Father, I Won’t Do Anything - 29
والدي أنا لن أفعل أي شيء
الفصل التاسع والعشرون
°°°°°°°
•••••••••••
°°°°°°°
كانت الأميرة إيليا والدة لوسيان عبقرية في المبارزة منذ صغرها.
وبفضل ذلك فقد كانت قادرة على أن تكون بطلة تنقذ القارة من ملك الأرواح الشرير مع دياميد.
-لا داعي للقلق، بما أنك ابن الأميرة إيليا فستقوم بعمل جيد.
-كنت أعلم أنك تستطيع القيام بذلك. كما هو متوقع ممن ورث دماء جلالتها الأميرة إيليا.
-حسنا، إن الأمير الامبراطوري لا يشبه صاحبة السمو الأميرة إيليا…
وبفضل ذلك دُفنت جهود لوسيان في دمائه، وأصبح تواضعه تشويها لسمعة والدته.
#دفنت جهوده في الدماء= اي شي يسويه يقولون انو بسبب دمه الي ورثه مو بسبب جهده
كان لوسيان خائفا.
خائفا من كون ليس جيدا كفاية.
خائفا من أن يكتشف الناس أنه لا يستطيع أن يكون مثل والدته.
لا، لا يهم مايعتقده الآخرون. لكن…
-لوسيان هل أنت ابني حقا؟
هل يمكنه تحمل سماع تلك الكلمات من أمه؟
‘لا…’
بدلا من السماح بحدوث ذلك، قام بالتظاهر بأنه لم يتمكن من تطوير موهبته لأنه لم يبذل جهدا كافيا في ذلك.
في المرة الأولى التي التقى فيها بجينا، كان في طريقه للتهرب من درس المبارزة.
“إنها جيدة في استعمال السحر تماما مثل والدها.”
سماع تلك الكلمات أمام الآخرين، وخاصة أمام فتاة أصغر منه يؤذي كبرياءه.
‘هل ستتجاهلني هذه الطفلة قريبا لأنها قوية بما فيه الكفاية للحصول على ثناء مايكل؟’
لكن كلمات غير متوقعة تدفقت من فم جينا.
“حسنا، ليس لدي أب.”
اتسعت عينا لوسيان عند استمرارها.
“ربما كانت إحدى الجرعات التي شربتها إكسيرا لذا أصبحت جيدة في استخدام السحر، لكني لا أعتقد أنني جيدة جدا فالإكسير مجرد إكسير بعد كل شيء.”
#الاكسير نوع من الجرعات السحرية
عندما هزت جينا كتفيها وكأنه لم يكن هناك شيء، أصيب لوسيان بصدمة أكبر.
وقال بشكل دفاعي دون أن يدرك ذلك.
“من ناحية أخرى، ألن تشعري بالإهانة إن سمعت من السحرة أنك لست جيدة في استخدام السحر رغم أن الجرعة التي شربتها كانت إكسيرا عظيما؟”
“حسنا، ربما كنت أعاني من اضطراب في المعدة عندما شربت الجرعة.”
عندما أجابت جينا بلا مبالاة، لم يستطع لوسيان إغلاق فمه.
لقد مر بسلسلة من الصدمات.
لأنها كانت عكسه هو الذي لم يستطع أن يهرب من ظل والدته.
فكر لوسيان للحظة وقرر قول مايثير فضوله.
“آنسة جينا، ألم والداك هما بيزريش تنينة الليل المظلم، وسيد البرج دياميد؟”
“كنت تعلم إذن.”
“إن الأخ مايكل يستمر بالتباهي بذلك.”
“اه اه!”
آثار مايكل ضجة بقوله أن فمه الثرثار هو مشكلة، لكن جينا هزت رأسها ما لو أنها لم تهتم.
“لا بأس، إنه ليس أي أحد بل هو الأمير الامبراطوري.”
كما قالت جينا، لم يكن لدى لوسيان أي تحيز ضدها أو أي نية لاستخدامها لمجرد كونها تنينا.
لقد صدم عندما رٱها، فعلى عكس هي منفصلة عن ظل والديها.
‘سيد البرج دياميد هو بطل لا يمكن لأحد مضاهاته، كما أنه يحضى بتقدير أكبر حتى من الأميرة إيليا.’
عندما التقى بها أول مرة، تأثر بالطريقة التي رفضت بها المكافأة، أما الآن فقد تأثر أكثر.
طفلة قالت أن عمرها عشر سنوات لكنها تبدو في الثامنة قد دخلت قلبه.
كانت عيون تلك الفتاة متألقة بإشراق.
“الآنسة جينا حقا… غير عادية… لا…”
عدل لوسيان كلماته وابتسم.
“هي حقا مميزة.”
شعور غريب انتشر في قلبه ببطء، مثل شمس صباح تشرق وسط الظلمات.
لم يكن شعورا عاديا بالانجذاب لشخص ما.
كانت جينا مميزة وكان هذا الشعور مميزا أيضا بشكل غريب.
“حسنا، دعونا نعود للموضوع الذي كنا نتكلم فيه سابقا.”
ربما أحس مايكل بالغرابة رغم كونه بليدا لذا قطع المحادثة.
“يا طفلة، ماهو نوعك المفضل؟ هل تحبين الرجال الوسماء الأقوياء والأغنياء؟”
“ليس حقا.”
“ماذا؟ ان لم يكن كذلك، فماذا تحبين؟”
“ليس بذلك الأمر الكبير…”
“إن لم يكن أمرا خاصا فلتخبريني آنسة جينا.”
لما أصبح هذان الاثنان مهتمين فجأة بنوعها المثالي؟
خدشت جينا خدها.
“إنه أمر عادي.”
حاولت تجاوز الأمر، لكن لوسيان كان مُصرا.
يبدو أن سبب ذلك هو ذكر مايكل لضعفه وهو قوته كما وُصف في الرواية.
أصبحت جينا محرجة.
‘أشعر أنهما سيستمران بالسؤال إن لم أُجب.’
قررت جينا التي فكرت في الأمر للحظات أن تجيب بصدق.
“هناك ثلاث شروط في نوعي المثالي.”
تكلمت بصوت واضح لأنها فكرت في الأمر لفترة طويلة.
“ماهي تلك الثلاث شروط؟”
“لما تسأل هذا؟ ماذا ستفعل بمجرد معرفتك بنوعها المثالي؟”
“حسنا، لقد كنت فضوليا…”
“يا طفلة، أتريدين إخباره بنوعك المثالي؟”
هزت جينا رأسها.
“… إن إخبار الآخرين مبالغ فيه بعض الشيء”
“أترى؟ هي تقول أنها لا تريد ذلك، لذا لا تطرح أسئلة أخرى وارحل عن هنا.”
رد مايكل بصرامة.
يبدو كذلك أن حينا لا تريد التحدث عن هذا الموضوع بعد الآن، لذا لم يكن لدى لوسيان خيار سوى التراجع.
****
بعد انتهاء المسرحية، استدعى مايكل لوسيان إلى مكان ليست به جينا.
“إذًا فقد علمتَ أنها كانت تنينا.”
كانت لهجته شرسة منذ البداية، ربما بسبب انزعاجه المتراكم سابقا.
وقبل أن يفتح لوسيان فمه، تكلم مايكل بسرعة.
“أنت لا تشعر بأي شيء اتجاهها، أليس كذلك؟”
كان لوسيان حائرا من موقف مايكل لكنه كان أيضا منزعجا من موقفه العدائي دون سبب.
أمال لوسيان رأسه وقال
“إنه لمضحك رؤية شخص يعيش حياته كما يحلو له يسأل عما إذا كان لدي مشاعر؟”
“هل ستستمر بقول هذا عندما تفقد أحد ذراعيك؟”
“هل بإمكانك التعامل مع تداعيات الأمر؟”
“هاه، هل تؤمن بوالدتك؟ يبدو أنك شخص ممل ليس لديه مايتباهى به سوى والدته.”
قام مايكل بفحص لوسيان من رأسه الى أخمص قدميه، ولم يحاول حتى إخفاء نظرة ازدرائه.
“لم أحب هذا الأمر منذ البداية لكنني لا أستطيع تحمله بعد الآن.”
في ذاكرة لوسيان، كان مايكل ابن خالته الكبير الذي لم يمنحه ذرة مودة.
لم يحب ابن خالته هذا لذا لم يهتم بكيفية نظره إليه.
لذا، وعلى الرغم من كونهما أقاربا، إلا أنه تجاهل التمييز الواضح بينه وبين جينا، إلى جانب استهزائه وسخريته منه.
لكنه اليوم لم يستطع تجاهل سخريته منه بذكر والدته التي هي نقطة ضعفه.
اختفت نعومة وجه لوسيان المعتاد وحل مكانها تعبير بارد.
“أنت…”
في اللحظة التي كان فيها لوسيان على وشك التكلم، تنهد مايكل
“إن التنانين تعيش لفترة أطول منا بكثير.”
توقف لوسيان عند رؤية رد فعله غير المتوقع.
” كما سبق وقلتَ، أنت وسيم قوي وغني، لذا لاتعبث معها.”
انتقلت نظرة مايكل إلى الهواء.
كان صوته مريرا و حزينا الى حد ما.
“أنا أقصد ألا تتصرف بوِدّ وأنت لا تستطيع تحمل مسؤولية أفعالك.”
أصبح لوسيان الذي كان مليئا بالطاقة مذهولا.
لقد كانت تلك كلمات لم يتوقع مطلقا خروجها من فم مايكل.
“إن متَّ أيها البشري فمن سيتحمل ثمن خسارتك؟”
“……….”
“مالم تكن مستعدا لتحمل المسؤولية والمضي قدمت لا تحلم حتى بالاقتراب منها.”
ما ظل عالقا في ذهن لوسيان لم يكن حقيقة كون كلمات قلقة قد خرجت من فم مايكل الذي لم يسبق له أن يقلق على أحدد، بل حقيقة أن جينا سيكون عليها تجربة الافتراق والشوق أكثر من أي أحد آخر لأنها كانت تنينا.
-حتى لو كان لأجل نفسك، لا تتظاهر بأنها ثمينة لك فهي مجرد لحظة عابرة.
في تلك اللحظة، تذكر كلام دياميد.
‘هل هذا ماكان يعنيه؟’
في ذلك الوقت كان قد تأثر بذكر والديه، ولكن بذكر ذلك الٱن، أدرك أن كلمات سيد البرج لها معنى مختلف عما توقعه.
-ابن الأميرة الذي نشأ تحت ظل والدته يعرف ذلك أكثر من أي أحد آخر.
كان على والدته الاميرة إيليا أن تسمو إلى القمة وتعيش طويلا جدا. ومع ذلك فقد توفي والده مبكرا، ما لم يترك لها سوى الحزن الأبدي.
كان دياميد زميلا لكليهما، لذا لابد من أنه رأى انفصالهما عن بعضهما بأم عينيه.
‘هل هذا سبب قوله ذلك؟’
“… هذه المرة الثانية التي أسمع فيها هذا.”
“هل هي والدتك؟ هذا مستحيل. لقد مات زوجها مبكرا، فكيف قالت هذه الكلمات بفمها؟”
“………”
لم يقل لوسيان أنه دياميد وأبقى فمه مغلقا.
كان ذهنه معقدا بسبب العديد من الأفكار.
حتى عندما غادر مايكل الذي تعب من محاولة الحصول على إجابات منه، بقي لوسيان متجمدا في مكانه.
****
بعد انفصاله عن مايكل، لم يعرف لوسيان السبب، لكنه شعر بالحاجة لمقابة جينا.
‘هل غرفة جينا في المستودع؟’
كان وجه لوسيان الذي ذهب لمقابلة جينا جديا للغاية.
‘كيف يمكنها العيش في مثل ذلك المكان؟ ألن تشعر الآنسة جينا بالوحدة والسَّأَم من العيش هناك؟’
بالنسبة للوسيان الذي عاش في القصر الامبراطوري، كان ذلك بمثابة صدمة كبيرة له، كمن ضُرب رأسه بالمطرقة.
#ضرب رأسه بالمطرقة معناه تفاجئ بحقيقة الواقع وأدركه
بغض النظر عن مدى رعب سيد البرج إلا أنه لايستطيع تصديق كونه يعاملها هكذا…
علاوة على ذلك، كان مايكل يعلم كل هذا، لكنه حاضَره؟
لمس لوسيان وجهه بمشاعر مختلطة.
‘لا، هذا ليس الوقت الملائم للوم الٱخرين. ما الذي بإمكاني فعله؟ لايمكنني اصطحابها إلى القصر الامبراطوري.’
بغض النظر عن كونه الأمير الامبراطوري إلا أنه لا يستطيع أخذ شخص غريب إلى القصر دون أي مبرر.
حتى لو أخذها فكيف له الاعتناء بشخص آخر بينما هو نفسه مازال طفلا؟
“هااه.”
وبينما كان يفكر إذْ به يجد نفسه أمام باب المستودع.
رفع لوسيان يده وطرق الباب.
طرق. طرق.
“مرحبا.”
سمع صوتا فريدا وواضحا.
عندما فتح الباب، رأى مستودعا دافئا ونظيفا أكثر مما توقع.
لم يكن لوسيان يعلم ذلك، لكن كل ذلك كان بفضل قدرات مايكل وهيلفنزيا اللذين قاما بتجديد الغرفة التي كانت بحالة سيئة.
‘إنها أفضل مما توقعت.’
لقد اعتقد أنها ستكون غرفة مظلمة بها غبار وضيقة. ولكنه كان مدهشا كونها مشرقة ومريحة.
••••••••••
°°°°°°°°°°°°°°
••••••••••
ترجمة dadiya