Father, I Won’t Do Anything - 11
والدي، أنا لن أفعل أي شيء
الفصل الحادي عشر
°°°°°°°°°°°°°°°
•••••••••••••••••••••••••••
°°°°°°°°°°°°°°°
“ياله من استعمال جيد جدا لكلمة سوء فهم.”
تدفقت سخرية من فمه. عينان باردتان وقلب محكم الإغلاق.
أدركت جينا في تلك اللحظة أن دياميد يملك جدارا صلبا حوله.
جدار لن يقتنع بأي أحد ، لن يتنازل لأي أحد، ولن يعتز بأي أحد .
#التكرار مقصود بهذه الجملة للتأكيد حول فكرة أنه من المستحيل أن يحب احدا او يقترب منه.
يمكنها اكتشاف ذلك دون قول أي شيء.
مهما قالت الآن، لن يستمع إليها.
“………….”
أبقت جينا فمها مغلقا. لقد كان من العقيم الحديث بجدية مع شخص لا يريد الاستماع.
سيبدو كل ما كانت ستقوله الآن أعذارا لدياميد. سيؤذي ذلك مشاعرها دون أدنى فائدة.
‘الشيء الوحيد الذي سمعته من بالور هو أنه سيتم وصايتي من قبل أب كهذا…’
كانت جينا محرجة. من ناحية أخرى، كان مضحكا كونها قد ترقبت شيئا من الرجل أمامها دون أن تدرك.
حسنا ، حتى الشابة تايلور كانت تعلم أن ’هذا البشري عديم الرحمة ومتغطرس‘ …….فقط ما الذي كنت أريده؟
قررت جينا التوقف عن الشرح أكثر والاعتذار بدلا عن ذلك.*
#* بخصوص اخر جملة فقد كانت في الاساس مثلا غبيا حول عدم اكل حصان واكل التفاحة والذي يعني عدم فعل شيء صعب وفعل السهل لذا كتبت معناها فقط.
“أنا آسفة لكوني دخلت دون إذنك أنا هنا فقط لقطف الزهور في الحديقة. لن أعود إلى هنا مجددا.”
عندما حنت رأسها بأدب، بقي دياميد صامتا للحظة. من الواضح أنه لم يكن يملك ما يقوله.
ومع ذلك، كانت نظرته نحو جينا لاتزال ثابتة .
“كيف لي أن أصدقك؟ كيف لي أن أعرف أنك لستِ مخادعةً وقحةً كاذبةً كوالدتك؟”
تقدم دياميد خطوة أقرب إلى جينا. انحنى ومد يده، واضعا وجه جينا الصغير في إحدى يديه.
زوجان من العيون الزرقاء يحدقان في بعضهما البعض .
” اعتقدت أنني سأشعر بشيء ما اتجاه ابنتها ، لكني لا أشعر بأي شيء.”
تدفق هواء بارد متجمد عبر الحديقة.
الشيء الوحيد الذي اقترب هو المسافة المادية بينهما.
الحديقة البيضاء التي كانت كجنة سابقا، باتت باردة الآن كما لو كانت دون أي لون.
“حتى لو كنت ابنتي الحقيقية، لن يتغير أي شيء. لا تقتربي مني مرة أخرى، ولا تتوقعي أي شيء مني.”
أزال دياميد يده و استدار دون رحمة. كانت مشية حازمة وهادئة، دون أدنى ندم.
فكر دياميد أثناء مشيه نحو الأمام.
‘هي لا تبدو كطفلة في عمرها.’
كان هناك القليل من الأشخاص الذين يمكنهم التعامل مع ضغط دياميد. وفوق كل هذا، إن كان طفلا وليس بالغا، فلن يكون من الغريب إن أغمي عليه فورا.
لكن الطفلة أمامه لم تبدي ردة فعل. حاول استفزازها، لكن لم يخرج منها صوت تنفس واحد، ناهيك عن البكاء.
كان دياميد فضوليا للغاية بشأن جينا. إلى درجة أنه يسترق النظر للخلف دون أن يدرك.
‘لقد كانت هادئة بشكل غريب حتى في الوقت الذي التقينا فيه.’
طفلة غريبة. والأغرب أن عينيه وقعتا عليها مرة أخرى.
لكن كانت تلك النهاية اليوم.
كان ذلك لأنه بدأ بتذكر الذكريات القديمة التي سبق ونسيها وهو ينظر إلى وجهه المنعكس على عينيها الهادئتين.
ذكريات سعيدة، فرحة، مثيرة…
ومؤلمة…
‘ أنت تشبهين والدتك حقا.’
لم يرغب دياميد بمواجهة الماضي المؤلم مرة أخرى.
هذه الطفلة تنينة كتلك المرأة.
التنانين ليست جادة بشأن البشر.
من الواضح أنها تحاول الاستفادة منه بانتقالها إلى هنا مثلما تم تعليمها من قبل أقاربها.
بطريقة أنانية جدا كوالدتها.
أهي حقا ابنته الحقيقية؟
بغض النظر عن كون العمر صحيحا، هي لا تشببه إلا في كون شعرها أسودا وعيونها زرقاء.
وفوق كل ذلك… من المستحيل أن تلد بيزريش طفلته.
-لا يمكن للتنين ولادة أطفال إلا من الشخص الذي يحبه. لذا فكل التنانين هي ثمرة حب.
في الماضي لم تكن هناك أدنى كذبة في عيني بيزريش عندما قالت ذلك.
******
في المساء، تلقى مايكل هدية غير متوقعة بعد لقاء جينا.
“هي ليست شيئا مميزا، لكن فلتقبله رجاءا.”
“اوه…؟”
“إنها باقة ليشان.”
قبل مايكل الشيء الذي تم إعطاؤه إياه.
على الرغم من كونه في أواخر سن المراهقة وكونه أطول من معظم البالغين، إلا أن الباقة كانت كبيرة بما يكفي ليحملها بكلتا يديه.
أغلق مايكل عينيه من رائحة زهور الليشان دون أن يدرك، ثم فتحهما.
“إنها عربون امتنان. لقد تلقيت العديد من الأشياء منك ولا أعتقد أني قد أعطيتك أي شيء.”
“هل صنعت هذا بنفسك…؟”
“نعم. يمكنك معرفة ذلك من مجرد لمحة. إنها بسيطة بالتأكيد.”
بدأ مايكل بملاحظة الباقة بالتفصيل.
تم ترتيب كل زهرة بانسجام وحرفية وربطت بشريط جميل.
كم من الوقت استغرقته الفتاة الصغيرة لصنع مثل هاته الباقة الكبيرة؟
“أوه… ما بها يداك؟”
“لاشيء.”
لكن مع عيني مايكل المركزتين، استطاع رؤية الشيء الذي تحاول جينا إخفاءه.
سرعان ما أخفتها جينا خلف ظهرها، لكن مايكل قد رٱها.
يد صغيرة، أصغر حتى من نصف يد مايكل، كان بها خدوش واضحة.
لا يسعها سوى أن تتأذى عندما تلمس الزهور بيديها الضعيفتين والصغيرتين.
عادة، كان سيبتسم ويقول لها أنها غبية لترك الأزهار تجرحها، لكنه بطريقة ما كان عاجزا عن الكلام.
‘ذلك بسببي.’
على عكس المعتاد، لم يتفوه مايكل بأي شيء. قام بخدش خديه المحمرين بشكل لا إرادي وقال بصدق.
“حسنا، هي جيدة جدا. إنها أول هدية حصلت عليها.”
“هل هذه الأولى ؟”
عندما ضحكت جينا، حبس مايكل أنفاسه للحظة.
احتوت عيناه الكبيرتان على جينا التي أمامه فقط.
‘أليست هذه أول مرة تضحك فيها الطفلة؟’
وجه أبيض كالعاج، ضحكة واضحة، عيون وزوايا فم منحنية بلطف.
‘هل كانت تعرف كيف تضحك هكذا؟’
لقد اعتقد أنها لا تعرف كيف تصنع تعابير وجه لأنها كانت دائما بتعابير باردة، جافة وذابلة كرجل عجوز. كما أنها لم تكن تستجب كثيرا للمضايقات ولم تبتسم.
‘لكن لما تغيرت تعابيرها لشيء كهذا؟’
كان من السخف أن يهددها بأنه لن يتركها وشانها إن بكت أمام أشخاص آخرين.
هو لا يعلم لما، لكنه يشعر أنه ليس من السيء للطفلة أن تضحك. لا بل ربما هو أفضل…
‘لكن لما تضحكين؟ ألأن الباقة تبدو جيدة؟’
لم يستطع فهمها مهما فكر. لم يستطع فعل ذلك حتى لو حاول بصعوبة.
حسنا، لقد كانت هذه الفتاة طفلة غريبة منذ البداية.
” من الأفضل لك أن تحصلي على موافقة سيد برج السحر في أسرع وقت ممكن وأن تتم حمايتك من قبله.”
خرجت نصيحة من فم مايكل دون أن يدرك.
“أنت لست عضوا رسميا في البرج. حتى إن اختفيت فجأة ذات يوم، لن أستطيع البحث عنك رسميا. يكره سيد البرج المشاكل، لذا فالجميع يكبحون أنفسهم، لكن…”
حدقت جينا في وجه مايكل غير المألوف بصمت.
هل كانت عيناه بهذا الثقل؟
نظر إليها مايكل في صمت، دون أي ضحك، أو نكات، أو ملاحظات ساخرة.
“في غياب أمك، يجب على والدك الاعتناء بك.”
“أنا لست موافقة على كل ثقافة التنانين،لكن هناك شيء واحد أحبه.”
شعر مايكل بأن عيون جينا كانت باردة للحظة.
“بالور ليس لديها مفهوم للأب.”
“ماذا؟ لما لا تملكون مفهوم الأب؟ إن لم يكن هناك أب، فلن يكون هناك أطفال.”
“بذلك المعنى، الأرض التي أقفُ عليها، الطعام والماء الذي استهلكته حتى الان…هي ماجعلتني موجودة. ليس والدي هو الشخص الذي حضنني لعشرة أشهر، لذا ليس هناك أي سبب يجعله مميزا.”
تذكرت جينا أيام حياتها السابقة عندما كانت مين بو باي.
ولدت في كوريا، حيث تم تقدير تقوى الأبناء، لذا فقد فوجئت أكثر من مايكل عندما واجهت ثقافة التنانين لأول مرة.
لكنها سرعان ما بدأت بالتفكير فيما إذا كان الأب شيئا مميزا حقا.
فهي قد قتلت من طرف من يدعى بوالدها.
“لذا لايهمني إن لم يكن لدي أب. لأنه لم يكن موجودا منذ البداية بالنسبة لي.”
أنهت جينا كلامها بهدوء.
“نفسي وجهودي فقط هي التي جعلتني على قيد الحياة.”
مايكل الذي كان يستمع إليها للحظات، استدار عابسا.
“…أنا لا أعرف فلسفة كلاب قذرة كهذه. كل مايمكنني قوله ينتهي هنا.”
استدار مايكل وذهب بسرعة.
لكن جينا حدقت في ظهره فقط، ولم تتبعه.
لاشيء قد تغير.
وسيكون الأمر كذلك حتى في المستقبل.
بعد سبع سنوات، وبعد أن تبلغ سن السابعة عشر ، ستأتي التنانين الأخرى لقتلها.
في ذلك الوقت، سيقول دياميد هذا ، كما وصف في الكتاب.
[مثلما لم تهمني ولادتك، موتك لن يعني لي شيئا أيضا.]
دياميد بيلافانيان ، الشرير الأخير للعالم في هذه الرواية، ذو دم بارد لن يتأثر بموت ابنته.
تم رفض وقتل جينا الطفلة غير الشرعية للشرير الأخير، المولودة بدم مختلط بين تنينة وإنسان.
من المقرر أن يكون مصيرها هكذا.
لذا فإن العفن الموجود بزاوية المستودع ومقص التغذية الناتج عن تناول أنواع محدودة من الأطعمة ليسا مشكلة كبيرة.
‘إنها أشياء يجب أن يهتم بها الأشخاص الذين سيعيشون حياة طويلة فقط.’
لأنها ستموت في السابعة عشر من عمرها.
عندما مر الوقت واختفى مايكل تماما…
“حسنا، من الغريب أن يتلقى مايكل-نيم شيئا مثل باقة زهور.”
أصاب الصوت المفاجئ جينا بقشعريرة. مر شعور مشؤوم يحذرها في عمودها الفقري.
استدارت جينا في اتجاه الصوت.
وجه مألوف.
جينا التي لم تعرف أيًّا من الأشخاص في البرج، كانت تعرف شخصا واحدا بخلاف مايكل وهيلفنزيا.
“لقد مرت فترة طويلة، لكن منذ متى وأنت هنا؟”
“لقد تذكرتني، ياله من شرف لي. اعتقدت أني شخص غير مهم بالنسبة لك.”
“…………”
“افتقدتك حقا. لقد كنت أريد الحديث معك لكنك دائما مع أُناس آخرين.”
مر إحساس بارد أسفل عمودها الفقري.
“لكن ألست وحيدة أخيرا؟”
في مكان لم تكن تعرفه تماما.
كان موبين يقف هناك.
°°°°°°°°°°°°°°°°
•••••••••••••••••••••••••••
°°°°°°°°°°°°°°°°
ترجمة dadiya