How to save a dying young master - 32
“ما هذا؟”
عبست هيراس وحاولت بذل قصارى جهدها للحصول على نظرةٍ أكثر تفصيلاً.
على الرغم من أنها كانت ضبابيةً لأنها كانت بعيدة، إذا نظرت عن كثب، فإنها تبدو مشابهةً إلى حدٍّ ما للنمط الموجود على معصم هيلواز.
“مستحيل. هل هذا حقيقي؟”
تذكّرت كلمة ‘أقارب’ التي ذكرتها البائعة المتجوّلة.
إذا تعقّبت الرجل الذي لديه نمطٌ مشابهٌ للنمط الذي ظهر فجأةً في أحد الأيام، ألن تتمكّن من معرفة المزيد عن ‘أقاربها’؟
سيكون من الرائع لو كان لديها شيءٌ مثل نظارات الأوبرا.
ولكن لسوء الحظ، لم يتم إعداد شيءٍ مشابهٍ لذلك.
لقد كان هذا مكانًا مخصّصًا للنظر إلى الساحة، وليس جمهورًا يشبه النمل الموجود في منصّات المتفرجين.
قام الرجل بقلب غطاء رداءه وبدأ يختفي وسط الحشد.
“أوه لا …!”
كانت هيراس قلقةً للغاية لدرجة أنها قفزت في النهاية من المقعد على عجل، وبدأت في مطاردة ذلك الرجل.
“آنستي إلى أين تذهبين؟ آنستي؟”
على الرغم من أنها سمعت صوت بيتر يناديها من الخلف، إلّا أنها لم تستطع حتى تحمّل الطاقة للرّد بـ ‘انتظر هنا للحظة’.
لم يكن بوسع هيراس إلّا تجري بأقصى ما تستطيع حتى لا تفوّت ذلك الرجل.
“انتظر لحظة، انتظر! اعذرني!”
بعد أن قالت كلّ أنواع الاعتذارات بينما كانت تشقّ طريقها بين الحشد، رصدت ظهر رجلٍ طويل القامة يرتدي رداءً من مسافةٍ بعيدة.
كان لدى هيراس حدسٌ أنها إذا افتقدته الآن، فلن تراه مرّةً أخرى أبدًا، وركضت كما لو أن حياتها تعتمد على ذلك.
“من فضلك، اسمح لي بالمرور من هنا!”
كان الرجل ذو الرداء الذي غادر الساحة يتجه نحو مبنًى رثٍّ مكوّنٍ من ثلاثة طوابق.
انزعجت هيراس، التي كانت مختبئةً بعيدًا، عندما شاهدته وهو يسير في الطريق المظلم تحت الأرض الذي لم يكن به حتى ضوءٌ على الحائط.
‘في الأفلام، عندما يتبع شخصٌ ما آخر إلى مكانٍ مثل هذا، سيحدث شيءٌ ما بالتأكيد.’
لو كانت هيراس حاليًا في المسرح، وليس عند مدخل مبنًى رثٍّ مكونٍ من ثلاثة طوابق، لصرخت نفسها داخليًا ‘لا تدخلي، إذا قلتُ لا تذهبي، فلا تدخلي!’
‘هل عليّ أن أعود فقط؟ أو لا؟’
ومع ذلك، فهي لا تستطيع إخراج الأمر من عقلها. هل من الممكن للأشخاص الذين لديهم أنماطٌ مماثلةٌ مناقشة ما سيحدث في المستقبل؟
علاوةً على ذلك، كان من الأسهل الوقوع في الإغراء إذا كان المرء، مثلها، في وضعٍ يجعل من المستحيل عليه أن يصرّح بمشاعره للآخرين.
تألّمت من ذلك وفركت وجهها وهي جالسةٌ أمام المدخل، عندما سمعت صوت قعقعة الحلي المعدنية من مكانٍ ما.
جاء الصوت من السوار الموجود على معصم هيراس الأيسر.
السداسيات، الخماسي، الثلوج، العواصف …
“كنتُ في عجلةٍ من أمري، لذلك كان هناك القليل من الأشياء التي لم أستطع إضافتها.”
عندما نظرت إلى هذه، شعرت أن زينون كان موجودًا دائمًا من أجلها.
على الرغم من أنه كان مريضًا وسيء المزاج، وعلى الرغم من أنه كان ينهار أحيانًا، إلّا أن سحره كان أقوى من أيّ شخصٍ آخر.
في الأفلام، كانت الشخصيات الرئيسية تدخل دون أيّ إجراءاتٍ مضادة، لكن هيراس كان لديها إجراءٌ مضادٌ يُدعى زينون.
عندما فكّرت في ذلك، ارتفعت شجاعتها.
اتّخذت هيراس قرارها أخيرًا وتَبِعت الرجل الذي اختفى بالفعل في الطابق السفلي.
وبينما كانت تنزل على الدرج الطويل، شعرت بالهواء الرطب.
قبل أن تعرف ذلك، كان يمكنها سماع صوت ترنيمةٍ من مكانٍ ما وسط الصمت المنتشر.
أمسكت هيراس بيدها اليمنى بالسوار الذي أعطاه لها زينون وتسلّلت نحو ذلك الجانب خلسة.
وبينما كانت تتحرّك على طول الجدار شيئًا فشيئًا، أصبحت الأصوات المنخفضة للرجال وهم يهتفون أعلى فأعلى.
كانت علامةً على أنها كانت تقترب.
أسندت هيراس ظهرها إلى الحائط وأطلقت تنهيدةً قصيرةً قبل أن تدير رأسها للخلف، ولدهشتها، كان هناك حوالي عشرة أشخاص، يرتدون نفس رداء الرجل، كانوا في دائرةٍ ويتلون ترنيمة.
‘ما هذا؟’
للوهلة الأولى، لم يبدُ الأمر طبيعيًا.
لقد بدا أمرًا مزعجًا بالنسبة لاحتفالٍ ديني، ومن غير المُجدي أن يكون ارتباطًا سحريًا.
وبينما كانت تراقبهم بلا انقطاع، توقّف أحدهم عن التلاوة وقَلَب الرداء إلى الخلف.
على هذا النحو، استطاعت أن ترى نمطًا على رقبته يشبه تمامًا نمط الرجل الأصلع.
عند الفحص الدقيق، كان له مظهرٌ مختلفٌ تمامًا عن نمط هيراس.
لكن هذا لم يكن السبب الذي جعل هيراس تشعر بالدهشة.
‘لماذا أنت …؟’
كانت هيراس مندهشةً للغاية لدرجة أنها غطّت فمها.
ذلك لأن الصرخة كانت على وشك الخروج.
“هل هذا كافي؟”
“نعم.”
صوتٌ ناعمٌ وحميد. عيونٌ خشبيةٌ داكنة اللون.
“لقد حان الوقت بالنسبة لي للعودة إلى السيد الشاب، لذا أعتقد أننا يجب أن نتوقّف هنا.”
“من فضلكِ اعتني به جيدًا يا آنسة.”
“من فضلكِ لا تشعري بالذنب. كانت هذه هي المرّة الأولى التي يختبر فيها السيد الشاب المهرجان التأسيسي بشكلٍ صحيح. شكرًا جزيلاً لمساعدتكِ.”
الشيء الذي صدم هيراس هو أنه كبير الخدم في قصر لانجبرت، وهو نفس كبير الخدم الذي آمنت به هيراس وزينون واتّبعاه.
في مواجهة واقعٍ لا يُصدَّق، اتّخذت هيراس خطوةً إلى الوراء وركلت عن طريق الخطأ علبةً كانت متناثرةً على الأرض.
رنّ صوت العلبة المتدحرجة في الطابق السفلي الهادئ بصوتٍ عالٍ، وقام الأشخاص الذين كانوا يردّدون ترانيم برؤوسهم المنخفضة على الفور برفعهم ونظروا حولهم بعيون زجاجية.
“مَن هذا؟”
“هيك.”
في تلك اللحظة، تحوّل رأسها إلى فارغٍ ولم تتمكّن من التفكير في أيّ شيء.
لم تفكّر هيراس حتى في حقيقة أنها كانت ترتدي سوار زينون الذي تؤمن به.
‘هل يجب أن أهرب؟’
‘هل يجب أن أسألهم ماذا يفعلون وهم مجتمعين هنا؟’
تمامًا عندما كانت هيراس على وشك السقوط على ركبتيها بسبب الارتباك مع العيون المشوّة، قام شخصٌ ما خلفها بسدّ فمها على عجل.
“هوب!”
“صه.”
كان لصاحب الصوت الذي همس بهدوءٍ في أذنها يدٌ كبيرةٌ قاسيةٌ احتضنتها بقوّة.
تم اجتياح هيراس فجأةً بين ذراعي شخصٍ ما وضغطها على الحائط وفمها مسدود.
“مَن كان هذا الآن؟”
ركضت إحدى النساء المرتديات وتفقّدت المكان الذي كانت فيه هيراس.
يبدو أن العرق البارد كان يتدفّق أسفل العمود الفقري لهيراس، لكنها فقدت وعيها بسبب العصبية الشديدة.
وبعد ذلك ساد الظلام رؤيتها.
***
شعر بليك بجسد هيراس بين ذراعيه وهو يرتخي وهمس في أذنها.
“هيراس؟”
كان على وشك أن يخبرها أنه لا بأس لأنه استخدم سحر الشفافية، لكن هل أغمي عليها؟
بمجرّد أن حاول رفع جسدها بوجهٍ عاجز، أمسكت يد هيراس المتدلية فجأةً بذراع بليك.
“هل عدتِ إلى رشدكِ؟”
“….”
كان خلفها ولم يتمكّن من رؤية وجهها.
ومع ذلك، كان بإمكانه معرفة أنها كانت ترفع رأسها ببطء، وأن قدميها المتراخيتين تقفان على الأرض بثبات.
اعتقد بليك أنها فقدت وعيها للحظة قبل أن تعود إلى رشدها.
على هذا النحو، خفّف يده للحظة.
“ماذا يحدث هنا؟”
كان هناك صوت رجلٍ يصرخ من بعيد.
بالتفكير في الأمر، المرأة ذات الرداء، التي جاءت لتجد مصدر الضجيج، تصلّبت وكانت تقف هناك في حالة ذهول.
‘ما هذا؟’
إذا سارت الأمور وفقًا لتوقّعاته، فسيتمّ خداعها بسحر شفافية بليك وتعود إلى المجموعة، لكن تلك المرأة كانت تنظر فقط بوضوحٍ إلى هذا الجانب.
لم يلاحظ بليك إلّا بعد فترةٍ أن نظرتها لم تكن موجّهةً إليه، بل كانت موجّهةً نحو هيراس التي بين ذراعيه.
“مَن هذا؟”
عندما سألها صوتٌ قلقْ مرّةً أخرى من خلفها، فتحت المرأة التي كانت تحدّق في هيراس فمها بذهول.
“لـ لا يوجد شيءٌ هنا.”
“بدا الأمر وكأنه علبة.”
“توجد علبةٌ هنا. لا بد أن فأرًا … أو حيوانًا يشبه القطة قد أصابه بالخطأ.”
ظلّت المرأة تنظر إلى هيراس وهي تتحدّث.
كان الأمر كما لو كانت شخصًا تحت التنويم المغناطيسي.
كان كبير الخدم، الذي استمع إلى المرأة دون أن يلاحظ ذلك، مرتاحًا بشكلٍ واضح وربّت على صدره.
“ولكن في حالة حدوث ذلك، دعونا نُنهي الأمر بسرعةٍ وننظّمه.”
“لنفعل ذلك.”
بالعودة إلى مكانهم، نظر بليك، الذي كان مختبئًا في الزاوية، إلى هيراس بتعبيرٍ محتار.
قبل أن يعرف ذلك، كانت تنظر إلى بليك ورأسها مائلٌ للخلف.
ومع ذلك، كانت كلتا عينيها، اللتين كانتا مثل النقاط على وجهها الخالي من التعبير، بلونٍ ذهبيٍّ متلألئ، كما لو كانت ذهبًا مصهورًا.
‘هل كانت عيناها في الأصل بهذا اللون؟’
تظاهر بليك بأنه غير مبالٍ قدر استطاعته لإخفاء حيرته، وفتح فمه.
“لقد استخدمتُ سحر الشفافية. أنا وأنتِ غير مرئيين حاليًا.”
“أعرف.”
كانت كلماتها أقصر بكثيرٍ من المعتاد، على عكس التكريمات المتطرّفة مثل ‘صاحب السمو ولي العهد’ التي كانت تستخدمها للسخرية منه كلّما كانت في مزاجٍ جيد.
“ما الأمر مع لهجتكِ؟ هل أنتِ متأكدةٌ من أنكِ الآنسة الشابة هيراس لوركا؟”
على الرغم من أنه لم يحصل على ردّ فعل، فقد تم نطق هذه الكلمات بشكلٍ نصف مازح.
لكن الرّد الذي تلقّاه بليك كان غير متوقّع.
“كيف أبدو في عيونكَ الكريمة؟”
“ماذا؟”
“من الآن فصاعدًا، لا بأس إذا كنتَ لا تتدخّل في ما يفعله هذا الجسم بشكلٍ مزعج.”
كلٌّ من طريقة التحدّث المتغطرسة والعيون الذهبية الغريبة، وعلى الرغم من أنه لم يشعر بأيّ سحرٍ ملحوظٍ كما كان من قبل، فقد ظهرت قدرةٌ لا يمكن تفسيرها بالسحر.
أخذ بليك خطوةً إلى الوراء وقام بفحص مظهر هيراس.
نظرت هيراس، التي كانت لديها ابتسامةٌ باهتةٌ على شفتيها وكأنها لم تهتم بموقفه الحذر تجاهها، إلى بليك واستمرّت.
“هذه الهيئة ليست ضعيفةً بما يكفي لتتطلّب حمايتك.”
بمجرّد أن خرجت الكلمات من فمها، ومضت أضواءٌ أنارت الطابق السفلي المظلم عدّة مرّاتٍ قبل أن تنطفئ النار تمامًا.
“ماذا يحدث هنا؟”
أحضر كلٌّ من الأشخاص الذين يرتدون ملابس شعلةً كانت مشتعلةً من مسافةٍ بعيدة.
ثم بدأت المشاعل التي كانوا يحملونها تحترق بقوّةٍ كبيرة.
اللهب الذي ارتفع إلى الأعلى مع هدير أَكَل الناس بناره الحمراء.
“أرغ!”
“نار!”
اندفعوا من مقاعدهم في حيرةٍ وحاولوا مغادرة هذا المكان.
تمامًا عندما اشتعلت النيران كما لو كانت على وشك أن تلتهم الطابق السفلي بأكمله، حاول بليك الهروب مع هيراس بينما كانا يغطيان أفواههما وأنوفهما.
صفعت هيراس يد بليك التي كانت على كتفها بعيدًا.
“كما قلت، هذه الهيئة…”
توقّفت كلماتها عند هذا الحد.
أُغلِقَت عيون هيراس وأغمي عليها كما كانت في السابق.
⋄────∘°❃°∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1