How a Nuisance Character Survives in a Horror Game - 73
الفصل 73
11. قرّرتُ طريقي الخاص
كيف تمكّن من فهم الأمر بهذه السرعة وجعل البشر فقط يتجمّعون؟ هل يجدر بي أن أشكره على ذلك، أم أثني على سرعة تصرّفه؟
أم أنه ببساطةٍ أراد أن يضحك بسخريةٍ وهو يرانا نسقط في الهاوية بأنفسنا؟
“أشعر وكأن أحدهم يتلاعب بنا.”
ليس مجرّد شعور، بل هذا هو الواقع.
وضع كليتا يده على جبينه وهو يحدّق بنا، وقد تجمّعنا جميعًا.
على أي حال، بما أننا قد اجتمعنا بالفعل، فهذا أمرٌ جيّد. لذا، دخلتُ مباشرةً في صلب الموضوع.
لا أعلم متى سيصل هولواي.
بما أن مستويات المشاعر مُغلقةٌ تمامًا، لم يعد بإمكاني رؤية ازدياد التملّك أو التعلّق، كما لم تظهر أيُّ إشارةٍ إلى بدء مسارٍ غريبٍ بسببه.
وهذا ما زاد من قلقي.
ماذا لو استمرّ ذلك المسار دون أن أدرك؟
بقاؤه بجانبي كان مُزعجًا على نحوٍ ما، بينما غيابه كان يثير التوتّر والقلق.
تنهدتُ وأخرجتُ جميع الخواتم التي جمعتُها حتى الآن.
الوحيد الذي لم يكن بحوزتي هو خاتم عائلة موران…
أوه، وكذلك لم يكن لديّ خاتم عائلتي.
في النّهاية، لم تمنحني سيلير ذلك الخاتم.
بصرف النظر عن ذلك، أعتقد أن العائلة الوحيدة التي لم ترتكب أيّ خطيئةٍ هنا هي عائلة إليانور.
ربما كان من المفترض أن يكون النظام قد التزم بموران، لكنه التبس عليه الأمر واختارني بدلًا منها.
“هذه الخواتم…”
تفحّصوا النقش داخل الخواتم، حيث كان محفورًا تاريخ صنعها.
لقد كانت تعود إلى ألف عامٍ مضت.
وسرعان ما أدركوا أن أسلافهم كانوا يمتلكونها ذات يوم.
“إيفلين، من أين حصلتِ على هذه؟”
“كليتا… هل سمعتَ من قبل عن الدوق الأول من عائلة شنايدر؟”
“لا، إطلاقًا.”
هزّ رأسه نافيًا. سألتُ الجميع واحدًا تلو الآخر، لكن لم يكن هناك مَن يعرف عنهم شيئًا.
حتى سينثيا لم ترَ من قبل أيّ سجلاتٍ عن الإمبراطور الأوّل والجزيرة.
كنتُ قد سألتها على نحوٍ غير مباشرٍ عن الكتب القديمة، لكنها اكتفت بهزّ رأسها.
إذن، كانت تلك الكتب بمثابة طُعمٍ لجذب الإمبراطورة عمدًا… لكن لماذا؟
“ولكن، لماذا هذه الأشياء هنا؟”
تساءل ألهولف وهو يتأمّل الخواتم بدهشة، لكنني انتزعتُ الخاتم منه بسرعة.
لم يكن خاتمه وحده، بل استوليتُ على جميع الخواتم الأخرى وأعدتها إلى جيبي.
“لماذا تأخذينها؟”
سألني فيرنر، لكنني لم أُجب.
أما موران، فقد حدّقت بي بوجهٍ مرتبكٍ قليلًا.
“آنسة إيفلين… ألا يوجد لدى عائلة موران، خاتمٌ أيضًا؟”
“لا، لا يوجد.”
“لماذا…؟”
لم يكن سؤالًا بغرض المعرفة، لكنني أجبتُ بحزم.
“لأن عائلة موران هي الوحيدة هنا التي لم ترتكب أي جريمة.”
“ماذا؟!”
“ما الذي تقولينه، إيفلين؟”
تجمّد وجه سينثيا ببرود.
“هذه الجزيرة، وهذا الفندق، وكل من يحاول قتلنا… جميعهم نتيجة الذنب الذي اقترفه مؤسّسو عائلاتنا.”
ذنبٌ لا يزال قائمًا كما هو.
ذنبٌ لم يُمحَ رغم مرور ألف عام.
والخواتم المنقوشة دليلٌ عليه.
رويتُ القصة ببطء، لكنني لم أُخْفِ قسوتها.
“… ولهذا السبب، تحوّل هؤلاء إلى شياطينٍ وبقوا محبوسين هنا. رغم أنهم لم يرتكبوا أي ذنب.”
“الشياطين… الذنب الذي اقترفناه.”
تمتمت سينثيا بهذه الكلمات وهي تفرك وجهها بيديها مرارًا.
“هذا كل ما تمكّنتُ من اكتشافه. الحقيقة الصّافية دون أي تزييف.”
وحين انتهى حديثي، خيّم الصمت علينا جميعًا.
وقفتْ موران بلا حراك، بينما فتح ألهولف فمه عدّة مرّاتٍ لكنه لم يتمكّن من نطق شيء.
ثم فجأة، اندفع نحوي.
“اعيدي إليّ الخاتم!”
“لن أُعيد شيئًا!”
دفعتُ قدمي إلى بطنه مباشرة.
“أوهغ!”
رأيتُه يتلوّى وهو يمسك بطنه، فابتعدتُ عنهم قليلًا.
أدركوا الآن أن الاعتراف بالحقيقة ليس بالأمر السهل. كما فهموا سبب استيلائي على الخواتم.
عرفوا ما الذي أنوي فعله.
كنتُ أُخطّط لإبلاغ الإمبراطوريّة بكل شيء.
بالطبع، لن أفعل شيئًا إن لم تكن الشياطين ترغب بذلك… ولكن، هل من المُمكن حقًا ألّا يرغبوا؟
إذا كُشفَت الحقيقة، ستنهار العائلات، وسنُطرد للعيش في الشوارع. ولكن هذا الثمن الذي يجب أن ندفعه.
لقد قضى أسلافنا أجيالًا وهم يخفون هذه الجريمة، مهووسين بإبقائها طيّ الكتمان.
ربما لم يكن أحدٌ يعلم بحقيقة هذه الجزيرة بسبب إغلاق البوابة لزمنٍ طويل… لكن إن اخترنا التستّر على الأمر، فسيكون ذلك قرارًا آخر علينا تحمّله.
‘من المضحك أن أقول إننا نملك خيارًا. فالخيار ليس لنا، بل للشياطين.’
بأي حال، مجرد إعادة هذه الخواتم لن تمحو الوثيقة التي تم توقيعها.
رميتُ خاتم ألهولف نحوه حيث كان مُلقى على الأرض. ثم أعدتُ لهم جميع الخواتم.
“مهما حدث، سأكشف حقيقة عائلتي بالكامل.”
“…”
على عكس ألهولف الذي أسرع بإخفاء خاتمه، اكتفى الآخرون بالتحديق فيه بصمت، دون أن ينبسوا بكلمة.
“هذا لم يعد أمرًا يستوجب الإخفاء. وأتفهّم تردّدكم… لأننا نُعاقَب على خطيئةٍ لم نرتكبها.”
لم يكن اتّخاذ القرار بهذه البساطة.
أنا وحدي من استطعتُ حسم أمري وقلتُ، “حسنًا، فلندمّر عائلاتنا بالكامل!”
أما بالنسبة لهم، فمن الطبيعي أن يتردّدوا مرارًا قبل أن يقرروا الاحتفاظ بالسر.
“لكن هناك أمرٌ واحدٌ عليكم معرفته… التّغاضي عن الحقيقة بعد معرفتها لا يختلف عمّا فعله مؤسّسو عائلاتنا.”
ذلك سيجعلنا جميعًا جُناةً مثلهم.
عائلاتنا عاشت برخاء، بينما ضحاياها تقلّبوا في الجوع والفقر. لم أعد أرغب برؤية مثل هذا المشهد هنا أيضًا.
“لـ- لا أستطيع. عائلتي ستنهار!”
كما توقّعتُ، كان ألهولف أوّل من انفجر بالبكاء، رافضًا كشف الحقيقة.
حسنًا، لم أكن أتوقّع منه شيئًا أصلاً.
وإن عَلِمَ بوجود الوثيقة، فسيفقد صوابه حتمًا ويحاول إيقافي. لذا، من الأفضل أن أُبقي الأمر سرّيًّا لبعض الوقت.
“… إيفلين، كيف استطعتِ اتّخاذ قراركِ بهذه السرعة؟”
سألتني سينثيا وهي تمسك بخاتمها بإحكام.
أخفضتُ رأسي قليلاً.
… ربما لأنني رأيتُ ماضي الشياطين، ولهذا كان قراري أسهل.
لأنهُ إن لم أفعل أنا، فلن يفعلَ أحد.
شعرتُ أن وصولي إلى هذه النقطة لم يكن عبثًا. وإن لم يتمكّن أحدٌ من إنهاء الأمر، فعليّ أن أُنهيه.
أردتُ أن أخبر أولئك الشياطين، الذين رفضوا التخلّي عن إنسانيّتهم حتى النهاية، بأن هناك إنسانةً مثلي تقف إلى جانبهم.
الأهم من ذلك، إن لم أفعل شيئًا الآن، فسيتوارث الجيل القادم هذا الذنب من جديد.
وسيظلُّ الشياطين مُحاصَرِين إلى الأبد في هذا الفندق، يعيشون بلا نهايةٍ في الألم الذي تسرَّبَ إلى جدرانه.
لا يمكنني السماح بذلك.
أنا التي علمتُ الحقيقة، وأنا التي تورّطتْ عائلتي فيها.
ربما يجب على والدَيّ أو أخي أن يتحمّلوا مسؤولية الاعتذار عن هذا الذنب. لكنني أيضاً أُحب عائلتي.
بدلاً من أن أُضحّي بهم، سأَقف أنا في الواجهة.
كما أن هناك أمرًا آخر يُثير قلقي…
لقب هولواي هو “الفاتح المستقبلي لهذا العالم.”
إذا كان هذا يُشير إلى المستقبل، فهذا يعني أن هولواي والشياطين سينجحون في الفرار بطريقةٍ ما، سواء كنتُ حيّةً حينها أم لا.
لذا، إن كان ذلك محتومًا، فعليّ التأكّد من أنني سأساعدهم على الهروب، لكنني لن أسمح لهم بغزو العالم.
من أجل سلامتي وسلامة عائلتي.
فإن كان هولواي فاتحًا، فهذا يعني أنه سيُخضع البشر تحت قدميه.
(بلوفي: عبارة “الفاتح المستقبلي لهذا العالم” تعني الشخص الذي سيقوم بفتح أو غزو هذا العالم في المستقبل، أي الذي سيحكمه أو يسيطر عليه بالقوة أو النفوذ. أي أن الفاتح يُشير إلى شخص يفتح البلدان أو يحقق انتصارًا عظيمًا، مثل القادة التاريخيين الذين غزوا الأراضي ووسعوا إمبراطورياتهم.)
“كَشفُ الحقيقة وطَلبُ المغفرة… هذا هو الصواب.”
“أنتِ قويّةٌ يا إيفلين.”
“يمكنكم أخذ وقتكم في التفكير.”
نهض كليتا من مكانه، ثم نظر إليّ وسأل.
“إيفلين، هل قرّرتِ طريقكِ بالفعل؟ إن نجحنا في الهروب، هل ستكشفين الحقيقة وتقبَلين العقاب؟”
“بالطبع.”
قلتُها بحدّة، ثم أضفتُ بغضب.
“بل سأحفر قبور الأسلاف وأرميها بعيدًا!”
“هاه؟!”
شهق ألهولف بصدمة.
لم يكن هناك داعٍ لتقديسهم.
لا أريد أن أتذكّرهم كأشخاصٍ عظماء أعادوا إحياء العائلة ورفعوا مجدها.
أولئك الذين تفسخت إنسانيّتهم لا يستحقّون ذلك.
“أنا أيضًا… أتّفق مع الآنسة إيفلين. صحيح أننا لم نرتكب الذنب، لكن هل يمكننا حقًا قول ذلك؟ لا يجب أن نورّث هذا الذنب لمن بعدنا.”
“لكن عائلة موران لم تكن جزءًا من هذا، لذا من السهل عليكِ قول ذلك، أليس كذلك؟”
قال ألهولف بضيق، لكن موران ردّت عليه ببساطة.
“حتى لو كانت عائلتي متورّطة، لما تردّدتُ في قراري.”
موران كانت شخصًا يمكنني تصديقه.
بينما واصل الآخرون جدالهم، شعرتُ أنني قد انتهيتُ من دوري هنا.
لذا، فتحتُ الباب لمغادرة الغرفة، بحثًا عن صندوق باندورا والوثيقة.
عندها، رأيتُ هولواي مستندًا إلى الحائط، يراقبني بصمت.
نظر إليّ وهو يسحب ذراعي ليغلق الباب فجأة.
“في الداخل…”
“هل كنتِ جادّةً؟ بما قلتِه قبل قليل؟”
“سمعتَ كل شيء؟”
لم يُنكر هولواي، وأنا بدوري أومأتُ برأسي.
“إذا ارتكبتَ جريمة، فعليك أن تنال عقابك.”
“حتى لو لم تكن جريمة نونا؟”
“حتى لو لم تكن. حقيقة أنني من تلك العائلة لن تتغيّر.”
طالما لم أتخلَّ عن ذلك اللقب وذلك الدم، فلا يمكنني الانفصال عنها.
“…حقًّا؟”
رفع هولواي يده ببطء وأمسك بذقني، ثم ضغط شفتي السفلى.
“أنا لا أُصدّقكِ.”
“من الطبيعي أن تَشُكَّ، لكن صدّقني، هذه المرّة قد يكون الأمر مختلفًا.”
نظر إليّ بينما كنتُ أتكلّم بعناد، ثم زفر بهدوء وربّت على رأسي.
“حسنًا، مَنحُ فرصةٍ واحدةٍ ليس بالأمر الصعب.”
“كما يُقال، من الأفضل أن تُمنح الفرصة ثلاث مرّات…”
عندما رأيتُ ابتسامته الخفيفة تبدأ في التلاشي، سارعتُ لأضيف.
“أمزح فقط.”
حقًّا، كم مِن مرّةٍ منحني الفرصة من قبل؟ ثلاث مرّاتٍ ستكون كثيرةً بالفعل.
ثم تذكّرتُ فجأة شيئًا، فتجمّدتُ للحظةٍ ونظرتُ إلى وجهه الهادئ. تلعثمتُ وأنا أتكلّم.
“عائلاتنا…”
“آه.”
انخفض إلى مستوى أذني وهمس بصوتٍ منخفض.
“كليتا شنايدر، فيرنر هاسيوس، ألهولف كيرسيان، سينثيا ألبرخت. ثم…”
ثم…؟
بينما كنتُ أنظر إليه بعينين مرتجفتين، ألصق جبهته بجبهتي وفتح شفتيه الحمراويتين ليهمس.
“إيفلين رودريغز.”