For anyone who hurt my mother - 07
ربما لم يبدأ إنتقامي …
لكنني سأتأكد من أن أكون أول من يحرك البيدق…
🫧🫧🫧🫧🫧🫧
نظرت إلى المكتب جالسة على احدى الأرائك المصطفة جانبا وقد كان وجهها يوحي بأن الوقت خاطئ تنظر إلى كل شيء عداه هو… ربما الحرج ما يمنعها من رؤية وجهه …هو الآن جالس أمامها ينتظر تحدثها بينما يستمتع بحرجها… ربما حرجها الأكبر في الوقت الذي استغرقته في التفكير…رغم أن ستيفن لم يهتم حقا بالمدة التي كانت تنوي قضاءها في ذلك، لأنه سينتظرها مهما كلف الأمر…ومهما طال الوقت من ذلك…
خمسة أيام وأربعة ليال كانت مدة قصيرة ليستطيع المرء اتخاذ قرار مهم في حياته كهذا القرار …أي شخص قد يرتبك في ذلك.. قد يخاف.. قد يتردد.. لكن التفكير بحكمة قد يوصلنا للقرار الحاسم…
ها هي الآن بعد أن اتخذت قرارها حول الأمر وبشكل نهائي تجلس أمامه دون أن تستطيع نطق حرف واحد … تحدثت مستجمعة شجاعتها:
“يبدوا أنني أتيت في الوقت الغير مناسب”
“لا بأس، ما لديك أهم من العمل الذي على المكتب”
ابتسامته جعلت الأخرى في حيرة من أمرها لتسأل مستذكرة أنه لطالما نظر إليها بهذه النظرة:
“بالمناسبة لم أعتقد أنك شخص قد يبتسم”
لعل دهشة صغيرة اعتلت ملامحه الحادة لكنه عاد وابتسم بخفة ليقول:
“هل تعتقدينني هكذا بسبب الاشاعات المنتشرة؟”
صمتت صمتا مجيبا على سؤاله، نظراتها كانت إجابة ليتحدث قائلا:
“حسنا ، الاشاعات صحيحة بالفعل”
عقدت حاجبيها من تصريحه فملامحه التي يظهرها لها كانت عكس ما قاله وأردف مفسرا:
“أنا كنت شخصا لم أعرف حتى طريقة الابتسام في السابق”
“إذا كيف… “
ابتسامته الخفيفة لم تختفي وهو ينظر لتعابيرها الفضولية مجيبا:
“السبب هو سيلفيا ، هي الشخص الذي غيرني”
اندهشت قليلا من إجابته الصريحة. وفاءه لزوجته وحبه لها ينبض من عينيه رغم حدة شخصيته التي سمع بها الجميع… تأكدت بأن خالتها حصلت على زوج مخلص جدا…على عكس والدتها التي عاشت الظلم منذ ولادتها… لم تعرف ولكن مشاعر سلبية اجتاحتها عند تذكرها وأبعدت عينيها عن الدوق وتمتمت بصوت منخفض:
“لم أعلم بأن الناس يمكن أن تتغير”
التقطت آذان ستيفن كلماتها ليردف قائلا بنبرة بدت لطيفة على مسمعها:
“يمكن لإيزيل أيضا أن تتغير”
رفعت رأسها ناحيته وأجابت بوجهها البارد:
“لا أعتقد أن هذا سيحدث”
لم يكترث لنظراتها الباردة وأجاب بكلمات ذات مغزى:
“لا أحد يعلم ما الذي يخبأ له المستقبل”
لعلها لم تكن كلمات عبارة يقولها دوق كان يوما لا يظهر إلا تعبير البرود ليغدوا شخصا بملامح ذات رقة بالغة… لقد جرب ما جربته إيزيل ذات مرة ولأنه يعرف شعورها فهو أكثر من يفهمها من بين الجميع لكن لا تزال بعض الأمور غامضة حتى الآن و لا يزال يكتشفها شيئا فشيئا… كان يتمنى أن يظهر شخص ويستطيع تطهير قلبها من كل هذا الألم … ولم تكن الوحيدة التي تمنى لها هذا… ذلك الشخص أيضا يستحق الأفضل …فهو وإيزيل يتشابهان في الكثير من المواطن..
في وقت لاحق تم احضار الشاي برفقة سيباستيان وبعض الخدم… تم سكب الشاي لكل منهما مع بعض المرطبات على الطاولة التي أمامها …وخرج الخدم ما إن أتموا عملهم لحساسية الموضوع وفقط سيباستيان الذي بقي واقفا خلف ستيفن يناظر إيزيل التي أمام عينيه… ارتشف الشاي بهدوء وعينيه لم تزح عنها أبدا ليقول مردفا بادئا الموضوع بنفسه:
“حسنا ، ألا تودين قول ما جئتِ من أجله”
كان يعتقد أنها متوترة.. ربما …لكنها لم تكن كذلك لعينيه…يراها ترتشف الشاي بكل ثقة لتنظر إليه بهدوء … نظرت إليه في صمت فقط ولم تقل شيء لوقت وجيز حتى تحدثت أخيرا ملقية الموضوع المهم والذي عرفه كلاهما:
“بشأن أمر التبني ، لقد اتخذت قراري”
وضع كأسه على الصحن الذي في الطاولة و نظر اليها بترقب… ربما لأنه كان مهتما جدا بأمر التبني و أكثر مما يتصوره أي شخص …لعل ذلك راجع لما سمعه من هيروك لطرق الكونت في تعذيب طفلة لم تبلغ العاشرة سوى قبل أيام ….لا ينكر أنه متوتر لمعرفة جوابها …بالرغم من أن التبني من قبل دوقية سبينسر ما يتمناه العديد من الأطفال لكن لعلمه أن إيزيل ليست طفلة طبيعية فهو يدرك بأن حجم تفكيرها تفوق على من بمثل عمرها …و دليل ذلك استغراقها التفكير لمدة خمسة أيام … فكرة رفضها لم يكن شيئا أراد سماعه حقا … لكنه فكر بخطة بديلة إذا حدث هذا على الأقل إذا عادت لذلك القصر فلن يسمح بإيذائها مرة أخرى…
من ناحية أخرى كان سيباستيان متوترا وكان ذلك بارزا للعيان فعرقه الذي ينسكب على جبينه من شدة التوتر جعل بشرته تلمع مع انعكاس الشمس من خلال الشرفة والنافذة، فقد كان المكتب مطلا على إشراقة الشمس…
ربما تفكير الاثنين جال في المكان كثيرا لوقت متواضع ليردف ستيفن قائلا والجدية تعلوا ملامحه الحادة:
“إذا ما رأيك”
كان يعتقد أنها ستجيب مثلما تحدثت سابقا لكنها صمتت وبدت العقدة الصغيرة التي تشكلت على حاجبيها جعله يدرك بأنها متوترة قليلا.. فلربما توترها لم يظهر في البداية لكنه الآن رآها وارتخت ملامح وجهه قليلا … كان جهدها لقول جوابها جعله يدرك جيدا الجواب الذي اتخذته وكان ما قالته في اللحظة التالية مؤكدا ظنونه:
“…في الحقيقة أنا…. أنا.. أقبل العرض…”
استرخى وجه سيباستيان وابتسم ستيفن بخفة… ما قرأه في ملامحها كان حقا صادقا… أصبح يدرك بأنها ليست شخصا مراوغا وأنها تريه وجهها الحقيقي… ربما هذه الطفلة مثله حقا لأنه لطالما كره تغير الأوجه من وقت لآخر …لم يعتقد يوما بأن هناك من سيكون مثله غير ذلك الرجل في الماضي… لكن الآن أدرك بأن هناك وجود آخر مثله… نظر إليها ليرى أنها لملمت شتات نفسها تقول له بكل جدية:
“أقبل أن أكون ابنتك”
ضاقت عيناه في هاته اللحظة.. أدرك بأن كلامها لا بد وأنه متبوع بـ “لكن” وها هي الأخرى تضيف جاعلة لما استوعبه يتحقق:
“لكن لدي شروط”
“أي شروط؟”
ربما تجعيدة رُسِمت على حاجبيه دون أن يدري وهو يسأل تباعا…. والآن يراها تضع طقم الشاي خاصتها على الطاولة، واعتدلت في جلستها لتضم يديها فوق بعضها على تنورة الفستان الذي كان يصل لركبتيها فقط…ثواني من ذلك حتى رفعت عينيها نحوه وقالت:
“في حياتي بأكملها لم أهتم يوما لأمر الرفاهية و المكانة و لكن ما أهمني دائما هو أمي و ايميلي و هيروك فقط “
“هل له علاقة بـ بلاكي و الفتاة؟”
بلاكي؟ …
هل قال لهيروك بلاكي؟ …
رمشت قليلا تصيغ ما قاله من جديد في عقلها، ظنت لوهلة بأن ما سمعته كان خاطئا لتنظر للدوق بغير فهم ولم يبخل عليها قائلا:
“إنه الاسم الذي وجدته ملائما لتابعك”
أمالت إيزيل رأسها وهو كان ينظر إليها باستمتاع …اعتقدت إيزيل أن علاقتهما بدأت تتحسن ولكن لا لم يكن الأمر صحيحا.. هيروك يبقى صامتا فقط حينما تكون بجانبه لكنه لا يفعل ذلك من وراء ظهرها…في المرة الماضية بالكاد أمسك هالته القاتلة لكيلا يقتل الدوق من أجل هذا الاسم الشبيه باسم الجرو…
هزت رأسها لتبعد الأفكار عنها عائدة للموضوع الأساسي:
“…الأمر يتعلق بي أيضا”
استغرب ولكنه لم يتحرك وإنما نظر إليها وأردف سائلا:
“إذا ما هي شروطك؟”
“أولا أريد من ايميلي أن تعمل لديك …. ليس كخادمة بل مبتكرة أجهزة سحرية… فإيميلي خـيـمـيـائـيـة بالـفـطـرة”
“بـ… بالفطرة؟… “
الصدمة لم تحل على وجه سيباستيان الذي تمتم بغير تصديق فقط … ستيفن أيضا لم يستطع التحكم بملامحه و اتسعت عيناه هو أيضا …لم يتوقع وجود شخص كهذا في إمبراطورية كارتا… لطالما كانت كارتا معروفة بسحرتها و لديها نقص كبير بالخميائيين و في الحقيقة هم نادرون جدا… و وجود خيميائي بالفطرة هو معجزة كبيرة …لطالما كانت الاميرة موريانا بارزة و أدهشت الجميع في الكثير من الأشياء و الآن و هو في كل مرة يستمع لكل الكنوز التي كانت بجانبها فلا يستطيع المرء قول المزيد من ذلك…ابنتها إيزيل التي امتلكت سحرا منقرضا من الامبراطورية منذ زمن طويل ..و تابعها الأسود الذي كان يملك سحر ظلام لم يشهد له مثيل من قبل بالإضافة لأنه لا يزال حتى الآن لا يصدق أنه مجرد حصان فقط فهاته الفئة من الآلجين لم تمتلك يوما سحرا بمثل هذا الكمّ … و الآن و أخيرا الفتاة التي كفلتها و أحضرتها معها من لوان امتلكت سحر تركيب الأجهزة .. خيميائية!!!… والأدهى من ذلك أنها خيميائية بالفطرة !!!… كم مرة عليه أن يتفاجأ بسبب الأميرة موريانا…
“لقد استطاعت ايميلي بمجرد النظر للأجهزة السحرية بمعرفة تركيبتها دون فتحها…هي أيضا مميزة باستخلاص الأعشاب و تستطيع تمييز واحدة عن الأخرى”
“وااو ، هذه موهبة فطرية رائعة”
تحدث سيباستيان بإعجاب شديد … بينما نظر ستيفن إليها وقال مؤيدا لفكرتها:
“هذه فكرة رائعة”
“لكن…”
استغرب ستيفن من قطعها كلامها بـ “لكن” مرة أخرى لتردف بعد لحظات:
“ايميلي ينقصها المعرفة و هذا قد يؤثر عليها”
“هل تجيد القراءة و الكتابة؟”
“أجل ، لقد علمتها أمي في السابق”
صمت ستيفن لوهلة ليتحدث مجيبا على شرطها بهدوء:
” سيكون من الجيد أن يكون في الدوقية خيميائي، سأتولى تزويدها بكل ما يلزمها من مدرس خاص و كتب خاصة “
“أنا سعيدة لأن الفكرة أعجبتك”
صحيح أنها لم تبرز مشاعرها ولكن ذلك كان واضحا له بأنها تنفست قليلا بعد جوابه.. وسألها عن التالي:
“إذا ما الشرط الثاني ؟”
في هاته اللحظة تصلبت …ولا ننكر أن الاثنين قد لاحظا ذلك.. كان السؤال هل الشرط الثاني كبير لدرجة وضع نفسها بهذا التوتر… أمسكت بكأس الشاي وشربت منه القليل لترطب به حلقها ونظرت في كل الأرجاء عداهما… لم يكن إحراجا ولكنها تحاول تجميع كلماتها بهدوء… ولم يكن ذلك لوقت طويل حتى تحدثت واضعة الكأس جانبا وملامحها جدية:
” أريد أن أكون فارسة في دوقية سبينسر”
ربما هذه الصدمة الثالثة اليوم التي يشعر بها سيباستيان على عكس ستيفن الذي اندهش قليلا فقط ليرتب وجهه ويعيد التفكير قليلا بعقدة على ملامحه تبدي عبوسه الطفيف….أن تصبح فارسة أمر لم يتوقعه ستيفن أبدا…ظن أن البقاء في مكان آمن بالنسبة اليها سيجعلها أفضل من حالها السابق لكن هذا لم يكن في الحسبان… لن يكذب على نفسه لأنه كان يعلم منذ البداية أن إيزيل طفلة تفكيرها غير عادي ، ربما توقع أي شيء و لكنه لم يكن هذا…الأمر ليس محرما في الإمبراطورية أن تكون المرأة فارسة بل يتم تشجيعه و بالأخص ممتلكي المانا القوية…لكن إن أصبحت إيزيل فارسة ربما هذا قد يزيد من فرص تعرضها للخطر… ربما هذا ما كان يخشاه و لم يعرف ستيفن كيف سيرفض لذا بقى صامتا يحدق فيها بعصبية رغم ملامحه التي لا تظهر سوى الهدوء فقط…
أما هي فقد تابعت كلامها بعد أن قرأت تعابير سيباستيان وستيفن الذي كان مبهما قليلا:
“أفهم سبب صمتك المطول”
حدق فيها ستيفن بصمت وانتظرها لتتابع:
“لكن أليس من الأفضل أن أصبح أقوى لكي أنقذ الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة”
سيكذب على نفسه إن قال بأنه لم يندهش في هاته اللحظة.. ولم يكن سيباستيان أفضل منه حالا، وتحدثت مضيفة بعد أن راقبت صمتهما:
“من أجل العيش و من أجل الانتقام لأمي و من أجل حماية ايميلي و هيروك الذين دائما ما أرادوا حمايتي… و من أجل مستقبل كارتا”
اتسعت عينا ستيفن وتجمد مكانه… لم يكن من أجل ثقتها ولا بكلامها ولكن تعبيرها وهي تقول كلاما كهذا ذكره بشخص ما.. شخص كان معلمه ذات يوم ونظر إليه بنفس النظرة التي نظرت بها إليه الآن …حادة وقوية وكذلك جدية فيما قالته.. وتلك العبارة الأخيرة بالضبط هي ما أشعرته بتشابه الاثنين فقد قال كلاما كهذا يوما ما..
“الخطر محيط بي دائما… لا فائدة من الهروب إن لم أجد الحل النهائي لأجل العيش بأمان… أليس هذا هو الحل الوحيد من أجل عيش حياتي حرة بأهدافي الخاصة؟”
كلماتها أحلت صاعقة على رأس أحدهم…
تجمد سيباستيان الذي كان يقف بنظرات دهشة واعجاب وابتسم أخيرا بتكلف… وجهه يقول بشكل واضح
‘هل هذه حقا طفلة بعمر العاشرة؟؟؟؟‘
…ظلت التساؤلات تدور في رأس سيباستيان لدرجة الشعور بالدوار… لكن لسيده رأي آخر فقد ابتسم لثقتها و لنظرتها الجادة ليقول بين استمتاعه:
“لم أتوقع بأنك تملكين هذه الشخصية”
صمت قليلا ونظر اليها بابتسامة ذات مغزى مضيفا:
“هذا الجانب منك لا يشبه والدتك أبدا”
اندهشت من كلماته ونظر إليها بنظرات اعجاب …كانت ابتسامته تعبيرا على سعادته التي لا يمكن أن يشعر بها أحد…ربما ما يشعر به الآن مختلف عن أي شعور مر عليه من قبل… الالتقاء بشخص يكافئه في التفكير كان شيئا جميلا ولم يعتقد يوما أن يكون هذا الشخص مجرد طفلة …إن هذه الفتاة الصغيرة ليست كأي شخص التقى به… فريدة من نوعها…مثيرة للاهتمام… بعمر العاشرة ولها شخصية قوية… تصور شخصية إيزيل البالغة…كيف يمكن أن تكون؟؟؟ إنها المرة الأولى.. لا… بل المرة الثانية التي ينظر لشخصيته السابقة أمام عينيه…
“هل تعرف أمي؟”
سألت إيزيل بفضول بعدما تم ذكر والدتها في الموضوع:
“أعرف القليل عنها ، لكني أعرف شخصيتها جيدا فهي سهلة القراءة”
“يمكنني القول بأنك ستقول أن شخصية أمي ساذجة و سهلة الخداع”
“أتقولين هذا عن والدتك؟”
اندهش ستيفن قليلا من تعليقها وهي تقول ذلك بعينين باردتين.. كان يعتقد بأنها ستنفجر إذا قال أحد كلمة سيئة عنها.. لكنها الآن تحدثت مجيبة عنه:
“أليس هذا ما تريد قوله عن شخصية أمي؟”
“المعنى قريب مما تظنينه، و لكن لم أظن بأنك من قد تقول ذلك”
“صحيح أن شخصيتها ساذجة إلا أنها كانت قوية بطريقتها الخاصة”
“أنت محقة”
ابتسم ستيفن لها في كلماتها المقنعة …كلماتها الصادقة في التعبير عن والدتها جعلته يرفع قبعته احتراما لها ….
عاد وتحدث عن الموضوع المهم سائلا إياها:
“إذا ما شرطك التالي؟”
رفعت عينيها ناحيته حينما تذكرت أمر الشرط الثالث
” الشرط الأخير بشأن هيروك”
“أوه ، بشأن بلاكي”
رفع ستيفن حاجبا وتحدث ونظرة استنكار اعتلت وجهه عند ذكر هذا الأخير فكلما تذكر ما فعله في الآونة الأخيرة جعله فقط يستمتع لمظهره.. كان يجد أمر مضايقته أكثر تسلية من التحدث مع زوجته حول مواضيع النساء في المجتمع النبيل…ولطالما اعتقد بأن الأمر كان مملا لكن لأجل زوجته الحبيبة عليه أن يتظاهر بالغباء.. أنظروا كيف سقطت هيبة الدوق سبينسر بسبب زوجته…
لم تلاحظ نظرة الاستنكار التي شكلها عند ذكر اسم هيروك وأضافت ما أرادت قوله:
” أريد أن يكون هيروك أحد مدربي فرسان الدوقية “
اندهش ستيفن قليلا.. أجل فقط قليلا.. لّأنه بعد كل المفاجآت التي قالتها للتو اعتاد قليلا على الأمر عكس الرجل الذي وراءه والذي بقي ينظر إليها بغير تصديق مما تقوله.. ولم يلبث ثواني حتى أجاب واضعا يده على ذقنه يفكر:
“لما لم أفكر بهذا مسبقا؟… ستكون فائدة للفرسان إذا دربوا بواسطة ألجين”
صمت قليلا ليسأل مساعده دون تحريك رأسه:
“سيباستيان ، ما رأيك؟”
“الأمر رائع من هذه الجهة ، من الممكن أن نأخذ الأفضلية أكثر من السابق من فرسان الفيلق الثاني الخاص بالماركيز دوان”
سيباستيان الذي كان متحمسا تحدث فور أن سمع سؤال سيده..
“الماركيز دوان؟؟”
سألت في حيرة عن هوية الشخص السالف الذكر.. فهي لا زالت تجهل هوية العديد من النبلاء في كارتا.. ونظر إليها ستيفن ليجيبها على قدر سؤالها:
“الماركيز دوان هو قائد الفيلق الثاني من فرسان الامبراطورية و هو أيضا من فصيل الأمير الثاني …كما يعرف أيضا باليد اليمنى للإمبراطورة”
بصفة الدوق سبينسر الذي حمل لقب قائد الفيلق الأول للإمبراطورية فان قائد الفيلق الثاني كان الماركيز دوان… والأكثر أهمية من هذا أن كلا القائدين لديهما عداوة، وذلك راجع لتتبع كل منهما فصيلا معاديا للآخر..
فكرت قليلا بوجهها الجامد وهي تستذكر ما استوعبته ليلة الأمس عن الامبراطورة وأفعالها، ربما الآن فكرة ملأت عقلها جعلتها تبتسم … أجل …لقد كانت ابتسامة ولكن …. لم يشعر الدوق بالراحة منها…ربما ابتسامة ساخرة أو ابتسامة شرير وضع خطة بدأ تنفيذها… ولأن إيزيل لا تبتسم عادة كانت فقط اللحظات التي تبتسم فيها.. إما بسخرية أو مكر منها.. هذه الابتسامة مضى وقت لم تظهرها لأحد وكان آخر من رآها هو والدها… فاجأته بذلك لأنه لم يعلم بأن لها جزء كهذا في شخصيتها.. وها هو يكتشف شيئا جديدا عنها… ابتسامة ملأتها بهالة جعلت من سيباستيان يرتبك للنظر إليها فقط … وتحدثت بعد أن نظرت إليه تميل برأسها وتعبيرها لم يتغير فيه شيء:
“إذا ما رأيك حضرة الدوق:”
لم يكن مضطربا ولا خائفا فهو قد قابل عدة أشخاص مختلين عقليا يملكون نفس ردات الفعل.. بل نظر إليها بتعبير هادئ ينتظر كلماتها التالية …ولم تلبث كثير لتستمر بكلماتها التالية:
“أريد تدمير الامبراطورة و لفعل ذلك يجب علي تدمير مساعيها أولا، أي منع الأمير الثاني من خلافة العرش”
لم يتفاجأ من ذلك وبقي هادئا بينما أخذت كأسها لترتشف بعضا من شايها دون أن تزيح نظراتها الباردة وأضافت متابعة:
“أريد مساعدة الدوق لفعل ذلك”
حدق سيباستيان فيها بإعجاب شديد دون نسيان أمر كونه لا يزال يشعر بالارتباك من تلك الابتسامة:
“إذا هل اخترت فصيل ولي العهد الآن”
“كلا ، ما زال الوقت مبكرا على اتخاذي لذلك القرار”
اندهش سيباستيان واستغرب ستيفن من كلماتها متممة بجدية
“بالنسبة إلي الأجدر من يستطيع الجلوس على العرش “
عقد ستيفن حاجبيه باستغراب لما سمعه وأدرك بأن كلماتها ناقصة لتردف متممة:
“أعلم أن الشائعات تتحدث عن جدارة ولي العهد و رغم ذلك لا أريد أن أؤيد شخصا من الممكن أن يعتبرني عدوته، ألست محقة؟”
تحدثت بتعبيرها البارد.. وها هي تزيح تلك الابتسامة المشؤومة عن وجهها… كان بإمكانها تخمين هوية ولي العهد الحذرة.. لأن ما وصل إليه من إنجازات لا يمكن أن يكون مصادفة.. وبما أن الدوق هو داعمه فلا شك بأن الشائعات صحيحة…
بالمقابل ابتسم ستيفن على جرؤتها في التحدث برأيها الخاص وذكاءها رغم صغر سنها.. وأردف سائلا:
“إذا هل لديك مترشح ؟”
هزت رأسها بنفي مجيبة إياه بعد قليل من الصمت:
“لقد قلت بأنني سأمنع الأمير الثاني من الجلوس في العرش و لم أقل بأنني سأختار أحدهم… لطالما أخبرتني أمي أن مسألة الفصائل من الممكن أن تنشأ حربا أهلية و المتضرر الرئيسي هم عامة الشعب “
ابتسم ستيفن من مدى ذكاءها في الاجابة على شيء كهذا وعلى خلافه كالعادة سيباستيان لم يستطع إلا أن يفتح عينيه على مصرعيهما وهو يشاهد طفلة تشرح أمرا يكون صعبا حتى على البالغين فأضافت قائلة:
“الحرب ليست الحل الوحيد دائما و لكن أصحاب النفوذ و المتعطشون للمكانة لا يرون بأن هناك شعبا تراق دماءهم بسبب أنانيتهم …أنا لا أريد أن أصنع شيئا فضيعا كهذا لأشخاص أبرياء لا علاقة لهم بانتقامي… فلا أريد أن أسبب لهم نفس الألم الذي شعرت به يوما”
لم يعد هناك موضع للدهشة في هذا …الطفلة كانت أذكى من المتوقع ولا يوجد نقاش آخر… كانت تنظر للشعب مثلما نظرت والدتها لهم …رغم أنها لا تظهر ذلك إلا أنها حقا تهتم بالأبرياء… ابتسامة لطيفة حلت على ملامح الدوق …كانت ابتسامة مختلفة عن غيرها …ربما شعر ببعض الاعتزاز لما قالته.. أكان فخرا أم حنانا أم رقة منه ولكنه لا يهتم لأنه الآن شعر بأن فكرة جعلها ابنته كانت أعظم ما قد فكر في حياته بأكملها …طفلة قد تخلف العديد من الكنوز وراءها… ليتحدث سائلا عن بانتقامي… أمر ما:
“إيزيل ،إذا كان عليك الاختيار بين الأمراء فمن سترشحين لمنصب ولاية العهد؟”
انتباهها الذي كان منصبا على افراغ كأسها عاد ناحيته وجعلها تشعر بالغرابة لكنه أكد وهمّ قائلا:
“إنه مجرد افتراض لا أكثر …أريد رأيك في ذلك؟”
أومأت بفهم لتفكر قليلا ثم أردفت قائلة:
” ثلاثة”
رفع حاجبيه من اجابتها لتردف متممة كلامها:
“ولي العهد ‘آلان هيستيون كارتا’ ، الأميرة الثالثة ‘إبينيا فلوين كارتا’ و الأمير الرابع ‘جيرمي كارل كارتا’ ، هؤلاء المرشحون الشرعيون لخلافة العرش فقط لا أكثر”
“لما حددتهم بهذا الشكل”
سأل عندما وجد جديتها في الموضوع… فهو متأكد بأنها لم تضع هذا الخيار لأجل لا شيء ولم تخنه حين قالت:
“ولي العهد يمتلك مانا قوية للسحر الضوء ، كما أنه من ذوي الأوردة المزدوجة ، مالك عنصرين من السحر بالإضافة لإنجازاته التي يشاد بها من قبل العامة …الأميرة الثالثة ممتلكة سحر الضوء النقي لم يكن من نفس درجة شقيقها ولي العهد إلا أنها تملك سحرا أكبر من بمثل سنها …الأمير الرابع ، ذو نوع سحر الرياح بالرغم من أن سحر الرياح ليس له علاقة بسحر المؤسس إلا أن قوته ظهرت في سن مبكرة…كما أن السبب الاضافي الذي جعلني أختاره… هو…. لما الإمبراطورة غير مهتمة بطفل ذو موهبة مثله…أما بشأن الأميرة الخامسة فأنا لا أرشح شخصا ليس لديه القوة الكافية وخاصة إذا كان له علاقة بتلك المرأة…فلا بد أن دلالها أسوء من الأمير الثاني”
ابتسم ستيفن لملاحظاتها الدقيقة … كان يدرك بأن إجابتها غير عادية ومرة أخرى تؤكد ذكاءها له جعله ذلك يتحدث مجيبا على كلماتها:
“أعجبني تفكيرك ، أنت حقا ذكية بالنسبة لسنك”
“شكرا على المديح”
ربما تعابيرها رقت قليلا ولكنها تحاشت النظر إليه تكمل كأسها الذي بقي منه القليل فقط غير مدركة أنه قد تم اكتشافها من قبل الاثنين اللذيْن يحدقان بها بابتسامة…
من ناحية أخرى هيروك الذي كان يستمع الى كلامها في علية غصن الشجرة ابتسم وهو ينظر للسماء… ابتسم فخرا لسيدته… لقد كان يستمع لكل ما حدث في الغرفة متجاهلا دعوة الدوق له بالاسم الذي نبذه… اسم الجرو ذاك…
***************
“كيف حال الإمبراطورة بعد سماع الأخبار؟؟؟”
تحدثت الكونتيسة وسط مائدة الفطور وناظريها متجه نحو زوجها وملامحها مائلة للارتباك… كانت العائلة من خمسة أشخاص جالسة حول المائدة يتناولون فطورهم بشكل عادي.. كلا ليس عاديا فالكونت في أوج غضبه الآن وهو يكاد يري تعابيره للحاضرين أمامه… جلست العائلة متناسين وجود عضو لم ينظم لهم … ولكن من يهتم لها… لطالما كانت خارج سجلهم وأرادوا اختفاءها …فقط شخص واحد من بينهم كان له رأي آخر
“عن أي شيء تتحدثين عنه أمي “
سألت إحدى التوائم والدتها بفضول كعادتها:
“هوني ، أصمتي و لا تتدخلي ، هذا كلام للكبار”
حدقت الكونتيسة بغضب وصاحت في ابنتها، من ناحية أخرى أحست الطفلة المدعاة هوني بالظلم.. لم تكن والدتها تغضب منها في السابق ولكنها تنظر إليها بهذه النظرات في الآونة الأخيرة …على عكسها كانت توأمها المدعوة هان تأكل وجبتها بسعادة وغمست لأختها التي بجانبها مواسية:
“لا عليك ‘هوني’…بدلا من ذلك عليكِ أن تكوني سعيدة…سمعت صدفة عندما كان أبي و أمي تحدثان أنهم تخلصوا منها و لن نراها بعد الآن “
عبست هوني غير قادرة على الفهم لتزفر الأخرى بقوة هامسة تجيبها:
“ما بك هوني… أنا أقصد تلك اللعينة…”
ابتسمت ما إن فهمت مقصدها وهمست بغير تصديق مع ابتسامة سعيدة:
“حقا ، حقا…هل حقا تلك المزعجة لم يجدوها بعد؟… أرجوا أن تموت، لا أريد رؤيتها أمامي مجددا”
تجعدت حواجب الطفل ذو تسع سنوات والذي كان جالسا أمامهما “كاراس”… الشخص الوحيد الذي ساعد إيزيل في هذا المكان…لطالما انتظر عودة إيزيل بعد مغادرتها القصر في الصباح لكن هذه المرة لم تعد… مرت أيام ولم تعد، شعر بالقلق من أجلها والتفت لينظر لوالده الذي كان يتحدث مع زوجته:
“الامبراطورة قالت أنها ستهتم بالأمر”
كلامه جعل الكونتيسة تتنفس بارتياح… في هاته اللحظة تحدث كاراس متسائلا بفضول؟:
” أبي ألم تجدوا إيزيل بعد ، لقد مضت أكثر من عشرة أيام على فقدانها و ليس لنا أي خبر عن حالها”
عبس الكونت هازل في كلمات ابنه وأردف بغضب:
“لا علاقة لي بابنة عاقة مثلها”
انزعج كاراس من كلمات والده وشعر بأنه لم يكن عادلا في هاته اللحظة تحدث هجوما نحو والده غير عالم من أين أتت له هاته الجرأة:
“ألست أنت من سجنتها و عذبتها أبي…. وسمحت للخدم بأن يتنمروا عليها… تَذْكُر؟”
كلماته جعلت العروق تبرز على وجه الكونت من شدة غضبه ولم يكن هو استثناء فالكونتيسة لم يعجبها ما قاله والدها …تحدثت هان بدل الاثنين الآخرين وقالت بعبوس على وجهها:
“أنت تحميها دائما ، كاراس ألا تنظر الينا أنا و هوني كأخواتك”
لم يصمت كاراس على مدعاة الأخرى ليردف قائلا ببرود شديد ونبرة تهكم موجها حديثه نحو أختيه:
“أنا لا أجد فيكما سوى الأنانية و الحقد و الكراهية و الغيرة من إيزيل”
“كاراس”
صرخ الكونت في وجه ابنه…إلا أن ابنه لم يأبه لوالده وأكمل كلامه ببرود:
“إيزيل تملك الجمال و الذكاء و هذا ما يثير غيرتن الغبية من أختكن الكبرى… أنتما لا فائدة لكما سوى أنكما أدوات للبيع بالنسبة لأبي”
ارتعبت الطفليتين هان وهوني معا وتجمد الكونت والكونتيسة… كما اندهش الخدم الذين كانوا على زاوية الغرفة… كانت الكلمات التي قالها لم يجرأ على قولها من قبل.. لقد كان دائما هادئا ولم يتحدث حتى على طاولة الأكل إلا قليلا وها هو يفجر قنبلة على كل المتواجدين فيها… غضب الكونت من كلمات ابنه الصريحة وردد بغضب مكبوت:
“كاراس ، أنت-… “
لم يكد يكمل كلامه لأن ابنه قاطعه وأجابه ببرود وهو ينظر لعينيه دون خوف:
“أليس هذا ما تريده يا والدي، أليس هذا منفعة للإريل؟”
تصفيقة للابن العاق..
لقد كان يبرز تفاصيل ما قاله عن إيزيل أمامه…
إيزيل لم تتمرد إلا عندما فعل ما فعله لها وكارس أكثر من يعلم هذا…
لم يستطع الكونت بعد هذا الرد أن يتحدث من كبر الصدمة التي اعتلت وجهه…فكان الصراخ هذه المرة من طرف والدته الكونتيسة:
“كاراس ، هل تعادي والدك من أجل تلك اللقيطة؟”
“أمــــي”
صاح كاراس ببرود في والدته بقوة جعلت صوته يرن في المكان…تجمدت الكونتيسة من هول الضغط الذي لدى ابنها… لم تعتقد أبدا أن ابنها كان يملك مثل هذا الضغط…لم ينتهي كاراس من تحذيرها بذلك وقال بنظرات باردة:
“تلك الفتاة هي أختي”
بدا الأمر وكأن كلماته انتهت عند هذا الحد ولكن لا فقد أضاف بعناية شديدة محذرا بعينيه الباردتين:
“إيـــــاك و إهـــــانــــتـــها”
صمت يلقي نظراته على جميع من في الغرفة وتحدث متمما:
“كما ينطبق الأمر على الجميع”
وقف كاراس بعد أن أنهى فطوره وكلماته التي صدحت في أرجاء المكان وقال بلهجة باردة:
“عن إذنكم”
لم يعلم أحد من أين أتته هاته القوة للتحدث بهاته الطريقة…
تجمد الجميع في مكانهم بما فيهم الكونت، اتجه كاراس للذهاب ناحية الباب متجاهلا الجميع…. استوقفه صوت الكونت الذي ضرب المائدة الفطور بعنف وصرخ مردفا:
“كاراس ، لا تغتر بنفسك كثيرا ، بإمكاني تنحيتك من لقب الوريث”
التفت إليه ببرود شديد ونظر إليه مطولا ملاحظا علو صدره ونزوله مع غضبه الذي يبرز على ملامحه وأجابه ببرود قائلا:
“منذ البداية هذا اللقب ينتمي لإيزيل و ليس لي”
ارتعش الكونت من الغضب أكثر.. كيف لا يفعل وابنه الغبي يذكره بتلك الطفلة مجددا ولطالما تمنى موتها…ولم يلبث كاراس وقتا حتى ابتسم ساخرا وقال متمما كلامه السابق:
“مع ذلك ، فلا يمكنك فعل ذلك”
ألقى كاراس ناظريه للتوأم اللتان ترتجفان من الخوف منه ومن غضب والده وأضاف بسخرية:
“فلا يمكنك أن تترك عهدة الاقطاعية في يد هذه الجرذان”
تعتقدون بأنه أنهى حديثه.. كلا، بل أعاد أنظاره إلى والده وقال مردفا:
“بالإضافة إلى أن أمي لم تعد قادرة على الانجاب ليعطيك وريثا إلا إذا كنت تريد خيانتها مثل ما فعلت بوالدة إيزيل”
قال كلماته تلك وفي نهاية حديثه تحولت نبرتها لواحدة ساخرة..
تجمدت الكونتيسة مكانها في كلمات ولدها الحقيقية فلم يكن زواجها من الكونت عن حب بل كان عبارة عن شهوة منه.. هي تدرك جيدا بأنه لم يحبها ولكنها عكسه.. ارتبطت به حتى مع علمها بأنه متزوج…ووقفت معه عندما كان يضطهد زوجته الأولى… هي لا تريد أن تجرب طعم الخيانة من الشخص الذي تحبه… لكن يا للأسف فمن خان مرة سيخون ألف مرة…
“أنت…. “
بالنسبة للكونت كان كلام كاراس تعديا واضحا جدا فلقد أهانه وهو الآن في أوج غضبه ضاغطا قبضته على الطاولة بقوة مرددا بسخط ونظراته الحارقة تكاد تخترق الآخر…
في اللحظة التالية في مسابقة التحديق بين الأب وابنه اِقْتُحِمَت الغرفة بغير استئذان… نظر الكونت بغضب ناحية الفاعل فلم يكن ينقصه غير ذلك…كما ألقى كاراس عليه بنظرات باردة… كانت مدبرة المنزل هي الفاعل امرأة في منتصف العمر تحمل عينين حادتين كشخص شرير في رواية تملك ندبة حرق تحت أذنها بجانب فكها الأيسر.. سينا الشيطان الذي عذب إيزيل وايميلي بعد وفاة موريانا… كما أنها من حرضت الكونت على معاملة إيزيل السطحية… شخص انتهازي كما أنها محبة للمال… وتقبل الرشاوي بكل سهولة… من فئة أصحاب المصلحة…لكن في هاته اللحظة طغى شحوب على وجهها لدرجة جعل كاراس يشعر بالغرابة…
“ما الشيء اللعين الذي جعلك تدخلين بهذه الطريقة”
صرخ الكونت بغضب مستميت ناحيتها وهو يكاد يقتلها بنظراته الغاضبة …لكنها ارتجفت وانحنت سريعا نحوه وتكلمت سريعا بتلبك:
“…آسفة …آسفة سيدي على هذا الخطأ …لـ… لكن …تـ تلك الفتاة”
عبس كاراس لكلماتها المبهمة وحاول صياغة ما أخرجته بطريقة ما… كما بين الكونت عن انزعاجه من ترددها لكن كلماتها التالية جعلت الهواء يتجمد في محيط المكان:
“تلك الطفلة لقد عادت… “
***************************
انتهى الفصل
فصل يحتوي أكثر من 4100 كلمة…
أولا أبدأ بستيفن و كيف تغيرت نظرته الباردة بسبب زوجته سيلفيا…
الحقيقة في قصة خفيفة بين هذين الاثنين بس ما بعرف ّإذا كنت رح اكتبها أو لا…
سيلفيا طبيعتها المتهورة و ستيفن طبيعته الباردة…
باعتقد إنه هذا الكوبل الوحيد السليم بين الكوبلات الكل في الرواية لأنه الكل تعيس الحظ للأسف…
فما رأيكم أنتم؟
و رأيكم بالشروط التي قدمتها إيزيل؟
حال إيميلي و قوتها؟
و كيف أن هيروك أقوى من المتوقع؟
كل هذه الأمور تم ربطها بموريانا، فما الذي أخفته عن الجميع بالضبط؟
رد إيزيل عن رأيها بالأجدر على العرش؟
لم تختر ولي العهد و لكنها فضل البقاء حيادا..
فلو كنتم مكان إيزيل هل هذا سيكون ردكم أم سيكون شيء مخالف…
البنت طلعت لأمها…
فمهما كانت قدر الكراهية التي تكنها إيزيل لوالدها فهي لن تفرط بأشخاص أبرياء…
كاراس؟
شخصيته؟
رده لأبوه و أمه؟
استخفافه بأختيه؟
****
يتبع…..
رابط الرواية على الواتباد:
حسابي على الأنستغرام: