Express Contract Marriage Words - 83
بكلمات هادئة، خيم جو من البرود في قاعة الطعام في لحظة وجيزة.
واصل داميان تناول طعامه بهدوء وكأن شيئًا لم يكن، بينما احمر وجه الدوق تدريجيًا.
كان من الواضح أن كلام الابن كان موجهًا له مباشرة، إذ إن الشخص الوحيد في هذا المكان الذي أنجب طفلًا من امرأة ليست زوجته هو الدوق نفسه.
أما الدوقة، التي كانت تلك المرأة الأخرى المعنية، فقد احمر وجهها أيضًا. و يدها التي كانت تمسك بالسكين ارتعشت قليلًا من الغضب والخزي.
“داميان فاندرمير، أيها الوغد! كيف تتحدث بهذه الطريقة أمام الكبار؟”
وبخت العجوز الكبرى داميان بصوت غاضب. فلم يكن يعجبها على الإطلاق أن يتجرأ الابن على انتقاد والديه.
وبما أنها دائمًا ما كانت ترى ابنها انعكاسًا لها، شعرت وكأنها قد تعرضت للهجوم شخصيًا، مما جعل غضبها أشد.
“لماذا تفعلين ذلك يا جدتي؟ لقد كنت أقول فقط بأنه لا داعي للقلق.”
رد داميان بكل هدوء. ثم أضاف بابتسامةٍ ساخرة.
“أم أنكم تشعرون بوخز في الضمير؟”
“داميان!”
لم يتمكن الدوق من التحمل أكثر، فنهض من مقعده غاضبًا. أما داميان، فاكتفى برفع كتفيه وكأنه يتساءل عن سبب صراخه.
“ستنهار إن واصلت الغضب، يا والدي. هذه مناسبة نادرة اجتمعنا فيها جميعًا كعائلة، أليس من الأفضل أن تبقى جالسًا لفترةٍ أطول؟”
قال داميان ذلك بينما كان يحدق مباشرةً في وجه والده الذي احمرّ كأنه على وشك أن يتفجر.
كانت عائلة الدوق بأكملها على وشك أن يمسك كل واحد منهم مؤخرة عنقه ويسقط من الغضب، لكن داميان ظل هادئًا تمامًا وهو يلتفت نحو أراسيلا ويهتم بها بعناية.
“زوجتي، لما لا تأكلين؟ ألم تقولي من قبل بأنكِ تحبين اللحم؟”
“نعم..…”
“أم أن الطعام لا يناسب ذوقكِ؟ في هذه الحالة، سأطلب من الطاهي أن يُحضر شيئًا آخر. يجب أن تأكلي اللحم لتكون لديك طاقةٌ كافية.”
أراسيلا، التي كانت تحدق في الفراغ للحظة، هزت رأسها. ثم أخذت قطعةً من اللحم الطري الذي كان طعمه لا يُقاوم بفضل الصلصة المميزة، ووضعته في فمها لتتذوقه.
لم تكن متفاجئةً من تصرف داميان غير اللبق مع عائلته، بل كانت مستغربةً قليلاً لأنهُ تذكر ما قالته له عندما التقيا سابقًا في مطعم فيستا مع فريدريك.
“أنا أحب اللحم أكثر، ألا تتذكر؟”
“…….“
“أحب أكل اللحم لأنه يمدني بالطاقة الكافية.”
ما قالته لم يكن موجَّهًا حتى إلى داميان، بل إلى فريدريك، لذا كانت تظن أنه نسي ذلك تمامًا.
لكن، رغم أنها مجرد تفاصيلٍ صغيرة، شعرت أراسيلا بالرضا لأن داميان تذكرها، مما جعل زاوية شفتيها ترتفع قليلاً دون أن تشعر.
سواء كانت عائلة الدوق تأكل أو تنظر إليهما بوجوهٍ مذهولة، لم يهتم الاثنان بذلك على الإطلاق، وأكملا طعامهما بخفةٍ و سعادة.
***
“سيدة، هل يمكننا التحدث قليلاً؟”
أسرع أوسكار بخطواتٍ متوترة خارج قاعة الطعام ليلحق بأراسيلا التي كانت تصعد الدرج.
داميان، وقد عبس قليلًا، نظر إليه من الأعلى، في حين نظرت أراسيلا إلى أوسكار بوجهٍ لا يبدو عليه الترحيب.
“عن ماذا تريد أن تتحدث؟”
“…..اتبعيني، فهذا ليس المكان المناسب للحديث.”
قال أوسكار ذلك، وهو يرمق داميان الذي كان يقف بجانب أراسيلا بنظرةٍ تدل على انزعاجه، وأشار برأسه ليحثها على المجيء.
عندها تقدم داميان خطوة إلى الأمام، مادًا ذراعه ليمنع أوسكار من الاقتراب أكثر من أراسيلا.
“لمَ لا تقول ما لديكَ هنا، يا أخي الاكبر؟”
“لا تتدخل، داميان. أريد التحدث مع السيدة، وليس معك.”
“لماذا تريد التحدث على انفراد مع زوجة رجلٍ آخر؟ أنت لست حيوانًا يلهث خلف أي امرأة دون تمييز، صحيح؟”
“ماذا؟ أيها الوغد-!”
صرخ أوسكار بغضب ودفع كتف داميان، لكن داميان لم يتحرك قيد أنملة، وبدت على وجهه تعابير تدل على أن الأمر لم يزعجه حتى.
أصيب أوسكار بجرحٍ في كبريائه بسبب هذا الموقف، خاصة أنه تذكر حين هُزم بسهولة على يد ذلك النبيل الهادئ الذي كان بجانب آيريس.
تحدثت أراسيلا، وهي تُظهر وجهها من خلف كتف داميان.
“وأنا أيضًا لا أفكر في التحدث معكَ على انفراد، لذا افعل كما قال داميان وقل ما لديكَ هنا، أو سأرحل.”
لم تكن لتتبع أوسكار بجنون للتحدث معه على انفراد.
بذلك، اضطر أوسكار، على مضض، إلى الكشف عن ما يريده أمام داميان مباشرة.
بعد أن تنحنح بخفة، أخرج أخيرًا السؤال الذي كان يكتمه.
“هل لدى الآنسة هوغو علاقاتٌ معقدة مع الرجال؟”
“أنا؟”
“لا، أقصد أختكِ الكبرى.”
لم يكن لدى أراسيلا الوقت للتحكم في تعابيرها، إذ سرعان ما تجهم وجهها على الفور.
أن يُذكر اسم آيريس مرة أخرى على لسان أوسكار جعل مزاجها يسوء أكثر.
لم يكن هناك وصف آخر لهذا سوى أنه أمر مثير للاشمئزاز.
‘أي جرأة هذه ليلقي مثل هذا السؤال، وهو من دون ضمير، بنما العلاقات المعقدة هي مشكلته هو؟’
كانت أراسيلا على وشك أن تحذره من كلماته، لكنها توقفت فجأة. فقد بدا أوسكار متوترًا وهو ينتظر ردها، مما أثار ريبتها.
‘هل يُعقل أن هذا الشخص مهتم بأختي..…؟’
تسللت إليها موجةٌ من القلق جعلتها ترد ببرود.
“وما شأنكَ أنت بهذا الأمر؟”
“أنا قلق عليها بصفتي قريبًا للعائلة. لقد رأيت الآنسة هيوغو سابقًا وهي تلتقي برجل غريب في لقاء خاص وسري-”
“لا تتدخل في شؤون أختي الشخصية. فأختي محبوبةٌ للغاية، لذا ليس غريبًا أن تواعد أي شخص.”
في الواقع، كان الأمر مفاجئًا جدًا إذا فكرت في شخصية آيريس الهادئة، لكن أراسيلا قالت ذلك عن قصد.
كانت تريد التأكد من أن أوسكار لا يستخف بآيريس أو يراها بريئةً وساذجة.
فمثل هذا النوع من الرجال عادةً ما يجد صعوبة في التعامل مع النساء اللواتي لديهن خبرة في العلاقات.
وبينما بدا أوسكار مصدومًا وعاجزًا عن الكلام، تركته أراسيلا وصعدت إلى غرفة داميان، غير مكترثةٍ بما أظهره من تعابير مذهولة.
كانت أراسيلا في الأصل متجهة إلى غرفة داميان للتحدث معه قليلًا.
‘أيها المجنون…..يا له من شخص مزعج!’
ظلت تشتم أوسكار في داخلها بينما تعبر عتبة باب الغرفة. لكنها توقفت فجأة عندما رأت المنظر داخل الغرفة.
‘هل هذه هي غرفة الابن الأول لعائلة الدوق..…؟’
كانت الغرفة أكثر كآبة وبساطة حتى من غرفة الضيوف التي تقيم فيها أراسيلا.
لم تكن المساحة واسعة، واحتوت على أقل عدد ممكن من الأثاث، مما منحها جوًا فارغًا وخاليًا من الحياة.
كانت الغرفة أشبه بأجواء الشتاء القارس، و ليست فقط مهجورة، بل وكأن أحدًا لم يربط مشاعره أو حياته بها من الأساس.
لم يكن هناك أي أثر يدل على الاستعمال أو الذكريات أو حتى لمسات تدل على الحب والاهتمام.
”…..هل هذه الغرفة هي التي كنت تستخدمها منذ طفولتك؟”
“نعم، هذا صحيح.”
أجاب داميان بهدوء وبطريقة محايدة.
بدا وكأنه لا يشعر بأي شيء غريب.
فجأة، تذكرت أراسيلا ما قاله في طريقهما إلى هنا عن عدم وجود ذكرياتٍ جيدة له في دوقية عائلته.
بدأت تشعر بأنها بدأت تفهم سبب الإحساس بالوحدة الذي كان يعم الغرفة.
قررت أراسيلا بأنه من الأفضل عدم التحدث عن ذلك وبدلت الموضوع.
“آه، صحيح. داميان، هناك غرفة في الطابق الثالث مغلقةٌ بالمفتاح، هل تعرف ما هي؟ كان المقبض من الذهب.”
“إنها غرفة والدتي.”
أجاب داميان بإجابةٍ هادئة، مما جعل أراسيلا ترف عينها بتفاجؤ.
لم تكن تتوقع أن يتم ذكر والدته البيولوجية فجأة هنا.
“منذ أن توفيت في تلك الغرفة، كانت مغلقةً طوال الوقت.”
“آه..…”
“المفتاح بحوزة الدوقة، ومنذ ذلك الحين لم أتمكن من دخولها.”
فكرت أراسيلا في كلامه بتمعن.
إذا كان الأمر يتعلق بإدارة المفتاح، فيجب أن يكون الابن البيولوجي هو من يتولى ذلك، فلماذا إذاً الدوقة هي التي تحتفظ به، مما يجعل من المستحيل أن يدخل أحد دون إذنها؟
“لماذا تحتفظ الدوقة به؟”
“لأنها هي سيدة القلعة. و ليس لدي سببٌ مقنع لاستعادته.”
ولكن مع ذلك، أصبح تعبير أراسيلا أكثر تشددًا بسبب شعورها بالظلم.
ثم، فجأة، خطرت لها هذه الفكرة.
‘ماذا لو سرقت المفتاح بنفسي؟ إذا تمكنت من شراء خادمة بالمال، ربما يمكنني فعل ذلك.’
لم يكن الهدف الوحيد هو أن تدع داميان يدخل غرفة والدته، بل كانت تشك في إمكانية وجود وصيةٍ مخبأة في تلك الغرفة.
“هل يمكنني أن أحصل على المفتاح وأدخل إلى غرفة والدتكَ؟”
“ليس هناك ما يمنعكِ، لكن لا تقومي بشيء متهور.”
“لا تقلق، فمن أكون أنا؟”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً مطمئنة، لكن تعبير داميان أصبح معقدًا.
كان يبدو في الوقت نفسه وكأنه يثق بها وأيضًا غير متأكد منها.
على عكس العاصمة، فهذه الأرض هي مملكة الدوق، لذا كان عليه أن يكون أكثر حذرًا. و في الواقع، تعرض هو نفسه لمحاولة اغتيال في هذه الغرفة.
لكن أراسيلا لم تكن من النوع الذي يبقى ساكنًا حتى لو حاولوا إيقافها،
فكر داميان للحظة ثم تحدث.
“إذا كنتِ بحاجة لإرسال شخص ما بشكل سري، استخدمي كولين. إنه مساعدي الشخصي، ويمكنكِ الوثوق به.”
كان من الأفضل لها أن يكون لديها شخص يمكنه الوثوق به بدلاً من أن تعمل وحدها. حتى أراسيلا أيضًا أومأت برأسها موافقة على كلام داميان.
بما أن هذه كانت أراضي الدوق، كان من الصعب العثور على شخص موثوق، لذا كان ذلك أمرًا جيدًا.
“الوقت قد تأخر، أعتقد أنه حان الوقت للعودة إلى غرفتي.”
بدأت أراسيلا في جمع أشياءها استعدادًا للمغادرة.
و تبعها داميان.
“سأرافقكِ.”
“هل تمزح؟ الغرفة في الطابق العلوي مباشرة.”
“إنني جاد، دعيني أرافقكِ.”
مد داميان ذراعه كإشارة للإمساك بها.
تفاجأت أراسيلا قليلاً، لكنها أدركت أنه لن يتراجع، فقبلت عرضه في النهاية.
صعدا معًا و وصلوا إلى باب غرفة أراسيلا.
شعرت أراسيلا بأنها في وضع محرج لإرسال داميان بعيدًا، فاقترحت عليه بهدوء.
“…..هل ترغب في إلقاء نظرةٍ على غرفتي؟”
توقف داميان للحظة.
على الرغم من أنها كانت مجرد غرفة ضيوف، إلا أنه شعر بشيء غير مريح في داخله. وكان الأمر نفسه بالنسبة لأراسيلا. على الرغم من أنها لم تكن تُظهر غرفتها الحقيقية، إلا أنها شعرت ببعض التوتر.
بينما كان الصمت يملأ الجو، بدأ داميان يتحدث ببطء
.
“لا داعي للقلق. أثناء العشاء، طلبت من كولين التحقق من أمان الغرفة. قال أوه لا يوجد مشكلة، لذا يمكنكِ النوم بأمان.”
“نعم…..ماذا؟”
لم تصدق أراسيلا ما سمعته، إذ كانت في حيرة من أمره. في حين أن داميان أومأ برأسه وغادر بدون تردد.
بينما كانت تراقب ظهر داميان البعيد، همست أراسيلا بصوتٍ منخفض.
“حقًا، كان يمكنه الدخول للحظةٍ فقط..…”
***
بدأت الخادمات في الدوقية تكشفن عن سلوكهن الحقيقي بدءًا من اليوم التالي.
لقد خدموا أراسيلا بتصرفاتٍ غير مباشرة وبتجاهل مقبول، مثلًا: كانوا يتأخرون في الاستجابة رغم مناداتها لهم عدة مرات، أو كانوا يحتاجون إلى أوامر متعددة حتى يفهموا ما يُطلب منهم، أو يضعون الأشياء دون اهتمام.
ورغم ذلك، كانت نبرتهم لطيفة، ولم يرفضوا كلام أراسيلا، مما جعل تأنيبهم أمرًا صعبًا.
كان سلوكهم ماكرًا لدرجة أنه إذا أَخطأت، فإن الشخص الذي يعظهم سيبدو وكأنه هو الشخص الحساس.
‘يبدو أن الدوقة قد فكرت جيدًا.’
من الواضح أن الخادمات لم يكن ليواجهوا أراسيلا بشكلٍ صريح، لأن ذلك سيمنحها الفرصة للقيام بتصحيح الوضع والحد من تمردهن.
بدلاً من ذلك، كان الخيار الأفضل هو أن يعكرن صفوها تدريجيًا بطريقةٍ محكمة حتى تجعلها تشك فيهن من نفسها، مما يزيد من شعورها بعدم الارتياح.
في وقت ما، بدأوا يطلقون عليها سيدة أراسيلا بدلًا من السيدة الصغيرة. كما لو أنهن أردن أن يُذكرنها بأنها غريبة في هذا المنزل وليست جزءًا من العائلة.
بالطبع، كانت أراسيلا تفضل أن تكون غريبةً على أي حال، فلم يكن ذلك يشغل بالها كثيرًا. لكن أحيانًا كانت تُلاحظ طريقة مناداتهن لها.
وعندما كانت تشير إلى ذلك، كن يبدون مُتفاجئات، مبررات ذلك بأنها لم تلتق بها من قبل، وكن يعدلن بسرعة، ولكن سرعان ما يعُدن إلى نفس الخطأ.
“سيدة أراسيلا، السيدة أرسلت هذا لكِ.”
اليوم أيضًا، أخطأت إحدى الخادمات في مناداتها أو كانت متعمدة في ذلك، لكن أراسيلا، بسبب تعبها من التصحيح، أخذت الورقة التي مُدت لها بصمت.
كانت دعوةً لحضور حفلة شاي ستُعقد في وقت لاحق من اليوم.
‘ما الذي تنويه الدوقة هذه المرة بهذه الدعوة؟’
لم تكن أراسيلا فضوليةً بشأن الحفلة، لكنها كانت تعرف أنه إذا لم تحضر، فسيتم انتقادها، لذا استعدت لحضور حفلة الشاي.
بعد أن انتهت من تجهيز نفسها في الوقت المحدد، خرجت إلى الجلسة في الحديقة الشرقية حيث كانت الحفلة ستُعقد.
و هناك، كانت دوقة العائلة تجلس في المقعد الرئيسي محاطةً بالسيدات المتأنقات الجالسات حولها.
“مرحبًا، أنا أراسيلا فاندرمير.”
عندما اقتربت وحيَّتهن، رمقنها السيدات بنظراتٍ خاطفة. لكن لم يرد أحد على تحيتها.
حتى الدوقة نفسها لم تُعرها أي اهتمام.
كان تصرفها وقحًا جدًا رغم أنها هي من دعت أراسيلا.
‘يبدو أنني أصبحت ضيفةً غير مرغوب فيها.’
لكن العودة الآن كانت ستكون محرجةً أيضًا، لذا قررت أراسيلا أن تقترب من المقعد المتبقي.
كان هناك مقعد واحد فقط متاح، لذا بدا أنها ستكون هي من يجلس عليه.
سمع صوت سخرية خفيفة في تلك اللحظة.
“هاها، يبدو أنها لا تزال صغيرة بعد. حتى أنها لم تستطع مطابقة الزي، أليس كذلك؟”
أخذت أراسيلا تنظر إلى السيدات حولها بعناية.
و كان الجميع يحمل مروحةً في يدهم ويرتدي فساتين مزخرفة باللون الأصفر، يبدو أن ذلك كان هو الزي المحدد للحفل.
و بالطبع، أراسيلا التي لم يتم اخبارها عن الزي المطلوب كانت ترتدي فستانًا باللون الأزرق الداكن بدون أي شيء في يدها.
كان هذا أسلوبًا نموذجيًا للمتاعب الاجتماعية، حيث يتعمدون إهانة الآخرين بعدم إبلاغهم بالقواعد.
لكن أراسيلا لم تُظهر أي قلق كبير. و لم تشعر بالخجل أو العار. بل، ابتسمت بهدوءٍ و تخدثت للسيدة التي أدلت بتلك الكلمات بطريقةٍ ودية.
“أشكركِ على تفهمكِ، سيدة. فقد تلقيت الدعوة في وقتٍ متأخر، لذا لم يكن لدي وقت للتحضير بشكلٍ جيد.”
صُدمت السيدة من رد الفعل المختلف عن المتوقع. لأنها كانت تعرف أن من أرسل الدعوة بشكلٍ مفاجئ كانت الدوقة، فلم تستطع أن تضيف المزيد من الكلام.
عندما أغلقت فمها، ابتسمت أراسيلا بخفة وجلست في مكانها.
حتى ذلك الحين، كانت الدوقة ترفع ذقنها بتفاخر، ولم تمنح أراسيلا حتى نظرةً واحدة.
أراسيلا، التي كانت تعرف تمامًا ما تفعله، قررت أن تتوجه بالكلام إليها.
“أعتذر، دوقة. لقد دعوتني ولكنني فشلت في مواكبة زي الحفل. سأتأكد من أن خادمتي ستحصل على التفاصيل في المستقبل.”
كان كلامً غير مباشرٍ معناه “أنتِ من دعوتِني ولم تخبريني بالزي، أليس كذلك؟”، مما جعل حاجبي دوقة يرتفعان قليلاً.
على الرغم من أنها كانت تشعر بالضيق من أراسيلا التي لا تخجل من التعبير عن نفسها، كانت تبتسم في زاوية فمها خلف المروحة.
وهكذا بدأ الحفل المزعج.
_______________________
ايه والله حفل مزعج
داميان خساره ليته دخل مع اراسيلا يعني يمكن مشاعر جديده ليه لوء😘
العجوز ذي ليه للحين حيه؟ تبي تدخل موسوعه غينيس؟
كلهم معصبين و متوترين وداميان و أراسيلا ياكلون وهم مبسوطين 😭😭😭 يجننوووووون
Dana