For anyone who hurt my mother - 10
قد تكون فكرة ولكنها مجرد عبرة…
لا تثق بأحد حتى و إن كان من دمك ….
ربما أقسى الخناجر تصوب من قبل من كانوا سببا في ولادتك….
🌺🌸🦋🦋🦋🌸🌺
الآلجين كائنات سحرية متحولة لها تاريخ طويل في القارة… سواء كان إليف، مستذئبين، حوريات البحر، مصاصي الدماء، الكوبرا، و صنف العنقاء ….و غيرها من الأعراق المختلفة من الآلجين… لكن كان هناك عرق واحد اندثر… عرق التنانين… أو ما يطلق عليهم بالتنانين المتحولة… ففي هذا الزمن لم يعد هناك صنف من هذا النوع لأن سلالته أصبحت تلقب بأنصاف التنانين… سلالة من أقوى الآلجين… بل تعتبر السيد عليهم… لامتلاكها قوة لا يستهان بها… لكن أقوى فصيلة من هؤلاء هي فصيلة التنين القرمزي… فقط النظر لعيونهم يجعل جميع الآلجين بما فيهم الأنصاف الأخرى من التنانين تركع أمامهم… كتب في تاريخ القارة في الماضي أنه حتى البشر لا يزالون يخشونهم و يخشون التحديق بعيونهم لشدة هيبتهم….
البشر رغم قراءتهم لتاريخ القارة وعظمة شأن الآلجين إلى أن بعضهم يختطفون أطفالهم ويبيعونهم في السوق السوداء… خبرتهم في الحياة وطول أعمارهم التي تتعدى أعمار البش، معلوماتهم القيمة والسجلات المحفورة في رؤوسهم، طريقتهم في تعليم المرء…. كانوا كائنات تعِد لنفسك إوزا ذهبيا إن أكرمتها وإن أذليتها فلا تلم إلا نفسك…. قد يحتقر بعض البشر هذه الكائنات، لكن الحقيقة تعود لأنهم بأنفسهم لديهم غيرة مطلقة لامتلاكهم مزايا لا يمتلكونها…
هيروك بدوره يحتقر الكائنات الملقبة بالبشر بسبب هذا الأمر… فغرورهم الذي لا يطابق أي شيء مما يمتلكونه كان سخيفا… لأنه بنظره إذا أراد الآلجين احتكار القارة لمحوا جنس يدعى البشر من الوجود…
و هذا السبب ما جعله يعامل الفرسان بطريقة عنيفة و قاسية… بعد أن استولى على مقعد المدرب في هذا المكان بدأ بتطبيق جميع أوامره بتشدد… لم يسمح لهم بلمس سيوفه و لم يسمح لأحد منهم بالتدريب سوى بالتدريبات التي يضعها هو فقط، حتى كليف لا يتركه يتدخل بالأمر… كرهه لهم ليس سوى سبب سطحي لما يوجد في داخله… لقد رأى طريقة تدريبهم و نظرا لأن الأمر لم يعجبه و لم تعجبه طريقتهم في اتخاذ وضعيات خاطئة في حمل السيف… لم تقتصر أوامره على المتدربين فقط بل ضم ذلك الفرسان الرسميين أيضا… ربما شعر الجميع بالتعب لكن زين يرى أن الأمر كان مسليا… هو الوحيد الذي شعر بذلك…
الشيء الوحيد الذي أمره هو الركض، ولا شيء غير الركض…. كانوا يفعلون ذلك منذ الصباح حتى المساء… لم يستطيعوا الراحة إلا لوقت قصير مقارنة بكل الساعات التي قضوها في التدريب.. النوم متأخرا والاستيقاظ باكرا أُجهِد بعضهم…. وما زاد بؤسهم هو وجود ذلك المدرب الأسود الذي يلقي عليهم بتعليقات قاسية أثناء التدريب
“أركض جيدا و اللعنة“
“كفاكم كسلا أيها الأوغاد“
“أنتم يا مجموعة النمل هل تريدون أن أبرحكم ضربا… أركضوا، تبا لكم و لأمثالكم“
“هاي أنت أيها المتراخي ألم تعجبك الدورات التي ركضتها، هل تريد دورة إضافية؟“
“أيها السفلة، السلحفاة أسرع من أقدامكم البطيئة… تحركوا“
لم يستطيعوا معارضته لأسباب عديدة…. أولا تم تعينيه من قبل الدوق نفسه… وثانيا لأن نظراته وحدها مخيفة… لم يتجرأ أحد على الحديث معه عدا زين، كليف، لين وسيباستيان هذا بالإضافة للدوق… جعلهم يعيشون قصة رعب حقيقية لم تروى إلا أن طريق الروايات والألسنة… شكواهم لم تفد يوما حتى من وراء ظهره… إذ به يظهر من خلفهم بصورة مرعبة كأنه تجسيد لقابض الأرواح..
“أنت ، انهض وأركض حول الساحة عشرين دورة اضافية“
عقوبة إضافية تمردت من شفاهه القاسية… صوته المرعب جمد الدم في عروقهم… وعينيه التي تغرقك في ظلامها ما إن تنظر إليها…. كان عبارة عن شبح يلتمس أرواحهم… أسبوع انقضى على هذه الشاكلة… ربما في البداية تمرد بعضهم لكن الآن بات رؤية وجهه يسمح للرياح أن تقول كلمتها وللطيور أن تغني بذوقها وللأشجار أن تلحن موسيقاها… الصمت…. حيث المكان الذي يقف عليه… لم يواجه إلا الصمت…. بات حتى التنفس ممنوعا في وجوده…. وجوده مطابق لوجود سيدهم في المكان… ربما شعروا أن لا أمل من التحجج… لكن أملهم كان لشخص واحد دون ذكرهم للقائد كليف الذي لن ينظر أبدا لشكواهم…. لين… الوحيد بين الفرسان الذي استطاع التحدث إليه بطبيعية…. كلماته جعلت الأمل ينكسر والغموض يرتبط حوله:
“احفظ حياتك القيمة… هذه نصيحتي لكم“
هل كان خائفا هو الآخر؟ …
هل تمكن منه ذلك الأسود؟ …
استفسارات واستعلامات ملأت عقولهم… كلماته الغامضة التي تركها غلغلت الشك داخل عقولهم… لكن المشكلة أن الآخر قال جملته بابتسامة مسلية… استمتاعه للوضع كان واضحا للعيان… الارتياب بدا جليا عليهم محفزين تفكيرهم للأسباب… لما؟ … و ماذا يقصد؟ … وكيف ذلك؟ هل كان يريد ارعابهم؟ … أم أنه يستهزأ بهم؟ … ماذا إن كان الأمر صائبا؟ … ذلك لن يجدي …. مشاحنته لن تجدي نفعا لاختلاف الفرق في المكانة…. هو أحد قادة الفرق في فرسان الدوقية…
فرسان الدوقية ينقسم إلى ثلاثة … لين هو قائد الفرقة الأولى…. فرانك قائد الفرقة الثانية…. أما قائدة الفرقة الثالثة تشغلها فتاة شابة تدعى “هينا“…. أشيع عنها بين الفرسان أنها من أبرز الفرسان الأنثى في الامبراطورية… جميلة أنيقة تنتمي لعائلة نبيلة…
لم يهم كل ذلك الآن هم فقط استسلموا لواقعهم القاسي وقرروا أن يمارسوا التدريبات بهدوء وصمت… دون عصيان أي من أوامره…
لكن بالتفكير في الأمر جميع الفرسان قدموا ولاءهم للآنسة الصغيرة عداه… هكذا ظن جميع في النهاية… شجاعة دخلت أرواحهم في هاته اللحظة ونظروا إليه بازدراء…. ولم تلبث هذه الشجاعة كثيرا فما إن تحسس بذلك ألقى وجهه ناحيتهم لتقفز أنظارهم في جميع الأماكن عدا الالتحام مع عينيه المخيفتين… لا يعرفون حقيقة أن هيروك قد أعطى ولاءه لها قبلهم جميع… وليس ولاء عاديا… بل عقد دم مدى الحياة…
بقيت إيزيل مع زين بعد مغادرة الدوق إلى عمله رفقة سيباستيان… في تلك اللحظة وجد نقطة البدء ليتقدم إليهم بخطواته الهادئة لكنها لم تكن كذلك بالنسبة للطرف الآخر… ملاحظة منها أدركت شحوب وجههم واصفرار بشرتهم وخلو الدم من جلدهم… التفتت إليه بنظراتها المعتادة لتحول عينيها بين الطرفين بفضول… أدركت جيدا أن هيروك يتعامل معهم بالتهديد لأن طبيعته كاره للبشر….
صفق بيديه جاعلا انتباه الجميع يتحول إليه، مردفا بنبرته الحادة:
“سنبدأ الآن “
“حاضر“
ربما تذمروا قليلا في الداخل لكن جوابهم كان واحد بصوت مشترك…. تحدث كليف يسأل من ناحية التدريب فهذا ما يهمه في هذا الوقت:
“إذا ما هي خططك اليوم؟“
الانزعاج حل على وجهه الحاد…. تكشيرة وجهه جعلت الرعب دق قلوب الحاضرين هذا بوجود استثناءات… نظر إليهم واحدا واحدا ينظر لضعفهم الذي لم يتغير منه شيء في الأسبوع المقضي… تمتمة خرجت من شفاهه تطلق العديد من الشتائم…. وسيدته تعرف جيدا أن تلك التمتمة لم تكن سوى طلاسم من الشتائم المتنوعة…. تحدث مجيبا على كليف أخيرا جاعلا من سيدته تتسمر مكانها:
“30 دورة حول الساحة ثم استراحة“
30 دورة؟….
هراء…. بالتأكيد هو مجرد هراء…
30 دورة ليس شيئا مضحكا الساحة واسعة بشكل لا يصدق… و هو يقول 30 دورة!!! هذا الهيروك الملعون… في هاته اللحظة اشتعلت غضبا من تصرفات هيروك… غضبها لم يكن بسبب قسوة التدريب بل بسبب عدم تدريبها بجدية…. لم يكن يقدم لها شيئا كهذا… هل كان يدربها كمزحة؟ …
لم يكن أي أحد يدري بما يجري داخل عقلها… وتحت أوامره استعد جميعهم بما فيهم قادة الفرق ولا ننسى زين أيضا… في النهاية تذكر وجودها… كلا، بل لنقل بأنه لم ينساه فشعوره بوجودها مثل احتكاك جسده بالماء… ربما تشبيه غريب ولكن هذا هو حاله…. كان يعلم أنها هنا ويعلم أن كلماته لم تعجبها… لكن هذا الأبله ودون أن يشرح لها أسبابه نطق موجها حديثه إليها:
“بإمكانك أن تأخذِ عشرين دورة فقط“
كلماته أحلت صاعقة على كل من التقطها… في البداية شعروا بأن أمر سمعهم هو المشكل لكن لا… الآن بدؤوا يشكون بهوية هذا الرجل الذي أمامهم… لوهلة شعروا أن نظراته نحوها مختلفة عن العادة… هناك أمر غريب بالتأكيد!!… جال كل هذا في عقولهم… لكن لم يجد أي منهم الجواب… غير أن لين وفرانك وزين يعلمون جيدا بعلاقتهم… ولا ننسى نظرات هانا الغريبة الملتصقة بإيزيل منذ رؤيتها هذا الصباح…
قد يعتقد البعض منهم أن هذا الكرم أتى على طبق من ذهب و سيتم قبوله في الحال لكن لا… ليست هي من تقبل شيئا كهذا… حدقت به بنظراتها الحادة و التي تبرز غضبها الذي اعتراها بسماع هراءه قبل قليل… نظراتها جعلته يتراجع خطوة للوراء مبعدا ناظريه عنها… فأكثر ما يخشاه هو مواجهة سيدته… لم يلاحظ أحد حركة تراجعه تلك سوى كليف الذي ظن لوهلة أنه كان يتوهم فقط… لكن ما إن رأى تعابيره و عاد ناظرا لإيزيل حتى شعر بشيء غريب… هو أيضا لا يدرك حقيقة العلاقة بينهما… الشيء الوحيد الذي يعرفه هو أن هيروك ليس بشريا…
أعطته ظهرها وقالت مجيبة إياه بصوت قوي:
“كلا، لا أريد احسانك… بإمكاني الذهاب مع الثلاثين دورة“
ارتبك قليلا مدركا أخيرا سبب نظراتها وعلم أن غضبها لكلماته السخيفة… فأكثر ما تكرهه إيزيل هو الاستخفاف بها… ولقد حذرته سابقا بأن يدربها بكل قوته وبأقسى طريقة يعرفها لكن هو لم يفعل… استخدم طريقة خاصة لتدريب سيدته مختلفة عن طرق التدريب القاسية…
لعل أن لا أحد من الموجودين فهم الموقف أكثر من زين… بالكاد أمسك ضحكته أمام هيروك وجسده يرتجف من المحاولة في ذلك… لكن لن يغفل هيروك عن شيء كهذا لأنه ما إن شعر بضحكته ألقى إليه هالة مرعبة…. يعتقد الكثيرون بأنه سيخاف ويرتعب لكن الآخر لم يفعل وإنما أخرج ضحكته على مرئ من الجميع… ارتجف الفرسان ونظروا إليه… ربما خوفهم ليس في ضحكة سيدهم الشاب بل في نظرات الآخر الذي تحدث بغضب واضح:
“سيد زين ، كم تريد من دورة اضافية؟“
توقف زين قليلا ليمسح الدموع التي تسربت من بين عينيه بينما البسمة لم تفارق وجهه… تلك البسمة جعلت من الفرسان يرتجفون خوفا فهم أكثر من يعرفه بعد الاعتياد على التدرب معه لمدة طويلة… ضاقت عينا الآخر بسخط… كان يعلم ذلك… أن هذا الفتى ليس عاديا… كيف لا وهو ابن أحد أبطال القارة ووريث دماء دوقية سبينسر… لم يخف من هالته المظلمة ولم يرتجف حتى… حتى التدريب القاسي الذي واجهه الأيام الماضية مع الفرسان لم يؤثر فيه شيئا… وماذا إن زاد دورات إضافية؟ … لم يكن ذلك ليؤثر على ابن الدوق بشيء… فهو ليس بشخص عادي…
اتسعت ابتسامته في التهديد الصريح الذي سمعه للآن وقال بهدوء شديد قابلا تحدي الآخر:
“لا بأس لدي سيد هيروك… بإمكانك زيادة الضعف و أنا لها… “
“ثلاثين دورة مثل البقية“
قاطعت إيزيل كلامهم في المنتصف وإيقاف زخم هاته المهزلة السخيفة ونظرت الى هيروك قائلة بعناية:
“لا إضافة… صـــحــيـح يـا حــضـرة المـدرب هـيـروك“
أبعد عينيه سريعا متفاديا موجهتها مجيبا:
“حسنا ، امضي “
اندهش الفرسان من سرعة الاقناع التي جرت الآن لم يصدقوا أنهم وجدوا شخصا استطاع فعل هذا…
انطلق الفرسان بركض بوتيرة بطيئة للمحافظة على قوتهم للنهاية فالمساحة لم تكن صغيرة والأمر لا يستهان به، لقد اعتادوا على هذه الطريقة ففي البداية كان بعضهم يبدأ الجري مسابقا للرياح غير عالم إلى أين يجب عليه أن يصل لكنه في النهاية يفقد جميع ما خزنه جسمه من طاقة ولا يستطيع تحريك قدميه للنهاية… حتى وصل بعضهم للانتهاء في منتصف الليل..
خلال الجولة الأولى ركض زين بجانب إيزيل يتحدث معها عن مهزلته مع تابعها:
“شكرا على مساعدتك سابقا…إيزيل“
“لم أفعل شيئا، هيروك شديد المبالغة في هذه الأمور ، إذا لم أوقفه فسيتسبب بكارثة“
ابتسم قليلا في جوابها وقال مرددا:
“أعتقد ذلك“
رفعت حاجبها لابتسامته وسألت بحيرة:
“هل كنت حقا ستقبل تحديه إن لم أوقفه؟“
نظر إليها مطولا ليبتسم بخفة جاعلا من تلك البسمة اجابة واضحة على سؤالها… ما إن فهمت رسالته حتى عادت بنظرها للأمام لتردف قائلة:
“لا أعلم حقا مدى قوتك يا زين و لكن أحذرك أن تستفز هيروك… قد يبدوا الآن مثل بركان خامد لكن حينما ينفجر حتى أنا سيصعب علي إيقافه“
عقد حاجبيه باستغراب شديد لكلماتها ليردف سائلا:
“ماذا تعنين بذلك؟“
ربما هو أمر أكبر من أن يكون صغيرا لأنها حقا حتى وبعقد الدم يصعب عليها ذلك نظرت إليه وهو واقف من بعيد ينظر ناحيتها وما إن التقت عيناهما حتى أبعد وجهه بسرعة يتفادى مواجهتها كانت تعلم أنه سيفعل ذلك فتجاهلته هي الأخرى وعادت إلى زين وتتحدث إليه قائلة:
“زين، هل تعتقد أن هيروك مجرد آلجين عادي؟“
عبس قليلا من الغموض الذي أصبح يلتف حول ذلك الأسود وأجاب باختصار:
“لا…”
“لماذا؟“
سألته سؤالا آخر مضيفة بعد صمت قصير:
“لماذا تعتقد أنه كذلك؟“
صمت قليلا ليفكر للحظة ثم أردف مجيبا:
“لا أعلم و لكن كل شيء به غير عادي… أنا لم ألتقي سوى بالقليل من الآلجين فهم في النهاية يكرهون جنس البشر و هذا سبب كاف ليختبئوا عنا… لكن السيد هيروك كان يحمل هالة غامضة سوداء مختلفة كثيرا عن من رأيتهم من قبل إضافة لذلك قوته الكبيرة التي يحملها… الشيء الغريب في الأمر هو أن السيد هيروك شكله الحقيقي مجرد حصان… و حسب الكتب المؤرخة يقال بأن هذا النوع من أضعف أنواع الآلجين… فمستواه الذي رأيته كان قريبا جدا من مستوى الإليف الذين يعدون من أقوى الآلجين و المعروفون بأنقى الكائنات في العالم“
تحليله كان صحيحا بالنسبة إليها رغم أن فيه بعض الأمور المستثناة… تحدثت تاليا لتضيف أمرا جاعلة إياه في صدمة:
“لكنه أقوى منهم“
صمتت قليلا لتضيف مفسرة كلامها:
“أخبرتني والدتي أن هيروك ليس عاديا … و أنه يمتلك مانا أقوى من الإليف بحد ذاتهم… صحيح أن الإليف ليسوا أقوى الآلجين في التسلسل لكن على حسب ما ذكرته أمي… هيروك يمتلك شيئا لا يمتلكه الآلجين العاديون يؤهله لأن يتفوق على هذه الفئة“
تابع نظره نحوها ليردف بعد تفكير طويل رغم أنه يعلم أن ذكر والدتها حساس والأمر ليس بهاته السهولة لتذكرها في كلامها:
“إذا هل حدث و أصيب بالهيجان من قبل؟“
تنهدت قليلا محاولة ابعاد الذكريات عن رأسها لتقول مجيبة:
“حدث ذلك و كان مروعا…”
صمت كلاهما منسحبين عن الكلام رغم أن الجميع يركض وهما في الوسط إلا أن الصمت عم في المحادثة وكل منهما تفكيره منصب على شيء ما… لم يلبث الصمت طويلا لتتحدث بانزعاج بعد أن آلت الأمور لتسترجع بعض الذكريات المزعجة:
“لكن كوارثه اللعينة التي تحدث في السوق شيء آخر…”
رمش زين قليلا ليردف سائلا:
“ماذا تقصدين؟“
خففت سرعتها قليلا لتدلك صدغها بإصبعها… حركتها جعلت من زين يفعل المثل وأقصد بذلك تخفيفه لسرعته جاعلين من الاستغراب يعم البعض من الفرسان… تحدثت ما إن وجدت نفسها تعود لوتيرتها:
“هل رأيت رجلا يضرب امرأة؟… وهل رأيت أحد يستعمل تعويذة شبيهة للسحر الأسود لينتقم من أحد؟ … وهل رأيت أحد يرتدي زي العامة يضرب فارسا إمبراطوريا؟ “
ارتبك زين قليلا ما إن سمع كل هذا… يدرك جيدا بأن كل ما قالته كان من فعل هيروك… لكن أن يكون لديه كل هذه الجرأة… حسنا، هذا لم يتوقع… كلا، لنمحي كلمة الجرأة من السطر لأن هيروك حقا قد تجرأ على إهانة الدوق سبينسر بنفسه فكيف بفعل كل هاته الأمور معا دون خوف… دعنا لا نذكر فقط سبب ضربه لامرأة من الدعارة كانت تحاول شراء إيزيل و إيميلي من أجل أغراضها… دون ذكر الأغراض فالجميع يفهمها… ما هي؟ … ولماذا؟ … هل كنتم تعتقدون بأن هيروك تركها حية…. لا… لقد قتلها من وراء ظهر سيدته دون أن يستشير أحد… فهذا النوع من النساء كان يحتاج إلى هذا… هذا بالطبع تفكير هيروك البسيط…. أمزح … تفكيره لم يكن بهذه البساطة بل هذا أبسط ما قد يفكر فيه….
ضحك بصوت عال جاعلا من الأنظار تلاحقه ليردف باستمتاع:
“حقا السيد هيروك شيء آخر …”
تنهدت بانزعاج لضحكه على هذا السبب مردفة بامتعاض:
“هذا مثال بسيط لأفعاله الجالبة للصداع… أنت لم تجربه لذا لا تضحك“
ابتسم وبالكاد يوقف نفسه عن الضحك ليردف معتذرا:
“آسف حقا ، لم أقصد السخرية…”
تابعا الركض مع البقية بجدية هذه المرة… تواصلت الدورات واحدة بعد واحدة… انهال التعب وبدأ يتغلغل فيهم تدريجيا… ركضوا رغم العرق الذي يقطر من أنحاء جسدهم… رغم فقدان بعض من قوتهم ونقص الوتيرة السابقة إلا أنهم لا يزالون يتابعون حتى النهاية….
تنظر إليهم وتحلل كل ما يحدث رغم تعبها هي أيضا… احتمالهم في المتابعة وعدم استسلامها كان حقا شيئا مثيرا للإعجاب…
كان حالها هو الأفضل بين جميع المبتدئين… بنية جسدها كانت جيدة ومدربة بشكل متقن… ربما تدريب هيروك أثر فيها قليلا… أو ما حدث لها في قصر الكونت منذ صغرها… من ضرب وتنمر، كان الفضل لوالدتها في شفاءها بتعويذة العلاج…
ربما هذا أحد الكنوز التي حصلت عليها من والدتها… تعويذة كلما استعملتها عليها زادت من قدرة جسدها الصحية… تعويذة خالصة النقاء لممتلكي سحر الطبيعة… سحر التنقية… لا يشكل الأمر صعوبة عند الأطباء المتمكنين لاستعمالها لكن مهما قاموا بفعلها تبقى تعويذة الشفاء من سحرة الطبيعة هي الأكثر فعالية…
هي الآن حصلت على جسم فريد من نوعه… جسم يتمناه العديد من الأشخاص… قادر على احتمال الصعاب… أو احتمال الألم بشكل مضاعف مقارنة بالشخص العادي…
قد ينظر اليها الناس على أنها هزيلة وضعيفة إلا أنها قادرة على تحطيم صخرة كبيرة بقبضة واحدة… ربما هذه إحدى ميزات ذوي الأوردة المزدوجة… وهو السبب الأساسي لقدرة تحملها..
استمر الركض مدة طويلة…بعد الانتهاء من 30 دورة الماضية ارتاح الجميع وتنفسوا بعد شعورهم بالإعياء الشديد… حتى أنّ بعضهم مستلقين على الأرض بأنفاس منقطعة… أما هي كانت واقفة دون أن تترنح رغم تنفسها السريع وعرقها المتساقط… مع بعض الفرسان الآخرين… أما زين جلس ما إن أخذ قارورة الماء من أحد الخدم…
“آنسة… هل تريدين شرب الماء؟“
التفتت الى مصدر الصوت وكانت ليز الخادمة المكلفة بها منذ مجيئها إلى هنا… علمت أن خالتها سيلفيا أصرّت على رعايتها بأدق التفاصيل ولا بد أن هذه الأخيرة قد أتت تحت أمرها…
نظرت لبقية الفرسان ووجدت بعض الخادمات يعتنين بهم لتهمس جاعلة من ليز فقط من تسمعها:
“أريد بعضا منه“
كخادمة لاحظت العرق الذي يقطر منها وذهبت قليلا وأحضرت كوبا من الماء مع منشفة… تفاجأت إيزيل قليلا ونظرت لليز التي بادلتها بابتسامة قائلة:
“من واجب الخادمة معرفة ما تريده سيدتها“
أومأت ببطء وأخذتهم فورا… مسحت العرق وهي تشرب الماء دفعة واحدة… بعد انهاءها الكأس أعادته الى ليز بهدوء وقالت:
“شكرا…”
ابتسمت ليز وهي تأخذ الكأس:
“هذا واجبي“
نظرت اليها بنظراتها الباردة مستكشفة ما يجول في عقلها عن طريق قراءة عينيها فهذه أول مرة تعامل من قبل الخدم بهذه الطريقة المخلصة فرحلتها في قصر والدها حافلة بالخيانات … في نهاية استسلمت ما إن رأت صدقها ثم تنهدت وأردفت:
“افعلي ما تجدينه مناسبا“
“حاضر“
أجابت الأخرى بفرح بعد أن اتسعت ابتسامتها…
في ظل ذلك كانت هناك نظرات مصوبة نحوها…. ليس شررا ولا حقدا وإنما حيرة واستغرابا… نظر بقية الفرسان اليها وحالها الطبيعية بالنسبة إليهم… نظر اليها زين بنظراته المستغربة وقال وهو يقف من على مكان جلوسه:
“إيزيل ، هل أنت معتادة على الجري بهذا الشكل؟“
السؤال جال في عقول جميعهم محتارين من قدرتها على الوقوف بعد هذا الشوط… من أين لها بهذه الطاقة لتستطيع الوقوف دون مساعدة؟ …
الفضول غزاهم بالكامل وشغلوا آذانهم لنطاق واسع تاركين من سيدهم الشاب يكون المتحدث عنهم… مع ذلك ظلّت إيزيل صامتة وألقت بنظرات حادة نحو هيروك الذي أبعد أنظاره عنها فوريا مردفة بهالة قاتلة:
“كلا… “
اندهشوا قليلا من جوابها فرغم نكرانها ما يرونه ليس شيئا مطابقا لما قالته… لكنها أضافت بعدها بنظرات قاتلة متجهة لشخص واحد:
“معلمي ، لم يعلمني بشكل جدي … لقد اعتقد بأني مجرد طفلة“
رعشت امتلأت أنحاء جسده بسبب تحديقها… نظر زين اليه تلقائيا وحاول ربط الكلمات مع بعضها…
أما هيروك الذي شعر بالظلم التفت اليها سريعا وقال بذعر:
“سيدتي لا تقولي هذا ، لقد قمت بتدريبك بالطريقة الصحيحة، الأمر هو… “
اندهش الفرسان من مدربهم الجديد…. حسنا هم لم يفهموا شيئا … لما مدربهم الجديد هو من تحدث في هاته اللحظة… ألم تتحدث عن معلمها للتو… لا مهلا …. هل يعقل…؟ …
لم يلبث القليل منهم فقط حتى فهموا الأمر… أن مدربهم الجديد هو المعلم السابق لآنستهم الجديدة…
هذا ما فكر فيه بعضم إلا هناك من أدركوا الأمر متأخرين هذا ما عدا زين الذي فهم الوضع كليا وكان الأسرع في ذلك… إلا أن هناك استفهامات ملأت رأس كليف الذي يقف جانبا… ربما سؤاله هو العلاقة الحقيقية بينهما…
تقدمت هانا نحو لين وسألت بهمس:
“ما علاقة الآنسة بالمدرب الجديد؟“
نظر إليها لين قليلا ثم عاد ونظر لكل من هيروك وإيزيل…. لم يجبها وبقي صامتا قليلا وهي انتظرت لتسمع الجواب بفارغ الصبر…
أما عن الفرسان ما إن سمع البعض منهم حتى ألقوْا مسامعهم إليهم…. لم يلبث أمر لين من الصمت إلا قليلا ليتنهد مجيبا إياها:
“المدرب الجديد هو تابع الآنسة“
تجمدت هانا ونظرت بغير تصديق وكذلك فعل البقية وكل من التقط السمع عندهم صاحوا بصوت واحد:
“مــــــــاذا؟“
لم تنظر إليهم ولم تهتم للمهزلة التي تحصل من وراءها وبادلت هيروك نظرات حادة ثم التفتت الى الفرسان الذي ما زالوا مصدومين وأردفت:
“في العادة كم دورة يعطيها اليكم؟“
سؤالها جعل الدم يتجمد في عروقهم… ربما كانوا ليشعروا بالفرح من فكرة وجود شخص يضعه عند حده لكن نظرات مدربهم أخافتهم وجعلت كلماتهم تقف عند حلقهم… ألقت إيزيل عليه نظرات حادة تحذره من فعل شيء آخر… فوريا أبعد أنظاره وكأنه لم يفعل شيئا وأردفت بجمود:
“تحدثوا ، لن يفعل لكم شيئا…كونوا مطمئنين“
ضحك زين بصوت مسموع والتفتت اليه جميع الأنظار … تقدم الى إيزيل مربتا على كتفها وتحدث مع ابتسامة مستمتعة:
“لا بأس ، إيزيل أعتقد أن طريقة تدريبه لها مغزى منها لذا لا تفكري في الأمر“
“أنا من يقرر ذلك بشأن شخص مثله، و أنت سمعت أبسط رد لديه“
تحدثت بهدوء جاعلة من الآخر يصمت وابتسامة متكلفة مرسومة على وجهه… لم تنتظر رد الفرسان ونظرت سريعا الى كليف وسألت:
“ماذا عنك… حضرة القائد؟“
نظر كليف الى عيني إيزيل اللتان كانتا أكثر خطورة من عمرها الحقيقي ولم يستطع هزيمتها، فتنهد وأردف قائلا:
“منذ أسبوع مضى كان يأمرهم بالركض دون لمس السيف أو تمارين المبارزة ، و إن خالف أي أحد تعليماته قام بإضافة دورات ركض عليه“
ربما لهذا قدرة احتمالهم لا بأس بها…. جعل هذا من فكرها يعتقد أن هذا الغرض من هذا التدريب هو زيادة قدرة الاحتمال أكثر للفرسان ومع ذلك كان هيروك قاسيا ولم تعلم إيزيل كم عدد الدورات التي أعطاهم اياها … رفعت رأسها ونظرت الى كليف لتسأل:
“كم عدد الدورات عادة؟“
“أقل حد هو 50 دورة و كإضافة تكون من 10 الى 20 دورة للعقاب“
أجاب فورا دون لف غير مدرك أن اجابته جعلت من جسدها يتجمد…. طغت هالة قاتلة حولها لتظهر مدى غضبها الداخلي… تراجع هيروك للخلف ببطء وارتجف الفرسان بينما زين يكتم ضحكته ولين وهانا مندهشين من هذا الأمر…
تسلل خفية محاولا الهرب لكن لا…. إلى أين سيذهب بعد أن أوقع نفسه في مشكلة مع سيدته … تم سحبه من قبلها بعيدا عن الجميع…
“تعال معي ، أريد حديثا خاصا“
“س… س … سيدتي.. انتظري…مهلا… ليس هكذا…”
تلعثم هيروك وهو يتم سحبه من قبل إيزيل بفظاعة…
حدق جميع فيهما واصيبوا بالصدمة… تنهد لين بتعب وزين لا زال يضحك وهو ممسك معدته بشدة
“سيدي الشاب ، أرجوك لا تكن هكذا“
تذمر لين بتعب… ليمسح زين عينيه من دموع الضحك وقائلا باستمتاع:
“لأقول الحقيقة ، إن هيروك يكون مسلي حينما تكون إيزيل معه“
“إذا كان هنا وحده دون وجود الآنسة ، هل تستطيع التحدث هكذا“
كانت نبرة تحدي من لين الذي يشك في الأمر… لكن لزين حديث آخر… هز كتفيه وقال بابتسامة تعلوا وجهه:
“هو لا يستطيع أن يفعل شيئا لي… لأنه يعلم إذا أخبرت إيزيل بفعله فلا يستطيع أن يدرك العواقب“
“هل الآنسة مخيفة لهذه الدرجة حتى يصبح بهذا لوضع المزرى؟“
سألت هانا بفضول بعد سماعها لكلامه:
“كل ما في الأمر أن إيزيل هي الوحيدة القادرة على ترويضه، لأنه قدم ولاءه بمقابل حياته“
أجابها بهدوء والابتسامة المستمتعة لم تفارق وجهه… ينظر للبعيد حيث تقف إيزيل مقابل هيروك الذي يشرح لها بهدوء وهو جالس على الأرض العشبية الخضراء:
لم يذكر زين حقيقة كون هيروك من كائنات الآلجين لأن إيزيل أعطت طلبا خاصا بعد قبولها لطلب الدوق بأن تكون ابنته… بأن تخفي حقيقة هيروك إلى حين انتهاء المحاكمة…
لأنه في احتمال خسروا المحاكمة وعلمت الامبراطورة والكونت بحقيقة هيروك فسيفعلون أي شيء من أجل ابعاده عن طريقهم… أرادت حماية هيروك من مكائد أعدائها… لم يكن الأمر صعبا على الدوق لذا قبل طلبها…
لأنه في الدوقية بأكملها فقط الدوق وسيلفيا وزين الوحيدون الذين يعلمون بهذه الحقيقة… ولا ننسى القائد كليف الذي تم إعلامه بشكل انفرادي…
“حقا هو مخيف جدا و لكن يبدوا أن الآنسة أكثر اخافة منه… لا أصدق بأنها في عمر العاشرة“
تحدث فرانك وهو يمدد يديه جاعلا من عضلاته تسترخي أكثر… لم يعلم أن كلماته أحلت الدهشة في وجوه الفرسان الباقين
“ماذا قلت؟ هل عمرها عشر سنوات فقط؟“
“أنت لا تكذب ، صحيح …انها تبدوا أكبر من عمرها بسبب الهالة التي حولها“
“هااا ، فرانك أعلم أنك تبالغ فقط ، لا تقل كلاما سخيفا“
وابل من الأسئلة اجتاحت آذان فرانك ليصبح كصخرة متجمدة بين رفاقه من الفرسان…
صحيح أنها بعمر العاشرة إلا أن لها هالة ناضجة أكبر من عمرها وكأنها قد جربت حياة أقسى من هذه… لم يعطوا جميعا انتباها لطولها الذي بلغ بشكل طبيعي طفلا بالعاشرة ولكنهم تأثروا بهالتها القوية…
صرخ فرانك ما إن وجد نفسه محاصرا:
“هل سأكذب عليكم ، اسألوا السيد الشاب لما تسألونني أنا“
نظر الجميع الى زين بعيون فضولية…ولم يبخل عليهم قائلا بهدوء:
“صحيح ، إنه كما قال ، إيزيل بعمر العاشرة فقط“
شهق الجميع معا… من المبالغة القول معا لأن بعضهم تقبل الحقيقة سريعا… لكن زين لم يكتف بذلك وأردف متمما مع بسمة خفيفة توحي بالإعجاب والتقدير لها:
“صحيح أنها صغيرة إلا أنها ذكية و نشيطة ، و لها هالة قوية… ربما عيشها بمنزل الكونت جعلها تصبح بهذه القوة“
صمت الفرسان في النظرات مفاجئة التي زينت وجه سيدهم الشاب واقتنعوا تماما بالفكرة… لا يعلم المرء متى يمكنه النضج… لكن النضج المبكر يأتي بعد مجموعة من التجارب القاسية والتعلم من الخيانات والغدر… كان الأمر صحيحا… السبب الذي جعل شخصية إيزيل تصبح بهذه الطبيعة بسبب عيشها في مكان كذلك المكان….
*******************
انتهى الفصل
الفصل يحوي على أكثر من 3900 كلمة…
أولا أقول بكل وضوح أن حكمة الفصل ليست بشكل عام لأنها فقط خاصة بإيزيل لا أكثر فلا تضعوها نصب أعينكم فديننتا أعزنا على شيء كهذا…
نعود لهيروك و كرهه للبشر…
تعذيبه للفرسان…
مساكين 😅…
رأيكم بغضب إيزيل؟
السبب؟😂
تحدي زين لهيروك؟
رأيكم بقوة زين و ثقته الكبيرة؟؟
في البداية لم أظهر هذا لكن أعتقد أنه بعد التعديل توضحت شخصية زين أكثر و صار أكثر بروزا من السابق ففي النهاية له دور كبير في الرواية…
هيروك و ضربه لامرأة؟…
في رأيكم تستحق أم أن هيروك بالغ في ذلك؟
حتى و إن كانت تستحق ذلك أم لا فهيروك قتلها و انتهى…
ماذا عن سر هيروك الذي تم اخفاءه حتى عن إيزيل؟
و ما هو سر القوة التي لديه؟
فهل موريانا كانت تدري هذا السرّ أم أن هناك شيئا مفقودا في الحكاية؟…
***
سأتوقف هنا عند هذا الفصل في التنزيل لأنني لم أكمل تدقيق بقية الفصول استمتعوا بقراءة هذه على مهل🥰
يتبع…..
رابط الرواية على الواتباد:
حسابي على الأنستغرام: