For anyone who hurt my mother - 12
الصداقة شيء جميل…
فقط تحتاج إلى أشخاص يعرفون معنى الوفاء وليس المصلحة…
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
ما حدث في منزل الكونت لم يعرفه أحد في الخارج… لقد كان دائما أمرا مطلقا على الجميع إخفاء أي شيء يتعلق بها… لم يجرأ الخدم فعل أي خاصة أن بعضا منهم هم من يقومون بتهميش الطفلة وجعلها تحت رحمتهم… ربما الفكرة الحقيقة أن هذا ما يفعلونه مع إيميلي وليس إيزيل… لم يجرؤوا على لمسها.. نظرة واحدة منها كانت كفيلة بجعلهم يشعرون أنهم تحت المقصلة… فكل ما حصل حصل بعدم وجود والدتها.. موريانا كانj كالدرع أمامهم وإذا كان في وجودها لم تسمح لأحد بلمس أي منهما … لكن بفراقها زاد الأمر على إيميلي التي خلف ذلك لها ندوبا على جسدها وقلبها جراء الخيانات المتكررة من الخدم… الرحمة لم تكن تبرز من قبلهم.. منظر الشفقة هو من أقذر ما تم وصفه من قبل إيزيل… وكان هذا ما عاشته إيميلي بغياب إdزيل التي تم سجنها في القبو في رطوبة الجو….
لكن ما سمعته من هانا جعل النظرات الباردة تغطي ملامحها… تحدثت عن أمر لم تخبر به أحد من قبل… وإذا كان هناك من يعلم بما جرى فسيكون الدوق والدوقة وزين وإلين وسيباستيان… لم تكن تريد لأحد أن يسمع عما حدث معها.. فقط رؤية الشفقة من عيونهم جعلها تشعر بالتقزز والاشمئزاز… لكن نظرات هانا المحترمة لم تسمح لها بأن تعطيها ردا غير لائق… وبقيت هادئة رغم برود نظراتها…
. . .
والآن بعد شرح موجز من قبل هانا تغيرت النظرة الباردة قليلا وأصبحت أقل حدة…
رفعت إيزيل كأسها لترتشف قليلا من الشاي… في ظل ذلك انتظرت هينا ردها وهي تنظر بنظرة جدية الى إيزيل… بينما بقيت الفتاة الأخرى تشعر وكأنها حمل زائد على هذه المائدة… مدة قصيرة حتى فتحت شفاهها قائلة:
“إذا أنت فرد من عائلة بلادون التي لها ميزة الاستبصار… و قد رأيت بعضا من ذكرياتي و معاناتي مع أمي و إيميلي في منزل الكونت…”
“أجل هذا بالضبط ما قلته”
قدرة مميزة لم توجد منذ عدة قرون… قدرة عجيبة سرية لعائلة بلادون… قدرة تجعل مستعملها يقرأ ذكريات بعض الأشخاص سواء كانت جيدة أو سيئة.. لكن العجيب في هاته القدرة هو أن ظهورها لا يأتي إلا دلالة على شيء مهم… يقال بأن ممتلكها لا يستطيع السيطرة عليها وأن الأمر وما فيه أنها تأتي على شكل أحلام واقعية…
لكن إيزيل كانت تفكر في القدرة بنحو آخر وسألت بعد التفكير مليا:
“هل تستطيع هذه الميزة من رؤية حياة شخص آخر من حين لآخر متى أردت؟”
استغربت هينا قليلا وأجابت بعد تعديل وجهها الذي لم يطابق فتاة نبيلة:
“كلا، ليس كذلك… هذه الميزة لا يمكننا التحكم بها إنها فقط تأتي على شكل حلم لا أكثر… ليس بالضرورة أن نقابل الشخص مسبقا قبل ذلك… أنها لا ترينا حياة ذلك الشخص بل مقتطفات فقط من حياته… إنها كجزء صغير”
“همم … فهمت”
همهمة صغيرة خرجت من شفاهها وهي تستمع اليها بهدوء… حركتها جعلت الاستغراب يعلوا وجه الاثنتين محاولتين فهم مقصدها…وسألت مرة أخرى:
“من أيضا يعرف بهذه الميزة؟”
“أوه ، أن هذه الميزة سرية جدا لعائلتنا فقط الدوق و السيد الشاب من يعرفان بهذا؟”
تفاجأت إيزيل ونظرت اليها باستغراب وحيرة وسألت مع عقدة صغيرة بين حاجبيها:
“لكنك أخبرتني أنا”
“أوه بشأن هذا ، الآنسة شخص جيد لذا أنا أعرف جيدا بأنك شخص أمين لهذا السر”
رمشت إيزيل في محاولة فهم كلامها وقالت بفضول شديد:
“لماذا تثقين بي كل هذه الثقة؟… أنا حتى لم أصبح ابنة الدوق بشكل رسمي “
ابتسمت هينا بشكل مشرق وأجابت بصوت واثق:
“الآنسة شخص موثوق…لأنها لن تؤذي أي شخص بدون سبب ،وما رأيته في حلمي أكد لي ذلك…لذا فأنا اثق بك “
صمتت كرد على قوتها في الاقناع… لم تعتقد يوما أن هناك من سيثق بها فقط هكذا وبكل بساطة ويأتمنها على سره… شعرت بالخجل فأبعدت وجهها كعادتها علامة على ذلك.. في النهاية تنهدت وارتشفت الشاي بهدوء ونظرت للفتاة التي أمامها:
“بالمناسبة ، هل يمكنني أن أعرف من تكون هذه الفتاة؟……”
ارتبكت الفتاة كثيرا ما ان شعرت بنظرات الأخرى الحادة تعود إليها… ارتجافها ذاك جعل إيزيل تتذكر جملة زين في ساحة التدريب سابقا… تنهدت ما إن تأكدت أن ما قاله صحيحا… وضعت هينا يدها على كتفها لتهدئها وأجابت هينا بدلا عنها
“هذه الطفلة تدعى سيرين ميهارا… إنها حفيدة مربيتي لذا فهي شخص يمكنني الوثوق به كما أنها تعلم عن هذه الميزة”
“تـ …تشرفت بمعرفتك آ آنستي”
تردد خرج من شفاهها الصغير وتعثر صغير في كلماتها… بقيت نظرات إيزيل ثابتة عندها لتردف قائلة:
“أنت نفس الفتاة سابقا”
مدة التحديق في وجهها سمح لها بالتذكر بأنها كانت الفتاة نفسها التي سألتها عن حلمها كفارسة… ربما لأنها لم تدرك في البداية لأن الحديث آل لأمر آخر…
أومأت الفتاة سريعا ردا على السؤال.. ونظرت إليها إيزيل وكأنها أرنب صغير… استمتعت قليلا بخوفها.. قد تبدوا أفكارها سادية لكنها أحبتها…. أحبت إيزيل بساطتها كثيرا… بالرغم من أن لديها تشابها بسيطا مع إيميلي إلا أنهما مختلفتان… فإيميلي تحمل الثقة بنفسها عكس المرتجفة أمامها… اعتقدت أن وجود أرنب صغير مثلها شيء جيد…
“سيرين… “
“آه… “
نطقت باسمها مجردا لتفاجئ الفتاة وتندهش من الأمر الذي أتى مباغتا ودون سابق إنذار.. نظرت بعيني إيزيل حيث كانت تنظر اليها مباشرة… نظرت الى العينين القرمزيتين اللتين كانتا لهما توهجا خطيرا ولكنه كان لطيفا ايضا… من السخرية أن يمتزج شيئان في نفس الوقت على نظرة شخص واحد… لكن الأمر بدا لها هكذا…نظرت لعينيها وكأنها غارقة في دوامة من بعد آخر… للحظة اعتقدت بأن عينيها لا تظهر أبدا ما بداخلها… عميقة… لا أحد قادر على قراءتها بسهولة…
فزعت سيرين ما إن لاحظت جرأتها وأنزلت رأسها سريعا قائلة بارتباك:
“آسفة لم أقصد “
كانت سيرين تعلم أن هذا كان فعلا وقحا بأن تحدق في أسيادها مباشرة… ارتعدت وأغمضت عينيها بقوة ظنا منها أنه سيتم توبيخها لكن كلمات إيزيل التالية دمرت كل سلبياتها:
“هل يمكنني مناداتك هكذا؟”
رمشت سيرين عدة مرات ولم تستطع استيعاب ما قالته إيزيل… تحدث هانا بلطف مفسرة:
“سيرين ، إنها تطلب منك المناداة باسمك دون رسمية”
“أه…حـ…حقا… لا بأس في الحقيقة…أنا حقا أتشرف بذلك كثيرا… آنسة”
“مهلا ، لا تناديني آنسة… ناديني إيزيل فقط”
تحدثت سريعا بعبوس شديد ما إن سمعت كلمة آنسة… هي حقا تكرهها… لطالما كانت إيميلي تناديها بها منذ شهر ولم تتوقف حتى الآن… ورغم مناشدة إيزيل المستمرة إلا أن إيميلي لم تتراجع حتى الآن… وذلك أزعج إيزيل كثيرا… ارتبكت سيرين لتحاول فعل ذلك قائلة بصوت ضعيف:
“آنسة إيزيل… “
لم يتغير من الأمر شيء وكرد فعل رمشت عدة مرات… في اللحظة التالية وضعت كأس الشاي الذي كان معلقا على يدها وتحدثت بهدوء:
“سيرين… ناديني بإيزيل فقط ، لا تناديني بالألقاب… حسنا؟”
لم تفهم مغزى إيزيل من حديثها.. كان من المخالف للقواعد أن ينادي الخادم أسياده بأسمائهم وذلك أربك سيرين كثيرا… ثم تدخلت هينا لتوضح الأمر:
“سيرين … “
“آه؟؟؟… “
“إن الآنسة تريد منك أن تصبحي صديقتها “
ابتسمت هينا في وجه سيرين وهي توضح الأمر ثم التفتت الى إيزيل وأكدت بسؤال موجه للأخرى
“أليس هذا صحيحا آنستي؟”
تجنبت إيزيل بخجل نظرات هينا التي ضحكت من تصرفها هذا، بينما كانت سيرين مندهشة… لا بل مصدومة من الطلب الغير مباشر لإيزيل…وقفت مندهشة لتجعل من النظرات الحائرة تترصدها من قبل الحاضرين… انحنت بسرعة لإيزيل وقالت بتوتر ممزوج بالانتعاش والفرحة:
“شكرا لأنك أردتِ أن تكوني صديقتي ، و يشرفني ذلك آنسة إيزيل”
ارتبكت إيزيل قليلا ونظرت تلقائيا مطالبة إياها بشرح الى هينا التي بادلتها النظرات.. بالتالي هزت هينا كتفيها بلا حيلة مقرة بأن هذه هي تصرفاتها المعتادة… فهمت إيزيل مضمون الرسالة وتنهدت… دلكت صدغها ببعض التعب ورفعت رأسها مردفة بصوت لا يقل برودة عن سابقه:
“سيرين … ارفعي رأسك من فضلك”
ارتبكت سيرين ورفعت نفسها لتستقيم… نظرت الى عينا إيزيل بتوتر بعد قليلا من صمت واصلت إيزيل كلامها:
“أنا أريد صديقة متساوية لي… لا أريد أن يكون بيننا أي حاجز مثل آنسة و خادمتها أو ابنة دوق و ابنة بارون… بين أميرة و عامية… من الأفضل أن نجتاز مثل هذه الحواجز… لأنني لم أثق بأي أحد بتلك السهولة وجدت بساطتك أفضل من نفاق بعض من جربتهم في السابق… من الصعب أن تجد صديقا وفيا في عالم لا يملئه سوى الغدر و الخداع… المكانة لا تهمني ، أنا لم أرد أن أصبح ابنة الدوق من أجل أن أحصل على المكانة و الثروة ، أنا أريد أن اكون صديقة فقط ، كونك سيرين فقط و كوني إيزيل فقط”
انتشر الصمت في أرجاء المكان… في ظل ذلك كانت سيرين واقفة تشاهد إيزيل التي لا تتجاوزها بالكثير في العمر… كلماتها كانت أقوى من أن تقولها طفلة بعمرها لكنها كانت مؤثرة جعلت أحاسيس سيرين تهتز… سيرين التي لا طالما انتقصت من نفسها… كانت دائما ما تقول ان لا شيء يمكن أن يستحقه شخص مثلها… وجدت نفسها الآن أنها تريد أن تستحق أن تكون صديقة لهذه الفتاة التي أمامها…
شدت قبضتها وقالت بنظرات جادة مخالفة لما كانت عليه في البداية:
“يشرفني ذلك ، كلا بل أود ذلك يا إيزيل”
وقفت إيزيل ونظرت إلى سيرين بنظرات أرق من السابق قائلة:
“يكفيني مناداتك لي بإيزيل فقط… و شكرا لقبولك طلبي”
“لا بل يشرفني ذلك… إيزيل”
أجابت مع ابتسامة شقت وجهها والفرحة عمّت قلبها الصغير:
“من الجيد أن تكوني على طبيعتك “
رفعت حاجبا بعد رؤيتها لشخصيتها الطبيعية تبرز شيئا فشيئا… ابتسامة خفيفة ظهرت للحظة طفيفة استمتعت بها كل من هينا وسيرين… هينا التي نظرت مليا الى إيزيل كانت تشعر بالألم الذي كان يلازمها… الابتسامة التي بالكاد ظهرت على محيها تعابيرها الرقيقة تظهر ألف كلمة… موقنة جدا بأن إيزيل ستكون أجمل إذا ابتسمت بشكل صادق…
********
في مكان آخر في إمبراطورية كارتا جلست تلك الطفلة ذات الشعر الذهبي البارز تحت عيون الحاضرين على الطاولة المعدة لحفل الشاي كانت الشخصية الرئيسية للحفل… مع جلسة أنيقة ووضع فخم كان يبرز للمشاهد أنها لم تكن أي شخص عادي وإنما ذا مكانة رفيعة…. حيث مقعدها الذي ترأس الطاولة طاف حولها فتيات النبلاء المقاربات لأعمارها يلتصقون بها وكأنهم علكة صعبة المضغ… الضوضاء منتشرة من كثرة الثرثرة التي خلفتها هؤلاء الفتيات … لم يتركوا شيئا لم يقولوه.. بدا لها أنهن قادرات على تعرية الشخص لمعرفة ما فيه من رأسه لأخمص القدمين…
“سمو الأميرة أنت جميلة اليوم جدا… من اين اشتريت هذا العقد… إنه رائع”
“لا أعلم… أحضره لي أخي عندما كان في أحد مهامه”
“وااو ، سمو ولي العهد أخ حنون جدا”
قلبت عينيها بانزعاج لردود أفعالهن المزعجة، في كل مرة يسألونها كانت تتحدث بصوت فاتر… إلا أنه حين ذكر شقيقها يصبحن مثل العاهرات… أستسمحكم عذرا.. ولكن هذا تفكيرها حقا…. وااو، كم هو بريء عقل هاته الأميرة الصغيرة… منذ البداية مجيئها إلى هنا لم يكن بإرادتها بل بسبب إلحاح مربيتها وها هي تدفع الثمن على موافقتها في النهاية…
“إذا يا سمو الأميرة كيف حال سموه الآن؟”
فتحت فتاة تبدو بعمر الرابعة عشر من عمرها… موضوع ولي العهد مرة أخرى… التفتت إليها الأميرة بعيون غير راضية إلا أن الأخرى لم تأبه لذلك… فقد كانت تمتلك نظرة واثقة وابتسامة متكبرة جعلت من الأميرة تشعر بأذى في عيونها من شدة تحديقها بواسطة تلك المتغطرسة… كانت تدرك هويتها جيدا… ابنة الماركيز كوليز الآنسة “ليانا كوليز“… أحد النبلاء الذين في فصيل ولي العهد…
أما الأميرة التي أمامهم ذات الشعر الذهبي المموج قليلا مع عيون خضراء زاهية والبشرة الحليبية بشفاه حمراء صغيرة وأنف صغير مع حواجب مرسومة بدقة وتفاصيل وجه جميلة هي في الواقع “إبينيا فلوين كارتا” شقيقة ولي العهد…
ليانا كوليز كأي فتاة نبيلة من فصيل ولي العهد تسعى خلف ولي العهد لتجلس بجانب مكانه كصورة ولية العهد… أي الامبراطورة المستقبلية…. يمكن القول بأن أكثر من نصف فصيل ولي العهد يسعون خلف هذا اللقب من أجل التقرب من العائلة الامبراطورية… وعلو مكانتهم…
إبينيا بدورها لم تحب جميع هؤلاء الفتيات اللواتي أمامها إنهن فقط يسعيِْن خلف آلان ولا يريدون مصادقتها… إنهن يستخدمنها همزة وصل من أجل الوصول الى المركز الأعلى… شعرت بالملل كثيرا من مشاهدتها لمثل هؤلاء الأشخاص المنافقين الذين لم يهتموا بها ولا بمشاعرها…
‘اللعنة عليهم و على من علمهم الصدق… جميعهن منافقات… يعتقدن بأنهن يستحققن التحدث معي و هم لا شيء… انتظروا سوف أريكم … لن أسمح لأي منكم بأن يقترب من أخي…‘
أفكار سلبية ملأت عقلها الصغير… تريد الخروج من هذا المكان الجحيمي… لم تستطع أن تفتعل أي مشكلة أخرى لأنها وعدت مربيتها بأنها ستقف في صف أخيها وألا تعكر من الجو بينه وبين حلفائه لأجل اعتلاءه العرش..
نظرت عن كثب في عيني ليانا كوليز اللتان كانتا تشعان بالغطرسة والتكبر… كانت فقط ابنة ماركيز ولكنها الآن تنظر للأميرة وكأنها ملكة العالم بأسره… للتو هل سألتها عن حال شقيقها؟ …
فلتذهب للجحيم…
هي حتى لم تسألها عن حالها وتساءلت عن أمر شقيقها….
هل تعتبرها مهزلة؟ …
ما الأمر مع هذه اللعينة التي أمامها؟
تقسم أنها بالكاد تحاول ألا تقفز عليها محاولة شدة شعرها بقوة أو محو الابتسامة السخيفة التي تريها إياها….
تنفست قليلا محاولة إبعاد الأفكار السلبية عن رأسها ورسمت ابتسامة مجبرة مجيبة إياها على قدر سؤالها لكنها لم تستطع إذ بلسانها الغبي يتفوه بأكثر من المطلوب:
“هو بخير ، لقد ذهب قبل ثلاثة أيام الى مهمة أخرى خارج العاصمة “
“همم مم ، أرجوا له رحلة آمنة “
كانت لليانا ابتسامة مشرقة تعاكس قلبها الأسود الذي في داخلها…
منافقة…
هذا ما اعتقدته إبينيا بحق هذه الفتاة…
“أوه… لقد تذكرت أمرا… هل سمعتم بآخر الاخبار؟”
” ما هي؟؟”
“تحدثي بسرعة… أشعرتني بالفضول”
فتحت أحد الفتيات موضوعا آخر للنقاش… تسلل الفضول للفتيات الأخريات بينما أخذت إبينيا كأس الشاي وارتشفت غير مكترثة لما يحدث.. لا بد أنها نميمة أخرى…
“ابنة الكونت هازل الكبرى… أقصد ابنة أميرة لوان “موريانا رون لوان”… قد تخلت عن عائلتها و اصطحبها الدوق سبينسر الى قصره”
تفاجأت جميع الحاضرات وألقين بأنظارهن نحو إبينيا التي تجمدت مكانها… فهي لم تكن تعلم بهذا الأمر… وضعت إبينيا الكأس بسرعة وسألت جاعلة من المتحدثة ترتبك قليلا:
“ماذا تعرفين أيضا؟”
“أوه … أ أجل ، لقد سمعت بأن الدوق وجدها ملقية في الغابة الشرقية هي و خادمتها التي تم ايجادها مطعونة بسكين… قيل بأنه تم بعث أفراد من الملثمين من أجل قتلها… كانت محاولة اغتيال واضحة”
“انتظروا… ما الذي كانت تفعله ابنة الكونت في الغابة الشرقية دون حماية؟”
“أجل هذا غامض حقا… “
“أوه ، حقا … لقد سمعت ذلك من والدتي… و سمعت أيضا بأن والدتها ماتت قبل ثلاثة اشهر من الآن… يبدوا أن الكونت لم يعتني بابنته الوحيدة من زوجته الأولى”
“مسكينة هذه الفتاة”
“لقد قرر الدوق بأن يتبناها ، المحكمة ستقرر بعد شهر من الآن”
فتح الجميع أفواههم بصدمة من هذا… فالحظ الذي ارتبط بابنة الأميرة موريانا كان قويا….
“أوه ، يا لها من محظوظة… كم وددت أن أكون في عائلة الدوق سبينسر؟”
أحد الحالمات بينهن تتخيل الأمر عن نفسها لتردف أخرى بتهكم:
“مهلا ، ألا يكفيك كونك ولدت من عائلة نبيلة و لم تولدي عامية؟… كم أنت جشعة”
“الجشع ليس عيبا “
التفت الجميع نحو ليانا كوليز التي تحدثت بثقة وصمتوا في تعبيرها… واصلت بينما توجه نظراتها الحادة نحو إبينيا لتعطيها ابتسامة أفعى تحاول اصطياد فريستها:
“من الجيد أن تطمح للوصول الى مكان لا يستطيع غيرك الوصول اليه”
أما الأخرى عقدت حاجبيها بعبوس… لم تعجبها كلمات ليانا التي كانت تحاول قول شيء ما لإبينيا…
‘تريدين أخي؟… على جثتي… انتظري وسوف أجد لأخي من تستحقه أكثر منك…‘
بعد انتهاء حفل الشاي عادت إبينيا الى قصرها مع مربيتها… في منتصف الطريق بينما هم داخل العربة كانت تنشر عبوسها في الأرجاء.. تحدق في مربيتها وتكاد تخترق رأسها بتلك النظرات الحارقة … تنهدت المربية لتسألها عن حالها:
“ماذا بك سمو الأميرة؟ هل هناك خطأ ما؟”
“بالطبع لست بخير… كيف أكون بخير بعد وجودي مع حفنة من المنافقين محبي المظهر هؤلاء؟ هاه…”
“سموك لا تقولي هذا أرجوك… إنهم الأشخاص الذين سيقودون سموه في المستقبل”
“مربيتي انتظري… هل أنا لكم حجر مثلا؟ لما عليّ أن اقوم بهذا؟ … ألا تشعرون بمشاعري… هؤلاء اللعناء يبحثون عن منصب زوجة أخي و ليس صداقتي”
“أرجوك… هذه ليست كلمات تقولها أميرة”
“على كل ليس هذا المهم الآن “
“نعم؟؟؟؟… ماذا تقصدين بكلامك أميرتي؟”
استغربت المربية قليلا متسائلة عن السبب الحقيقي الذي خلف هاته النظرات اللاذعة من أميرتها العزيزة:
“مربيتي… هل كنت تعلمين بأن الدوق سبينسر قد تبنى فتاة بمثل عمري؟”
ارتبكت المربية قليلا ثم أجابت عندما علمت أن لما مفرّ من الهرب:
“في الحقيقة أجل لقد علمت مؤخرا”
عقدت حاجبيها وصاحت بغضب:
“و لما لم تخبريني بالأمر؟”
“أنت لا تتذكرين و لكن… “
صمت صغير أتى من المربية وتحدثت بهدوء مع إن عزمت على الأمر:
“أنتِ من طلب مني ألا أخبرك بأي من الأخبار الجديدة في الخارج بسبب غضبك من سموه”
كانت إبينيا غاضبة جدا بسبب رحيل شقيقها آلان الى مهمة أخرى ورفضت تناول طعامها ورفضت الرسائل المرسلة إليها ورفضت أي خبر جديد تسمعه من الخارج حتى رفضت التسكع خارج إطار غرفتها بسبب غضبها….
كان السبب الذي جعلها تخرج من هذه العزلة هو الحاح الامبراطورة الأرملة الشخص الوحيد المتبقي من عائلتها والذي يمكن أن تثق به باستثناء أخيها… بعد موت الإمبراطورة السابقة استولت الامبراطورة الحالية على المنصب وتخلى عنهم جميع من في القصر.. أصبح شعب الإمبراطورة الحالية المقيمين في القصر كبيرا جدا مقارنة بسابقه… ولم يعد لآلان وإبينيا أشخاص يمكن الوثوق بهم إلا قلة قليلة… بفضل الإمبراطورة الأرملة التي لديها سلطة أكبر من الإمبراطورة الحالية… إضافة لقوة نفوذ الدوق سبينسر استطاعوا أن يضيفوا أشخاصا مخلصين بجانب إبينيا وآلان..
إبينيا التي تذكرت الأمر الذي أقدمت عليه… تغير وجهها تدريجيا ونفت الموضوع تماما
“أنا فعلت هذا؟ … لا أذكر… متى فعلت ذك؟”
“أميرتي… لما لا تعترفين بخطئك و لو لمرة واحدة؟”
“على كل… مربيتي… أرسلي رسالة لقصر الدوق أخبريهم أنني قادمة غدا”
“كما تأمرين… و لكن ماذا ستفعلين حين تلتقين بالطفلة التي في نفس عمرك”
تعكر مزاجها لذكر الشخص الغريب الآن… معتقدة بأنها شبيهة لأولئك الفتيات من حفلة الشاي السابقة… مردفة بانزعاج:
“لست ذاهبة لرؤيتها بل ذاهبة لرؤية الدوق و الخالة ، أنا لا أحتاج لمعرفة فتاة مثيرة للشفقة مثلها”
“أميرتي لا تقولي هذا… أنت و سموه أيضا مررتما بمصاعب كبيرة… ربما الفتاة لم تجد مأوى بسبب الذي حدث و أخذها الدوق ليتبناها”
“هذا ليس مسوغا… ربما هي تريد الشهرة كأميرة سبينسر أو ثروة الدوقية… انا لا يمكنني الثقة بها فقط من كلام بسيط”
كلماتها المتهورة جعلت من الدوق شخصا في مستوى أدنى من المعقول… لو فكرت قليلا لاستنتجت أن الدوق ليس بالغبي حتى يخدع ببساطة من مجرد طفل ممثل… لقد رأى العديد من الأطفال ولم يهتم لأمرهم لبرودة أعصابه.. ربما لأنهم يهابونه لم يحاولوا حتى فعلها… لكن لإيزيل حديث آخر.. فقد كانت صادقة ولم تطلب المزيد اكتفت بالذي لديها ولم تقترح سوى أمورا مفيدة للدوقية… الأميرة هنا لا تدرك أيا من هذا ونظرت لنافذة العربة التي توصلها نحو قصرها الذي انكشف أمام عينيها:
شعرت مربيتها باليأس من أفكارها وأردفت قائلة:
“لقد سمعت بأن الدوقة كانت صديقة حميمة للأميرة موريانا… لا بد بأنها أرادت أن تأخذ ابنة صديقتها و تعتني بها… أنت تعلمين جيدا شخصية الدوقة”
“هممممم ، لا يهم ، غدا سوف أذهب الى هناك لأرى إن كانت تستحق ناظري”
قالت كلماتها المتغطرسة غير مدركة بأن الوضع سينقبل في النهاية
****************
انتهى الفصل
يعد هذا الفصل أقصر فصل لحد الآن فهو يحوي 2800 كلمة فما أكثر….
في هذا الفصل لقد رمزت لبعض الأشياء و التي هي أحد الأمور التي تخبؤها إيزيل عن الجميع… فما هي؟
ركزوا فقط و ستعرفون…
ماذا عن الشخصية الجديدة.. و رأيكم بها؟
سيرين…
اسم لطالما أحببته و أردت وضعه في أحد رواياتي و ها أنا أتحفكم به🥰.. فما رأيكم؟😍
…..
نأتي لأكثر شخصية ستفجر الرواية و تقلب الهدوء رأسا على عقب😅…
الأميرة إبينيا…
شخصية لها دور كبير جدا في الرواية و رح تكون فتاة حيوية🥰😊…
لا أريد أن أحرق عليكم بل تابعوا بأنفسكم.😊..
لكن مع ذلك أخبروني برأيكم بهذه الشخصية؟
يتبع…..
رابط الرواية على الواتباد:
حسابي على الأنستغرام: