How a Nuisance Character Survives in a Horror Game - 56
الفصل 56
في النّهاية، لم أجد أي شيءٍ بعد أن دخلتُ الغرفة المفتوحة وأنا أشعر بالغثيان.
ربما كانت مجرد واحدةٍ من الغرف المفتوحة التي لا تختلف عن الغرف الآمنة.
لا شيء بداخلها.
لذلك، تخلّيتُ عن فكرة أن جميع الغرف المفتوحة تحتوي على تلميحات.
الشيء الوحيد الذي أدركته جيدًا هو أن النظام يحاول أن يجعلني أعاني.
أو ربما يعود ذلك إلى عدم تفقّدي للأمور بشكلٍ صحيح.
اعترفتُ أنني لم أبحث بدقّة لأنني كنت خائفة. لم أكن أرغب في البقاء طويلًا في ذلك المكان المليء بقطع اللحم والدماء.
هدفي الأساسي هو الهروب.
إذا أراد حقًا أن يخبرني بالقصص(النظام)، فسيأتي يوم أحصل فيه على تلميح أو مهمة تكشفها.
قد يكون هناك شيءٌ فاتني، لكن…
يا له من مكانٍ مُـخيف، حقًا.
لا تزال هناك قطعٌ من اللحم والدماء المتناثرة للمجرم. لم أرغب في العودة إلى هناك مرةً أخرى.
ويجب ألا أستبعد احتمال أن يكون فخًّا.
فقد كان بالفعل خطيرًا.
لا أعلم إن كان ذلك متعمدًا أم لا…
لكن من أجل النّجاة، يجب أن أكون حذرةً في كل شيء.
الأميرة البنفسجية قد تعبت الآن.
❖ ❖ ❖
في نهاية الممر البارد والمظلم، اختفت الأصوات الخفيفة، وعمّ صمتٌ ثقيل.
كان المكان هادئًا لدرجة أنه يُمكن سماع صوت سقوط إبرة.
تُسمع خطواتنا على الرخام بصوتٍ مرتفعٍ للغاية.
ألن تتجمع الوحوش علينا بهذا الشكل؟
“هولواي، قُل شيئًا على الأقل.”
لا شيء أفضل من الثرثرة لتبديد الخوف.
“نونا، انتبهي لساقيكِ.”
“ماذا؟ لا تقل شيئًا كهذا.”
لم أقصد أن تخيفني بهذه الطريقة.
حاولت التخفيف من الأمر، لكن هولواي تمتم بصوتٍ خافت.
“أنا لا أقولها عبثًا…”
“إذن… آه!”
أمسك شيءٌ ما بكاحلي فجأة وسحبني، فسقطتُ للأمام.
اصطدم وجهي بالأرض، وشعرتُ بألمٍ حاد.
بينما كنت أُمسك أنفي وأنا أئنُّ من الألم، ربَتَ هولواي على مؤخرة رأسي.
“قلت لكِ أن تنتبهي لساقيكِ.”
“……”
كيف لي أن أعرف أنه كان جادًا؟
كاد الدمع أن يسيل من عينيّ. نظر هولواي إليّ بترددٍ للحظة ثم تجهّم عندما رأى الدم على أنفي.
“هل أنتِ بخير؟ أوه، لقد نزف أنفكِ.”
[هولواي يشعر ببعض الندم لأنه ‘كان يجب أن يحميكِ’.]
حتى لو كان ندمًا بسيطًا، فهذا شيءٌ جيد…
رغم أنه عادةً ما يضحك حتى لو نزل دمٌّ من أنفي، إلا أن تصرّفه هذه المرة كان مختلفًا بشكل ملحوظ.
قبل قليلٍ قال إنه لن يهتم حتى لو أُصِبتُ، لكن يبدو أن قلبه قد تغيّر مرّةً أخرى.
بالطبع، الإنسان يمكن أن تتغير مشاعره عشرات المرات في اليوم، فكيف لا يتغير شعور شيطانٍ يسعى وراء المتعة؟
ساعدني هولواي على النهوض بصعوبة، لكن مرّةً أخرى، أمسك شيءٌ ما بقدمي وسحبني.
“آه!”
“…لماذا يحدث هذا.”
ظهر القليل من الضيق في صوت هولواي.
لم أتمكّن من رؤية هولواي لأن شيئًا غير مرئي كان يمسك قدميّ الاثنتين ويمنعني من الوقوف.
―كيكييك. كييك كييك…
مَن هذا؟ من الذي يصدر صوت الضحك؟
مع صوت الضحك، شعرتُ بحرارةٍ خفيفةٍ على كاحلي.
ظهر لهبٌ خافتٌ على كاحلي ثم اختفى.
“مـ- ما هذا…”
―دعنا نذهب، دعنا نذهب. دعنا نأخذها.
“لا، لا. اذهب وحدك.”
“……”
كان هولواي يراقب بجديّة، لكنه انحنى برأسه محاولًا كتم ضحكاته.
لكن الوحش لم يكن صبورًا بما يكفي لانتظار مثل هذه الأحاديث.
―دعنا نذهب!
في تلك اللحظة، اختفت الابتسامة عن وجه هولواي.
وعندما مدّ يده نحو الوحش غير المرئي الذي كان يحاول سحبي، اندلعت النيران فجأة وهاجمت هولواي.
“……”
ضيّق هولواي حاجبيه قليلًا وهو ينظر إليّ، ثم أخذ يهزّ يده بسرعة.
“النار… نونا!”
“تعال إلى هنا!”
خلعتُ سترتي لأطفئ النار المشتعلة في يد هولواي، لكن الوحش الذي كان يمسك كاحلي ويسحبني لم يسمح لي بخلعها بشكل صحيح.
“سحقًا، هولواي، ادخل بسرعةٍ إلى الغرفة واذهب إلى الحمام…”
توقفتُ فجأةً وأنا أصرخ بشكلٍ يائس.
هذا الوحش الآن، هاجم هولواي.
لم يحدث من قبل أن يهاجم أي وحشٍ هولواي حتّى بشكلٍ تمثيليّ أمامي، لكن هذا الوحش أطلق النار عليه بوضوح.
لا يمكنني معرفة ما إذا كان الوحش مرتبكًا لأنه غير مرئي…
هل كان خطأ؟ هل كان خطأ بالفعل؟
لا يمكن أن يهاجم الوحش هولواي.
كانت إحدى القواعد الوحيدة لهذه الوحوش هي عدم المساس بأيٍّ من الشياطين هنا، بما في ذلك هولواي.
قبل أن أتمكّن من تفقّد الوضع، اندلع لهيبٌ حارقٌ تحت قدمي، وشيءٌ ما سحبني بسرعةٍ للأسفل.
لم يكن هناك شيءٌ على الأرض الرخاميّة الملساء يمكنني الإمساك به لمنع نفسي من الانجراف.
“هولو…! آااه!”
“نونا!”
مدّ هولواي يده، لكن أطراف أصابعنا لم تتلامس سوى بفارقٍ بسيط قبل أن أُسحَب بسرعةٍ للأسفل من قِبل شيءٍ ما.
حدث الأمر في غمضة عين.
❖ ❖ ❖
عندما فتحت عينيّ بسبب الألم الحارق، رأيتُ بوضوحٍ أثر يدٍ على كاحلي.
كان يحترق كما لو أنه أُصيب بحرق، لكن لم يبدُ الأمر خطيرًا للغاية.
كان كاحلي يؤلمني بشدّة، كما لو كان ممسوكًا بقوة. وعندما حاولت الوقوف وأنا أترنّح، اندلع اللهب بالقرب من رقبتي.
“آآآه!”
بينما كنتُ أرجع إلى الخلف في ذعر، تعثرتُ بشيءٍ وسقطت على الأرض.
“أه!”
رغم أن المكان كان مظلمًا، كانت هناك ظلالٌ أكثر ظُلمةً تغطي ما أمامي. لم أستطع حتى النظر إلى ما كان أمامي من ضخامته.
طق. تشَلّب. (مؤثر يصف ارتطام شي بالأرض بشكل خفيف ومبتل)
الشيء الذي سقط مباشرةً على ركبتي…
كان شيئًا أشبه بكتلة لحمٍ محروقة، وسقط بلا قوّةٍ من على ركبتي إلى الأرض.
تتابعت قطع اللحم المتساقطة لدرجة أنها بدأت تغطي ساقي.
ابتلعتُ ريقي بصعوبة.
شيءٌ لا ينبغي فعله في أفلام الرعب.
‘لا… لا تتساءلي.’
ما هذا؟ وما الذي يوجد فوق رأسي؟
حاولتُ الزحف للخلف بتوتّر.
يدٌ عظميّةٌ مغطاةٌ بقطع اللحم أمسكت بيدي فجأةً وسحبتني.
وبينما كنتُ مستلقيةً على ظهري، واجهتُ شيئًا ينظر إلي مباشرة.
كان جلده المحترق يذوب، واللحم الأحمر المتدلي بين العظام البيضاء ظاهرٌ.
―كيكيك… كيك…
رأيت لسانًا طويلًا يخرج من بين شفاهه الممتدة حتى أطراف أذنيه. لعق خدي بذلك اللسان.
“هييك…!”
شعرتُ بملمس اللسان المليء بالعقد وهو يمرّ على خدي بشكلٍ واضح.
وصوت ذلك الشيء الذي كان يسخر مني وهو يرى خوفي، كان خشنًا كصوت حديدٍ يحتك ببعضه.
―أنتِ، أليس كذلك؟ أنتِ من أشعل النار في جسدي… كيكييك…
وبينما كان يتحدث، لم يتمكن من كتم ضحكاته، واهتزّ جسده، وسقطت قطع اللحم على وجهي.
شفتيّ ارتجفتا عندما لامس وجهي تلك القطع الساخنة والليّنة من اللحم.
“لا… لا…”
―إنه حارقٌ… حارقٌ جدًا…
“لـ- لا تقل لي أن هذا ما حدث…”
―…
[‘الوحش المحترق’ يتأثّر بكلامكِ بشكلٍ غير متوقع!]
لا أستطيع كتم الكلام الشائع.
وهل يمكن أن يتأثر الوحش لأنني سرقت جمله؟
لو كان الأمر كذلك، كنت سأرد عليه بشراسة.
[‘الشبح المحترق’ توقّف عن الحركة لمدة 10 ثوانٍ.]
لقد مررتُ بهذه المواقف مرّاتٍ عديدةٍ في البداية.
خاصّةً بعد العودة من حافة الموت، لم يكن لديّ وقتٌ طويلٌ للجلوس بخوف.
كانت ملامحي متجمّدة، وكنتُ أردّد هتافات عشوائية، لكن قدمي كانت تهرب بسرعةٍ لتجنّب الشبح.
“هاه… هاه…”
[‘الشبح المحترق’ يعود لحالته الطبيعيّة.]
[= = ヘ( ´Д`)ノ خطر!!]
[لقد اكتشفكِ وبدأ بمطاردتكِ! اسرعي واختبئي في إحدى الغرف القريبة!]
ماذا؟ غرف قريبة؟
فتحتُ الخريطة ونظرت داخل الفندق.
لقد وصلتُ إلى بهو الطابق الأول بعدما سحبني ذلك الوحش.
وكنت الآن أسفل السلم المتشعّب الذي يتّجه إلى الطوابق العلوية.
كنتُ مباشرةً أسفل المنصة في منتصف السلم.
“غرفةٌ يمكنني الاختباء فيها…”
في تلك اللحظة، بدأت النقطة الحمراء تحت المنصة تومض بسرعة.
كان هناك رمزٌ يشير إلى وجود باب، لكن بدى أنه مشؤوم، فحاولتُ الركض نحو غرفةٍ أخرى. ومع صوتٍ رطب، انقسم صوت الوحش إلى ثلاثة أصوات.
―لن تهربي! كييك!
―اللحم يذوب… عليكِ أن تختفي أيضًا!
―عليكِ أن تختفي!
كوووو!
مع صرخةٍ ممزقةٍ للآذان، اندفعت كتلةٌ من الهواء المضغوط نحوي مباشرةً وضربت بطني.
كان الألم شديدًا لدرجة أنني لم أستطع التنفّس للحظة.
“أه!”
كانت الضربة قويّة لدرجة أن جسدي ارتفع في الهواء واصطدم بالجدار.
بل طرتُ مع الباب الذي كان خلفي. كانت هناك درجاتٌ تؤدي إلى أسفل، وتدحرجتُ بسرعة إلى أسفل.
بدأت أعضائي بالصراخ طلبًا للنجدة، وأنا أتدحرج على الدرج بلا توقّف.
―يجـ- يجب أن أهرب!
سمعتُ صوت الوحش وهو يصرخ في خوف، ثم رأيتُ الباب المُحطّم يتجدد.
ربما لأنه كان أكثر ظلامًا من الفندق.
اختفى أيُّ بصيصٍ من الضوء خلف الباب المغلق، ليتحوّل المكان إلى ظلامٍ حالكٍ لا يُرى فيه شيء.
بعد أن سقطتُ، لم أستطع السيطرة على سرعتي واصطدمتُ بالجدار، ثم فقدتُ وعيي على الفور.
آه… كم مرّةً فقدتُ الوعي بالفعل؟
قبل أن أفقد الوعي تمامًا، رأيتُ طفلًا من خلال نظرتي المشوشة الملطخة بالدم.
إن كان هناك طفلٌ هنا…
“هولواي…؟”
بدا أنه لم يسمع صوتي الخافت وكأنه سيختفي في أي لحظة، وابتعد عني.