Falling to paradise - 14
──────────────────────────
🌷 الفصل الرابع عشر –
──────────────────────────
“لا أنا بخير.”
لوّحت إنجي بكلتا يديها لآيدن، الذي التقت به عند مدخل الدرج.
لم تكن تتوقع أنه، هو الذي كان يراقبها وهي تسير بينما تعرج، قد يعرض عليها أولاً أن “يحملها بين ذراعيه” ويُنزلها إلى الطابق السفلي.
بالأمس، كانت الليلة مظلمة ولذلك لم يكن هناك أي خطب في أن يحملها إلى غرفتها، ولكن الآن كان نور الصباح يُضيء كل شيء لأن الشمس قد أشرقت بالفعل.
كما أن إنجي كانت تعتقد أنه ليس من المناسب أن يكون بينهما مثل هذا التواصل الجسدي الوثيق.
“إذا كنتِ تعتقدين أنني سوف أفعل هذا من أجلكِ، فأنتِ مخطئة. أنا أريد فقط أن أتخلص منكِ لأنكِ تعرجين ببطء وتسدّين أمامي الدرج الوحيد الموجود بالمنزل.”
“يمكنكَ النزول قبلـ- آه انتظر!”
سواء تذمّرت إنجي أم لا، التقطها آيدن بين ذراعيه بسرعة وحملها إلى الطابق السفلي دون أن يسمح لها بإنهاء كلماتها.
غطت إنجي وجهها بكلتا يديها، لكن رقبتها، التي لم تستطع تغطيتها، تحوّلت فجأة إلى اللون الأحمر.
“لماذا لم تنزل الدرج قبلي؟ لم تكن هناك حاجة لتحملني هكذا.”
آيدن، الذي حمل إنجي إلى المطبخ بينما رأى منها رد فعل غير مألوف نادرًا ما كان يُرى من الأميرة، أجاب بشكل حازم بينما كان يضعها على الكرسي.
“لقد قرّرتُ ألا أرفع عيني عنكِ أبدًا من الآن فصاعدًا. إذا حاولتِ الهرب مرة أخرى، فسوف تقعين في ورطة.”
“لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان بهذه القدم على أي حال.”
نظرت إنجي إلى كاحلها، الذي كان منتفخًا أكثر من الأمس، وتمتمت بكآبة.
هل هو حقاً غير مكسور؟
أصبح وجه آيدن ذا تعابير غائمة أيضًا عندما نظر إلى المنطقة المصابة.
بغض النظر عن الطريقة التي نظر بها إلى كاحل إنجي، بدا أنها كانت تعاني من التواء خطير حيث كان كاحلها منتفخًا إلى ضعف حجم الكاحل الطبيعي تقريبًا.
“سأجرب وضع بعض الكمادات الباردة على كاحلكِ، وإذا لم يتحسن، سوف أستدعي الطبيب.”
“طبيب؟”
“ماذا هناك؟ ألم تطلبي مني استدعاء الطبيب في آخر مرة سقطتِ فيها على الأرض؟”
سأل آيدن باستغراب بينما كان يتذكر بوضوح تذمر إنجي وهي تتدحرج على أرضية المطبخ.
في ذلك الوقت، لم يكن الوضع جدياً أبدًا ولذلك لم يستدعي الطبيب، ولكن الآن كان كاحلها مصاباً حقًا.
“كيف يمكن أن يفحصني الطبيب وأنا هكذا؟”
رفعت إنجي كتفيها في خجل وطأطأت رأسها نحو الأرض.
لقد كان كاحلها يؤلمها بشدة من أدنى حركة، لدرجة أنها كانت لا تزال ترتدي فستان النوم خاصتها مع سترة من الصوف فوقه تحميها من برد الصباح الباكر.
ولذلك كانت قدميها، بالطبع، عارية.
لا بد من أن الطبيب سيكون رجلاً، وهي لا تستطيع أن تُظهر نفسها هكذا لرجل لا تعرفه.
لقد كانت ملابسها التي ترتدي الآن محرجة حتى أمام (زوجها) آيدن.
أغلقت إنجي سترتها بإحكام لتغطي منطقة صدرها المكشوف قليلاً بسبب تصميم فستان النوم.
“ألا يخلع المريض ثيابه أمام الطبيب ليفحصه عندما تستدعي الضرورة ذلك؟”
استجاب آيدن دون اكثرات لقلق إنجي وذهب لإحضار الماء البارد من البئر.
اعتقدت إنجي أنه من حسن الحظ أن آيدن كان يتصرف دون اكثرات تجاه ملابسها، لكنها في الوقت نفسه، شعرت بالغرابة.
‘ألا يُدرك السيد آيدن أنني امرأة وأنه رجل؟’
لكن هذا لا يهم على أي حال.
حكّت إنجي خدها في حرج وانتظرت عودته بصبر.
“أوه، بارد-!”
كانت المنشفة المبللة بمياه البئر التي وضعها آيدن للتو على كاحل إنجي باردة مثل قطعة الثلج في منتصف الشتاء.
ارتجفت إنجي من البرودة التي انتشرت في كاحلها، لكنها كانت سعيدة لأن حرارة الألم قد بدأت تتلاشى رويداً رويداً.
“شكرًا لك. لقد بدأتُ أشعر بشعور أفضل بكثير.”
بمجرد أن قالت شكرًا في الليلة السابقة لأول مرة، أصبح من السهل على إنجي قولها في المرة الثانية.
ومع ذلك، ظل حرجها موجوداً، لذلك سألت إنجي عمدًا بنبرة مرحة محاولة بذلك أن تتخلص من إحراجها.
“ما هو الإفطار هذا الصباح؟”
“إفطار أصيل.”
(م.م: الطعام الأصيل هو الطعام الذي يوجد في منطقة واحدة فقط ويتناسب مع المكونات الموجودة في تلك المنطقة ويعكس عادات وتقاليد ذلك المكان وشخصية السكان هناك.)
“إفطار أصيل؟ ما هذا؟”
“بيض، سجق، فطر مشوي، بودينغ أسود مع فاصوليا مطبوخة.”
كانت إنجي، التي تمشت كثيراً بالأمس، راضية تماماً عن قائمة الطعام الغنية بالمكونات.
“من فضلكَ اجعل البيض مسلوقًا.”
هز آيدن كتفيه عند سماع كلمات إنجي.
لقد كان يعني بذلك أن عليها أن تأكل ما سوف يُقدّمه لها دون أي شروط.
ضربت إنجي الطاولة بالملعقة التي كانت تحملها.
“لقد كدتُ أن أموت بالأمس، وكاد أن يأكلني دب أيضًا. ألا يمكنكَ أن تكون لطيفًا معي قليلاً؟”
“هل هناك أي سبب يدفعني لأكون لطيفًا مع الحمقاء الذي قفزت في عرين الدب من تلقاء نفسها؟”
وبدون تردد، قام آيدن بخلط الصفار والبياض في الوعاء.
لم يكن لدى آيدن أي مشكلة حقًا في صنع البيض المسلوق، لكنه اليوم قرر أن يصنع عجة البيض المخفوق الذي يرغب هو في تناوله.
قعقعة_ قعقعة_
عندما أصبح الإفطار جاهزًا، إنجي، التي كانت تقول أن البيض المسلوق أفضل من المخفوق، كانت متحمسة لتناول البيض المخفوق مع السجق كما لو أنها لم تتذمر أبدًا من قبل.
للحظة، تساءلت عما إذا كان عليها أن تقلق بشأن حجم خصرها وزيادة وزنها، لكنها أقنعت نفسها بقولها:
[أنا مريضة، وأحتاج إلى تناول الطعام جيدًا حتى أتحسن بسرعة.]
ولنفس السبب، هي لم ترتدي مشد خصر اليوم.
ولهذا السبب أيضاً، ابتلعت إنجي طعام الإفطار بشكل أفضل.
سألت إنجي بينما كانت تلعب بالملعقة في الوعاء الفارغ دون سبب.
“هل بقي أي خبز من الأمس؟”
سيكون من اللذيذ غمس الخبز في صفار البيض المتبقي.
“لقد قلتِ أنكِ لا تريدين أكل الخبز الأسود، لذلك أعطيته للخنازير.”
ردّ آيدن بتعبير حائر وكأنه شعر بالتناقض في كلماتها.
لقد كانت إنجي تترك الخبز دائمًا، لذلك اعتقد أنها لا تحبه وظن أنه من الأفضل أن يعطيه للخنازير لتستفيد منه، لكن تبين أن الأمر كان سوء فهم كبير من طرفه.
تحولت خدود إنجي إلى اللون الأحمر مثل مفرش المائدة القرمزي.
“أوه، ليس إلى هذا الحد. لقد كنتُ أقصد فقط أن الخبز الأبيض أفضل.”
أضافت إنجي هذه الكلمات مترددة.
“لكن الخبز الأسود لذيذ أيضًا.”
“… هل ترغبين في بعض المقرمشات؟”
إذا بحث في خزانة المطبخ، فسوف يجد آيدن بكل تأكيد بعض المقرمشات المصنوعة خصيصًا لأكلها مع الحساء.
“أجل~! … امم، أقصد نعم. إذا بقي أي شيء من الخبز الذي أعطيته للخنازير، او إذا كانت هناك بعض المقرمشات متبقية، فأرجو منك أن تعطيها لي.”
على الرغم من أنها لم تكن تريد أن تبدو كشخص شره، إلا أن معدة إنجي كانت لا تزال فارغة.
بعد غمس قطعة المقرمشات في ما تبقى من عجة البيض وابتلاعها حتى آخر لقمة، تنهدت إنجي بسعادة.
لقد حان الوقت للاستمتاع بالشاي بعد الطعام.
“ماذا عن الشاي؟”
“ليس لدي سوى الشاي الأسود الرخيص، لذلك لا يمكنني أن أقدّمه لك يا أميرة.”
“مهلاً، لا تكون لئيماً إلى هذه الدرجة.”
يمكن أن تكون إنجي متعاونة حسب الضرورة إذا لزم الأمر.
لذا، كما كانت تفعل مع النبلاء الذين تلتقي بهم في الحفلات، خفضت إنجي عينيها ببراءة وتكلمت بصوت جميل ورقيق، لكن آيدن قام بتجعيد تعابير وجهه وعبس.
“سأعطيكِ القدر الذي تريدينه من الشاي، لكن هل يمكنك ألا تصدري مثل هذا الصوت المزعج مجددًا؟ أشعر بالغثيان في معدتي كلما سمعته.”
الأميرة التي يعرفها آيدن جيداً كانت امرأة صادقة تغضب منه، تقاومه بشراسة، تتمرد أو تبكي كالأطفال.
لذلك كان من المحرج وغير المألوف بالنسبة له أن تتصرف إنجي أمامه مثل “ملاك العاصمة”.
اختفت الابتسامة من وجه إنجي وضربت بقبضتها على الطاولة.
بالطبع، أحدثت قبضتها ضجيجًا خفيفًا فقط.
“عذراً؟ لكن الجميع يقولون أن صوتي يشبه صوت العندليب!”
“يبدو أن النبلاء لا يعرفون كيف هو صوت العندليب. في الواقع، حتى سكان المدينة لا يعرفون عنه شيئاً.”
وبينما قال آيدن ذلك، وضع الغلاية على الموقد.
ربما كان ذلك بسبب مزاجه، لكن التعامل مع الأميرة أصبح أسهل من ذي قبل.
ربما السبب في ذلك هو أن نبرة صوت الأميرة قد تغيّرت قليلاً.
“لهجتك مختلفة اليوم يا أميرة.”
“ما المختلف في الطريقة التي أتحدث بها؟”
سكب آيدن الشاي في الكوب ثم قدّمه لإنجي بينما كان يبحث عن التعبير المناسب لوصف الأمر.
“أنتِ أقل غطرسة من المعتاد.”
سمعت إنجي، التي كانت تشرب الشاي، هذه الكلمات ووضعت كوب الشاي على الطاولة.
“هل كان أسلوبي في التحدث … متغطرساً؟”
“نعم.”
في الواقع، كانت نبرة صوت إنجي متعالية ومتكبرة للغاية، رغم أنها لم تكن على علم بذلك، وخاصة مع أولئك الذين يكونون أقل مكانة منها.
لذلك، كان كلام آيدن تعبيرًا عن الحقيقة، لكن إنجي، التي لم تسمع مثل هذا النقد الصادق من قبل، لم تستطع قبوله.
“الأمر فقط أنه لا يمكنك التعود على طريقة كلامي لأنها أسلوب أرستقراطي رفيع في الكلام.”
“همف، لقد مكثتُ في القصر الإمبراطوري لفترة من الوقت، لكنني لم أسمع أحداً يتكلم مثلكِ من قبل. أتذكر أن البعض منهم كانوا ذوي نبرة خرقاء تشبه نبرتكِ، ولكن لم يكونوا كلهم متغطرسين مثلكِ.”
“أنتَ تستمر في تكرار كلامكَ، لا تكرر نفسك … لكن … انتظر، هل كنتَ تمكث في القصر الإمبراطوري؟”
“نعم، لقد كنتُ أعيش هناك لفترة من الوقت….”
لم يبدو أن آيدن كان يريد الخوض في مزيد من التفاصيل، لذلك قام فقط بتحريك السكر في الشاي بالملعقة.
لكن إنجي كانت متشوقة لطرح المزيد من الأسئلة.
لم تكن العلاقات خارج نطاق الزواج شيئاً نادراً بين النبلاء وأفراد العائلة المالكة.
على وجه الخصوص، غالباً ما كان الرجال ذوو المكانة العالية، بما في ذلك والد إنجي، يملكون العديد من العشيقات أو يدخلون في علاقات مع الخدم، بمن في ذلك الخادمات والمعلمات.
وبطبيعة الحال، يولد العديد من الأطفال غير الشرعيين الذين يرثون دماء النبلاء، ولكن ما لم تكن أمهاتهم من النبلاء، كان من النادر للغاية أن يتم الاعتراف بهم كأبناء للعائلات النبيلة.
وعلى حد علم إنجي، كانت والدة آيدن من عامة الناس.
ومع ذلك، اعترف الإمبراطور الراحل بآيدن كابن له ومنحه وسام الفروسية، بل ودعاه إلى القصر الإمبراطوري حتى؟
لقد كانت هذه معاملة غير مسبوقة بالنظر إلى وضعه في المجتمع الأرستقراطي.
لماذا كان الإمبراطور السابق لطيفًا معه؟
هل هذا هو سبب كره فيليب له كثيراً؟
فجأة أصبح لدى إنجي مثل هذه التساؤلات الفضولية، لكن كان من الصعب عليها طرح الأسئلة حول هذا الموضوع الحساس من حياة آيدن الشخصية.
“إذا انتهيتِ من تناول الطعام، فلنخرج.”
قطع آيدن أفكار إنجي بينما كان يُزيل الأطباق الفارغة من أمامها.
تفاجأت إنجي وطرحت عليه سؤالاً.
“هل ستخرج؟ وأنا أيضاً؟”
“نعم، وأنتِ أيضًا.”
وبينما كان يتحدث وهو يضع يديه على خصره بحزم، لم تكن هناك أي إشارة على أنه يمزح على الإطلاق.
“لقد أخبرتكِ. لن أرفع عيني عنكِ أبداً.”
في الوقت الحالي، خطط آيدن لإبقاء إنجي في مرأى بصره أمام عينيه.
“هذا سخيف! هل تقول لي أن أخرج الآن؟ سوف تحرق الشمس بشرتي الحساسة، وسوف تجعل الرياح لون شعري باهتًا.”
لقد أخبرها والدها ومن حولها دائمًا أن أعظم ما تملكه المرأة هو مظهرها.
ولحماية ذلك، تجنبت إنجي ضوء الشمس قدر الإمكان وتحملت معاناة عدم الذهاب إلى المنتجع الذي تذهب إليه السيدات النبيلات الأخريات.
“سواء كنتِ تريدين ذلك أم لا، فقد تقرّر الأمر بالفعل يا أميرة وسوف نخرج اليوم.”
رفع آيدن إنجي مرة أخرى بين ذراعيه.
“اكك، على الأقل أحضر لي مظلة لتقيني أشعة الشمس.”
شعرت إنجي، التي كتنت تتلوى بين ذراعي آيدن، أنها في ورطة.
الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد أضاعت مظلتها أيضًا بالأمس.
لقد كانت تلك المظلة مظلة ثمينة ذات إصدار محدود استطاعت إنجي شراء واحدة منها فقط بصعوبة كبيرة.
“من… من فضلكَ دعني أرتدي قبعة على الأقل.”
“إذا كنتِ تتكلمين عن قبعة … هل تقصدين هذه؟”
نظرت إنجي إلى قبعة القش التي أشار إليها آيدن ثم نظرت إليه بوجه عابس.
لقد كانت تلك القبعة هراءً محظاً.
لقد كانت مجرد قبعة قش قديمة الطراز لا يرتديها سوى المزارعون.
“هل تمزح معي؟ لقد قصدتُ القبعة البيضاء الجميلة التي في غرفتي، وليس تلك.”
قد تبدو القبعة البيضاء سخيفة إذا ارتدتها إنجي مع فستان النوم الذي كانت ما تزال ترتديه، لكنها لن تبدو جيدة على أي حال بغض النظر عن لون أو نوع القبعة التي قد ترتديها، لذا كانت حماية بشرتها هي الأولوية القصوى.
“بجدية، أعتقد أن قبعة القش هذه سوف تناسبكِ أكثر.”
شعرت إنجي أن هناك ضحكة مكتومة في الكلمات التي تمتم بها آيدن، لكنها ربما كانت مخطئة، أليس كذلك؟
عندما نظرت إليه، لم يكن هناك أي أثر للابتسامة على وجهه.
أمالت إنجي رأسها في حيرة، ثم بدأت تتساءل أين وضعت قفازاتها الاحتياطية لحماية ذراعيها من الشمس.
لكنها لم تلاحظ بعد أن القفازات المتسخة التي كانت ترتديها بالأمس قد اختفت بطريقة سحرية في غرفة الغسيل.
──────────────────────────