For anyone who hurt my mother - 13
ربما لم تخطط لكل هذا….
لكن القدر نسج لها حكايتها بأدق تفاصيلها…
في النهاية نحن لسنا إلا دمى في قصة أحدهم…
⚜⚜⚜⚜⚜
انتهى اليوم لتغرب الشمس جاعلة من الظلام يكتسي المدينة شيئا فشيئا…. أصوات العصافير المنازعة لبعضها يخفت بهدوء شديد… صوت البوم صدح في المكان مع اختفاء بصمة الزقزقة… انقضى وقت النهار ليحل محله ليل بقمر نصف مكتمل…
الآن هم على مائدة العشاء مجتمعين في طاولة واحدة… حتى الدوق الذي اختفى في الآونة الأخيرة عن المائدة جالس أمامهم… انضمت إيميلي الى المائدة ولأول مرة منذ قدومها للدوقية…
في البداية كانت معارضة تماما لذلك فهي ليست بمستوى الجالسين في المكان… لكن سيلفيا وإيزيل أصرّتا على ذلك بشدة جاعلين حالتها في ارتباك كبير…
منذ البداية لم تكن إيميلي خادمة وكانت وجباتها دائما مع إيزيل وموريانا هذا إذا لم يكن هيروك حاضرا… ففي العادة كان الأربعة فقط من يستمتعون وحدهم بالوجبة دون تدخل أي من أفراد قصر الكونت…
سيلفيا كانت تعلم جيدا هذا وأرادت من إيميلي أيضا أن تنضم لهذه العائلة حتى وإن لم تكن من السجل.. لطالما أخبرتها موريانا أنها محظوظة لوجود إيميلي بجانبها…. لم تدري في البداية ما السبب… لكن الآن أدركت ذلك… أدركت أن شخصية إيميلي مشابهة لشخصية موريانا فكلتاهما تبتسمان حتى وإن مرّا بالصعاب… كيف لا وموريانا هي من ربّت إيميلي منذ أن كانت رضيعة… مفسرة أن والدتها ماتت أثناء انجابها…
أما زين فقد كان مستمتعا بإرباك إيميلي بأتفه الأشياء… شخصيته هذه تبدوا سادية بعض الشيء… ولا ننسى إلين الذي شعر بالراحة في التحدث مع إيميلي… بساطة شخصيتها ولطفها، صدقها الذي بان على وجهها دون التواء جعل قلبه يحتويها ويتعلق بها….
كانت إيزيل ترد على كل إزعاج زين في كل مرة يحاول اللعب بتعابير إيميلي جاعلة منه يبدأ بسخريته مع ابتسامته اللعوبة…
فقط هيروك الذي يتناول طعامه والانزعاج مرتسم على وجهه… تكشيرة وجهه والهالة المظلمة التي حوله لم تسمح لأي أحد بالاقتراب منه أو التحدث معه… حتى سيدته تجاهلته وهذا زاد من غضبه في الداخل… لقد كان حقا! حقا! سعيدا جدا بمعاقبة الفرسان من البشر اللعناء لدرجة أنه كان يستمتع بتعذيبهم…. لكن الآن كل متعته ذهبت للبعيد لأنه ماذا؟ … سيدته الجميلة الصغيرة والذكية حرمته من فعل ذلك… والأسوأ أنها لم تتحدث معه منذ ذلك الوقت…. هو يدرك جيدا أن السبب في هذا هو أنه لم يدربها بجدية في السابق… لقد كان حقا يدربها بشكل صحيح لكنه لم يحتمل القسوة عليها…. وهي لم تكن غبية لكيلا تدرك ذلك…
وجه هيروك العبوس جعل ستيفن يتساءل أمام الجميع عن السبب… في النهاية عندما علم جعل من هيروك سخرية على المائدة لتبدأ مشاجرة سخيفة بين الدوق والآلجيني… في النهاية انتصر ستيفن عليه رافعا حاجبيه تحديا للآخر ورغم تحذير زوجته إلا أنه بقي يعبث معه… لكن الآخر لم يعلم حقا كيف يرد وسيدته تنظر إليه بنظرات تحذيرية…. اللعنة على هذا الدوق الفاسد…. هذا ما فكر فيه هيروك حينها…
كان الجوُّ حول المائدة دافئا… شعور فقدته هي في ذلك المكان… صدق من حولها… ضحكات زين الساخرة والمستفزة… ابتسامة إيميلي… حماسة إلين… ولطف سيلفيا… مناوشات هيروك… وأخيرا إخلاص الدوق…
مائدة خالية من النفاق والغدر… مبتعدة عن أهوال الخيانات… القدر الذي لعب بها ونسج قصتها أفقدها والدتها لكن الآن هو يحاول تعويضها بسعادة أخرى… سعادة لا تستطيع التفكير على أنها مكتملة… فبدون وجود والدتها سعادتها لن تكتمل أبدا… تتساءل هل ستشعر بالسعادة الكاملة إن اكتمل انتقامها… هل الانتقام الذي ستقدم عليه سيريحها في النهاية؟ …
أغمضت عينيها عند بداية تفكيرها السلبي مرة أخرى وعادت للأكل بهدوء… دون أن تدري بأن ستيفن لاحظ كل حركة قامت بها سواء كانت صغيرة أو كبيرة…. لذلك تحدث جاعلا من الانتباه ينصب نحوه:
“إيزيل، لدي شيء أريد التحدث به معك“
رفعت رأسها وأومأت بهدوء سامحة له بالشروع في موضوعه:
“قد يبدوا الأمر حساسا لكن…. إذا شعرت يوما بالوحدة فالجميع موجود“
لم يفهم إلين كلمات والده وباشر قائلا:
“مهلا ، أبي لقد قلت هذا الأمر لأختي إيزيل هذا الصباح، لما تعيد ذلك؟“
رفع ستيفن أحد حاجبيه لابنه الصغير موضحا بأن هذا الطفل يتحدث بالسخافة كثيرا هاته الأيام لتتحدث سيلفيا قائلة:
“إلين ، والدك لم يكن على طاولة المائدة هذا الصباح، أنسيت ذلك؟“
ابتسم زين بخفة بينما شقيقه الأصغر نظر إلى الجميع وكأنه يقول ‘هل أنتم جادون؟’… لقد كانت عادة إلين في التفكير… حماسته الكبيرة أنسته أن لديه والدا في هاته الحياة… في بعض الأيام تصل جرأته لأن يتحدث مع والده وكأنه يتحدث إلى خادمه في النهاية دون أن يعي ذلك… إذا كان زين لديه طابع استفزازي ورثه من والده فإلين ورث كل هاته الحماسة والطيش من والدته… هذا بالطبع تفكير ستيفن الذي نظر لابنه كمن ينظر لشيء لم يعجبه… انزعجت سيلفيا وأردفت قائلة:
“ستيفن ، ما معنى تلك النظرة؟“
اتجه بنظراته نحوها مع ابتسامة خفيفة هادئة مخالفة لنظراته السابقة ليقول بهدوء:
“أشعر أنني أرى شخصا آخر عند رؤية تصرفات ابنك“
مهلا….
هل قلت هدوء…
كلا، اسحبوها الآن… صحيح أنه هادئ لكن كلماته المستفزة جعلت الاستياء يترصد على وجه الأخرى… لتقول بحنق:
“حقا؟ هل هو ابني وليس ابنك؟“
تابع ستيفن عشاءه مدركا أنه جعلها تغضب لكن ذلك جعله يستمتع قليلا وتحدث قائلا:
“سيلفيا ، سيلفيا… لماذا تتهمينني بشيء لم أفعله… لقد قلت أنه ابنك و لم أقل بأنه ليس ابني“
أكل لقمة من شوكته لينظر إليها في نهاية كلامه ويرفع حاجبيه كحركة للاستفزاز… ضاقت عيناها وهي تنظر لتعابيره المزعجة لناظريها ليردف مضيفا:
“لقد لمحت بأنه يشبهك لا أكثر و ها أنت تبدئين مشكلة من اللا شيء“
“لكن طريقتك في قولها كانت تلمح لشيء آخر“
“أنت تتهمينني مرة أخرى“
“ستيفن أنت تستفزني“
“آسف زوجتي العزيزة، و لكني لا أحب أن أجعلك جاهلة فأجبتك بالطريقة المعتادة“
“هكذا إذا ، إلين سأنام معك اليوم“
“حقا؟ … السرير يتسع لك أمي“
هل رأيتم زوجين يتخاصمان بطريقة كهذه… ربما حدث… وكثيرا… لكن هاته كانت المرة الأولى بالنسبة لإيزيل و إيميلي اللتان بقيتا مصدومتين مما يحدث… وهيروك الذي اكتشف أن عادة الدوق لم تسلم منها زوجته أيضا…. بقي يحرك فمه يأكل بهدوء رغم اصغائه لكل ما يحصل…. تنهد زين وتابع طعامه فهو معتاد على شجار طفيف من والديه وخاصة على المائدة… فقط إلين الذي وجد الأمر ممتعا وتابع مع والدته التي رفضت النوم بجانب زوجها…. مرة أخرى نظر إليه ستيفن وألف رسالة انزعاج مرسلة لذلك الطفل الأبله… انه حقا يقصد ابنه… لكن هذا الطفل الصغير كان دائما ما يحرض والدته عليه لذا وجده مزعجا جدا…. زين عندما كان طفلا في مثل عمره لم يكن بهذا الازعاج بل كان هادئا حتى عندما كان رضيعا.. لكن هذا الطفل هو حقا شيء آخر… هل هناك طريقة لاختفائه من عالم زوجته؟ بالطبع لا… ومستحيل طبعا..
في النهاية تجاهل اللعنة التي حصلت ونظر لإيزيل ليكمل ما أراد الافصاح عنه قائلا تاركا إياها تتجمد مكانها:
“الكراهية ليست حلا للشعور بالسعادة النهائية…. كرهكِ لذلك الشخص يعني أنك أعطيته قدرا كبيرا من مشاعر قلبك التي لا يستحقها… لا تتعبي نفسك بملء قدر من المشاعر السلبية على أشخاص لا يستحقون ذلك… فأنت قادرة على أن تكوني أقوى من هذا….”
التجمد كان ردا على كلماته التي أتت بغتة تهاجم دواخلها بأشرس طريقة… ربما لا يعلم ولكن فعلته هذه جعلت شيئا يتقلص داخلها من شدة المشاعر السلبية التي داهمتها… ولم يلبث صمته قليلا إلا وقال جملته التي كانت كالصدى بين أذنيها:
“منذ اليوم … كلا ، منذ أن وضعت قدمك على أرض الدوقية فأنت ابنتي إيزيل“
كلماته جعلت الدهشة تعلوا ملامح الجميع… رفعت رأسها إليه وحبست أنفاسها لما قاله… كانت تعلم أن نهاية كلامه لم تكن هنا وأن هناك المزيد ليتحدث بعد ثواني من توقفه البسيط:
“لا أعلم حقا كيف تشعرين اتجاه الكونت هازل الذي هو والدك، و لكنني أدرك جيدا بأن الكره هو ما يغلف قلبك اتجاهه…”
صمت قليلا ونظر لسيلفيا لدقائق ليبتسم بخفة لها تاركا دهشة على محياها… عاد ناظرا للجميع واحدا واحدا ولكن عينيه لبثت عندها… كان رأسها متدلٍ للأسفل وغرتها السوداء تغطي ملامحها… وضع أدوات الطعام جانبا ووقف قائلا:
“قد لا يكون بيننا الدماء نفسها… قد لا نتشابه في الوجه… قد لا نحمل صفات مشتركة… لكن لا يعني من هذا شيء إذا وجدت المشاعر طريقا بيننا…”
تقدم ناحية كرسيها وجلس على أحد ركبتيه ناظر إلى وجهها المختبئ خلف غرتها السوداء… حركته جعلت الجدية ترتسم على هيروك… تنفس زين براحة مدركا ما يرمي إليه والده… وشعرت إيميلي ببعض الدهشة مع القليل من السعادة لأن كلمات الدوق حركت بعضا من المشاعر داخلها… إلين الذي لم يفهم شيئا بقي ينظر وعينيه مفتوحة على مصرعيها يرمش مرارا وتكرارا في كل دقيقة… سيلفيا التي أخيرا استوعبت ابتسامة ستيفن الأخيرة تنفست بعمق تنظر لزوجها وهو راكع أمام إيزيل…
سحب كرسيها مخلفا احتكاكا بسيطا مع أرضية القاعة، وجعلها تكون مقابله رغم ذلك لم تتحرك ولا حركة صغيرة فقط قبضتها مشدودة عند ركبتيها…
نظر لضغط يدها مدركا منه توترها حول هذا الموضوع ليتحدث بصوت أكثر رقة:
“إيزيل، لقد تحملت الكثير، و شعرت بالخيانة… فقدت سندا كأب… لكن لا تفكري بسلبية… إذا تطلب الأمر مني سأكون بديلا… سأحميك… سأكون سندك… دفئك… صديقك… لكن لا تغرقي نفسك بالكراهية… أخبرتك… إذا خسرت أبا… سأكون والدك… مهما حصل لن أسمح لأحد بإيذائك“
صمت قليلا متنفسا بهدوء رفع يده ليجعلها فوق قبضتها الصغيرة ربت عليها بلطف وأردف متمما:
“إذا كرهوا وجودك هناك… فهذا المكان سعيد لرؤيتك بينهم“
عبارات سالت كاشفة آلمها دفعة واحدة… نظرت إليه وعينيها تحبس ألف قصة وراءها… ربما الحزن اعتلاها أو الخيبة.. لقد كرهت يوما قول كلمة أبي من لسانها… تخلت عن أحلامها لوجود سند كأب بجانبها… لم تفكر في التبني على أنه فائدة لها ولسعادتها وأنه الآن صار لديها واحد أقسم لحمايتها… لم تدرك الأمر جيدا إلا حينما قالها في هذه اللحظة… لكن مشاعر كبيرة لاحت في الأفق… ما أرادت إخفاءه يوما ظهر عليها الآن… لم تكن قوية كفاية لوضع حد لهاته المشاعر…
دموعها حبست داخل حدقتيها غير سامحة إياها بالخروج لكن كلماته التالية كسرت هذا الهدف بالكامل:
“سأكون منتظرا لأن تجدينني الأب الذي تستحقينه…”
قطرة وراء قطرة تخللت بين جفنيها لتسقط على اليد اللطيفة التي تربت على قبضتها الصغيرة… كُسرت حصونها بسبب مجرد كلمات… لكن لم تكن مجرد ذلك…. كانت حقيقة مشاعرها التي صدتها منذ مدة…
“أنا…. أنا….”
صوت مهتز خرج بدل ثباتها السابق… بدا أن مشاعرها ستفصح عنها أخيرا لكن كلماته صدتها عن فعل ذلك قائلا بلطف:
“اششش… لا تقولي شيء… “
أطبقت فمها في كلماته… شعرت أنه يفهمها ويفهم جيدا بأنه من الصعب عليها فعل ذلك… أراد أن تفعلها خطوة بخطوة… في النهاية مد ذراعيه لتستقبله مندفعة تخفي وجهها الباكي عن الجميع وأردف بينما يربت على ظهرها بهدوء:
“لا تفعلي شيئا لا تريدينه… اعلمي بأننا موجودون حينما تحتاجين لمن يؤويك و يفهمك… و تذكري دائما أنك لست وحيدة“
لم تكن الدماء ما يجمع بينهما… ولكنهما كانا كالأب والابنة… لم يفهمها أحد من قبل مثلما فهمها هو… أدرك تصرفاتها قرأ تعابيرها وترجم لغة البرودة من عينيها… في هاته اللحظة رغم أن الوقت لم يكن ملائما لهذا النقاش ولكن رؤية مثل هذا الموقف الدافئ سمح لبعض العبَرات أن تمر من بعضهم… سيلفيا و إيميلي وإلين استسلموا للموقف وانهالت الدموع مع ابتسامات خفيفة على ملامحهم… بينما زين اتكئ بيده على الطاولة وابتسامة سعيدة تشق وجهه.. كان الخدم الواقفين جانبا مبهورون بمثل هذا المشهد وامتلأت أحاسيسهم رهفة وسعادة… منهم من ذرف بعض الدموع دون أن يدرك أيضا… فقط هيروك الذي بقي جالسا والجدية على وجهه… لأن ما يجول في خاطره كان مختلفا عن كل من حوله…
أكملوا العشاء بهدوء رغم محاولتهم اختلاس النظر إليها قليلا لكنها في الناهية تصدهم مبعدة وجهها بسرعة… طريقتها في فعل ذلك وإخفاء احراجها جعل زين يبدأ استفزازه لتعود لشخصيتها الطبيعية حيث تلقي عليه بوابل من الكلمات تجعله يخرس في مكانه… حركتها تلك جعلت ضحك إلين يتعالى وابتسامة إيميلي المجبرة فاقدة الأمل في لباقة الأخرى… غير أن سيلفيا نظرت لستيفن بابتسامة فخورة محركة شفاهها ليفهمها وحده:
“أنا فخورة بك“
ابتسم بخفة على ذلك ورد بنفس طريقتها
“إذا هل ستعودين للغرفة؟“
اندهشت قليلا من ذلك لأنها حقا نسيت الأمر بالكامل لا تعلم ولكن زوجها حقا له تفكير يدهشها… بالطبع هي تفكر هكذا متجاهلة أن تفكيرها أكثر جنونيا من زوجها بالحد ذاته…
********
بعد انتهاء وقت العشاء توجه ستيفن الى مكتبه مرة أخرى فقد كان له عمل كثير من أجل جمع الأدلة ضد الكونت هازل وأخذ وصاية إيزيل منه… خاصة وأنهم لا يدركون الخطوة التالية التي سيقومون بها… بدأ نقاشه مع سيباستيان وكُلًا من كليف قائد فرسان الدوقية، وروج طبيب الدوقية..
“هذه تقارير الطبية حول حالة الآنسة ايميلي جيلسون“
تقدم روج وفي يده بعض الوثائق قدمها لستيفن ملقيا بتقريره الأكثر أهمية في هذا الاجتماع… بالمقابل نظر الدوق للأوراق التي حصل عليها للتو يتفحصها واحدة بواحدة وأضاف روج شرحا لكل ما كتب فيها قائلا:
“لديها أثار من الضرب… ندبات جروح قديمة و حروق جلدية أيضا… ذلك بالإضافة للجرح الحديث الذي أحدثه القتلة قبل أيام“
“همم…. “
“لقد قمت باستدعاء الطبيب الإمبراطوري بطلب من الدوقة من أجل فحصها و استخدام شهادة أصلية موثوقة من قِبل طبيب الإمبراطور“
“هل قبل ذلك العجوز بكل هذه البساطة؟“
ارتبك روج قليلا في سؤال سيده وأردف مجيبا:
“هو وافق و لكنه قال شرطا … “
نظر اليه ستيفن لمحة باردة… كانت نظرة لم تكن موجودة على المائدة قبل ساعات:
“ما هو؟ “
“اممم ، لقد قال بأنه يود رؤية الآنسة إيزيل بدلا من ذلك“
عبس ستيفن في آخر خطابه وحدق بالآخر بنظراته الباردة وكأنه يحاول افتراس طريدته وأقبل متكلما بصوته الحاد:
“ماذا أخبرته؟“
“أنا أنتظر أمرك“
صمت كرد لذلك…. لوقت لا بأس به بقي ستيفن يفكر ببعض الأمور… نظر الحاضرين لبعضهم بارتباك ثم تحدث سيباستيان ليعطيه رأيه:
“سيدي ، ألا يجب علينا أن نجعله يقابلها، لا بأس بهذا، إنها مجرد مقابلة“
“سيباستيان تذكر جيدا بأن السيد جونهاس شخص لا يعلم أحد ما يدور في رأسه ، ربما يقوم بمحاولة أخذ قطعة من الطفلة من أجل تجاربه الخاصة“
تحدث كليف بوجه غير سعيد من الأمر… لأنه جرب معاناة الطبيب المجنون من قبل لذلك فهو يعلم أن أمر ذكر هذا الرجل هو الكارثة بعينها… الطبيب الملكي.. الذي يشاع بأن لديه هوس شديد في الطب… فإنه سوف يفعل أي شيء من أبحاثه..
قيل بأنه في أحد المرات طلب دم سمو ولي العهد من أجل تجاربه… في العادة عقوبة إهانة العائلة الإمبراطورية هي الإعدام… لكن بسبب إنجازاته الكبيرة للإمبراطورية خففوا العقوبة كسجن في المختبر….
هل يعتقد أحدكم أن هذه كانت عقوبة جيدة لمهووس الأبحاث… كلا… العقوبة الأسوأ لشخص مثل هذا سوف تكون الحبس في سجن مجرد خال من كل شيء وليس مختبرا به العديد من العناصر…
لكن هذا هو الحال تحت طلب ولي العهد… فقد وضع آلان شرطا لخروجه وهو أن يجد علاجا لخمسة أمراض متفشية في بعض المناطق في الإمبراطورية دون أن يعاين المرضى فقط عن طريق معرفة الحالات… في النهاية لقد كان محبوسا في مختبره لمدة سنتين وعندما خرج وضع أربعين دواء جديدا في قائمة السوق حول العديد من الأمراض… قد يكون عبقريا لكنه لم يكن سوى مهووس بعمله..
“لن يستطيع فعل ذلك“
نظر الجميع ناحية ستيفن المتحدث هنا متسائلين عن سبب ثقته الكبيرة بما قاله ثم أضاف بابتسامة مسلية:
“بلاكي لن يسمح لأحد بأن يقترب من سيدته طالما هو حي“
كلماته جعلت الراحة تغلف وجه كليف وسيباستيان معا ليتحدث كل منهما بالترتيب:
“أجل ، يمكنني تخيل ذلك“
“أشعر بالأسف على السيد جونهاس“
بحسب ما شاركاه من معرفة حول هيروك وشخصيته فهو بالتأكيد لم يكن ليسمح بشيء… نظر روج طبيب الدوقية بينهم باستغراب، لقد سمع عن هذا الرجل لكنه لم يقابله ولم يرى شخصيته وإلا لكان أنظم لموافقتهم:
“إذا سيدي ، هل ستوافق على شرطه؟“
سأل سيباستيان بعناية طالبا رأي سيده إلا أن ستيفن عبس وأردف بحدة:
“كلا ليس بعد “
“إذا ماذا سنفعل ، نحن لا يمكننا مناداة طبيب آخر يمكنه أن يكون شاهدا قوي بقوة شهادة السيد جونهاس “
سأل كليف وعينيه تطلق جدية على الموضوع… وما خلفه ستيفن وراء هذا سوى قليل من الصمت متحدثا بعدها:
“علي أن آخذ بما قد تقوله إيزيل فقط “
تفاجأ ثلاثتهم من تصريحه الغريب فلم يعتقدوا حقا بأنه سيفعل ذلك لأن الأمر يخص إيميلي وليس إيزيل:
“هل ستخبرها حقا ؟“
سؤال من بين شفاه سيباستيان جعل الآخرين ينظران إلى سيدهم منتظرين رده… في النهاية صمته ونظرته الحادة والباردة كانت جوابا كافيا لمعرفة الإجابة..
بعد قليل من الصمت طرق صغير من الباب يكشف عن زائر جديد لهذه الغرفة..
” تفضل “
بأمر من الدوق أطل وجه جديد لهذا المكتب المكدس بالأوراق… نظرتهم تغيرت ما إن رأوا هوية الشخص… إيزيل…. مع رداء خفيف وشال يغطي أكتافها وعنقها… كانت ترتدي ملابس نومها… تفاجأ أربعتهم من وجودها هنا في مثل هذا الوقت..
“آسفة على ازعاجكم… لكن هل يمكنني الدخول؟“
الحيرة والاستغراب ملء عقل ستيفن لكن لم يبخل عليها وسمح لها بالدخول:
“تفضلي“
دخلت وأغلقت الباب وتقدمت ناحيتهم:
“إيزيل… هل يمكنني أن أعلم ما الذي جعلك تأتين في هذا الوقت المتأخر … هل هو شيء مهم جدا؟“
سأل عندما لاحظ وجهها المضطرب:
“أحضرت شيئا من الممكن أن يهمك“
كلماتها جعلت الحيرة تتغلب على تعابيرهم… في ظل ذلك تقدمت ووضعت ورقة مطوية كان قد مضى عليها الدهر… ورقة بالية… كانت تلك الورقة أحد الرسائل التي تركتها والدتها لها..
لكن ما إن أخذ الدوق الرسالة وقرأها حتى اتسعت عيناه من محتوى الرسالة…. لم يلبث قليلا لتظهر ابتسامة سخرية على شفتيه… حالته الغريبة جعلت ألف علامة استفهام تغزوا عقول الثلاث الآخرين… ومع ذلك فالصدمة لحقت بهم ما إن تحدثت إيزيل عن المحتوى:
“إنها معلومة تفيد بأن امبراطور لوان و الكونت هازل قاموا بعقد ببيع أحجار المانا… أو لنقل بمعنى أدق كان تهريبا… تجارة غير شرعية “
“ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟“
الصدمة…. كانت هذه حالة الثلاثة الذين لم يعلموا حتى الآن أيصدوقون هذا الأمر أم لا..
“آنسة إيزيل ، هل أنت متأكدة من هذه المعلومة؟“
“أجل أنا متأكدة من هذا مثل ما أراك أمامي الآن“
لم يستطع المساعد سيباستيان البقاء في صدمته واحتج محاولا تأكيد ما سمعه، لكن رد إيزيل الجدي أتى بنبرة تخلوا من الدعابة… ولم تتوقف هناك وأخرجت بضع مستندات كانت مهترئة وقديمة بعض الشيء وقدمتها لسيباستيان قائلة مردفة:
“هذه بعض تقارير التجارة الغير الشرعية… لقد حصلت عليها سرا عندما كنت في منزل الكونت “
رمش سيباستيان الذي كان يقرأ المستند ويده ترتعشان فهو لحد الآن لم يستطع استيعاب الأمر.. عبس كليف من صمت الآخر وبقائه جامدا مكانه… صمته وعدم تكلمه حتى الآن جعله يأخذ الأوراق من بين يده وما إن فعل متفحصا إياها حتى تغيرت معالم وجهه وقال بعد أن نظر الى ستيفن:
“سيدي هذه حقا مستندات من الكونت هازل… إنها تثبت حقا نقل أحجار المانا الى امبراطورية لوان“
أحجار المانا… الأحجار السحرية التي تغذي الطاقة … عادة أكثر من يستخدمها هم الخيميائيون لكن بسبب تمكنهم من تخزين الطاقة أصبح من الشائع تداولهم من دولة لأخرى لكن…. ندرة الشيء وأهميته الكبرى لا تسمح لأي تاجر بإخراجه من الدولة دون ختم الإمبراطور… إلا أن الكونت هازل لم يعر للإمبراطور أهمية وقام بجريمة كبيرة أولها ازدراء الإمبراطور وثانيها التجارة الممنوعة…
إن محاولة التجارة للخارج تكون عبر مناقصة كبيرة فإذا تم ختم الإمبراطور فإن الخزينة الإمبراطورية تأخذ من الأرباح %5… لكن بسبب جشع الكونت هازل فالأمر اقتضى على عصيان الدستور الإمبراطوري إضافة لإهانة الإمبراطور بنفسه…
“أعطني اياها بسرعة“
تحدث ستيفن آمرا بتمرير المستند… نظر إليه بهدوء في ظل ذلك تحدث:
“إيزيل ، أصدقيني القول“
رفعت إيزيل انتباهها نحوه لتصغي لما يقوله وأكمل كلامه قائلا بعد أن نظر إليها:
“لما كنت تحتفظين بهذا المستند معك؟… ليس وكأنك كنت تزينين به حقيبتك أو كنت تعلمين بأنني سأتبناك وأحاول جاهدا أن أجد طريقة لتحطيم الكونت“
انتبه جميع الحاضرين لهذا السؤال وانتظروا الجواب من صاحبته في النهاية تحدثت وهي تلعب بيدها تصرفها ذلك أشار إلى توترها:
“…الحقيقة أنه في البداية وجدته طريقة للعيش في ذلك المكان و حينما يحين الوقت أهرب و أقوم بإنتقامي بتدميره… كنت سأجد طريقة لإعطاء هذا المستند ليصل للإمبراطور أو أحد أعداء الكونت و أنت أيها الدوق كنت على رأس القائمة… هذه المعلومات من الممكن ان تساعدني على بداية انتقامي لأمي… كوني موجودة هنا أمامك فهذا يعتبر حظا سعيدا لي حقا“
صمت ناظرا اليها منتظرا كلماتها التالية:
“لو لم أراك في ذلك اليوم… لما كانت ايميلي حية الآن و لما كنت الآن مع خالتي جيون التي كانت أعز صديقة الى أمي “
كانت تمتلك العديد من مشاعر الامتنان التي في قلبها، كانت محظوظة لمقابلته، ومحظوظة لأنه أراد تبنيها ومحظوظة لأنه احترمها وعاملها بشكل جيد… أضافة لأنه أعاد ّإليها شعورها الذي فقدته يوما… أرادت أبا في يوم من الأيام وها هو الآن يعرض نفسه ليكون والدها دون قيد أو شرط…
“أنا أشكرك حقا… لقد قدمت لي الكثير و لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل“
نظر إليها بتعابير هادئة وهي منزلة تمسك ثوبها بقوة.. لم تسمح لأحد برؤية تعابيرها.. كانت دائما ثابتة ولكن أمامه تصبح مجرد طفلة… لم تدري ما هو هذا ولكن شعور غريب لا تعلم أكان جيدا أم سيئا اعتراها… ربما لأنها لم تشعر بوجود الأب يوما فهي تشعر بالغرابة من عواطفها التي ملأتها في الوقت الحالي… في ثانية واحدة تفاجأت وفتحت عيناها على مصرعيها عندما أحست بنفسها تحلق في الهواء لتدرك أن الدوق من وراء ذلك بعد رؤية ابتسامته:
“ما … دوق ماذا تفعل؟، دوق…. أرجوك أنزلني“
احمرت إيزيل حرجا مما فعله ستيفن… ولم تستطع أن تخفي وجهها الأحمر، كان هذا أول انفعال قامت به إيزيل منذ أتت الى الدوقية دون ذكر ما حدث في وقت العشاء… دقائق ووجدت نفسها في أحضانه تجلس على ركبتيه… ابتسم ستيفن وقال وهو يمسح قطرات الدموع المتجمعة بجانب عينيها والتي كانت تخفيها..
“عليكِ أن تعتادي على هذا… بما أنك ستصبحين ابنتي“
“لكن …. “
“همم ، لكن ماذا؟“
زاد احمرار وجه إيزيل ودفنت وجهها في كتف ستيفن لتهمس بصوت منخفض محرج:
“هذا محرج جدا“
ابتسم بشكل مسلٍ من فعلها اللطيف:
“محرج من ماذا ؟“
أشارت إيزيل الى البقية ورأسها مازال مدفونا في رقبة ستيفن لتتحدث ببعض الارتباك:
“لكنهم ينظرون“
من المستحيل أن يتجرأ أي منهم على مواجهة الدوق وخاصة في هاته الحالة… كانوا ينظرون إليهم في البداية بابتسامة خفيفة لتختفي تماما عند محاولة مواجهة الدوق… التفت ستيفن إليهم ليجد كل واحد منهم يتظاهر بفعل شيء… روج الذي ينظر لأحد اللوحات الجدارية يتظاهر بأنه يقوم بتحليلها وسيباستيان أمام مكتبه على الجانب يرتب بعض الأوراق.. أما كليف بقي جالسا مكانه إلا أنه يتصفح بعض المستندات… هم يدركون جيدا بأن مواجهة الدوق وخاصة بابتسامة منه سيكون أشد خوفا من مواجهته ببروده… ألا يذكركم بشخص…. أجل إنه زين… ذاك الشبل من هذا الأسد يا سادة… فما شابه أباه فما ظلم…
أدرك حركاتهم بنظرة واحدة منه إلا أنه تجاهل ذلك وعاد لينظر لإيزيل قائلا باستمتاع:
“لا يبدوا كلامك صحيحا، انظري اليهم هم لا ينظرون إليك“
رفعت رأسها ونظرت إليهم وقالت ببعض الشك:
“هل تقول بأنهم في هذه الغرفة لن ينظروا الينا؟“
شعر ثلاثتهم بالارتباك من كلامهما وأردف ستيفن دون أن ينظر لأي منهم:
“من قد ينظر باستخفاف الى ابنة الدوق سبينسر؟ جميع من هنا لا يستطيعون أن ينظروا إليك باستخفاف“
“لكن سأكون مجرد طفلة مدللة هكذا…”
تحدثت ببعض الارتباك ليخفت صوتها شيئا فشيئا في نهاية كلامها جاعلة من ستيفن فقط هو من سمعها.. اتسعت ابتسامته ليقول بلطف:
“منذ متى إيزيل تسمع لما يقوله الناس و يتحدث عنها ؟“
احمر وجهها خجلا من هذه الكلمات لأنها نفس العبارات التي قالتها لهيروك في اليوم الأول لها هنا… وأقصد بذلك يوم استيقاظها… علم ستيفن أنها قالت ذلك ليتركها تنزل… لكن مضى قليل من الوقت لتقول:
“لقد جلست قليلا… إذا ألن تسمح لي بالذهاب“
“حسنا ، ليس حتى نناقش ما بدأت به“
“ما رأيك أن تتركها يا حضرة الدوق “
مع نبرة غير لطيفة تنتشر هذه الكلمات في المكان… تفشت هالة مخيفة في الأجواء.. كان ضغطا قويا على المكان وخاصة على روج وسيباستيان الغير مدربين على تحمل شيء كهذا… كما عانى كليف قليلا من هول هذا الضغط القوي، كان يعلم بأن قوة هذا الشخص تفوقه وها هو الآن يتأكد على تجربة خاصة… بينما ابتسم ستيفن بمتعة وهو ينظر للشخص صاحب الصوت:
“أراك أتيت سريعا بلاكي“
ابتسم هيروك ابتسامة كانت تخالف ما كان يقوله من كلمات دامية:
“أعتقد بأنك تود الموت أيها الدوق… أليس كذلك، ألم أخبرك ألا تلمس سيدتي… أيضا لا تنادني باسم الجرو اللعين“
اعتقد روج الذي لم يستطع استحمال الضغط الذي خلفه هيروك أن تلك ابتسامة كانت من شيطان حقيقي…
“أوه ، ألا تعلم بأن سيدتك هذه هي ابنتي يا بلاكي“
“أراهن بأنك لا تتذكر بأنها لم تصبح ابنتك بعد“
“لا يهم هذا لأن إيزيل وافقت على ذلك “
كان الاثنان يتبدلان الكلمات بطريقة غير محترمة للآخر وكان أكثرهم تمردا هو هيروك الذي كان منزعجا أكثر بسبب أنّ سيدته تجلس في حضن رجل مثل هذا الشخص… هو لا يحبه ولا يطيق رؤيته… لكنه يتحمل فقط من أجل سيدته.. أجل.. ولا أحد غيرها… فقط من أجل سيدته…
“هيروك ……. “
تفاجأ هيروك الذي سمع صوتا لم يكن يستطيع أن يتجاهله… نظر باتجاه إيزيل التي كانت عيناها تلمعان ببريق قرمزي قاس وقوي وأردفت بلهجة آمرة:
“أوقف هذا حالا… هذا أمر“
بأمر من إيزيل أوقف الضغط الذي كان يخلفه على الغرفة… وتنفس روج بوتيرة أسرع… نظرت إيزيل الى كل من سيباستيان وروج اللذان يستعيدان تنفسهما ببطء وحذر…
“هل أنتما بخير؟“
نظرا الاثنان اليها بتوتر وقالا معا:
“نحن بخير لا تقلقي“
“لا يبدوا ذلك صحيحا“
“كلا ، أبدا … نحن بخير ، لقد كانت قوة السيد هيروك قوية على أشخاص ذو مانا ضعيفة مثلنا“
بعد كلام سيباستيان الصريح أعادت إيزيل نظراتها القاتمة نحو هيروك الذي ارتجف وقالت بصوت منخفض يتخلله بعض من الضغط المتمحور حول هيروك فقط…
“هيروك ، فكر في الناس الذين حولك قبل أن تنشر هالتك في المكان“
نظر هيروك بين إيزيل وستيفن… كان يرى الابتسامة المستفزة من وراء سيدته جراء ذلك ازداد غضب هيروك وضغط على أسنانه… كادت أن تفلت هالته منه من شدة الغضب ولكنه أمسكها عنده لسبب واحد: …
“هيروك “
نادت إيزيل عليه بتعبير حاد كتنبيه لنظراته وعدم استجابته لكلامها الأخير… تنهد هيروك في النهاية وقال مجبرا:
“حسنا “
بقي هيروك جانبا بعيدا عن المجموعة ليصغي لكل هذا الاجتماع… وفوق كل هذا هو لا يزال غاضبا مما يراه… إيزيل لم تنزل من حضن ذلك الرجل الذي لا يطيقه… وهي الآن تتحدث معه غير آبهة له… بالرغم أن الأمر كان محرجا بالنسبة لها في البداية لكنها بدأت تعتاد في هذه اللحظة… واصلت توضيح الأمور ومناقشة كل ما احضرته…
“الوقت متأخر ، يجب عليك الذهاب الى غرفتك“
“أوه؟… حقا لم أعتقد بأن الوقت ذهب بسرعة “
نزلت إيزيل من حضنه وقالت مودعة إياهم:
“حسنا ، أراكم غدا ، تصبحون على خير“
“ليلة سعيدة ” (ستيفن)
“تصبحين على خير آنستي” (سيباستيان)
“أحلاما هنيئة” (روج)
“عمت مساء ، يا آنسة” (كليف)
ابتسم الثلاثة معا لها وردوا على تحيتها
“شكرا“
التفتت للذهاب لكنها توقفت عندما سمعت صوت ستيفن:
“هناك أمر آخر… “
يتبع……….
********************
انتهى الفصل
فصل يحوي على أكثر من 3900 كلمة…
علاقة الدوق الجميلة بإيزيل….
في البداية لم ألمح لمثل هذا بل تركت علاقتهما غير واضحة غير أنني شعرت بالنقص هنا فكان عليّ توضيح الأمر…
لا أنكر أنني بكيت حين كتابتي لبداية الفصل…
و أكثر ما أعجبني في ما كتبته هو جملة حطت عيناي عليها:
ـ إذا كرهوا وجودك هناك… فهذا المكان سعيد لرؤيتك بينهم
و أنتم ما رأيكم؟
في هذا الفصل تم ذكر شخصية جديدة و هو الطبيب الإمبراطوري…
مهووس بالطب لدرجة كبيرة…
رأيكم بعقاب ولي العهد؟
إيزيل و البطاقة الرابحة…
هيروك و الدوق؟؟؟
يتبع……..
رابط الرواية على الواتباد:
ستجدون تسريبات الفصول السابقة على حسابي على الأنستغرام: