How does it feel to be in a B-grade horror game? - 31
ساساساك.
” هل، هل تحركتما إيدو وإيسي؟ “
[ كل…ا. ]
[ نح، نحن ثا، ثابتتان. ]
إذن ما هذا الصوت؟ خفق قلبها من القلق. هذا الإحساس، لم يكن غير مألوف. كان الخوف يتصاعد ليشبه حين رأتْ الوحش النحيل. أمسكتْ فيديليس ذراع إيزوتا بإحكام ولم تُبعِد عينيها عن الشرفة. حينها.
رطم!
” اااك! “
” ااك! “
صرختْ فيديليس وسيون في نفس الوقت. ظهرت بصمات كف ملطخة بسائل أسود فجأة على النافذة الشفافة المؤدية إلى الشرفة، مما أحدث ضوضاء عالية. بالتأكيد لا يستطيع القدوم، لذا يبدو أن بصمات الكف أتت من الخارج.
” سيدة إيزوتا…. ألن يكون من الجيد إشعال الضوء؟ “
” آه. “
بعد تعجب صغير في اقتراح هارولد الحذر، تم تسليط ضوء على راحة يدها، وفي نفس الوقت ظهر وجه أمام عينيّ فيديليس.
” كياااااا! “
” اك! “
غطتْ هارولد وإلفين آذانهما بالموجات فوق الصوتية الشديدة النابعة من صرخة الأسد. أمامهم، سقط الشبح الذي سمع صرخة الأسد من فيديليس واختفى.
” هل، هل هذه هي صرخة الأسد؟ “
سأل إلفين وهو يفرك أذنيه اللتان ما زالتا تطن وأومأتْ فيديليس برأسها.
” تفاجأتُ كثيراً…. “
بمجرد أن أضاء الضوء، كان الشبح موجوداً أمامها وفمه مفتوح. حاولتْ تهدئة قلبها النابض ولم يهدأ. ومع ذلك، فإن شعور الخوف والقشعريرة لم يختفِ. إذا كان الأمر كذلك، فإن الشيء الذي يسبب ذلك لا يزال موجوداً في هذا المكان.
من المحتمل أنه من الشرفة أيضاً. بالتأكيد لم تشعر بأي شيء عندما دخلتْ الغرفة. من المؤكد أن فعلاً ما قد أيقظ وحشاً أو شبحاً قوياً. كانت سارة أيضاً نظاماً، عندما لمستْ الصورة ظهرتْ. ومع ذلك، ليستْ هناك حاجة للتفكير بهذا الآن. لقد حدث بالفعل، ولا ينبغي الاسترخاء في الوقت الحالي.
” …كيف يكون الجو بارداً؟ “
تمتمتْ هارولد وهي تفرك ذراعيها بقشعريرة. وفي ذلك، خرج نفَس أبيض من فمها. كان الهواء البارد المحسوس من المنجل يزداد قوة.
” انخفضت درجة الحرارة بالتأكيد. “
عندما أصبح الجو أكثر برودة، أغلق الجميع أفواههم بإحكام ولم يتحدث أحد. في الصمت والظلام، كانت فقط علامات الكف السوداء على نافذة الشرفة واضحة. بينما لم تعد تعرف ما إذا كان جسدها يرتجف من البرد أو من الخوف الناجم عن شيء ما، سمعتْ صوت خُطى تجري من بعيد، وتعلو تدريجياً.
” م، من هذا؟ هل هو هاكان؟ “
” السيد هاكان يجب أن يكون يبحث في الجانب الآخر…. “
سرعان ما أصيب إلفين وفيديليس بالخوف وأغلقا أفواههما. كان الظلام شديداً، لذا لم يستطيعوا حتى تحديد من كان يركض من بعيد. عندما ألقتْ إيزوتا الضوء العائم نحو الممر حيث سمعوا صوت الجري، عانق شخصٌ ما فيديليس فجأة.
” ااك! “
حتى قبل أن تشعر بالارتياح بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم المفاجئة، رفعتْ يدها وحاولتْ أرجحتها على الشخص، لكن أمسك معصم فيديليس بسرعة.
” لِيس، إنه أنا. اهدئِ. “
” ها، هاكان؟ “
” لماذا جسمكِ بارد جداً؟ أين تأذيتِ؟ “
” لما، لماذا أنت هنا…؟ “
بعد تفقّد جسدها المرتعش، عانق هاكان فيديليس بإحكام. استطاعتْ الشعور بدفئه حين عانقها. جلس تشيستر، الذي كان يركض من الخلف متأخراً، على الأرض وهو يلهث.
” سريع! “
” هل أنهيتما البحث بالفعل؟ “
“نظرتُ حولي، لكنني فجأة سمعتُ صوت رطم وصراخ. “
في طريق العودة بعد بحث سريع، سمع صراخ وبدأ هاكان في الركض بسرعة فائقة. تبعه تشيستر، لكن تشيستر، الذي ركز فقط على بحوثاته، وجد صعوبة كبيرة في اللحاق بسرعته. بصرف النظر عن مهاراته، كانت قدرته البدنية فوضوية.
” ولكن لماذا المكان مظلم هنا؟ “
تشيستر، الذي لاحظ ذلك متأخراً، أمال رأسه وأدار عينيه.
” هل أتخيل أن الجو بارداً بعض الشيء؟ “
” كلا. أعتقد أن هناك شيئاً ما. “
خبط!
ثم، مجدداً، جاء دوي عالي من الشرفة. وحين اتّجهتْ أعين الجميع إلى هناك، ارتختْ ساقيّ فيديليس وكادتْ أن تسقط. وضع هاكان ذراعيه على عجل حول خصرها ودعمها بقوة.
على الشرفة، كان هناك وحش ذو لحم فاسد وعظام مكشوفة في جميع أنحاء جسمه. بدا أن شيءٌ ما، من خارج القصر بالتأكيد، قد قضمه. تسارعت نبضات قلبها وأصبح تنفسها صعباً. تدفق لون أحمر غير معروف من البؤبؤان الرأسيان بين العيون الحمراء.
خبط!
تساقط اللحم الأسود الفاسد من يده التي ضربت النافذة بقوة مرة أخرى. ركضت قشعريرة مزعجة من أعلى رأسها إلى أصابع قدميها. كانت مهارة ‘الحس’ تزيد من خوف فيديليس. من الجيد الشعور بالخطر وتجنبه، لكن عندما أصبحتْ حواسها أكثر حدة وشعرتْ بالخوف بشكل أقوى، أرادتْ التخلص من مهارتها الحسِّيّة.
أخذتْ فيديليس نفساً عميقاً وحاولتْ تصفية ذهنها وقلبها. لن تتمكن من الفوز إذا كانتْ وحيدة، لكن إيزوتا وهاكان هنا. حتى لو لم يهزما الشيطانة، باستثناء بيكوا، لن يهزمهما شيء.
عندما نظر هاكان لـإيزوتا، تركتْ يد لِيس. عانق هاكان بسرعة فيديليس، التي شعرتْ بالارتباك من يدها الفارغة.
” ادفنِ وجهكِ على كتفي. كما كان دائماً. “
” أن، أنا بخير…. “
” أنا بخير أيضاً. ليس عليكِ إجبار نفسكِ على رؤية ما يصعب رؤيته، لِـيس. “
ابتسم بلطف وهو يلمس خدها المرتعش. ترددتْ فيديليس، ثم دفنتْ وجهها بطاعة على كتفه، كما قال، ولفَّتْ ذراعيها بإحكام حول رقبته.
خبط، خبط! بعد أن ضرب الوحش رأسه بالنافذة مرتين على التوالي، اندفع نحو النافذة ليضربها مرة أخرى، وهذه المرة اخترق رأسه النافذة.
” ماذا؟ “
” هل، هل يمكنه الدخول من الخارج؟! “
عندما صرخ إلفين بتفاجؤ، جفل كتف فيديليس التي تعانق هاكان. حتى لو لم ترى، يمكنها أن تفهم كيف تسير الأمور الآن. مدّتْ إيزوتا خد إلفين، وصرَّتْ أسنانها، وهمستْ بهدوء. في الضوء العائم الذي أضاء عليها، توهّجتْ عينا إيزوتا بشكل غريب.
” صه.”
” هيك، نعم! “
كما لو أنه رأى شيئاً أسوأ من الشبح، أصبح إلفين شاحباً وشدّ جسده وأبقى فمه مغلقاً.
[ كيك…. كييك…. ]
عند سماع الأصوات المتقطعة التي بدت وكأن الحبال الصوتية ممزقة، اكتسبتْ ذراعيّ فيديليس القوة تدريجياً. شدّ هاكان رقبته حتى لا يتفاجأ بقوة ذراعها كما في المرة السابقة.
موحل، موحل. في كل مرة يخطو فيها الوحش، سقط شيء سميك أسود على الأرض. في نفس الوقت، كانت الأرضية تذوب.
” لا يمكننا لمس ذلك. “
عبستْ هارولد ونظرتْ إلى الأرضية التي ذابت بشكل رهيب.
” إذا لم يتحرك وأبقى قدميه على الأرض، ألن يسقط؟ “
بفضل إيزوتا، التي حللتْ بجدية، اختفى الخوف للحظة.
” أعتقد أنكِ لا تنوين تجاهله، سيدة إيزوتا. “
” إلفين، ألقِ تعويذة هجوم. “
” نعم، معلمة! “
عندما تمتم بتعويذة سحرية غير مفهومة، طفت دائرة سحرية أمام إلفين. عندما أشار إلفين نحو الوحش، خرجت عدة شرارات بحجم كرة البيسبول من الدائرة السحرية وهاجمت الوحش.
مرور.
” هاه، هاه؟ “
مرتبكاً، رمش إلفين بتفاجؤ حين رأى سحره يخترقه. بالإضافة إلى سارة، كان هناك آخرون لم تنجح هجماتهم عليهم. رفع هاكان وإيزوتا يقظتهما بعد رؤية الهجوم الذي لم ينجح.
” يجب أن تكون هناك طريقة، مثل سارة. “
” ……. “
تحسباً لذلك، رشّتْ هارولد أيضاً السم باستخدام السحر الأسود، لكنه اخترقخ وغمر الأرضية. كما ألقى تشيستر، بحذر، صندوقاً إضافياً، لكنه تدحرج على الأرض فقط.
” صندوقي…. “
الصندوق، الذي صنعه من صميم قلبه، سقط تحت الأرضية المفتوحة. بإمكانه صنعه مرة أخرى، لكن لم يستطع عدم الشعور بالسوء. شاهدتْ إيزوتا وهاكان الوحش يسير ببطء نحوهما.
[ كيك…. كاا…. ]
لم يستطع الوحش حتى التحدث بلغة مناسبة. كلما أصدر صوتاً يشبه الأنين، كان هناك شيء يرتفع من حلقه ويتدفق إلى أسفل ذقن الوحش. فاحت الرائحة العفنة الفاسدة، وانخفضت درجة حرارة الهواء البارد المنبعث من المنجل تدريجياً مع اقتراب الوحش. مع انخفاض درجة الحرارة، كان الوحش غير قادر على توجيه جسده بشكل صحيح.
” اوتش، إنه بارد! “
” ……؟ “
” هذا المنجل، هل كان عادةً بارداً هكذا؟ “
لم يكن الضرب والقتال من أسلوب تشيستر، لذلك تحرك سراً خلف إيزوتا وهاكان، ولمس بفضول المنجل البارد وصرخ بدهشة.
” بارد؟ “
” أجل. كثيراً. “
بدأ جسد تشيستر، الأقرب إلى المنجل، يرتجف بعنف.
” آه، بارد. ما الخطأ في هذا؟ المنجل ينفث الهواء البارد الآن؟ “
رفعتْ فيديليس وجهها المدفون في كتف هاكان ونظرتْ إلى المنجل. وبينما كانت تقرّب يدها بحذر من المنجل، غلف الهواء البارد يدها.
” أن، أنزلني للحظة من فضلك. “
بدلاً من إنزال فيديليس، أمسكها هاكان بإحكام من الخلف. وهو ممسكها، أخذتْ فيديليس المنجل. كان بارداً جداً لدرجة أنها تساءلتْ عمّا إذا تعرضتْ يدها للدغة الصقيع. عندما أشارتْ فيديليس بالمنجل إلى الوحش، بدأ السائل الأسود الذي كان يتساقط من الوحش يتحمّد ببطء.
” ه، هل من الممكن قطعه به؟ “
عندما سألتْ فيديليس ورموشها الطويلة ترتعش، أخذ هاكان بلطف المنجل من يدها.
” أغمضِ عينيكِ. سأقوم بقطعه. “
بعد أن رأى هاكان عينيها مغمضتان بإحكام، عانق فيديليس برفق من الخلف. كانت قدميها تتدلى في الهواء. وأثناء حملها، اقترب من الوحش وقطع جذعه بشكل مائل دون تردد. سقط الجزء العلوي من الوحش المقطوع بدقة وتجمد الجزء المقطوع من الوحش. عندما ضرب جسد الوحش المجمد بمنجل مرة أخرى، اختفى مثل الرماد.
في نفس الوقت، خَفَتَ تدريجياً الخوف والتوتر اللذان شعرتْ بهما بحساسية. إذا كانتْ بمفردها، لكان من الممكن أن تُقتل بوحشية قبل أن تتفاعل. كان الوحش قوياً بالتأكيد. ومع ذلك، لم تستطع تجربة مدى قوته لأنها مع هاكان وإيزوتا. ولم ترغب في تجربة ذلك لأنها شعرتْ به بالفعل بحواسها.
في الوقت نفسه، اختفت برودة المنجل والبرودة المحيطة به، وأضاءت الشموع واحدةً تلو الأخرى في الممر المظلم.
وسمعتْ الصوت الميكانيكي المألوف.
「عاد العنصر ‘المنجل’ إلى شكله الأصلي. 」
” هاه؟ “
الشكل الأصلي؟ تراجعتْ عينا فيديليس المذهولتان بسرعة.
” ما الأمر؟ “
” عاد المنجل إلى شكله الأصلي. “
” الشكل الأصلي؟ “
” أن، أنا لا أعرف أيضاً…. آه انتظر لحظة. “
مدَّتْ فيديليس يدها لإيقاف من كان على وشك التحدث.
「 عاد المنجل، الذي كان بارداً، إلى شكله الأصلي حيث تمت إزالة البرد مِن قِبَل الوحش الذي أذاب كل شيء. 」
انزلق المنجل، الذي كان هاكان يمسكه في يده، برفق من يده وطفى في الهواء. لُفَّ الجليد حول المنجل وسرعان ما تحطّم. واستقر المنجل، الذي أصبح صغيراً بحجم كف اليد، في كف فيديليس.
「 حصلتِ على أداة رفع اللعنة، ‘المنجل الذي يقطع كل شيء’. إنه سهل الاستخدام. أمسكِ المنجل من كلا الجانبين واسحبيه ليعود إلى حجمه الأصلي. على العكس من ذلك، فإن الضغط على الجزء العلوي من المنجل يُعيده إلى الحجم الصغير. 」
وجدتك، منجل رفع اللعنة! امتلأ وجه فيديليس بالبهجة.
* * *
“إذن ليس عليكِ البحث عن منجل الآن؟ “
” نعم. كنتُ محظوظة. “
إذا كانتْ طريقة العثور على المنجل هكذا، فسيكون منطقياً لأولئك الذين ماتوا هنا دون أن يتمكنوا من العثور عليه. هناك أيضاً سلالة عائلة ميروين، ولكن لا بد أنه كان شيء محير العثور على منجل لرفع اللعنة.
وكما اعتقدتْ فيديليس، لم يجد سوى عدد قليل ممن دخلوا هذا المكان المنجل وحولوه إلى ‘منجل’ كامل. حتى لو وجدوه، فلم يتمكنوا من العثور على دم ميروين وماتوا بلا حول ولا قوة.
حتى لو وجدوا بالصدفة الدم الذي يتدفق من الصورة، لن يستطيعوا فعل أي شيء بالدم الذي لا يستطيع الصراخ*. ابتسمتْ فيديليس ابتسامة عريضة وهي تنظر إلى المنجل الصغير. بعد كل شيء، لم يكن حظها في هذا القصر سيئاً للغاية. بدلاً من ذلك، أدركتْ مرة أخرى أنها وقعتْ في الجانب الجيد.
*(من التلميحات انهم يقطعوا جسد الشخص المعني بالمنجل ويتدفق 40% من دمه ويصرخ.)
في كل مرة حاولتْ العثور على شيءٍ ما، كان يظهر من تلقاء نفسه. إذا كانتّ ترغب في العثور على المكان الأخير، فقد تحصل على تلميح حول ذلك أو تجد القاعة بالصدفة. قررتْ فيديليس أن تثق بحظها في هذا القصر.
” أرغب أن يبقى المنجل لدى تشيستر. “
كانتْ محقة في اختيار تشيستر لينفذ الخطة. توقع تشيستر، بالطبع، أنها ستعطيه له، لذا وصل إلى المنجل. لو لم يتدخل هاكان في الوسط، لكان المنجل الصغير قد استقر بهدوء في الجيب الداخلي لمعطف تشيستر.
” ألستُ جديراً بالثقة، لِيس؟ “
سأل بوجه متجهم ومجروح نوعاً ما. بدا المشهد مألوفاً…. لم يكن مختلفاً عمّا قالته إيزوتا قبل مجيئه.
أنا متأكدة من أنهما سيغضبان إذا قلتُ أنهما متشابهان….
” كلا، ليس هكذا أبداً. “
” ثم لماذا تعطيه إياه؟ “
ما، ماذا أقول. عليّ أن أفكر في عذر في أسرع وقتٍ ممكن ولو في ثانية واحدة. إذا تأخرتُ قليلاً، فإن كل ما سأقوله سيبدو كـكذبة.
” هذا هو، هذا! “
” هذا؟ “
” لخداع الشيطانة. بالتأكيد ستعتقد أن المنجل، أداة رفع اللعنة، لديّ أو لدى هاكان أو أختي وستحاول أخذه، لذا فسأعطيه لتشيستر، وهو شخص غير متوقع تماماً. “
بالمقابل، إذا سأل ‘لما لا تعطيه لـإلفين وهارولد؟’ لن يكون لديها ما تقوله. ليس لديها خيار سوى الإصرار بعناد.
” ألا يعني أي شيء آخر؟ “
” ماذا؟ بالطبع. أنا أحب هاكان. “
هاكان، الذي كان يفرك خده بكف فيديليس، توقف فجأة. لا، توقف الجميع وفتحوا أفواههم. فيديليس، التي أحمرّ وجهها على الفور، أرجحتْ قدميها، دون أن تعرف ماذا تفعل. رمش هاكان بهدوء ثم سرعان ما ابتسم وعانقها.
” أنا أيضاً أحبكِ، لِيس. أحبكِ كثيراً.”
كان يعانقها بإحكام ويبتسم مع احمرار خفيف على خدَّيه، في هذا الوقت، بدا لطيفاً مثل فيديليس. كان أمراً لم يعترف به أحد.
” …لا يمكنهما الزواج. لا يمكنني السماح بأن تذهب بعيداً عن ذراعيّ. “
قضمتْ إيزوتا أظافرها وغمغمتْ بـكآبة وعيناها تومضان. ابتسمتْ هارولد، التي كانتْ تحدق بهدوء في الاثنين، سراً بمرارة. اعتقدتْ أنها لا تزال لديها فرصة، لكن يبدو أنها ليستْ كذلك. منذ البداية، لم تكن هناك فرصة لها، لكنها سعتْ للحصول على فرصة. لم تفقد الأمل من تلقاء نفسها.
جُرِحَ قلبها، لكنها لم ترغب حقاً في فصلهما. بدلاً من ذلك، شعرتْ وكأنها كانتْ ترى زوجين لطيفين. اقترب منها سيون بهدوء وربَّتَ على كتفها. كصديق، كان يعرف مدى حبها لهاكان.
هذا لا يعني أنها أرادتْ الاستسلام. من المستحيل أن ينهار الحب لشخصٍ ما، منذ فترةٍ طويلة، في لحظة. من الطبيعي الانتباه إلى فيديليس الخائفة والخجولة داخل القصر الملعون. لا تعلم متى تُرفَع اللعنة ويخرجون.
قد يكون أخطأ قلبه النابض من التوتر بأنه حب. بالطبع، كانت هذه مجرد أمنية هارولد الصادقة.
لا يمكن أن يسيء هاكان فهم مشاعره. فقط لأنه متوتر -رغم أنه لم يكن كذلك في المقام الأول- لم يكن من النوع ذو المشاعر المرتفعة بما يكفي للتفكير بتلك المشاعر كـحب. بعد التفكير والتفكير، كانت النتيجة التي توصل إليها هي فيديليس.
لذلك لم يستطع من احتواء سعادته العارمة بـرد فيديليس التي قالتْ أنها تحبه. صوتها، عيونها الحمراء الجميلة التي تنظر إليه مباشرةً، كل ذلك كان جميلاً بجنون.
اندلعت العواطف إلى حد خروجها عن السيطرة، ووُضِعَ هاكان على المحك عشرات المرات. أجبر هاكان نفسه على قمع مشاعره والصبر. لم يكن لدى فيديليس راحة البال لتقبل مشاعره تماماً في هذا المكان الذي لم يكن آمناً بعد.
لذلك كان يسير على وتيرتها. إذا فات الأوان….
‘ لا أعرف أيضاً. كيف سيتغير. ‘
فقط يتمنّى ألّا يحصل ذلك.
* * *
كانت النهاية قريبة تقريباً. كان عليها فقط أن تجد المكان الأخير. غطَّتْ فيديليس فم هاكان الذي يقبلها على وجهها.
” إنه يدغدغ. “
” سأتوقف بعد الخامسة، إذن. “
” …حقاً؟ “
” نعم، حقاً. “
أبعدتْ فيديليس يدها بتردد، قبَّل جبهتها وعينها وأنفها وذقنها، وأخيراً على خدها، قبله بعمق ثم ابتعد. ثبتت نظرة ناعمة على فيديليس. كانت النظرة التي لا تزال تتوق لشيء موجهة إليها فقط.
انتهى صبر إيزوتا، التي تحملتْ وتظاهرتْ بعدم الرؤية رغم أنها رأتهما. أمسكتْ خد فيديليس ووجّهته برفق نحوها.
” سأفعلها مائة مرة. “
” كلا، سيدة إيزوتا! لا يزال دفء السيد هاكان موجود في السيدة فيديليس! “
” ماذا تقصد! “
صاحتْ فيديليس مندهشة من كلمات سيون.
” ألستُ على حق. “
” صحيح، إنه محق. “
لأول مرة اتّفق هاكان معه. وضع سيون خده أمام وجه إيزوتا.
” ماذا؟ “
” افعليها مائة مرة على خدي وليس السيدة فيديليس. “
ضغطتْ إيزوتا على خديّ سيون. تجعَّدتْ شفتيه مثل سمك الشبوط.
” ابتعد. “
عندما حذرتْ بصوت منخفض كـهدير، عبس شفتيه وتراجع إلى الوراء.
” رغم أنني انضح بمثل هذه الجاذبية، لماذا لا تُبدِي السيدة إيزوتا اهتماماً بي…. اييك! شبح! “
تشبّث سيون بـ إيزوتا عندما خرج شبح بأعين مفتوحة على مصراعيها من إطار صورة معلّقة على الحائط. نقرتْ بإصبعها على الشبح، ثم وخزتْ خده.
-نهاية المجلد الثاني-