How does it feel to be in a B-grade horror game? - 20
هذا قبل أن تصطدم بيث بفيديليس ومجموعتها. قتلتْ تشيس ولوري وسارتْ على مهل في الممر تتَّبِع الدم كنقطة انطلاق. خلف بيث التي بدتْ مسترخية ، كانتْ بيكوا تراقبها سراً. شقَّتْ بيث طريقها عبر الممر المظلم. كانتْ مسترخية، ولم ترمش حتى حين يظهر شبح بشكل مفاجئ.
” إنها جيدة. “
اختفتْ بيكوا، التي كانتْ تراقب بيث سراً. سارتْ بيث بخطى ثابتة ثم ضيَّقَتْ عينيها لترى شيء ما في نهاية الممر المظلم. ومع ذلك، لم تتمكن من رؤيته، لذا مشتْ بخطوات أكبر لتضييق المسافة أكثر قليلاً. حين بدأ الشخص يقترب بخفوت تدريجياً وتمكنتْ من رؤيتها، توقّفتْ بيث عن المشي.
شعرتْ بيث بشعور غريب، ولم تذهب أبعد من ذلك. وقفتْ بيكوا وبيث أمام بعضهما البعض. لم تفكر إحداهما في التحرك أولاً.
نظرتْ بيث في جميع أنحاء بيكوا. لون شعرها أغمق من الظلام، ومُقلتيها الحمراوتان تتألقان داخل عيناها السوداوتان، ومظهرها الغامض بدا غير واقعي. لم يكن لدى أي من المتقدمين هذا الوجه، ولم ينضح من أيٍ منهم بهذه الهالة المظلمة.
كانتْ مختلفة بشكل واضح عن المخلوقات الغير المعروفة التي التقتْ بهم حتى الآن. لم يكن جيداً. شدَّتْ بيث مقبض السيف بحذر. انفجرتّ بيكوا ضاحكة بمرح على بيث اليَقِظَة. امتلأ الممر الفارغ بصوت بيكوا العالي وسرعان ما اختفى.
” ليس عليكِ أن تكون حذرة جداً “
خطوة، خطوة.
اقتربتْ بيكوا من بيث بخطى ثابتة، لم ترفع عينيها عن بيكوا وتراجعتْ خطوة إلى الوراء.
” لا تقتربِ. إذا كان لديكِ ما تقولينه، من الأفضل أن تقوليه هناك. “
توقفتْ بيكوا عن المشي بهدوء عند تحذيرها ونظرات عينيها الحادتَين.
” نعم، سأخبركِ هنا. أعلم أنه لن يكون ممتعاً إذا هربتِ بدلاً من ذلك. “
بدتْ الابتسامة على وجهها مختلفة.
” لِتعقدِ صفقة معي، بيث ديلبين. “
جفلتْ كتفيها عندما خرج اسمها من شفتيها الحمراوين.
” لا ضرر في ذلك لكِ. “
” لم تتقدمِ بطلب للدخول. من أنتِ؟ “
” آه، تأخرتُ بتقديم نفسي. “
ارتجف جسدها من وجه بيكوا الغريب، التي أغلقتْ عينيها بشكل غريب وزوايا فمها مشدودة إلى أذنيها. كيف يمكن لشخص أن يبستم هكذا؟ كيف يمكنها أن تجعل جسدي متصلباً بمجرد ابتسامة؟ كيف تخيفني بنظرة واحدة؟
كل أنواع الأفكار دارتْ في رأسها. لم تستطع أن ترفع عينيها عنها رغم أن تعبيرها المقزز جعلها تشعر بالغثيان. اقتربتْ بيكوا منها بخطوة ، وشاهدتْ بيث ذات المظهر المعقد .أضاءتْ الشموع، الموجودة على الحائط، وجه بيكوا أكثر.
” تشرفت بلقائكِ، اسمي بيكوا. “
مع استمرارها في الحذر، غطَّتْ بيكوا وجهها بيديها ثم أظهرته مرة اخرى. اختفى التعبير الغريب.
” هل أنتِ بخير الآن؟ الأشباح لم تخف، لكنكِ خائفة من تعبير واحد صنعته؟ “
ابتسمتْ بيكوا كما لو كانتْ تضايقها. بدتْ بيث أنها على وشك أن تنطق بكلمات لاذعة في أية لحظة. استجابتْ بيكوا لنظرة بيث الباردة بهدوء، ضيَّقتْ عينيها ثم فتحتْ فمها مرة أخرى.
” العرق الشيطان. “
” ……. “
لم تأخذ بيث كلمتها على محمل الجد. أبقتْ عينها على كل خطوة صغيرة تقوم بها وحافظتْ على حذرها. وضعتْ بيكوا يدها على خدها وابتسمتْ بلطف قدر الإمكان.
” لا تكونِ حذرة للغاية. لن أقتلكِ. ولا شك في أنني شيطان. أنا الشيطان الذي لعن هذا المكان. “
عندما نظرتْ إليها بيث بعدم تصديق، فكرتْ بيكوا بجدية قليلاً وهي تلمس ذقنها قبل ان تفتح عينيها. أصابتها رعشة في جميع أنحاء جسدها، وقبل أن تتمكن من الوقوف جيداً للقتال، اختفتْ بيكوا، التي كانتْ تقف أمامها، في لحظة.
‘ الخلف! ‘
حاولتْ بيث أن تستدير على عجل، لكن يد كبيرة أسرع منها أمسكتْ رقبتها وضربتها بالحائط.
” سعال! “
” انظرِ إلي ، بيث. “
تآوهتْ بيث من الألم، وتمكنتْ من فتح عينيها اللتان أغمضتهما حين ارتطمتْ بالجدار. تنفستْ بيث، متفاجئة من مظهر بيكوا الغير إنساني أمامها. ارتفع قرنان أسودان فوق رأسها، وكانتْ بشرتها بالكامل سوداء. كانت عيناها حمراء متوهجة، وأظافرها السوداء الطويلة حادة بدرجة كافية لتمزيق شخص لو أرجحتها لمرة واحدة فقط.
” هل تصدقينني الآن؟ “
بيكوا، التي عادتْ إلى مظهرها بعد فترة طويلة، أدارتْ رقبتها كما لو كانت تقوم بِإحماء. دوى صوت طقطقة مرعب.
” أن، أنا أصدقكِ، دعيني أذهب الآ…ن! “
” آه، آاه. أنا آسفة. “
في اللحظة التي تركتها فيها، عادتْ بيكوا إلى الشكل البشري الذي رأته لأول مرة.
” سعال ، سعال! “
تلمّستْ بيث رقبتها وهي تسعل باستمرار، ثم صرّتْ أسنانها. كان هناك ألم حاد في جميع أنحاء رقبتها.
” ….هل أتيتِ لتزعجيني؟ “
” أنا؟ أزعجكِ؟ أنتِ؟ “
ضاق جبين بيث في سخريتها الواضحة. كان هدف بيكوا الوحيد هو فيديليس. كان هاجساً سيئاً بشكل غريب. شعرتْ بيكوا، وقد راقبتْ فيديليس بالفعل، أنها مختلفة تماماً عن سارة. ومع ذلك، لم يكن هناك أي طريقة لِتتوقّف بيكوا وهي تستمتع بوقتها عن مضايقة فيديليس.
لم تعد المسألة بشأن سارة. لم تستطع بيكوا، التي أصبحتْ مهتمة بفيدليس، أن تفوِّتْ لعبة ممتعة. إن بيكوا شيطانة. لا تختلف عن الوحش الذي يتبع غريزته. لا توجد طريقة لِتتصرف وفقاً للمنطق البشري.
” سأكون ممتنة لو أمكنكِ رفع لعنة هذا المكان. “
” ……؟ “
ضيّقتْ بيث عينها بينما تمتمت بيكوا بشيء غير مفهوم.
” لا أحد هنا يمكن أن يضرّني. لأنها المساحة التي صنعتها. لكن…. “
خرجتْ تنهيدة ثقيلة من الشفاه المفتوحة.
” هل لأنه مضى وقت طويل؟ لا يمكنني التحكم في القصر بعد الآن- “
خفضتْ بيكوا، التي أغمضتْ عينيها وضغطتْ حولها بشدة، يدها. عندما رفعتْ جفنها، ظهر انزعاج في عينيها.
” لا يمكنني حتى كسر اللعنة. ”
هذا حقيقي. في البداية، كانتْ تتحكم بِكل شيء في يديها. هي التي ذبحتْ بوحشية جميع الناس والخدم والحيوانات والنباتات من عائلة سوالد، بما في ذلك سارة، بعد حبسهم في القصر.
لكن ربما اللعنة قوية للغاية. على الرغم من أنها استطاعتْ مغادرة القصر والعمل بحرية، إلا أنها لم تستطع كسر اللعنة بقوتها الخاصة. أصبح القصر أقوى وأقوى وخرج من تحت سيطرة بيكوا، لكنها لم تكلف نفسها عناء إيقافه.
كان السبب بسيطاً. على الرغم من أنها لا تستطيع السيطرة عليه، إلا أن قواها تصبح أقوى داخل القصر، لذا لم تفكر بإيقاف القصر من أن يصبح أقوى. ويمكنها رفع اللعنة في أي وقت إذا كان هناك قربان.
معنى ‘غير قادرة على رفع اللعنة’ يعني حرفياً أنها لا يمكنها رفعها بقوتها الخاصة. عليها أن ترفع اللعنة فقط بالطريقة التي كُتِبَتْ على الملاحظة. لم تكن هناك طريقة أخرى لرفع اللعنة.
ربما لأن القصر يزداد قوة تدريجياً، فإن عائلة سوالد التي قُتِلتْ، وكذلك الأشخاص والحيوانات الذين ماتوا في القصر، تحوّلوا جميعهم إلى مخلوقات غريبة. حتى أنهم يزدادون قوة معاً بمرور الوقت.
” إذ، إذن ماذا عن هذه الملاحظات؟ “
” أعرف كيفية رفعها، لكن لا أستطيع رفعها بمفردي. كل ما هو مكتوب في الملاحظة صحيح أيضاً، لذا لا داعي للشك في ذلك. “
ابتسمتْ بيكوا وهي تتذكّر طفولة فيديليس. الطفلة التي تشبه سارة. عندما رأتْ بيكوا الطفلة فيديليس، التي تشبه سارة، ازداد غضبها. نعم، كان في ذلك الحين.
قررتْ بيكوا التنفيس عن غضبها المتجدد على الطفلة. في البداية، كان ذلك لتعذيبها، التي بدتْ تشبه سارة تماماً. لم يكن بإمكان بيكوا أن تعلم أن الطفلة الصغيرة بريئة.
بدأتْ بنصف غضب ونصف متعة. لم ترغب في إنهاء ذلك بقتلها بسهولة كما فعلت مع سارة بالطرق العادية. لذا فكرتْ في إرسال فيديليس إلى بُعد آخر وتزيين القصر على شكل لعبة شعبية هناك. وبصراحة ، كان إرسالها إلى بُعد آخر نصف عفوي.
كانتْ صدفة أيضاً حين رأتْ ما يسمى بلعبة هناك. أحبّتْ بيكوا، التي كانتْ تشاهد فيديليس في أوقات فراغها، لعبة البقاء التي كانت شائعة في العالم الذي تعيش فيه. قررتْ بيكوا استخدامه. كان فوضوياً، لكنها تمكنتْ من تقليده.
‘ كانت هذه مشكلة أخرى. ‘
كان صحيحاً أنه تم إعداد كُلاً من المهارات والعناصر حتى لا تموت فيديليس مبكراً وتشعر بالملل، لكن لسببٍ ما لم تتعرض أبداً للمهارات والعناصر ذات العقوبات. بالإضافة إلى أنها فتاة طيبة فهي محظوظة للغاية.
كانتْ بيكوا مضطربة لأنه حتى المهارات والعناصر التي اختارتها لا تستطيع تغييرها بسبب قوة القصر. لم يكن من الممتع مشاهدتها وهي تتجنبهم فقط. الشيء الجيد أن طريقة رفع اللعنة ستكون بمثابة ألم كبير إلى لِفيديليس.
في الموقف الممل بشكل متزايد، قررتْ بيكوا التدخّل معهم بشكل غير مباشر. كان هاكان وإيزوتا اللّذان بجانب فيديليس، أقوياء بما يكفي لحمايتها. لم تنجح. تريدها أن تعاني، لا أن تُحْـمَى وترفع اللعنة. عليها أن تفصِل الثلاثة. باستخدام بيث أمامها. بشكل أكثر دراماتيكية.
” هذا لأنني أكره أن أراها نجَتْ بعد أن أتيتُ بها إلى هنا ولم تتأذّى أبداً. “
علمتْ بيث أنها لم تكن تتحدث إليها. لم تهتم بيث بالسؤال عن من تتحدث. لم تتنظر بيكوا لِسماع شيء من بيث أيضاً. تمتمتْ بيكوا لنفسها ثمّ عادتْ إلى النقطة الرئيسية.
” ساعديني. سأخبركِ كيفية رفع اللعنة. وسأساعدكِ في رفعها. “
” ….كيف أصدق ذلك؟ “
فتحتْ بيكوا وأغوتْ بيث، التي ظلَّتْ حذرة.
” ثم سأخبركِ أولاً كيف تُرفَع اللعنة. ما رأيكِ؟ “
” سأستمع وأقرر. “
” حسناً. طريقة رفع اللعنة هي…. “
كلما استمعتْ إلى همسات بيكيوا وهي تبتسم، أصبحتْ بيث أكثر سعادة. بمقارنة كلماتها مع الملاحظات التي وجدتها، أصبحتْ أكثر يقيناً. لم تكن تكذب. كانتْ فرصة للتخلص من جميع الأشياء المزعجة دفعة واحدة، وكانت أيضاً فرصتها الوحيدة لِتحصل على المكافأة أخيراً. لم يكن لدى بيث أي نية لتفويت هذه الفرصة النادرة.
” من المؤكد أنها لا تبدو كذبة. لكنني لا أعتقد أنني مضطرة للقيام بذلك. “
علِقَتْ نظرتها المرتابة على بيكوا.
” ماذا؟ ليس من الممتع إذا قمتُ أنا برفعها. “
هزّتْ بيكوا رأسها بعبوس مبالغ فيه وكأنها تطرح هذا السؤال. لسببٍ ما شعرتْ بالضيق.
” إذن، ماذا تريدين بدلاً من رفع اللعنة؟ “
ابتسمتْ بيكوا بشكل مشرق كما لو كانتْ تنتظر هذا السؤال.
” كل ما أريده هو أن تُقطِّعيها لرفع اللعنة. “
قالتْ بيكوا، التي كانتْ تعتليها ابتسامة مزيفة، بصوت رنّان.
* * *
عبستْ بيكوا وهي ترى بيث تتسلَّل خلف فيديليس والبقية. كانتْ على وشك أن تُودي بحياتها قبل حتى أن تأخذهم إلى آخر مكان. لمستْ بيث ذقنها ثمّ توقفتْ عن المشي.
‘ ماذا؟ ‘
حدَّقتْ بيث ثمّ رفعتْ وجهها وغمزتْ لِبيكوا. سطع تعبير بيكوا. حركتْ يدها وتسرّب ضوء ساطع من مكان.
” أليس هذا ضوء؟ “
في الوقت المناسب، أشارتْ بيث إلى الجانب بتفاجؤ. ومع ذلك، تجاهلها الجميع تماماً وتابعوا السير إلى الأمام. برزتْ الأوتار على جبينها.
” قد يكون المكان الذي يتسرب منه الضوء المذكور في الملاحظة. “
قالتْ بيث وهي ترفع زرايا فمها بارتجاف، تحاول قمع غضبها قدر الإمكان وألّا تبدو غريبة. تردّدتْ مجموعة فيديليس للحظة. اعتقدوا أنه يجب عليهم التحقق منه حتى لا يتشتتوا لاحقاً، لكن المشكلة أن بيث من وجدته أولاً. استدارتْ إيزوتا، التي كانتْ قلقة.
” اذهبِ أولاً. “
” بالطبع. “
بيث، التي ابتسمتْ في داخلها، فتحتْ الباب دون تردد ودخلتْ. نظرتْ إلى القاعة الكبيرة التي تضيء بشكل مختلف عن الأماكن الأخرى. كان حرفياً ضوءاً ساطعاً، وليس ضوء صغير من شمعة.
“انظروا، لم يحدث شيء…. مهلاً! “
تحدثتْ بيث بفخر ونظرتْ إلى الوراء ثم صرختْ في مجموعة فيديليس الذين تركوها وحدها وتقدموا إلى الأمام.
” سحقاً، أُمسك بي. “
فقط إيزوتا، التي قالتْ بغضب، استدارتْ ودخلتْ القاعة. لحق سيون بإيزوتا.
” ألن ياتوا؟ “
” لا تتحدثِ معي. “
بدأتْ إيزوتا، التي دخلتْ القاعة، تنظر حولها بحذر. كان سيون يدور بعينيه باستمرار بجانبها. كان من الممكن اكتشافه بالصدفة، لكن الوضع مختلف إذا اكتشفته بيث. من الممكن أنها تُخفي شيئاً. عبستْ بيث بتظاهر لسلوك إيزوتا، وجلستْ القرفصاء في الزاوية.
كانتْ بيكوا تراقب إيزوتا على مهل. بغض النظر عن مدى قوتها، لن تستطيع هزيمتها هنا. الأمر نفسه بالنسبة لهاكان.
‘ إذا غادرتُ هذه المساحة، فلا أعرف ابداً. قد يؤذيني هاكان. ‘
إن قدرته قوية إلى هذا الحد، لكن هاكان لا يستطيع استخدام قوته بالكامل هنا، وهي مساحة تحت سلطة بيكوا. باختصار، بيكوا في هذا القصر كالحاكم. بالطبع، لا تستطيع السيطرة على القصر نفسه. فتَّشتْ إيزوتا القاعة لفترة طويلة، ثم خرحتْ ونادتْ فيديليس.
” تعالِ هنا، لِيس! “
عندما ابتسمتْ إيزوتا بإشراق وأومأتْ، مشى هاكان وهو يحمل فيديليس إلى القاعة. أحاط ضوء ساطع، كسطوع الشمس، بالقاعة.
” هل هذا حقاً هو المكان المذكور في الملاحظة؟ “
” لا يمكننا معرفة ذلك. “
تمتمتْ إيزوتا. نظرتْ فيديليس إلى المنجل خلفها ثم إلى معصمها. من الأفضل أن تسرع وتقطع معصمها قبل أن تفعل إيزوتا ذلك. الأمر ليس بهذه الصعوبة.
من المؤكد أن الشخص المقصود في الملاحظة هي وإيزوتا، من سلالة سارة. عندما قبضتْ قبضتها ونظرتْ إلى معصمها، برزتْ عروق زرقاء في بشرتها الشاحبة. يبدو أنها يمكنها قطع عروق معصمها بالمنجل ويـنزف 40٪ من دمها كما هو مكتوب في الملاحظة، ثم تشفيه على الفور بالقلادة. يجب أن يكون صعباً، لكنها لم تستطع التفكير في أي طريقة أخرى.
قبل هذا، تشك في أن إيزوتا وهاكان سيشاهدان العملية بصمت. لكنها لا ترغب في أن تقطع إيزوتا معصمها. إذا تدخّلتْ بيكوا في تلك الأثناء وخرجت الأمور عن السيطرة، فليس لديها الثقة في أن تستطيع التعامل مع ما سيحصل. ومهما حدث، فقد أرادتْ فيديليس الحصول عليه بالكامل*. ليس إيزوتا وهاكان، لكن أنا.
*( لو بيكوا تدخلت وهاجمت ما تبغي هاكان وإيزوتا يتأذوا وهي بتاخذ الهجوم)*
عندما نظرتْ إلى إيزوتا، ابتسمتْ لها بعمق. ضيّقتْ فيديليس جبينها بقلق من ابتسامتها.
” كلا. من فضلكِ لا تفعلِ ذلك. “
لأول مرة، تحدّثتْ فيديليس مع إيزوتا بصوت حاد. في كلمات فيديليس الحازمة للغاية، نظر إليها هاكان وسيون مع إيزوتا.
” امم؟ ماذا تقصدين؟ “
” الذي تفكرين به الآن. “
” بماذا أفكر الآن؟ “
” ……. “
عندما سألتْ إيزوتا متظاهرة بأنها لا تعرف، عضّتْ فيديليس شفتيها. خفضتْ إيزوتا عينيها ورسمتْ رموشها الطويلة ظلّاً. خرج صوت بارد وعميق من إيزوتا وعَلِقَ في فيديليس.
” الذي أفكر به الآن، أختي فكرتْ به أيضاً…. “
طعنتّ كلماتها فيديليس وأحنتْ وجهها. لسببٍ ما، شعرتْ بأنها لا تملك وجه لرؤية إيزوتا.
” أختي الوحيدة. أختي التي أحبها أكثر من أي شيء في العالم، لِيس. “
نادتْ إيزوتا اسمها بمودة ثم اقتربت من فيديليس وأمسكتْ يدها.
” حتى لو مت، فلن أدعكِ تتأذي أبداً. “
تحدثتْ إيزوتا وحاولتْ الإمساك بالمنجل خلفها، سحبتْ فيديليس معصمها. تحدثتْ فيديليس بنبرة حازمة وأعين دامعة.
” نفس الشيء بالنسبة لي. “
تفاجأتْ إيزوتا بالصوت المتغير بشكل واضح وقابلتْ نظرة فيديليس. لم تُبعد أياً منهما عينيها في مواجهة بعضهما.
” أنا، سأفعل! “
سقطتْ إيزوتا بطفولية بين ذراعيّ فيديليس. انفجرتْ ضاحكة وخدَّيها حمراوتان كما لو كانتْ في مزاج جيد، وابتسمتْ بسعادة. بعد أن اجتمعتا مرة أخرى، تصرفتْ فيديليس كشخص بالغ. اصطدمتْ بجدار غير مرئي، وشعرتْ بالحرج.
إنها تتفهم هذا. كان من الطبيعي أن تتصرف هكذا حين تظهر فجأة عائلة، كانتْ بعيدة عنها لفترة طويلة، وهي تعتقد أنها لم تكن موجودة. ومع ذلك، لم يسعها إلّا أن تشعر بالمرارة في زاوية من قلبها. لكنها لم تتوقع أن تتصرف بطفولية هنا. لأول مرة، شعرتْ إيزوتا أن الجدار السميك الذي كان يقف بينها وبين فيديليس قد انهار.
فيديليس، التي بدتْ بعيدة حتى عندما كانتْ قريبة، اقتربتْ فجاة. حتى وجهها العنيد، حبن أغلقتْ شفتيها الصغيرتين بإحكام ولم تتراجع أبداً، كان جميلاً. فاتتها هذه الطفلة.
شدّ سيون قبضته وفكّها مراراً وتكراراً عندما رأى تعبير إيزوتا السعيد. حتى لو ابتسمتْ من قبل، فقد كانتْ ابتسامة فارغة، لكن الآن حين نظر إليها، بدتْ ممتلئة. ضحك سيون معها دون أن يدرك.
” لماذا تضحك؟ “
عبس سيون حين حدّقتْ في وجهه مباشرة وسألته.
” لماذا! لأنني أحب رؤية السيدة إيزوتا تضحك! “
تذمر سيون بغضب.
[ إن…ه غبي. ]
[ غ، غبي؟ ]
” كلا! ”
أنكر سيون وانشغل بسد فم إيدو وإيسي، اللتان صاحتا من الأسفل ‘غبي، غبي’.
” أنا لن أتأذى على الإطلاق. “
مع القلادة، حتى لو أصيبتْ يمكن علاجها بسرعة.
” هناك طريقة حتى لا أتأذى، لذا صدِّقيني. “
شعرتْ إيزوتا بالاضطراب. بالطبع هي تُصدق أختها، لكنها قلقة. إنها كعينها، لا تستطيع رؤيتها فقط وهي تفعل شيئآ متهوراً. نظرتْ إلى هاكان.
” ماذا ستفعل لو كنتَ أنت؟ “
” أنا على استعداد لِأُؤمن بأي شيء تقوله لِيس. “
ارتعش قلب إيزوتا بإيمانه القوي.
” لكن باستثناء الحالات التي يُحتَمل أن يحدث فيها شيء خطير. ”
توقف قلبها المرتعش فجأة. ابتسم هاكان بإشراق لِفيديليس المرتبكة.
” أعلم أن لِيس ستفعل شيئاً متهوراً. ليس لديّ نية بترككِ ورؤية ذلك. “
أرادتْ فيديليس أن تشدّ شعره. إذا قامتْ بذلك فلن تضيع الوقت هنا دون أن تحاول.
” قلتَ أنك تؤمن بي….. “
” أؤمن بكِ. لكن الأمر مختلف. “
كان هاكان مصراً. كان مصمماً لدرجة أنها كادتْ تبكي. عندما أصبح تعبير إيزوتا عنيداً، أصيبتْ فيديليس بالإحباط.
” أنا أؤمن بكِ أيضاً. بصرف النظر عن هذا. “
فشلتْ. لقد فشلتْ حقاً. الآن، كان السبيل الوحيد المتبقي هو القيام بذلك سراً وتجنب أعين الاثنين اللذين يعارضانها، لكن المسألة في ما إذا كان بإمكانها تجنب تلك الأعين الشرسة والحادة وتفعل ما تريد.
” هذا يقودني للجنون. “
” هذا لطيف أيضًا! “
*( اعتقد تقصد تعبير وجهها)*
” ……. “
تنهدتْ فيديليس ولمستْ جبينها حين رأت إيزوتا تعود لنشاطها. بعد التأكد من إيزوتا وهاكان اللذان ينظران حالياً إلى فيديليس، وسيون المنشغل مع إيدو وإيسي، وقفتْ بيث.
سحبتْ منجل متوسط الحجم خلف ظهرها وقطعتْ بقدر استطاعتها. أصبحتْ ابتسامة بيكوا أكثر قتامة.
‘ ولكن كيف نجد قاعة ضخمة مُضيئة؟ ‘
‘ هذا ما سأصنعه. ‘
‘ ستصنعيه؟ ‘
‘ بالطبع، إذا ألقيتُ تعويذة على قاعة، فإنها ستصبح القاعة حيث يمكنكِ رفع اللعنة. ‘
متذكّرةً ما قالته بيكوا، ضغطتْ بيث على المنجل في يدها بإحكام.
‘ خذِ هذا المنجل. ‘
‘ هذا…. ‘
‘ إنه أداة لرفع اللعنة. ‘
كانتْ بيث تقترب منهم أكثر فأكثر. لحسن الحظ ، لم يلحظها أحد. يبدو أن لديهم الكثير لِيفكروا به. رفعتْ بيث منجلها عندما اقتربت من ‘الشخص’ الذي سيرفع اللعنة. كانتْ عيون بيكوا مغطاة بلون مختلف، ورسمتْ زوايا فمها قوساً لدرجة أنه بدا غريباً. تناثرتْ الدماء على وجه بيث، و همستْ بيكوا بهدوء.
” أتعلمين، بيث. ما قلته سابقاً…. “
بابتسامة على وجهها، انخفضتْ بيكوا ببطء ثم تمتمتْ.
” كلها أكاذيب. “
كانتْ الكلمات مليئة بالسخرية.
* * *