلامي.
نظرتُ إليه بحب وبدأت أداعب فروه الناعم بلطف.
نعم، هذا هو.
الكائن الذي قلب المعبد رأسًا على عقب، كائن لوكيرا.
وكانت هويته هي……
“مياو.”
حيوانٌ لطيف ومحبوب، مليء بالجاذبية.
كان الكائن قطة.
***
“آنستي، هل تعرفين ما هو كائن لوكيرا المقدس؟”
عندما سألني المعلم، أجبت بثقة.
“نعم، إنه قطة!”
“أوه، كيف عرفتِ؟”
“لقد درستُ مسبقًا. و وجدته في الجزء الثاني من كتاب ‘العلم الأساسي للأطفال’.”
“هذا موقف رائع حقًا من الطالبة المتفوقة.”
أشعرني إعجابه الصادق بالفخر.
نعم، لقد كان من الجيد أنني درست مسبقًا.
“لكن، معلمي.”
“نعم.”
“قرأتُ في الكتاب أن الكائنات المقدسة يُحافظ عليها في المعابد. هل هذا صحيح؟”
“نعم، هذا صحيح. عدد القطط في الإمبراطورية قليل جدًا. وذلك لأن التكاثر الطبيعي لا يحدث بشكل نشط. لهذا السبب، تُحافظ المعابد على القليل من الكائنات المتبقية.”
فتحت عيناي بدهشة ودوّنت المعلومة الجديدة.
‘في حياتي السابقة، كان هناك الكثير من القطط الضالة في المكان الذي كنت أعيش فيه. هذا غريب حقًا.’
“إذاً، هل يحمي المعبد الذي يقين فيه المعلم قططًا أيضًا؟”
“نعم، نحن نحمي واحدةً في معبدنا. لونها كريمي مع خطوط رمادية باهتة، وعيناها صفراء زاهية……”
“أنتِ هي بالتأكيد.”
“مياو.”
كانت قطةً ذات فروٍ كريمي بنقوش باهتة تشبه الجوارب الرمادية، وعينين صفراء زاهية.
لم يكن هناك شك أن هذه القطة المتسخة هي الكائن المقدس الذي كان المعبد يحميه.
“يا إلهي، انظرِ كم أنتِ متسخة. كيف أصبحتِ هكذا؟”
بدأتُ أخرج بعض أعشاب النعناع البري التي اشتريتها من متجر الأدوات.
وبعدما لعبت القطة فترة طويلة مع النعناع البري، بدت وكأنها تشعر بخيبة أمل.
هذا متوقع.
لقد كانت مختبئة جيدًا في الأدغال، ثم اندفعت فورًا بعد أن شمّت رائحة النعناع البري، لذا من الطبيعي أن تشعر ببعض الحزن.
“أتمنى ألا تهربِ مرة أخرى.”
ومع أنني مددت يدي بحذر، إلا أن القطة، بعكس مخاوفي، احتكت برأسها بهدوء بيدي.
يا إلهي، كم هي لطيفة!
أمسكت بفمي بحذر واحتضنت القطة برفق.
بدأت القطة تخرخر وتحرك ذيلها بسعادة.
“حسنًا، الآن ذلك الوغد انتهى أمره.”
كنت أفكر بأفكار شرسة بينما أنظر إلى القطة اللطيفة.
“هم؟ لكن هناك شيء غريب بكِ؟ تبدين في حالة غير طبيعية……”
عندما شعرت أن هناك شيئًا خاطئًا، توجهت فورًا إلى القفص الذي كانت القطة تقيم فيه.
و بعد أن فحصت القفص بدقة وسرت في الحديقة، وقعت عيناي على ظهر أوين.
وهكذا، الآن.
بينما كنت أحتضن القطة بثقة، قلت بابتسامة مليئة بالزهور.
“حسنًا، حان الوقت لتفي بوعدكَ، أليس كذلك؟”
كان أوين يرتجف بغضب، وعيناه الحادتان تعكسان شعورًا جارفًا بالظلم والكبرياء المجروح.
ضحكتُ بسخرية لمظهره.
“ألم أقل لكَ ألا تتحداني؟”
وبينما كنت أقول هذا، بدأ الناس يتجمعون حولنا.
منذ أن ظهرتُ وأنا أحمل القطة، بدأ الكهنة ومجموعتي يتبعونني كما لو أنهم يتبعون عازف الناي.
وأيضًا، السيدات الثلاث اللواتي شاركن في الرهان.
كانت تعابير وجوههن مذهلة، خاصة هيلينا التي كانت معتادةً على التحكم في تعابيرها، لكنها الآن بالكاد تستطيع إخفاء صدمتها.
وفي تلك الأثناء……
“آنستي، هل وجدتِ الكائن المقدس؟”
“أنتِ مذهلة حقًا، أليس كذلك يا غاستون؟”
“بالتأكيد، أنتِ مذهلة بالفعل، آنستي!”
اقتربت ماري، و أوليفر، وغاستون بسعادة وتحدثوا معي.
“نعم، أنتِ مذهلة حقًا.”
حتى الكاهن المتدرب الذي راهن على فوزي بدا متحمسًا أيضًا.
“أوه، لا تبالغوا. هذا ليس بالأمر الكبير. لكن بالمناسبة……”
أجبت بثقة، ثم نظرت إلى أوين بحدة.
“لماذا لا تجيب؟”
عندما واصلت الضغط عليه، أدار نظره بعيدًا.
و في تلك اللحظة، شعرتُ أن ثقته قد تراجعت قليلاً.
يبدو أنه بدأ يفهم الموقف أخيرًا.
“لقد……أخطأت.”
اعتذر بصوتٍ خافت، فرفعت كتفي بلا مبالاة.
“ماذا قلت؟ صوتك منخفضٌ جدًا، لم أسمعكَ جيدًا.”
أصوات صرير أسنانه بدأت تُسمع.
حسنًا، يبدو أنه سيحتاج إلى فقدان بعض أسنانه ليستوعب الدرس.
“لقد أخطأتُ، يا سيدتي.”
“بماذا أخطأت؟”
“لقد تجرأت على التحدثِ بشكل سيءٍ عنكِ وتجاهلتكِ أمامكِ، ونا أعتذر بشدة. أرجو أن تغفري لي برحمتكِ.”
“حسنًا، أقبل اعتذارك.”
“حقًا؟”
رفع أوين رأسه فجأة ونظر إليّ، وعيناه تلمعان بالأمل.
أومأت برأسي بهدوء.
‘حتى روئيلا كانت فظة الكلام أيضًا.’
قبل قليل فقط كانت قد تذكرت لقب رويلا “لسان الأميرة القاسي”.
‘يجب أن أكون أكثر تسامحًا قليلًا.’
“شكرًا على اعتذارك.”
“سيدتي القديسة……”
“الآن عليكَ فقط أن تفي بوعدكَ، أليس كذلك؟”
الوجه الذي كان ممتلئًا بالأمل انكمش في لحظة.
مابه؟
“لقد قلتِ انكِ ستغفرين لي!”
“نعم، سأغفر لكَ. لكن الغفران غفران، و الرهان رهان.”
“أين المنطق في ذلك؟”
“صحيح، أختي. يبدو أن هذا مبالغٌ فيه قليلاً.”
تدخلت هيلينا بخجل، وصوت أوين المليء بالظلم يتردد، بينما كانت عيناها الكبيرتان مبللتين بالدموع.
‘اهذه هي التي كانت غير قادرة على التحكم في تعابيرها قبل قليل؟’
هذه الفتاة تتقن التمثيل، يجب ان تصبحَ ممثلة.
“ما هو الشيء الذي يبدو مبالغًا فيه؟”
“كان الأمر مجرد رهان للمتعة، بالإضافة إلى أنكِ قلتِ بأنكِ ستغفرين لي قبل قليل……”
“صحيح، أميرة رويلا. يبدو أن هذا مبالغٌ فيه.”
“نعم، الأمر لا يبدو جيدًا.”
هيلينا انتهزت الفرصة وأيدتهما بأجنحتها المرفرفة.
“حسنًا، لكنني لم أشارك من أجل المتعة. كما أنني حذرتكم مسبقًا بعدم تغيير اقوالكم.”
ترددتُ للحظة، قلقة من أن سمعتي قد تتأثر، ولكن سرعان ما قررت التمسك بموقفي بثقة.
“و كما قلت، الغفران هو الغفران، والرهان هو الرهان.”
لم يكن هناك أي منطقٍ خاطئ فيما قلت.
وبما أن نافذة النظام ظلت هادئة، يبدو أن الحضور كانوا يتفقون معي.
‘لحسن الحظ، بما أن معظمهم كهنة، يبدو أن العدالة أكثر أهمية بالنسبة لهم من العواطف.’
حتى هيلينا عضت شفتها بصمت، غير قادرة على إضافة المزيد.
ولكن لا يزال هناك من لم يقتنع.
“……ما هذا الكلام؟ أرجوكِ يا سيدتي القديسة، تجاوزِ الأمر هذه المرة فقط. إذا تركتُ منصبي ككاهن الآن، ستكون مشكلتي كبيرةً جدًا.”
“ما هي تلك المشكلة الكبيرة؟”
تردد بينما كانت كلماته تتلعثم.
ما هي تلك المشكلة الكبيرة التي يتحدث عنها؟
لا بأس، فلم يكن الأمر يهمني منذ البداية.
“حسنًا، مهما كانت تلك المشكلة الكبيرة، فأنا لست في مزاجٍ للتسامح.”
“……!”
“سألتزم بوعدي وأجعلكَ تتنحى عن منصبك.”
“هذا تجاوزٌ للحد……!”
أطلق اوين صرخة بغضب، ثم أغلق فمه على الفور عندما لاحظ نظرات المحيطين به.
واصلتُ تدليل القطة بينما تابعت الحديث.
“هل تظن أن هذا هو كل شيء؟ سأفرض عليك عقوبة قاسية أيضًا.”
“عقوبة قاسية؟”
“نعم، عقوبة قاسية.”
“هذا ليس له علاقة بالرهان! على الرغم من أنني أخطأت في الكلام، فهذا شيء مبالغٌ فيه حقًا.”
صرخ اويم وكأنه مظلوم.
“همم. هل تعتقد أن الأمر كذلك؟”
“بالطبع.”
على إجابته الجريئة، رفعت حاجبي.
“لكنني لا أعتقد ذلك.”
“ماذا؟”
“هل اعتنيت بالمخلوق المقدس بشكلٍ جيد؟”
“……؟!”
عندما طرحت السؤال، ارتسمت علامات الارتباك على وجه أوين.
‘كما توقعت.’
ابتسمتُ ابتسامةً خفية، مؤيدةً لحدسي.
____________________________
الفصل قصير 🤏🏻
خسارة توقعت اخيرا طلعت البسه البيضاء الي في الغلاب بس هذي مب هي 🥲
يبدو ان اوين سيلقم
هاهاهاهاهااااا
Dana