Express Contract Marriage Words - 94
“قبل كل شيء، تمتلكُ زوجتي ما يكفي من الإمكانيات لتصبح سيدة برج السحر، لذا لا تحطّوا من قدر الآخرين بلا داعٍ بدافع الشعور بالنقص.”
أنهى داميان حديثه بصوتٍ منخفض وكأنه يوجه تحذيرًا.
أراسيلا شخصيةٌ تفيض بالشغف والموهبة. كانت ستحقق بالتأكيد حلمها في أن تصبح سيدة برج السحر.
عند كلماته الواثقة، تبادل السحرة نظراتٍ فيما بينهم وكأنهم يرغبون في الرد، بينما كانوا يعضون شفاههم بتردد.
“…..لكن هذا لن يحدث، على الأرجح.”
عندها، اعترض أحدهم بصوتٍ خافت. فقطّب داميان جبينه وهو يبحث عن قائل تلك الكلمات.
إلا أنه، رغم تفحصه لوجوه الحاضرين، لم يستطع تحديد من قالها. فقد كانوا جميعًا يحدقون به بنفس النظرة والتعبير.
وجوه كانت متيقنةً من أن أراسيلا لن تتمكن من أن تصبح سيدة برج السحر.
شعر داميان بالذهول، فحرك طرف عينه بتشنج قبل أن يفتح فمه بحدة.
“وكيف لكم أن تعرفوا ذلك-“
“في الواقع، من لا يعلم هو ليس نحن، بل اللورد فاندرمير.”
“صحيح، فاللورد مجرد فارس. إنه لا يعرف شيئًا عن برج السحر أو عن السحرة.”
أعرب بعض السحرة عن استيائهم واعترضوا. و لم يستطع داميان إنكار كلامهم، فتوقف عن الحديث للحظة.
عندها، تسلل بينهم صوت نقي.
“إذًا، سأخبركم أنا، بما أنني على درايةٍ جيدة ببرج السحر والسحرة.”
لم يُعرف متى وصلت، لكن أراسيلا تقدمت بهدوء إلى جانب داميان، مرتسمة على شفتيها ابتسامةٌ واثقة.
“سأصبح سيدة برج السحر.”
ثم، وهي تبتسم بسخرية، أضافت موجهةً كلامها إلى أولئك الذين سادهم الصمت مجددًا.
“على الأقل، لدي فرصةٌ أكبر منكم، أنتم الذين تثرثرون عني من وراء ظهري، ثم تُضبطون من قبل زوجي، ومع ذلك لا تشعرون بالعار وتواصلون الكلام.”
عند كلماتها، احمرّت وجوه عدة أشخاص من شدة الإحراج.
رغم ابتسامتها الهادئة، كانت عينا أراسيلا باردتين وهي تحدق بهم.
“إذا فهمتم، فتفرقوا بدلًا من التجمع كمجموعات النمل.”
تردد السحرة للحظة، ثم بدأوا بالتفرق في جميع الاتجاهات. فلم يكن هناك أي فائدة من الدخول في جدال صاخب معها الآن.
وفي لحظات، خلت المساحة المحيطة بأراسيلا وداميان تمامًا. حتى أولئك الذين كانوا يراقبون الموقف من بعيد انسحبوا وهم يتهامسون فيما بينهم.
نظرت أراسيلا إلى داميان بصمت، فبادلها النظرات بهدوء.
ثم فتحت شفتيها ببطء.
“هل تود الخروج قليلًا؟”
انتقل الاثنان إلى قاعة استراحةٍ معزولة في أحد أركان المكان، نادرًا ما يقصدها أحد.
نظرًا لأن معظم السحرة يفضلون البقاء في مختبراتهم دون الخروج، فقد تم تصميم قاعات الاستراحة داخل برج السحر على هيئة حدائق مزينة بأشجار صناعية، حرصًا على توفير بعض الراحة لهم.
جلست أراسيلا على مقعد تحت إحدى الأشجار، ولحق بها داميان ليجلس بجانبها.
ظلا لفترة صامتين، يحدقان إلى الأمام دون أن يتبادلا الحديث، إلى أن قطع داميان السكون أخيرًا.
“هل كانوا يكرهونكِ منذ البداية؟”
“لست متأكدةً تمامًا. لا أدري إن كانوا يكرهونني منذ البداية، أم أن هناك سببًا جعلهم يفعلون ذلك.”
أجابت أراسيلا بصوت فاتر بعض الشيء.
حدّق داميان إليها بصمت، فرغم مظهرها غير المكترث، بدت غارقةً في الأفكار.
في الواقع، كان ذهن أراسيلا مشوشًا حقاً.
لطالما كانوا يثرثرون خلف ظهرها، لكنهم لم يجرؤوا على مواجهتها مباشرة.
ولهذا السبب تحديدًا كانت قد اقترحت على داميان أن يأخذ قسطًا من الراحة عندما ذهبت لمقابلة فيليب. خشيت أن يستغلوا غيابها ليملؤوا رأسه بالكلام الفارغ أو يحاولوا مضايقته.
فهم أجبن من أن يرفضوها علنًا كزعيمة مستقبلية لبرج السحر، لكنهم قد يلجؤون إلى أساليب ملتوية كهذه.
لكن أن يتم ضبطهم بالفعل وهم يتحدثون عنها بسوء أمام داميان؟
لم يكن شعورًا مريحًا أن تكشف أمامه جانبًا لم تكن ترغب في أن يراه.
“لو علمت أنهم على خلاف معكِ منذ البداية، لما تحدثت معهم إطلاقًا.”
“في هذه الحالة، لن تجد الكثير من السحرة لتتحدث معهم.”
ردّت أراسيلا بابتسامةٍ ساخرة.
عندها، سألها داميان بجدية.
“ما سبب تصرفهم معكِ بهذه الطريقة؟ هل هو بدافع المنافسة أم الغيرة؟”
بدا وكأنه هو من تعرض للنميمة، من شدة جديته.
تأملته أراسيلا للحظة قبل أن تسأله فجأة.
“إذا أخبرتكَ بالسبب، فهل تعتقد أنك ستفهمه؟”
“إن كنتِ تقصدينهم، فلن أحاول حتى. لكن إن كنتِ تقصدين نفسكِ، فسأبذل جهدي لفهمه، حتى لو لم أستطع.”
ضحكت أراسيلا بخفة على إجابته المنحازة تمامًا، ثم غرقت في التفكير للحظة.
انتظرها داميان بصبر، دون أن يستعجلها في الحديث. وبعد مرور وقت طويل، بدأت أراسيلا أخيرًا بالكلام.
“منذ زمن بعيد، كان هناك تحيز متجذر في برج السحر مفاده أن الساحرات يتخلين عن عملهن بعد الزواج، لذا لا فائدة من تدريبهن من الأساس.”
الشخص الوحيد الذي لم ينخدع بذلك التحيز ورأى موهبة أراسيلا مبكرًا، كان فيليب، سيد برج السحر الحالي.
بفضله، تمكنت أراسيلا من الانضمام إلى البرج كأصغر ساحرة سنًا، لكن ذلك لم يكن سوى البداية. فرغم دعم فيليب لها، واجهت أراسيلا عقبات لا حصر لها في طريقها.
“في البداية، كان الناس يتساءلون إلى متى سأبقى في البرج قبل أن أتزوج وأتخلى عن السحر. فلم يسبق أن بقيت نبيلةٌ من عائلة مرموقة كواحدة من سحرة البرج حتى النهاية.”
تلك الشكوك المستمرة جعلتها تقرر أن تعلن عزوفها عن الزواج.
ظنت أنه إذا صرّحت بأنها لن تتزوج أبدًا، فقد يصدقها الناس أخيرًا، ويأخذون رغبتها في أن تصبح سيدة برج السحر على محمل الجد.
“وفوق ذلك، بسبب الأخطاء التي ارتكبها البعض في الماضي، ترسخت صورةٌ سلبية عن الساحرات، بأنهن يستخدمن قوتهن تحت تأثير مشاعر شخصية.”
لذلك، حاولت أراسيلا قدر الإمكان ألا تظهر أي انفعال عاطفي أمام زملائها في برج السحر.
لم يكن ذلك صعبًا عليها، فهي لم تكن من النوع الذي يشتعل غضبًا بسهولة، لكن الأمر كان محبطًا في بعض الأحيان. فالبشر، بغض النظر عن جنسهم أو أعمارهم، يمرون بلحظات يكونون فيها عاطفيين وأخرى يكونون فيها هادئين.
ومع ذلك، بدا للجميع أنهم يترقبونها بحذر، فقط لأنها امرأة، وكأنهم يخشون أن تستخدم قوتها تحت تأثير مشاعرها.
في الواقع، حتى لو كان هناك أشخاص أكثر عاطفيةً منها، فإن الأنظار كانت دائمًا موجهةً نحوها.
“لم يكن هناك أي امرأة بين سادة برج السحر السابقين لهذا السبب. فالساحرات، بمجرد أن يتزوجن أو ينجبن، يعتزلن، كما أنهن يُعتبرن عاطفيات أكثر من اللازم لتولي منصب كبير.”
في ظل هذه الأجواء، كان ترشيح أراسيلا كخليفة محتملة لسيد البرج أمرًا مشجعًا.
كانت موهبتها متألقةٌ أكثر من أي شخص آخر، وعلى عكس التحيزات الشائعة، كرست وقتها وجهدها بالكامل للسحر. ومع مرور السنوات، ازداد عدد من توقعوا أن تصبح أراسيلا أول سيدة لبرج السحر.
لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب عندما رأت رؤيا في منامها وتزوجت من داميان.
عاد الناس مجددًا إلى الشك بها، وكانوا شبه متأكدين من أنها ستترك البرج يومًا ما بسبب زواجها.
وهكذا، تراجعت مكانة أراسيلا كمرشحة قوية لمنصب سيدة البرج. ولحسن الحظ، لم يكن هناك منافسون أقوياء يمكنهم انتزاع الفرصة منها تمامًا.
“كنتُ من القلائل الذين تمكنوا من التحرر نسبيًا من ذلك التحيز، لكن بعد الزواج، لم يعد الأمر كذلك.”
رغم أن لديها عددًا لا بأس به من المعارضين منذ البداية، إلا أن الهجمات ضدها أصبحت أكثر صراحة ومباشرةً بعد زواجها.
“بالطبع، زواجي منك كان خياري، بل كنت أنا من اقترح الأمر، لذا لن ألوم أحدًا. لكن، طوال فترة زواجنا، سأظل أتعرض لهذا النوع من التحيز.”
“…….”
“لهذا السبب، أريدكَ أن تتولى منصب الدوق في أسرع وقت ممكن. لا أريد أن يكون زواجي سببًا في عرقلة حلمي.”
بعد أن استمع داميان إلى حديث أراسيلا بالكامل، لم يستطع قول أي شيء.
في الواقع، كان يظن طوال الوقت أن زواجهما لم يكن له تأثير كبير عليها، لا بشكل إيجابي ولا سلبي.
صحيح أن عائلته سببت لها بعض المتاعب، لكن إن تجاهل ذلك مؤقتًا، لم يكن يعتقد أنها خسرت شيئًا يُذكر. فكما تغيرت مبادئها، فقد تغيرت مبادئه هو الآخر، وبالنظر إلى الأمر من الخارج، كان زواجهما يُنظر إليه على أنه تحالف بين عائلة دوقية كبرى وعائلة الماركيز العريقة، مما كان يصب في مصلحتها.
إضافةً إلى ذلك، لم يكن يمنعها من ممارسة أنشطتها الخارجية بعد الزواج، بل على العكس، كان يدعمها ويتعاون معها، ودائمًا ما يساعدها عندما تقع في مأزق، مما جعله يقتنع أكثر بأنه لم يكن هناك ما يعيقها بسببه.
لكن بعد سماعه لما قاله السحرة عنها، وبعد أن استمع إلى كلماتها، أدرك الحقيقة أخيرًا.
في الواقع، أدرك أن أراسيلا تعرضت لأضرار تفوق ما كان يتخيله بسبب زواجهما. و كان هذا أمرًا منفصلًا تمامًا عن حقيقة أن زواجهما كان قائمًا على اتفاق مسبق.
أما داميان نفسه، فلم يخسر شيئًا على المستوى الشخصي بسبب زواجه منها.
لم يطالبه أحد بالتخلي عن منصبه كقائد الفرسان لمجرد أنه تزوج. و حتى الآن، لم تتح له الفرصة ليشعر بالضغوط الداخلية والخارجية التي تعرضت لها أراسيلا بعد الزواج، لذا لم يكن مدركًا لحجمها.
صحيح أن الدوقة الكبرى وزوجة الدوق كانتا تلحّان عليها لترك برج السحر، لكن بدا الأمر وكأنه مجرد محاولة لافتعال المشكلات أكثر من كونه أمرًا جادًا، لذا لم يأخذه على محمل الجد.
حتى أراسيلا نفسها تعاملت مع الأمر بهذه الطريقة وردّت عليه بالمثل، مما جعله يستخف به أكثر.
لكن بعدما استوعب الحقيقة، تذكّر فجأة المشادة التي وقعت بينه وبين أراسيلا بسبب قضية الفستان الخاص بوالدته، والكلمات التي تفوّه بها آنذاك.
“حقًا، ما الذي قد تعرفينه عن ذلك وأنتِ من عشتِ حياةً مريحة؟”
“عشتِ حياتكِ مثل زهرة نمت في دفيئة. لا يمكنكِ حتى أن تتخيلي ما أشعر به الآن.”
شعر داميان بالخجل من نفسه بسبب كلماته الطائشة عنها، رغم أنه لم يكن يعرفها جيدًا آنذاك.
فغطى وجهه بيده، غير قادر على مواجهة إحساسه بالندم.
‘لماذا كنت أظن أنها عاشت حياة سهلة بلا أي خسائر؟’
كان من الطبيعي أن يكون لكل شخص معاناته الخاصة، لكنه تسرّع في الحكم عليها دون أن يدرك ذلك، مما جعله يشعر بالخجل الشديد حتى أنه لم يستطع رفع رأسه.
ألقت أراسيلا نظرةً خاطفة عليه وهو يجلس بلا حراك، و يغطي وجهه بيده.
‘كما توقعت…..ربما كان من الصعب عليه فهم ما قلته.’
في الواقع، لم يكن لديه أي تجربةٍ مماثلة، لذا كان من الصعب عليه أن يتعاطف معها عاطفيًا.
ربما كان بإمكان داميان أن يظن أن الأمر مجرد مسألة تتطلب من أراسيلا بذل المزيد من الجهد، أو أن تتحسن أكثر لحل المشكلة.
لم يكن ذلك بالأمر الجديد عليها، فقد سمعت مثل هذه الكلمات كثيرًا من قبل.
“ربم’ كان من الأفضل لو اكتفيتُ بالقول بأن الجميع يتصرفون بجنون لمجرد أنني موهوبة جدًّا، لذا فرصتي في أن أصبح سيدة البرج مرتفعة.’
بينما كانت تشعر ببعض الندم على صراحتها المفرطة، قاطعها داميان فجأة وقدم اعتذاره.
“أنا آسف، زوجتي. كنتُ ضيق الأفق وأنانيًّا للغاية.”
“……؟”
فوجئت أراسيلا باعتذاره المفاجئ. فلم تكن قد تحدثت معه على أمل سماع اعتذار، مما جعل الأمر أكثر إرباكًا لها.
أنزل داميان يده، وحدق مباشرة في عينيها وهو يواصل حديثه بصدق.
“حتى الآن، كنتُ أظن أن معاناتكِ بعد زواجنا سببها فقط اضطراركِ للتعامل مع عائلتي.”
“…….”
“لم أفكر في أن حلم زوجتي ومستقبلها قد يطير بعيدًا. كان من المخجل أنني فكرت وحكمت فقط من وجهة نظري.”
رمشت أراسيلا ببطء.
لم تكن تتوقع أن يفهمها داميان إلى هذه الدرجة، فشعرت بالدهشة.
بالإضافة إلى ذلك، بما أنها لم تكن تقصد أن تلومه أو تجعله يشعر بالندم، شعرت ببعض الإحراج.
“……همم، طالما أن حلمي لم يطِر بعد، فلا داعي لتلك الكلمات.”
قالت ذلك وهي تحك رقبتها بلا سبب، فأومأ داميان برأسه بثقل.
“سأبذل قصارى جهدي حتى لا يحدث ذلك أبدًا.”
“كيف ستبذل قصارى جهدك؟”
ربما لأنه لم يفكر في ذلك بعد، فتوقف داميان للحظة ثم أجاب بعد صمت قصير.
“خلال حياتنا الزوجية، سأكون داعمًا لزوجتي.”
“هل ستصبح زوجًا يمكنه أن يكون داعمًا في حياتي؟”
“نعم، سأكون الزوج الذي لن يبقى في حياتكِ كوصمة عار أبدًا.”
أعلن داميان ذلك بوجه حازم.
كان يعتقد بأنه لن يستطيع تحمل بقائه في حياة أراسيلا كشخصٍ حظر أحلامها ومستقبلها.
خرجت منها ضحكةٌ صغيرة بسبب تصريحاته التي لم تتوقعها.
رغم أنها لم تكن تعتبر نفسها شخصًا عاديًا، إلا أن طريقة تفكير هذا الرجل أيضًا كانت تحمل جوانب غير اعتيادية.
بينما كانت تهز رأسها بحماس، فكرت فجأة في شيء.
‘هل هو حقًا شخصٌ بهذا الإحساس العميق بالمسؤولية؟ أهذا هو سبب شعور بالمسؤولية تجاه وفاة والدته منذ ذلك العمر؟’
شعرت وكأنها بدأت تفهم إلى حد ما الذي كان يشعر به و كيف يعيش هذا الرجل.
وكذلك كان الحال مع داميان. أصبح يعرف كيف عاشت هي، وما هي المشاعر التي تحملها في حياتها.
عندما بدآ يفهمان بعضهما البعض تمامًا، بدآ يريان بعضهما بشكلٍ مختلف عن السابق.
__________________________
نسمسمسمسنتنسنمسن حلو الفصل
كنت اكسب داميان بيهاوش السحره ذول وقت طويل بس عادي عادي بداله شفنا تغير مشاعره✨
هنا صار الدور الأكبر لداميان ياريم ابشرس ماهمشوه😂
Dana