For anyone who hurt my mother - 09
التناقض هو أن تقول حقيقة صريحة قد تبدوا مؤلمة للغير لكنك بذلك تشتهي محبتهم…
ربما هو تناقض جميل لكنها لا تهتم..
هَمُهَا حُبُ مَنْ تُحِبُهُمْ ولَيْسَ طَلَبُ حُبٍ لَا تَعْرِفُ عَوَاقِبَه…
⚜️⚜️⚜️⚜️⚜️
ربما الوقت يمضي بسرعة دون أن نشعر عندما نعيش في مكان براحة بال… هنا في قصر الدوق مضى أسبوع على ذهابها لقصر الكونت… كما تم اعلان المحكمة وتحدد موعدها النهائي…وكان ذلك بعد شهر من الآن… لم يوجد أحد لم يسمع بهذا الخبر سواء كان نبيلا أو عاميا، ربما لم يكن مكان على سطح هذه القارة لم يصل فيه هذا الخبر… لكن يبقى هناك فئة قليلة لم تسمع بأي من هذه الأمور.. رغم ذلك فقد اِشْتُهر اسمها على أنها ابنة الأميرة موريانا… فلا يوجد أحد على القارة لم يسمع بالمرأة الوحيدة التي طهرت نصف القارة من السحر الأسود… منقذتهم… والمرأة التي اهتمت بالشعوب بإخلاص ونية صادقة… ربما أحبها الكثير من العامة لكن تبقى الغيرة تأكل بعض ممتلكي النفوذ…
الآن أصبحت سيرتها في كل مكان.. وفي كل حفلة شاي تقام لأسباب تافهة.. لتجمع بسيط من العام بين الشعب… حديث في وسط الشارع بين البائع والمشتري…. لم يوجد مجلس لم يتم ذكر سيرتها فيه…. كانوا يضعون بعض التوابل الطازجة عليها…أحد يقول كذا والآخر يقول كذا …لكن الجيد في الأمر أن الشائعات كانت سلبية من جهة الكونت…فبسبب شخصيته السيئة وغطرسته أصبح محط أنظار النبلاء ونقصت قيمته في العالم الاجتماعي…
كان أسبوعا جيدا نوعا ما لها لكنه لم يكن على والدها… أدار الجميع ظهورهم له بعد معرفتهم بمن سيواجه …الدوق سبينسر كل من يعرف باسمه يرتعب فقط …لا أحد يود معاداته إلا المجنون… حسنا لقول الحقيقة الفصيل الثاني بأكمله مختل العقل لأنهم يدركون قوة الآخر لكنهم يقللون من شأنه… فمنذ معادتهم له فقد حفروا قبورهم بأيديهم فأكبر عضو من فصيل ولي العهد هو وجود الدوق سبينسر بجانبه …
في ظل هذا الوقت انتشر الذعر لدى الكونت وطلب الحل من الامبراطورة… قدم رده في رسالة بختم خاص بالإيرل، ولحد الآن لم يتم الرد عليها…. زاد خوفه من فكرة تخلي الامبراطورة عنه…
دعونا نعد لإيزيل التي كانت أيامها في الدوقية سلمية فرغم هدوءها و تأقلمها مع بعض الخدم الذين بدوا لطفاء إلا أن الجانب الغامض منها لا زال يحير الجميع …هي لا تظهر تعبيرا يدل على السعادة أو الحزن أو حتى الغضب ،و ذلك جعل الجميع يشعرون بأنها لا تزال متأثرة بما حدث و أن الأمر لن يزول بسهولة… أما ايميلي فقد بدأت في التحسن و كما وعد ستيفن بدأت الدوقية في بناء دفيئة و مختبر خاص بها… بالرغم من أن إيميلي شعرت بالإحراج في البداية لكنها قبلت الأمر و تعهدت أن تخلص لعملها من أجل هذا المكان الذي أنقذها…بالرغم من أن سيلفيا أخبرتها أنها لا يجب أن تضغط على نفسها…
وبينما هي في منتصف العلاج لمدة أسابيع بدأت بقراءة الكتب الخاصة بالخيمياء والآثار …استمتعت ايميلي بقراءتها كل يوم فقد كانت تشعر بالملل لكونها وحدها بالغرفة فإيزيل لا تكون معها دائما…
من ناحية أخرى التقت إيزيل ابن سيلفيا الثاني والذي كان أصغر منها بعامين “إلين روف سبينسر“… يملك شعرا فضيا وعيونا ارجوانية ببشرة شاحبة ونظرة بريئة …. كان لديه ملامح والده لكن شخصيتهما متضادة تماما…
فإلين طفل بريء بهالة مريحة وابتسامة رائعة إضافة إلى أنه اجتماعي وسريع الاندماج مع الآخرين رغم لديه بعض من العيوب لم تظهر لها بعد… وبالنسبة لستيفن يمكنك القول بأنك ستشعر وكأنك في جبل جليدي إن وقفت أمامه… في جو من الضغط ونية قتل واضحة…حسنا… يمكن القول فقط في حالة ما: هذا ما يشعر به الشخص الغريب… لأن الأمر مختلف مع عائلته… تعلق الصغير بإيزيل لدرجة كبيرة خلال الأسبوع الذي مضى …كما أعجبته فكرة أن تكون إيزيل أخته الكبرى… فلطالما أراد أختا كبرى
“أختي إيزي ، جربي هذه الكعكة”
تحدث إلين على طاولة الشاي برفقة والدته …كان يعرض على إيزيل كل أنواع الكعك التي يعرفها ليعرف بها أيهما تفضل …. استمتعت سيلفيا بإلين الذي يتحدث مع الأخرى ويجعلها بذلك تتحدث معه بطريقة أو بأخرى…فقد بدا أنها قليلة الكلام ولا تتحدث عن نفسها إلا قليلا …ماذا تحب؟ وماذا تكره؟ .. ماذا تشتهي؟ وما الذي تريده من أشياء تنقصها؟ … هي تسأل عن بعض الأمور وتتحدث عن هذا وعن ذلك ولم تكن تستحي أبدا من ذلك…حتى أنها تتحدث براحة مع الدوق الذي يخشاه جميع الخدم… لكن يبقى هناك شيء مفقود داخلها وستيفن يعرفه جيدا… ربما لأنها يوما ما شعرت بالخذلان من شخص كان يعد والدها والآن تعاقب نفسها بالصمت والتحمل بنفسها …الفكرة كانت قاسية على مجرد طفلة لم تعش يوما معنى الأب ولم تجربه أبدا..
أما هي نظرت للكعكة التي قصدها وبقيت صامتة.. منذ أن جلسوا هنا وهو يتحدث عن هذا وعن ذاك وهي تجاريه في الحديث …. ربما حديثه كان كثيرا لكنه لم يزعجها بتاتا:
“إنها لذيذة جدا ، جربيها”
ألح مرة أخرى على تجربة قطعة مختلفة عن سابقتها وها هي تتنهد بحسرة وتأخذ قضمه باستسلام لعيونه المشعة التي تنتظر ردها:
“كيف كانت؟؟؟”
سأل سريعا ما أنهت القضمة …كانت تنظر إليه لتقول مجيبة بهدوء:
“لذيذة”
“أخبرتك ، إنها لذيذة ، صحيح”
أومأ براحة متحدثا مع نفسه وتحدث سريعا مقربا عدة أنواع أخرى لتجربها فأشعر الأخرى ببعض الارتباك:
“ما رأيك أن تجربي البقية؟ … هذه …. وهذه …وهذه أيضا لذيذة …أوه جربي هذا طعم تارت التفاح لذيذ أيضا، وكعكة الفراولة، أوه تشيز كيك الشوكولاه لذيذ جدا جربي…. كعكة الفستق ألذ ما صنعته أيادي بيلا…”
براءته وطريقته في الحديث.. اهتمامه المبالغ بها جعل عينيها ترق وهي تنظر إليه.. يجعلها تأكل بجدية دون أن يملئ بطنه بما يحبه.. اهتم بها أكثر مما يهتم لنفسه.. كانت تدرك بأنه يحب جميع الأطباق التي وضعها أمامها وبالأخص كعكة الفستق التي صنعتها الطاهية بيلا كما يقول هو….
“إلين توقف الآن”
ارتبكت سيلفيا بدلا من إيزيل تنظر إليه ولحماسه المبالغ فيه حاولت إيقافه عن هذا… وكلماتها التحذيرية جعلت الاثنان ينظران اليها بحيرة وتتحدث مضيفة تشرح بهدوء لابنها لكي يفهم جيدا ولأنها أمه فهي تعرف جيدا بأنه إذا أحب شيئا فقد يبالغ في افساد أمره:
“إذا أكلت كل هذا ستصبح سمينة و هذا ليس جيدا لصحتها”
استوعب إلين ما قام به وينظر بذهول لإيزيل ثم للأطباق التي أمامه وأردف:
“آه ، مم ، أنت على حق أمي”
تنهدت براحة بعد إقناعه الذي بدا سهلا هذه المرة وأردف متحدثا لوالدته:
“ألا يجب علينا معرفة أيهم هي ذوق، أختي الكبرى إيزي؟”
ابتسمت لفكرته ونظرت لإيزيل تسأل بفضول:
“ما رأيك إيزي ، أي نوع تحبين؟”
“لا أعلم ، أنا لم أتذوقها قبل الآن”
بإجابة دون تردد من إيزيل عبس إلين وقال:
“لماذا ؟ ألا يقدم لكي في منزلك السابق الكعك؟”
ربما نظرة خاطفة مرتها عليه وأبعدت وجهها تنظر للعشب الذي على جانبها مردفة تبعد بعض الشعور السلبي الذي شعرت به هاته اللحظة لكن كلماتها الباردة جعلت الجو متوترا وعبوس الصغير يكبر بين حاجبيه وشفتيه المتجهمة:
“كلا ، لم يفعلوا ، هذا لأنني لست منهم”
“بغيضون و مازالوا يريدون احتجازك عندهم … بالتأكيد لن أسمح لهم بأن يأخذوك مني… أنت أختي الآن …هل فهمت؟”
اندهشت سيلفيا من كلمات الاحتكار الخاصة بابنها وراقبت بصمت… ربما كلماته هي ما جعلتها تهدأ من شعور النفور الذي شعرت به قبل لحظات …عينيها التي لم تبتسم يوما رقت بلطف تربت على رأسه كأخ صغير امتلكته لثان مرة في حياتها فكاراس كان الأول قبله…وأردفت بنبرة هادئة ولكنها دافئة:
“لا تقلق ، لن أذهب إلى أي مكان ، سأبقى مع إلين منذ الآن”
“حقا؟”
برؤية كم أشرق وجه الين ابتسمت سيلفيا وعادت لأخذ رشفة الشاي…وأومأت مجيبة إياه في صمت… كانت الإماءة هي ما سمحت له بأن يتحدث مرة أخرى بحماس أكبر وذلك أشعر سيلفيا بالرعب بعض الشيء…
مضى وقت الشاي مريحا جدا لها واستمتعت رغم أنها كعادتها لم تظهر أيا من ذلك …واليوم سوف تبدأ إيزيل رسميا التدريبات في مقر الفرسان
بمساعدة الخدم وتوصية سيلفيا حصلت إيزيل على بدلة خاصة بالتدريب بشكل فاخر وخاصة للإناث…ذات لون أسود يتخللها بعض الهوامش الحمراء… مزينة ببعض الذهب وإلى ما غيرها من المجوهرات الرسمية… اتخذت سيلفيا لون البدلة من لون عيني وشعر إيزيل لكي يناسب مظهرها أكثر…فسيلفيا تركز كثيرا على المظهر الجيد والأنيق…هذا متوقع من سيدة ذات ثقافة كبيرة…. لم تكن الزخرفة كثيرة في البدلة…في النهاية هي بدلة تدريب لكن بالنسبة لإيزيل كل ما فيها الآن كان إضافيا…كانت تعتقد أن قطعة قماش تستطيع التحرك بها كان أفضل من كل هذا.. لكن بسبب عناد خالتها استسلمت لها…. فيبدوا أنه ليس الدوق من يعتبرها نقطة ضعفه، إيزيل أيضا باتت تعتبرها هكذا.. وأصبح لديها شيء مشترك مع الدوق…
برفقة ستيفن وزين بالإضافة الى سيباستيان اتجهت إيزيل ناحية قاعدة تدريب الفرسان…كان أول يوم لها في التدريب وكان على الدوق أن يهتم باعترافهم بها… ففرسان الفيلق الأول موالون للدوق وولي العهد ومن الممكن أن لا يتقبلوها بصفتها ابنة الكونت هازل أحد أعدائهم…
اجتمع الفرسان بترتيب منضبط في حضرة الدوق و الدوق الشاب…كان هيروك على مسافة بعيدة عنهم…حيث أنه كان مدربهم للأسبوع الماضي لذا فلديه الآن بدلة رسمية سوداء بأزرار مفتوحة في الأعلى ،كان شكله مغريا لبعض الفتيات من الفرسان لكن لا أحد اقترب منه لهالته المظلمة التي تلتف حوله و عيونه السوداء التي تشعرك بالخطر في حال نظرت إليها…على أية حال كان مخيفا جدا مثل وحش مفترس… بالإضافة إليه كان ثلاثة شخصيات قوية…دعنا لا نذكر الدوق الذي يترأس المكان ، و ابنه الذي يحمل هدوء مريحا للمرء… فقط لنذكر الشخص الجديد على اللائحة قائد الفرسان يدعى “كليف “في غياب الدوق…هو المشرف على تدريبهم مع هيروك في الوقت الحالي و يعلم بحقيقته جيدا…
كان ذا بشرة قمحية …شعره الترابي يصل لرقبته ويغطي بعضا من جبهته وصولا لحاجبيه، امتلك بنية ضخمة قوية وتعابير صارمة… بوجود ضغط من الهالة المخيفة في جسده وما زادها رعبا وجود ندبة على احدى عينيه ذات اللون البني… ورغم عمق الندبة إلا أنه يستطيع فتحها والرؤية بوضوح…
نظرت إلى الجميع متقدمة ناحيتهم…حولت نظرها عليهم متأملة وجوههم…الوجوه التي ستتدرب معها منذ اليوم … كانت تنظر بتفحص إلى أن وصلت إليه وبالصدفة التقت عيناهما… التقت عيناها بعيني القائد كليف…. استمر ذلك طويلا ولم يزح أي منهما النظر عن الآخر…عبس كليف من الأمر. كانت المرة الأولى التي يتم فيها النظر إليه من قبل طفل بنظرة كهذه وكأنها تحدي بينهما… وعبوسه كان سببه نظراتها الهادئة.. نظرات لم يرها في عيني طفل سوى ولي العهد …لسوء حظه ها هو التاريخ يعاد مرة أخرى ويتجرأ أحد آخر على تحديه في النظرات …لم تخف منه ولم تشعر بأي رعب من التحديق المطول له …بقيت تنظر إليه بشكل عادي وكأنها تنظر لأقرانها في العمر…في النهاية أزاح أنظاره أولا بإعلان استسلامه عن مسابقة التحديق…
وقف الدوق أمامهم مباشرة ليلقي كليف بالإضافة للين واثنان آخران بجانبهما أحدهما شاب والأخرى فتاة شابة بانحناءة نبيلة وتحية رسمية:
“نرحب بحضرة الدوق و الدوق الشاب”
لم يكتف أولئك الأربعة فقط بذلك وتبعهم بقية الفرسان خلفهم:
“نحيي سيادة الدوق و الدوق الشاب”
تحدث ستيفن بصوت يصل لجميع الحاضرين مع هذا الهدوء الذي عم أرجاء ساحة التدريب:
“ارفعوا رؤوسكم”
تحت أمره رفعوا رؤوسهم واقفين باستقامة بشكل مرتب …في تلك اللحظة احتاروا لوجود شخص جديد بينهم ألقوا بأنظارهم على إيزيل باستغراب والفضول يعلوا وجوه الجميع…
“سيادتك ، هذه… “
أحد الأشخاص الذين كانوا برفقة لين تحدث…وقد كان هذا الفارس فرانك أحد الفرسان الذين أنقذوا إيزيل برفقة الدوق في الغابة الشرقية…كما كان الشخص الذي حمل إيميلي من بعدها.. كان على وشك السؤال مرة أخرى إلا أن نظرة كليف الحادة أصمتته.. لم يمضي وقت طويل حتى تحدث الدوق مفسرا قائلا بلهجته الباردة:
“هذه إيزيل لويان ،و التي ستصبح ابنتي عم قريب”
انفجرت صدمة على وجوه الفرسان وكان أحدهم كليف الذي نظر بتردد لهما… لم يكتف ستيفن بذلك وأضاف جاعلا يؤكد أفكار ما يردده الجميع في عقولهم:
“ابنة الكونت هازل الكبرى و الأميرة موريانا من لوان”
عبس كليف في نطق الكلمة “الكونت هازل” لاحظت إيزيل ذلك العبوس…وفي الحقيقة لم يكن الوحيد هي أيضا شعرت بالانزعاج من اقتران اسمها بذلك الرجل لكنها صمتت لأن هذه طريقة الدوق في تقديمها… نظرت بعيدا لتلاحقها نظرات عديدة منها متوترة ومنها ذات ازدراء واضح ومنها الغريبة…
انزعج هيروك من نظراتهم المشمئزة المقززة ونظر لستيفن الذي كان سبب سوء الفهم وألقى إليه بهالة مخيفة…موجها إياه نحوه لوحده… بالمقابل كان رد ستيفن على ذلك ابتسامة مسلية …بالطبع كان مستمتعا لإزعاج الآخر… فلطالما كانا هكذا… لم يلاحظ الكثير مواجهتهما إلا أن زين وسيباستيان الشاهدان على كل ما سبق لاحظا ذلك…فارتبك سيباستيان وتنهد.. أما زين فكان له رأي آخر فالاستمتاع واضح على تقاسيم وجهه… رغم ذلك فهو يعتقد أنّ ما قاله والده الآن جعل الجميع يسيء فهم إيزيل وتحدث مفصحا:
“أبي ، ما رأيك لو شرحت قليلا ، هناك سوء فهم بين الصفوف ، ألا ترى؟”
ربما لأن الدوق أمامهم لم يتجرأ أي منهم على إصدار صوت صغير …لكن هذا لم يجعل وجوههم تتشوه من الصدمة وعدم الفهم… الكونت هازل من ناحية والدوق سبينسر من ناحية أخرى.. بالطبع الأمر لم يكن منطقيا… العلاقة بين الاثنين كالماء والنار… ربما أكثرهم فكر بهذا التفكير السطحي.. لكن كليف والفتاة الشابة التي تقف بجانب فرانك كان لهم تفكير آخر…
أولا لأن الدوق لم يكن ليفكر بخطوة كهذه دون تفكير… ثانيا، السؤال هنا؟ لما قد يضطر الدوق تبني ابنة الكونت هازل بعد موت والدتها… كلاهما يعتقد أن في الأمر سرا …بالرغم من أن تلك الفتاة تخمن السبب لكن وجه كليف كان يوحي ببعض الشك حولها…يشك بأمر طفلة بلغت العاشرة من عمرها.. قد يبدوا غباء من ناحية لكنه متأكد بأنها ليست شخصا عاديا بنظراتها تلك التي لا تعد لطف بعمرها… بقي الجميع صامت فانتظار القادم من سيدهم … لكنه فقط نظر نحوها بهدوء وهي تنظر للجميع وكأنها غير مبالية بما يشكلونه من نظرات نحوها… تحدث جاعلا إياها تنظر نحوه:
“ما هو رأيك؟”
سؤاله جعل جميع الأنظار تتجه صوبها… رغم نظراتها إلا أنها في داخلها كانت حقا تفكر بألف قصة… كان الكره ينهش داخلها منذ ذكر اسم والدها الذي عذب براءتها ورماها مكب الرياح… نظرت إليه تذكّر نفسها أن تبقى هادئة وتحدثت كأن لا وجود لأي شخص سواهما… تحدثت إليه تخرج ما كان داخلها ونظراتها باردة لا تحمل أي مشاعر لذلك الشخص الذي تتحدث عنه:
“أنا لست ابنة ذاك الرجل… و لا أنتمي لمكان كان ذلك الرجل على رأسه”
ربما صوتا كان خفيضا إلا أنه كان مسموعا للجميع.. شعر الجميع بالدهشة واتسعت عينا كليف من ردتها أمام الدوق وانبهر بقوة كلماتها…فرانك والفتاة التي بجانبه لم يكونا استثناء… فقط لين الذي تعرف شخصيتها قليلا بقي هادئا…
ربما لأن كلماتها لم تقف هنا فأضافت بلهجة قوية ويديها تقبضان بشكل قوي حتى كادت العروق تتسلل من بين جلدها الأبيض الناعم:
“المكان الذي لم يعتبر أمي يوما كبشر و استخدمها كذريعة من أجل رفع مكاسبهم ، أنا بالتأكيد لا أنتمي إليه…. لذا أرجوك حضرة الدوق لا تقرن اسمي واسم والدتي بذلك الرجل”
ابتسامة خفيفة اعتلت وجهه على ردها المتوقع… ولأنها عادت لرشدها وشعرت بنظرات الفرسان المصدومة التفتت إليهم وقالت بهدوء تنظر إليهم بنظرات ثابتة لا خوف فيها ولا تردد:
” لم آتي للدوقية من أجل استغلالها … حتى و إن حاولت تفسير الأمر للجميع لا أعتقد بأنه يمكن أن يفسر في يوم واحد لأن أفعالي هي ما قد تبني ثقة الآخرين بي”
ها هي الآن تجعل شخصـ…كلا ليس شخصا واحدا ولكن فيلقا كاملا من الفرسان ينبهر بكلماتها وقوتها في التحدث وثباتها على موقفها وفي وقفتها رغم وجود الدوق… ظلت النظرات موجهة إليها لوقت مطول قليلا… ظلت إيزيل صامتة ولم تضف كلمة أخرى …. إلا أن الضوضاء بدأت تنتشر شيئا فشيئا بسبب حدوث سوء الفهم …
ربما لأنه بقي يحدق بتعابيرها شرد قليلا عن الفرسان ولأنه عاد لرشده عادت نظرته الباردة والتفت إليهم … بسبب نظرته شعر البعض برعشة في أجسادهم … ولأنه بقيت بعض التمتمات الصغيرة تحدث بنبرته الباردة جاعلا الصمت يعود ليحتل المكان:
“هدوء.”
صمت قليلا لينظر للأرجاء وتحدث بنبرة عالية:
“جئت اليوم لسبب محدد ، ليس لرؤية التدريبات”
استغراب حل على ملامح كل من كليف وفرانك… بينما نظر ستيفن الى إيزيل بابتسامة طفيفة لطيفة وربت على رأسها مما جعلها تنظر اليه باستغراب …تجمد جميع الموجودين من الابتسامة التي ترسوا على ملامحه وخاصة كليف وفرانك بينما ابتسم زين وتنهد سيباستيان مرة أخرى…
ألقى هيروك هالة مرعبة نحوه مباشرة ونظر اليه بنظرة مخيفة برسالة مشفرة مفادها ‘انـــزع يــــدك الـــقـــذرة عـــنـــها، حــــالا’ … بادله ستيفن ابتسامة مسلية بذلك وأعاد أنظاره إلى فرسانه الذين ينتظرون شرحا وقال بملامح مرتخية جعلت الشكوك تثار داخلهم… لم تستطع أعينهم تصديق أن هذا الشخص الذي أمامهم والذي ينظر إليهم نظرة مرتخية كان الدوق سبينسر الذي يشاع عن برودة أعصابه…
“إيزيل ستصبح عضوا متدربا في الفرسان ، و ستبدأ التدريب من الآن”
نظر كليف بتعجب نحو إيزيل ثم أعاد أنظاره ناحية سيده مردفا بسؤال:
“لكن سيدي ألم تقل أنها ستصبح أميرة دوقية سبينسر عما قريب ؟. لكن هي-…”
“أتفهم قلقك”
كلماته التي قطعت في المنتصف من طرف شخص لم يتوقع منه أن يتحدث والتفت إليها بنظرات مستغربة ولا تخلوا الحدة منها لكن هذا لم يخفها وأردف سائلا باختصار:
“كيف؟”
“أنا ما زلت لا أنتمي لهذا المكان بعد لهذا أنت ما تزال قلقا من أن نخسر المحاكمة أو أن أنقلب على الدوقية و أصبح عدوا لها”
أجابت بثبات دون أن تزيح نظراتها الباردة عنه قائلا بنبرة جدية:
“لكن ، لا يوجد قلق ، ذلك المكان… أنا لن أعود اليه… لن أعود للرجل الذي لم يعتبرني يوما جزء من دمه…حتى و إن خسرت الدوقية المحاكمة فسأكون أول من يدمره بعد ذلك… فأنا أفضل الموت على العودة لجحر ذلك الرجل”
ربما نبرتها وطريقة كلامها جعلته يندهش متسمرا مكانه… جعلته يعتقد بأنه أخطأ الحكم عليها… كلماتها لم يرى فيها أي درجة من الكذب… كانت جديتها بالغة جدا جاعلة إياه ينشئ ألف حكاية وقصة من أجلها… ساد الصمت بين الفرسان ناظرين بينهما… ثبتت نظرات كليف ولم تتزحزح من النظر إليها… ربما طريقته جعلت أحدهم على الجانب يعبس… كان ذلك هيروك الذي كان يشعر بأي إهانة لسيدته هي له… ولا يهتم إن عادى العالم أجمعه من أجلها…
شخصية أخرى تحدث تغيرا في تعبيراتها… لقد كان ستيفن الذي تبسّم من ردات فعل كليف… لمعرفته أن الآخر أكثر شخص موالي للدوقية وأي شيء صغير يجعلها في خطر ممن الممكن أن يشك به… شخصيته الحذرة سمحت لستيفن أن يعطيه احترامه الكامل… لقد كان من أكثر الأشخاص الذين يثق بهم…ويثق جيدا بأنه لن يخذل إيزيل… ربما زين الذي وجد أن الأمر لم يتوضح بعد تحدث جاعلا انتباه الجميع يتجه نحوه:
“إيزيل لويان ، صحيح أنها ابنة الكونت هازل الكبرى لكنها لم تكن كذلك من ناحية أخرى”
عبس كليف جاعلا من نظراته الحادة تعبر عن عدم الفهم، ولم يطل الأمر ليضيف زين بعد صمت قليل:
“وجدناها أنا و أبي و بعض الفرسان وسط فرقة مغتالة من المرتزقة”
“هاا”
أصدر بعض الفرسان صوتا مشابها… اعتلت وجوههم بعض من الصدمة والاستغراب… نظروا بينه وبين المقصودة التي تقف بجانب سيدهم بهدء وبنظرات باردة… لقد كانت ابنة الكونت التي كان يجب عليها أن تعيش تحت القصر باسم البذخ والترف… لم يعلموا ولم يفهموا أيا ما ذكرته إيزيل سابقا سوى الآن… لقد تعجبوا من الأمر… ابنة الكونت هازل غير محمية !!!؟؟… لم يكن الأمر منطقيا بالنسبة إليهم…
“طفلة بعمر العاشرة ، ابنة الكونت هازل ، كيف من الممكن أن تكون في الغابة الشرقية ليلا وسط مغتالين من المرتزقة ، أعلم مدى كرهكم للكونت و لكن إيزيل لا علاقة لها ، هل تتوقعون أن هناك أبا يحاول قتل ابنته؟”
كلمات تليت من شفاهه كانت صدمة على الجميع… فقط لين الذي كان يعلم بقصتها كان ينظر للأمر بهدوء… كليف الذي شعر بالصدمة ارتجفت عيناه نتيجة تأثره بما حصل… فرانك الذي علم للتو ما حدث مع تلك الطفلة التي أحضرها مع الدوق الدهشة لم تفارقه منذ أن تحدثت إيزيل… أما الفتاة الشابة الجديدة والتي كانت بجوار الآخر نظراتها كانت مختلفة عن البقية، لقد نظرت لإيزيل بنظرة غريبة لم يعلم أحد ما فحوى رسالتها…
“زين”
أمسكت كم زين مطالبة إياه بالتوقف…صحيح أنه فهم ما كانت تتحدث به نظراتها المرتبكة لكنه لم يرد التوقف… ليس الآن… هو لا يريد أن يجعلها تعيش تحت شك الآخرين… يكفيها ما عانته في السابق أرادها أن تعيش بطريقة مريحة هنا كأخت له دون شك، دون نظرات مزعجة… يريد فقط أن تلاحقها نظرات الاحترام… كان ولا بد منها أن تلح عليه إلا أن يدا كبيرة ربتت على رأسها جاعلة من انتباهها ونظراتها تتجه نحوه تنظر إليه يبادلها تحديقا دافئا يهمس بهدوء:
“لا بأس بذلك ، زين يريد حمايتك”
كلماته الدافئة ونظراته اللطيفة جعلت عينيها ترق شيئا فشيئا ربما لأنها شعرت بنفس المشاعر الغريبة التي داهمتها في أول يوم تستيقظ فيه على أحضانه… بدت وكأنها منومة مغناطيسيا تومئ وكأنها فقط تعيد ما قيل لها تنزل رأسها للبعيد… حركتها تلك جعلت الطرفين يبتسمان بخفة…. عاد ستيفن ونظر إلى ابنه بنظراته الباردة مزيحا ابتسامته لإيزيل بسرعة خيالية وكأنها لم تكن موجودة من الأساس… كانت نظراته تأكيدا على المتابعة التي جعلت للآخر فرصة للتحدث بجدية:
“الأمر مثلما أنتم تفكرون… الكونت هازل حاول قتل ابنته بطريقة غير مباشرة… الكونتيسة السابقة، والدة إيزيل، الأميرة موريانا رون لوان ،كانت صديقة أمي منذ الطفولة ،الجميع لا يشك بطيبتها… فقد ساعدت العديد منكم في وقت ما… لذا فلا تشكوا بنية إيزيل… إيزيل ستصبح أختا لي عما قريب و التشكيك بها يعني التشكيك بي… كلا …بل التشكك بالعائلة بأكملها… لأن إيزيل لطالما كانت عضوا منا”
كلماته لم تجد أحد هنا ولم تدخل بقلبه… كلماته جعلت من دمها يتجمد … ربما جملته الأخيرة هي ما حفزت نشاط عيونها التي اتسعت بصدمة… لم يدم الأمر سريعا لتلق نظراتها ناحية القائل عنها ما لم يقل أحد غيره عنها…. نظرت إليه ليبادله ابتسامة دافئة جعلتها تتهرب عاجلا من تحديقاته مخفية تورد وجنتيها… ربما ما سمح للآخر بمعرفة حرجها هو وصول الاحمرار لأذنيها… منظرها الظريف جعل ابتسامته تتسع… لم تدم ابتسامته كثيرا لأنه عبس ما إن رأى تجمد الفرسان الذين أمامه كان عكس والده الذي بقي هادئا… لم يُحدِث أي منهم خطوة سوى كليف الذي تقدم للوسط أمام سيده وتحديدا إيزيل وركع بإحدى ركبتيه على الأرض… حركته جعلت الصدمة تعلوا الجميع…
“نائب القائد؟؟!!!”
“حضرة السيد كليف؟؟؟”
اندلعت صيحات مذعورة ومتفاجئة من قبل الفرسان بفعل كهذا…
انزعج هيروك وكليف في نفس الوقت… ربما سبب ذلك مختلف بين الطرفين لكن الأمر يبقى أن كلاهما تغير وجهه في اللحظة ذاتها، أطلق صرخة آمرة مذكرهم بالأهم:
“فلتصمتوا جميعا ، أنتم في حضرة الدوق الآن”
اعلانه جعل الصمت سيد المكان في صفوف الفرسان… رفع كليف رأسه ناحية إيزيل ونظرت اليه إيزيل بنظرات حادة وعيون قرمزية لامعة:
“سيد كليف ، ماذا يعني هذا؟”
اندهش قليلا من نظرتها القوية وأجاب بجدية متجاهلا الأمر:
“أنا أقدم ولائي لأميرة الدوقية إيزيل لويان سبينسر”
اتسعت عينا إيزيل وشعرت ببعض الحيرة محدقة إياه بهدوء سألت بشك بارز للعيان:
“لماذا ؟؟”
صمت كليف لوقت وألقى بأنظاره ناحية ستيفن الذي أشار له بالتحدث… كانت تلك الموافقة حافزا لقول ما يريده:
“أنا مدين للأميرة موريانا”
كان السبب وراء شك كليف بإيزيل أنه اعتقدها بأنها كانت مثالا للكونت طالما هي ابنته… لم يكن يعلم بما عانته… ولا طريقة المعاملة التي كانت تكرّم بها من قبل أهالي ذلك القصر… صحيح أنها ابنة الأميرة موريانا لكن طالما أن دم ذلك الرجل الفاسد يمشي في عروقها كان من الممكن أن يكون لديها جانب يميل اليه… لكنه كان مخطئا لأن إيزيل كانت فقط تمتلك دماء موريانا فهي لم ترث الجشع والتملك وتلك الصفات المتعلقة بالكونت… هي لم تعلم بكل هذا لم تعلم بما حصل لفرسان الدوقية مع والدتها في الماضي… فلطالما علمت من هيروك بأن والدته ساعدت بعض فرسان دوقية سبينسر في غارة من الوحوش الشيطانية عندما تأذى العديد منهم وكانت هي من عالجتهم حينها…
“لقد بحثت عن أغلى ما هو موجود في الامبراطورية و لكنها لم تقبل ذلك كتعويض لذلك الدين… لم تكن الأميرة مهتمة بالمجوهرات و غيرها من الأشياء… علمت حينها أن أكثر شيء ثمين بالنسبة لها هو ابنتها ، هي الآن رحلت عن هذه الحياة و لا أستطيع رد الدين سوى بأن أحمي ابنتها الوحيدة”
تأثر الفرسان من كلمات كليف الصادقة من القلب الى القلب وغير جميع المناقضين رأيهم ونظروا الى إيزيل لرؤية ردة فعلها … وبينما كليف منزلا رأسه للأسفل نطقت الأخرى:
“ارفع رأسك”
رفع رأسه اليها ونظر بثبات بكلتا عينيه…
“هل تفكر في حمايتي لأنني ابنتها؟…. أقدر أنك تريد رد الدين ولكنني لست أمي”
في البداية سألت سؤالا تعتقد بأنه لا يجب الجواب عليه لأنها بذاتها تعلم الجواب… وكلماتها التالية جعلت الدهشة والاعجاب يعلوا ملامح وجه الآخر…لم تتوقف هنا وأضافت:
“أنا مختلفة عنها ، قد لا أكون عند حسن ظنك”
صمت كليف ونظر ستيفن وزين الى بعضهما…مدركين بأن كلمات إيزيل كانت جادة وخالية من النفاق… عندها ابتسم كليف وقال بثقة:
“لا بأس عندي بذلك “
احتارت قليلا عند اجابته، ظنت بأنه سيتوقف عند ذلك الحد لكنه فاجأها عند قوله للتالي:
“لأنني واثق بأن الدم الذي يجري بعروقك نصفه ينتمي اليها”
اعتلت الدهشة وجهها مرة أخرى هذا اليوم وتنهدت قليلا تنظر إليه ولعيونه الثابتة.. تعلم أنه صادق وتعلم أن تلك العيون لم يوجد بها أي جزء من الكذب لكنها لم تعرف سوى أن تقول مبعدة تحديقها عنه:
“لا بأس ليس لدي ما أقوله بعد ذلك”
“إذا؟؟”
تحدث ستيفن جاعلا الحيرة ترسوا وجهها الصغير ليردف متمما:
“هل تقبلين ولائه؟”
صمتت إيزيل ثم نظرت الى الآخر والذي كان ينتظر ردها…فتنهدت باستسلام:
“حسنا ، أنا أقبل بذلك”
انحنت شفاه كليف بابتسامة راضية لكنها تحدثت مضيفة شرطا:
“لكن يجب عليك تدريبي المبارزة ، هل فهمت؟”
أنزل رأسه بطاعة مجيبا:
“أمرك”
اعتقدت أن الأمر انتهى عند هذا الحد لكن عينيها تحولت للفرسان الذين تقدموا كان أولهم لين ثم فرانك وتبعتهم الفتاة الشابة بابتسامة جميلة راكعين جميعا على أقدامهم قائلين بصوت واحد:
“نعطي ولائنا للآنسة إيزيل لويان سبينسر”
ماذا؟؟؟؟
ما اللعنة؟؟؟؟
لم تعتقد أن الأمر سيؤول إلى هذا الحد وامتلأ وجهها رعبا، ربما لم تشعر في حياتها بشيء مثل هذا من قبل وتراجعت خطوة… ألقت بأنظارها نحو زين وسيباستيان… فهزا بكتفهما باستحالة والابتسامة المسلية على وجهيهما، بينما ربّت ستيفن على رأسها فتنهدت باستسلام… وارتسمت ابتسامة راضية على وجه ذلك الأسود الواقف بعيدا عن الجميع….
*************************
انتهى الفصل
الفصل يحوي أكثر من 4100 كلمة…
رأيكم بالحكمة في البداية؟
الشخصية الجديدة؟
إلين و مشاغبته؟
بيشبه أمه…
ماذا عن كليف قائد الفرسان؟
نظرته الأولى لإيزيل؟
مفاجأته في الأخير بأنه هو أول من أعطى ولائه لها…
توقعتوا هذا الشيء أم لا؟
و في النهاية الصدمة 😂؟؟؟؟
***
يتبع….
حساب الرواية على الواتباد:
حسابي على الأنستغرام: