How to save a dying young master - 30
“اللعنة عليه!”
على الرغم من أنها داستها بقدميها بسبب الغضب، إلّا أن ما حصلت عليه في المقابل هو العيون الجانبية للناس في محيطها.
بعد الانشغال، كانت هيراس عطشى.
وعندما نظرت حولها، رأت حانةً صغيرةً قريبة.
كان عليها أن تحصل على بعض المعلومات، ولم يكن بإمكانها العودة خالية الوفاض.
دفعت هيراس الباب القديم الذي يصدر صريرًا ودخلت، لتقابَل بأجواءٍ صاخبةٍ مليئةٍ بثرثرة الحمقى.
لقد أتت إلى هنا لتناول كوبٍ من الماء، لكن الجو كان فظيعًا.
“هم؟ إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها العميلة؟”
وبينما كانت على وشك التراجع، رآى صاحب الحانة، الذي كان يتمتّع بصوتٍ صدّاح، هيراس ونادى عليها بصوتٍ عالٍ.
“أوه، ألستِ آنسةً صغيرةً بالنسبة لعميل؟”
“أ-أعتقد أنني دخلتُ المكان الخطأ.”
“آه، بسبب اللوائح؟ لا بأس، لا بأس. نحن لا نهتم بذلك. ماذا تريدين؟ جعّة؟”
“أنا لا أشرب. إذا كان لديكَ ماء …”
“هل تريدين البيرة؟ لحظةً واحدة، لحظةً واحدة.”
“لا. ليس هذا.”
سواء كان ذلك لأن المالِك لم يسمعها لأن الحانة كانت صاخبةً أو لأن المالِك كان تعسّفيًا.
بينما ذهب المالِك لإحضار البيرة، جلست هيراس على مقعدٍ بشكلٍ غريبٍ وتساءلت عمّا إذا كان ينبغي لها اغتنام هذه الفرصة للهروب، أو تناول المشروب المُوصَى به أولاً قبل المغادرة.
عندها فقط، دخل جدالٌ أذنيها.
“لماذا يوجد طفلةٌ هنا، لتعكير الماء؟”
“طفلة؟”
قال ذلك رجل، فأجابه آخر كأنه يسأل عمّا يقول الأوّل.
“هل هذا دارٌ للأيتام؟ لماذا فتاةٌ صغيرةٌ رائحتها كالأطفال تجلس هناك؟”
“…..”
عرفت هيراس أنها كانت الطفلة التي أشار إليها الرجال على الطاولة المجاورة.
ورغم أن هذا التشبيه كان مزعجًا، إلّا أنها لم يكن لديها ما تقوله.
لم تكن ساحرةً ممتازةً مثل زينون، ولم تكن فارسًا طموحًا مثل إيزيك، لذلك لن تتمكّن من الفوز عليهم.
لكن الأمر لم يكن كما لو أنها لم تشعر بالسوء.
تمامًا عندما كانت هيراس العابسة، التي كانت تفكّر في الوقوف فجأةً وقول شيءٍ ما قبل الهروب، على وشك فتح فمها.
تمتم شابٌّ يجلس في زاوية الحانة بنطقٍ واضحٍ من خلال الجلبةٍ الصاخبة.
“الأنف الذي اشتم نفحةً من رائحة الأطفال التي لا يستطيع أحدٌ أن يشمّها لا بد أن يكون مِلكًا لكلبٍ نذل.”
“ماذا؟”
الرجل الذي اختار الشجار مع هيراس عبس من هذا الانطباع.
بدا وكأنه يشعر بالإهانة، وفجأةً ركل الطاولة المليئة بالكحول والأطباق المصاحبة له.
انسكب الطعام على الأرض، وجاء صوت الزجاج المحطّم من جميع الاتجاهات.
“أرغ! يا ابن العاهرة! أنتم تبدأون من جديد. مرّةً أخرى!”
صرخ صاحب الحانة، الذي ذهب لإحضار بيرةٍ لهيراس، وكأنه سئم منهم بشدّة وبدأ يلعن بلهجةٍ غير مفهومة.
أصبح الجوّ فوضًى كاملة.
“هذا الصغيـ … ماذا قلتَ للتوّ؟”
“قلتُ أنكَ ابن عاهرة. لماذا؟”
صاح رجلٌ بدا وكأنه قائد الرجال ووجهه محمرٌّ من الانزعاج، بينما نهض الرجل الذي كان يجلس في زاويةٍ مظلمةٍ ومظلّلةٍ من الحانة من مقعده وخرج ببطء.
شعرٌ قصيرٌ ذهبيٌّ داكن وعيونٌ خضراء.
كان ذلك الرجل هو لو تولير، الذي ترك هيراس وراءه.
‘لماذا هذا الأحمق هنا؟’
ظهر الإحراج الذي لم يكن أقلّ شأناً من هيراس على وجه الرجل الواثق.
“لو تولير؟”
“هل تعرفني؟”
“هاه؟”
“أسأل إذا كنتَ تعرفني. لماذا تصرخ باسم شخصٍ آخر؟”
“لـ لا، كيف يمكن أن يكون هناك أيّ شخصٍ في العالم السفلي لا يعرف اسمك …!”
كان صوته مرتفعًا في البداية، لكنه أصبح أقلّ تدريجيًا في النهاية.
أبقى لو فمه مغلقًا بإحكامٍ بتعبيرٍ بارد.
“حقًا؟ ثم ستكون محادثتنا سهلة. اغرب عن وجهي قبل أن أقتلكَ الآن.”
“أ- أيّها الفاسق!”
“لماذا، هل تعتقد أنني غير قادرٍ على ذلك؟”
“….”
سحب لو كلتا يديه اللتين كانتا مدسوستين في جيب سترته الجلدية.
ثم ارتعد الرجل الذي كان يشبه القائد وألقى الشتائم وكأنه فقد طاقته وغادر الحانة.
وعلى هذا النحو، تبعه أصحابه في حيرة.
عندما رأى صاحب الحانة أن الوضع قد تم حلّه، خرج من المطبخ بسكينٍ مطبخ لطرد المجموعة المشاكسة، ابتهج وعلّق قائلاً “هؤلاء الأوغاد، يهربون لأنهم كانوا خائفين!”
بينما كان الموظفون ينظّفون الفوضى، أمسكت هيراس بـلو، الذي كان على وشك مغادرة الحانة على الفور.
“السيد الشاب.”
“إنه يُشعِرني بالقشعريرة حتى الموت. ألم تسمعي اسمي؟”
“حسنًا، السيد الشاب لو. دعنا نجري محادثة.”
كان لدى هيراس حدسٌ بناءً على الموقف الذي شَهِدَته للتوّ.
بخلاف لو تولير، لا يوجد أيّ شخصٍ آخر يمكنه رفع إحصائيتها الشريرة.
هرب ذلك الفاسق، الذي كان أقرب إلى زعيم الأشرار، خوفًا عند رؤية لو.
في هذه الحالة، هل هناك أيّ شخصٍ أكثر ملاءمةً من لو لرفع إحصائياتها؟
لم يكن هناك.
“مـ– ماذا عليّ أن أفعل؟”
“ما الذي تستطيعين القيام به؟ لا أحتاج إلى مساعدةٍ من شخصٍ مثلكِ. يجب أن أعيش بمفردي على أيّ حال.”
“من فضلكَ توقّف عن قول أشياء غريبة. أخبَرَني الماركيز أن أنظر إلى وضعكَ المعيشي، وأرى ما إذا كانت هناك أيّ صعوبات. “
بالطبع، لم يتم إخبارها بكلماتٍ كهذه من قبل.
ومع ذلك، كلّما اكتسبت استحسان لو أكثر، كلّما حصلت هيراس على إحصائياتٍ شريرةٍ أعلى.
“بينما كان هدفي من البحث عن السيد الشاب هو تعليمك، في النهاية، أولويتي القصوى هي التأكّد من أن السيد الشاب لا يعيش مع أيّ إزعاجٍ قبل العودة إلى القصر. كيف لا أستطيع أن أردّ لكَ هذا الجميل، وقد ساعدتني حتى؟ من فضلكَ لا تتردّد واسمح لي أن أعرف إذا كان هناك أيّ شيءٍ تحتاج إلى مساعدتي فيه.”
‘وااه، أنا جيدةٌ في التحدّث.’
أعجبت هيراس بسرعة ردّ فعلها.
على الرغم من أنه تم انتزاعه على عجل، إلّا أن هذا العذر لم يكن بهذا السوء.
إن نوع المساعدة التي يمكن أن تقدّمها هيراس هو النوع الذي يتضمّن المال، ولم يكن هناك أيّ شيءٍ في العالم لا يستطيع المال حلّه.
ومن الواضح أن لو بدأ يهتزّ بسرعةٍ بكلمة ‘المساعدة’.
“….”
لقد بدا متردّدًا بشأن ما إذا كان يجب أن يقول شيئًا ما.
لم تفوّت هيراس تلك اللحظة، واستغلّتها بحدّة وتقدّمت للأمام.
هذا ما كانت تخبرها به حواسها.
لقد كان 100٪ شعورًا بحدثٍ خاص.
“فكِّر بي كمتحدّثٍ باسم الماركيز وتحدّث بشكلٍ مريح.”
“…… طبيب.”
“نعم! من فضلكَ تحدّث!”
“هل يمكنكِ أن تحضري لي طبيباً؟ أختي مريضة … ولم تتحسّن رغم مرور أشهر …”
ثم ظهر وهمٌ لنوعٍ من نافذة الحالة في ذهن هيراس.
لقد حدث حدثٌ خاص! أنقِذ أخت لو!
المكافآت: الخبرة، زيادة الأفضلية لـلو تولير، الطاقة +10، الشر +20
وبطبيعة الحال، كان مجرّد وهم.
تمكّنت هيراس من قمع ابتسامةٍ عريضةٍ وأومأت برأسها بتعبيرٍ خطير.
“بالطبع. المرضى هم أيضًا … اختصاصي.”
لقد كانت هيراس عالقةً مع سيدٍ شابٍّ من قبل، لذلك لم يكن الأمر كما لو أنها لا تستطيع رعاية الأخت الصغرى لوحشيٍّ يعاني من متلازمة الصف الثامن.
***
“هذا منزلي.”
بينما كان لو تولير يرتدي ملابس جانحة ويخوض معارك مع مثيري الشغب ذوي الشعر الملوّن، كان منزله صغيرًا وبسيطًا.
حتى دون أن يخبرها بالدخول أو كيف كان شكل المنزل، فتح ذلك الوغد الباب وألقى سترته الجلدية على الأريكة وشرب بعض الماء.
كانت هيراس تحمل حقيبة يدٍ صغيرةٍ بينما كانت تتجوّل في أرجاء المنزل.
لو، الذي كان يشرب الماء من الزجاجة، شخر وتحدّث بسخرية.
“ماذا، هل هذا غريب؟”
“لا، حسنًا …”
“ليس هناك ما أخفيه. نظرًا لأنكِ المعلِّمة الخاصة للماركيز، فستكونين آنسةً شابةً نبيلةً على أيّ حال. هاه. ألا يبدو هذا المكان مثل حظيرة الخنازير الضيقة بالنسبة لكِ؟ “
‘إنه لا يمزح عندما يكون مسلّحًا بعقدة النقص وتوبيخ الذات.’
هزّت هيراس رأسها واقتربت من غرفة النوم.
“أين أختك؟ هل هذه هي الغرفة؟”
“…… نعم.”
كلما تحدّثت عن أخته الصغرى، انخفض أسلوب كلامه المصاب بمتلازمة الصف الثامن على الفور.
وبينما وجدته مثيرًا للشفقة وسخيفًا، فتحت هيراس الباب.
وفي الغرفة الصغيرة، كانت هناك فتاةٌ مريضةٌ تتنفّس على سريرٍ صغير.
“إيلينا تولير.”
نظر لو، الذي كان يقف خلف هيراس، إلى أخته وتمتم بصوتٍ خافت.
“أختي كانت على وشك الموت منذ نصف عامٍ لأنه أُغمِي عليها مسمومة.”
وبعد الفحص الدقيق، كانت حالة الفتاة خطيرةً للغاية.
كان وجهها شاحبًا وهزيلاً، بينما كانت شفتاها شاحبةً وجافة.
تمامًا مثل ما قاله عن مرضها لمدّة نصف عام، يبدو أن الفتاة تعاني من الكثير من الألم.
“سُمّ؟”
“لقد كانت في الأصل طفلةً ضعيفة، لكنها شربته بدلاً من ذلك دون أن تعرف أن السُمّ كان من هؤلاء الأوغاد الذين كانوا ورائي.”
“أيّ نوعٍ من السُمّ كان؟”
“سامسارا.”
لقد كان السُمّ الذي كانت هيراس، وهي آنسةٌ شابةٌ من عائلةٍ أرستقراطيةٍ عاديةٍ تلقّت تعليمها على السموم الأساسية مثل هوتمالين، وسيجاتيريا، وبارسجولد، تسمع عنه لأوّل مرّة.
(أسماء السموم خرا فترجمتهم حرفي)
يبدو أن لو يفهم لماذا وجدت هيراس الأمر غير مألوف، واستمرّ في الشرح.
“وهذا يعني التناسخ. لم يمضِ وقتٌ طويلٌ منذ أن تم بيعه لأوّل مرّة في السوق، وما زال يُستَخدم بنشاطٍ في العالم السفلي. إنه عديم اللون، والرائحة الوحيدة التي يمكن تمييزها خفيفة، ولا يتفاعل مع الأواني الفضية.”
انفجر لو في ضحكٍ مستنكرًا لذاته عندما قال كلمة ‘التناسخ’.
في حين أن التناسخ، عندما يتم وصفه بشكلٍ جيد، يعني دورة الحياة والموت، فإن الموت كان جزءًا لا مفرّ منه من العملية.
يجب على الإنسان أن يموت لكي يولد من جديد. وهذا يعني أن هذا الدواء كان يضمن موتًا مؤكّدًا.
“….”
كانت هيراس في حيرةٍ من أمرها للكلمات.
لو تولير الذي تتذكّره لم يكن هكذا.
لقد كان مجرّد وغدٍ من العالم السفلي يثرثر بالهراء في كثيرٍ من الأحيان، وكان من المؤسف جدًا التخلّي عن سيينا له.
ولم تكن تعلم حتى أن لديه أختًا أصغر منه.
ربما يرجع السبب في ذلك إلى أنها عندما قابلت نهاية لو، كانت هيراس تقوم عادةً بإيقاف تشغيلها دون حفظها أو تبذل قصارى جهدها حتى لا تواجه لو.
“في هذه الحالة، كيف نجت؟ إذا كان ذلك السمسا … سُمًّا؟”
“لقد أوقفتُها لأنني شعرتُ بالغرابة. وفقًا للطبيب، بالكاد تمكّنت من البقاء على قيد الحياة لأنني أوقفتُها في المنتصف. على الرغم من أن حالتها الحالية تم الحفاظ عليها مع علاج إطالة العمر لمدّة نصف عام.”
ابتسم لو بمرارة.
فتاةٌ مريضةٌ تتنفس بصعوبةٍ وسط الأثاث القديم. أخٌ يتعذّب بالذنب لأن أخته الصغرى شربت السُمّ بدلاً منه.
وهي التي جاءت للاستفادة منهم.
فجأة، أرادت هيراس بصدقٍ مساعدتهم.
حتى لو لم يكن ذلك من أجل الإحصائيات أو حدثٍ خاص، فقد اعتقدت أنه لن يهم حتى لو لم تكن قادرةً على مقابلة ميديسيس خلال <مهرجان الحصاد>.
وضعت هيراس يدها على جبين إيلينا مع شعورها بالأسف.
‘إذا وُهِبَت لي القوّة، حتى لو كانت قليلة، فأرجو أن تكون عونًا لهذه الطفلة.’
بمجرّد أن خطرت هذه الفكرة في ذهنها، بدأ رأسها يؤلمها، واحترق الجزء الداخلي من معصمها الأيسر كما لو كان يتم وشم رسالة.
ثم بدأ ضوءٌ أبيضٌ خافتٌ يخرج من يدها.
⋄────∘°❃°∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1