How a Nuisance Character Survives in a Horror Game - 55
الفصل 55
حلّت برودةٌ مفاجئة.
خرجت أنفاسي بيضاء، وبدأ الصقيع ينتشر على الأرض.
تجمّدت الأرض بسرعة. كنتُ حافية القدمين بعد أن خُلعت نعالي، وشعرت ببرودةٍ شديدةٍ في باطن قدمي، فلم يكن أمامي خيارٌ سوى أن أحمل هولواي المُلقى على الأرض وأصعد على جسد المجرم.
ربما بسبب غضبي الشديد الذي جعلني أضربه بكل قوتي، هذا الحقير، الذي لا يبدو كإنسان، ظلّ يتحدث بينما التصق بالأرض.
حتى الدم الذي سال منه قد تجمّد، وكان جسده عالقًا بالأرض، مما يعني أن البرد ليس شيئًا يمكن تجاهله بسهولة.
لكن، هذا ليس المهم الآن.
“هولواي، هل بطنكَ بخير؟ ماذا أفعل…؟”
كان يجب علي حمايتك في وقتٍ أبكر.
… لا، ليس من واجبي القيام بذلك.
مظهر الطفل خدعةٌ حقيقيّة.
هو على الأرجح بخيرٍ تمامًا.
ضمّ هولواي سترتي الممزقة وهو يقطب حاجبه كأنه غير راضٍ.
“هذه أوّل مرةٍ أرى نونا غاضبةً بهذا الشكل.”
“هل يبدو الأمر وكأنه لا يدعو للغضب؟ كيف يمكن لشخصٍ أن يركل طفلًا بقوّةٍ كافيةٍ ليطير؟”
“مُت! مُت!”
انفجر غضبي وبدأت أضرب وجهه بقدمي.
“أيتها الحقيرة! ارفعي قدمكِ!”
“لن أرفعها! لن أرفعها!”
“ارفعيها!”
“لا أريد!”
“سأجعلكِ تندمين…!”
“جرّب أن تلمس هولواي مرّةً أخرى! لا، سأسحقكَ الآن! أين الحزام؟”
عندما بدأتُ أبحث عن الحزام، ارتعش الرجل وأغلق فمه بإحكام.
كل ما أضع يدي عليه سأحوّله إلى سلاح.
تخيّلتُ هولواي الصغير وهو يطير بعيدًا، فوجدتُ نفسي أحتضنه بقوّة.
توقّف هولواي لوهلةٍ ثم مدّ ذراعيه ليحتضن عنقي ويضع رأسه على كتفي.
[زادت الثقة بنسبة 20%.]
[زاد التفضيل بنسبة 1%.]
[زاد التعلّق بنسبة 1%.]
جيّد.
[هولواي يشعر بالراحة في حضنكِ لأوّل مرّةٍ منذ فترةٍ طويلة.]
… لأوّل مرّةٍ منذ فترةٍ طويلة؟
لماذا يبدو ذلك محزنًا؟
همس هولواي بصوتٍ خافتٍ وهو يعانقني.
“أتمنى لو أنكِ لا تذهبين بعيدًا.”
في تلك اللحظة، توقّفتُ فجأةً دون أن أشعر.
كان في صوت هولواي حزنٌ عميق.
[الثقة وصلت إلى 30%!]
[عندما تصل الثقة إلى 30% ويكون الفرق بين التعلّق والتملّك أكثر من 20%، يتم فتح مسار جديد.]
يا إلهي…!
[تجاوز التملّك 55%!]
[رغبة هولواي فيكِ أصبحت أقوى. قد تقعين في قبضته ولا تستطيعين الإفلات، لذا كوني حذرة.]
[إذا أوليتِ اهتمامًا لشخصٍ آخر غير هولواي أولاً، فقد يستخدم أي وسيلةٍ لاحتجازكِ. (احتمال 70%)]
[احذري من أن يتم احتجازكِ!]
[(^◇^)/~(^◇^)/]
[(^◇^)/~(^◇^)/]
[(^◇^)/~(^◇^)/]
يبدو أنه يتمنّى حقًا أن يتم احتجازي.
“هولواي…”
لا أستطيع البقاء في مكانٍ واحدٍ دائمًا. لديّ منزل.
أريد العودة إلى المنزل.
(بلوفي: بسيطة، خلي هولواي يكون منزلك😉)
ولكن لا يمكنني إفساد الأجواء الدّافئة، لذا اكتفيتُ باحتضانه وربتُّ عليه.
إذا لم أستطع أن أقدم وعدًا، فالأفضل أن أصمت.
من أجله وأجلي.
الوعود تُقدَّم للوفاء بها.
وإذا وافقت، فقد أجد نفسي، دون أن أشعر، أرغب في الوفاء بذلك الوعد بأي ثمن.
“أنتِ لا تجيبين حتى النهاية…”
تمتم بصوتٍ خافت.
[زاد التملّك بنسبة 1.5%.]
[زاد الهوس بنسبة 2%.]
هل عدم الإجابة تعتبر جريمةً كبيرةً لهذه الدرجة؟
“حتى أنا سألتُ إذا كنتَ بخير.”
“أنا أتألم.”
شكا بينما كان يستند إليّ. وعندما بدأت أطراف قدمي تؤلمني، كنتُ ما أزال أواسي هولواي.
“… هذا سيءٌ حقًا.”
الجليد الذي زحف على جسد ذلك الحقير وصل الآن إلى قدمي. فرفعتُ هولواي أعلى قليلًا.
“ماذا نفعل بهذا؟”
“آه… أرجوكِ، انقذيني…”
شعرتُ بالدهشة.
كيف يمكن لشخصٍ أن يتوسل لإنقاذه بهذه الطريقة؟
“هذه نتيجة أفعالكَ.”
“ها… هاها… هاهاها! أنتِ، القاتلة المتسلسلة، لديكِ الجرأة لتقولين ذلك!”
“… “
من الجيّد أن هولواي فقط من رأى هذه الفضيحة.
صرير… صرير…
كان الرجل يحاول التملّص، غير مكترثٍ بما قد يحدث لجلده الملتصق بالأرض.
وكنتُ أترنّح فوق جسده، غير قادرة على الحفاظ على توازني.
“آه، لا، لا.”
“ها… هذا السبب الذي يجعلكم جميعًا تموتون. يا له من أمرٍ سخيف…”
ظلّ يتحرّك ويتمتم دون توقّف.
ثم فجأة، عاد صوت الاحتكاك بين الملابس الذي كان قد توقف.
سس، سسس.
سسس، سس…
ما الذي كان يزحف؟
لم أكن أريد التفكير في تلك الأشياء الطرية التي لم أستطع رؤيتها بوضوح في الظلام.
لم تكن الغرفة المفتوحة بهذه الخطورة من قبل، لذا شعرتُ بالدهشة قليلًا.
ظننتُ أن هناك تلميحًا في الداخل، لكن يبدو وكأنّه فخّ…
أيعقل؟
هل هذا فخٌّ حقًا؟
هل وثقتُ بالنظام بشكلٍ أعمى؟
لقد شعرتُ بأن هناك شيئًا مريبًا منذ أن طُلب مني قتل سينثيا…
لكن عندما طلب مني النظام قتل سينثيا، لم يكن هناك عقوبة الموت، لذا لم أفكّر بالأمر بعمق.
هل هناك تعارضٌ بين رغبته في إنقاذها ورغبته في قتلها؟
هل يمكن أن يكون للنظام مشاعرٌ فعلًا؟
عضضّتُ على شفتيّ بقوّة.
“آآهك! تـ-تبًا! ما هذا…!”
في تلك اللحظة، صرخ المجرم.
“شـ- شيءٌ ناعمٌ يلتفّ حول ساقي…”
“ساقكَ؟”
“تبًا، ابتعد عني!”
حاول أن يتخلّص من شيءٍ غير مرئي وهو يتلوّى. في النهاية، انزلقت أنا وسقطت عنه.
“أه!”
عليّ النهوض بسرعة!
لكن فجأة، شعرتُ بأن وركي وساقي التصقا بالأرض. أسرعتُ بحمل هولواي.
“هولواي، اصعد على كتفي بسرعة!”
“لكن…”
“آه… أغه!”
في تلك اللحظة، اندفع شيءٌ نحو وجهي. شيءٌ ناعمٌ غطى رؤيتي.
لم أستطع التنفّس وأخذتُ أتصارع من أجل الهواء.
رغم ذلك، حاولتٌ رفع هولواي على كتفي.
“أغه، أغه!”
لا، لا أستطيع التنفس…!
[تبقّى 3 دقائق حتى الموت بالاختناق.]
لا، لا!
أرجوك، اصعد يا هولواي!
يجب أن أتخلص مما على وجهي…!
في تلك اللحظة، انزلقت يدي وسقط هولواي من قبضتي.
“ها… هاه!”
هولواي!
تبا! أين…!
بينما بدأت أشعر بنقص الأوكسجين وذهني أصبح أبيض، شعرت بأن الأرض الباردة التي كنت عليها بدأت تذوب ببطء. وفي تلك اللحظة، الشيء الذي كان يغطي وجهي تم إزالته.
“هااه…!”
التقطتُ أنفاسي بصعوبة، وعندما كنت على وشك أن أختنق، جاءت يدٌ كبيرةٌ وغطّت عينيّ بينما ذراعٌ أخرى أحاطت بخصري.
شخصٌ ما كان خلفي، يحتضنني ويجعلني أقف.
“إذا أضعتِ انتباهكِ ولو للحظةٍ، ستواجهين الموت.”
“…”
كان هولواي.
“أنتَ…”
“لا أريد أن يصيبكِ حتى خدشٌ واحد… ولكن في نفس الوقت، لا أريدكِ أن تموتي.”
همس بينما زادت قبضته حول خصري. استند بجبهته على رأسي.
“ما هذا الشعور المتناقض؟”
“ربما… لأنكَ بلا ضمير؟”
“في مثل هذه المواقف، الانبطاح هو الحل الأفضل.”
“آسفة…”
“لكنني أجدكِ لطيفة.”
(صراخ داخلي😭)
ضحك بصوتٍ منخفضٍ بينما شعرتُ بأن أنفاسه تُلامس شعري.
خفّف قبضته عن خصري، وبدأت يده تنزلق بلطفٍ على بطني.
شددتُ عضلات بطني لا إراديًا، لكنه لم يعرني انتباهًا.
“هل تشعرين بألمٍ في بطنكِ؟”
“ليس… ليس كثيرًا…”
“همم…”
فكّر قليلاً ثم رفع يده ببطء. وفي تلك اللحظة، لفّت ضمادةٌ عينيّ كالسحر.
وجوده الذي كان خلفي ظهر فجأةً أمامي.
في تلك اللحظة، شعرتٌ بيديه تلتفّان حول خصري.
كانت يداه تنخفضان ببطءٍ وكأنه جاثٍ على ركبتيه أمامي.
“مـ- ماذا تفعل؟”
“قلتِ أنكِ تتألمين.”
“ماذا…؟”
في لحظة، شعرتُ بشيءٍ ناعمٍ ودافئٍ على بطني.
… هل هذه… شفتاه؟
“مـ- ماذا…؟”
“ابقَي هادئة.”
الشعور الناعم كان واضحًا من خلال النسيج الرقيق الذي كنتُ أرتديه.
أنفاسه الدافئة تتسرّب بين شفتيه المغلقتين، ممّا جعلني أشعر بعدم الراحة.
لم أتمكّن من تحمّل ذلك وتراجعتُ إلى الوراء، لكنه لم يحاول الإمساك بي.
“لقد انتهينا الآن، أليس كذلك؟ الألم زال، صحيح؟”
“قبلةٌ واحدةٌ لا يمكن أن…”
في الواقع، الألم زال.
“أليس كذلك؟”
ضحك بصوتٍ منخفضٍ كما لو كان يعبث معي. حينها، بدا وكأنه تذكّر شيئًا ونطق بتنهيدةٍ صغيرة.
“وأيضًا هذا.”
مع صوت طقطقة أصابعه، انحلّت الضمادة التي كانت تغطي عيني، ووجدت أن هولواي كان يحتضن خصري فجأة.
كما لو كان يريدني أن أدرك من هو.
“هولواي، منذ متى وأنتَ هنا…؟”
في تلك اللحظة، اشتعل الضوء الذي كان قد انطفأ من قبل، مما جعلني أُغمض عينيّ للحظاتٍ بسبب السّطوع المفاجئ.
سمعتُ صوتًا خفيفًا، وعندما فتحت عينيّ ببطءٍ بعد أن اعتادت على الضوء، رأيتُ مشهدًا مخيفًا.
جسد المجرم كان مغطى بمادةٍ سوداءٍ داكنة مائلة إلى الحمرة، كانت تتشبث به.
المُجرم المُعلَّق في الهواء بدأ يتلفّت برعبٍ وعيناه تتحركان بشكلٍ مجنون.
“سـ- ساعـ…”
لكن قبل أن يتمكّن من إنهاء كلمته، انفجرت المادة السوداء، وانفجر جسده معها.
تطايرت قطعٌ من لحمه الملطخة بالدماء نحوي.
[جسدٌ واحدٌ انفجر. عدد الناجين انخفض إلى 19.]
“……”
لم أستطع التفوه بكلمةٍ أمام هذا المشهد المروع.
تلك المادة كانت تلتصق بوجهي قبل قليل.
لو لم يُزلها هولواي عني…
ارتعد جسدي بالكامل بشعورٍ باردٍ مرّ عبره.
“أنا خائفٌ يا نونا…”
لو فقدتُ الوعي هنا، هل سينتهي بي الأمر بالانفجار أيضًا؟
بينما كان هولواي يختبئ في حضني، لم يبالِ بما إن كنتُ خائفةً أم لا. بصوته العائم، تابع.
“نونا…”
أيها الحقير…
هل حقًا ما زلتَ تشعر أن مشاعري تجاهكَ غير كافية؟
“توقّف عن مناداتي بهذا… أنا أيضًا خائفة!”
أنتَ الذي تلهو بحياتي كما لو كانت مجرد لعبة، وهو ما يخيفني أكثر من أي شيءٍ آخر.
[يقول هولواي إنه يشعر براحةٍ غريبةٍ كلما رفعتِ صوتكِ عليه.]
هل يعجبكَ أنني أصرخ هكذا؟