Hush Now, Saintess! - 29
ارتسمت ابتسامةٌ مائلة على شفتي هيلينا المنحنيتين برفق.
“من الرائع حقاً أن نلتقي هنا، أختي. لم أتخيل أبداً أنني سأصادفكِ في المعبد.”
“حقاً، لقد كان قراراً صائباً أن آتي اليوم للتبرع. وبهذه الطريقة قابلت هيلينا أيضاً.”
أوه.
ها نحن ذا.
تسللت شرارةٌ كهربائية بين الاثنتين للحظة.
على الرغم من أن التحية كانت قصيرة، إلا أن الهجوم والدفاع تصادما بسرعة.
‘نادراً ما تأتين إلى المعبد، ما الأمر الآن؟’
‘نعم، أنا هنا للتبرع فقط، فلا داعي لبدء شجار.’
لقد كانت مواجهةً قصيرة لا يفهمها إلا من يعرفهما جيداً.
“على أي حال، أنا سعيدةٌ حقاً لأنني التقيت بكِ، أختي. كنت بحاجة إليكِ فعلاً.”
رفعت رويلا حاجبيها مستغربة من كلام هيلينا.
ما الذي تنوي فعله؟
كان من المريب أنها نادتها من بعيد عمداً.
وكأنها صياد مسلح جيداً ببندقية، يرمي الطعم ليدفع فريسته إلى الفخ.
بالطبع، هذا لا يعني أنها ستقع بسهولة.
“ولماذا؟ ما الأمر؟”
“الأمر أنني بحاجة إلى مساعدتكِ في شيء ما. أليس كذلك، سيدي الكاهن؟”
رمشت هيلينا بعينيها الكبيرتين وهي تحدق في كاهنٍ معين.
تقدم الكاهن خطوةً إلى الأمام بعد أن تلقى نظراتها.
“مرّ زمن طويل منذُ ان رأيتكِ، يا سيدتي القديسة.”
“أنتَ…؟”
“آه، هذه أول مرة ألتقي بكِ منذ أن أصبحتُ كاهناً. و في المرة الماضية، كان أخي الصغير هو من تسبب في مشاكلَ لكِ، انا اعتذر.”
‘أخوه…؟’
أوه، إنه شقيق ذلك الرجل.
أخيراً، أدركت رويلا هوية الرجل.
في الماضي، خدع أورغن سيبر، رويلا الحقيقية ثم هرب، مما جعله يُصنف كمجرم قومي حتى تم القبض عليه.
أما شقيقه الأكبر، فهو الكاهن الذي يقف أمامها الآن، أوين سيبر.
‘الآن أتذكر، سمعت أن الابن الأكبر للكونت أصبح كاهناً.’
استعادت ذاكرتها من خلال التحقيق المتأخر في أورغن، حيث قرأت هذه المعلومات.
وبحسب ذلك التحقيق، كان هذا الرجل……
‘كاد ان يُشطبَ من السجل العائلي بسبب إدمانه على القمار، لكنهم أرسلوه إلى المعبد لأنه يمتلك بعض القوى الروحية.’
حقاً، الأخ مثل أخيه تماماً.
“نعم، مر وقتٌ طويل. أما عن أخيك، من الأفضل ألا نذكره.”
“أوه، يبدو أنني ارتكبت خطأً مرة أخرى.”
“لا بأس، لكنك قلت ان هناك شيئاً يمكنني مساعدتكَ فيه. ما هو؟”
“هاها، في الواقع، ليس هناك ما يقلقكِ بشأنه، سيدتي القديسة.”
“لا، لا، عليكَ أن تطلب المساعدة من أختي. أنا متأكدة أنها ستكون مفيدةً جداً لك.”
تدخلت هيلينا بلطف وهي تدفعه لطلب المساعدة.
استطاعت رويلا أن تدرك فوراً أن الفخ الذي نصبته هيلينا يتعلق بهذه “الطلب”.
“هيلينا، لا ينبغي أن تسببي الإحراج للكاهن. يبدو أن ما يريد قوله أمر صعب.”
“الأمر ليس كذلك. أنا متأكدة أن أختي ستكون مفيدةً له. أليس كذلك، فيرونيكا؟”
ردت هيلينا بعينين حزينتين على محاولة رويلا لإيقافها، ثم سألت إحدى رفيقاتها.
نظرت السيدة التي نادت باسمها إلى رويلا بسرعة ثم همست لهيلينا.
“من الأفضل ألا تضغطي عليها، دعيها تذهب يا هيلينا.”
“نعم، فقط دعيها تذهب.”
أضافت سيدة أخرى كانت تقف بجانبهم.
‘يا ترى، ما الذي يجري هنا؟’
ضيقت رويلا عينيها وأمالت رأسها في حيرة.
كانت تتوقع أن تشارك الاثنتان في محاولة إقناعها، لكن بدلاً من ذلك، يريدون أن يتركوها تذهب.
“بما أن الاثنتين تقولان ذلك، فلا خيار أمامي. حسناً، لنلتقي لاحقاً، أختي.”
في النهاية، استسلمت هيلينا وألقت التحية بكتفين منحنين.
بينما كانت رويلا تحاول فهم الموقف، هزت رأسها ببساطة.
“حسناً، لنلتقي لاحقاً، هيلينا.”
“إلى اللقاء، أختي.”
سمعت من خلفها وداعاً فاتراً.
‘هل هذا حقاً كل شيء؟’
رغم أنها كانت تخطو خطوتها ببطء، إلا أن شعوراً بعدم الارتياح لم يترك قلب رويلا.
في تلك اللحظة، وبعد أن ابتعدت قليلاً، بدأت تسمع صوت حديثٍ خافت من خلفها.
“أعتذر يا سيدي الكاهن. لقد أزعجتك دون داعٍ.”
“لا بأس يا سيدتي، أعلم أنك فعلتِ ذلك من أجلي.”
“لكن مع ذلك، أليس من الأفضل أن نخبر أختي على الأقل؟”
عندما سمعت رويلا ذكر اسمها عرضاً، توقفت فجأة.
‘ما الذي يخططون له؟’
“ما الأمر، سيدتي؟”
“اششش.”
وضعت رويلا إصبعها على شفتيها وأصغت بانتباه لما يُقال.
كما أن الثلاثة الذين كانوا يتبعونها رفعوا آذانهم هم أيضاً.
في هذا الهدوء، برز صوت أوين الرخيم* بوضوح.
*معناه صوت رجولي بس لين وعذب لأنه جالس يتميلح قدام النسوان
“هاها، لا بأس. حتى لو أخبرناها، لم تكن لتكون مفيدة. بل ربما كانت ستعيقنا. فالجميع يعرف ضعف قوتها الروحية.”
“صحيح يا هيلينا. ما الذي يمكن أن تقدمه لنا تلك القديسة الزائفة؟”
“أنا أوافق تماماً. أليس كذلك، سيدي الكاهن؟”
“هاها، بالطبع. بصراحة، حتى بالنسبة لي ككاهن، أشك في كونها قديسةً حقيقية.”
ثم تبع ذلك ضحكاتٍ عالية.
وسط هذه الأجواء، تظاهرت هيلينا بالبراءة وهي ترمش بعينيها الكبيرة، لكن في داخلها كانت تضحك باستخفاف.
نظرت بطرف عينها إلى ظهر رويلا التي كانت تقف متجمدة.
‘لابد أنها سمعت كل شيء.’
بالتأكيد سمعت.
ورغم ذلك، بقيت رويلا واقفة هناك دون أي حركة، ربما لأنها تعرف مكانتها الحقيقية.
قديسة ذات قوى روحية ضعيفة.
قديسةٌ زائفة.
هذه هي الألقاب التي تتبعها في كل مكان.
حسناً، سيكون من الممتع إذا فقدت أعصابها واندفعت نحونا، فهذا سيكون عرضاً مسلياً.
في تلك اللحظة، قُطعت أفكارها بصوت غير مبالٍ من أحدهم.
“لكن، سمعت أن القديسة تلقت وحيًا وعثرت على الأثر مقدس، أليس كذلك؟”
في لحظة، ساد جوٌ من البرود المتوتر.
حدق أوين بعينيه الغاضبتين نحو صاحب الصوت.
‘آه، هذا الأحمق عديم الفطنة.’
كان مستمتعاً بحديثه مع السيدات، ثم جاء هذا ليقطع الحديث بهذه الطريقة.
وما زاد الطين بلة أنه مجرد كاهن متدرب من عامة الشعب.
“كيف تجرؤ على مقاطعة حديث النبلاء؟ وأنت تصدق تلك الشائعات السخيفة؟ لهذا السبب لن تنجح أبداً. توقف عن هذا الهراء، واذهب فوراً و-“
قبل أن يكمل أوين عبارته المتوترة، قاطعهُ صوتٌ آخر من خلفه.
“هل تتحدثون عني الآن؟”
* * *
اتسعت عينا أوين تدريجياً عندما اكتشف وجودي.
وكانت السيدات الأخريات مذهولاتٍ أيضاً.
الشخص الوحيد الذي لم يُفاجأ كانت هيلينا.
“أختي؟”
تظاهرت هيلينا بالبراءة وأمالت رأسها وكأنها لا تفهم ما يجري.
‘آه، إذًا هكذا تخططين للتراجع عن الموقف تمامًا.’
“سيدتي القديسة؟ ألم تذهبِ بعد؟”
بدا أن أوين استعاد وعيه، فسألني سؤالاً غبياً.
“سمعتُ حديثًا ممتعًا، فتوقفت لأعود. لكنني سألتكَ أولاً، كان الحديث عني، أليس كذلك؟”
“لا، ليس كذلك……”
قام أوين بتحريك عينيه بسرعة، كما لو كان طفلًا يحاول اختلاق عذر.
وقفت مكتوفةَ الأيدي في انتظار ما سيقوله.
‘حسنًا، لنرَ مدى إبداع عذره.’
لكن ما قاله تجاوز كل توقعاتي.
بعد أن أغمض عينيه وفتحها، هز كتفيه بلا مبالاة.
“بصراحة، لم أقل شيئًا خاطئًا تمامًا، أليس كذلك؟”
ألقى كلماته السخيفة بابتسامةٍ ساخرة على شفتيه.
وفي الوقت نفسه، سمعت صوت ضحكاتٍ مكبوتة.
“همف.”
“هه.”
السيدتان الواقفتان بجانب هيلينا لم تستطيعا كتم ضحكاتهما.
بدا أن توترهما قد زال بعد موقف أوين الواثق.
آه، يا له من مشهد.
‘ويالهم من أوغاد.’
في هذه اللحظة، أدركت حقًا أهمية السمعة.
لو كانت سمعتي مثلما كانت سابقًا، حين كانت 3 فقط، لما كان أمامي خيارٌ سوى التزام الصمت في موقفٍ كهذا.
لكنني رفعت حاجبي وتحدثتُ بثقة.
“ماذا قلتَ للتو؟”
“أعترف أنني كنت قاسيًا بعض الشيء في حديثي. لكن ما نبحث عنه هو كائنٌ هرب منا. وهذا الكائن يهاب الأشخاص الذين يمتلكون قوى روحية ضعيفة. لذا، لا أعتقد أن ما قلته كان خاطئًا تمامًا.”
“آه، فهمت. هذا يعني أنني مجرد قديسةٍ ضعيفة بلا قوة، وبالتالي سأكون عقبة في طريق العثور على هذا الكائن؟”
“…..حسنًا، إذا فهمتِ الأمر بهذه الطريقة، فلا يمكنني فعل اي شيء.”
أجاب أوين بابتسامةٍ ساخرة على سؤالي الذي كان مليئًا بالدهشة.
“لكن انت-!”
تمتم أوليفر بغضب، بينما كان يتحرك وكأنه على وشك الانفجار.
فرفعت يدي لإيقافه.
“لا بأس. لا تثر ضجة بلا داعٍ. نحن في معبدٍ مقدس.”
“لكن، آنستي…..”
“لا تقلق، سأتعامل مع الأمر بنفسي.”
لم يكن الأمر بأنني لم أشعر بالغضب.
فمن سيكون سعيدًا وهو يتعرض للتنمر بهذه الطريقة المباشرة؟
لو كانت رويلا الأصلية في مكاني، لكانت قد نتفت شعر أوين منذ فترة.
لكن الشعر ينبت من جديد، أليس كذلك؟
وبالإضافة إلى ذلك، كان ذلك سيحقق هدف هيلينا.
‘لن أسمح بذلك.’
لحسن الحظ، لدي طريقةٌ أكثر فعالية وحسمًا للتعامل مع هؤلاء الوقحين.
“حسناً، ماذا عن رهانٍ بيننا؟”
__________________________
يعععع هيلينا تقهررر ابي اروح امعط شعرها!
عسا رويلا بس تأدبهم قليلين الأدب
بعدين من ذا الكاهن المؤدب الي جا ودافع عنها خل نسلم عليه🤏🏻
Dana