How to save a dying young master - 21
وصل يوم الاثنين.
كالعادة، توجّهت هيراس إلى قصر لانجبرت.
كان من المعتاد بالنسبة لها أن تتوجّه إلى قصر لانجبرت أيام الاثنين والأربعاء والجمعة لزيارة زينون.
ومع ذلك، كان من الغريب أن يكون هناك فرسانٌ يرتديون درعًا أسود، وليس حرّاس البوابة الذين تراهم عادةً.
على الرغم من توسّلات السائق، إلّا أن المحادثة لم تَسِر على ما يرام لسببٍ ما، حيث لم يتحرّك الفرسان من مواقعهم وأيديهم خلف ظهورهم.
تنهّدت هيراس بهدوء وأخرجت رأسها من النافذة.
“ما الأمر؟ هل حدث شيءٌ ما مرّةً أخرى؟”
“آنستي، على ما يبدو أن السيد الشاب ليونيريك موجودٌ حاليًا في منتصف فترة المراقبة …”
“فترة مراقبة؟”
“نعم … ولهذا السبب حتى آنستي ممنوعةٌ من الدخول …”
“ماذا يعني ذالك؟ لماذا هو فجأةً تحت المراقبة؟ متى سيكون حرًّا؟”
“لستُ متأكدًا جدًا من ذلك …”
هذه الكلمات جعلتها عاجزةً عن الكلام.
من المؤكد أن الوقوع في قبضة شخص ماركيز فيلك في يوم المهرجان التأسيسي أصبح مشكلة.
هل زينون بخير؟
ألقت هيراس نظرةً خاطفةً على الفرسان الذين وقفوا عند البوابة.
على عكس حارس البوابة المتراخي الذي كانت تراه دائمًا، بدا هؤلاء الأشخاص وحشيين.
قد يقومون بإخراج سيوفهم إذا تسلّقت عبر الجدار كما فعلت سابقًا.
‘دعنا نعُد الآن …’
اعتقدت هيراس أنها يجب أن تعود وتستجوب والدها.
تمامًا كما كانت على وشك إصدار أمرٍ بتحريك العربة.
فُتِحت أبواب القصر وظهر كبير الخدم.
بعد السعي للحصول على فهم حرّاس البوابة الجدد، جاء كبير الخدم إلى هيراس وأحنى رأسه.
“كيف حالكِ يا آنسة؟”
“أنا بخير، ولكن ماذا يحدث؟ هل زينون حقًا تحت المراقبة؟”
“… نعم، ولكن السيد الشاب بخير، وليس في حالةٍ سيئة.”
“حقًا؟”
“نعم، لذا من فضلكِ لا تشعري بالذنب. كانت هذه هي المرّة الأولى التي يختبر فيها السيد الشاب المهرجان التأسيسي بشكلٍ صحيح. شكرًا جزيلاً لمساعدتكِ.”
“ثم هل سيتمّ تخفيف المراقبة …؟”
“أنا أيضًا ليس لديّ ما أقوله عن ذلك. هذا هو ما سيقرّره الماركيز.”
تخلّل القلق الخافت وجه كبير الخدم.
ومع ذلك، من حسن الحظ أن حالة زينون لم تكن سيئة.
أدركت هيراس أنها لا ينبغي أن تبقى في هذا الجو لفترةٍ طويلة، أومأت برأسها.
“جيد. ثم سأغادر اليوم “.
“من فضلكِ تقبّلي اعتذاري الصادق لعدم تمكّني من خدمتكِ بشكلٍ صحيح، على الرغم من أنكِ قطعتِ كلّ هذا الطريق.”
“لا، من فضلكَ أبلغ تحياتي لزينون بدلاً مني.”
“بالطبع.”
بعد تحيّة فراق، دخل كبير الخدم إلى القصر، وقام السائق بفحص مزاج هيراس سرًّا، قبل أن يسأل “هل سندير العربة في هذا الوقت؟”
وعندما سُئِلت عمّا إذا كانت ستتسلّق الجدار مرّةً أخرى، هزّت هيراس رأسها.
“دعنا نَعُد إلى المنزل.”
“نعم!”
كان من النادر أن يصرخ السائق بيتر بصوتٍ مُشرِق.
في العربة، عبثت هيراس بالسوار الذي أعطاها لها زينون عندما فكّرت به.
للاعتقاد بأنه سيكون تحت المراقبة. لم يقع في الكثير من المشاكل، أليس كذلك؟
كانت هيراس تأمل أن يعرف ماركيز فيلك أن هذا كان اقتراحها هي.
ألن يكون من الأفضل لو تقاسمنا العقوبة؟
تم عزل زينون في الأصل…
بعد عودتها إلى المنزل، انتظرت هيراس عودة والدها من عمله في القلعة وأخبرته بما حدث اليوم.
“هل هذا صحيح؟ هل كان فرسان الماركيز يحرسون قصر لانجبرت؟”
“نعم.”
“حتى إن كان الماركيز هو الوصي الرسمي للسيد الشاب، لا ينبغي له أن يمنعه من مقابلتكِ … يا له من أمرٍ مشين. سأنظر في هذه المسألة.”
عبس والدها وظلّ يتحدّث بشكلٍ سيءٍ عن الماركيز، وكأنه غير راضٍ عن معاملة الماركيز.
“هل سيتمّ تخفيف المراقبة اعتبارًا من يوم الأربعاء فصاعدًا؟”
“لا، هذه ليست مشكلةً يمكن حلّها في يومٍ أو يومين. هذا لأنني سأضطرّ إلى تحديد موعدٍ حتى أتمكّن من مقابلته.”
“أوه ……”
“حتى يتم حلّ المشكلة، يجب عليكِ التركيز على دراساتكِ الشخصية في الوقت الحالي، هيراس. لا يمكنكِ الجلوس ساكنة حتى عندما لم تتمكّني من مقابلة السيد الشاب.”
“هذا صحيح…….”
خفضت هيراس رأسها بنظرةٍ متجهّمة.
على الرغم من أن كلماته كانت صحيحة، إلّا أنها لم تكن تعرف لماذا وجدت الأمر غريبًا جدًا.
“لقد أحببتِ الرقص، أليس كذلك؟ هل نزيد عدد دروس الرقص ودراسة الفن والثقافة في الوقت المتبقي؟”
“سأناقش الأمر مع أمي.”
“لنفعل ذلك.”
‘ماذا عليّ أن أفعل إذا لم تَسِر المحادثة على ما يرام ولم يعد بإمكاني مقابلة زينون بعد الآن؟’
كان سماع نفسها تفكّر بهذه الطريقة غير مألوفٍ ومثيرٍ للقلق.
‘لا، أنا هكذا لأنني قلقةٌ من أنه سيموت فقط.’
بعد أن غادرت مكتب والدها، فركت هيراس وجهها بخشونة، وعادت إلى غرفتها بقبضتيها المشدودتين.
تمامًا كما قال والدها، يجب عليها اللحاق بدروس الرقص والفن والتخلّص من تلك الأفكار.
في اليوم التالي، استقلّت عربةً متوجّهةً إلى استوديو الرقص لإجراء الاختبار.
‘مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن مشيتُ على هذا الطريق.’
بدا المشهد المألوف غير مألوفٍ حيث كانت هيراس قد أهملت دراساتها المختلفة لفترةٍ من الوقت من أجل مقابلة زينون.
وبينما كانت عجلات العربة تتحرّك ببطء، كان الشارع مزدحمًا أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
الناس الذين كانوا يبيعون الصحف وأعواد الثقاب، وكبار السن الذين كانوا يبيعون الوجبات الخفيفة والفتيات الصغيرات يبعن الزهور.
حتى أن هيراس رصدت أطفالًا يركضون بمهارةٍ وسط حشدٍ من الناس.
وبينهما رأت رجلاً كان يندفع إلى مكانٍ ما مسرعاً.
‘أوه؟’
في لحظة، أخرجت هيراس رقبتها من نافذة العربة ونظرت حولها لتتأكّد ممّا إذا كان ما رأته صحيحًا.
ومع ذلك، فإن الشخص الذي كانت تبحث عنه اندمج في الحشد، وقبل أن تعرف ذلك، لم تتمكّن من العثور على أيّ أثرٍ له.
“مستحيل.”
لا يمكن أن يكون هذا الشخص هنا.
دارت كلّ أنواع الأفكار في ذهنها الآن بعد أن علمت أنها نفس اللعبة.
جمعت هيراس أفكارها المتأخّرة واتّبعت قيادة السائق إلى استوديو الرقص.
في اللحظة التي رأت فيها هذا المشهد بمجرّد وصولها، فكّرت في هذا.
كلاك!
“….”
إذا لم تقابل هيراس الفتاة التي كانت عاملة منجمٍ ومزارعةً وخادمةً خلال هذا الدرس، فربما تكون قد نسيت أمر زينون تمامًا وركّزت على دراستها.
“والآن، واحد، اثنان، اثنان، ثلاثة، اثنان، اثنان، ثلاثة.”
كلاك، كلاك، كلاك، كلاك!!
“مَن هي هذه الويفرن هناك؟”
(الويفرن: تنين مجنح ذو رجلين وذيل شائك. بتمسخروا عليها لشدة سوءها بالرقص)
كانت مهارات سيينا في الرقص تتجاوز مستوى الفوضى.
‘إذا كانت على هذا المستوى، ألن يتم التقليل من إحصائيتها؟’
حتى أنها كانت متشكّكة في كيفية تمكّنها من المشاركة في اختبار الصف المتوسط الذي تنتمي إليه هيراس.
لقد صعدت على أقدام الآخرين، وصرخت وهي ترقص، وذرفت دموع الفرح عندما اكتشفت هيراس.
“الآنسة لوركا!”
“نادِني هيراس، سيينا.”
“هـ هيراس. أفتقدكِ!”
“هاي ساليس! لوركا! توقّفا عن كلامكما الفارغ!”
صفّقت معلمة الرقص، وهي سيدةٌ نبيلة، بيديها ووجّهت تحذيرًا.
شعرت سيينا، التي كانت تتعرّض للتوبيخ كثيرًا، بالذهول وحاولت إبعاد نفسها، لكن هيراس رفعت يدها بلا مبالاة وطلبت العذر.
“سنعود بعد أخذ رشفةٍ من الماء، معلمتي.”
“….”
تظاهرت المعلمة بأنها لم تسمعها وأدارت رأسها.
لقد أعطت إذنًا ضمنيًا.
أمسكت هيراس بذراع سيينا، التي كانت في حيرةٍ من أمرها، وأخرجتها من الاستوديو.
بعد الخروج إلى الرّدهة، تحسّن وجه سيينا الشاحب قليلاً، كما لو أنها ستعيش لفترةٍ أطول قليلاً.
“لقد تداخلت دروسنا اليوم، سيينا. هل كنتِ تأخذين دروسًا متوسطة؟”
“أعتقد أنه تم تعييني في الفصل الخطأ. والدي، الذي اعتذر عن اضطراري للعمل بدوامٍ جزئيٍّ كلّ يوم، أرسلني إلى هنا بعد وقتٍ طويل. لم يكن عليه أن يفعل ذلك …”
تمتمت سيينا بنبرةٍ مريرة.
“على أيّ حال، أريد أن أبذل قصارى جهدي للتعلّم بعد أن أنفقتُ مبلغًا كبيرًا لأخذ هذه الدروس، لكن الأمر صعبٌ للغاية … سأرتكب أخطاءًا كلّ يوم، ويبدو أنني مصدر إزعاجٍ لوالدي وشريكي.”
من الطريقة التي استمرّت بها سيينا في البكاء، يبدو أن [التوتر] مرتفعٌ جدًا.
كيف كان هذا اللاعب يدير حالة الطفلة؟
اقتربت هيراس من سيينا وعانقتها.
ربّتت على الطفلة الباكية بلطفٍ وتوقّفت دموعها بعد فترةٍ وجيزة.
يبدو أن [التوتر] قد انخفض قليلاً.
إدارة [التوتر] كانت مُهِمّة.
وذلك لأنه إذا زادت القيمة العددية، انخفضت الكفاءة وستمرض سيينا بسهولة.
بدت سيينا وكأنها على الحدود وتحتاج إلى الاسترخاء قليلاً.
أجّلت هيراس فصلها للحظة وأمسكت بكلتا يديها.
“إذا كان لديكِ أيّ صعوبات، يمكنكِ إخباري. أنا أفضل راقصةٍ في هذا الفصل المتوسط، لذلك لا داعي للقلق بشأن تأخّري.”
على الرغم من أن الأمر كان يقتصر فقط على عددٍ قليلٍ من الرقصات، إلّا أنها لم تكن كذبة.
كان على هيراس أن تقول أيّ شيءٍ لتهدئتها.
“ماذا؟ لكن …”
“بدلاً من مجرّد الحديث عن ذلك، هل يجب أن نتدرّب هنا؟ بدءًا من الخطوات التي وجدتِها صعبةً من قبل. واحد، اثنان، اثنان، ثلاثة، اثنان، اثنان، ثلاثة.”
“آه.”
مارس الثنائي نفس الخطوة لأكثر من 30 دقيقة.
على الرغم من أن سيينا شعرت بالأسف وكانت على وشك البكاء لأنها مزّقت قدمي هيراس من خلال الدوس عليهما، إلّا أنها تمكّنت من حفظ الخطوات التي أشارت إليها المعلمة بفضل هيراس، التي لم تغضب أثناء تعليمها.
“فعلتُ هذا! أعتقد أنني أستطيع الرقص وعينيّ مغلقةٌ الآن!”
“هذا مريح.”
انتظرت هيراس بينما كانت سيينا، التي كانت على وشك البكاء، تُجرِي الاختبار في الداخل، وعندما ظهرت مرّةً أخرى ابتسمت.
بدت فخورةً جدًا بينما كانت تبتسم، وعيناها دامعتان ورفعت علامة V بيدها.
على الرغم من أن الاختبار أصبح عديم الفائدة، حيث تم الكشف متأخّرًا عن حقيقة دخولها عن طريق الخطأ إلى الفصل المتوسط.
تمكّنت هيراس من إنهاء الاختبار بسرعةٍ لأنها حفظت جميع الحركات أثناء تدريس سيينا.
وبعد انتهاء الاختبار، نزلت على الدرج لتعود إلى المنزل لتجد سيينا تنتظر بتردّدٍ دون أن تعود.
“سيينا، ماذا تفعلين هنا؟”
“حسنًا، بخصوص ذلك …”
عضّت سيينا شفتها، وأمسكت بيدي هيراس بقوّة بعينين لامعتين، كما لو أنها اتخذت قرارها.
“هيراس، هل يمكنكِ القدوم إلى منزلي هذا المساء؟”
“هذا المساء؟”
رمشت هيراس عينيها للدعوة المفاجِئة، وأومأت سيينا، التي كانت قلقة، برأسها بقوّة.
“نعم! قال سوما إنني إذا تلقّيتُ معروفًا، فيجب أن أردّه. ليس بشيءٍ رائع، ولكن أودّ أن أدعوكِ لتناول العشاء في منزلي. “
⋄────∘°❃°∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1