Forest Fairy - Chapter 1
~مرحبًا، أود أن أشجعكم على تقديم الدعم لي في مسيرتي لترجمة الرواية. إن دعمكم سيكون دافعًا قويًا لي لمواصلة هذا العمل. شكرًا لكم! ~
بينما كانت أشعة الشمس تتسلل عبر أوراق الأشجار الخضراء في الغابة، استيقظت جوليا من نومها على صوت جدها الذي كان يناديها من خارج منزلهما الخشبي. نهضت جوليا بتثاقل من سريرها، ودعكت عينيها بأصابع يدها الطويلة. بعد ذلك توجهت إلى دلو الماء الذي كان يقع في زاوية الغرفة، وغسلت وجهها منه لتستعيد نشاطها. ثم قامت بلم شعرها البرتقالي الذي يشبه لون غروب الشمس، وربطته بشكل عشوائي، واستخدمت منشفة بيضاء لتجفيف وجهها.
هرعت جوليا إلى الخارج بسرعة، متوجهة نحو جدها الذي كان مشغولًا بجني ثمار البندورة التي زرعها مع أنواع أخرى من الخضار والفواكه. اقتربت منه، وقامت بتقبيل جبينه بكل حب وامتنان. ثم انطلقت نحو الغابة بحماس، وهي تتحدث بصوت مبهج يملؤه الفرح: جدي، سأذهب إلى البحيرة التي تقع في قلب الغابة!
رد الجد عليها وهو يراقبها تختفي بين أشجار الغابة الكثيفة: عودي قبل موعد الصيد اليوم، فسيأتي النبلاء للصيد.
فأجابت جوليا من خلف الأشجار، مطمئنة إياه: لا تقلق، لن أتأخر!
♧♧♧♧♧
**القصر الإمبراطوري**
كان الملك ثيودور، الذي يحكم الإمبراطورية العظيمة، جالسًا على عرشه، وقد ارتسم الحزن على ملامحه. كان يشعر بالحزن الشديد على ابنته ألبرت، الذي اختار أن يتنازل عن لقب ولي العهد، ويمنح هذا اللقب لأخيه روبرت. كان روبرت يميل أكثر نحو السياسة ويهتم بها أكثر من اهتمامه بميادين القتال، على عكس ألبرت الذي كان متحمسًا للذهاب إلى المعارك، مما أكسبه شهرة كبيرة في ساحات القتال.
هذا الحماس والنجاح في المعارك كانا السبب الرئيس الذي دفع الملك ثيودور ليعطي لقب ولي العهد لألبرت، بدلاً من شقيقه بترك، الذي اختار حياة العزلة بعيدًا عن ضجيج النبلاء وازدحام القصر، مكتفيًا بالعيش في قصره.
كانت تلك القرارات ترافقها آثار عميقة في الأجواء السياسية والإجتماعية في الإمبراطورية، وأثارت تساؤلات عديدة حول مستقبل الحكم ودور كل أخ في تلك المرحلة الفاصلة.
بينما كان الملك ثيودور غارقًا في شروده الذهني، دخل إدوارد، المسؤول عن شؤون القصر والمساعد المخلص للملك. بدأ إدوارد حديثه بتحية رسمية، قائلاً: تحياتي لجلالة الملك ثيودور. أود أن أعلمكم، جلالتك، بأن الاستعدادات لمسابقة الصيد التي ستقام بين النبلاء قد اكتملت بالكامل.
استجاب الملك بعبوس، حيث عكس وجهه الحزين مشاعره الداخلية، وقال بصوت مليء بالهموم: وماذا عن ألبرت؟ هل سيحضر؟.
أجاب إدوارد وهو يعيد ترتيب نظاراته على أنفه: لا أعتقد أنه سيأتي، فقد عاد في وقت مبكر من الفجر.
تنهد الملك بعمق، وكأنه يحمل همومًا ثقيلة، ثم أردف قائلاً: أخبره أنه يجب أن يحضر المسابقة إذا كان يرغب في التخلي عن العرش.
رد إدوارد بإحترام، قائلاً: أمر جلالتك سيُنفذ.
♧♧♧♧♧
في قلب الغابة، كانت الشمس تتوسط السماء عندما عادت جوليا إلى منزلها. عند وصولها، لاحظت جدها مشغولاً بإشعال النار، حيث كان يعتزم شوي بعض الخضروات التي قام بزراعتها بنفسه.
دخلت جوليا إلى المنزل، حيث قامت بتغيير ملابسها ورفعت شعرها البرتقالي اللامع إلى أعلى، ليكون أكثر ترتيبًا. ثم توجهت نحو المخزن، حيث أحضرت بعض الخضروات التي قطفها جدها في الصباح الباكر، بالإضافة إلى قطع من اللحم المجفف.
بعد ذلك، انتقلت إلى المطبخ وبدأت في إعداد وجبة الغداء، والتي كانت تتكون من حساء الخضروات مع قطع اللحم، وهو الطبق المفضل لدى جدها.
عندما انتهت جوليا من تحضير الطعام، حملت الوعاء إلى الخارج لتقديمه للجد.
كانت جدتها جالسة على طاولة مصنوعة من الخشب، تقع تحت ظل شجرة كبيرة ووارفة. أمامها، كانت هناك كؤوس مليئة بذور الذرة وما لذ وطاب من البطاطا الحلوة المشوية التي تفوح منها رائحة شهية. بينما كانت جوليا تضع طبق الحساء على الطاولة، نادت بانفعال قائلة:
يا جدي، هل سيأتي النبلاء اليوم للصيد في هذه المنطقة؟
نعم، سيأتون.
لماذا؟
لقد تم اختيار هذه الغابة لتكون مكان الصيد هذه المرة.
لماذا تم اختيار هذه الغابة بالتحديد؟
ما الذي يزعجك في هذا الأمر؟ إنه ليس بالأمر الجديد.
نعم، ولكنهم يقومون بقتل الحيوانات البريئة، وهذا سيؤثر سلبًا على توازن البيئة في الغابة!
حسنًا، ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟
لا شيء، يبدو أننا عاجزون عن التصرف في هذا الأمر!
♧♧♧♧♧
في الجناح الغربي، كان ألبرت مستلقياً على سريره عندما سمع صوتاً يطرق على الباب، تلاه صوت إدوارد وهو يقول: سموك معي أمر من جلالة الإمبراطور.
رد ألبرت بصوت متعب ومشحون بالحدة، يتردد صداه في أذنه: ادخل.
دخل إدوارد وقال: تحياتي سمو ولي العهد….
فرد ألبرت بسرعة: ادخل في الموضوع مباشرة.
قال إدوارد: بأمر من جلالة الإمبراطور، يجب عليك الذهاب في رحلة صيد إذا كنت ترغب في التخلي عن منصب ولي العهد.
أجاب ألبرت باختصار: حسناً، اخرج الآن.
فقال إدوارد: طاب يومك سمو الأمير ألبرت.
استيقظ ألبرت من على سريره وذهب باتجاه الحمام. هناك، استحم بشكل سريع ومنعش، ثم خرج من الحمام بعد أن انتعش. قرع جرس الخدمة، وما لبثت أن جاءت الخادمة بسرعة، وقالت بصوت محترم: نعم جلالتك، هل تأمرني بشيء؟
تحدث ألبرت بنبرة أكثر يقظة مما كانت عليه سابقًا، وكان صوته يبدو أكثر برودة، فطلب منها قائلاً: أحضر لي الشاي المعتاد.
ردت الخادمة بإجلال: أمرك جلالتك.
بعد انقضاء بضع دقائق، عادت الخادمة تحمل إبريق الشاي. أخذ ألبرت فنجان الشاي وذهب إلى النافذة ليشاهد الخدم في الخارج أثناء ترتيبهم للعربات الخاصة بالصيد. استند على حافة النافذة وأطلق زفيرًا عميقًا، ثم توجه بنظره نحو الزي الرسمي لولي العهد الذي كان موجودًا بجانب المكتب. وضع فنجان الشاي على الطاولة وبدأ يحدق في الزي بإمعان، بينما كان يمرر أصابعه الطويلة في شعره الذهبي الذي يشبه لون أشعة الشمس الذهبية. تنهد مرة أخرى، وبعدها بدأ يرتدي الزي الرسمي لولي العهد، ثم خرج من الغرفة.