Forest Fairy - Chapter 4
《أعتذر عن التأخير في نشر الفصل. أمل أن ينال الفصل الجديد من الرواية استحسانكم ورضاكم. ♡♡》
تحدث الملك بصوت قوي ومهيب، موجهًا حديثه إلى الجد، قائلاً:
لماذا اخترت أن تجعل من الغابة موطنًا لك؟ هل تجرؤ على معارضة أوامري بعد دخولك إلى الأراضي التي تملكها العائلة الحاكمة؟
أجاب الجد بصوت مليء بالثقة والاعتزاز:
لقد عشت في تلك الغابة لسنوات طويلة، ولن أتركها لمجرد أنها أصبحت مكانًا للترفيه للنبلاء والأثرياء.
ضحك ألبرت بشدة على الموقف الواثق الذي يظهره الجد، بينما عقد الملك حاجبيه قليلاً وعبر عن استياءه قائلاً:
يبدو أنك قد عشت طويلاً جداً حتى بات لديك قدرة على عدم الاكتراث بمصيرك، حتى لو كان في يدي.
فأجابه الجد بشجاعة:
نعم، لقد عشت ما يكفي لأدرك أن إمبراطور هذه الإمبراطورية العظيمة، ثيودور، ليس سوى شخص رديء لا يهتم سوى بجمع الثروات والممتلكات.
رد الملك ببرود:
لا أريد أن أُفسد يومي بقتلك. لكن أخبرني، لما تظهر ضغينة تجاهي بهذا الشكل؟
فقال الجد، صوته مليء بالمرارة:
يبدو أنك لا تدرك من كان وراء انتصارك في حرب الثلاث سنوات. لقد كنت أستحق مكافأة حقيقية، لكن بدلًا من ذلك، جعلتني أتحمل اللوم مكان والد زوجتك. وفي اليوم الذي كان ينبغي أن أحتفل فيه مع عائلتي، كنت مضطراً لدفنهم بدلاً من ذلك!
ما الذي تتحدث عنه الآن؟ هل أنت زيلان؟!
شعر ألبرت بخطورة الحديث بعدما تعرف الملك على الرجل الذي كان يجلس أمامه، وأدرك أنهم يعرفون بعضهم البعض. لذلك، قرر أن يخرج جوليا، التي لم تزل عينيه عنها منذ لحظة دخولها. أحس بشيء يمزق داخله عندما رأى دموعها تسقط بصمت، وهي غير قادرة على الكلام بسبب القماش الذي يقيّد حركتها. ورغم ذلك، بالكاد تمكن من كبح رغبته في أخذ جوليا والخروج بها من هذه الخيمة. لذا اتخذ قرارًا بأن يترك هذه المهمة لصديقه زاك، حيث قال:
_ زاك، أخرج الفتاة من هنا، فلن يبدو أن هذا الحديث مناسبًا لفتاة في مثل سنها.
قوم زاك بتنفيذ الأمر دون أي اعتراض من أحد، عدا عن دموع جوليا التي كانت تسيل على وجنتيها. غادر زاك المكان وهو يحمل جوليا وأخذها إلى خيمة ألبرت، حيث تركها هناك وحيدة ومقيدة. بعد مرور ساعة ونصف تقريبًا، أو ربما أكثر، دخل ألبرت إلى الخيمة ليجد أن جوليا قد غفت وهي مربوطة على الأرض. تمتم ألبرت بعبارات اللوم قائلاً: يا لك من غبي يا زاك. ثم اقترب من جوليا وبدأ بفك قيودها بلطف. بعد أن حررها، حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير بعناية. ثم دنى منها، يمسح على وجنتها برفق، وهمس في مسمعها: من كان ليعلم أن صاحبة هذا الجمال قد عانت الموت بسبب أبي الجشع.
ابتعد ألبرت قليلاً للخلف وجلس على الكرسي وهو يحتسي النبيذ. لم يكن قد انتهى بعد من كأسه حتى بدأ يشعر بالنعاس. منذ وفاة والدته الملكة في تلك الليلة المشؤومة، أصبح من الصعب على ألبرت أن ينام لفترات طويلة. فقد أصبحت أطول مدة نوم تمكن من الحصول عليها لا تتجاوز العشرين دقيقة. وكوسيلة ليستطيع الحصول على هذه الفترة القصيرة من النوم، كان يلجأ إلى شرب كميات كبيرة من الكحول حتى يصل إلى حالة السكر وفقدان الوعي. بعد مرور بعض الوقت، استيقظت جوليا، وكانت تنادي جدها، مما قطع تفكير ألبرت وجعله يوجه نظره نحوها.
آسف يا عزيزتي على هذه الأخبار المحزنة، ولكن جدك قد أقدم على إنهاء حياته. قال ألبرت ذلك بينما كان يتقدم نحو جوليا، التي بمجرد أن سمعته، أصيبت بحالة من الهيجان والعنف، وبدأت تبكي وتصرخ قائلة: كاذب! جدّي… جدّي! لا، جدّي لم يمت… أنت تكذب! لا، لا، لا يمكن أن يحدث هذا، جدّي لا يتركني وحدي!
واصل ألبرت حديثه ببرود وهو يقترب منها ويمسك بيدها، قائلاً: من قال لك إنه تركك وحدك؟ أنت لم تعودي وحيدة، يا جنية الغابة.
نظرت جوليا إلى ألبرت وعواطفها في حالة من الهيجان والانفلات بسبب البكاء، وقالت بصوت متقطع وحزين:
– ماذا تعني بكلماتك المجنونة بأنني لم أعد وحيدة؟ ما الذي تقوله بفمك اللعين هذا؟! ماذا يعني أنني لست وحيدة بحق الجحيم! أريد جدي الآن، ابتعد عن طريقي، سأذهب إليه، ابتعد!
كان كلامها يعكس مشاعرها القوية وصراعها الداخلي، حيث كانت تبحث عن الدعم والراحة في وجود جدها، غير قادرة على استيعاب ما يقوله ألبرت.
أزاحت جوليا ألبرت بعيدًا عنها، ووقفت متوجهة نحو باب الخيمة. لكن لم تتمكن من الخروج، حيث أمسك بها ألبرت بكل قوة وحملها بين ذراعيه. بعد ذلك، وضعها على الكرسي وحاصرها بجسمه، ثم ألقى عليها نظرة مشتعلة بالغضب والخوف، وقال لها:
جدك كان من المشاركين في انتفاضة الإمبراطورية، لكن تم اتهامه زورا بأنه خائن يتعاون مع العدو من خلال نقل المعلومات لهم. ونتيجة لذلك، قرر أهل المدينة الانتقام، فقاموا بقتل عائلة جدك بدافع الغضب، وأحرقوا منزل والدك. لكن لحسن حظك، كانت والدتك في تلك اللحظة في الغابة تجمع التوت مع جدك. بعد أن علم جدك بمصير عائلته، قرر البقاء مع والدتك في منزل الغابة. ولم يمض وقت طويل حتى أنجبت والدتك، لكن لسوء الحظ، لم تعش طويلاً لتراك، حيث فارقت الحياة قبل أن تتعرفي عليها. هذه هي القصة التي رواها لنا جدك. ما رأيك في ذلك؟ هل كنت تعرفين عن هذه الأحداث؟
ظلت جوليا تنظر إلى ألبرت بذهول وهي غير قادرة على نطق أي كلمة. استمر ألبرت في الحديث قائلاً:
قبل أن يقدم جدك على إنهاء حياته بسم بطيء المفعول الذي تناوله، طلب من الملك مكافأته. وكانت المكافأة التي طلبها من الملك هي أن يتم رعاية جوليا دكيهام من قبل العائلة الإمبراطورية. هذا كان آخر طلب لجديك.
جوليا لم تتفوه بكلمة واحدة، بل ظلت تحدق في الفراغ، وبعد فترة من الصمت، بدأت تتحدث بصوت متقطع، وكانت تعبر عن حالتها النفسية المضطربة. قالت: أين جدي؟ أريد أن أراه، خذني إلى جدي.
رد ألبرت بنبرة هادئة، وهو يبتعد قليلاً عن جوليا في محاولة لمنحها بعض المسافة. فقال: لقد أخذوه الجنود ليقوموا بتحضير جثمانه للدفن في صباح الغد. لذلك، من المهم أن تستريحي اليوم.