For anyone who hurt my mother - 03
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- For anyone who hurt my mother
- 03 - الدوق سبنسر -الجزء الأول-
جاء كشمعة أنيرت في دربها…
هل هو حبل النجاة أم نصل المقصلة…
لا تعلم ولكنها ستخاطر من أجل من تحب…
🔥🔥🔥🍁🍁🍁
الحرب …كلمة بسيطة قد ترهب نفوس ذو القلوب الضعيفة ولكن الآن في هذا العالم حيث عالم هذه الرواية… إذا ذكرها الطفل لوالده سوف يرى شحوب تقاسيم وجهه المظلمة من هول الكلمة التي تم نطقها……
لأن هناك حرب قد ولّت وتركت في نفوسهم الخوف فقط …حرب لم يُشْهَد لها منذ قرون …بين طرف الخير والشر …ربما هذا مصطلح سيقودنا نحو أبطال تلك الحرب …
حرب النطاق …حرب حدثت قبل عشرين سنة من الوقت الحالي حرب جعلت القارة تتزلزل من شدة القوة التي ضربت اليابسة حينذاك …والظلام لم يجد مكانا مضيئا إلا اكتساه…العودة لتلك الكارثة التي جعلت الرعب يدب في نفوس الضعفاء كان شيئا لم يتمناه أحدا …
في تلك الحرب عرف عن أسماء ثلاثة أشخاص برزوا وكان لهم فضل في التحرر من تلك الفاجعة …أولهم الشيخ الأول والرئيس الحالي للمجلس…الثاني الإمبراطور الحالي لهيريون …والثالث هو هنا الآن في إمبراطورية كارتا …
دوق يخشاه كل من سمع باسمه…العائلة الثانية بعد العائلة الإمبراطورية …الدوق سبينسر…الدوق الذي ذاع صيته كدوق القارة الأكبر لقوته وعظمة شأنه…
كان يحمل دماء من أنشأ كارتا برفقة أرنولد مؤسس الإمبراطورية… بعائلة ذات دم عريق.. ومكانة عظيمة.. وقوة لا يستهان بها.. ولا ننسى مكانته كمعلم ولي العهد …
هنا والآن الدوق الأكبر للقارة بعد غروب الشمس وانسلال الظلام في المكان في جولة قصيرة أنحاء غابة هادئة ويقصدها العديد من العامة ….. باعتبار الغابة جزء من ملكيته فهو الآن أتى تحت اسم المراقبة …لكن أن يأتي الدوق بنفسه كان الأمر غريبا على الجميع…
لن يفهم الفرسان الذين أتو معه ما كان يفكر به…كل ما يعرفوه هو أن الدوق فكر قليلا ثم أخذ بعض الفرسان وأتى بهم إلى هنا ولكن لم يجدوا أي شيء مشبوه لحد الآن …فقط خمنوا ما الذي يمكن أن يفكر فيه رجل يحمل من الملامح سوى البرود فقط…
ورغم كل الجهد في التفكير لم يستطع أي منهم التخمين بشكل صحيح …بالنسبة له فهو هنا لأنه شعر بشيء …لا يعلم ما هو ولكن شعر بشيء ما موجود في هاته الغابة …
تتساءلون كيف لرجل يعيش في قصره أن يشعر بشيء غريب في منطقة تبعد 50 قدما عنه … لكنه فعل ولأن هذه منطقته كان يضع أدوات سحرية على حدودها بطريقة خفية لا تجعل أيا كان باستخراجها أو إيجادها بسهولة …تلك الأدوات السحرية جعلته يدرك لحركة غريبة داخل المكان …
كان يركب جواده بتعبير هادئ وتقاسيم وجه جادة …ملابسه الفخمة التي تبين مدى هيبته وقوته وعلو مكانته…ورغم هدوءه إلا أن تفكيره بوجود وحوش شيطانية في المكان جعل وجهه الجامد يزداد حدة…
كانت غابة طاهرة لم يتم مسها بأي سحر أسود لذا فالتفكير في الأمر جعل مزاجه من الداخل ينقلب..
“لما يجب عليك الذهاب بنفسك…أبي“
تحدث أحد الأشخاص الذين خلفه بقلق مخرجا إياه من دوامة التفكير الضخمة…كان ابن الدوق سبينسر الأكبر وخليفته في الدوقية كان فتى بعمر 14 عاما بشعره الذي بدا حالكا في الظلام وعينيه الأرجوانية التي ورثها من والده
“هناك خطب ما بالغابة لذا أردت التحقق بنفسي من الأمر“
تكلم الدوق بحزم دون أن يلتفت الى ابنه كان أيضا تعبيره قلقا ……قلقا من أن يكون هذا الشعور له علاقة بالسحر الأسود…كان يرجوا أن يكون إحساسه خاطئا…
“سيدي ، هل له علاقة بالسحر الأسود؟“
سأل أحد الفرسان الذين بالخلف مستشعرين بأن سيدهم لن يكون قلقا إلا لسبب كهذا خاصة وأن هذه الغابة ليست محرمة على أحد يمكن لأي كان الدخول والخروج متى شاء… نظر إليه الدوق بطرف عينيه لثواني ليعيد تركيز للأمام مجيبا:
“لا أعلم ، هناك مانا غريبة موجودة داخل محيط الغابة“
عبس الفتى ذو 14 عاما وهو ينظر لظهر والده سائلا ما يوجد بحوزته بهدوء:
“هل تقصد بأنك لا تعلم إن كانت مانا سلبية أو لا؟“
“هذا ما لاحظته من مستشعر المانا“
مستشعر المانا أو كما أخبرتكم الأداة السحرية المميزة التي تم وضعها على حدود الغابة صنعها الخيميائيون من أجل اكتشاف مانا مجهولة على نطاق معين سواء كانت سلبية أو ايجابية…سواء كانت مانا سلبية من السحر الأسود أو مانا نقية أو حتى مانا مهجنة إلا وتم اكتشافها…
وبينما كان الدوق في مكتبه يجاهد لكي يكمل أعماله المكدسة على ورق طوله قد فاق الطابق الأول من منزله، في ذلك الوقت توهجت بلورة المانا بضوء قوي ينبعث من داخل النطاق الذي تحيطه…. لم يعرف مصدرها….. أكانت سلبية أو ايجابية؟؟؟….
ومرة أخرى هذا ما كان يقلق الدوق سبينسر كثيرا…. فان انتشار السحر الأسود على القارة شيء خطير جدا قد يؤدي ليهلك الناس شيئا فشيئا… بما أنهم لا يريدون تكرار نفس الحرب التي حصلت قبل عشرين عاما….
ومع ذلك فإن مصدر هذه المانا لم تكن من سحر أسود بل كانت لسحر ظلامي والمانا الخاصة بالملثمين… يمكنكم تخمين هويتهم بعد قراءة كل هذا…
وفي ظل تفتيشهم انبعث ضوء قرمزي من أعماق الغابة…ضوء يجعل المرء ينبهر لشدة جماله …لكنه في نفس الوقت ضوء يعمي الأبصار… امتلأت وجوه الجميع بالدهشة والارتباك.. بين الحيرة والاستغراب..
جدية اعتلت وجه الدوق بينما الانبهار لم يختف من وجوه البقية …الضوء القرمزي في العادة لا يعبر على المانا الخاصة بالسحر الأسود أو السحر السلبي…. قال الدوق بعد أن بدأ الضوء يختفي تدريجيا بحزم:
“لنتجه لمكان الضوء“
تحت أمر كلماته القوية انطلق جميعهم ناحية المكان بسرعة كبيرة على أحصنتهم دون توقف في الغابة المظلمة …لينطق الابن سائلا والده بهدوء تام:
“هل يعقل أنه مصدر المانا الحقيقية؟“
“لست متأكدا من الأمر“
هل كانت المانا نفسها التي استشعرتها البلورة؟ … ربما هذا التساؤل الأقرب لذلك.. ربما يبدوا السؤال غريبا ولكن الأب فهم المغزى وأجاب على ابنه بهدوء…
اقتربوا أكثر من المكان الذي لمحوا فيه الضوء وما ان وصلوا حتى تباطأت سرعة الحصان …هدوء تلا على مسامعهم …وكأن الضوء الذي رأوه سابقا كان وهما …كان الوضع عاديا لم يكن هناك شيء غريب في الأجواء بجانب الشلال والنهر المرافق له… كان ذلك حتى صرخ أحدهم:
“سيدي ، أنظر هناك“
التفت الجميع ناحية مكان الصراخ …مفاجأة لم تكن سارة …. لم يرو سوى جثثا مرمية على الأرض… ارتجل الدوق من الحصان سريعا وفعل الآخرين المثل …تمسك الفرسان بسيوفهم جيدا وهم على أهبة الاستعداد لأي طارئ…
تقدم الدوق بحذر دون أي كلمة في منتصف ذلك حذر الابن والده قائلا:
“أبي ، احذر“
“لا تقلق ، سأكون بخير“
نظر الدوق للجثث المرمية على الأرض بعبوس يرتسم على ملامح وجهه… يتساءل عن هوية الشخص الذي فعل كل هذا …ليردف آمرا في اللحظة التالية:
“افحصوهم“
“حاضر“
خضع الفرسان لأمر الدوق وبدأوا بفحص الجثث مسرعين في استكشاف ما يحصل …من ناحية أخرى تقدم الفتى ذو 14 عاما نحو والده واقفا بجانبه يسأله:
“هل تعتقد أن هذا له علاقة بفصيل الأمير الثاني؟“
مشكلة الفصائل …مثل الحرب الباردة.. قتالات سياسية.. مؤامرات في الخفاء…رغم معرفة الحقيقة إلا أن التهمة لا تكتمل دون دليل دامغ.. هكذا كان حال كارتا في هذا الوقت … لذا أجاب الدوق بعد أن نظر إلى ابنه بطرف عين معيدا نظره ناحية الجثث:
“لست أدري ما الذي تخطط إليه تلك الجماعة في الوقت الحالي ، الأمر غامض حتى الآن ،لأنه من الغريب أن الإمبراطورة لم تفعل شيئا في الآونة الأخيرة …ثم لا يمكننا الجزم بأن له علاقة بها فنحن لسنا متأكدين“
تنهد قليلا وهو يفكر في الطرف الذي كان يتم اللعب بحياته منذ كان صغيرا ليقول مضيفا:
“أشعر بالأسف على ذلك الطفل و تلك الصغيرة… بعد موت الامبراطورة السابقة أصبح من الصعب العيش في ذلك المكان“
ذلك الطفل والفتاة الصغيرة.. كان مصطلحا من الدوق حيث يعني بهما ولي عهد الإمبراطورية والأميرة الثالثة الأميرة إبينيا …كلما تتعلق محادثة عن الامبراطورة بشكل فوري تتجه المحادثة نحوهما.
كان الدوق سبينسر أحد أقرباء الامبراطورة السابقة…كانت تربطهما علاقة دم حيث أن الامبراطورة السابقة كانت عمة الدوق…تزوج الدوق السابق جد الدوق الحالي مرتين وأنجب ابنة كانت ولادتها متأخرة لذا ففرق العمر بين الدوق سبينسر الحالي والامبراطورة السابقة ليس كبير بل اثنين او ثلاث سنوات كحد أقصى…
منذ وفاتها كانت لدى الدوق مشاعر مختلطة لم يعرف كيف يعبر عن استياءه… لكنه مازال كان يشعر بالأسى أكثر على الطفلين اللذين بقيا وحدهما دون حماية في وكر وحش متعدد الرؤوس…
“سـ.. سيدي ، هنا… إنها طفلة حية“
صرخ أحد الفرسان بقوة وفزع …. اتسعت عينا الدوق بارتباك …. طفلة؟ …ماذا تفعله طفلة هنا؟.. لم يكن لديه وقت كاف للسؤال بجدية ولأنه اتجه سريعا الى المكان وتوقف حين رؤيته لطفلة ذات شعر أسود فاحم طويل مغمى عليها نزل الدوق على الأرض وفحصها…
“هل هي بخير؟“
أنزل الفتى رأسه ناحية والده ليسأل بقلق…فحصها الدوق جيدا ليقول والارتياح باد على ملامحه الحادة:
“لا يوجد خدش بها ، إنها بخير جسديا“
لم ينتبه الدوق جيدا في البداية لكن رؤية وجه الطفلة القريب جعله يتجمد …ليسمع صوت فارس آخر قائلا:
“سيدي ، هناك طفلة أخرى و هي مصابة بشدة“
“ماذا؟“
قطب الفتى حاجبيه وهو يسمع ما أتى على مسامعه …تحركت جفون الطفلة التي بين يدي الدوق بتعب…مستشعرا بحركتها ألقى الدوق أنظاره ناحيتها ليلتفت الفتى أيضا كونه لاحظ نفس ما لاحظه والده انفتحت عينيها القرمزيتين ببطء…
تلك العيون القرمزية جعلت الجميع يحبسون أنفاسهم …عيون لم يكادوا يرونها في أي مكان في الإمبراطورية …والباهر في الأمر أن العيون التي رأوها كان بها لمعانا غريبا يجعل الناظر إليها يتجمد لوهلة … كان هذا ما فكر به البقية لكن ليس الدوق الذي أكد شكوكه بعد النظر لملامحها فور فتح عيونها …
“من؟“
تحدثت بخفوت شديد…لترجعهم للواقع…لوهلة فقط بدت ذات ملامح متعبة إلا أن اتسعت عيناها فورا مستدركة الأمر الأهم وتحركت بسرعة من يد الدوق، كان الأمر غريبا بالنسبة للرجال الذين بجانبها….. وقفت إيزيل سريعا والتفتت حيث جثة ايميلي وأسرعت اليها صارخة باسمها:
“إيــمــيــلــي“
اقتربت بوهن لا تكاد تستطيع التحرك.. فتعبها الذي تشعر به الآن رمته عرض الحائط وهي ترى جثة الأخرى لا تتحرك أمام ناظريها… أمسكت بجثة ايميلي ويديها ترتعشان وصرخت:
“ايميلي أرجوك افتحي عينيك ، لا تتركيني … إيميلي“
الرجاء لئلا تفقد أحدا آخر …صراخها الذي بدا يائسا …قلبها الذي كان ينفجر دما بدل الدموع التي أبت النزول…كانت الغصة في حلقها لا تكاد تفارقها …. هي الآن ستخسر شخصا إضافيا…هي حتما لا تريد ذلك …لا تريد أن تبقى وحيدة… سأمت من كل شيء…إن كان على أحد أن يموت فيجب أن تموت هي وليس أحد آخر…
كان المنظر الذي أمامهم مؤلما جدا وهم يرون طفلة تترجى أحد أعز من لديها ألا يموت أمامها …شعر الفرسان بالتأثر من المنظر الذي خلفته الطفلة الصغيرة …ليقترب أحد الفرسان ناحيتها خطوات لمساعدتها أو مواساتها..
لا يعلم ولكن منظر تلك الطفلة جعله يقترب… عند اقترابه رفعت رأسها سريعا وشدت بقوة على إيميلي ونظرت اليه بعيون حادة تتوهج بين غضبها ارتبك الفارس من نظراتها الشرسة وأردفت بجمود:
“إياك و أن تقترب أكثر“
في كلماتها الأخيرة انطلق وهج قرمزي من المانا حولها تفاجأ جميعهم من هذه القوة التي تملكها طفلة صغيرة…لكن تفاجئ الدوق كان مرة أخرى لشيء آخر مخالفا للجميع… اقترب منها بدل الفارس الذي تجمد وقال بهدوء عكس وجهه ذو الملامح الحادة:
“لا تقلقي ، نحن لا نريد أذيتك“
أردفت إيزيل بحزم مجيبة إياه دون ترك مكان للتنفس والتفكير:
“و ما الذي يؤكد لي أنكم لم تأتوا من قبل تلك المرأة اللعينة و تابعها الغبي“
فوجئ الجميع بالرد الحازم للطفلة وما فاجأهم أكثر قضية المرأة وتابعها الغبي …دعنا فقط لا نذكر كونها قالت شتيمة وسط رجال محترمين … أمزح.. مستحيل ألا يقول أحد هذه الكلمة إلا إذا كان أبكما … وما لبث وقتا إلا وأكملت لتضيف بحزم شديد:
“أن ترتدوا ملابس فرسان لا يعني بأنكم أشخاص أخيار“
حقا؟ هل هذه حقا طفلة صغيرة حقا؟ … لوهلة ذكرته بشخص لا يحب تذكره … لكن لم يكن شخصا مزعجا لتلك الدرجة …ملقيا أفكاره عرض الحائط تحدث الدوق بلطف لا يستعمله إلا مع زوجته عادة…
“على كل نحن لسنا من رجال الأشخاص الذين تقصدينهم“
صمت ثواني حتى تحدث مرة أخرى مضيفا:
“دعينا نساعد رفيقتك ، هي تنزف وعلينا علاجها قبل فوات الأوان“
ارتخى وجه إيزيل ببطء حين تذكرت أن إيميلي مصابة …كانت تعلم أن إصابتها كبيرة وليست مزحة وإذا لم يتم علاجها في أسرع وقت ممكن فمن الممكن أن تفقدها كذلك …لكنها ولحذرها الشديد تحدثت بشك:
“كيف تؤكد أنك لست تخدعني“
“أقسم لك أنني لست أخدعك“
نظرت إليه مطولا وعيونها القرمزية تقابل عينيه الأرجوانية الحادة… جرأتها على التحديق بالدوق سبينسر دون خوف كان حقا يستحق الثناء… لم يدرك أي منهم ما كانت تقصده بصمتها ولكنها كانت ترى ما لا يراه الآخرون… في النهاية استسلمت لكلماته…
اختفى الوهج القرمزي من المانا الذي كان يعبر عن سحر إيزيل معلنا ارتياحها قليلا … اعتقدت بأن تصديقه في الوقت الحالي هو أفضل طريقة لعلاج ايميلي وأردفت بهدوء:
“أخبرني باسمك؟ … من فضلك“
اندهش الدوق والفرسان من أدبها المفاجئ …قبل قليل كانت نظراتها قاتلة ولا تعرف الرحمة كانت كالقطة التي قد تعظك إذا ما اقتربت منها …
والآن ما هي إلا قطة ودودة تنظر بهدوء ناحية منقذها …ابتسم الدوق بخفة وهو يرى شيئا مثيرا للاهتمام… أراد الاجابة الا أن صوت شخص آخر سبقه في ذلك:
“ما الذي يحدث هنا؟“
التفت الجميع مكان الصوت بما فيهم إيزيل.. شعر جميعهم بالتهديد لنظراته وهالته القاتلة التي تنظر إليهم واحدا واحدا وتترصد من سيجب أن يقتل أولا …أمسكوا سيوفهم محاولين الدفاع في حالة ما إذا كان خطرا …لكن سماع صوت صغير جعل وجوههم تندهش بغرابة
“هيروك…”
وأشرقت عيناها حين رؤيتها للشخص الذي كان أمام عينيها …هو لم يمت …هو لا زال بجانبها حيا …كانت سعيدة لأنه كان بخير..
نظر الدوق الى إيزيل وهيروك على التناوب وسأل ما إن استنتج شيئا:
“هل هو رفيقك؟“
لم تتحدث بل اكتفت بإماءة رأسها كإجابة على سؤاله…
نظر هيروك للجثث ثم الى الفرسان والدوق وأخيرا إيزيل و إيميلي، أظلمت عيناه حين رؤيته لجثة إيميلي وقال بهالة بنفسجية حوله:
“من فعل هذا؟“
ارتعد الفرسان وهم ينظرون إليه وفكر الدوق وهو ينظر لهيروك…‘هالة بنفسجية مظلمة؟‘…
نطقت إيزيل سريعا قبل أن يتهور هيروك ويفعل شيئا مجنون
“هيروك ، هؤلاء الأشخاص سوف يساعدون إيميلي“
خفت الهالة الخاصة بهيروك ومع ذلك بقيت نظراته حادة متجهة ناحية الدوق بطريقة غريبة… اقترب أحد الفرسان من إيزيل وقال بلطف:
“هل يمكنني حملها؟ سوف نأخذها معنا“
شدت إيزيل على إيميلي بإحكام ليردف ابن الدوق بلطف:
“لا بأس سنعالجها لن يصيبها شيء… ثقي بنا“
ارتخت أذرعها معلنة بذلك تفهمها لكلماته ليحمل الفارس إيميلي بحذر شديد نحت أنظارها… أما هي وقفت بصعوبة لتترنح ثم نظرت بفتور إليه حيث كان وحده دون أن يفعل شيء، هذا ليس من عادته؟ في العادة إذا كان الأشخاص حول إيزيل سيقوم بتهديدهم بحياتهم دون أن يتوقف …لكن هذه المرة كان صامتا ولم يفعل شيئا من هذه العادة…ركضت نحوه وقفزت في حضنه تستشعر دفئه… لم تكن تريد أن يكون مجرد سراب… فقط الشعور بدفئه هذا يجعلها تشعر بالارتياح..
بسبب حركتها المفاجئة انفتحت عينا هيروك على نطاق واسع…
“شكرا لك هيروك“
لم يفهم سبب شكرها بالضبط… ما هو؟ … ما الذي كانت تقصده؟ … هل كانت تشكره لأنه حاول حمايتها؟ ولكنه لم يفعل شيئا… لقد أتى متأخرا جدا…لم يستطع مسامحة نفسه على هذا الخطأ…الشيء الوحيد الذي كان ممتنا له هو أنها بخير…
من الجيد أن قوتها أيقظتها في الوقت المناسب …مرة أخرى شعر بإحباط في داخله…شعر بأنه ميؤوس منه …لا فائدة له… حتى لو كان هناك عقد دم بينهما فهو بلا فائدة في الوقت الحالي…
شعر بأنه عاجز عن الكلام… أراد أن يطالبها أن لا تشكره على فعل لم يفعله.. ولكن كلمات إيزيل التالية أوقفته عن التنفس:
“شكرا لك لأنك بخير“
عض شفته السفلى…أحس بالعجز لأول مرة …كان أكثر ما كان يرضيه هي سلامتها لكن للتو كانت ستموت لو لم تفعّل المانا الخاصة بها.. أدرك هيروك حال رؤيته للضوء القرمزي أن سيدته استخدمت سحرها الخاص …
كان يلوم نفسه في داخله ولو أنه استخدم قوته الكاملة منذ البداية لما حصل ما حصل لإيميلي ولما أحست إيزيل بشعور الوحدة…الذي كان يلازمها منذ مدة…لقد أدركت بالفعل أنها ليست وحيدة وأن معها هيروك و إيميلي اللذان دفئا حياتها… شد على حضنها وقال بأسف وندم:
“آسف ، لقد تأخرت“
نظر إليهم الفرسان بابتسامة دافئة الى هذا الحضن الأخوي الذي بين التابع وسيده.
“آآآآآآكك…”
أطلق هيروك صرخة ألم قصيرة وسقط على الأرض…. ارتبك الجميع بما فيهم إيزيل الواقفة مصدومة
“هيرو….“
في خضم نزولها اليه شعرت بدوار في رأسها وأصبحت رؤيتها مشوشة وترنحت للخلف لحسن الحظ أمسكها الدوق وفقدت شعور من حولها كليا ودخلت في سبات عميق…
****************
قد لا يدرك المرء بأنه في منزل غير منزله إلا إذا شعر بأن السرير الجديد لم يُحِب احتواءه … ربما يحصل هذا لأغلبية الأشخاص ولكن ليس هي …كانت نائمة بين سرير دافئ عكس سريرها السابق…
أغطية تكفي لحمايتها من بردها مخالفا لما كان لديها …غرفة كبيرة الحجم كانت تجعل من مكانها السابق ما هو إلا كوخ صغير …تحمل الغرفة طلاة وترتيبا منظما ولائقا…
طريقة فرشها وتكديس بعض من الدمى على الجانب يبين أنها ما هي إلا غرفة طفل.. كانت تحمل رائحة مميزة تجعل النائم مسترخي داخل سباته … صوت العصافير المغردة قرب الشرفة هو ما جعل النائمة تحرك جفونها..
استيقظت على صوت العصافير المنتشر في الأرجاء…فتحت عينيها القرمزية بهدوء وهي ترى سقف غرفة غير مألوف لناظريها… نظرت الى ما حولها غرفة كبيرة بجناح كامل…
غرفة لم تكن تحلم بها في حياتها…في غرفة لائقة وواسعة، كانت زخرفتها وتنظيمها للأثاث متقنا ورغم انبهارها لثواني إلا أن ذلك لم يهمها بقدر المهم الذي طرأ في عقلها الآن.. رفعت جسدها العلوي لترى أن ملابسها قد تغيرت وفتحت فمها متسائلة بعبوس طفيف:
“أين أنا؟“
وقفت من السرير تحوم على المكان تنظر للغرفة بتقضيبة تزين وجهها الصغير…في النهاية توجهت الى باب الشرفة وما إن فتحته حتى دغدغ النسيم اللطيف وجهها، شعرت بالراحة لتنفسها الهواء، تحركت أقدامها للأمام جاعلة من جسدها يشعر بالرياح التي تخترقه، رغم أنها ترتدي ثوب نوم إلا أن ذلك لم يمنع جسدها من احتضان الرياح داخله…
بعد بضع ثواني أخيرا نظرت حولها ولم يكن هناك شيء مثير للاهتمام، كانت شرفة ذات تصميم راقي …مرة أخرى كان هذا التصميم يبهرها..
لا تعلم ولكن بدا يروق لذوقها رغم أن الغرفة بها بعض الأمور التي عبست ما إن رأتها …خمنوا ما هي؟ … إنها الدمى المصطفة.. لا يعلم الجميع شخصية إيزيل أو ما إذا كانت ما زلت طفلة لكنها ورغم صغر سنها لم تحب يوما أسلوب عيش الأطفال..
لننهي هذه المناقشة الغير المجدية.. ليس وكأن هذه غرفتها وسوف تبقى فيها للأبد…. تقدمت بقدمين حافيتين.. نظرت الى ما خلف الشرفة متكئة على الدرابزين لتحدق في المكان الذي احتمت فيه إليه….
ثواني…
ثواني حتى اتسعت عيناها من المنظر الذي تراه…. كان القصر كبيرا جدا إنه حتى لا يضاهي قصر الكونت الذي كانت تعيش به تعاستها… كان المكان واسعا في الأسفل كان يمكنها رؤية حديقة في الأسفل تم تنسيقها بشكل مرتب حيث كان البستانيون يرتبون بعض الشجيرات الصغيرة…
كما يبدوا أنه من مكانها لا يمكنها ملاحظة بوابة الخروج …لا بد أن المكان كبير جدا لدرجة أنها لا تلاحظها أمامها …. من جهة أخرى بإمكانها ملاحظة الخدم يمرون في الأسفل أمام عينيها ذهابا وإيابا …
لأصدقكم القول كان هذا فقط وصفا لما رأته عيناها لكن دهشتها لم تمر سوى ثواني حتى تراجعت لنظرتها السابقة…ناظرة للجميع في الأسفل بنظرات مملة ….
حلق عصفور فوقها وهو يغرد مخرجا إياها من شرودها… طار حولها حتى نزل وحط على طرف أصبعها الذي مدته ليجلس عليه …نظر إليها العصفور لتبادله نظرات لا مبالية لتردف تحدثه:
“هل تعلم أين أنا؟“
عبست في اللحظة الثانية وكأنها بطريقة ما فهمت ما يقوله بين أصواته التي يصدرها لتقول بعبوس:
“قصر الدوق؟“
قصر الدوق؟ …كيف حصل هذا؟ ما الذي أحضرها لهذا المكان؟ في هاته اللحظة تذكرت ذلك الرجل الذي حدثها بلطف …. هل هو من أحضرها؟ …
هل يعقل بأنه هو الدوق المشاع عنه …أفكارها تلاشت عندما فكرت بأهم نقطة وهي حال الإثنين اللذين ستموت لتعرف حالهم …وعادت مخاطبة العصفور ببعض القلق:
“إذا ايميلي و هيروك ، كيف هما؟“
“بخير ، أنت متأكد “
لم تنتظر طويلا إلا وسمعت الجواب تحت التغريدات التي لا يفهمها أحد …معيدة السؤال بارتباك …إلا أن العصفور رفرف بجناحيه قليلا مؤكدا إجابته لتتنهد الآن وأخيرا براحة، سمحت للعصفور أن يطير بحرية في الهواء يفرد جناحيه حولها …في تلك اللحظة قفزت على الدرابزين معطية ثقلها عليه…
مددت يدها للهواء المنعش وأغمضت عينيها ليرتد الهواء على بشرتها سامحة لشعرها الأسود الداكن أن يتمرد للخلف يتحرك مع تحرك كل نسمة ناحيتها… كانت تشعر بالراحة الآن، بالأمان… بعيدة عن كل تلك الفوضى الموجودة في المنزل السابق ….
هذا إن كان يجب تسميته بالمنزل …أبعدت ذهنها عن العالم الواقعي واندمجت مع حبيبات الهواء… بشعور جيد تعمق داخلها…. أصبحت حالتها أفضل الآن….
وكأن هذا الهواء هو علاج لحالتها الجسدية… التعب والارهاق الذي شعرت به حالما استيقظت رحل مع الرياح…فتحت حواسها أكثر وانغمست في الطبيعة التي حولها… من الجيد أن يكون هناك شيء مهدئ كهذا.
“آنسة“
انطلق صوت من خلفها ليقطع أفكارها وظهرت خادمة اقتربت منها ببطء …كان الشحوب يعلوا وجهها.. لم تعرف إيزيل ما خطبها.. وكرد فعل أمالت رأسها للجانب بتساؤل…لكنها رغم ردة فعلها بالاستفسار إلا أن الخادمة بدت وكأنها لم تفهم أيضا ما قصدته إيزيل بتلك الإمالة وكان تعبيرها صارخا رعبا:
“لا بأس آنسة ،انزلي ببطء قبل أن تسقطي للخلف“
لبرهة بقيت تنظر للأخرى التي أصبح لون وجهها قريبا من الزرقة لشدة خوفها وشحوبها…كانت المرة الأولى التي ترى أحدا ينظر اليها بخوف يتخلله القلق ….
نظرت اليها جيدا علها تجد أي خداع في ذلك لكنها رغم ذلك لم تجد …ربما هي خائفة لأنها ضيفة الدوق.. أو هكذا ما اعتقدته …تحدثت الخادمة تخرجها من شرود نظراتها:
“انزلي أرجوك هذا خطر عليك ، ربما تسقطين للخلف ، نحن بالطابق الرابع و إذا سقطت سوف تصبح كارثة“
كانت ترتجف …سماع صوت الخادمة المرتجف كان قد رسم عبوسا على ملامحها…تنهدت إيزيل بعد رؤية صوت الخادمة المرتجف قائلة:
“لا تقلقي سأنزل لا داعي للقلق“
حركت قدمها في الهواء مستعدة للنزول لكنها في اللحظة التي التفت بجسدها كاملا شعرت بتيبس يحتويه وفقدت توازنها للخلف، اتسعت عيناها مع صراخ الخادمة برعب:
“آنسة“
ركضت الخادمة بسرعة نحو الشرفة علها تستطيع اللحاق بها لكن ما إن وصلت الشرفة حتى رأتها تسقط للخلف…
من ناحية أخرى هي التي كانت تحاول الاتزان لتهبط بطريقة آمنة… لكن ما إن لبثت على فعل ذلك حتى تم قطع محاولتها ليتم إمساكها بخفة من قبل شخص ما… رجل لا تعلم عنه شيئا….
اتسعت عيناها وهي ترى الرجل ينزل بهدوء على الأرض… نظرت إليه بعيونها القرمزية التي تحمل من الدهشة ما يعبر عن حالها… بقيت تحدق في وجهه ببعض التأمل…
كان رجلا في الثلاثينيات بالنسبة لإيزيل لا يخفى عليك كونه وسيما… بدا صغيرا جدا رغم كبر سنه.. شعره الفضي النادر الذي بدا مميزا تحت ضوء الشمس عكس ما رأته في المرة الأخيرة بسبب ظلام الغابة…. عيونه الأرجوانية التي بدت داكنة في السابق الآن ترى الخطورة من النظر إليها فقط… كان رجلا ذو خبرة في المعارك وكانت تقاسيم وجهه الحادة تعكس ذلك… كان الرجل نفسه من ليلة البارحة كما تظن هي…
“استيقظتِ أخيرا“
تكلم الدوق وأخيرا لتميز صوته الذي سمعته جيدا للمرة الأولى … كان ينظر لها بعيون دافئة وكأنه ينظر إلى طفله بدل ذلك ينظر إليها كيف بدت متفاجئة…. لكنها الآن عبست …. مدركة لما سمعته… لقد قال أخيرا!!!… هل هي مخطئة… أم أن ما سمعته كان من هذيانها… تحدثت مردفه لتتلوا ما يدور في ذهنها:
“ماذا تعني بأخيار؟“
أعاد الدوق ناظريه التي وجهها للأعلى لبضعة ثواني.. . مدركا حقيقة أنها لا تعلم بعد فأردف مجيبا عليها:
“لقد كنت نائمة لأسبوع كامل“
انتظروا…
ماذا قال مجددا؟؟؟….
هل قال أسبوع… أسبوع وهي نائمة… فزعت إيزيل حين استوعبت كلامه داخل عقلها وردت بسرعة:
“ماذا؟“
“آنسة هل أنت بخير؟…. سيادتك؟؟؟؟!!!!!!“
صرخت الخادمة التي كانت في الأعلى بعد عدم سماع أي ضجة في الأسفل إلا أنها فزعت أكثر ما إن لاحظت وجود الدوق….. لذا وقبل سماع إجابة إيزيل غادرت مسرعة من الشرفة بدا وكأنها سوف تنزل سريعا إلى هنا من أجل تفقدها …كأن الأمر يعتمد على حياتها
تنهدت إيزيل عندما لاحظت الأمر وشعرت بنظرات الدوق الباردة ناظرة للأعلى وتمتمت بخفوت وكأنها تجيب الخادمة التي غادرت:
“أنا بخير“
التفت الدوق ناظرا اليها بهدوء عكس نظراته الباردة التي كان يلقيها على الخادمة
“هل استيقظت القطة النائمة أخيرا“
أتى صوت من خلف الدوق… التفت الدوق وهو يحملها الى الفتى الذي جاء من وراءه… فلم يكن سوى ابنه الذي رأته في ليلة البارحة…. أقصد قبل أسبوع…. إلى الآن ما زالت تعتقد أن ما سمعته كان مجرد هراء …
وما دحض أفكارها سوى التركيز على كلمات الفتى الذي كان أمامها.. بدا أنه يكبرها بأربع سنوات أو خمس… وجهه المماثل لوجه الدوق كان دليلا على كونهما ابن وأب… الفرق الذي بينهما لون شعره وعمره الصغير… بخلاف العينين الأرجوانيتين، كان يحمل شعرا بنفسجيا….
كانت تنظر إليه تارة وتنظر إلى الدوق تارة أخرى لترى مواضيع التشابه والاختلاف… بدى منظرها لطيفا بالنسبة لذلك الفتى الشاب…
“سيدتي“
سمعت صوتا مألوف من مكان قريب لتلتفت سريعا ناحية الصوت…. لم يكن سوى هيروك الذي عبس فور رؤية سيدته بين يدي شخص غريب…
اقترب بخطوات سريعة غير مهتم لهوية الشخص الذي أمامه… كان معه أحد فرسان الدوق الذين قابلتهم في تلك الليلة… توقف هيروك أمام الدوق وقال مردفا:
“أعطني إياها سأحملها بنفسي“
“هاه؟“
رفع ذلك الفتى الشاب حاجبه متعجبا من تصرفه… ونظر بين الاثنين.. هيروك ووالده… كانا ينظران لبعضهما وكأن أحدهما سينقض على الآخر في الثانية التالية…. وتتساءلون كيف مر الأسبوع في ضيافة الدوق… بعبارة واضحة… كان كارثيا…
لم يتقبل هيروك فكرة أنه تلقى مساعدة من قبل الدوق وبقي يتحدث إليه بطريقة غير محترمة… لكن الآخر لم يشعر بأي عداوة… بل كان يعتقد بأن تصرفاته طفولية..
لأوضح الأمر في هاته اللحظة… فقط هيروك من يود الهجوم على الدوق… لأن الآخر ورغم نظرات هيروك التي تقول وبكل وضوح… أنه لا يحبه… بقي يلقي عليه نظرات هادئة… وفي نهاية الأمر تحدث بكلمة واحدة:
“كلا“
زاد عبوس هيروك ونظر إليه بحدة مردفا:
“لا يمكن أن يحمل سيدتي شخص غيري“
“لا أعتقد أن هذا سببا لهوسك بسيدتك“
أجاب الدوق بكل برود بعد أن لاحظ سبب طلبه المفاجئ…
“من الممكن أن تعلق عليها قذرات على جسدها“
رد هيروك بانزعاج من اصرار الدوق…. وأما الشاب الذي بقي ينظر من الجانب فقد ابتسم مستمتعا لما يراه…. على عكس الفارس الذي ارتبك من وقاحة هذا السيد الذي أمامهم …. ليس وكأنه نسي ما فعله خلال أسبوع واحد مع سيده الدوق… يبقى الأمر أنه لم يتعود على شخصيته بعد… لأن هيروك دائما ما تكون شخصيته هكذا… باستثناء إيزيل و إيميلي وموريانا التي توفت… الباقي لا يهتم سواء كانت وقاحة أم غيرها..
بالنسبة للدوق فالأمر لا يهم طالما يكون بعيدا عن أمور الخيانة والغدر…. وهو وحده يدرك جيدا أن هيروك موالي لإيزيل.. بالطبع تجاهل تعليقه السابق أيضا ليذهب عن طريق ممرات القصر لكنه لم يمانع من إجابته بما يليق به:
“ثم يمكنها أن تستحم“
” لا أعتقد أن الاستحمام قد ينزع تلك القذرات من عليها“
تحرك هيروك وهو يتحدث متبعا خطواته… ليلقي الآخر بكلماته متحدثا بنبرة لم تخفى على إيزيل كونه مستمتع:
“بإمكاني احضار أفضل مستحضر للاستحمام من أي مكان في هذه القارة ، لذا لا تقلق“
“لا تتفاخر بثروتك علينا ، حتى و لو قدمت أغلى كنوز الدنيا فهو بالتأكيد لا يليق بسيدتي“
رد هيروك بتهكم وانزعاج لم يخفيه على أحد أبدا… يبدوا أن هيروك لن يصمت أبدا إلا إذا أوقفه أحدا… وبالطبع ليس أي أحد… لتردف متحدثة أخيرا:
“هيروك ، أوقف هذا الغباء“
“سيدتي ، لما أنت متحيزة مع شخص غريب؟؟“
قال هيروك هذا بوجه شخص مظلوم:
“الشخص الذي تتحدث عنه هو من أنقذ حياتنا و حياة إيميلي“
ردت بصرامة لتجعل من عضلات وجهه ترتخي عند رؤيتها تطل عليه من كتف الدوق… وتحول لسخط كبير وهو ينظر للدوق… شاتما بين أنفاسه… فهو لا يريد الاعتراف بأنه قد أغمي عليه سابقا بسبب ضعفه…
وأضافت ببرود متجاهلة ردود هيروك متلفتة لكي تحدق في وجه الدوق:
“ثم أنه عليك أن تحترم الدوق“
فوجئ الدوق والفارس والشاب من هذه الملاحظة ثم أضافت مرة أخرى وهي تنظر اليه:
“الدوق سبينسر …الدوق الأكبر للقارة“
توقف الدوق عن المشي ونظر اليها بعيون تريد تفسيرا لما قالته… فوجد نفسه يتحدث ويسألها:
“كيف عرفت ذلك؟ لا أتذكر أني أخبرتك بهويتي“
تنهدت بخفة ما إن رأت العصفور الذي بقي بجانبها… وقالت بينما العصفور نزل على أطراف اصبعها:
“هذا العصفور من أخبرني بذلك“
ارتبك الفارس وعقد الفتى الشاب حاجبيه باستغراب من جوابها… يفكران بنفس الشيء… هوية ونوع السحر الذي تملكه… لكن الدوق الذي ظهر عبوس على وجهه شعر بأن هناك أمرا غريبا بهذه الطفلة… بدأت العديد من الأفكار تملء رأسه وهو يشعر بأن وراءها أمرا أكبر مما يظنه شيئا بسيطا…. تحدث أخيرا وسأل السؤال الذي شعر بأن الإجابة عليه كانت أهم من أفكاره:
“هل تملكين سحر الطبيعة؟“
فقط هيروك الذي تغير لون وجهه للجدية يخبأ ما يعرفه عن الجميع بملامح بدت حادة… كان الموضوع حساسا له ولها أيضا…. انقلبت تعابيرها بينما تسمح للعصفور أن يطير بحرية… عيناها التي ملأت حزنا رغم وجهها الهادئ… لم يخف شيء كهذا على الدوق سبينسر… لتردف أخيرا وهي تبعد أنظارها عن الجميع محاولة التهرب من النظر إليه:
“الأمر ليس كذلك“
*******************************
انتهى الفصل
*****
طبعا في النسخة الأولى لم أذكر حرب النطاق و لكنني ذكرت بأن الدوق كان أحد أبطال أحد الحرب في الماضي لكنني لم أسميها و هذا كان أحد التغييرات في الرواية…
ردات فعل الدوق عندما شاهد إيزيل أول مرة…
عندما شاهد شعرها الأسود…
و عندما رأى عينيها الفريدتين…
و أخيرا عندما رأى ضوء المانا الخاص بها…
لكن ما سبب تفاجئه الحقيقي؟
هل هو السبب السطحي مثلما تفاجأ البقية أم لديه سبب آخر؟
…
لم أغير شيئا من شخصيى هيروك فهو يعتبر من أكثر الشخصيات المحببة لدي و خاصة إذا كان مع الدوق…
فكيف رأيكم لردة فعله مع الدوق صاحب أعلى مكانة في الإمبراطورية بعد العائلة المالكة؟
***
و الآن أقول فقط يتبع للفصل القادم
تابعوني على الواتباد فأنا أتعامل معه أكثر من هذا لذا ستجدون التنزيل متأخر: