Falling to paradise - 16
──────────────────────────
🌷 الفصل السادس عشر –
──────────────────────────
“لماذا تنظرين هكذا؟”
لم يستطع آيدن أن يفهم على الإطلاق.
لقد أعدّ لها وجبة غداء لذيذة، وحتى أنه أحضر لها طبيبًا لأنها كانت تشكو من ألم في كاحلها، وساعدها حتى في ارتداء ملابسها لأنها قالت له أنها لا تستطيع مقابلة الطبيب في ملابسها المنزلية.
لكن كان لدى إنجي چلاسـ– لا، إنجي فيتزروي تعبير عابس على وجهها الآن.
“… هل تسأل لأنكَ لا تعرف حقاً؟”
“نعم.”
أجاب آيدن بثقة.
هل تعتقد هذه الفتاة أنه من السهل استدعاء الطبيب الوحيد في مدينة ليزلي بأكملها إلى مزرعة نائية؟
حتى أن آيدن أعطى الطبيب قدراً مالياً أكثر من المعتاد من أجل أن يُبقي فمه مغلقاً.
‘لكن رغم ذلك، قد لا أكون قادرًا على إبقاء ذلك الرجل العجوز الثرثار صامتًا لفترة طويلة.’
من أجل معرفة هوية إنجي، قام الطبيب سرًا بالتجول في المنزل وطرح عليه أسئلة استفزازية.
لكن رغم ذلك، لم يستطع العجوز أن يطرح عليه الكثير من الأسئلة لأن آيدن انزعج وبدأ ينظر له بـ”نظرة القاتل المتسلسل” التي غالبًا ما كان يستخدمها مع الأشخاص الفضوليين.
“لقد تركتَني محبوسة في المنزل!”
“هذا صحيح.”
وافق آيدن بسهولة على صرخات إنجي الغاضبة.
كان الأمر كذلك.
قبل أن يُغادر آيدن لإحضار الطبيب، قام بربط حبل حول خصر إنجي وربط طرفه بالطاولة في غرفة المعيشة.
لذلك بقيت إنجي محبوسة في غرفة المعيشة، عالقة في عقدة حبل لم تستطع أصابعها الخرقاء أن تحلها أبدًا، بينما غادر آيدن المنزل تاركاً إياها وراءه.
… ربما ذلك ما أثار فضول الطبيب أكثر.
“كيف تترك امرأة وحيدة في هذا البيت المنعزل؟”
“لأن لديكِ سجلاً إجراميًا حافلاً بمحاولات الهروب وجرائم التخريب.”
“على الرغم من أن لدي رقماً قياسياً في هذا، إلا أنني لم أكن لأستطيع الذهاب إلى أي مكان لأنني أصبتُ كاحلي.”
على الرغم من احتجاجاتها الغاضبة، لم يرف لآيدن حتى جفنه.
“في ساحة المعركة، كان هناك العديد من الجنود الذين فروا من الخدمة وأقدامهم مقطوعة. إصابة مثل الالتواء لا تعتبر إعاقة على الإطلاق.”
“هااا-!”
أنا لستُ جندياً-!
نفخت إنجي خدودها مثل البالونات.
كيف يُمكنه أن يُشبّهها بأولئك الرجال ويقوم بتقييدها مثل الحيوانات؟
“إلى أين تذهبين؟”
“ألا أستطيع الذهاب إلى غرفتي الخاصة كما يحلو لي؟”
صرخت إنجي وبدأت تمشي ببطء؛ على الرغم من أنها كانت أشبه ببطة تتكئ على عصاها أكثر من المشي.
“ماذا عن الوجبة؟”
“أنا لا أريد أن آكل!”
توقفت إنجي، التي كانت تسير إلى الطابق العلوي وهي تصرخ، قبل أن تصعد الدرج وسألت.
“… ما هي القائمة اليوم؟”
“سوف أقوم بتحضير شطيرة مصنوعة من الخبز الأبيض المحمص والمدهون بزبدة الأعشاب والمحشو بالبيض المخفوق والجزر المفروم وبعض الجبن الرومي.”
“………”
ابتلعت إنجي لعابها بصعوبة وهزّت رأسها بقوة لليمين واليسار.
“ليست لدي أي شهية …”
“وهناك حلوى الكراميل على التحلية. لقد اشتريتُها من متجر المدينة.”
“… سوف آكل قطعة واحدة فقط.”
هذا ليس استسلاماً على الإطلاق.
تمتمت إنجي لنفسها مرات لا تحصى، لكنها شعر بطريقة ما وكأنها تخلّت عن غضبها من أجل الطعام.
قال آيدن كما لو أنه تذكر شيئًا ما فجأة بينما كان يشاهد إنجي وهي تقترب بسرعة الحلزون.
“أوه، الآن بعد أن فكرتُ في الأمر، لقد كانت هناك رسالة موجهة إليكِ في مكتب البريد.”
“حقاً؟ لماذا تقول ذلك الآن؟ ارغ، هذا مؤلم.”
تعثرت قدم إنجي لأنها كانت مندهشة.
لكن عندما كادت أن تسقط، أمسك آيدن ذراعها بقوة ودعمها.
“لقد كنتِ تتجاهلينني طوال فترة ما بعد الظهر.”
“أنتَ مَن عاملتني كمجرمة أولاً.”
كانت شفاه إنجي على بعد عشرة سنتمترات تقريبًا من وجه آيدن.
“لن أهرب بعد الآن، لذا ثق بي فقط.”
بالطبع، هذا لا يعني أنها سوف تبقى في هذه المزرعة إلى الأبد، لكنها على الأقل لن تهرب بتهور.
‘لقد وصلتني الرسالة وسوف أتخلص من هذه الحياة الآن.’
لذلك فلنفترض أنني أستمتع ببضعة أسابيع من الإجازة في الريف؛ خاصة وأنني لم أغادر القصر في العاصمة أبدًا.
إذا سأل شخص ما عن حال إنجي في هذه الأثناء، فقد كانت تخطط لاختلاق كذبة ما وتقول أنها كانت تعيش في فيلا جميلة.
“إذاً سوف تثق بي، أليس كذلك؟”
مع عيون مبللة من خلال عصر الدموع عمداً، نظرت إليه إنجي مباشرة.
نظر آيدن إلى عيونها الخضراء المغرورقة بالدموع لفترة من الوقت ثم فتح فمه وقال:
“عيناكِ مليئتان بالأكاذيب.”
تسك_
رجل سريع البديهة.
نقرت إنجي على لسانها.
“أعطني الرسالة بسرعة.”
سلمها آيدن الرسالة بطاعة وتركها تبتعد عن حضنه.
لم يكن الأمر أنه لم يفهم شعورها بافتقاد منزلها والأسرة التي عاشت فيها طوال حياتها، هذا لأنه هو أيضاً واجه أيضًا شعورًا مماثلاً بالوحدة في القصر الإمبراطوري.
خبأت إنجي الرسالة بعناية في جيب فستانها.
“سآخذ معي الطعام إلى غرفتي وآكله.”
لقد أرادت إنجي أن ترى محتويات الرسالة في أسرع وقت ممكن.
أومأ آيدن برأسه بطاعة، ثم وضع السندويشات وحلوى الكراميل في السلة وعلقها على ذراعها.
“لا تسكبي فتات الطعام على السرير.”
“أنتَ تتذمر كثيراً مثل الجدة.”
“إذا كنتِ تريد أن تأتي الحشرات إلى سريركِ فـ …”
“حسناً، سوف آكله بعناية.”
في اللحظة التي خطت فيها إنجي خطواتها الأولى على الدرج، تذكرت شيئًا كانت قد نسيته.
تطلب الأمر منها بعض الشجاعة لقول الكلمات غير المألوفة.
“هـ – هذا … شكرًا لك على هذا.”
“… للتذمر مثل الجدة وإخباركِ بما يتوجب عليكِ فعله؟”
“لا! ليس ذلك! لكنني لم أقل أنك تخبرني بما يتوجب عليّ فعله في المقام الأول؟”
كادت إنجي أن تسقط عكازها بسبب الانفعال ووجهت نظرها نحو آيدن.
“أنا أشكرك لاستدعاء الطبيب. وإحضار الرسالة لي.”
“هذا ليس بالأمر الجلل.”
كان وجه آيدن الخالي من التعبير هو نفسه كالمعتاد حينما أجاب بسرعة، لكن يده كانت تحك مؤخرة رأسه بحرج.
شعرت إنجي بالارتياح لرؤية هذا التصرف وأدركت أنه أيضًا لم يكن معتادًا على مثل هذه المحادثات.
لذلك كان عليها أن تهرب بسرعة.
“حسنا إذاً، أراكَ لاحقاً.”
تمكنت إنجي بطريقة ما من العودة إلى الغرفة بمفردها معتمدة على عكازها وقدمها السليمة.
“أوه.”
بغض النظر عن مقدار محاولتها لغسل دماغها للاعتقاد بأن (آيدن) كان خادمتها، لم تشعر إنجي بالراحة في تعامله معها كطفلة صغيرة.
‘أليس السيد آيدن من نوع الرجال الذين نراهم عادة في الدوائر الاجتماعية؟’
عندما اقتربت منه إنجي، لاحظت أن لديه ملامح وجه مميزة.
ربما لأنه كان جنديًا، فقد كان جسده قوياً وتعابير وجهه حادة، وكانت وقفته دائمًا منتصبة ومستقيمة.
‘إنه خشن وحاد الطباع بعض الشيء، ولكن بالنظر إلى مظهره، فهو وسيم … ما الذي أفكر فيه الآن بحق الخالق؟!’
هزت إنجي، التي كانت غارقة في التفكير للحظة أثناء مضغ شطيرة، رأسها.
لقد كانت تحتاج إلى قراءة الرسالة بسرعة.
كان المظروف الأبيض الذي قدمه آيدن يحتوي فقط على اسم المستلم و 「 عزيزتي السيدة إنجي فيتزروي」 مكتوبًا عليه، ولكن لم يكن هناك ما يشير إلى هوية المرسل.
‘هل من الممكن أن الإمبراطور قلق عليّ ولذلك أرسل لي رسالة بشكل مجهول؟’
على الرغم من أن إنجي كانت في حيرة من أمرها، إلا أنها فتحت الرسالة وبدأت على الفور في قراءة محتوياتها.
[هل أنتِ بخير يا سيدة فيتزروي؟ أهنئكِ بصدق على زواجكِ.]
‘من هذا؟’
وبعد دقائق قليلة من قراءة إنجي للرسالة بحماس، صكت على أسنانها في غضب.
ارتعشت يدها التي كانت تحمل الرسالة، وسرعان ما جعدت الورقة ورمتها على الأرض.
“تلك المرأة اللعينة …!”
كانت هوية المرسل مرئية بين قطع الورق الملقاة على الأرض.
「الآنسة إيمي كيندال」
استمرت الرسالة، التي بدأت وكأنها رسالة تهنئة زفاف، بذكر تعاطف إيمي الزائف، قائلة أن “الشائعات” حول إنجي كانت تنتشر في العاصمة، وأنها كانت تشعر بالأسف عليها وانتهى بها الأمر إلى ذرف الدموع من الأسى.
بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص معظم الرسالة لتفاخر إيمي كيندال حول مكانة وثراء خطيبها الذي ارتبطت به مؤخرًا وحجم حفل الزفاف الذي كانت تستعد له.
[لقد كنتُ أرغب في أن نقيم حفل زفاف بسيط مثلكِ يا سيدة فيتزروي، لكن خطيبي مهووس بي لدرجة أنني لم أستطع إيقافه عن طلب أفخر وأثمن الأشياء من أجلي. الجواهر الموجودة على الفستان ثقيلة جدًا لدرجة أنني أخشى أن أسقط أثناء الدخول.]
“أنا منزعجة، أنا منزعجة، أنا منزعجة.”
وعندما دهست إنجي قدمها عن غير قصد وشعرت بالألم، أصبحت أكثر غضبًا.
التقطت إنجي الرسالة وقامت بتمزيقها إلى أجزاء، لكن غضبها لم يختفي بسهولة.
بصوت إيمي كيندال، تردد صدى محتويات الرسالة في رأس إنجي مرارًا وتكرارًا.
[لقد سمعتُ أنه ليس من السهل التسوق حيث تعيشين؟ كنتُ أتساءل عما إذا كانت فكرة جيدة أن أرسل لكِ بعض الملابس القديمة التي كنتُ أخطط للتبرع بها إلى الخادمات. أنتِ لن تشعري بالإهانة، أليس كذلك؟ من أجل صداقتنا القديمة، أرجو منكِ قبولها دون تردد.]
“تباً …”
أصبح قلب إنجي محبطًا من الطريقة التي تظاهرت بها إيمي بأنها لطيفة وودودة بينما كانت تقصد بذلك أن تزعجها فقط.
لقد فهمت وأخيراً سبب عدم كتابة اسم المرسل على الظرف.
ربما لأنها كانت تخشى أن تتخلص منها إنجي دون أن تقرأها.
قامت إنجي، التي كانت تتقلب على السرير وتلكم الوسادة، برفع نفسها.
‘أين سَمِعَت عن وضعي؟ وكيف عَرِفَت عنواني؟’
المصدر الوحيد الممكن هو الرسائل التي أرسلتها إنجي إلى الأشخاص القريبين منها.
‘هل يمكن أن يكون هناك خائن بينهم؟’
شخص تخلى عني، وتمسك بإيمي كيندال وتحدث عني خلف ظهري؟
ما الذي يُقال عني بحق خالق السماء في الأوساط الاجتماعية الآن؟
“اغغغ … هذا مزعج.”
بعد وقت طويل من تخبئتها للحالات الطارئة، أخرجت إنجي زجاجة بنية اللون من حقيبتها وقامت بشمّها بأقصى ما تستطيع.
الرائحة العشبية اللاذعة التي لذعت أنفها أعادت لها هدوءها، حتى لو كان ذلك بشكل قليل.
“عليّ أن أجد طريقة للعودة.”
كانت عيون إنجي مليئة بتصميم نادراً ما يكون فيها.
والآن بعد أن حدث هذا، لم تكن إنجي تخطط لأن تبقى مكتوفة الأيدي في انتظار أحد لإنقاذها، بل سوف تعود إلى العاصمة بمفردها بغض النظر عن الوسائل أو الأساليب.
يجب أن تذهب وتستعيد شرفها وتقضي على إيمي كيندال وعصابتها الخائنة.
“ولكن كيف؟”
تذمرت إنجي وهي تنظر إلى قطع الرسالة المتناثرة على الأرض مثل بتلات الزهور.
حتى والدها الوحيد وأصدقاؤها القدامى أداروا ظهورهم لها.
حتى الأشخاص الذين كانوا يخدمونها في دوقية چلاستير كانوا إلى جانب المال وليس إلى جانبها.
لذلك لم يبقى لها أحد الآن.
لقد ذرفت إنجي الدموع عدة مرات بسبب الحزن والوحدة، لكن هذه المرة صكّت على أسنانها وابتلعت دموعها.
الآن لم يكن الوقت المناسب للبكاء.
“عليّ أن أجد طريقة للعودة إلى العاصمة.”
──────────────────────────