Father, I Won’t Do Anything - 27
والدي، أنا لن أفعل أي شيء
الفصل السابع والعشرون
°°°°°°°°°
•••••••••••••••••
°°°°°°°°°
“أنا ٱسف على قطع الاتصال فجأة. لقد وصلني بلاغ مفاجئ… يبدو أن ردهة البرج في حالة فوضى بسبب ظهور مختلط عرق يريد أن يصبح فارسا.”
ابتلع مايكل لعابه بشدة. لقد قلقا كثيرا لأن دياميد لم يرد فورا.
“ماذا يجب علينا فعله مع هذا الهجين؟”
****
لقد كانت أمسية كبقية الأمسيات.
“اعتقدت أنها صلصة لأن لونها كان مختلفة. لكنها كانت أمعاءا.”
“هل تأكين الأمعاء أيضا؟”
“نعم، ادخلي الشوكة هكذا…”
كانت جينا تتعلم من هيلفنزيا كيف تتناول طبقا لم تره من قبل.
كان هناك أيضا درس في ٱداب تناول الطعام، بما في ذلك كيفية استعمال الشوكة والسكين.
في البداية، ظنت جينا أن الأمر كان صعبا، لكن كان من المثير للاهتمام أن تسمع سبب إنشاء هذه الٱداب.
“كيف طعمها؟”
“إنها لذيذة.”
أومأت جينا بحماس بخديها السمينتين.
كان وجه هيلفنزيا مليئا بالفخر وهي تنظر إلى جينا.
على الرغم من أنها كانت تحصل على الطعام كل يوم، إلا أن جينا حرصت دائما على أن تقول شكرا بأدب.
“شكرا لك هلفنزيا.”
“ماذا؟ هذه أول مرة في حياتي أحضى فيها بمتعة إطعام شخص كهذا.”
على عكس ابتسامتها المؤذية المعتادة، ابتسمت هيلفنزيا بهدوء.
ثم قامت بقرص خدي جينا المنتفخين بشكل ساخر.
كووغ!
“تبدين كسنجاب خدوده مليئة بالجوز.”
“أنا لست لطيفة كالسنجاب.”
“أوه يا إلهي،جينا، هل تتجاهلين تقييمي؟”
وبينما كانت الأجواء ودية بين الاثنتين، رد مايكل الذي كان وحيدا وكان يدخل فقط الشوكة في طعامه فقط بسخرية.
“هل تستمتعين بمضايقة طفلة صغيرة أثناء أكلها.”
“يا إلهي، هل تعرف كيفية تحضير الطعام؟”
“مامدى أهمية تناول الطعام؟”
ابتسمت هيلفنزيا على مهل.
” حسنا، هل تعرف حتى كيف تغوي شخصا في المقام الأول.”
“أيتها العجوز…”
“مايكل ليس لديه أي أصدقاء أو عشيقة. عندما يموت من سيدفنه في الأرض يا تُرى؟”
حدق مايكل في هلفنزيا، لكن هيلفنزيا لم تعره أي اهتمام ونظرت لجينا.
وهو وضع كان ليكون مرهقا لأي شخص ٱخر.
لكن جينا لم تهتم واستمرت بتحريك يديها.
كان ينبغي أن يصبح الجو داميا مرة أو مرتين، لكنه حدث بالفعل عشرات المرات.
علاوة على ذلك، عندما تناولت جينا الطعام احتفظ الاثنان بحدودهما الخاصة، لذا لم يتحول الأمر لقتال كبير.
لكن أحيانا يتجاوز مايكل الحدود.
كونغ!
وقف مايكل وضرب الطاولة.
“أيتها العجوز فلنتقاتل الٱن ولنرى من يفوز؟”
“ألا تقاتلني دائما؟”
“أنا لا أحبك كثيرا لأنك تتصرفين بمكر شديد!”
وكانت جينا تجلس بين هذين بتعبير مدَمَّر.
“الجمبري…”
نظرت جينا الى الجمبري الذي سقط من الطبق إلى الأرض.
لقد عملت بجد لتقشيره وكانت على وشك التقاطه بالشوكة.
“مايكل نيم…”
أصيبت جينا بشكل غير متوقع بنوبة ألقاها مايكل.
“أوه لا، أنا…”
“أشعر بالأسف على الجمبري.”
بدا مايكل مندهشا من صوت جينا الخافت.
“مايكل نيم، ألم تعلم أنه لا ينبغي عليك اللعب بالطعام؟”
كانت هذه المرة الأولى التي يسمع فيها مايكل هذا، لكن جينا قالت ذلك بشكل طبيعي لدرجة أنه لم يستطع دحظه وتلعثم.
“ذلك…”
“واو، صوت شخص بالثامنة عشرة أعلى من صوت طفل بالعاشرة.”
تنهدت هيلفنزيا بوجه قلق.
“لا أعلم إن كانت الأخت الصغرى هي التي تشبه البالغين أكثر أم أن الأخ الأكبر هو الذي يشبه الأطفال أكثر.”
“فلتخرسي!”
“دعني أخبرك الحقيقة، أنت تملك أعلى صوت.”
أصبح وجه مايكل ساخنا. كلما تشاجر مع هيلفنزيا، شعر وكأنه تعرض للسخرية.
نظر مايكل إلى جينا وكأنه يطلب منها أن تقف إلى جانبه. لكنها ابتعدت عنه، وانشغلت بالأكل.
لا، يبدو أنها تفعل هذا عمدا بسبب الجمبري الذي أسقطه في وقت سابق.
“اغغغ…”
شعر مايكل بخجل كبير من خسارته للمعركة. كان يعتقد أنه بحاجة لشيء يغير الوضع.
وجاءت الفرصة على الفور.
ولكن بطريقة لم يتوقعها.
“إنه سيد البرج السحري!”
أصبح وجه هيلفنزيا الذي كان مسترخيا طوال الوقت متصلبا.
وأخيرا فتحت جينا التي كانت مشغولة بالأكل عينيها بدهشة أيضا.
أصبح المطعم بأكمله صاخبا بسبب ظهور سيد البرج.
لكن ذلك لم يكن النهاية.
“هل ذلك الشخص الذي يقف بجانبه هجين…؟”
“مستحيل… هل هذا يعني أنه قبله كفارس؟”
ضجيج.
بدا أن الجميع حاولوا الحديث بهدوء، لكن عندما تحدثوا معا في كل مرة، أصبح الصوت أعلى.
نظرت جينا إلى دياميد في صمت.
‘أهناك أي مناسبة ليأتي سيد البرج للمطعم؟’
‘ألا يقوم دائما بإعداد جرع بدل الطعام؟’
تبادلت جينا النظرات مع مايكل وهيلفنزيا بسرعة.
هدأ الجو الذي كان مرحا قبل مدة في لحظات.
على الرغم من محاولة جينا الهدوء وعدم الاهتمام، إلا أنها لم تستطع الاسترخاء لأنه بمجرد رفعها لرأسها رأت دياميد على الجانب الآخر من القاعة.
وقد صادف وأن يكون مقعد دياميد وإيزرن هو أوضح مكان يمكن للثلاثة رؤيته جيدا.
“……..”
شعرت جينا أن الطعام الذي ابتلعته قد علق في حلقها. حتى لو لم ترد الاهتمام، لم يكن بوسعها إلا ان تنتبه لذلك.
همس كل من مايكل وهيلفنزيا بصوت عالٍ بما يكفي لتسمعهما جينا فقط.
“أعتقد أن الوقت حان تقريبا لموت سيد البرج.”
“ربما وصلت أحد جرعاتي بالخطأ الى سيد البرج.”
تحدثت هيلفنزيا بمهارات ملاحظتها المميزة.
“لم يأكل سيد البرج ولو قضمة واحدة من الطعام. بالنظر إليه فلا يبدو مختلفا عن المعتاد، لكن نزوله إلى المطعم…”
عند قول هيلفنزيا أن إيزرن فقط من يتناول الطعام، سأل مايكل كما لو كان مذهولا.
“هل أتى للمطعم لمرافقة الفارس الهجين؟”
“فارس هجين؟”
“ذلك…”
شرح مايكل ماحدث بالامس لهيلفنزيا. فسألت مرة أخرى متفاجئة.
“إذًا أنت تقول أن سيد البرج قد قبل هذا الهجين حقا كفارس متدرب؟”
“لا أعلم أيضا. بالطبع قد أخبرتك هذا وأعلم أنك لن تصدقيه…”
“هل أنت متأكد من أنه قبله حقا كمتدرب؟ هل أنت متأكد؟”
“إن لم يقبله فلما يبقيه بجانبه؟”
بدأ الاثنان يتكلمان بسرعة وسرعان ما تحول الأمر إلى جدال.
ولكن بغض النظر عن كلام أي شخص، كانت جينا أكثر شخص مصدوم.
حقيقة وجود إيزرن في البرج تعني أن دياميد قبله كفارس على عكس الرواية الاصلية.
انعكس وجهها في الشاي الذي كانت قد تركته سابقا ليبرد وتشربه.
‘أهذا خطئي؟’
هل من الممكن أن أفعالها المتمثلة في محاولة استمرارها بالاستمتاع بمختلف الكماليات أثناء بقائها لما تبقى من حياتها في البرج قد تسبب في تأثير الفراشة وحرك دياميد؟
#حسنا اعتقد انكم تعلمون ماهو تأثير الفراشة لكن سأشرحه على اي حال يعتقد البعض ان رفرفة فراشة صغيرة يمكن ان تحدث عاصفة في مكان ما من العالم اي ببساطة ان حدوث خلل طفيف قد يؤدي الى حدوث تداعيات لا تحمد عقباها بعد مدة.
‘هل من الممكن أن سيد البرج يستعمل إيزرن لإيذائي…؟’
ورغم ذلك، كان لدياميد القدرة على إيذائها في أي وقت.
لم يكن بحاجة لفارس هجين.
‘أعتقد أني أفرط التفكير.’
كانت جينا غارقة في التفكير لدرجة أنها لم تلاحظ أن الشخصين اللذان كانا يرفعان صوتيهما قبل مدة قد هدٱ.
‘لقد دخلنا في جدال بجانب جينا دون سبب. أنا قلق من كونها قد تأذت.’
‘كيف هو شعورها عندما ترى والدها الذي لم يهتم بها قط قد جاء إلى المطعم مع فارس هجين؟’
كانت عيون مايكل وهيلفنزيا مغلقة بإحكام.
فتح كلاهما شفاههما كما لو أنه لديهما مايقولانه، ولكنهما أغلقاهما بعد ذلك.
‘…جينا التي لطالما كانت هادئة قد صدمت هذه المرة.’
‘لم أعتقد أبدا أنه بإمكان هذه الطفلة أن تبقى صامتة هكذا.’
وبطبيعة الحال، كان لدى جينا أفكار مختلفة.
‘إن ذهبت لإحضار بعض الحلوى في مثل هذا السكون، هل سيتم ملاحظتي؟’
عضت جينا شفتيها بخفة.
“جينا، إن فعلت ذلك شفتاك …”
نظرت هيلفنزيا إلى جينا بقلق وكانت على وشك قول شيء ما لكنها توقفت إذْ تعالت أصوات الناس وارتفعت مرة أخرى.
“كيف يعتبر هذا بشريا؟عيونه مختلفة جدا.”
“من الواضح أنه خليط بين إنسان ووحش. في رأيي هو هجين.”
وبينما كانت هيلفنزيا تستمع للأشخاص المتحدثين، خطرت في بالها فكرة.
سبب اضطهاد مختلطي العرق كان عيونهم فهم يولدون بعيون جوهرية متلألئة تختلف عن عيون البشر.
وبالمثل كانت جينا. فقد تم اضطهادها من قبل التنانين بسبب لون شعرها وعينيها المختلف عن لون عشيرتهم.
‘هل يرى دياميد جينا في هذا الهجين…؟’
لكنه دياميد وليس شخصا آخر.
وسرعان ما نفت هيلفنزيا فرضيتها.
***
“لقد مرة فترة طويلة أخي الأكبر. كيف حالك؟”
“من هو أخوك الأكبر؟ لا تتصرف بِوِدٍّ معي.”
“حسنا، سأحذف اللقب كما تريد.”
بعد ظهر ذلك اليوم، زار لوسيان برج السحر لأول مرة منذ فترة طويلة.
في الأصل، كانت الزيارات العائلية مسموحة فقط في حالات خاصة، ولكن نظرا لأن مايكل نادرا مايستعمل حقوق الزيارات العائلية، فقد كان قادرا على رؤية عائلته في أي وقت.
في الوقع لم يعجب مايكل بنظام الزيارات العائلية هذا.
توفي والداه في سن مبكرة، وكان عمه شخصا باردا.
لذا لم يحب المودة العائلية، كان قد بقي بجانب دياميد لفترة لأنه لديه ما يستفيد منه، ولو لم يكن قويا لما واجهه وجها لوجه.
‘علاقات الدم لايمكن اختيارها عند الولادة.’
ولذلك لم يكن هناك معنى لكلمة ’عائلة‘
‘على الرغم من أن الأمر قد يكون مختلفا نوعا ما هذه الأيام’
نظر مايكل الى جينا.
لأنها أقصر قامة منه فكل ما يراه هو قمة رأسها.
‘إن النظر إليها هكذا يجعلها تبدو كالسنجاب كما قالت المرأة العجوز.’
لا، بما أنها تنين، هل عليه مناداتها بالسحلية؟
يبدو ذلك، فبعد كل شيء كلاهما يمتلك ذيلا.
“اوه…”
سرعان ما تحول عيون مايكل الدافئة التي كانت تنظر إلى جينا إلى باردة.
على عكس دياميد، اهتمت به خالته الملكة إيليا، لكن بطريقة سيئة.
كل ماقامت به جعل مايكل غير مرتاح.
ألم تستمر بالطلب منه الحضور الى الحفلات الراقصة وارتداء ملابس سخيفة، وحفظ جميع أسماء أنساب النبلاء عديمة الفائدة؟
أكثر ما كرهه كان تذمرها منه ليصبح أحد نبلاء الامبراطورية.
لكن يبدو أنه بدأ يغير رأيه في أكثر شيء يكرهه.
وكان ذلك بسبب ابن خالته لوسيان.
•••••••••••••••••
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
•••••••••••••••••
ترجمة: dadiya