How a Nuisance Character Survives in a Horror Game - 59
ملاحظة: إن هذا الفصل يحتوي على أفكار عن الآلهة لا أساس لها من الصحة.
الفصل 59
“هولواي، هل هؤلاء غريبون؟ منذ أن بدأوا يُظهرون للناس الجزيرة، وتدفّق الطاقة الشريرة تغيّر، والآن أصبحوا يتصرّفون بجنون. لا ينبغي لهم مهاجمتنا…”
ديلاف، الذي كان يتحدث بجدّيةٍ مُحاوِلًا فهم الوضع، استدار مستغربًا لعدم رد هولواي بأي كلمة.
كان هولواي واقفًا في مكانه، ينظر إلى شيءٍ ما.
“زعيم، ماذا تفعل؟ هل تسمعني؟”
“سأذهب إلى الطابق السفلي.”
“ماذا؟ هل جننت؟!”
فور سماع كلمة ‘الطابق السفلي’، قفز ديلاف.
لم يكن الأمر خطيرًا بالضرورة. ولكن الشياطين لا تستطيع قتل الأشباح الشريرة في الطابق السفلي بأنفسها.
كانت هذه إحدى عقوباتهم، وهو الأمر الذي كانت الأشباح الشريرة تتطلّع إليه بشدة.
الطابق السفلي كان منطقتهم الخاصة.
حتى لو دخل هولواي هناك، فلن يهاجموه، لكن لا يُمكن التأكّد من ذلك.
كانت هناك الكثير من المتغيرات.
خاصّةً في الطابق السفلي…
بدأ ديلاف يلمس رقعة عينه.
بعد أن تأكّدوا من أن الشيء لم يكن هناك، لم تفكّر الشياطين أبدًا في الذهاب إلى الطابق السفلي بنفسها منذ ذلك الحين.
لأن كل شيءٍ كان هناك.
“ستذهب إلى هناك بنفسكَ؟ على أي حال، لم نجد الأشياء الخاصة بنا! أقول لكَ إنها غير موجودةٍ هناك!”
“إيفلين هناك.”
“ماذا؟ كيف تكون تلك المرأة المجنونة في الطابق السفلي؟ الباب المؤدي إلى القبو يجب أن يكون مغلقًا!”
رغم ارتباك ديلاف، كان هولواي مُصمّمًا على الذهاب. فوقف ديلاف في طريقه.
عُقِد حاجبا هولواي بغضب.
“تنحّى.”
حتى لو لم يكن هناك خطرٌ إذا ذهب هولواي إلى الطابق السفلي…
ابتلع ديلاف كلماته. ثم غيّر الموضوع كما لو كان يشتم رائحة إيفلين.
“كيف عرفتَ أنها في الطابق السفلي؟”
منذ أن تغيّر تدفّق الطاقة الشريرة، لم يعد بإمكانه اكتشاف الرائحة التي دفنها سورييل.
يمكن الشعور بالوجود، ولكن إذا كان بعيدًا عن مسافةٍ معينة، لم يكن من الممكن اكتشافه.
“لقد لمسَت الشيء الخاص بي.”
في اللحظة التي لُمِسَ فيها الشيء، شعر بطاقة من لمسه. وكانت تلك طاقة إيفلين.
لكل إنسانٍ روح، وتكون طاقته فريدةً بشكلٍ طفيف. هولواي، الذي ظلّ قريبًا من إيفلين طوال الوقت، عرف على الفور أن الطاقة التي شعر بها عبر الشيء تخصها.
“ماذا؟ هل كان الشيء في الطابق السفلي إذن؟!”
“يجب أن أذهب لأجده.”
“أنـ- أنا أيضًا…!”
حاول ديلاف الذهاب معه، لكنه في النهاية التزم الصمت أمام نظرة هولواي.
عندما رأى هولواي المتعجل، لم يتمكّن ديلاف من منعه.
نظر ديلاف إلى هولواي الذي اختفى فجأة، وهو يعبث برقعته.
كل الشياطين لديهم أشياءٌ خاصّةٌ بهم.
مهما حاولوا البحث عنها، لم يستطيعوا العثور عليها، وكانت في الواقع في الطابق السفلي.
كيف استطاعت تلك المرأة العثور عليها؟
❖ ❖ ❖
الأشياء المرتبطة بالشياطين لا تستجيب إذا لمستها الأشباح الشريرة.
فقط الإنسان العادي يمكنه اكتشافها.
لم يتمكّنوا من العثور عليها منذ ألف عام لأنه لم يلمسها أحد. لكن إيفلين وجدتها.
كان من المؤكَّد أن هناك شيئًا يحدث في الفندق.
كان ينوي الذهاب للعثور على إيفلين فورًا، لكنه لم يكن يعرف سوى موقعها الغامض، وليس المكان الدقيق.
عندما وصل إلى الطابق السفلي، لم يكترث هولواي للغبار ورائحة العفن الرطب، وخطا خطوةً بلا مبالاة.
بسبب الطاقة الشريرة المضطربة، تشوّهت المساحة وتم نقله إلى مكانٍ آخر.
نظر هولواي إلى “المختبر 11” المكتوب على الباب، ثم حوّل نظره. لم يشعر بأي وجودٍ لإيفلين في المكان.
كان البحث عن إيفلين أصعب بسبب الأشباح الشريرة والطاقة الشريرة في الطابق السفلي.
كان عليه أن يبحث بنفسه عن إيفلين.
كان الطابق السفلي واسعًا وضخمًا، وكان مليئًا بالأشباح الشريرة، لذا لن يكون العثور عليها سهلًا على الأرجح.
حتى الطاقة كانت مشوّهة، وحتى الوحوش فوق الفندق كانت تهاجمه، لذا لم يكن هناك ضمانٌ بأن الأشباح الشريرة في الطابق السفلي لن تفعل الشيء نفسه.
كان المكان يبتعد أكثر عن الفندق الذي يعرفونه.
ومع كل هذه التغييرات…
‘الإنسان لا يفقد الأمل.’
كانت كلمات إيفلين لا تزال تتردّد في أذنيه.
‘وماذا ستفعلين إذا تم سحق الأمل ولم يعد هناك مجالٌ لإحيائه؟’
‘أمم… أعتقد أنني سأحاول إيجاد شيء جديد.’
‘حتى لو لم يكن هناك شيء؟’
‘إذا لم يكن هناك شيء… فسأصنعه.’
ورغم ذلك، كان وجه إيفلين مشرقًا بالأمل.
كانت تلك الصورة ذكرى قويّة لا تزال عالقة في ذهنه.
كانت مختلفة عن نفسه الذي سُحق أمله.
‘إذا لم يكن هناك شيء… فسأصنعه.’
عندما تذكّر إيفلين في ذلك الوقت، رسم هولواي ابتسامةً خفيفة على شفتيه دون أن يدري.
―كااك…؟ كراااااااك!
اندفع شبحٌ شريرٌ نحو هولواي. ولوّح بذراعه الطويلة مثل السوط، لكنه لم يصل إلى هولواي.
مدّ هولواي يده إلى الشبح الشرير وأمسك بعنقه، ثم دقّه إلى الحائط.
―كااخ… كخ…!
“تهاجمونني، كما توقعتُ.”
―حرّرنـ… ـي…
عينيه الدافئتين انقلبتا فجأة إلى برودةٍ شديدة.
نظرةٌ غير مباليةٍ وجّهها إلى الشبح الشرير، ثم تركه. فاستغلّ الشبح الفرصة وهرب.
حتى لو استطاع السيطرة على الأشباح الشريرة هنا، لم يستطع قتلها.
كانت هذه إحدى قوانين الطابق السفلي، وكان عليه الالتزام بها.
الأشباح الشريرة في الطابق السفلي كانت شديدة الحساسية تجاه الدخلاء، ومن المحتمل أن إيفلين في خطرٍ كبير الآن.
بما أن هذا القبو كان خارج سيطرته، فلا يمكنه إلا أن يتمنّى ألا تموت.
“… أن يتمنّى؟”
استغرب هولواي من أفكاره.
الشعور بالقلق أثناء البحث عن إيفلين، التفكير في أنه فقط من أجل الشيء، لم يكن صحيحًا تمامًا. كان هناك شعورٌ بالقلق العميق يتسلّل إلى قلبه.
تسارعت خطوات هولواي دون أن يدري.
❖ ❖ ❖
“….”
من المؤكّد أنها لا تزال تحمل الشيء الخاص به…
لكنه لم يستطع رؤيتها. رغم أن الأشباح الشريرة كانت تتحرك في المكان، لم يسمع أي صرخة.
هل تختبئ داخل غرفة؟
عندما تخيّل إيفلين متكومةً وتتلفظ ببعض الشتائم في الغرفة، ارتخت ملامح هولواي.
لمس فمه، كان يسير ببطء، لكنه فجأةً توقّف.
“…لا يمكن.”
كان هناك غرفةٌ واحدةٌ يتوقّع أنها فيها.
لكن، هل من الممكن حدوث صدفةٍ كهذه؟
أعاد هولواي خصلات شعره المنسدلة إلى الوراء.
بما أن الفندق الحالي يختلف عن الفندق الأصلي، كل شيءٍ وارد.
إيفلين كانت كذلك. لم يشكّ في نواياها لأنها لم تبدُ أنها تؤذيه.
لكن من المؤكّد أنها كانت تخفي شيئًا ما.
هذا الشيء ربما لم يكن مريحًا لها، فقد كان وجهها يتجعّد من حينٍ لآخر.
كما لو أنها كانت تشعر بالحرج من كلماتها…
آه، ذلك الوجه المضحك.
مثل الكوميديّة، كانت تلك الملامح مستمرّةً في الظهور.
في النهاية، ضحك هولواي بصوتٍ منخفض.
“والآن بعد أن فكّرتُ بالأمر…”
كانت كلما ضغطت على الفراغ، كان وجه إيفلين يزداد حدّة.
…هل كانت مُجبرةً على شيءٍ لا يمكنها مقاومته، كما يحدث معه؟
إذا كانت تتعرّض لأمرٍ لا تريده مثلهم…
“هل أُنقـذكِ؟”
صدى صوته المنخفض في الهواء، ثم توقّف عن المشي.
أحسّ بوجود إيفلين بوضوح.
على الباب الحديدي السميك، كُتب “المختبر 44”.
شعر بوجودها في الداخل. أمسك هولواي بمقبض الباب.
“…”
على الرغم من محاولته التظاهر بالهدوء، إلا أن عروق هولواي برزت بشكلٍ واضحٍ على يده. شدّ على فكّه وقبض على المقبض وكأنه على وشك أن يحطمه.
تدافعت ذكريات ذلك اليوم في ذهنه، فقبض على أسنانه ومسح وجهه بيده دون أن يدري. تنفّسه المرتعش تسلٌل من بين شفتيه الحمراء.
ورغم أنه تظاهر بالتماسك، إلا أن هذا المكان لا يزال يثير اشمئزازه حتى بعد مرور كل هذا الوقت.
“آه…”
عندما سمع أنين إيفلين يتسرّب من خلال الباب، لم يشعر بالارتياح بل انقبض قلبه.
“إيفلين.”
“…”
لم ترد حتى عندما ناداها باسمها بصوتٍ خفيض.
قضم شفتيه وفتح باب المختبر الذي كان يعتقد أنه لن يدخله مجددًا بيده.
تفوح منه رائحة العفن اللاذعة.
نظر هولواي إلى إيفلين المستلقية على السرير الحديدي في وسط الغرفة.
الهالة الحمراء تحيط بها وتتراقص حولها.
“…”
بدا وكأنها تشاهد ماضٍ آخر غير سرّ الجزيرة.
العرق البارد كان يتصبّب من جبينها. وبينما كانت تتلوّى من الألم، أمسك هولواي برأسه المتألم.
“ما هذه اللعبة التي تحاولين القيام بها؟”
وقف هولواي بخطواتٍ واسعةٍ أمام إيفلين في لمح البصر.
لا يُمكن أن يحدث هذا.
عندما وضع هولواي يده المُحملة بالطاقة السحرية على جبهة إيفلين…
بريق، بريق!
انطلقت شراراتٌ قويّةٌ ودفعت يده بعيدًا.
“…”
الأمر كان محكمًا، وبشكلٍ واضح.
فكّر هولواي لوهلة، ثم قرر حمل إيفلين والخروج من المختبر.
في تلك اللحظة…
بدأت هالةٌ حمراءٌ تتراقص من تحت قدميه وتغلف إيفلين.
وكأنها تمنع خروجهما من المختبر بأي شكلٍ من الأشكال، انتقلت القوة الهائلة بسرعةٍ إلى هولواي وأمسكت بكاحله.
حاول التخلّص منها، لكن قوته لم تكن مجدية.
كانت الهالة الحمراء تغلف جسدَي هولواي وإيفلين بالكامل وتتحرّك بشكلٍ مريب.
نظر هولواي إلى تلك الهالة وتحدّث.
“هل كانت هذه الأحداث بسبب هذه الهالة؟”
لم يكن منطقيًا أن تتحرّك الهالة وكأن لها إرادة.
أظهر وجه هولواي المتجمّد تعبيرًا باردًا.
“لا تتجاسر* على كشف الماضي.”
(لا تتجاسر*: لا تتجرّأ)
ضغط الطاقة السحرية في يده وتوجّه بها نحو الهالة الحمراء.
“إذا كنت لا تريد الظهور، فسأضطرّك لذلك.”
عندما لمس الهالة، بدأت ترفضه بقوةٍ أكبر مما كانت عليه في البداية.
تششش…
تصاعد دخانٌ رماديٌّ من بشرته المتفحمة. هذه الهالة كانت أقوى بكثيرٍ من قدراته.
كان من المستحيل أنه لم يكن على علمٍ بوجود مثل هذه القوة في هذا المكان…
وبينما كانت آثار الحرق على يده تتلاشى، ظهرت نافذةٌ في الهواء تحمل كلماتٍ محفورة.
حدق هولواي بعينينٍ ضيّقتين في المشهد الغريب.
[(ᗒᗣᗕ)՞(ᗒᗣᗕ)՞(ᗒᗣᗕ)՞]
على الرغم من أنه كان يرى هذا الرسم للمرة الأولى، إلا أنه شعر وكأنه ينكر وجوده.
[※يُرجى عدم اللمس※]
أخيرًا، كشف عن نفسه.
رمق هولواي الهالة الحمراء والنص بنظرةٍ جانبيّة.
“هل هذه هي حقيقتك؟ هل كنت تسيطر على إيفلين بهذه الطريقة؟”
[نرفض الإجابة على سؤال هولواي. ( ✋˙࿁˙ )]
تسبّب الجواب والصورة المزعجة بشكلٍ غريب في أن يقول هولواي جملةً واحدةً فقط.
“اظهر شكلك الحقيقي.”
[نرفض. ( ✋˙࿁˙ )]
“لنرَ إلى متى تستطيع الرفض.”
صبّ طاقته السحرية المتجمّعة في الهالة الحمراء بقوةٍ أكبر، لكنها لم تتحرك.
[نرفض! نرفض!]
[(●_―)–ε/̵͇̿/’̿’̿ ̿ ̿ ̿(●_―)–ε/̵͇̿/’̿’̿ ̿ ̿ ̿]
كلما زادت ردة الفعل، زادت الاهتزازات في المختبر وكأن زلزالًا وقع، لكن هولواي لم يرمش.
“أنت…”
[نرفض. ( ✋˙࿁˙ )]
ظل النص يكرر نفس العبارة، ولكن هذه المرة ظهر وكأنه يتحدّث مع شخص.
[لن أخرج.]
[إذا كنتَ تتمنّى سلامة إيفلين، عليك أن تترك الأمر.]
“هل كنت من أظهر سرّ الجزيرة؟ هل فعلت ذلك عمدًا؟ ماذا تريد؟”
رد النص بالصمت.
[لا يمكننا إنهاء الأمر الآن.]
جوابٌ مختلف عن السؤال.
[إذا تم لمسها* مرةً أخرى، ستموت إيفلين فورًا. انتظر.]
(لمسها*: يقصد الهالة الحمراء)
[( ◦▭◦)づ/̵͇̿̿/’̿’̿ ̿ ̿̿ ̿̿ ̿̿ (˚☐˚”)/]
عندما رأى الرسم الذي يُظهر إطلاق النار على إيفلين، تجمّد وجه هولواي ببرود.
في اللحظة التي مدّ فيها يده نحو النص، اختفت الهالة الحمراء تاركةً تحذيرًا فقط دون أي أثر.
في الماضي، لم يكن ليهتم بموت إيفلين أو حياتها…
لكن الآن، بات هولواي يتردد.
لم يعد بإمكانه قتل إيفلين، ولم يعد بإمكانه التصرّف بتسرّع.
علاوةً على ذلك، شعر هولواي بشيءٍ عندما واجه تلك الهالة الحمراء ولو لبرهة.
كانت هذه القوة مختلطة بقوّةٍ ذات سيطرة مطلقة لا يمكن لهولواي التحكّم بها.
“أنت قاسٍ حتى النهاية.”
همس هولواي بصوتٍ منخفض وكأنه يتحدّث لشخصٍ ما.
امتلأت عيناه بالازدراء والكراهية، ثم بالمعاناة، لكنها تلاشت بسرعة. كانت تلك أوّل مرّةٍ يشعر فيها بكراهيةٍ قويّةٍ تجاه شخصٍ ما.
يا ليت بإمكاني قتله، كم سيكون ذلك مريحًا.
تنهّد هولواي. وفي تلك اللحظة، اختفت الكراهية العميقة التي كانت تخترق كيانه.
“طلب مني الانتظار.”
جلس هولواي على كرسيٍ قريب، وبدت عليه علامات الإرهاق.
ظلّ يراقب إيفلين وهي تتألّم بعينيها المغلقتين.
مسح العرق الممزوج بالدم الذي كان يسيل على جبينها بأصابعه.
“إذن، عليّ الانتظار.”
حتى تفتح عينيها، وتمتلئ تلك العينين به.
مهما طال الانتظار.