How does it feel to be in a B-grade horror game? - 23
” ااه،ااه، ااااه! “
عندما حاولتْ الهرب بسرعة لتجنب الشبح الذي يجري ويثني جسده بشكل غريب، انزلقتْ فيديليس بسبب الدم المتجمع على الأرض وسقطتْ على بركة الدم. تناثر الدم على وجهها عندما سقطتْ عليه، وسرعان ما امتصتْ البيجاما بركة الدم. وخزتْ الرائحة الكريهة أنفها.
” لماذا هذا يحدث لي فقط…..! “
قامتْ فيديليس، التي صاحتْ بمرارة، بالضغط على أسنانها بقوة وأعطتْ القوة لجسدها المنزلق للوقوف. شعرتْ بيديها مليئة باللحم والدم. عندما حاولتْ إمساك يد إيلبين والهرب، تردّدتْ قليلاً وهي ترى يديها الملطختان بالدماء. ثم أمسك إيلبين بيدها.
” لن، لنذهب بسرعة، سيدة فيديليس! “
” نعم، نعم! “
بدأتْ فيديليس وإيلبين في الركض، وشعرا بالتعب في أقدامهما التي كانت تنزلق من الدم. كان آستين يهرب أمامهم بالفعل. نظرتْ فيديليس إلى الخلف، ثم سحبتْ إيلبين للاتجاه المعاكس لآستين.
” ها، ماذا؟ “
” إنه الوقت المناسب! لإبعاد هذا الغبي عننا! “
” كما هو متوقع، أنتِ الأخت الصغرى للمعلمة بالفعل! ”
” س، سأعتبره مديحاً. “
” أنا أمدحكِ بالفعل! “
ابتسمتْ فيديليس ابتسامة صغيرة حين ابتسم إيلبين. ثم شعرتْ بدهشة إيلبين الصغيرة.
” لما، لماذا؟ “
سألتْ فيديليس المكتئبة بنظرة حزينة وأشار إيلبين إلى وجهها. ثم حاولتْ أن تمسح وجهها بأكمامها، لكنه كان بالفعل مغطَّى بالدماء، لذا بدا أن مسحه بلا فائدة. حتى معطف سيون الذي كانتْ ترتديه أصبح متسخاً، لذا شعرت بالأسف من أجله.
أدارتْ فيديليس رأسها لترى الاتجاه الذي يسير فيه الشبح. لحسن الحظ، كان الشبح يركض نحو آستين. شدّت يدها على يد إيلبين وابتعدتْ عنهما قدر الإمكان، واختبئتْ معه في الزاوية يتنفسان بصعوبة. تذكرتْ ما قاله الشبح سابقاً.
‘ …هل… الشا…ي سا…خن؟ ‘
‘ بار…دة؟ أن…تِ دافئة ال..آن. دا…فئة. ‘
‘ ه..ل أن…تِ داف…ئة؟ ‘
كل هذه الكلمات كانتْ مشابهة لما قالته لِلاسونا. لم تكن هناك فرصة لرؤيتها بشكل صحيح، فقد كانت مظلمة جداً وشفافة، لكن تمتمة الشبح كانتْ بالتأكيد ما قالته سارة.
‘ هذه سارة. بالتأكيد. ‘
بعد أن قُتلت بوحشية هنا، كان من الواضح أنها بقيت هي أيضاً هنا دون أن تكون قادرة على الإختفاء. إذن لابد أن الشيطانة قد علمتْ بذلك، والتقطتها بدلاً منها، التي دُمِّرَتْ بالفعل، وأحضرتها إلى هنا.
ليس لديها أي تعاطف مع الشيطانة التي فقدتْ لاسونا. حتى عاطفتها لِلاسونا بدأتْ تبدو ككذبة. كانتْ تحاول حقاً دفعها، الشخصية البريئة، إلى الدمار، تماماً كما أخبرتها. لهذا السبب استخدمتْ بيث لفصلها عن هاكان وإيزوتا، ولجعل الأمر أكثر متعة….
” إنها تُلهينا لكي لا تنتهي اللعبة بسهولة. “
تشوَّه وجه فيديليس.
” نعم؟ لعبة؟ “
” ……. “
التزمتْ فيديليس الصمت بدلاً من الرد. لابد أن هاكان وإيزوتا بدأتْ تساورهما الشكوك بسبب هذا الحادث. ثم عليها أن تخبرهم بكل شيء حين تلتقي بهم مرة أخرى. عندها فقط سيتمكنوا من السيطرة على الشيطانة ورفع لعنة القصر بسرعة.
لكن طريقة رفع اللعنة تتطلب دماء فيديليس أو إيزوتا، سلالة هذه العائلة. أخذتْ فيديليس نفساً عميقاً من رائحة الدم الكثيفة ووسَّعتْ عينيها على الفور.
” آه! هذا! “
دم من صورة سارة المشوَّهة*. ثم الدم واللحم هناك يمكن أن يكونا لسارة.
*(اعتقد تقصد لوحتها المعلقة بالممر)*
ألا يمكننا استخدام هذا؟ إذا استخدمناه جيداً….
دون أن تدرك، وضعتْ فيديليس أظافرها في فمها وبدأتْ تعضَّها. ذاقتْ طعم الدم، لكنها لم تلحظ وهي ضائعة في التفكير. تفاجأ إيلبين من مشهد فيديليس التي ذكرته بشخصٍ ما. اعتادتْ إيزوتا أيضاً على قضم أظافرها عندما تفكر في شيءٍ ما بعمق.
” طالما كان مضموناً أن الدم الذي ظهر سابقاً هو بالتأكيد من سارة…. “
أغلقتْ فيديليس فمها بتنهيدة. إذا استخدمتْ دم غير مؤكد لرفع اللعنة ولم تنجح، فقد تزداد مراقبة بيكوا سوءاً. حتى لو كان ذلك صحيحاً، فما زالتْ ليس لديها أي فكرة عن كيفية استخدامه.
” سيدة فيديليس؟ “
” نعم؟ “
” ناديتُكِ لأنكِ بدوتِ تفكِّرين بجدية. “
ضحكتْ فيديليس دون أن تدرك وهي تنظر لإيلبين الذي يبتسم بلطف. قام الاثنان، اللذان كانا يختبئان في الزاوية لتجنب الشبح، ببطء. بدأوا في المشي مرة أخرى في مكان لا يوجد فيه سوى الصمت. أرادتْ أن تنتظر هاكان وإيزوتا هناك، لكن لا يبدو أن بيكوا ستشاهد فقط.
عليها أن تجد بعض التلميحات. أو إيجاد القاعة المذكورة في الملاحظة. وقبل الاجتماع مع هاكان والبقية، كان من الضروري التحقق من كيفية استخدام الدم وما إذا كان ذلك دم سارة. بدأ الاثنان، يمشيان يداً بيد، بفحص الغرف المفتوحة بحذر.
” أوه؟ إنها ملاحظة! “
فتحتْ الملاحظة بسرعة، لكن للأسف، كانتْ الجملة المذكورة تعرفها بالفعل.
” يجب أن يكون هناك الكثير من الملاحظات بنفس الجملة. لديّ ملاحظة بهذه الجملة أيضاً. “
عند الملاحظة التي تشير إلى القاعة الضخمة، كشفتْ فيديليس أيضاً الملاحظة في جيبها. كان من الصعب قراءة الكتابة لأنها ملطَّخة بالدماء. كان الشيء نفسه ينطبق على الملاحظات الأخرى مع جمل أخرى.
أصبحتْ فيديليس، التي قد بكتْ، حزينة، لكنها أعادتْ الملاحظة إلى جيبها مطمئِنة نفسها أنها تحفظهم في رأسها. نظر إيلبين إلى فيديليس المملوءة بالدماء وفتح عينيه كما لو تذكر شيئاً ما.
” أنا آسف! “
” ….نعم؟ “
سألتْ إيلبين، الذي اعتذر فجأة وأمسك كُمَّها. كانتْ البيجاما الملطخة بالدماء ومعطف سيون تتَّضِح ألوانهم تدريجياً، وفي لحظة، عادتْ إلى حالتها الأصلية كما لو لم يكن هناك دم على وجهها وجسمها.
” تذكرتُ ذلك للتو فقط لأنني كنت أفكر في الهروب. “
شعرتْ فيديليس بتحسن حين أصبحتْ ملابسها وجسدها جافين.
” لا، أنتَ لستَ مُلزماً. شكراً لك. “
احمرَّ وجه إيلبين من منظر فيديليس المبتسمة وأحنى. بدا محرِجاً ولطيفاً أن تبتسم وتشكره بوجه يشبه إيزوتا.
عندما فتحوا باب غرفة أخرى، ظهر مكاناً يشبه المرسم. كانت الدهانات متساقطة وتناثرتْ اللوحات ذات المناظر الطبيعية. كما لو أن شخصاً ما أتى وأفسد الغرفة بقوة، كانت هناك آثار أقدام كبيرة وسائل أسود كثيف على الأرض.
رطم! تدحرج.
” ااه! “
عندما جثمتْ فيديليس بتفاجؤ، ضحك إيلبين بخفوت.
” لا بأس. الفرشاة سقطت هنا. “
” فجأة؟ “
” أليس بسبب الهواء حين فُتِحَ الباب؟ “
كلما حدث شيء ما اعتقدتْ أنه مرتبط بالأشباح، لكن الاستماع إلى كلمات إيلبين جعل جسدها، الذي مُتيبِّساً بتوتر، يسترخي قليلاً. الصبي الأصغر منها ناضجاً وحازماً للغاية، لكنها شعرتْ بالحرج قليلاً حين اعتقدتْ أنها ربما كانتْ خائفة جداً.
” إيلبين رائع. ما زِلتَ شاباً لكنك شجاع. “
” آه، لا. “
رفع إيلبين زوايا فمه قليلاً وخدش مؤخرة رأسه بخجل. رأتْ فيديليس، التي كانتْ تبحث في الأوراق المتناثرة على أمل العثور على شيء، شيئاً غريباً. كان شيئاً غريباً مع دائرتين متصلتين. داخل كل دائرة كانت فارغة.
” ما هذا؟ “
عندما التقطتها لتنظر إليها بتمعُّن، سمعتْ صوتاً ميكانيكاً مضى وقت طويل منذ أن سمعته.
「 حصلتِ على عنصر، ‘عدّة الفحص’. 」
” عدّة الفحص؟ “
أثناء حديثها، سمعتْ سلسلة من الأصوات الميكانيكية.
「 عدّة الفحص هي أداة يمكنها تحديد ما إذا كان الحمض النووي متطابقاً أم لا. الاستخدام بسيط. بعد وضع الدم في كِلَا الدائرتين، انتظرِ حوالي دقيقة تقريباً وستُضيء الدائرة. في حالة تطابق الاثنان، يظهر لون أزرق، وإذا لم يتطابقا يظهر لون أحمر. 」
أشرق وجه فيديليس فوراً. كان هذا حرفياً الشيء الذي يمكنه معرفة ما إذا كان الدم السابق يتطابق مع دمها. صرختْ داخلها بابتهاج. لم تكن تعلم حتى أنه هناك عنصر كهذا. لم تتوقع أنها ستكون سعيدة جداً برؤية عنصر عشوائي.
ثم عليها التحقق من ذلك بسرعة، لكن جسدها الآن نظيف. لم تتبقَّى حتى قطرة دم واحدة.
لو كنتُ أعلم أن هذا سيحدث، لكنتُ تحملته لفترة أطول قليلاً.
إيلبين. ألا يمكنك إعادة ملابسي إلى ما كانت عليه من قبل؟ “
” ماذا؟ نعم. آه، إذا فعلتُ شيئًا خاطئاً…. “
” لا، لا. سألتُ فقط في حالة. “
” ولكن ما هو؟ “
حدَّق إيلبين في الشيء الغريب في يدها. ثم نقر عليها وتمتم بصوت غير متأكد قليلاً.
” أليست هذه عدّة الفحص….؟ “
” هاه؟ هل تعلم؟ “
سألتْ فيديليس بتفاجؤ وهي تُريه عدة الفحص، وأومأ إيلبين برأسه.
” نعم، نعم! العائلات النبيلة لديها دائماً واحد أو اثنان. لم أتعرف عليها على الفور لأنها المرة الأولى التي أراها فيها. “
” في العائلات النبيلة؟ لماذا….؟ “
ألم يكن عنصراً عشوائياً؟
” هناك عدد غير قليل من الأطفال الذين يُسَمُّون أنفسهم أبناء غير شرعيين ويأتون إليهم. وما تحمله السيدة فيديليس هو لكشف ذلك. بعد وضع كل دم في الدائرتين والانتظار، إذا ظهر ضوء أزرق فهو الطفل البيولوجي، وإذا كان هناك ضوء أحمر فهو ليس الطفل البيولوجي. “
كان مشابهاً للتفسير الذي قدمه الصوت الميكانيكي. لا، إنه نفسه تماماً.
” تم تجربتها ونجحت، لذا يمكن اعتبارها دقيقة. “
” هذا حقاً ربح الكلب! “
*( يعني انها محظوظة وربحت شي كبير جدا جدا جدا، وهي توضحه تحت شوي.)*
بدتْ فيديليس فخورة بقول ما اعتاد زملاؤها في المدرسة على قوله. لم تُتَح لها الفرصة لقول الكلمات الرائجة. لأنها كانتْ في الغالب مُسْتَمِعَة. هزّت فيديليس كتفيها وتجاهلتْ أن هناك من يستمع إلى الكلمات التي نطقتْ بها بحماس.
” ربح الكلب؟ “
” هذا يعني أنني حققتُ ربحاً كبيراً. كنتُ بحاجة إليه حقاً. “
شعرتْ فيديليس، التي تتمسَّك بعدّة الفحص بشدة وكأنها لا تريد أن تضيع، بالاكتئاب من فكرة الاضطرار للعودة إلى مكان سارة. في الواقع، كان الطريق مشوشاً لأنها هربتْ بشكل عشوائي.
” هل يمكنك العودة إلى المكان الذي تم فيه تعليق الصور سابقاً؟ “
” آه…. أعتقد أنني سأضيع قليلاً، لكن نعم. أتذكر تقريباً. لماذا؟ ”
ترددتْ فيديليس قليلاً. تساءلتْ عمَّا إذا كان بإمكانها إعادة إيلبين إلى هناك.
” إذن هل يمكن أن تخبرني بالطريق؟ “
” هل ستعودين؟ أنا سأذهب أيضاً! “
” أعتقد أنه سيكون خطيراً…. “
وقف إيلبين في طريق فيديليس في حال تركته ورائها. منذ اللحظة التي التقى فيها بفيديليس، كانتْ مُهِمَّة إيلبين هي حراستها حتى تلتقي بإيزوتا. حتى لو لم تطلب إيزوتا ذلك، كان لدى إيلبين أسباب كافية لحمايتها، الأخت الصغرى والوحيدة للمعلمة.
” لا يوجد مكان آمن هنا. يجب أن أقابل المعلمة أنا أيضاً، لذا لن يكون جيداً إذا افترقنا.”
” حسناً. “
نظرتْ إلى إيلبين، يعتلي وجهه تعبير مُصمّم بعزم، بتفكير. حتى لو تركته كان سيلحقها. عندما أومأتْ مُجبرة، أشرق وجه إيلبين. بعد الخروج من الاستوديو، بدأ الاثنان في العودة إلى الطريق الذي أتيا منه. بحث إيلبين في ذاكرته عن الطريق بجد.
” لكنك لم تسألني أي شيء، إيلبين. “
هاكان أيضاً. إذا بدتْ مترترة، يصمت فوراً ولم يسأل أي شيء بعد ذلك. أخبرتها إيزوتا بالقصة من جانبها فقط ولم تسألها أي شيء أيضاً. كانا هما الشخصان اللذان لم يسألوها أي سؤال صعب. كانتْ فيديليس ممتنة جداً لتفكيرهم.
” قد يكون ذلك وقاحة للشخص الآخر. أليستْ المعلمة لم تسأل السيدة فيديليس أي شيء لأنها تعتقد أن لا شيء سيتغير إذا فعلتْ؟ هي الشخص التي اعتادتْ القول أنه طالما السيدة فيديليس هناك فلن تحتاج إلى أي شيء. “
ارتعش أنف فيديليس وهي تتذكر إيزوتا، التي تقدَّمتْ إليها دون تردد وتلقَّتْ هجوم بيث بالكامل. ربما لم يسأل هاكان أي شيء لنفس السبب. أرادتْ الخروج من هذا القصر الجهنمي ومن براثِن بيكوا.
اعتقدتْ أن الوضع كان جيداً ذلك الوقت، لكنها غيَّرتْ رأيها حين رأتْ هاكان وإيزوتا مصابَين. لا تستطيع تخيُّل ما ستفعله الشيطانة إذا لم تخرج من هنا في أسرع وقت ممكن. هذه المرة كانتْ بيث، لكن لا تعرف أبداً من سيظهر في المرة القادمة ويخدعهم.
خطوة خطوة.
فوجئتْ فيديليس وإيلبين عندما سمعا خطى قادمة ونظرا حولهما بسرعة واختبئا خلف العمود. اقترب صوت الخطى وبدتْ حالة آستين، الذي ظهر في الظلام، فوضوية.
” سُحقاً…. “
جعَّد إيلبين وفيديليس وجهيهما، كما لو رأيا شيئاً لا يريدان رؤيته، في نفس الوقت وبصقا شتيمة صغيرة. تمسَّك الاثنان، اللذان لا يريدان التقائه، أمام العمود بصبر وانتظرا اختفائه.
” ….ها، أين أنتم بحق الجحيم؟ “
حك رأسه بانفعال وتعثر قليلاً وهو يعبس. تمكن من الفرار أخيراً بعد مواجهة الشبح الذي كان يطارده، لكن جسده أصبح مليئاً بالجروح.
واجه صعوبة في الهرب لأنه لم يستطع حتى استخدام السيف. مزَّق ملابسه وربط المنطقة المصابة بجرح خطير بإحكام لإيقاف الدم. كان متأكداً أنه إذا واجه الشبح مرة أخرى وهو في هذه الحالة فسيموت.
” إذا علمتُ أن هذا سيحدث لم أكن لأهرب أولاً. “
قال بندم. أمسكتْ فيديليس وإيلبين المختبئَان رغبتهما في الضحك. أصبح آستين يحتاج فيديليس وإيلبين بيأس الآن.
كان يمكنه استخدام الاثنان كطعم والاختباء خلفهما إذا وقع موقف خطير. هناك العديد من الأشخاص الذين أشاروا إلى أنه ليس من أخلاق الفارس، لكن بصراحة ما فائدة أخلاق الفارس من أجل البقاء.
في المقام الأول، تعلم الفروسية فقط لبناء جسده والاعتناء به، لذا ليس لديه إحساس بالمسؤولية تجاه أخلاقيات الفارس. حين كان يتعلم اكتشف أنه موهوب بالسيف لذا استمر في التعلم، لا أكثر ولا أقل.
حتى لو استعاد قوته الجسدية فإن جروحه لم تلتئم، لذا فإن آستين، الذي أصبح الآن في حالة من الفوضى، يمكنه الاعتماد فقط على هذين الاثنين. بدلاً من ذلك، إذا قابل إيزوتا في وضعه الحالي فقد يصبح معصمه مقطوعاً. بعيداً عما إذا كان في حالة بدنية مثالية، لكن لن تتركه إيزوتا وهو يكاد يسقط. لا مبالاتها لا تزال واضحة من الندبة على معصمه.
وتلك المرأة التي من الواضح أن لها علاقة بـإيزوتا. قد لا تعرف أبداً إذا ما استخدمها. لا يعرف إذا ما كان يستطيع التحكم في إيزوتا. لذلك، احتاج آستين الآن إلى فيديليس وإيلبين.
صرير، صرير، صرير.
ظهرت فجأة دمية خشبية صغيرة أمام فيديليس وإيلبين بصوت صرير. فوجئ إيلبين وفيديليس وأغلقا أفواههما على عجل حتى لا يصرخا.
” هل هو شبح مرة أخرى…. “
ضيَّق آستين جبهته. توقف عن الهرب. سمع الصوت بوضوح لكن الشبح لم يظهر أمامه.
أدارتْ فيديليس وإيلبين أعينهما على نظرة آستين التي شعرا بها خلفهما، وأشارا إلى الدمية الصغيرة التي أمامهم لـتبتعد. فجأة، بدأتْ أسنان الدمية، التي كانتْ تنظر إلى حركات الاثنان بنظرة فارغة، تصطدم ببعض. بدأ الفك بطيء الحركة في التسارع ثم اندفع إلى يد إيلبين.
أخذتْ فيديليس يد إيلبين التي أمام الدمية، وضربتْ الدمية بكف يدها. رطم! سُمِع صوت عالٍ وتحطَّمتْ الدمية إلى أشلاء. تدحرج حطام الدمية الخشبية على الأرض.
” وجدتكما. “
استدارتْ فيديليس وإيلبين على ضحكته المريبة ونظرا إليه. شعرتْ فيديليس بالقشعريرة وأمسكتْ يد إيلبين وقفزتْ ثم ركلتْ ساقه وبدأتْ تهرب.
” آاه! مهلاً! “
” لا أعرف، لا أستطيع سماعك. “
لم يكن قلب فيديليس واسعاً بما يكفي لـتحمُّل شخص قد يخونهم في أية لحظة. قبل كل شيء، هو وبيث عائلة. كادتْ إيزوتا أن تموت بسبب بيث، وكادتْ هي أن تصبح طعاماً للشبح بسبب آستين. لعنته فيديليس بقسوة، غاضبة من زوج العائلة هذا.
” لِـتمشي وتخطو على لوجو. “
*(ألعاب التركيب حق الأطفال، اللي قطع وفيها دوائر صغار تركبهم ببعض وع أساس يبنوا بها.)*
بعد أن داستْ عليها عدة مرات أثناء تنظيف الألعاب التي يبعثرها أطفال الحضانة، عرفتْ كم كان الأمر مؤلماً. ركضتْ إلى الأمام مُمسكةً بيد إيلبين، ثمّ توقفتْ عن المشي.
” ….أين الطريق؟ “
” من هنا. “
هذه المرة أمسك إيلبين بيدها وركض. توقف آستين، الذي كان يطاردهما بشدة، عن الركض حين بديا وكأنهما يعودا إلى الشبح. على الرغم من أنه تمكن من الهروب منه، إلا أنه من المحتمل أن يعود الشبح إلى مكانه. قرر أستين متابعتهم مع الحفاظ على مسافة معينة منهم. حتى يتمكن من الهرب أسرع من قبل إذا ظهر الشبح مرة أخرى.
بعد الركض لِـفترة، عادتْ فيديليس إلى المكان الذي كانتْ فيه سارة. تحسباً، نظرتْ حولها وقلَّلَتْ صوت خطواتها واقتربتْ من الصورة. وقفتْ أمام صورة سارة في مكان لا يوجد به سوى صمت مخيف. اختفى الدم الذي كان يسيل وكأنه وهم.
ربما يعود نظام اللعبة إلى حالته الأصلية بمجرد خروجها من نطاق الشبح. عندما رفعتْ يدها بحذر ولمستْ وجه سارة المُشوّه، بدأ الدم يتدفق مرة أخرى.
بدأتْ الرائحة المقززة تنتشر مرة أخرى. وضعتْ فيديليس الدم المتدفق في الدائرة بسرعة. إذا كان تدفق الدم من الصورة بمثابة مفتاح لـدعوة سارة الميتة، فعليها أن تغادر المكان مع الدم بسرعة.
[ ….الش..اي في ل..حم…كِ، المقطوع…. ]
بمجرد أن وضعتْ الدم في الدائرة، سمعتْ صوتاً مظلماً. أمامها مباشرة.
” سي، سيدة فيديليس…. “
كانتْ على بعد خطوة واحدة فقط. تمكنتْ من إلقاء نظرة واضحة على جسدها الشفاف، الذي غير معروف منذ متى وهو هنا. كان الشعر الأبيض المتناثر متصلباً بالدم، وكاحِلاها يتدلّيان كما لو قُطعا بـشيء خشن. تدفَّق الدم من عنقها النصف مقطوع، وكانتْ مليئة بالحروق من وجهها المكشوف إلى ساقيها.
*(وكأنهم نحروا عنقها وكاحليها بشيء مو حاد فبقي جزء منهم يتدلى.)*
[ …الجو…حا..ر. أهو ح…ار؟ ]
عندما مدّتْ فيديليس كفها نحو سارة ووضعتْ بها القوة، انطلقتْ رياح مُضيئة، لكنها اخترقتْ جسد سارة الشفاف. لم ينجح الهجوم. تحركتْ عينا سارة الحمراوان ونظرتْ إليها من الضوء الذي مرّ عبر جسدها.
[ ……. ]
تردّدتْ فيديليس، التي أبعدتْ إيلبين خلفها دون أن تتخلى عن حذرها، وبحثتْ عن فرصة للهرب. فيديليس، التي استدارتْ دون إبعاد نظراتها عن سارة، التقتْ عيناهما الحمراوتان فجأة.
[ ااااااك! ]
” اااااه! “
صرختْ سارة وفمها مفتوح على مصراعيه وفي نفس الوقت تدفّقتْ الدماء من عنقها، وخدشتْ أظافرها الطويلة ظهر فيديليس. سقط بعض شعرها وتمزق معطف سيون والبيجاما قليلاً وشعرتْ بالهواء البارد. ارتعش جسدها.
بدأ شعور الخوف البشع مرة أخرى. لم تهتم بالشعر الذي قُطِع عشوائياً. لم تستطع حتى النظر إلى الوراء، شعرتْ بأن أظافرها الطويلة ستخترق جسدها في اللحظة التي تلتفت بها. كان الصوت المخيف من الخلف والطاقة المشؤومة من ظهرها كافيان لـتشعر بأن سارة تلاحقها.
صرير، صرير، صرير صرير!
أصدر عنق سارة النصف مقطوع صوتاً مخيفاً بسبب تأرجحه مراراً وتكراراً. لم تستطع حتى معرفة ما إذا كان المكان أمامها مظلماً أو أن عينيها لا تريان غير الظلام. عندما أُمسِك بها وظنَّتْ أنها ستموت، رأتْ لون ذهبي خافت يقترب بسرعة.
” لِـيس! “
كان هاكان. أشرق تعبير فيديليس فوراً.
” هاكان! “
كانتْ فيديليس على وشك الاندفاع إلى ذراعيّ هاكان بابتسامة مرتاحة. فقط لو أنّ أظافرها الطويلة لم تخترق قلب فيديليس.
فيديليس، التي اُختُرِقَ قلبها، فقدتْ توازنها وسقطتْ على الأرض. سقوط! دوى صوت جسد فيديليس وهو يسقط بضعف عبر الممر. شحب وجه هاكان وإيزوتا وركضا إليها بسرعة وعانقاها.
كان الدم يتدفق من قلبها. كانتْ عيون فيديليس، التي ارتجفتْ رموشها البيضاء الطويلة، تفقد تركيزها. وأغلقتْ عيناها، اللتان كانتا ترمشان ببطء، بهدوء. بدأ الدم المتدفق من قلبها يبلل يديّ إيزوتا وهاكان بقسوة.
أصبح رأس إيزوتا وهاكان فارغاً كالورقة البيضاء. لم يستطيعا التفكير في أي شيء. ارتجفتْ أجسادهما. شعرا بالدوار وصوت طنين في رأسيهما. مع استمرار تدفق الدم الساخن، سُمِع صوت مكبوت كالآلة.
” ك، كلا، كلا. “
توقف القلب الضعيف عن النبض في النهاية. أمسكتْ إيزوتا فيديليس بين ذراعيّ هاكان وعانقتها. في اللحظة التي واجهتْ بها الواقع، لم تتوقف دموعها. شعرتْ وكأن جسدها بأكمله تم تقطيعه إلى أشلاء.
كان اليأس من كل شيء يدور كـعاصفة عنيفة، ولم يستطيعا التفكير في أي شيء. بدأ السحر حول إيزوتا وهاكان ينهار، اللذان أصابهما الغضب. بدأت الريح تهب وكأن حزنهم قد اندمج في الهواء. نتيجةً لذلك، واجه سيون وهايرولد وإيدو وإيسي صعوبة في الوقوف بشكل صحيح.
لم يستطع فعل أي شيء. حتى عندما أخذتْ إيزوتا فيديليس من ذراعيه لم يستطع هاكان، الذي كانتْ عيناه فارغتان، فعل أي شيء. لم يستطع رؤية إيزوتا المتهارة ولا سماع صوت بكاءها.
سقط رأسه بضعف واتجه نظره نحو شيء أحمر غارق في يديه.
‘ ….هل هذا دم. ‘
لم يستطع تصديق ذلك حتّى حين رآه. بعد حزن شديد حتى انهار جسده وعقله، نشأ غضب عنيف. وقف هاكان بترنّح واندفع نحو سارة، لكن كما حصل مع فيديليس، اخترق سحر هاكان جسدها الشفاف. أمسك أظافرها الطويلة الممتدة وكسرها وطعنها بها في عينيها مِمَّا تسبب في تدفق قطرة من الدم.
[ ااااااككك! ]
عندما رأى هاكان سارة التي غطَّتْ عينيها وصرختْ بألم، نزع أظافرها العالقة في عينيها وأغرقها في رقبتها. أظافر سارة، التي هي جزء من جسدها، كانت قادرة على إيذائها. كان ذلك عندما كان يمزّقها دون تردد وتعبير، فقط مليء بالشر.
حفيف.
” ما، ماذا؟ “
سمع صوت إيزوتا المذعورة. صرختْ إيزوتا بغضب وهي تمسك فيديليس التي تحول جسدها كرماد وتناثر.
” كلا، لا تأخذها! “
لم تستطع إيقافه. تناثر الرماد من بين يديّ إيزوتا واختفى. بينما كان يُمزِّق سارة بوحشية، ركض وهو يتعثَّر. مد يده يائساً لـإمساك فيديليس، لكن الشيء الوحيد الذي أمسكه كان معطف سيون الذي كانتْ فيديليس ترتديه. بدأتْ صرخات الحزن واليأس تملأً الممر.
_________________________