How does it feel to be in a B-grade horror game? - 24
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- How does it feel to be in a B-grade horror game?
- 24 - 3.Breaking Up
٣.انفصال
كنتُ حية. شعرتُ بشيء حاد يمر في منتصف قلبي. وشعور الدم يتدفق من قلبي المثقوب. كان وجه هاكان وإيزوتا، اللذان كانا مليئان باليأس أكثر من لو كانتْ نهاية العالم، حيَّين.
بمجرد أن اُختُرِق قلبي، سقطتُ إلى الأمام ولم أتمكن من فعل أي شيء. لم أستطع حتى رفع يدي، وكل ما استطعتُ فعله هو الإحساس بالدم الدافئ يتدفق من جسدي.
لم أستطع سماع أي صوت في أذنيّ. شعرتُ بدفء درجة حرارة جسم هاكان، وذراعا إيزوتا المريحة التي أخذتني وعانقتني. حاولتُ فتح عينيّ التي ظلت تُغلَق وأن أرى إيزوتا. عائلتي الوحيدة. ثم جاء الموت فقط إلى ذهني.
‘ عليّ… أن أخبرهم… أنني سأعود للحياة… ‘
الكلمات التي دارت حول فمها لم تخرج وكـأنه يسدها شيء. في النهاية، أغلقتْ فيديليس عينيها دون أن تنطق حتى بما تريد قوله.
ثم مرة أخرى….
” …….! “
فتحتْ فيديليس عينيها ورأتّ قاعة ضخمة فارغة. كما في وصف اللعبة، عادتْ للحياة بعد أن قُتِلَتْ. تلمَّستْ صدرها وخفضتْ نظرها، لم تكن البيجاما المبللة بالدماء والقلب المثقوب بالأظافر مختلفان عن المرة الأولى.
لم يكن هذا كل شيء. قدميها المصابتان من الركض، ويديها التي أصيبتْ أثناء محاولتها كسر الباب الأمامي للخروج، وأسفل بنطال البيجاما الذي مزَّقته لـراسيل، كل شيء بدا تماماً كما كان عندما أتتْ هنا لأول مرة.
” ….هل استيقظتُ فوراً بعد الموت؟ “
لم تتمكن من معرفة كم مضى من الوقت. كان لا يزال الظلام في الخارج، وكانتْ لا تزال في القصر. عندما فتشت جيبها، اختفى كل شيء ما عدا تلميح واحد من لعبة الحدث. لم يكن الأمر مهماً لأنها تعرف تقريباً جميع التلميحات المهمة من الملاحظات، لكن دم سارة الذي أخذته قبل أن تموت اختفى. كانتْ قد وضعتْ دمها في عدة الفحص، لكنها لم ترغب في الذهاب إلى هناك مرة أخرى.
” ….أنا خائفة. “
شدتْ فيديليس ركبتيها معاً ودفنتْ وجهها في الألم الحاد الذي لا يزال حياً. لم تستطع التحرك لفترة من الوقت. الإحساس المخيف الذي اخترق قلبها لعدة مرات لا يزال حياً. ارتجفتْ يديها الممسكتين بركبتيها وسقطتْ الدموع من عينيها دون أن تدرك.
ضغطتْ فيديليس على أسنانها ومسحتْ دموعها، ودفنتْ وجهها في حجرها مرة أخرى. حاولتْ تنظيم أفكارها للتخلص منها. أن تبكي وتخاف هكذا سيكون كما أرادتْ بيكوا. كرهتْ ذلك.
” ال، المنجل…. ”
كان مع هاكان. قالتْ فيديليس أنه جيد وابتسمتْ بشكل غامض ودفنتْ وجهها. لو كان في يدها، لكان قد تدمَّر.
‘ هل لا تزال المهارات كما هي؟ ‘
رفعتْ وجهها وشدَّتْ قبضتها التي لا تزال ترتعش. بعد ذلك، نظرتْ حولها كما لو كانتْ تبحث عن شيء ما. عندما رأتْ خزانة قديمة، اقتربتْ منها وأخذتْ نفساً قصيراً. فيديليس، التي حدَّقتْ بشدة في الخزانة، شدَّتْ قبضتها وضربتْ الخزانة بقوة.
انفجار!
تنهدتْ فيديليس بارتياح عندما رأتْ بقايا الخزانة تتحطم بضعف في يديها. لم تختفِ مهاراتها، لذا لن تموت بسهولة. بينما تتحقق ببطء من كل شيء عليها أن تتحقق منه، استرجعتْ الوجوه اليائسة لـهاكان وإيزوتا، اللذان رأتهما آخر شيء.
” …كان يجب أن أخبرهما ثم أغمض عينيْ. “
تدفق الندم. كان يجب أن تخبرهما بكل شيء قبل ذلك. حتى لو أرادتْ الذهاب لرؤيتهم فقد ابتعدتْ المسافة، عليها أن ترفع اللعنة وحدها دون مقابلتهم. لا يهم، لكن عندما فكرتْ في الاثنين اللذين سيكونان حزينين، أصبحتْ فيديليس حزينة أيضاً. تدفقتْ الدموع الساخنة على وجنتيها، ثم مسحتها.
كان في ذلك الحين.
” إذن ما الذي سيختلف؟ “
كانتْ بيكوا، التي لم تكن تعرف منذ متى كانتْ هناك، تحدق في فيديليس بابتسامة. عبستْ فيديليس بحذر وفتحتْ بيكوا فمها وهي تقترب منها.
” لقد تم تحديد نهايتك على أي حال. لا توجد طريقة لأسمح لكِ بالرحيل بسهولة. “
” ….عمَّا تتحدثين؟ هناك نهاية ثابتة؟ “
لمستْ بيكوا زوايا فمها المرتفع ولم تجب على أسئلتها كالمعتاد. تسلل إحساس غير سار.
” أنا من أقرر نهايتي. سأرفع لعنة القصر وأخرج من هنا. “
عندما تقدمتْ بقوة وتحدثتْ بحزم، أمسكتْ بيكوا بشعرها الطويل بلطف وقرَّبته إلى شفتيها. ثم تركتْ تحذيراً غريباً بابتسامة غريبة واختفتْ.
” قاتلِ. حتى لو رفعتِ اللعنة، ستكونين عاجزة. “
لم يكن هناك وقت للصراخ عليها، التي قد اختفتْ بالفعل. بدتْ بيكوا تتطلع إلى النهاية لسببٍ ما. عندما عضّتْ أظافرها بقلق، سمعتْ صوتاً ميكانيكاً.
「 بعد الموت عاد كل شيء إلى البداية. العنصر الذي أكلته ‘تخفيف التعب (لا نهائي)’ اختفى أيضاً. القوة البدنية 98٪ حالياً. 」
” آه. “
أطلقتْ تآوه حزين. جربتها من قبل، كانت القوة البدنية جزءاً مهماً للغاية. إذا ركضتْ بتهور فسيتم استهلاك كل طاقتها ولن تتمكن من النهوض وستموت مرة أخرى. عليها أن تحتفظ بها قدر استطاعتها.
قررتْ أن تترك بيكوا جانباً لبعض الوقت. حالياً، عليها أن تقابل هاكان وإيزوتا. ستحاول تفسير معنى كلمات بيكوا فيما بعد. تأكيدها على النهاية، هناك احتمال كبير أنها ستراقبها حتى ذلك الحين. سُمع الصوت الميكانيكي، الذي اعتقدتْ أنه انتهى، مرة أخرى.
「 اكتسبتِ مهارة، ‘الحس’. 」
” ….الحس؟ فجأة؟ “
حصلتْ على مهارة هذه المرة رغم أنها لم تفعل شيئاً.
‘ هل هي مهارة اكتسبها بعد الموت؟ ‘
أياً كان السبب من الجيد اكتساب المهارات، لكنها أمالتْ رأسها تلقائياً تفكر ما هو ‘الحس’. ومع ذلك، لم يكن هناك وصف للمهارة كما هو الحال عندما اكتسبتْ المهارات الأخرى. وضعتْ فيديليس ظهرها على الحائط لـتجنب حطام الخزانة المكسورة.
انزلقتْ كما لو كانتْ منهارة، حاولتْ تحليل الوضع والتفكير بهدوء، لكنها ما زالت تفتقد هاكان وإيزوتا. تفتقدهما كثيراً. حتى أنها أرادتْ ترك كل شيء والركض بحثاً عن الاثنين.
أرادتْ العثور عليهم حتى لو بَعُدَتْ المسافة دون أن تستسلم، لكن بيكوا لن تتركها. ثم تذكرتْ عدة الفحص مرة أخرى. المكان الذي ماتتْ فيه، المكان الذي فيه هاكان وإيزوتا.
نهضتْ فيديليس من مكانها. لا تعرف هذا المكان أو كم مضى من الوقت، لكن إذا اكتشفته بسرعة وذهبتْ إلى مكان سارة بإمكانها أن تلتقيهم. حتى إذا لم تستطع لقائهم، فقد تستطيع إحضار عدة الفحص والتحقق من الدم.
لم ترغب في العودة مرة أخرى لأنها خائفة، لكنها رغبتْ في لقاء هاكان وإيزوتا أكثر من ذلك. ترغب أيضاً في رؤية إيدو وإيسي، اللتان كانتا تلحقانها بشدة، وسيون الذي يبتسم بإشراق. أرادتْ أن تقابلهم، الذين سيكونون حزينين باعتقادهم أنها ماتتْ، وإخبارهم بكل ما تعرفه. ترغب في طمأنتهم.
أدارتْ فيديليس رأسها بسرعة ووجدتْ النافذة ونظرتْ إلى الخارج. بدأتْ فيديليس، تنظر إلى الخارج بعبوس، في تخمين الطابق الذي فيه سارة. كانتْ قد ألقتْ نظرة خاطفة على الشرفة من بابها الزجاجي الشفاف في الغرفة حيث عثرتْ على عدة الفحص.
” يجب أن تكون الشجرة…. “
بالنظر إلى حجم الشجرة العارية بدون ورقة واحدة، يمكنها أن تعرف، دون مقارنتها بالشجرة التي رأتها في الغرفة حيث عدة الفحص. هذا هو الطابق الأول.
” وحيث توجد سارة، في الطابق الأوسط تقريباً…. “
شعرتْ بالكآبة بالتفكير في القصر الفسيح والمعقد، لكن كل ما عليها فعله هو العثور على درج الصعود. ثم، عندما يتطابق المشهد الذي تراه الآن، سيكون عليها فقط أن تجد المكان الذي فيه سارة.
حاولتْ فيديليس التفكير بـإيجابية قدر الإمكان. فكرتْ في إيزوتا وهاكان، اللذان وضعها صعب أكثر منها. حتى لو وجدتْ المكان، ربما لم يبقيا هناك، لكنها بحاجة إلى عدة الفحص لرفع هذه اللعنة.
” لا بأس أن أكون خائفة. “
لا بأس إذا واصلتُ المضي قدماً. سيكون هاكان وإيزوتا هناك. بعد أن أخذتْ فيديليس نفساً عميقاً مطمئِنةً نفسها، توجَّهتْ نحو باب القاعة. عندما فتحتْ الباب ببطء، امتلأ القصر بالظلام الأسود المرعب، تماماً كما كان عندما وقعتْ هنا لأول مرة.
أمسكتْ فيديليس شمعة بجانبها. شعرتْ حقاً أنها تبدأ اللعبة من جديد، لذا نبض قلبها بقلق. نظراً لأن اللعبة لن يتم إعادة ضبطها، لم يكن هناك خوف من اختفاء هاكان وإيزوتا، ولم تكن هناك حاجة لعودة راسيل، اللتي نجحتْ في إرسالها.
ولن تخرج الوحوش المخيفة مرة أخرى، لذلك شعرتْ فيديليس بالارتياح. خرجتْ فيديليس ببطء وأغلقتْ الباب بحذر. ملأ الصمت الردهة.
بعد أن أخذتْ نفساً عميقاً، حركتْ فيديليس قدميها، لا بسرعة ولا ببطء. كانتْ ترغب في الركض، لكن من الواضح أن طاقتها ستنخفض في ذات اللحظة. مشتْ ببطء كوسيلة لملء طاقتها إذا انخفضت قليلاً، استمرتْ فيديليس في المشي دون توقف.
وفقاً لشرح اللعبة، حتى لو قلَّلتْ الحركة، فسوف تستعيد طاقتها، لذلك لا يهم إذا أبطئتْ. كانتْ مرتبكة في البداية، لكنها ليستْ المرة الأولى. لديها أيضاً هدف واضح.
وبينما كانتْ تمشي بحذر، رأت درج الصعود. داستْ فيديليس على شيء زلق وكادتْ تسقط للوراء.
” ما، ماذا؟ “
رأتْ فيديليس ما يلمع تحت قدميها بضوء الشمعة، وكادتْ تسقط على الأرض. شهقتْ، ومنعتْ بيدها الصرخة التي كانتْ على وشك الخروج.
الدم الأحمر الذي يقطر من الأعلى كان يبلل الدرج. لم تعرف مقدار الدم. بمجرد النظر إلى الدم، استطاعتْ معرفة أن شيئاً خطيراً للغاية يكمن في الطابق العلوي. للحظة،شعرتْ بقشعريرة مرعبة.
استدارتْ فيديليس، التي ترنحتْ، دون تردد. سيكون من الجيد أن تصعد الدرج، ولكن على العكس من ذلك، إذا قُتلت بسبب شيء ما أو أنهتْ طاقتها للتعامل معه، ستتأخر في الذهاب إلى حيث سارة. لسوء الحظ عليها أن تبحث عن طريقة أخرى. حان الوقت للتخلي عن هذا واتخاذ خطوة.
[ ……. ]
كان هناك همهمة في نهاية الممر. في نهاية الممر من كِلا الجهتين. بدأتْ الهمهمة الغريبة تعلو أكثر. ربما بسبب معرفتها بوجود شيء في الأعلى لم تخف كثيراً، لكن الخوف من المجهول موجود.
[ …اا، ااااك….. ]
هذه المرة سمعتها فيديليس بوضوح. سُمعت آهات مؤلمة في كلتا أذنيّ فيديليس، وفي المسافة أضاءت العديد من الأضواء الحمراء بشكل خافت.
” هنالك شيء….! “
غمغمتْ فيديليس وشحب وجهها في لحظة. عندما أدارتْ فيديليس، التي خركتْ جسدها المتصلب بقوة وخطتْ إلى الوراء، وجهها في الاتجاه المعاكس، تجمَّدتْ.
على الجانب الآخر، كان العدد نفسه من الأضواء الحمراء يومض ويقترب تدريجياً. وقف شعرها وارتجفتْ عينيها بقلق. أرادتْ الاختباء لكن لم يكن هناك مكان مناسب. كان هناك درج للصعود، لكن الشيء في الأعلى بدا أكثر خطورة من الشيء الذي يقترب الآن من كلا الجانبين.
بدا صوت أنفاسها وقلبها الذي ينبض بقوة يدق أذنيها بقوة. عندما نظرتْ فيديليس حولها، لفت نظرها بوميرانج* على شكل نصف قمر. تمسكت بوضعها المتيبس، والتقطتْ البوميرانج بسرعة، وأطفأتْ الشمعة وأعادتها إلى الحائط. ثم سمعتْ صوت ميكانيكي مبتهج.
*( اللعبة الرياضية اللي ترموها ورح تطير وتطير بعدين ترجع، واحيان يجي شكلها على نصف مربع او على شكل حرف V، ابحثوا عنها باسم بوميرانج ورح تعرفوها فوراً.)*
「 حصلتِ على عنصر، ‘بوميرانغ’. 」
عضَّتْ فيديليس شفتيها الجافة. حصلتْ على عنصر، لكنها تساءلتْ عما إذا كان سيساعد. كان أفضل من لا شيء، فأمسكتْ به، لكنها لا تزال متوترة. كان العرق البارد يسيل على ظهرها، والأضواء الحمراء المجهولة تقترب تدريجياً.
[ كا،كاااكك…. ]
[ ووووكك…. ]
أرادتْ فيديليس التخلي عن كل شيء عندما اقترب صوت الآهات تدريجياً ورأتْ شيء غير معروف. أولئك الذين يمشون بأذرع وأرجل ملتوية بشدة. هناك بعض الذين علقت الفأس بوحشية في رؤوسهم، وبعضهم كانت أعناقهم متدلية، والكثير منهم أمعائهم تتأرجح من بطونهم، بدتْ أشكالهم مثيرة للإشمئزاز.
‘ زومبي! ‘
سرعان ما بدأت الدموع تتجمع حول عينيّ فيديليس. اعتقدتْ أن هناك كل الأشياء الغريبة، لكنها لم تعرف أنه سيكون هناك حشد من الزومبي. تساءلتْ عن عدد أنواع الأشباح والوحوش التي جلبتها بيكوا إلى هذا القصر.
ظنَّتْ أنها اتخذتْ قرارها، لكن عندما واجهتهم تسارعتْ نبضات قلبها وانفجر خوفها. رفرفتْ وجوه هاكان وإيزوتا، وأرادتْ الهرب وأن تلقي نفسها بين ذراعيهما لإزالة قلقها.
[ ووااا….. ]
بدأ كلا الجانبين في الاقتراب من فيديليس. كان على فيديليس، التي عليها الإسراع بالذهاب إلى المكان الذي فيه الصورة، قتل كل هؤلاء الزومبي قبل الذهاب.
لـرؤية الوضع، ضغطتْ فيديليس على أسنانها وفحصتْ الزومبي. تمنَّتْ إذا كان هناك أي دليل. كانت ملابس الزومبي غير عادية بعض الشيء. كانوا يرتدون ملابس مختلفة تماماً عن العالم الذي تعيش فيه فيديليس، ومعظمها ملابس رثة.
بينما تفكر في ذلك، رأتْ شعر بلون مألوف مضاءً بالشمعة على الحائط. ضيَّقتْ فيديليس عينيها وحدَّقتْ في الزومبي قدر استطاعتها. بشعر أبيض مرتدياً ملابس فاخرة، كان يئن بـبؤس. وبطريقة ما بدا مثل سارة.
” لا تخبرني…. “
نظراً لأن الشعر الأبيض ليس شائعاً هنا، فمن المحتمل أنه أحد أفراد عائلة ميروين.
عندما نظرتْ إلى الزومبي الآخرين دون أن ترفع عينها عنه، رأتْ بعضهم يرتدون ملابس فاخرة، والبعض الآخر يرتدي ملابس رثة. يبدو أن هؤلاء هم أفراد عائلة مروين مع الخدم الذين قُتِلوا على يد بيكوا في قصر ميروين. حقيقة أن الشعر الأبيض ظهر هنا فجأة كانت أيضاً نتيجة غير منطقية.
كما خمنتْ، تم حظرهم في هذا القصر من قِبَل بيكوا ولم يتمكنوا من الاختفاء، ظلّوا هنا كأشخاص غير أحياء. لم تحضر بيكوا الزومبي. منذ البداية كانوا أشخاصاً في هذا القصر.
خمنت ما كان عليه الأمر بشكل صحيح، لكن مرة أخرى، لم تكن هذه هي المشكلة الآن. مجرد معرفة هويتهم تقريباً لا يعني أنها لم تعد خائفة. حملتْ فيديليس البوميرانج في يد والشمعة في اليد الأخرى كأنهما شريان حياة.
كان الخيار الأفضل الصعود، لكنها لم تستطع. كان بسبب التحذير من أن شيئاً غير معروف بالأعلى أكثر خطورة من حشد الزومبي الذي لم يتوقف أبداً. أغمضتْ فيديليس وعينيها وفكرتْ في هاكان وإيزوتا. إيدو وإيسي وسيون.
ابتسامة هاكان الودية وهو يمسك بي، وثرثرة إيزوتا وعيناها اللتان تنظر بهما إليّ بمحبة، وأنين سيون اللطيف، وإيدو وإيسي تتبعانني.
متذكرةً كل شيء، حاولتْ فيديليس تهدئة نفسها، التي أرادت الانهيار من الخوف. بالتفكير فيهم الذين يعتقدون أنها ميتة، أرادتْ إيجادهم في أسرع وقتٍ ممكن وإخبارهم أنها لا تزال حيّة.
عندما فتحتْ عينيها، حسمتْ أمرها، رغم أن خوفها لم يختفِ. شدَّتْ فيديليس على البوميرانج. كان عدداً كبيراً من الزومبي، لكنها لم تعتقد أنها ستخسر. لن تستخدم صرخة الأسد، لكن إذا قاتلتْ بكل مهاراتها باستثنائه فستتمكن من التخلص من الزومبي وإيجاد درج آخر للصعود.
بالنسبة إلى فيديليس، كان قراراً جريئاً بجانب أنه كبير. أخذتْ فيديليس نفساً عميقاً وانتظرتْ حتى يصلوا إلى مسافة معينة بالقرب منها. في كل مرة يقتربون منها بخطوات بطيئة، حاولتْ فيديليس جاهدة حبس أنفاسها السريعة.
لا تفشلِ، لا يمكنكِ أن تفشلِ. نحن بحاجة إلى إيجاد هاكان وإيزوتا.
لذا بدأتْ فيديليس في غسل دماغها. عندما اقترب الزومبي أكثر، ألقتْ فيديليس البوميرانح باتجاه الزومبي على اليمين. حان الوقت لترك الزومبي يسقطون بسبب البوميرانج ومهاجمة اليسار هذه المرة.
هون، هون-!
نما البوميرانج، الذي أصدر صوتاً مخيفاً، فجأة وأصبح شفرة حادة وبدأ في ذبح الزومبي.
سقوط، سقوط، سقوط سقوط.
بدأت تسمع صوت الجثث التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى. كما لو كان للبوميرانج أجنحة، قطع الزومبي الذين يقتربون من اليمين بسهولة، ثم اتجه بتهديد للزومبي على الجانب الآخر وقطع عدد لا يحصى منهم في لحظة. بعد ذلك استقر البوميرانج، الذي عاد إلى حجمه الأصلي ، في يد فيديليس التي بقتْ يدها مرفرعة بذهول وقد تبلَّلتْ بالدماء.
” ….إيه؟ “
خرج تعجب غريب من فمها. تم سماع صوت الآلة بعد لحظة من الصمت حيث ارتفعتْ رائحة مثيرة للغثيان من حشد الزومبي الذين قُطِعوا بشكل مروع.
「 تعلّمتِ مهارة ‘رمي البوميرانج(علوي)’. 」
” …؟ “
حدَّقتْ فيديليس في البوميرانح المستقر في يدها وفتحتْ فمها. ثم عندما رأتْ حشد الزومبي المقتولين، أدارتْ وجهها بعيداً. شعرتْ بالمرض. لقد رأتْ بالفعل أشخاصاً مقطوعين، لكن هذا لا يمكن أن يكون جيداً.
أرادتْ فقط التخلص من الذكريات السابقة التي أصبحتْ تطفو في رأسها الآن. لم تستطع فيديليس تحمل الرائحة المتصاعدة وتقيأتْ أخيراً ولهثتْ. بما أنها لم تأكل أي شيء فـكل ما خرج كان سائلاً شفافاً. فيديليس، التي مسحتْ فمها بظهر يدها، أغلقتْ فمها ونظرتْ إلى بوميرانج مرة أخرى.
لا تعرف ما إذا كانتْ بيكوا تنوي ذلك، لكنها بطريقةٍ ما كانت تمنحها المهارات التي تحتاجها في حالات الطوارئ. نفس الشيء الآن. شعرتْ أن كل المهارات التي خرجت منها لـصالحها.
حتى في هذه الحالة العاجلة، فإن بوميرانج الذي حصلتْ عليه فجأة تحرك من تلقاء نفسه وتخلَّص من عدد كبير من الزومبي. هذه المرة، بإمكانها النجاة وتذهب لرؤية هاكان وإيزوتا.
” يمكنني فعلها. “
تلاشى الخوف للحظة بفعل الأمل المتصاعد. ظهر احمرار جميل على وجنتيّ فيديليس، التي تبتسم وعيناها مطويتان، وكأن زهرة وردية فاتحة وُضعتْ عليهما. كانتْ جميلة جداً، إذا رآها هاكان وإيزوتا فقد يريدا عضها.
اختفى بعض الزومبي الذين عانوا الموت مرة أخرى بعد تقطيعهم إلى أشلاء كرماد، لكن بعض الزومبي الذين ما زالوا على قيد الحياة، على الرغم من قطع أجسادهم، زحفوا وأحدثوا ضوضاء صغيرة. أبعدتْ فيديليس ظهرها من الحائط.
رطم! رطم!
مع الصوت الخافت القادم من الدرج أعلاه، حركتْ فيديليس عينيها على عجل مرة أخرى. لفت انتباهها فجوة صغيرة تحت الدرج لم ترها من قبل. بدتْ ضيقة وقد تكفيها للاختباء بالكاد إذا ضغطتْ على نفسها فيها، لكن فيديليس لم تفكر كثيراً وأسرعتْ واختبأتْ هناك. الشعور المشؤوم والمخيف الذي شعرتْ به سابقاً أصبح أقوى.
عندما ألقتْ فيديليس بنفسها واختبأتْ، تدحرج شيءٌ ما على الدرج وسقط. استطاعتْ فقط رؤية وجه لم تكن تعرف من هو. غطَّتْ فيديليس فمها بيدها بقوة. عندما رأتْ الجسد القاسي، بدأت الدموع تتدفق دون أن تدرك. بدأ الخوف الشديد يلتف حول جسدها، وبدأت خطوات مملة تنزل على الدرج.
رطم، رطم.
في كل مرة يخطو فيها على الدرج، شعرتْ فيديليس، المختبئة تحت الدرج، بجسدها يهتز. استطاعتْ فيديليس أن تراه بوضوح وهو يظهر بجانب الدرج.
لم يكن قادراً على الوقوف بسبب ظهره المنحني، وكان وجه الوحش، المرئي من بين شعره الأسود الطويل، مغطى بالدماء. كانت اليدين والرجلين طويلتان ونحيفتان بشكل غير عادي. كان الوحش يحمل سكيناً سميكاً كالجزَّار. تدحرج الوحش النحيف بشكل غير طبيعي بعصبية على الأرض.
[ ضع…يف… . أن..ت ضعيف…. ]
لم تستطع فيديليس حتى أن ترتجف وتجمّدتْ. لقد كان خوفاً مختلفاً تماماً عن الأشباح التي رأتها في حياتها. ضرب أذنها صوت مقزز أكثر من صوت المعدن.
‘ خ، خطير! ‘
لا يمكن مقارنة الوضع الحالي ببساطة بلعبة رعب. لم يكن مختلفاً عن لعبة البقاء على قيد الحياة حيث تُرمَى في مجموعة من الوحوش اليائسة ويُطلب منها النجاة بمفردها. لا تعرف ما الذي رأته بيكوا وصنعته، لكن هذا بدا حقاً وكأنه لعبة رعب من الفئة الثانية.
في وسط هذا التحليل الذي لا طائل من ورائه حاولتْ فيديليس جاهدةً ألا تُغمض عينيها. شعرتْ أنها بمجرد أن تُغلق عينيها سيظهر وحش متعثّر صغير أمامها.
[ بش…ري… . بشري قوي… . أحتاجه…. ]
رفع الوحش سكيناً بتعبير غير مبالٍ على وجهه وكأنه غير راضٍ، وبدأ في ضرب الزومبي المستلقين أمامه. تجوّل الوحش، المليء بلحم يشبه القيء، وسقط فجأة أسفل الدرج.
دفعتْ فيديليس المتفاجئة نفسها أكثر عبر فجوة الدرج. وضعتْ طاقتها على قدميها واشتدتْ أعصابها. شُدِّدَ الضغط على فيديليس لدرجة أنها لم تستطع الزفير.
تساءلتْ عن حواسها الحسَّاسة فجأة، لكن للحظة تذكرتْ مهارة ‘الحس’ التي سمعتها بمجرد استيقاظها. اعتقدتْ بشكل غامض أن ‘الحس’ المذكور في المهارة قد يعني أن تشعر بالخطر في جسدها بأكمله، لكنه جيد.
بفضل هذه المهارة، تمكنتْ من تجنب هذا الوحش والاختباء منه، ولكن في نفس الوقت غمر جسدها شعور بالخوف أكبر من المعتاد. كان يعني أن الخوف يتضاعف. دون أن تتوقف أو تمسح دموعها، حاولتْ فيديليس قراءة تحركات الوحش، واضعة تركيزها قدر استطاعتها على أذنيها. لحسن الحظ تجول الوحش الذي لم ير فيديليس في الأرجاء.
[ رائ…حة بشري…. ]
كان هناك صوت استنشاق كما لو كان يشم، لكن الوحش لم يتمكن من تحديد مكان فيديليس بدقة، ربما بسبب رائحة الزومبي المقززة. عندما ابتعد الوحش الذي تجوّل لبضع دقائق، تدريجياً، بدأتْ الحواس التي صرخت بالخطر تهدأ. عندها فقط فقدتْ فيديليس قوتها وتدلتْ ذراعيها وقدميها. مسحتْ فيديليس، التي تتنفس بصعوبة، دموعها.
” توقعتُ شيئاً كهذا…. “
علِمَتْ أنه لن يكون سهلاً. لأن بيكوا حريصة على قتلها بعد اللعب معها. لم يكن هناك مكان آمن في القصر المملوك للشيطانة. جلستْ فيديليس، التي لم تستطع رفع جسدها المرتعش، واتكأتْ بظهرها على الحائط. أخذتْ نفساً عميقاً لتهدئة نبض قلبها.
الخوف الذي شعرتْ به حين وقعتْ هنا لأول مرة ليس مختلفاً عن الذي تشعر به الآن. كانتْ خائفة بما يكفي للموت وأرادتْ الاستسلام، ولكن إذا كان هناك شيء مختلف، فعلى عكس المرة الأولى التي لم فيها أحد بجانبها، فقد أصبحا هاكان وإيزوتا بجانبها. وإيدو وإيسي وسيون.
لم يكن هناك أحد. الآن هناك بالتأكيد أشخاص يحبونها بجوارها. لذا، حتى لو أرادتْ الاستسلام، حتى لو كانتْ خائفة حتى الموت، لدى فيديليس سبب للنهوض مراراً وتكراراً.
أجبرتْ فيديليس نفسها على رفع جسدها المرتعش، لكن تعثّرتْ ووضعتْ يدها على الحائط بسرعة. لكن الأمر السار هو أن الوحش لم يعد في الطابق العلوي. ليس عليها العثور على درج آخر.
مستندة على الحائط، صعدتْ فيديليس الدرج ببطء. لم تنظر إلى الدم المتدفق على الأرض والجثة المجهولة وصعدتْ الدرج بـصبر. حقيقة أن شخصاً ما ينتظرها بقلق أعطتْ فيديليس الشجاعة. عندما وصلتْ إلى الدرجة الأخيرة، سمعت ضوضاء ميكانيكية.
「 وجدتِ مهمة خفية، ‘العثور على الجواهر’. 」
كانتْ فيديليس، التي عليها أن تجد هاكان وإيزوتا في أسرع وقت ممكن، تبكي من التطور الذي لا نهاية له.
* * *
___________________