Falling to paradise - 12
──────────────────────────
🌷 الفصل الثاني عشر –
──────────────────────────
ارتدى آيدن سترته بسرعة وتفحّص الإسطبل على عجل.
“أيتها الأميرة؟”
وبما أن الحصان كان لا يزال هناك وكانت هناك علامات على محاولات فاشلة لوضع سراج عليه، فيبدو أن إنجي كانت تحاول امتطاءه.
تجوّل آيدن في أرجاء المنزل بينما يبحث داخل حظيرة الخنازير وحظيرة الماشية تحسبًا لوجود إنجي في مكان ما.
لكن لم يكن هناك أي أثر لإنجي في أي مكان.
“يا أميرة، أين أنتِ؟”
كان لدى آيدن شعور مشؤوم عندما لم لم يتمكن من العثور على تلك المرأة حتى بعد البحث عنها في كل ركن من المزرعة.
“من المستحيل أنها قد خرجت مشياً على الأقدام … بغض النظر عن مدى غباء الأميرة، فمن المستحيل أن تخرج إلى الغابة لوحدها، أليس كذلك؟”
لقد كان هذا المنزل محاطًا بغابة كثيفة، لذلك كان الطريق المؤدي إلى الضواحي وعرًا للغاية لدرجة أن السائق الذي أحضرهما في العربة قد تذمر عدة مرات.
عاد آيدن إلى مقدمة الإسطبل، وركع على الأرض، وبحث عن آثار أقدام آنجي.
لم يكن من السهل العثور على آثار أقدامها، هذا لأن المطر لم يهطل منذ فترة طويلة ولذلك كانت الأرض جافة.
“عليك اللعنة.”
آثار الأقدام، التي كانت أصغر بكثير من الأقدام التي كانت في مخيلته وكانت ذات كعب مدبب، استمرت على طول الطريق المليء بالعشب أمام الإسطبل واتّجهت نحو مسار محدد.
لقد كانت في الاتجاه الذي يؤدي إلى عمق الغابة.
ألقى آيدن باللوم على نفسه لأنه قلل من شأن غباء الأميرة وبدأ في تتبع آثارها على عجل.
***
في الوقت نفسه، بينما كان آيدن منشغلاً بالبحث، بدأت إنجي في الندم على اختيارها شيئًا فشيئًا.
وووو~ ووووووو~
استمر البوم، بأصواته المنخفضة المشؤومة، في إرسال إشارات تحذيرية للاشخاص الموجودين في الغابة.
كما جعل ضوء القمر الشاحب المتسلل من بين الثغرات في السماء الملبدة بالغيوم الأشجار السوداء الكبيرة تبدو أكثر كآبة.
في كل مرة تتمايل فيها أغصان الأشجار مع مهب الريح، أو في كل مرة يصدر فيها صوت حفيف لحيوان صغير يتحرك بين الشجيرات، لم تكن إنجي تستطيع حتى الصراخ لذلك كانت تتجمد في مكانها من الخوف.
“يا إلهي ….”
لقد تخلت إنجي عن الدين في يوم زفافها، لكن كل ما استطاعت أن تتضرع إليه الآن هو الإله.
تمتمت إنجي الصلاة التي تعلمتها في الكنيسة وتقدمت للأمام بحذر، ممسكة بالمظلة بكلتا يديها لاستخدامها كسلاح إذا ظهر “شيء ما” فجأة.
لقد شعرت كما لو أن مشعوذة ما أو شبحًا مشبوهًا قد يقفز في أي لحظة من خلف الشجرة القديمة القاتمة أو من خلف ظل الصخرة الكبيرة.
“لا أعتقد أنه هناك أي دببة أو ذئاب هنا، أليس كذلك؟”
تصلب جسد إنجي كله عندما تبادرت فجأة إلى ذهنها مخاوف واقعية.
لقد سمعت سابقاً من الرجال الذين كانوا يُشاركون في مسابقات الصيد أن هناك حيوانات أضخم وأشرس تعيش في الغابات العميقة من تلك الموجودة بالقرب من العاصمة.
‘لماذا فكّرتُ في هذا الآن فقط؟ يجب أن أعود الآن إلى … لا، لا تكوني جبانة يا إنجي.’
على أي حال، هناك أشخاص يعيشون بالقرب من هذه الغابة، لذلك لن تظهر أي وحوش مخيفة هنا بالتأكيد.
قرّرت إنجي أن تتقدم أبعد قليلاً وسط الغابة.
اختارت إنجي الجانب الأيمن عند مفترق الطريق الذي ظهر أمامها وسط الغابة وربطت شريطًا على غصن شجرة في الطريق الذي جاءت منه.
من أجل أن لا تُضيّع طريقها إذا اضطرت للعودة، كانت إنجي تضع علامات على كل مفترق طرق مثلما فعلت قبل قليل.
لم تستطع إنجي أن تصدق أنه قد انتهى بها المآل باستخدام الأشرطة التي أحضرتها لتزيين شعرها بهذا الشكل لوضع علامات على الطريق.
لقد كان هذا أمراً مؤسفاً لأنها كانت تعتز بشرائط الشعر تلك، لكن يمكنها شراء واحدة مثلها مرة أخرى عندما تعود إلى العاصمة.
“مهلاً …. هل هذا الطريق مسدود؟”
بعد فترة من المشي، تمتمت إنجي في دهشة عندما رأت شجرة في منتصف الطريق.
عندما نكزتها بالمظلة، شعرت إنجي أنها شجرة صلبة لا يمكن للعربة المرور من خلالها.
“إذن يبدو أنه علي أن أعود إلى المزرعة مرة أخرى.”
كان من الصعب عليها السير على طول الطريق إلى هنا، لذلك تنهدت إنجي بصوت عالٍ.
لو كانت تعلم أنها سوف تسير في مثل هذا الطريق الوعر، وأن المشي لمدة ساعة تقريبًا سيكون بهذه الصعوبة، لكانت قد ارتدت أحذية أكثر راحة.
ومع ذلك، كانت جميع الأحذية التي تملكها إنجي ذات كعب، مما جعلها غير مناسبة للمشي لمسافات طويلة.
‘لو كنتُ أعلم أن الأمر سيكون على هذا النحو، لكنتُ طلبت من السيد آيدن أن يُعيرني بعضاً من أحذيته.’
عندما فحصت إنجي كعب قدمها الذي كان يخزها، لاحظت أن الاحمرار كان منتشراً حتى خارج جوربها.
بدا أن قدمها كانت غاضبة لأنها استمرت بتعذيبها بالمشي الطويل.
تنهدت إنجي وجلست على صخرة كبيرة.
على الرغم من أنها كانت مترددة قليلاً في البداية خوفاً من اتساخ ملابسها، إلا أنها كانت في حاجة ماسة إلى الراحة.
‘هل يجب أن أخلع حذائي؟’
بما أن هذا كان سلوكًا غير محترم بالنسبة للسيدات النبيلات، كانت إنجي مترددة بشأن خلع حذائها لأنها لم تكن تعرف ما يمكن أن يكون على الأرض، إلا أنه بدا لها أن ذلك سيكون أفضل من الاستمرار في المشي مع تحمل هذا الألم.
قامت إنجي بتدليك ساقيها المتعبة وبحثت في حقيبتها.
لقد كانت عطشى.
لماذا بحق خالق السماء غادرت المنزل دون أن تُحضر أي شيء لتأكله أو تشربه؟
‘أرغب في أن أشرب الشاي الذي قدّمه لي السيد آيدن في وقت سابق.’
لقد انتقدته سابقاً باعتباره شايًا أسود رخيص الثمن، لكنها الآن كانت في حاجة ماسة إليه أيضًا.
لقد كانت في حاجة إليه أكثر بكثير من تلك الأكسسوارات ومستحضرات التجميل والملابس الموجودة في حقيبتها.
كرووك-
“هاه؟ … كيااااااا-!”
سمعت إنجي صوتًا غريبًا بجانبها لذلك أدارت رأسها، لكنها عندها رأت ضفدع شجرة بحجم قبضة اليد متشبثًا بالصخرة المجاورة لها.
أصيبت إنجي، التي تكره الزواحف، بالذعر ونهضت بسرعة من مقعدها.
“اه انتظر … إذا كان هذا ضفدعاً …فكرة~!”
في إحدى القصص التي قرأتها المربية لها ذات مرة، قيل أن الضفادع تعيش بالقرب من الماء.
إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أنه هناك شيء مثل النهر أو البركة في مكان قريب من هنا.
“هناك أوقات تكونين فيها مفيدة أيتها الضفادع.”
كرووك-
عند سماع كلمات إنجي التعجبية، نعق الضفدع كما لو كان يرد عليها، ثم اختفى بين الأشجار.
“إذا كنتُ أريد شرب الماء، فهل يجب أن أذهب من هذا الطريق أيها الضفدع؟”
وبينما كانت إنجي تحبس أنفاسها وتُرَكّز حاسة سمعها في المكان، كادت أن تسمع صوتًا خافتًا لتدفق المياه في الاتجاه الذي اختفى فيه الضفدع.
“هل من الممكن أن يكون هذا المكان متصلاً بالنهر الذي يتدفق حول منزل السيد آيدن؟”
إذًا ألن يكون هذا طريقًا مختصرًا للوصول إلى المدينة؟
كانت إنجي سعيدة لأنها توصلت إلى فكرة جيدة، لذلك استجمعت طاقتها وبدأت في تحريك قدميها.
“آه، أريد أن أشرب الماء البارد بسرعة، كياااااا-!”
كانت المنطقة الموجودة أسفل الشجرة أكثر ظلمة من الطريق الذي أتت منه، لذلك لم تُدرك إنجي نوع المكان الذي كانت متجهة إليه حيث أنها قد تقدمت للأمام بجرأة معتقدة أن ما ينتظرها هو أرض مسطحة، لكن ما كان أمامها في الحقيقة هو طريق منحدر يصل إلى حافة المياه.
تـدحـرج-
كانت الأميرة في ثوبها الحريري الناعم تتدحرج مثل حبة البلوط فوق السرخس، حيث استمرت في التدحرج إلى الأسفل وإلى الأسفل أكثر.
***
“أين اختفت تلك المرأة بحق الخالق؟”
تمتم آيدن وهو يدعك ذقنه في ارتباك.
لم يواجه آيدن أي مشكلة في اللحاق بإنجي إلى هذا المكان.
بفضل كعب حذائها العالي، كانت خطوات إنجي بطيئة للغاية وكانت ذات تباعد ضيق.
في بعض الأحيان، عندما كانت تجلس لتستريح على الشجرة، كانت رائحة عطرها غالبًا ما تبقى حول لحاء الشجرة.
وفي منتصف الطريق، يبدو أنه كان من الصعب عليها حمل الحقيبة الثقيلة، لذلك كانت هناك آثار لسحبها على الأرض.
لقد استخدم آيدن حواسه الخمس، التي تم شحذها في ساحة المعركة، لتتبع آثار إنجي.
لو كانت إنجي عدوًا أو فريسة، لكانت لتكون خصماً سهلاً إلى حد ما.
حتى أنها ربطت شرائطها بالأشجار من أجل أن لا تُضيّع الطريق.
‘إنها أذكى مما كنتُ أتوقع.’
تأثر آيدن دون أن يدرك ذلك، لكنه غيّر رأيه عندما تذكر الوضع الحالي.
لو كانت تلك المرأة ذكية حقًا لما خرجت من المنزل في منتصف الليل.
وكانت المشكلة الكبيرة أنه قد انقطعت آثارها هنا، حيث كان الطريق مسدوداً بشجرة.
“لا أظن أنها قد طارت نحو السماء ولا أن الأرض قد ابتلعتها.”
ظهر عبوس عميق على جبين آيدن.
“هذا مستحيل، هل من الممكن أنه قد أكلها دب ما أو اختطفها شخص … لا، على الأغلب لا.”
لو هاجمها حيوان ما لكانت هناك آثار مثل الدماء او الثياب الممزقة في المكان، ولو كان اختطافًا لكانت هناك آثار أقدام شخص آخر أو آثار مقاومة إنجي له.
وأخيراً، عثر آيدن على الصخرة التي كانت تجلس عليها إنجي وتتبع آثارها من هناك.
“دعونا نرى، بعد أن تجاوزت هذه الصخرة … انزلقت من هذا المنحدر؟”
ضيّق آيدن عينيه عندما رأى العلامة التي تدل على أن “شيئاً ما” قد تدحرج إلى أسفل التل.
من المؤكد أنها لم تسقط في النهر أدناه وجرفها التيار، أليس كذلك؟
نزل آيدن بعناية في المنحدر من أجل أن لا ينزلق ونظر حوله بالاستعانة بضوء المصباح الزيتي.
لحسن الحظ بالنسبة لها، كان التيار هادئاً لذلك كان من المستبعد أن يكون قد جرفها بعيداً.
على الأغلب ستكون قد فقدت الوعي في مكان ما.
“أيتها الأميرة؟”
رفع آيدن المصباح عاليًا مرة أخرى ومشى على طول النهر، مناديًا إنجي.
كان من الصعب عليه العثور على آثارها لأنه كان في منطقة مليئة بالماء، لكن كان لديه شعور قوي بأنها ربما لم تذهب بعيدًا وكانت قريبة.
“أيتها الأميرة، هل أنتِ هنا؟”
“… سيد آيدن؟”
كاد آيدن أن يُسقط المصباح الذي كان في يده على الأرض عندما رأى المرأة التي كانت في الظلام.
كان فستانها الحريري مغطى بالطين هنا وهناك.
كان شعرها الناعم والمرتب دائماً أشعثاً للغاية، وكان وجهها مغطى بالمياه، سواء بسبب دموعها أو بسبب مياه النهر، وبدت وكأنها شبح يسكن النهر.
“هل أنتِ مجنونة لدرجة الدخول إلى الغابة لوحدكِ؟”
قبل أن يتمكن حتى من إنهاء العبارة الأولى مما كان يقوله طوال الطريق الذي جاء منه إلى أن وجدها، انفجرت إنجي في البكاء وانهمرت الدموع التي كانت تحبسها بينما رمت نفسها بين ذراعيه.
رمت إنجي الأغصان التي كانت تحملها بين ذراعيها على الأرض وأحاطت جسده بيديها الصغيرتين.
“لقد – لقد كنتُ خائفة …. هيك- هيك … لقد وقعتُ وتألمتُ …. هييك … الجو بارد ….”
كانت فرحة إنجي الناتجة عن مقابلتها وأخيراً لشخص تعرفه وسط هذه الغابة المظلمة أعظم وأكبر بكثير من انزعاجها أو كراهيتها نحو آيدن.
بكت إنجي بحرقة ودفنت وجهها في حضن آيدن الدافئ.
كان كل شبر من جسدها يُؤلمها بسبب تدحرجها إلى أسفل التل، وشعرت بثقل ملابسها المبللة.
لقد قامت بجمع أغصان الأشجار لمحاولة إشعال بعض النار لتجفيف جسدها من الماء البارد، لكنها لم تتمكن من معرفة كيفية إشعال النار.
وقف آيدن في مكانه متصلباً مثل الفزاعة وذراعيها مرفوعتين في الهواء، ثم خفض إحدى ذراعيه بشكل محرج وربّت على ظهرها.
“لا بأس.”
لقد أراد أن يُوبخها أكثر، لكنه لم يستطع أن يغضب على شخص كان يشكو آلامه ويبكي في حضنه.
نسي آيدن غضبه وحاول بدلاً من ذلك تهدئة إنجي.
“لا بأس، أنا هنا الآن، لذا توقفي عن البكاء. من فضلكِ ارتدي هذا على الأقل.”
قال آيدن هذا بجمود بينما كان يخلع سترته ويلفها حول جسدها.
كان جسد إنجي باردًا مثل الجليد عندما اقترب منها.
حتى لو كان جو الربيع دافئاً، إذا بقيت إنجي هكذا، فسوف تصاب بالزكام.
قام آيدن بفحص كل شبر من جسد إنجي ليعرف ما إذا كانت تعاني من أي إصابات.
“وماذا عن حذائكِ؟”
“… لقد جرفه الماء.”
اختفى الحذاء اللامع من قدميها، وحتى أن إحدى قدميها كانت عارية بالفعل وكانت تلبس جورباً في قدم واحدة فقط.
عندما رأت إنجي أين كانت عيون آيدن مثبتة، شعرت بالحرج وأخفت قدميها العاريتين خلف حافة تنورتها.
“لقد أصبحت جواربي قذرة ومليئة بالوحل …”
“هل تأذيتِ في أي مكان؟”
“أعتقد أن كاحلي يؤلمني قليلاً.”
“سوف ألقي نظرة عليه.”
“إن حالته ليست بذلك السوء …اااععع.”
“إنه ملتوي.”
في الأصل، لم تكن الإصابة كبيرة، لكن بدا أنه من المستحيل على إنجي المشي وهي على هذه الحالة.
كانت الليلة باردة، واقترب وقت بزوغ الفجر بالفعل، لذلك اتخذ آيدن قرارًا سريعًا.
“إسمحي لي للحظة.”
“عفواً؟ آااه!”
رفع آيدن إنجي بخفة عن الأرض وجعلها تجلس على أحد ذراعيه.
بهذه الطريقة، يمكنها العودة إلى المنزل دون أن تنخفض درجة حرارة جسمها، ويمكنه كذلك أن يحمل المصباح في يده الأخرى الفارغة.
──────────────────────────