How a Nuisance Character Survives in a Horror Game - 46
الفصل 46
#8 شخصيةٌ مزعجةٌ ذات تعاطفٍ كبير
كانت رائحة الزّهور تعبق بخفةٍ مع النسيم العليل المتسلل، وكانت تلك الرائحة غريبةٌ للغاية في هذا الفندق الملعون.
تشبه رائحة هولواي.
رائحة الزّهور في مكانٍ تفوح منه رائحة الدم.
كنت أتشمم الرائحة دون أن أدرك حتى سمعت صوتًا قويًا يهزّ السقف، مما جعلني أرتعش من الصدمة.
كنتُ متوترةً للغاية، أراقب كل شيء بحذر، ولكن لحسن الحظ لم يكن هناك المزيد من الضجيج بعد ذلك.
قبل أن يأتي الوحش، قررت أن أتحقق من موقعي، ففتحت الخريطة.
“ماذا؟ هنا…”
كانت هذه الردهة في الطابق الأول، أمام المخرج مباشرة. توقفت للحظة ثم أغلقت الخريطة.
… لن يفتح، ولكن لم لا أحاول على الأقل؟
سأكون سعيدةً حتى لو وجدت مجرد ثغرةٍ للخروج من هذا الفندق المهجور.
مددتُ يدي في الهواء بحثًا عن الباب.
تقدمت ببطءٍ نحو الأمام، وفجأة فُتح الباب مُصدرًا صريرًا، وبدأ ضوءٌ خافت يتسرب من خلال الفجوة.
هل هذا نوعٌ من التحفيز؟
في أفلام الرعب، قد يموت الشخص إذا تحقق من ذلك، لكن هذا هو الخارج. عليّ أن أتحقق منه ولو لمرة واحدة حتى أتمكن من التخلي عن الأمر.
ربما لهذا السبب يعلم الناس أنهم سيموتون ومع ذلك يتأكّدون.
أخذتُ نفسًا عميقًا وأخرجت وجهي بحذرٍ من الفتحة التي أحدثها الباب.
في تلك اللحظة، دخل الهواء البارد عميقًا إلى رئتي.
كان الهواء باردًا بشكل واضح، والضباب المائي الكثيف المتصاعد مختلفٌ تمامًا عن الداخل.
كان الهواء مليئًا برائحة الفجر ودفء الرطوبة من المطر.
“إنه حقًا الخارج…”
بالتأكيد، كان هذا المكان خارج الفندق.
قد تكون هذه هي بوابة الهروب التي تحدّث عنها النظام.
وحتى إن لم تكن كذلك، فإن مجرد الخروج من الفندق سيشعرني بالارتياح.
غمرني شعورٌ هائلٌ بالسعادة. بمجرد أن شعرت بأنني قد أتمكن من الهروب، فتحتُ الباب على عجل.
اختفى الضباب الكثيف وظهرت أزهارٌ متعددة الألوان، بخلاف الأجواء الرّتيبة للفندق.
على عكس الفندق المغطى بالرعب، كانت الأجواء مختلفة تمامًا في الخارج. على الرغم من أنني فتحت الباب بشجاعة، إلا أنني وضعت قدمي بحذرٍ خارج الفندق.
شعرتُ بأرضيةٍ باردةٍ مبتلّةِ تحت قدمي.
رائحة الأشجار الرطبة ورائحة الأزهار القويّة التي حملتها الرياح.
السّماء الواسعة، الضباب الهادئ، والهواء الخارجي الذي يتسلل إلى أنفي.
“هـ- هربتُ…!”
أخيرًا، لقد هربتُ!
دون أن ألتفت خلفي، بحثت عن المخرج بعينيّ، لكنني صادفتُ شخصًا يحدّق في وجهي مباشرة.
الشخص المألوف الذي كان يجلس مقرفصًا في الحديقة وينظر إليّ بتركيز.
“…”
“هذا مجرد وهم.”
لا يمكن أن يحدث هذا. لا يمكن أن ألتقي بهذا الشخص هنا، بينما المخرج أمامي مباشرة.
حاولت تجاهله والبحث عن المخرج، ولكن مهما بحثت وضربت الجدران، لم أجد مخرجًا.
كل ما كان هناك هو جدارٌ متينٌ مرتفعٍ كحصن.
“لا يمكن…”
أليست هذه بوابة الهروب؟
إذا تجاوزتُ هذا الجدار، سأكون خارج الفندق، ولكن هل يجب أن أكتفي بمشاهدته فقط؟
بينما كنت أنظر إلى السماء بلا حول ولا قوة، فجأة، طارت زهرةٌ باتجاه وجهي.
بوم!
“…”
هذا الوغد.
التصقت بتلات الزهرة المبتلة بوجهي.
“هل لدى الأزهار أجنحةٌ أم ماذا؟”
لماذا هذا السخف.
تمتمت بينما حاولت تجاهله قدر الإمكان. وعندما كنت أحاول نزع البتلات الصغيرة من وجهي، فجأة طارت زهرةٌ أخرى.
بينما كنت أشاهد هذا الشيطان المستفزّ بلا حراك، بدأت أكتب حروف الصبر في عقلي.
إذا اعترفتُ بوجوده، فسيهاجمني مجددًا ليقتلني.
“لا يوجد مخرج…”
بوم، بوم، بوم!
“حقًا! توقّف! لماذا تفعل هذا!”
في النّهاية، لم أتمكن من تجاهل الزّهور التي كانت تهاجمني بشكلٍ متتابع فصرختُ. دون أن أدرك، امتلأت عيناي بالدموع.
والشخص الذي كان يرمي تلك الزّهور لم يكن سوى إكتنرون.
هذا الرجل الذي لم يفعل شيئًا سوى مراقبتي عندما كنت على وشك الموت بيد سيلير.
لا، لقد ساعد في منعي من الهروب.
“…”.
نظر إليّ إكتنرون بحذر.
“سأخرج. هذا كل ما تريد، صحيح! وأيضًا، توقف عن قطف الأزهار بشكل عشوائي.”
إنها الحديقة الوحيدة التي تبدو عاديّةً في هذا الفندق.
عندما أظهرت غضبي بوضوح وبدأت في المغادرة، تقدّم بسرعةٍ وسدّ طريقي.
عندما تراجعتُ بسرعةٍ، مُندهشةً، خدش إكتنرون خدّه بخجل.
بناءً على إعدادات اللعبة، كان إكتنرون يرتدي كمامة، لذا كانت الكلمات التي يمكنه قولها محدودة.
إذًا، كان هذا يعني أنه يقف في طريقي الآن دون أن يتمكن من التحدث.
هل يريد أن يلعب معي لعبة التخمين؟
لكنني لا أريد ذلك.
عندما رأيتُ السيف الضخم على ظهره، امتلأت عيناي بالدموع مرةً أخرى.
رغم أن جروحي قد شُفيت تمامًا، إلا أنني شعرتُ بألمٍ غامضٍ جعلني أحتضن نفسي دون وعي.
تردد إكتنرون، ثم بدأ يلمس سيفه. فأحكمتُ قبضتي على الفور.
“أنا فتاةٌ ساحرةٌ مجنونةٌ تتولّد لديها ثقةٌ غير مبررةٍ عندما تكون على وشك الموت.”
كان لدي عيبٌ كبير، وهو أنني أواصل الحديث، مما يقصّر من عمري.
“…”.
“لدي رغبةٌ قويّةٌ في النّجاة، وأكون بلا رحمةٍ تجاه أي شخصٍ يحاول منعي.”
خصوصًا تجاهك، الشخص الذي حاول قتلي.
لذا، كان هذا تحذيرًا له بعدم محاولة الاعتداء عليّ، ولكن إكتنرون الذي كان يدور بعينيه فجأة أدرك شيئًا وضرب كفيه كما لو أنه استوعب الأمر.
تمامًا كمتفرجٍ يشاهد عرضًا كوميديًا.
إكتنرون جعلني أشعر بالخجل.
“…لماذا تفعل هذا؟”
أنتَ تُثير غضبي.
لم أستطع تحمل هذا الخجل فدفنت وجهي في كفيّ.
اعتقدتُ أنه قد غادر، ولكن عندما رفعت وجهي بحذر، كان لا يزال في مكانه.
لم يغادر، سحقًا.
عندما التقت عينانا، بدا وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة، وبدأ في الإيماء بيديه وقدميه محاولًا قول شيء ما.
حاولتُ بكلّ قوتي فهم حركاته.
ما الذي يحاول قوله؟ لا أفهم.
“هل تقول أنه بمجرد دخولي هنا ستأخذ حياتي؟”
عند تفسير كلامي، بدا إكتنرون مندهشًا وهزّ رأسه بقوة. من تصرفاته، لم يكن يبدو كمن يحاول قتلي.
لذا سألتُ بحذر، مُلاحِظةً تفاصيله.
“هل ستتركني أعيش؟”
هزّ رأسه بنشاط.
عندها لاحظتُ بشكلٍ غامض أن رقبته كانت منتفخة بلونٍ أحمر. بدا الأمر مؤلمًا.
ما هذا؟ هل ضرب رقبته بنفسه؟
لا يوجد هنا شيء يمكنه إيذاء الشياطين.
أم أنّها كانت مشاجرةً بين الشياطين؟
نظرتُ إلى إكتنرون بتوجسٍ شديد. بدا لطيفًا حقًا ولم يكن يبدو أنه ينوي إيذائي.
في الواقع، في اللعبة، بدا كما لو كان يقتل مع سيلير فقط لأنه لم يتمكن من التغلّب على إلحاحها.
رغم أنني لم أرهم منفصلين في اللعبة…
لكنني لم أخفض حذري.
“هل يمكنني الخروج؟”
هزّ رأسه بحماس، لكنه بدا كما لو أنه أراد أن يقول شيئًا آخر.
هذا الجو…
“هل تريد أن تعتذر لي؟”
بدا أن إكتنرون كان ينتظر أن تخرج هذه الكلمات من فمي، حيث أضاء وجهه على الفور.
كاد أن يقتل شخصًا، والآن يريد أن يعوض عن ذلك بكلمة اعتذارٍ واحدة.
مَن علّم الشياطين الآداب يجب أن يُعاقب حتى تسيل دموعه.
أخلاق طلابكَ مثيرةٌ للجدل!
لم أكن أرغب في قبول ذلك، ولا يمكنني صفعه على وجهه، لذا لم يكن لدي خيار.
إذا تصرفت بحريّةٍ أمام الشيطان، فقد يغيّر رأيه ويقتلني، لذا كان من الأفضل ألا أثير أعصابه.
من يمكن أن يكون أكثر صعوبة في التنبؤ بأفعاله من الشيطان؟
بغض النظر عن مرافقة سيلير وبغض النظر عن الأسباب التي دفعته لذلك، هو أيضًا شيطانٌ يقتل الناس.
بالإضافة إلى ذلك، هو الشخص الذي فكّر في شطري إلى نصفين عندما كنتُ أحاول الهرب.
“سأقبل اعتذاركَ. لكن بشرط ألا أراكَ مرةً أخرى. يمكنني المغادرة الآن، صحيح؟”
سأقبل هذا مرةً واحدة فقط.
حقًا، سأجعلكم تندمون جميعًا بشدّة في يوم ما.
عادةً ما تبقى التهديدات داخل النّفس.
“…”
بوجهه المظلم بعض الشيء، ابتعد عن طريقي وبدأ بجمع الأزهار المتساقطة على الأرض واتّجه نحو الحديقة.
ثم بدأ في حفر الأرض وكأنه سيعيد زرعها.
إذا كنت ستفعل ذلك، فلماذا رميتها من البداية وأحدثت كل هذه الفوضى؟
حتى إذا كان يريد الاعتذار، لن تكون الكلمات اللطيفة هي ما يخرج من فم شخصٍ كاد أن يُقتَل.
تجاهلتُ توتّري منه وحاولت فتح الباب.
بوووم!
أُغلق الباب بقوّةٍ بفعل الرياح. نظر إليَّ إكتنرون باندهاش، فبادرت بالاعتذار.
“الريح هي من أغلقت الباب.”
قد يبدو الأمر غير قابلٍ للتصديق، لكنه الحقيقة.
حاولت بسرعة تدوير المقبض قبل أن يغير إكتنرون رأيه، لكنه لم يتحرّك.
آه، أرجوك!
لا أريد الاستمرار في مواجهة الموت والحياة!
أشعر أنه إذا استمر هذا الأمر، قد أرى وجه قابض الأرواح!
[أنتِ على بعد أكثر من 100 متر من هولواي.]
[الرغبة في التملّك تتزايد بسرعة!]
[زاد التملّك بنسبة 11%!]
[زاد الهوس بنسبة 12%!]
[زادت أعراض القلق بنسبة 15%!]
[التملّك أعلى بنسبة 17% من التعلّق!]
[بقي 05:59:59 لسير حياتك الصعبة التي تجذب غيرة الشياطين.]
[سارعي للقاء هولواي لوقف جُنون التملّك!]
“ما هذه النّهاية؟ هل هذه هي النّهاية حقًا؟”
بدلًا من الحصول على إجابة، كل ما كان يُسمع هو صوت عقارب الساعة. وبينما كنت أحاول فتح الباب مرة أخرى للقاء هولواي.
[لا يمكنكِ مغادرة هذا المكان بينما تؤدين المهمة.]
مهمة؟ لكن لم يظهر أي شيءٍ بخصوصها؟
[يبدأ الآن الجزء الثاني عشر من قصّة ‘حديقة أزهار إكتنرون’.
الهدف: حديقة إكتنرون مليئةٌ بالأزهار الجميلة.
إذا تمكنتِ من تسمية 5 أزهار منها، ستحققّين النجاح!
※ إذا حاولتِ تهديد الشيطان إكتنرون ليخبركِ بأسماء الأزهار، سيختفي فورًا.]
[مكافأة النجاح: خاتمٌ أزرق (يمكنه الدفاع ضدّ أي هجومٍ ثلاث مراتٍ فقط.)]
ليس سلاحًا، لكن بما أنني قد أواجه خطر الموت على يد سيلير مرةً أخرى، فإن عنصر الدفاع هو الأفضل الآن.
[في حالة الفشل، ستتحولين إلى زهرةٍ جديدة بعدما يكسر إكتنرون ساقيكِ.]
…هل تريد أن تكون مرعبًا إلى هذا الحد؟
زهرةٌ جديدة؟ هل كل هذه مجرد كلماتٍ رنّانة؟
لهذا السبب لديك مشاكل.
[مرحبًا بكِ في حديقة إكتنرون. يحب زراعة الزّهور في هذه الحديقة الكئيبة والقاحلة في الفندق.
لأن هذا يجعل الفندق المظلم والحزين يبدو أكثر إشراقًا.]
[أنتِ تتحدثين بلطفٍ إلى إكتنرون بجانبه الدافئ.]
حسنًا، حان الوقت للتحدّث بلطفٍ بطريقة مرعبة.