Hush Now, Saintess! - 17
حسنًا. لا ضرر من المحاولة.
أمسكت بقلبي النابض بيدي وأنا أزيح غطاء الرأس الذي كان يغطي وجهي.
ومع نزول الغطاء، تساقط شعري الوردي الذي كنت أخفيه داخل الرداء على كتفي.
عندما رأى كارون هذا المنظر أمام عينيه، اتسعت عيناه بدهشة.
“أ….أنتِ….؟”
بدا وكأنه تعرف عليّ على الفور من ملامحي.
كان هذا مريحًا. فقد كنت أفكر، في إذا لم يتعرف عليّ، هل سيكون علي أن أقدم نفسي بطريقةٍ محرجة؟
اكتفيت بابتسامة عريضة وهززت رأسي بدلاً من الإجابة.
‘نعم، صحيح.’
أنا بالفعل القديسة الوحيدة في الإمبراطورية.
كارون الذي بدا مرتبكًا، عدّل من وضعية وقوفه.
“القديسة؟! لماذا القديسة هنا….؟”
من طريقته في حفاظه على بعض الاحترام، بدا واضحًا أنه أيضًا من مواطني الإمبراطورية.
‘في هذه الحالة، عليّ أن أكون على قدر توقعاته.’
رفعت ذقني قليلاً بتعبير متعجرف.
“بما أنك تعرفت عليّ، فهذا سيسرّع المحادثة.”
“عفواً؟”
“في الحقيقة، السبب الذي جعلني آتي إلى هنا اليوم هو أنني تلقيت وحيًا.”
تجاوزت كل الكلام غير الضروري ودخلت في صلب الموضوع مباشرة.
فكلما طال الكذب، كان من الأسهل أن يتم كشفه.
وهذا هو مبدأ الكذب الأساسي.
“……وحي؟”
رد كارون بصوت بدا عليه بعض التوتر.
حتى وإن كان رجلًا ضخم البنية، إلا أنه يبدو صغيراً أمامي الآن.
“نعم، وحي. إنه صوتٌ لا يستطيع سماعه إلا أنا.”
تحدثتُ بنبرةٍ مليئة بالتأثر.
ثم قلت
“أخبرني الحاكم أن هناك أثرًا مقدسًا مخبأً هنا.”
وأشرت بإصبعي إلى الجوهرة التي رأيتها سابقاً.
تحرك رأس كارون متتبعًا إصبعي.
لم يمض وقت طويل حتى اتسعت عينا كارون وهو يهمس كما لو كان في حيرة.
“……كيف عرفتِ أن تلك هي الأثر المقدس؟ هل هذا هو ما يميز القديسة؟”
“……؟”
حاولت جاهدة أن أغلق فمي المفتوح بسبب الصدمة.
لكن لم أستطع التحكم في نبضات قلبي المتسارعة.
‘أكان هذا حقاً أثرًا مقدسًا؟’
لقد قلت ذلك على سبيل التخمين، ولم أكن أعتقد أنه حقاً أثر مقدس.
الآن فهمت لماذا كان يتفاخر قائلاً إنه لا يشعر بالأسف على دفع 5 مليارات شلن عليه.
إذا كان أثرًا مقدسًا، فإنه بالتأكيد يستحق هذا المبلغ.
سعلت قليلاً لأحافظ على مظهري الرسمي وقلت بنبرة جدية.
“كما توقعت، الوحي لا يخطئ. على أي حال، الأثر المقدس هو في الأصل ملكٌ للمعبد. أرجو أن تعيده.”
كارون لم يقل شيئاً.
بدا وكأنه يفكر في شيء ما.
وبعد لحظات، أمال برأسه قليلاً.
“هذا صعب نوعاً ما.”
……لم أكن أتوقع هذا.
لكنني استجمعت كل طاقتي للحفاظ على هدوئي.
ظهرت على وجهي علامات الاستياء بينما فتحت فمي مجددًا.
“قلتُ لك. الأثر المقدس هو ملك للمعبد.”
“لا يهمني ذلك. لقد اشتريت هذا مقابل المال. لذلك، حتى لو كان من المعبد، لا يمكنكم أخذه مجانًا. يجب أن تدفعوا الثمن، سيدتي القديسة.”
ثم ابتسم كارون ابتسامة مليئةً بالثقة.
“أليست سيدتي القديسة ابنة دوقية برييتا العظيمة؟ لا بد أن لديكِ الكثير من المال، فلماذا لا تشتريه ببساطة؟”
عند هذه النقطة، تأكدت من أنه لا يمكنني الحصول على الأثر بهذه الطريقة.
‘حسنًا. إذاً سننتقل إلى الخطة الثانية.’
على الفور، اتبعت الخطة البديلة التي كنت قد فكرت بها مسبقًا.
في الحقيقة، في حياتي السابقة، كنت قد تعاملت أحيانًا مع أشخاص خطيرين.
كانت الأجور مرتفعة بشكل غير عادي في المتجر الصغير الذي يقع في زقاق مليء بالحانات، وبسبب هوسي بالمال، تجاهلت المخاطر وعملتُ هناك.
كان الخوف من الجوع أقوى من الخوف من مخاطر الليل في تلك الأيام.
وأثناء عملي هناك، قابلت العديد من الأشخاص الذين يرتادون الشوارع ليلًا.
وما أدركته حينها هو أن هؤلاء الأشخاص أكثر خوفًا مما كنت أتصور.
خصوصاً فيما يتعلق بـ ‘الخرافات’.
ربما لأنهم كانوا يكسبون المال بسهولة، فقد كانوا حساسِين جداً لـ ‘الحظ’.
كانوا يؤمنون كثيراً بالمعتقدات الشعبية، وكان هناك من غرق تماماً في الديانات الزائفة.
على الرغم من ارتكابهم لكل أنواع الآثام، إلا أنهم كانوا يخشون العقاب.
تخلّيت عن مظهري المتعجرف وأظهرت على الفور تعبيراً مليئاً بالشفقة.
كان هذا تحديداً وجه شخص يشعر بالأسف تجاه الآخر.
بينما كنت أنظر إلى كارون بنظراتٍ متألمة.
“هاه….”
تنهدت تنهيدةً عميقة، ولاحظت أن كايرون بدأ يتوتر قليلاً.
بالطبع، هو يشعر بالقلق. إذ كيف يمكنه تجاهل القديسة التي تلقت ‘وحياً من الحاكم’ وتعرفت على الأثر المقدس على الفور؟
” هااه….”
تابعت تنهدي بعمق مرة أخرى.
“……لماذا تنظرين إليّ هكذا؟”
لم يستطع كارون تحمل هذه التنهيدة الأخيرة، فاستجاب للطُعم.
“في الحقيقة، كنت أتحاشى قول هذا حتى لا تقلق……”
“ماذا؟”
“هذا الأثر ليس أثراً عادياً.”
“هاه، وماذا أيضاً؟ نعم، بالطبع، إنه ليس أثراً عادياً. لهذا السبب عليكِ دفع 5 مليارات شلن للحصول عليه. توقفي عن التلاعب بالكلمات……”
“هو أثرٌ ملعون.”
توقف صوته الساخر فجأة.
رمش بعينيه عدة مرات وهو ينظر إليّ مباشرة.
“ماذا؟ ملعون؟”
“نعم، الأثر المقدس الذي تتحدث عنه. في الحقيقة، إنه ملعون.”
“ما، ما نوع اللعنة؟”
حاول أن يتظاهر بالهدوء، لكن صوته المرتعش ظهر خارجاً عن ارادته.
“إنها لعنة تؤذي صاحب الجوهرة. تتغذى على طاقة حياته وتزيد من قوة اللعنة.”
“……هل هذا صحيحٌ حقاً؟”
“نعم.”
“أنتِ لا تخدعينني الآن، صحيح؟”
من الوقاحة أن يشكك في صدقي وهو من يكسب رزقه من الخداع.
بالطبع، كنتُ أكذب.
مع ذلك، فأنا لا أخدع الأبرياء مثل هؤلاء المحتالين الآخرين. لست مثل كارون الذي أمامي، أو بائع المجوهرات الذي أوصلني إلى هنا، الذين يخدعون الأشخاص الذين لا يعرفون شيئًا.
إنني مثل الفتاة الملاك التي تقول: ‘آه، ارجو ان اكون اليوم أيضًا محتالةً عادلة.’ وتسير الأمور بدون معوقات، مما يعني أنني محتالةٌ عادلة.
حدّقت فيه بنظرة حادة.
“خداع؟ هل تعتقد ذلك حقًا؟”
“…….”
“أنت. ألا تشعر بأن صحتك ليست على ما يرام هذه الأيام؟ صداع خفيف، أو ربما عسرٌ في الهضم، أو صعوبة في النوم؟”
عندما قالت رويلا ذلك، شهق كارون وأغلق فمه بإحكام.
‘كيف علمت؟’
كانت محقة في كلامها.
لقد كان يعاني بالفعل من عسر الهضم مؤخرًا.
في الحقيقة، كان ذلك نتيجة تناوله الكثير من الطعام الدهني، لكنه لم يدرك هذا الأمر.
“كيف عرفتِ بذلك……؟”
ابتسمت رويلا بهدوء رداً على سؤال كارون.
‘كيف عرفت؟ الصداع، وعسر الهضم، والأرق هي من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً.’
كانت تتوقع أن تصيب واحدة منها على الأقل.
لكنها أخفت نواياها الحقيقية وابتسمت برزانة.
“أنا قديسة، لذا أرى كل شيء. وفي الثلاثين عامًا الماضية، هل توفي شخص مقرب منك؟”
تفاجأ كارون مجددًا من سؤال رويلا.
“لا أعرف إن كان قريباً جداً، لكن جدي توفي قبل 12 عامًا.”
“أرى. يبدو أن هناك روحًا حزينة تائهة حولك.”
“ماذا؟ هل يمكنكِ رؤية جدي؟”
“لا أعلم إن كانت روح جدك، لكني أرى روحًا عاجزة عن الراحة بسبب الظلم. هل عانى جدك كثيرًا قبل وفاته؟”
“يا إلهي، نعم. لقد توفي بسبب مرض، وكان يعاني كثيرًا قبل أن يفارق الحياة.”
“كما توقعت.”
عند تأكيد رويلا الهادئ، أغلق كارون فمه بيديه.
لقد نسي، مثل معظم الناس، أن الكثيرين يعانون بشدةٍ قبل وفاتهم.
“حقًا، القديسة مختلفةٌ تمامًا! لا شيء تخطئ فيه!”
‘لحظة، إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن اللعنة على الأثر المقدس حقيقية أيضًا، أليس كذلك؟’
وصلت هذه الفكرة إلى عقل كارون، وسرعان ما بدأ وجهه يشحب.
حاول أن يسيطر على يديه المرتعشتين وسأل رويلا بصوت مرتعش.
“إذًا، هل اللعنة على الأثر المقدس حقيقيةٌ أيضًا……؟”
“بالطبع، إنها حقيقة. هل هناك شيء مما قلته كان خاطئ حتى الآن؟”
“……لا، لم يكن هناك شيء.”
“أليس كذلك؟ في الواقع، أنت في وضع حرج للغاية الآن.”
“ماذا؟”
“الأثر المقدس قد استنزف بالفعل الكثير من طاقتك الحيوية. والآن، أعتقد أن الحاكمة لوكيرا أرسلتني هنا لإنقاذك.”
امتلأت عينا كارون بالدموع من التأثر بعد سماع كلمات رويلا.
“سي……سيدتي القديسة!”
غارقًا في الامتنان، هرع كارون من خلف المنضدة وركع أمام رويلا.
“سيدتي القديسة! ماذا علي أن أفعل الآن؟!”
“أوه، من فضلك لا تقترب كثيرًا. ابتعد عني بخطوتين وأركع هناك.”
استجاب كارون لتعليماتها وزحف على ركبتيه مبتعدًا بخطوتين.
شعرت رويلا بالارتياح في داخلها.
كانت قلقة من عدم جدوى ما تقوم به، لكن مع رؤية تطورات الوضع، بدت أنها ليست بحاجة للقلق.
الآن، تبقت فقط الخطوة الأخيرة.
“هل يوجد شجرة تفاح في الساحة؟”
“لا، ليست هناك أي شجرة.”
أجاب كارون وهو يرفع حاجبيه بعلامة استغراب.
لمحت رويلا لمحة من الشك في عينيه الباكيتين، لكن لم تشعر بالارتباك على الإطلاق.
“أوه، حسنًا. لو كانت موجودة، لكان ذلك سيشكل مشكلة كبيرة.”
______________________
لعبت عليه المجنون 😭😭😭😭😭😭
هذي آخرة الي يصدق الخرافا شفتوا كيف رويلا تعطيكم دروس
Dana