How does it feel to be in a B-grade horror game? - 45
رغم انزعاجه من قطع وقته مع فيديليس، توجّه هاكان على الفور إلى المكان الذي شعر فيه بالطاقة. لم يكن بعيداً إلى هذا الحد. بمجرد أن أدرك المانا، واصل التمسك بها دون تركها. هذا يعني أنه حتى لو هرب، فإنه سيظل بين يديّ هاكان. وبينما كان يطارده بسرعة، رأى شيطاناً صغيراً يهرب أمامه. قبض عليه هاكان في الحال.
” ذيل بيكوا. “
” اتر، اتركني! “
” …هل حقاً تقول هذا؟ “
أغلق ليكتر فمه حين قال شيئاً سخيفاً. طلب منه بوقاحة أن يتركه، لكن ليست هناك طريقة لسماحه بذلك. كما اقترحتْ بيكوا، توجه إلى قصر سوالد، لكنه لم يتوقع أن هاكان سيكون هناك. حتى أنه ذهب إلى هناك في وقت متأخر من المساء تحسباً….
كان ينبغي عليه إجراء المزيد من البحث. لقد فات الأوان بالفعل للندم. قبض هاكان على ليكتر من مؤخرة رقبته وانتقل إلى برج السحر. كان يعلم أنه لن يجيب على الأسئلة بسهولة على أي حال. وفي هذه الحالة من الأفضل القبض عليه حياً وحبسه. سارتْ هارولد، التي كانتْ لديها عمل في برج السحر لفترةٍ من الوقت، إلى الأمام سعيدةً برؤية هاكان الذي ظهر فجأة.
*(هارولد ساحرة بالسحر الأسود+ تحب هاكان)*
” ماذا يحدث هنا؟ “
عندما سألتْ دون أن تخفي سعادتها، تحولت نظرة هاكان اللامبالية إلى ليكتر. اتسعت عينا هارولد عندما رأتْ الشيطان الصغير في يده.
” إنه شيطان. صحيح؟ “
” قد يكون له علاقةً ببيكوا. “
” أخيراً حصلنا على خيط. “
توجّه هاكان إلى القبو برفقة هارولد التي لا تزال سعيدة. ألقى هاكان ليكتر في مكانٍ يشبه السجن بقضبان حديدية ثم فتح حاجزاً. صنع حاجزاً قوياً جداً لا يُمكن كسره أبداً، ونقش خطوطاً سحريةً على لسانه لكيلا يموت بلا مبالاة.
فعل ذلك لأن مثل هذا الشيطان الضعيف قد لا يكون خالداً. لم يعد هاكان يتجاهل حتى أصغر الأشياء لتجنب ارتكاب الأخطاء.
” هكذا لن تستطيع عض لسانكَ. “
” دع، دعني أذهب! “
” لا تهدر طاقتكَ بكلامٍ عديم الفائدة. لأنني لا أنوي تركك. “
غرقت عيون هاكان بصمت. في مواجهة نظراته الغريبة، ارتجف ليكتر دون أن يدرك ذلك.
” يجب أن تعودِ إلى لِيس أولاً. “
عندما تحدث وهو ينظر إلى هارولد، صرخ ليكتر دون أن يدرك.
” كم، كما توقعت فيديليس لا تزال حيّة! “
” …كما توقعت؟ “
” هيك! “
أخذ ليكتر نفساً حاداً من الصوت المنخفض القاتم. في لحظة، أصبح وجهه شاحباً وتصلب جسده كله. وجوده الذي يسبّب الخوف حتى عندما يكون ساكناً، أثار خوف ليكتر. عندما نظر إلى عينيه القاتمتين، شعر بالرعب.
” نعم، كنتَ هنا للتأكد ممّا إذا كانتْ لِيس حيّة. “
بعد أن أكّد ذلك بالفعل، بدأ غضبه يزداد. انكمش جسد ليكتر وارتعش بسبب قوته. كانتْ بيكوا تراقبهم طوال الوقت. كان فكها مشدودٌ بتوتر. حدق هاكان في ليكتر دون أن يرمش حتى.
” قريباً ستظهر بيكوا وهي تقف على قدميها، فلماذا قد أبقيكَ على قيد الحياة. “
اقترب تدريجياً من القضبان. من الواضح أن هذا الرجل إنسان وهو شيطان، لكنه لم يستطع التفكير في طريقة للتغلب على هذا الوحش. هل سأخسر حياتي هكذا. مع إصابة دماغه بالشلل بسبب الخوف، لم يتمكن من التفكير بشكل طبيعي.
منذ اللحظة التي ظهر فيها اسم فيديليس، بدأ زخمه يزداد قوة. شعرتْ هارولد أيضاً بقشعريرةٍ تسري في جسدها ولم تتمكن من التحرك للحظات. بالكاد صرّت على أسنانها واستدعته.
” سيد هاكان! أليستْ الآنسة فيديليس تنتظرك؟ “
تلاشى زخمه في لحظة. أخذا هارولد وليكتر نفساً عميقاً في نفس الوقت كما لو أنهما الآن يستطيعا التنفس.
” اترك هذا الرجل لي. سوف أتعمق في كل التفاصيل وأخبرك! “
بينما كانتْ تتحدث وقبضتيها مشدودتان بإصرار، نظر هاكان إلى ليكتر وأومأ برأسه، واختفى من المكان. قرر أنه لم يعد بحاجةٍ للبقاء هنا لفترةٍ أطول عندما قالتْ أن فيديليس تنتظره
ستظهر بيكوا عاجلاً أم آجلاً. من غير الممكن أن تظل هادئة إذا سمعت شائعة مفادها أن فيديليس، التي اعتقدتْ أنها ماتتْ، لا تزال على قيد الحياة بينما لم يظهر الشخص الذي أرسلتْه كمخبر. ابتسمتْ هارولد بمرارة في المكان الفارغ الذي اختفى منه هاكان ثم نظرتْ إلى ليكتر.
” الآن، دعنا نلعب ونستمتع. “
” …دع، دعيني أذهب! “
” أتعلم؟ تخصصي هو السحر الأسود. “
” …. “
” أنا جيدة جداً في استخدام سحر اللعنات والسحر الأسود. وشيءٌ آخر.”
ابتلع ليكتر عند ابتسامة هارولد المشؤومة.
” أنا أكره بيكوا. “
عند النظر إلى هارولد وهي تبتسم بإشراق وعيناها مطويّتان، اِعتقد ليكتر أنه رأى الشيطان.
* * *
بينما كانتْ فيديليس تنام بعمق، نهضتْ إيزوتا من السرير بحذر وخرجتْ من الغرفة. وضعتْ العديد من الفرسان حولها، كما وضعتْ فارساً كفؤ في الغرفة. تحرك الجميع بصمت وبخفة بأمرٍ من إيزوتا.
بعد التحقق بعناية من سلامة فيديليس، توجهتْ إلى الصالون. عندما دخلتْ، كانتْ هارولد وسيون وهاكان جالسين.
” ولِيس؟ “
” لقد نامتْ. أتعلم أنها لطيفة وهي نائمة أيضاً؟ “
” أعرف هذا حتى دون أن أرى. “
عندما هز هاكان حاجبيه وأجاب كما لو أنه لن يخسر، ضحكتْ إيزوتا وجلستْ على رأس الطاولة وعقدتْ ساقيها.
” إذن، ما ذلك الشيطان؟ “
” إنه ليس شيطاناً قوياً بقدر بيكوا. بالنظر إليه، لم يكن قوياً جداً أيضاً. لقد بدا جيداً جداً في إخفاء وجوده. “
اكتشفتْ هارولد الكثير خلال وقتٍ قصير. ليكتر، الشيطان الصغير، تم حظره بالحاجز الذي صنعه هاكان ولم يتمكن حتى من الهروب.
” هل هو أيضاً خالد؟ “
” لا أعتقد ذلك. “
لفتح فم ليكتر، استخدمتْ السحر الأسود لإخافته. على عكس بيكوا، لم تشعر بـمانا كبيرة منه، وكان تعافيه بطيئاً. والأهم من ذلك كله أنه كان خائفاً من الموت. اعتقدتْ أنه ليس كل الشياطين خالدون. لا يمكنها قتله لتأكيد ذلك. لم تكن إنسانيةً إلى هذه الدرجة.
” ربما يجب فقط أن أستجوبه أكثر. “
لمعت عيناها. لقد حققتْ حصاداً غير متوقع. بالطبع، إنها ترغب في مساعدة فيديليس، ولكنها ترغب كثيراً أيضاً في إجراء البحوث.
” ويبدو أنها ظلّتْ تتابع أخبارنا. “
” لماذا هي مهتمةً جداً بنا هكذا؟ “
بعد كلمات هاكان خدشتْ إيزوتا رأسها بانزعاج.
” هل تريدون الذهاب لرؤية ذلك الشيطان؟ “
بناءً على اقتراح هارولد، هزّتْ إيزوتا وهاكان رأسيهما في الحال.
” لن نترك فيديليس وحدها. “
رغم أنهم يحمونها بإجراءات أمنية مشددة، لكن القلق لا زال موجوداً. يجب أن يكون هاكان أو هي بجانب فيديليس. أما الآخرون فلم يكونوا موثوقين.
” سأكون بجانب لِيس، يمكنكِ الذهاب لرؤيته. “
” هذا غير ممكن إطلاقاً. لا تفكر في شيء بلا فائدة كالنظر إلى لِيس وهي نائمة. “
” سأراها كل يوم عندما نتزوج على أي حال. “
” ماذا؟ “
اندفع سيون إلى جانب إيزوتا، التي كانت على وشك الانهيار وهي تمسك بمؤخرة رقبتها، وقام بتدليك كتفيها.
” وأيضاً إن الموضوع تسرب لمكان آخر…. “
تمتمتْ هارولد وهي تشاهدهما يتشاجران على شيء عديم الفائدة.
” ربما ستظهر بيكوا قريباً. ما رأيكم في هذا؟ “
تنهدتْ إيزوتا وهي تجلس بشكلٍ مريح على الأريكة مجدداً. أومأ الجميع كما لو أنهم يتفقون معها.
” لا تتخلّوا عن حذركم ولو للحظة. لا تبتعدوا من جانب لِيس إن أمكن. “
” هذه المرة، يجب علينا التأكد من التخلص من أي شخص يشكل تهديداً لـ لِيس. “
لم يكن هناك ما يمكن القيام به داخل القصر، ولكن تغيّر موقع المفترس بعد مغادرة القصر. الآن، جاء دورهم للصيد.
* * *
” ماذا؟ ستقيمين حفلة؟ “
وسّعتْ هارولد، التي توقفتْ بينما كانتْ تحشو الخبز في فمها، عينيها بمفاجأة.
” هل الآن؟ حتى لو أخفيتِ الأمر عن الشيطانة، فهذا لا يكفي…. “
” هل نسيتِ ما قالته لِيس؟ إنها تريد أن تعلم أنها حية لِـإزعاجها. “
” …إزعاجها؟ يبدو أن شيءٌ ما خطأ، لكنها قالتْ شيئاً مشابهاً. “
تمتمتْ هارولد وهي تعيد الخبز الذي لم تستطع تناوله إلى فمها. حتى هارولد كانتْ تؤيد الغدر بها ولو لمرة. هذا شيءٌ تريدانه إيزوتا وفيديليس أكثر منها.
” إنها تعلم أنها حيّة بالفعل، لذا سأقيم حفلةً لأجعلها أكثر غضباً. لِـتُظهر تعبيرها المشوه الذي تريده لِيس. “
” هذا ليس الهدف، أعتقد أنكِ تريدين الإعلان عن أن فيديليس شقيقتكِ الصغرى في أقرب وقتٍ ممكن. “
لم تنكر إيزوتا ذلك على وجه التحديد. كانتْ هارولد محقة. أرادتْ الكشف أن فيديليس شقيقتها. حتى عندما عاشتْ هنا عندما كانتْ طفلة كان والدها منشغلاً بإخفاء فيديليس، لذلك لم يكن أحد من النبلاء يعلم أن إيزوتا لها شقيقةٌ صغرى.
لذلك تفاجأ الجميع عندما علموا أن لها شقيقة. لكنها لم تعد ترغب في القيام بذلك بعد الآن. إن فيديليس شقيقتها، ولم يعد هناك سبباً يدعوها للاختباء بعد الآن. على الرغم من أنهم لم يقبضوا على بيكوا بعد، إلا أن هذه ليست منطقتها، وهي واثقةٌ بما يكفي لحماية فيديليس الآن.
تتمنى أن تعيش هذه الطفلة الجميلة الآن بدون أي قلق. إنِ استطاعتْ، تريد أن تبقيها بين ذراعيها وتمنعها من رؤية أي شيء سلبي. تريد أن تجعلها تعيش حياةً لا تفكر فيها سوى بأن هذا العالم جميل.
لكن هذا لن يكون ممكناً حتى يتخلصوا من بيكوا.
سـتُجبَر فيديليس على تركيز انتباهها، دون قصد، على الشيطانة التي قد تكون في أي مكان. الأمر نفسه بالنسبة لإيزوتا وهاكان. لا يعرفون متى ستعود لاختطاف فيديليس أو قتلها مجدداً.
لكنهم لن يكونوا عاجزين هذه المرة. مع انتشار شائعات فيديليس، وضعوا الأساس لهجومٍ مضاد. الآن كل ما عليهم فعله هو الانتظار حتى تلدغ الطُعم.
شعرتْ بخيبة أمل بعض الشيء لأنها لم ترى وجه بيكوا عندما سمعتْ أن فيديليس تعيش بسعادة وأنها استعادتْ مكانتها أخيراً، لكن لم يكن الأمر مهماً. إذا ظهرتْ أمام فيديليس في أي وقت، فـ ستشوّه وجه تلك الكابوس بنفسها.
” إذن أين ستقيمين الحفلة؟ “
” أعتقد أنني سأقيمها في قصري. “
على الرغم من أن حفلات القصر الإمبراطوري مثالية، ولكن نادراً ما تُقَام الحفلات في القصر الإمبراطوري باستثناء المناسبات الكبرى. ناهيك عن إقامة حفل لـ فيديليس، التي لا علاقة لها بهم. بل سيكون من الطبيعي أن تساورهم الشكوك إذا فعلوا ذلك.
ستكون أصغر من حفلة القصر الإمبراطوري، ولكن بما أنه لم تُعقَد أي حفلات منذ أن أصبحتْ رئيسة الأسرة، فإن معظم النبلاء رفيعي المستوى سيأتون لرؤيتها كالرئيسة الجديدة للأسرة.
” يجب أن أفعل ذلك في أسرع وقتٍ ممكن. بالمناسبة ،ألن تذهبِ؟ “
نظرتْ إيزوتا، التي كانتْ تفكر بجدية، إلى هارولد وهي تحمل الخبز بكلتا يديها، وسألتها فجفلتْ وهزّتْ كتفيها.
” …لِأنتهي من تناول هذا. الشيف في قصر السيدة إيزوتا جيدٌ جداً. “
على وجه الخصوص، الحلوى التي يصنعها تيني ممتازة. قامتْ بتوزيع المربى على الخبز بعناية ثم وضعته في فمها مرة أخرى.
*(تيني ذا اسم الطباخ او ايش وضع هالكلمة بالضبط مدري)*
” ألا يجب علينا أولاً أن نعد قائمة بالنبلاء الذين سندعوهم؟ “
حتى لو لم يفعلوا ذاك، طالما أن هاكان وإيزوتا موجودان، فسيأتي الكثير من الأشخاص دون دعوة.
” جيفر فعل ذلك بالفعل. “
تساءلتْ عما إذا كان قد قام بذلك في نفس اليوم الذي أتتْ فيه لزيارة فيديليس. كما هو متوقع، عملاً لا تشوبه شائبة. لم يتبق سوى تزيين القاعة وإرسال الدعوات. ومع ذلك فإن الشيء الأكثر أهمية هو.
” فستان عزيزتي لِيس. “
” سمعتُ أن السيدة فيديليس قالتْ أنها لن تشتريه لأن لديها بالفعل الكثير من الفساتين؟ “
” إن ما اشتريه أنا مختلفٌ عمّا تختار لِيس شراءه. “
انطلاقاً من موقف إيزوتا الصارم، من المحتمل أن تتظاهر فيديليس بالخسارة مرة أخرى وتدعها تفعل ما تريد. أنهتْ هارولد أكلها بآخر قطعة خبز ثم وقفتْ. حان الوقت للعودة إلى ليكتر.
لم يفتح فمه أبداً على أي حال. لذلك، خططتْ لتتبّعه من خلال التظاهر بأخذ كل ما تستطيع منه وتركه يذهب. بالطبع، خطتها هي تتبعه بعد ظهور فيديليس لأول مرة في الحفلة. إذا كانتْ بيكوا حالياً من الحيوانات العاشبة، فإن هاكان وإيزوتا هما من قاما باصطيادها.
إذا اكتشفتْ بيكوا أن فيديليس نجتْ لتظهر لأول مرة، فلن تتمكن من الحفاظ على هدوئها. لن تستطيع كبح غضبها وستظهر أمام فيديليس. سيكون الأمر مثالياً لو كان كذلك، ولكن إذا لم يكن كذلك، فكل ما عليهم فعله هو اتباع ليكتر أثناء مغادرته الإمبراطورية. سيحدث كل شيء بعد ظهور فيديليس لأول مرة.
تريد هارولد أيضاً رؤية بيكوا عندما تظهر فيديليس لأول مرة بفخر ويُثَار غضبها. ستتمكن من رؤية الابتسامة المرتاحة ملتوية.
” أتطلع إلى هذا. “
” أنا أيضاً. هل ستذهبين الآن؟ “
“نعم. ولكن، لن تزعجِ الآنسة فيديليس والسيد هاكان اليوم؟ “
” …. “
بدلاً من الإجابة، ظلّتْ إيزوتا صامتة. في الوقت الحاضر كان الاثنان عالقان في المكتب. كانتْ فيديليس تقرأ كتاباً وهاكان يحتضنها ويراقبها بهدوء، ولم تلحظ حتى أنه ينظر إليها. لأنه كان دائما هكذا.
“…ماذا فعل السيد هاكان؟ “
” لا…. إن لِيس…. “
وتذكرتْ إيزوتا، التي دفنت وجهها على المكتب، ما حدث بالأمس وبكتْ. تمتمتْ بصوت دامع.
“…إذا كنتما ستشاجران فاذهبا. سأظل وحدي. “
” إذن هل استسلمتِ؟ “
ابتسمتْ هارولد، التي اكتشفتْ جانباً جديداً من إيزوتا، سراً. إنها صعبة الإرضاء وحادة المزاج، لكنها بدت هذه الأيام وكأنها جرو يحتاج إلى الحب. بفضل هذا، تمكّنتْ من أن تصبح أقرب منها من ذي قبل. دون أن تعرف ما تفكر فيه هارولد، فتحتْ إيزوتا، وهي تضغط بخدها على المكتب، فمها كما لو أنها تتنهد.
” أخبرني هاكان أن أتخلى على الأقل عن وقت القراءة لأنني أبقى معها في الليل. بصراحة أردتُ تجاهله، ولكن لا ينبغي أن تكون لِيس بمفردها…. “
بعد التفكير للحظة، أمالتْ هارولد رأسها بارتباك.
” ألا يمكنكِ الجلوس بحانبهم بهدوء؟ “
” …لا أستطيع حتى أن أفعل ذلك لأن جيفر أخبرني أن لدي جبلاً من العمل المتراكم. “
” أنتِ تراوغين، لم تنظر سيدتي حتى إلى الأوراق المكدّسة وظلّ بالها عالقٌ عند الآنسة الصغيرة. لكنكِ تستمرين بالقول أن الوقت لا زال مبكراً. “
تحدث جيفر، الذي كان يجلس على مكتب آخر بجانب المكتب وينظر إلى الوثائق دون انقطاع، بنبرة خائبة الأمل.
” ليس عليكَ أن تسميها بمراوغة. “
صفعتْ إيزوتا المكتب ثم نظرتْ في كومة الأوراق المكدّسة مرة أخرى.
” ثم سأعود مجدداً إذا حدث أي شيء، سيدة إيزوتا. “
” حسناً. “
لوّحتْ إيزوتا بيدها بخشونة ونظرتْ إلى الوثائق. عندما رأتها تركز بسرعة، غادرتْ هارولد المكتب بحذر. عندما أغلقتْ الباب وغادرتْ المكتب، رأتْ فيديليس تسير في الردهة. نادتْ هارولد باسمها بسعادة.
” آنسة فيديليس! “
” سيدة هارولد! “
سارتْ فيديليس بسرعة نحو هارولد مرحبّةً بها أيضاً. بطبيعة الحال، كان هاكان بجانبها. لم تستطع إلا أن تشعر بالمرارة في قلبها. لكنها لم تكره فيديليس. تعترف أن فيديليس جذابةٌ للغاية، أحبها هاكان لِـ قلبها، لم يكن خطأ فيديليس.
بصرف النظر عن ذلك، أرادتْ هارولد أن تكون صديقةً جيدةً لها. بالطبع لا تزال غير قادرة على الاستسلام عن هاكان. ومع ذلك، فإن الاستمرار في الإعجاب بشخصٍ ليس لديها أيُّ فرصةٍ معه سيئاً له ولفيديليس، وأيضاً لنفسها.
ومع ذلك، ليس من السهل السيطرة على قلب الشخص حتى يتلاشى الحب الذي كان يحمله لعدة سنوات بسرعة. لو كان الأمر سهلاً في المقام الأول، لكانتْ قد استسلمتْ فوراً عندما أظهر هاكان مشاعره لفيديليس.
‘ لكن هذا لا يعني أنني لن أستسلم. ‘
حاولتْ إغلاق قلبها. المشكلة هي أن الأمر لم يكن سهلاً. والأهم من ذلك، لم تكن تريد أن تلاحظها فيديليس. ما زالتْ لا تُظهر ذلك، لكنها تشعر بها وهي تنظر إليها وهاكان بحرج. زيّفتْ هارولد ابتسامة مشرقة وتحدثتْ معها.
” إلى أين تذهبين؟ “
” إلى الحديقة. هل ستعودين الآن؟ “
” نعم. لدي شيءٌ لأفعله. “
” اِعتني بنفسكِ.”
عندما ابتسمتْ فيديليس بإشراق ولوّحتْ لها، أمسكتْ هارولد بيدها. ابتسمتْ هارولد باتّساع في وجهها المتفاجئ.
” لا داعي لأن تقلقِ بشأني، آنسة فيديليس. “
” …. “
” أنا مشغولةٌ جداً هذه الأيام لدرجة أنني لا أملك الوقت للتفكير فيه. أنا مهتمةٌ بالآنسة فيديليس أكثر منه. “
انتشر الإحمرار على خدّيّ فيديليس. هاكان، الذي كان يراقبهما بصمت، ضيق حاجبيه في بعدم رضا وتحدث بنبرة ساخطة.
” ماذا تقولين فجأة. “
” بالمعنى الحرفي، يا سيد هاكان. هل أنتَ غيور؟ “
” نعم. لذا لا تقولِ ذلك. “
“أنا حرّةٌ بهذا! “
لم تعتقد أبداً أنها ستجري هذه المحادثة مع هاكان في يومٍ ما. هارولد، التي كانتْ متوترةً وتحرص على انتقاء كلِّ كلمةٍ تقولها، لم تعد موجودة. شعرتْ هارولد، بعد أن أجرتْ محادثةً أكثر راحة، بارتياحٍ عميق في قلبها. لم تستطع الحصول على الرجل الذي أرادته بشدة، لكنها شعرتْ بالراحة عند التحدث معه لأول مرة.
” وداعاً يا آنسة فيديليس. سأراكِ لاحقاً. “
“ …شكراً لكِ، سيدة هارولد. سأراكِ لاحقاً. “
” بالطبع. “
بعد أن ضغطتْ يد فيدليس مرة أخرى، سارعتْ هارولد بالخروج. بطريقةٍ ما كان طرف أنفها يؤلمها. شعرتْ برغبةً في البكاء في التفكير بأنها النهاية بالفعل، لكنها شعرتْ أيضاً بالارتياح. ضحكتْ هارولد متذكرةً محادثتها مع هاكان.
” لقد كان الأمر بهذه السهولة. “
أثناء الحديث معه، تذكرتْ الماضي فجأة، حين كانتْ تختار كلماتها بعناية لكسب رضاه ولكي لا تسيء إليه. لم تندم على فعل ذلك حينها، لكن ألم يكن الأمر لِـيتغير لو خرجتْ بثقةٍ أكبر قليلاً كما هي الآن.
كلا. لم يكن لِـيتغير. وقع هاكان في حب فيديليس على الفور، كما لو كان ينتظرها.
” ومع ذلك أشعر بالانتعاش! “
صرختْ هارولد وهي تسير في الردهة. سيون، الذي كان يمشي في ذلك الوقت، توقف فجأة.
” …ما هذا؟ “
[ ش، شخصٌ ما…. ]
[ قد ضُرِ…ب…. ]
” إنه ليس كذلك. إيدو وإيسي. “
ابتسمتْ هارولد بإحراج لـ حل سوء الفهم المفاجئ.
* * *
_______________________________________