Express Contract Marriage Words - 80
بعد تدمير نيرا، استعادَت أراسيلا سمعتها بالكامل. و أدرك الناس أن نيرا كانت تنشر كلامًا سيئًا عن أراسيلا عمدًا في محاولة منها لانتزاع داميان، و لذلك واسوها.
بل و بدؤوا عمدًا بمدح أراسيلا ونشر كلام طيب عنها.
كان ذلك تعبيرًا عن شعورهم بالذنب لأنهم انقادوا وراء كلام نيرا وأساءوا إلى أراسيلا، وفي الوقت نفسه، محاولةً للتقرب من النجمة الصاعدة الجديدة في المجتمع الراقي.
لم يكن لديهم أدنى شكٍ بأن أراسيلا، التي سيطرت على تجمعات الفنون للدوقة كيستون الكبرى، ستصبح الزهرة الجديدة لجيلها في المجتمع الراقي.
لكن أراسيلا نفسها، على الرغم من رضاها عن التخلص من نيرا، كانت تفكر في تقليل أنشطتها في المجتمع الراقي مجددًا.
كانت أراسيلا ترفض جميع الدعوات التي تنهال عليها، باستثناء حضور تجمع دوقة كيستون الكبرى.
بعد حادثة نيرا، رأت أنه من الأفضل أن تحافظ على وجودها في تجمع اجتماعي واحد على الأقل، لذا قررت الاستمرار في حضور تجمعات الدوقة.
بعد انتهاء التجمع، التقت أراسيلا بالدوقة على انفراد. و فتحت الدوقة ذراعيها وعانقتها عناقًا خفيفًا ثم ابتعدت.
“شكرًا لكِ، سيدة فاندرمير. بفضلكِ أصبح ابني أخيرًا الوريث الرسمي.”
في اليوم التالي للحفلة، تولت أراسيلا عبر ديميان إتمام عقد يتعلق بإقليم الدوقية والسفن الجوية باسم ابن دوقة كيستون الكبرى.
في ظل تزايد الاستياء العام من الرجال المتزوجين الذين يخونون زوجاتهم نتيجة قضية نيرا، أعلن دوق كيستون أخيرًا عن ابنه كوريثٍ رسمي بعد نجاحه في إتمام هذا العقد الذي عجز عنه بنفسه.
“زوجي شخصٌ جبان للغاية، و لا يستطيع تحمل الانتقادات لفترة طويلة. قراره بتعيين ابننا كوريث رسمي كان على الأرجح محاولةً لتهدئة فضيحة الفترة الأخيرة.”
ارتسمت على شفتي دوقة كيستون الكبرى ابتسامةً مريرة. و حدقت أراسيلا بها بصمت قبل أن تسأل.
“هل فكرتِ يومًا في الطلاق؟”
“مستحيل. لن يحدث ذلك أبدًا قبل أن يرث أندي منصب الدوقية.”
هزّت الدوقة رأسها بحزم.
عندما فكرت في زوجها الذي، رغم كسر ساقيه، لم يتوقف عن ملاحقة النساء، أدركت أنه لا خيار أمامها سوى التمسك بموقعها كزوجةٍ أولى إلى أن يستقر ابنها.
فهذا هو واجب الأم.
“إذاً، هل ستسعين للطلاق بعد أن يرث ابنكِ منصب الدوقية؟”
“….…”
ترددت الدوقة أمام السؤال الإضافي، لكنها في النهاية هزت رأسها مرة أخرى بتردد.
“الطلاق ليس بالأمر السهل. كيف لي أن أقطع رباط الزواج حسب ما يروق لي؟ هذا أمر قد يضر بكرامتي ومكانتي.”
حتى بالنسبة لها، كأميرةٍ نبيلة سابقة، لم يكن الطلاق خيارًا بسيطًا. فحتى والدها وشقيقها، اللذين كانا يكنان لها حبًا عظيمًا، سمحا لها بالعيش منفصلةً عن زوجها من أجل الحفاظ على الشرف، لكنهما لم يقبلا الطلاق أبدًا.
ربّتت الدوقة على كتف أراسيلا بلطف.
“لا تفكري في الطلاق لمجرد أن علاقتكِ بزوجكِ ليست على ما يرام. بالطبع، علاقتكما تبدو جيدة، ويبدو أنكما تهتمان ببعضكما، لذلك ربما لا داعي للقلق بشأن ذلك.”
“آه…..شكرًا لكِ.”
لم تستطع أراسيلا أن ترد بأنها ستنفصل عن داميان بعد بضع سنوات، فاكتفت بانحناءةٍ خفيفة و بوجهٍ مرتبك.
كانت تتساءل عن أي جزء في علاقتها مع داميان يبدو وكأنهما متوافقان ويهتمان ببعضهما. ورغم شعورها بالحيرة، لم تستطع أن تسأل الدوقة، التي كانت تبتسم لها برضا.
***
بعد أن افترقت عن دوقة كيستون الكبرى وعادت إلى منزلها، رفعت أراسيلا حاجبًا وهي تشعر بجوٍ غريب يخيم على المكان منذ دخولها من الباب.
في تلك اللحظة، اقترب منها كبير الخدم بوجه يحمل قليلاً من القلق.
“سيدتي، السيد أوسكار قد جاء لزيارتكِ. إنه ينتظركِ الآن في غرفة الاستقبال.”
“……السيد فاندرمير؟”
قطبت أراسيلا جبينها، فهي لم تتلقَّ أي إخطارٍ بقدومه. و لم تكن سعيدةً بقدوم زائر غير متوقع دون سابق إنذار.
‘أهو يتصرف تمامًا مثل جدته؟’
كانت قد استنزفت طاقتها في التجمع، وبينما كانت تتطلع إلى الراحة فور وصولها إلى المنزل، جاءت هذه الزيارة غير المرغوبة لتؤجل استراحتها.
تنهدت بعمق قبل أن تتوجه إلى غرفة الاستقبال.
“مر وقت طويل، سيدة، أليس كذلك؟”
جلس أوسكار على أريكة غرفة الاستقبال بكل ثقة، وألقى تحيةً بطريقة متهاونة أثارت استياء أراسيلا.
لم يكن قد انحنى برأسه حتى، بل اكتفى بإشارةٍ خفيفة بيده. لذا، ردت أراسيلا بتجاهل التحية وسألته ببرود.
“ما سبب زيارتك؟”
“لا تزال رياحكِ الباردة تهب كما هي. هذه الأيام، النساء المتعجرفات لم يعد لهن شعبية.”
قال أوسكار ذلك وهو يهز رأسه باستهزاءٍ مبالغ فيه، ثم نهض من مقعده.
رغم أن أراسيلا لم تظهر انزعاجها بشكلٍ صريح، الا أن نظرتها الباردة كانت كافيةً للتعبير عن مشاعرها.
ضحك أوسكار بسخرية.
“كنت أظن في السابق، و لسبب ما، أنكِ امرأةٌ جيدة، لكن لم أعد أعتقد ذلك الآن. فالرجال يفضلون نساء مثل شقيقتكِ الكبرى، وليس مثلكِ. لهذا يقولون إنه لا أخت أصغر تضاهي الأخت الكبرى، أليس كذلك؟ هاهاها!”
عندما ذكر اسم آيريس على لسانه، شعرت أراسيلا فجأة بانخفاض حاد في حالتها المزاجية.
‘من أجل من أعيش كل هذا العناء الآن؟’
كان هذا الرجل الحقير هو من دفع شقيقتها الكبرى إلى حتفها، وهي الآن تكافح من أجل منع ذلك عبر زواجها العقدي. لكن سماع اسم آيريس يتدنس من فمه جعل الغضب يشتعل داخلها.
“أما أنتَ، لن تستطيع أن تتباهَ كثيرًا، فأنت أقل شأنًا حتى من شقيقكَ الأصغر.”
“ماذا؟ ماذا قلتِ؟!”
انفجر أوسكار غاضبًا لوهلةٍ، لكنه سرعان ما تراجع حين رأى النظرة الحادة في عيني أراسيلا.
كان ذلك خوفًا غريزيًا، فهي المرأة التي فازت بمسابقة الصيد متفوقةً على رجال أقوياء، وقد يدفع ثمن استفزازها غاليًا.
“دعكَ من الأحاديث الجانبية، وأخبرني بسبب زيارتك الحقيقية التي قمت بها دون سابق إنذار.”
ظل أوسكار يزمجر بغضبٍ مكبوت، ثم فتش جيوبه على مضض قبل أن يخرج ظرفًا أبيض ويناوله لأراسيلا.
“قريبًا سيكون ميلاد والدتي. نخطط لإقامة حفلة كبيرة للاحتفال، لذا يجب أن تحضرا أنتِ و داميان.”
نظرت أراسيلا إلى الرسالة بوجهٍ يظهر بوضوح عدم حماسها.
كان مضمون الرسالة يدعو الزوجين إلى قضاء عشرة أيام في إقليم الدوقية بمناسبة ميلاد دوقة الدوقية.
‘إنه ليس ميلاد أمي حتى، فلماذا يجب أن أفعل ذلك؟’
فكرت أراسيلا بذلك تلقائيًا. حتى لو كان ميلاد والدتها، لم تكن لتقضي عشرة أيام في قصر عائلتها.
لكن كلمات أوسكار التالية أجبرتها على كتم شكواها المتصاعدة.
“سمعت أن علاقتكِ مع داميان رائعة، وهناك شائعات كثيرة عن انسجامكما. لا يمكن أن تفوّتي حضور حفلة ميلاد والدتي وتسمحي لزوجكِ بالذهاب وحده إلى الإقليم، أليس كذلك؟”
“….…”
“سمعتُ أنكما مثل الخيط والإبرة، لا تفترقان أبدًا، لذلك دعوناكما لفترةٍ طويلة حتى تتمكنا من الاستراحة. من الأفضل أن تشكرينا على هذه الدعوة.”
كان أوسكار قد تلقى أوامر صارمة من والدته لضمان حضور الزوجين معًا إلى إقليم الدوقية، لذا حاول قدر الإمكان استفزاز أراسيلا.
أزعجتها وقاحته، التي لا تليق أبدًا بمن يتحدث إلى زوجة شقيقه الأصغر، لكنها حاولت بصعوبة الحفاظ على تعابير وجهها من دون أن ترد على كلماته.
ومع ذلك، كانت تعلم أنه لو غابت عن حضور ميلاد حماتها، بينما تتظاهر بأن علاقتها مع زوجها جيدة، فإن الشائعات ستبدأ بالانتشار دون شك.
بعد رحيل أوسكار، لم يكن في ذهنها سوى فكرةٍ واحدة.
‘آه…..يا له من إزعاج حقًا.’
***
لم يعد أوسكار إلى إقليم الدوقية مباشرةً بعد مغادرته قصر فاندرمير. و بدلاً من ذلك، بدأ يتجول في شوارع العاصمة، مستمتعًا بحريته وبالأجواء المريحة.
على الرغم من أن إقليم الدوقية كان متطورًا بقدر العاصمة، إلا أن هناك بعض الفوارق التي لا يمكن إنكارها.
أثناء تجوله في الأسواق المزدحمة والواسعة للعاصمة، والتي تفوق تلك الموجودة في إقليم الدوقية، بدأ يتمتم لنفسه،
“هاه، كم أود أن أعيش في العاصمة.”
كان يرغب بشدة في الإقامة هناك، حيث يوجد العديد من النبلاء في عمره للترفيه والأنشطة المتنوعة التي يمكن الاستمتاع بها.
لكن الدوقة كانت تعارض ذلك بشدة.
“عليك أن تثبت مكانتكَ في إقليم الدوقية إذا كنت لا تريد أن يستولي داميان على موقعك!”
بسبب هذا السبب، كانت الدوقة دائمًا تمنع أوسكار من السفر إلى العاصمة، وتحرص على أن يبقى في إقليم الدوقية.
بالنهاية، كان الأساس المتين للموقع الدوقي يكمن في الإقليم، ولهذا كان من الضروري أن يسيطر عليه ليضمن انتقال اللقب بشكل سلس.
بالطبع، كان أوسكار قد ارتكب العديد من الحوادث في إقليم الدوقية، ما جعله غير محبوبٍ بين العامة، لكن الأهم كان أنه لا يزال يحتفظ بموقعه.
‘هل يمكنني البقاء هنا لبعض الوقت على الأقل؟ في العاصمة سيكون أسهل لي إغواء الآنسة هوغو. نعم، يجب أن أجد عذرًا للبقاء هنا.’
بينما كان يفكر في كيفية البقاء في العاصمة أثناء تجوله في الحديقة، توقف فجأةً عندما لاحظ وجهًا مألوفًا بين المارة.
كانت آيريس هوغو.
غمرته لحظاتٌ من السعادة لأنها كانت في هذا المكان، ولكن سرعان ما تغيرت مشاعره عندما لاحظ أن هناك رجلاً يقف بجانبها.
‘من هذا الرجل؟ هل تلتقي برجالٍ آخرين دون علمي؟’
كان أوسكار يظن أن آيريس كانت امرأةً ناعمة وطاهرة، لكن صدمته كانت كبيرة عندما رآها مع رجلٍ آخر.
في نفس الوقت، كان قد تخيل بالفعل في رأسه كيف سيتزوجها وينجب منها أطفالًا، مما جعل الغضب يشتعل بداخله.
تقدم بسرعة نحو آيريس، وأمسك بذراعها بقوة، مما جعلها تتوقف.
“آنسة هوغو!”
“…..السيد فاندرمير؟”
استدارت آيريس فجأة، مفزوعة، و واجهت أوسكار بنظرةٍ مندهشة، فقد كان من المفترض أن يكون في إقليم الدوقية.
لكن أوسكار لم يهتم لدهشتها، بل بدأ يلومها بشدة وكأنه يواجهها على شيء لا يعجبه.
“من هذا الرجل؟ لم تردِّ على رسائلي، ومع ذلك تلعبين مع الرجال هكذا؟”
“ماذا؟ لا…..لا..…”
في الآونة الأخيرة، أرسل أوسكار العديد من الرسائل إلى آيريس، و لكن تم تجاهلها بشكل قاسي.
على الرغم من رفضها له، لم يفهم أوسكار أنها لم تعد ترغب في الرد، مما جعل آيريس تتوقف عن إرسال الردود تمامًا.
بينما كانت آيريس في حالة صدمة وبدت عاجزة عن الرد، تقدم أوسكار وأمسك بذراعها بعنف. لكن الرجل الذي كان يراقب الموقف بهدوء تدخل على الفور.
“سيدي، من فضلك اهدأ، واترك ذراع الآنسة هوغو. سيكون هذا مؤلمًا لها.”
كان إيريك، الذي كان يواعد آيريس في تلك اللحظة.
بحذر، قام بفصل يد أوسكار عن ذراع آيريس في محاولةٍ للتوسط بينهما.
نظر أوسكار إلى إيريك بنظرةٍ حادة من رأسه إلى أخمص قدمه.
كان طويلاً، لكنه نحيفٌ للغاية، وكان يبدو عليه أنه شاب ذو ملامح هادئة.
في لحظة، قلل أوسكار من شأنه، وحاول أن يهز يد إيريك التي كانت ممسكةً بمعصمه. لكن، بشكل غير متوقع، كانت قوة إيريك كبيرةً جدًا لدرجة أنه فشل في تحريكها.
‘ماذا؟ لماذا هذه القوة الكبيرة رغم مظهره الهادئ؟!’
بينما كان أوسكار يئن ويغضب، استعادت آيريس وعيها و تحدثت بصوتٍ مختنق مع تنهيدة.
“بما أننا التقيّنا هنا، سأكون صادقةً معك. من فضلك لا ترسل لي رسائل أو هدايا بعد الآن، سيدي. أنا حاليًا ألتقي السيد روبرتس، الذي تعرفت عليه من خلال والدتي.”
“ماذا تقصدين بهذا؟! أنا من تواصلتُ معكِ أولاً، كيف يمكنكِ أن تكوني مع رجل آخر..…؟!”
تقدم أوسكار بغضبٍ نحو آيريس، لكنه تم إيقافه مرة أخرى من قبل إيريك.
“ابق على مسافةٍ، سيد فاندرمير. وما أهمية من تواصل معها أولاً؟ ما يهم هو من تُقابل في الواقع.”
“……!”
ابتسم إيريك بلطف وهو يقول ذلك، مما جعل عيون أوسكار تتسع غضبًا. لكن، لأنه لم يجد ردًا على ما قاله إيريك، اكتفى بقبض يده بعنف وهو يرتجف من الغضب.
نظرت آيريس إليه بتعب، و تحدثت ببرود.
____________________
طلع ايريك ذاه رجال✨ كفووووو
اكسروا خشم اوسكار نفتك منه تعبت من خشته
أراسيلا لو راحت للدوقيه عشر ايام اذا ما مسكها داميان ترا احتمال تقبع فيهم حريقه😭
Dana