How to save a dying young master - 54
فتحت هيراس الباب ودخلت.
“الآنسة هيراس هنا!”
كانت الخادمة منشغلةً بإبلاغ الفيكونت لوركا بقدومها.
“أنتِ جميلةٌ جدًا اليوم يا ابنتي.”
“شكرًا أبي.”
“اليوم هو يومكِ، لذا استمتعي بوقتكِ.”
عندما سقطت كلماته، تغيّرت الموسيقى التي ملأت القاعة.
تغيّرت الموسيقى لرقصتها، لكن هيراس لم تكن تشعر بالرغبة في الرقص على الإطلاق.
أمسك شخصْ ما بكتف هيراس بخفّة بينما كانت تسير بنيّة الالتصاق بالحائط، على الرغم من أنها توقّعت أن يتحدّثوا خلفها إذا لم ترقص في أوّل ظهورٍ لها.
سأل الشخص خلفها بصوتٍ منخفضٍ وهو يضحك مَرِحًا.
“أين تذهبين بهذه العجلة؟”
لقد بدا جيدًا في بدلةٍ أنيقةٍ ناسبت جسده الناضج.
“زينون ….؟”
اعتقدت هيراس للحظة أنها كانت ترى هلوسة.
ولكن لابد أن يكون زينون.
كونفوشيوس ليونريك ذي الحظ السيئ والمشغولٌ بما يكفي لدرجة أنه لا يستطيع حتى إرسال رسالةٍ تفيد بأنه لا يستطيع الحضور.
بينما كانت هيراس تنظر بشرود، أمسك زينون بيدها وقادها إلى وسط القاعة قائلاً.
“أريد الترشّح لمنصب شريككِ اليوم.”
سمعت الناس يطنّون من حولها.
كانت هيراس تحدق في يده، وقادها زينون ببطءٍ على ألحان الموسيقى.
“هل تسمحين لي؟”
تمتمت هيراس بصوتٍ عابسٍ وهي تخطو على خطواته.
“لقد فات الأوان.”
“بالحكم على أنني رأيتُكِ تسيرين إلى الزواية، لا أعتقد أن الأماكن ممتلئة.”
(قصده إذا في إله منافسين بدهم يرقصوا معها)
“لو كان ذلك متأخّرًا قليلاً، لاختفت الأماكن كلّها. لم أكن أرغب في الرقص.”
“كدتُ أقعٌ في مشكلةٍ تقريبًا.”
“أنتَ محظوظ.”
بينما كان الشباب والشابات يرقصون ويتبادلون الأحاديث، بدت النظرات من حولهم مسرورة، وكأنهم يبدون ودودين للغاية.
“لماذا لم تردّ على الدعوة؟”
“لأنني لا أريد الرّد بأنني لا أستطيع الحضور.”
كانت هيراس متوترةً وحذرةً من أن تدوس على قدمي زينون، لكنها تأثرت عندما كان الشاب، الذي اعتاد على إطلاق القوّة السحرية على الناس وكانت أفعاله غير ملائمةٍ اجتماعيًا، ناضجًا جدًا ويرقص في الحفلة.
عندما حان وقت أخذ قسطٍ من الراحة بعد الرقص على أنغام الموسيقى الأخيرة، شعرت هيراس ببعض الحرارة مع احمرارٍ في خدّها.
زينون، الذي كان يراقبها منذ البداية، ترك يد هيراس.
“انتظري لحظة.”
“إلى أين تذهب؟”
اختفى زينون دون إجابة.
في هذه الأثناء، كانت هيراس تنظر حولها لأنها كانت تشعر بالملل من البقاء ساكنة، وعثرت على طاولة عصيرٍ صغيرةٍ بالقرب من الجدار واقتربت منها.
بينما كانت تلتقط كوبًا من العصير جميل الشكل، اصطدمت بيد شخصٍ ما.
“أوه، تفضّل أولاً.”
سحبت هيراس يدها، لكن خصمها التقط العصير ومدّه نحوها. وقال بصوتٍ خشنٍ تقشعرّ له الأبدان.
“أنتِ مهذّبةٌ للغاية. لم تصبحي معلّمةً للآداب من أجل لا شيء.”
“ماذا؟”
عندما نظرت للأعلى رأت شابًّا ذو شعرٍ ذهبيٍّ داكنٍ وعينين خضراوتين.
في البداية، كان من الصعب التعرّف عليه على الفور بسبب مظهره الأنيق وملابسه الجيدة، لكن العيون الشديدة والانطباعات القاتمة لا تُنسى بمجرّد رؤيتها مرّةً واحدة.
“لو، السيد الشاب لو؟”
“لم أركِ منذ وقتٍ طويل، هيراس لوركا.”
“يا إلهي …”
استمعت هيراس لأخبار لو، الذي غادر العالم السفلي.
سيحصل الفائز الأول في قسم المبارزة في <مهرجان الحصاد> و<مسابقة الفنون القتالية> على وسام الفروسية من الملك نفسه وجائزةٌ ماليةٌ كبيرة و’سيف الكرنفال’ الذي صنعه حرفيّون ملكيّون.
على وجه الخصوص، كان الفائز في <مسابقة الفنون القتالية> العام الماضي مشهورًا بكونه من عامة الناس.
بعدها توالت أخبار موت الابن الأكبر لماركيز نارديان أثناء حادثة سقوطه عن الحصان.
كان هذا الرجل الذي أمامها هو خليفة ماركيز نارديان الآن، وليس لو تولير، الذي التقت به في صيف العام المنصرم تقريبًا.
‘سمعتٌ أن الابن الأكبر لماركبز نارديان مات كما كان متوقعًا، ولكن …’
لم تتوقع حقًا أن يقبل لو بكُنية نارديان.
هذا لأنها لم ترَ مثل هذا التطور في نهاية لو.
كان من الصعب مقابلة المنجّم ميديسيس على أيٍ حال، ولم تعد هناك حاجةٌ للتورّط معه بما أنها لم تعد تحتاح نقطة شرّ لو أيضًا.
عندما حاولت هيراس التراجع ببطء، أمسك لو بكتفها.
“ولكن أين ستذهب معلّمة الآداب خاصتي؟”
“آه، أيها السيد الشاب، هذا…”
“هذا صحيح، السيد الشاب، يبدو هذا جيدًا. ولكن ما هذا؟ لقد تحقّقتُ مع كبير الخدم من أن أبــ ….. الماركيز لم يرسلكِ أبدًا.”
“بـ بشأن هذا … سأعطيكَ تفسيرًا جيدًا.”
“أنتِ.”
كان لو يشغل عقله بكامل طاقته بشأن ما يجب تقديمه كعذرٍ للهروب، لكن لم يقل شيئًا.
“أنتِ مَن أنقذتِ أختي، أليس كذلك؟”
“مَن؟”
“لماذا تتظاهرين بأنكِ لا تعرفين؟ أقصد إيلينا.”
“أوه، أعتقد أنها أصبحت بصحةٍ جيدةٍ لأننا لم نرَ بعضنا البعض لفترة.”
“لقد كنتُ مشتّتًا للغاية في ذلك اليوم لدرجة أنكِ حيّرتِني بسبب هراءكِ … يا إلهي. من المستحيل أن تحدث معجزةٌ في عائلتي لا علاقة لها بكِ. إذا كان التغيير غير المألوف الذي حدث في منزلي في ذلك اليوم، ستكونين السبب الوحيد.”
“….”
ابتسمت هيراس بقوّة، مخبّئةً معصمها الأيسر خلف جسدها.
“لا، لستُ كذلك.”
“هل سآكلكِ؟ أنا أفعل هذا لأردّ لكِ الجميل.”
“لا، لم أفعل ذلك. أيّ نوعٍ من الموهبة سيكتن لديّ لأفعل شيئًا كهذا؟”
“هل تريدين مني أن أصدّق أن سامسارا قد جرفته معجزة الإله بين عشيّةٍ وضُحاها؟”
اقترب لو بمشية فريدة نموذجية لرجل العصابات وخفض رأسه إلى طرف أنف هيراس التي رفعت رأسها.
كان من المُرهِق وحود وجهه قريبًا جدًا لدرجه أنه لا يمكنها حتى رفع قطعة ورقٍ بينهما، لكن الأمر انتهى بمجرّد أن دفعته.
وضعت هيريس نظرةً بريئةً وعيناها مفتوحةٌ على مصراعيها.
كان في ذلك الحين.
بانغ! مع صوت تكسّر الزجاج، انفجرت جميع نوافذ الشرفة التي كانت تزيّن أحد جوانب الجدار.
“سعال …!”
اندلعت موجةٌ من الزجاج في خدود لو ومعطفه، لكن هيراس، التي كانت أقرب إلى النافذة منه، لم يكن لديها حتى خدشٌ صغير.
كانت هيراس قادرةً غريزيًا على ملاحظة سبب هذه الظاهرة الغريبة.
وذلك لأن طرف الحذاء الأسود الناعم، الذي ظهر أمامها دون أيّ تردّد، كان مألوفًا إلى حدٍّ ما.
هل أصبحت حقاً قادرةً على التعرّف عليه بمجرّد النظر إلى جزءٍ من زينون؟
رفع زينون، الذي حطّم نافذة الشرفة، ذيل فمه بحدّةٍ ويده في جيبه.
” هيراس، ماذا تفعلين هنا؟”
“السـ السيد الشاب.”
“لماذا تتسكّعين مع أحد رجال العصابات بمجرّد أن أبعدتُ عيني عنكِ للحظة، هاه؟”
إذا استخدم المانا، فسيشعر بالألم مرّةً أخرى. ومع ذلك، ركله زينون بخفّةٍ كما لو كان يمسح الأرض بوجهٍ لطيف، مما طغى على مثل هذه المخاوف.
وفي الوقت نفسه، كان جسد لو عالقًا في الحائط.
“آغه ….”
لو، الذي هوجم فجأة، كان يتألّم، ممسكًا بكتفه كما لو أنه أصيب بكتفه اليسرى.
فكّرت هيراس فيما إذا كان عليها إيقاف زينون أولاً أو النظر التحقّق من لو المُدمَّر، وقرّرت في النهاية التحقّق من حالة المريض أولاً.
“سيدي الشاب لو، هل أنتَ بخير؟”
“ماذا؟”
لكن الجواب جاء من خلف هيراس.
قبل أن تعرف ذلك، كان زينون، الذي اقترب من لو وهيراس، يحدّق بها بوجهٍ خالٍ من التعبير.
“لماذا هو سيّدكِ؟”
“سيّدي؟”
“نعم، سيّدكِ هو أنا فقط.”
ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ راضية.
في هذه الأثناء، عندما حاول لو، الذي كان واعيًا، النهوض وهو يئن، تمكّن زينون من رؤيته وهو يرفع يده مرّةً أخرى.
“تـ توقّف!”
“لماذا؟”
“لماذا تضرب الناس فجأة؟”
“لأنه كان يتنمّر عليكِ.”
“مُطْلَقاً!”
“ألم يفعل؟”
زينون، الذي رفع أطراف أصابعه وكأنه سيُعطي أمرًا، أخذ يده إلى ذقنه ومسح عليها.
بدا قلقًا.
“ثم لماذا كنتما قريبين جدًا من بعضكما البعض؟”
“ماذا؟”
لماذا كانوا معا؟ لقد تم تهديدها بالموافقة على ردّ جميلها لأنها أنقذت أخته الصغرة.
لشرح ذلك، كان عليها أن تخبره بكل شيء عن سامسارا وإيلينا والأنماط الغريبة، لكنها لم تستطع إخبار زينون بكلّ شيء.
في ذلك الوقت، بصق لو على الأرض وتحدّث بلعنة.
“لأنها سيئة الحظ.”
كان تعبير زينون باردًا مرّةً أخرى عند تلك الملاحظة.
هيراس، التي لاحظت ذلك، أوقفت زينون على عجل ومنعته من الاقتراب من لو.
“إنه سوء فهم. سيدي الشاب لـ … لا، السيد الشاب لو شخصًا سيئًا.”
“لماذا تختلقين لي الأعذار؟ لا داعي لذلك.”
“أوه.”
هيراس، التي تنفّست الصعداء، دفعت ظهر لو وهمست همسًا صغيرًا.
“دعنا نتحدّث عن ذلك في المرّة القادمة.”
“متى المرّة القادمة؟”
“على أيّ حال، في المرّة التالية. ليس الآن. أنتَ ترى هذا الآن.”
“حسنا، في المرّة القادمة لن أدع الأمر يمرّ بهذه الطريقة.”
حتى بالنسبة للفارس الملكي لو، الذي فاز بالجائزة الأولى في قسم المبارزة، بدا سحر زينون سهل الرؤية. ركل لسانه ونهض والتقط معطفه وغادر الحفلة.
“يا إلهي. ما هذا؟”
عندما تفاجأت إحدى السيدات، التي اقتربت متأخرًا من الشرفة، برؤية نافذةٍ مكسورة، دعت هيراس الخادمة التي كانت تتجوّل في مكانٍ قريب.
“إيمّا! اجمعي الآخرين معًا ونظّفوا هنا.”
“يا إلهي ما حدث؟”
عندما رأت الخادمة النافذة المتشقّقة والمكسورة، أبعدت الناس وأحضرت مكنسةً وبدأت في كنس الزجاج.
لكن مجموعةً من النساء اقتربن من بعيد.
يبدو أن الأشخاص الذين ينتمون إلى نفس المجموعة كانوا قريبين.
حيّوا هيراس.
“مرحبًا”
أومأت هيراس برأسها، وسرعان ما أخفت يدها التي أمسك بها زينون.
“يا، مرحبًا.”
“تهانينا على ظهوركِ الأول اليوم، آنسة لوركا.”
لم تكن هيراس تعرفها حيث استقبلتها بالتهاني.
‘مَن هذه؟’
نظرت إلى زينون وهيراس وابتسمت.
“لقد مرّ وقتٌ طويلْ منذ أن رأيتُكَ، كونفوشيوس. قيل أنكما قريبان، ولكن لا بد أن هذا صحيح.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1