Hush Now, Saintess! - 14
كانت قصة مؤثرة للغاية. يا لها من نية خالصة تماماً لمعبد وشعب الإمبراطورية!
‘حقًا، إنها القديسة!’
طوال الفترة الماضية، كنتُ أشعر أحيانًا بالشك فيما إذا كانت هذه السيدة حقًا قديسة، والآن أندم على تلك الشكوك.
كانت الأميرة فقط غير ناضجة بعد، لكنها كانت بلا شك تمتلك مقومات القديسة.
“الا يوجد شيء أستطيع مساعدتها به؟”
“في الواقع، لقد تحدثت عن ذلك عندما ذكرت موضوع النافورة.”
“ما الأمر؟ تحدث فورًا و الآن.”
عندما نهض رئيس الكهنة فجأة من مقعده وهو يستعجله، رمش فيكتور بعيونه.
لقد رأى رئيس الكهنة منذ طفولته، لكن رؤية هذا القدر من الحماس منه كان أمرًا نادرًا.
آخر مرة كان فيها بهذا القدر من الحماس كانت عندما علم بأن القديسة ستظهر هذا العام.
منذ ذلك الحين، لم يسمع سوى الأخبار السيئة حول القديسة، ولم تكن هناك الكثير من المناسبات التي تدفعه للابتسام.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا ذلك الحدث.
‘آه، ليس هذا هو الوقت المناسب للتفكير في ذلك.’
توقف فيكتور عن افكاره التي كانت على وشك التشتت، وبدأ بالكلام.
“ليس أمرًا صعبًا، لقد طلبت وثيقة تثبت أن هذه النافورة قد صُنعت لتكون تبرعًا للمعبد. وقالت إنها تريد استخدامها للحصول على موافقة الامبراطور.”
“هوه……”
رئيس الكهنة الذي كان يتململ قفز من مكانه، و جلس مجددًا وهو يهمهم بكلمات مبهمة، غارقًا في مشاعر عميقة.
شعر بدوار من التأثر. الطلب الوحيد الذي تلقاه كان ببساطة “وثيقة تثبت أن النافورة تبرع للمعبد.” و بمجرد تقديم هذه الوثيقة للإمبراطور، ستكون النافورة مخصصة للتبرع للمعبد دون أي استثناء، وهو ما يعني وعدًا قانونيًا.
“سأجهزها فورًا و الآن. ألم تقل متى تحتاج إليها؟”
“فقط طلبت مني إحضارها في الدرس القادم……”
“حسنًا! سأكتبها فورًا الآن!”
رئيس الكهنة قطع كلام فيكتور واقفًا فجأة مرة أخرى، متجهًا بحماس نحو مكتبه. كانت مشيته الحيوية تشير إلى حالةٍ من الحماس الغريب.
‘كم مرة قال ‘الآن’؟’
ابتسم فيكتور بسخرية طفيفة وهو ينهض من مكانه. وبينما كان يغادر غرفة رئيس الكهنة، كان هو مشغولًا بكتابة الوثيقة، و بالكاد يلوح له بيده.
عندما خرج فيكتور من الغرفة، سار في الممر الفارغ. خلف الأعمدة البيضاء المقوسة، و لفتت نظره الورود المتفتحة في بداية الصيف.
كانت الورود ذات البتلات الوردية، التي يُقال إنها الزهرة المحبوبة لدى الحاكم.
‘الآن بعد أن أفكر في الأمر، ربما كانت تشبه لون شعر الأميرة رويلا……لا، أقصد القديسة.’
توقف فجأة فيكتور عن السير، مستعيدًا ذكرى لقائه مع القديسة اليوم.
في الماضي، كان يعتمد فقط على الشائعات، ويعتقد أنها غير مناسبة تمامًا لتكون قديسة. لهذا السبب كانت توقعاته عنها تقريبًا صفر. لكن عندما واجهها وجهًا لوجه، على الرغم من نقص معرفتها، لم يبدُ أنها تفتقر إلى الرغبة في التعلم.
قد يكون أداؤها في الماضي غير معروف، ولكن الانطباع الذي تركته عليه لم يكن سيئًا. بالإضافة إلى ذلك، أن تفكر في مثل هذه الطريقة الفريدة والمبتكرة للتبرع!
‘ربما تكون بالفعل قديسة رائعة.’
بدأ يشعر بشيء من الترقب للحصة التالية.
***
“همم، همم.”
بعد أن ودعت معلمي حتى عربته، عدت مباشرة إلى غرفتي.
كنت أحمل بيدي عدة كتب استعرْتها من المكتبة.
اليوم خططت لمراجعة ما تعلمته وتحضير الأساسيات بشكل عام.
لا أريد أن أبدو محرجة وأنا في هذا العمر ما زلت أتعلم الأساسيات، لذا كان علي أن أسبق الدروس قليلاً.
ولكن بمجرد أن عدت إلى الغرفة، لم أتمكن من قراءة الكتب بسهولة. كان السبب هو الابتسامة التي لم أستطع كبتها.
‘أعتقد أنني تركت انطباعًا جيدًا كما خططت، أليس كذلك؟’
سواء في الدرس أو في موضوع التبرع.
كانت فكرة نافورة الأمنيات مجرد صدفة بحتة. عندما كنت أتجول في الحديقة قبل الدرس، لفتت نظري النافورة فجأة.
‘هذا هو!’
فور أن رأيت النافورة، خطرت لي فكرة التبرع مثل ومضةٍ في ذهني. لقد تذكرت الوجهة السياحية التي لطالما أردت زيارتها في حياتي السابقة: روما، إيطاليا، وأحد أشهر معالمها.
‘نافورة تريفي!’
*آخر الفصل
نافورة تريفي معروفة أيضًا باسم “نافورة الأمنيات”. الناس يرمون عملة نقدية ويتمنون فيها، ويقال إن أمنياتهم تتحقق،
ولهذا اكتسبت هذه الشهرة. لا أعلم إن كان هذا صحيحًا أم لا، لكن النافورة أصبحت معلمًا سياحيًا شهيرًا، ويُقال إن قيمة العملات التي تُلقى فيها تصل إلى 1.7 مليار وون كوري سنويًا.
1.7 مليار وون.
مجرد التفكير في هذا المبلغ يجعل قلبي ينبض بسرعة.
بالطبع، لا أعتقد أن نافورة الأمنيات التي سأصنعها ستجمع هذا القدر من المال. فأنا لم أقرر حتى أين سأضع النافورة بعد.
لكن……
‘حتى لو لم تكن 1.7 مليار، إذا استمر الناس في الإمبراطورية والسياح في رمي العملات المعدنية باستمرار……’
سيكون الأمر أشبه بحصولي على حصالة تُملأ تلقائيًا. وبإضافة فائدة بنسبة 10%!
‘مهمتي هي التبرع، لذا فإن المبلغ الذي يُجمع من نافورة الأمنيات سيُعتبر تبرعًا، أليس كذلك؟’
لم يُطلب مني تحديدًا أن أتبرع من أموالي الشخصية. إذا صنعت النافورة وجمعت المال للتبرع به، فهذا يعد نوعًا من التبرع غير المباشر، أليس كذلك؟
سأضع اسمي كمؤسسة للنافورة وأترك إدارتها للمعبد، وبهذا لن أضطر للتعامل مع أي متاعب إضافية.
لحسن الحظ، لم يكن هناك أي تنبيهٍ من النظام يعترض على أفكاري، مما يعني أن خطتي لا تتعارض مع القواعد.
لذلك، بعد انتهاء الدرس، تحدثت مع المعلم فيكتور حول فكرة النافورة. و لقد استمع إلى قصتي بعناية وبدا عليه الاهتمام الكبير.
“إنها حقًا فكرة رائعة.”
……وأثنى عليّ أيضًا.
حتى عندما طلبت منه أن يطلب من رئيس الكهنة وثيقة الضمان، أبدى موقفًا إيجابيًا. لذا، من المحتمل أنه قد نقل طلبي إلى رئيس الكهنة الآن.
‘إذن ما أحتاجه الآن هو……’
* * *
في أحد الأزقة المظلمة.
رغم أن الوقت ما زال نهارًا، إلا أن الزقاق المخفي لم يكن يتسلل إليه أي شعاع من الضوء.
هذا المكان كان الجزء الخلفي من المدينة، حيث يكون ظل العاصمة.
كما لو كانت وجهًا مظلمًا يقف خلف النور.
في هذا الزقاق المظلم، كان هناك أشخاص يتصرفون بعفوية ويبيعون بضائعهم تحت خيمة متهالكة.
كانت السلع المعروضة متنوعة للغاية. من أسلحة تبدو خطيرة، إلى نباتات غريبة وغير معروفة، وحتى جواهر لا يمكن التمييز بين كونها حقيقية أو مزيفة.
ومع ذلك، كانت هناك نقطة مشتركة بين كل هذه السلع.
لم يكن أي منها يتم تداوله بطريقة قانونية.
‘باستيون.’
هذا المكان كان زقاقًا خطيرًا مليئًا بكل أنواع الأنشطة غير القانونية. وبسبب ذلك، كان الزبائن الذين يأتون إلى هنا غالبًا من أصحاب الأموال. فالبضائع غير القانونية تكون دائمًا مرتفعة الثمن.
كان التجار يراقبون بعناية اثنين من الرجال دخلا الزقاق. كلاهما كانا يرتديان عباءات تغطيهما من الرأس إلى أخمص القدمين، لكن رغم ذلك كان يبدو عليهما علامات الثراء.
كان الرجل الأطول من بينهما لافتًا للنظر بشكل خاص. ساقاه الطويلتان وكتفاه المشدودتان ظهرتا قليلاً من تحت العباءة، بالإضافة إلى ظهره القوي وخطواته المتناسقة.
من النظرة الأولى، كان واضحًا أنه زبون من النوع الذي يجلب المال الوفير.
“يا رفاق! لدينا بضائع رائعة وصلت اليوم! لماذا لا تلقون نظرة؟”
“هذا المكان أفضل. لدينا نباتات سامة مذهلة. ما رأيكم؟”
“ما الذي ستفعلونه بالنباتات السامة؟ هنا لدينا جواهر نادرة يصعب العثور عليها!”
“يا هذا، هؤلاء الزبائن قد خصصتهم لنفسي!”
“مضحك حقًا! من متى أصبح هناك زبائن لك ولي؟ من يسبق هو من يحظى بالزبون!”
استمرت العروض الصاخبة من التجار في كل زاوية، حتى بدأت النزاعات تظهر فيما بينهم.
كان هذا النوع من الصراع على الزبائن مشهدًا مألوفًا في هذا الزقاق.
لو كان الزبائن أشخاصًا عاديين، لربما أصابهم الخوف وبدأوا يرتجفون، لكن هذين الرجلين لم يبديا أي اهتمام، بل لم ينظرا حتى في اتجاه التجار، وواصلا طريقهما.
كان التجار يتعاركون فيما بينهم و لاحظوا أخيرًا تجاهل الرجلين، فحاولوا إيقافهما.
“يا أيها الرجلان! كيف تذهبان دون أن تنظرا إلى بضاعتنا؟ على الأقل ألقي نظرة!”
توقفت خطوات الرجل الطويل، كان هذا التوسل أشبه بالتهديد. فتوقف الرجل الذي كان يتبعه أيضاً.
“هل تريد أن أتولى الأمر؟”
همس الرجل الثاني بسؤاله، وكان الأول، هيلديون كايروس، يرفع حاجبيه إشارة إلى التفكير.
قبل عام واحد فقط، كان هيلديون في ساحات المعارك. لقد كان في قلب الحرب التي أرهقت الإمبراطورية لسنوات طويلة ضد الطائفة الوثنية.
كان الكثيرون قلقين من أن يكون ولي العهد في مقدمة المعركة، لكنهم سرعان ما أدركوا أن مخاوفهم لا أساس لها.
هيلديون كان يُعرف بأنه أقوى رجل في الإمبراطورية.
بعد أول إمبراطور، كان هيلدون كايروس من بين أكثر الأفراد الموهوبين ببركة القوة في العائلة الإمبراطورية. لم يكن هناك من يجرؤ على مواجهته حتى في ساحات المعارك.
وبدلاً من ذلك، عاد من الحرب بلقب “ولي العهد المشؤوم”. كان هذا اللقب يعكس حقيقة أن جميع من اقتربوا منه لم ينجوا بأرواحهم.
الحرب التي استمرت طويلاً والتي سببت الكثير من الأضرار انتهت بسرعة عندما شارك هيلديون فيها، وكانت النتيجة حتمية، وهي انتصار الإمبراطورية.
بالنسبة له، كان هذا النوع من أوكار الجريمة التافهة لا يُستحق حتى التفكير فيه.
“يكفي. لا فائدة من إثارة الضجة هنا.”
لم يكن هناك أي أثر للخوف في عينيه الخضراوين، حيث بدت عليه كراهية واضحة.
‘إنهم العفن الذي يأكل من جسد الإمبراطورية.’
لكونه ولي العهد منذ ولادته، كان يحب الإمبراطورية أكثر من أي شيءٍ آخر، لذا كان يكره هؤلاء الفئة.
رغم رغبته في تنظيف الأمور فورًا، كان لديه سبب آخر لزيارة هذا المكان.
_______________________
يااااااااس اخيرا ظهر ولي العهد البطل ههههعععهعهعهعهاااااااااا
رويلا ذكيه كل ذاه عشان ماتدفع من فلوسها راحت تاخذ فلوس الشعب😭😭😭
-نافورة تريفي:
نافورة تريفي(بالإيطالي:Fontana di Trevi، فونتانا دي تريفي) هي أكبر نافورة باروكية في روما وواحدة من أشهر النوافير في العالم. و يبلغ ارتفاعها 26 مترا، ويصل اتساعها إلى 20 مترا. يقصدها ملايين السياح سنويا أملا منهم بأن تتحقق أمنياتهم وفقا للأسطورة القديمة. وقد قام بتصميمها المعماري الإيطالي نيكولا سالفي
Dana