Hush Now, Saintess! - 11
‘أنا في اجتماع عمل. في اجتماع عمل على انفراد مع المدير.’
مهلا، مجرد تخيل هذا الأمر مرعب جدًا، أليس كذلك؟
ولكنني حاولت جاهدةً إخفاء تلك المشاعر وابتسمت بخجل.
عندما تكون في موقف محرج، الابتسام هو الخيار الأفضل دائمًا.
“ابتسامتكِ بلا معنى.”
‘حسناً، لقد فشلت، لكن……’
بررتُ ابتسامتي بتوتر.
“لقد مر وقت طويل منذ تناولنا الطعام معًا، لذا أنا سعيدةٌ بذلك.”
“هل يعجبكِ تناول الطعام معي؟”
بدت عليه ملامح الشك التام.
حسنًا، لو كنتُ مكانه لما صدقتُ ذلك أيضًا. لا بد أن العلاقة بيننا كانت سيئةً للغاية.
ولكن في مثل هذه الأوقات، يجب علي التصرف بجرأة أكبر.
“بالطبع. عندما كنتُ صغيرة، كان والدي مشغولاً، وبعد أن كبرت، أصبحت علاقتي مع والدي……”
“…….”
“أصبحت علاقتنا متوترة نوعًا ما، وكل ذلك كان بسبب تصرفاتي.”
لم يرد الدوق.
بدأتُ أشعر بالتوتر اكثر، ربما اخترت موضوع الحديث الخاطئ.
أعتقدتُ أنني قد حاولتُ جاهدة لتغيير الجو، لكن الأمر اصبح غريبًا.
‘هل علي تغيير الموضوع؟’
بدأت أفكر في موضوع محادثةٍ مناسب. موضوعٌ يمكنه أن يحسّن الجو ونستمر فيه بشكل طبيعي في المحادثة……
آه، تذكرت شيئًا مناسبًا.
“أبي، هل لي أن أسألك عن كيفية التبرع للمعبد؟”
“التبرع؟”
“نعم، التبرع. أشعر بالخجل من ماضيَّ المتمرد وأريد أن أتوب من خلال التبرع. لكنني للأسف لا أعرف الطريقة الصحيحة للقيام بذلك. لا أعلم من يجب أن أتواصل معه أو كيف يجب أن يتم الأمر.”
“هل أنتِ جادة؟ أنت تعلمين أن مصروفك الشخصي سيُقطع لبعض الوقت، ومع ذلك ترغبين في التبرع؟”
بدت في عيني الدوق نظرة شك. بدا وكأنه يحاول التأكد مما إذا كنت صادقةً أم لا.
“هل المال هو المهم هنا؟ لدي ما يكفي حقاً. المجوهرات، الفساتين، الحُلي……كلها بشكل أو بآخر نتيجة لأخطائي. لذا أفكر في التخلص منها.”
“جميعها……؟”
“أليس من الطبيعي أن يكون الندم والتوبة بهذا العمق؟”
قلت ذلك بمرارة، مبتسمةً ابتسامة حزينة.
‘هل سينجح ذلك……؟’
لحسن الحظ، يبدو أن الخطة نجحت.
رغم أن الدوق ما زال ينظر إليّ بشك، إلا أنه أومأ برأسه قليلاً.
“بشأن التبرع، اسألِ معلم الكهنة الجديد الذي سيأتي بعد بضعة أيام.”
“المعلم جديد؟”
“نعم. من الأفضل أن تسألِ المعلم الكاهن بدلاً مني. وبالمصادفة، سيرسل لنا المعبد كاهناً جديدًا قريبًا……تسك.”
وفي نهاية كلامه، نقر الدوق بلسانه.
لحظة، هذه الأجواء تبدو……
“لا داعي لأن أذكركِ برقم هذا المعلم، أليس كذلك؟”
كما توقعت، الجو كان يوحي بأنني على وشك أن أتعرض للتوبيخ.
‘وكأن كل خطوة أخطوها قد تؤدي بي إلى فخ.’
لا يبدو أن هناك موضوعًا يمكنني الحديث عنه دون أن أتعرض للتوبيخ.
تلقت رويلا تعليمًا خاصًا عن المعبد على يد كبار الكهنة في المعبد. كان ذلك امتيازًا خاصًا بالقديسة.
عادةً ما يتلقى الطلبة الدروس من معلمين عاديين من المعبد أو من الكهنة العاديين.
لكن رويلّا كانت تُغير معلميها الخاصين رغم هذه المعاملة الخاصة.
ببساطة لأنها لم تُعجب بوجوههم.
‘لم يعجبني صوتهم.’
‘الدروس مملة.’
‘لا أحبهم ببساطة.’
كانت الأسباب متنوعةً للغاية.
أطول معلم صمد معها مؤخرًا أعلن في النهاية استقالته بنفسه، قائلاً إنه لم يعد يستطيع الاستمرار في تدريسها.
ودعته رويلا بكل برود، قائلةً انه يستطيع الرحيل وقت ما يشاء.
فهي لم تهتم أبدًا بالمعلمين لأن أيًا منهم لم يكن يهمها، فهي لم تكن تستمع لأي درس في الأصل.
و من المفترض أن يكون المعلم الجديد قد وصل منذ فترة، لكن تأخر بسبب الحادثة التي تسببت رويلا بها عندما تصرفت بجنون وأغمي عليها.
“لا تقلق يا أبي. لن يحدث ذلك مجددًا. سألتزم بالدروس هذه المرة.”
“حسنًا، عليك الوفاء بوعدك.”
“بالطبع.”
أجبتُ بثقة، لكن لم يكن هناك رد.
لم يتحدث الدوق مجددًا إلا عندما كنت مشغولة بتناول الطعام.
“بالمناسبة، أخبرتني هيلينا بأنها قد سمعت بعض الشائعات عنكِ مؤخرًا.”
توقفت عن الأكل ورفعت رأسي.
‘كيف عرف بذلك؟’
حسنًا، بطريقة ما لا بد أنه يعلم.
أومأت برأسي بهدوء.
“نعم، هذا صحيح.”
“هممم. سمعت أن تلك الشائعات وصلت أيضًا إلى ديموس كيليان.”
“نعم، هذا صحيح أيضًا.”
“ومع ذلك، لم تغضبِ؟”
توقفت لوهلة ورمشت بعينيّ من المفاجأة.
“أه، هذا.…..”
‘عندما أفكر في الأمر، يبدو هذا غريبًا حقًا.’
فالدوق يعرف جيدًا كم كانت رويلا مهووسة بـ ديموس. ولو كانت رويلا الأصلية هنا، لكان من الطبيعي أن تصفع هيلينا على الأقل، لكني لم افعل، لذا من الطبيعي أن يتساءل عن السبب.
‘يبدو أنني يجب أن أجيب بحذر.’
شعرت أن أي إجابة خاطئة قد تجعلني أدوس على لغمٍ آخر.
لذا، أخذت بحذر حبة طماطم صغيرة ووضعتها في فمي لأفكر في الأمر جيدًا.
‘بينما أمضغ هذه الطماطم، يمكنني تأجيل الإجابة بشكل طبيعي.’
ثم حدث مالم اتوقعه.
قرض-!
انزلقت الطماطم المستديرة والمرنة فجأة، وعضضت بطرف سني على خدي الداخلي.
‘هل أنا مجنونةٌ أم ماذا؟!’
في لحظة، اجتاحتني موجةٌ من الألم الحاد، وكان الألم قويًا لدرجة أن الدموع كادت تسيل من عيني.
“إن كنتِ تجدينه انه من الصعب الكلام عن ذلك، فلا بأس ألا تتكلمي. ليس هناك داعٍ للبكاء……”
بينما كنت أقاوم الصراخ بسبب الألم الذي شعرت به في خدي، قدم لي الدوق منديله بسرعة وقال ذلك.
‘هاه؟ يبدو أنه أساء الفهم……’
لكن، سواء فهِم هذا أو ذاك، لا يهم.
يبدو أنني أستطيع تجاوز هذا الموقف بسهولة، لذا أخذت المنديل وأومأت برأسي.
“أظن أنني أستطيع تخمين السبب الذي دفعكِ للتخلي عن الأمر، هممم.”
بسبب الألم الذي كنت أشعر به، لم أستطع سماع ما قاله في النهاية، لكن لا بأس.
*****
بعد بضعة أيام، في فترة الظهيرة.
جاء اليوم الذي من المفترض أن يصل فيه المعلم الكاهن الجديد.
‘جيد. هذه المرة سأُظهر صورة الطالبة المثالية مهما حدث.’
بينما كنت أتخذ هذا القرار، بدأت ماري التي كانت ترتب شعري، في الحديث.
“آنستي، أي زينة شعرٍ تفضلين؟”
“زينة شعر؟”
“نعم.”
أجابت ماري بينما كانت تعرض مجموعة من زينات الشعر التي أعدتها مسبقًا.
عندما رأيت تلك الزينات، لم أصدق عيني.
“هل……تريدينني أن أرتدي هذا في المنزل؟”
“آه، لقد اخترت الأشياء التي كنتِ تفضلينها عادة، اهي لا تعجبكِ؟”
ليست السبب في انها لا تعجبني، لكنها ببساطة مفرطةُ الأناقة!
كل واحدة منها كانت تحمل معها الكثير من التفاصيل المعلقة: جواهر، أشرطة، زهور……وكأن كل شيء يُستخدم للزينة قد تم تجميعه معًا.
في تلك اللحظة، عادت جين من غرفة الملابس وهي تحمل عدة فساتين.
علّقت الملابس بعناية على الحامل.
“آنستي، أي فستان تفضلين أن أجهزه لكِ؟”
سألتني جين بفخر.
مرة أخرى، اضطررت للتشكيك في ما أراه. كانت الفساتين المعروضة أمامي بنفس درجة البهرجة التي كانت عليها زينات الشعر.
‘لماذا الجميع يتصرفون هكذا؟’
هل يحاولون اللعب معي على مستوى عالٍ؟
لو كان الأمر كذلك، فهم يتقنون ذلك جيدًا.
“ما الأمر، آنستي؟ ألا تعجبكِ الفساتين؟ آه، هل أحضر لكِ شيئًا أكثر فخامة؟”
أكثر فخامةً من ذلك؟
شعرت بالدهشة لوهلة، لكنني بسرعة هززت رأسي نافية.
“لا، لا داعي لذلك. في الواقع، تبدو هذه الفساتين مفرطةً في الأناقة.”
“لكن، إنه اليوم الذي سيصل فيه المعلم الجديد…….”
‘وما علاقة ذلك بالأمر.…..؟’
بينما كنت أرفع حاجبي بتعجب، أدركت أخيرًا سبب تصرفهم بهذا الشكل.
‘آه، إنها طريقة رويلا لفرض وقارها.’
في نفس اللحظة، شعرتُ بصداع يضرب رأسي.
صحيح.
في الماضي، كانت رويلا تحاول دائمًا أن تفرض هَيبتها في أول يومٍ يصل فيه المعلم الكاهن جديد، وذلك بنية الظهور بأبهى حلة وحضور الدروس.
الآن فقط بدأت أفهم سبب كل هذه الملابس والمجوهرات الفاخرة.
‘كيف يمكن أن يكون هذا نوعًا من فرض الهَيية؟’
في الواقع، ما كانت رويلا تفعله هو إظهار نفسها كـ غبية غير سهلة منذ اللقاء الأول.
لا أكثر ولا أقل من ذلك.
عندما تذكرت هذه الذكريات السوداء التي كنت أتحملها بدلًا منها، ضغطت على شفتيّ وأجبرت نفسي على الابتسامة.
“نعم، كنت أفعل ذلك. كنت قد نسيت ذلك لبعض الوقت.”
“إذاً، بالنسبة للفستان..….”
“حضري شيئًا بسيطًا قدر الإمكان. كما تعرفون، أنا مهتمة حاليًا بالاقتصاد والتوفير.”
أجبت وأنا أضغط على أسناني، وكان يبدو على الاثنتين نظرة حزن.
“آنستي……”
ها نحن مرة أخرى، نفس النظرة.
مع أنني أصبحت معتادة على هذا النوع من الأجواء، فقد قمت بتعبير حزينٍ مشابه.
بينما كنت أراقب عقارب الساعة في أحد أطراف الحديقة الواسعة، أدركت أن لدي وقتًا كافيًا قبل بدء الدرس.
حقيقةً، لم يكن من الضروري أن أخرج مبكرًا، لكنني رغبت في الهروب من تلك الأجواء الغامضة والمُشفقة التي كانت محيطةً بي، لذا خرجت من غرفتي في وقت مبكر.
بعد أن تأكدت من الوقت، بدأت في السير ببطء.
‘بالمناسبة، من هو المعلم الجديد الذي سيأتي؟’
تساءلت ما إذا كان قد ظهر في الرواية الأصلية، لكن لم أستطع تذكر أي شخصيةٍ معينة.
ربما لم يتم ذكر الأشرار بشكل مفصل في الرواية.
‘على أي حال، سأعرف عندما ألتقي به.’
بينما كنت أمشي وأهز رأسي قليلاً، توقفت فجأة.
و سمعت صوتًا خافتًا لمياه جارية من مكان ما.
___________________________
المؤلفه متى ناويه تطلع البطل؟
ابو رويلا حنييين بس بنته ماكانت تستاهله ضحكت كيف حسبها تبكي😭😭😭
Dana