Express Contract Marriage Words - 8
تمكن ماركيز هوغو من إكمال الاستعدادات لاستقبال الضيف الخاص في نصف يومٍ فقط.
كانت قاعة الطعام، المزينة بالخزامى المزروعة في الحديقة، مشرقةً وأنيقة في نفس الوقت. و وُضعت مزهريات من أزهار النرجس الأبيض على طول الطاولة الطويلة التي اصطف عليها الشمعدانات الذهبية.
جلس كل من اراسيلا وداميان إلى يسار الماركيز الذي جلس في رأس الطاولة، بينما جلست الماركيزة وايريس و أدريان على الجانب الأيمن.
كان أدريان، الذي جلس بجانب إيريس، قد هدأ بالكاد، لكن وجنتيه الممتلئتين بدت متورمتين قليلاً.
“بسبب الاستعدادات العاجلة، قد تكون هناك بعض النواقص، لذا آمل أن تتفهم ذلك ايها اللورد فاندرمير”.
“لا بأس ايها الماركيز، الاستقبال رائعٌ وممتاز للغاية”.
في الواقع، كانت الأطباق التي قدمها الخدم مثالية بشكل لا يترك مجالاً للشك في ضيق الوقت. لقد برزت براعة العائلة العريقة في هذه الظروف الضيقة.
بعد وقت قصير من بدء الوجبة، تناول الماركيز رشفة من النبيذ ووضع الكأس ثم بدأ الحديث.
“ايها اللورد، هناك شيء أرغب في سؤالك عنه”.
“نعم يمكنك السؤال”.
“لماذا قررت الزواج من أراسيلا؟”
كان للماركيز ابنتان، وعند النظر بشكل موضوعي، كان من الطبيعي أن يفضل النبلاء الابنة الكبرى.
كانت إيريس، الابنة الكبرى، تتمتع بمظهر هادئ وأخلاقٍ نبيلة، وكانت شخصيتها المتزنة تمنح الثقة بأنها ستصبح سيدة نبيلة رزينة في المستقبل.
منذ صغرها، كانت إيريس تعتبر عروسًا مثالية، وقد تلقت العديد من عروض الزواج. لذا، كان الماركيز يتوقع بطبيعة الحال أن تكون إيريس هي الأولى بين ابنتيه التي ستتزوج.
لكن تصريح أرسيلا المفاجئ كان غير متوقع.
“لقد سمعت أن السبب ليس زواجًا مدبراً”.
بصراحة، لم يكن الماركيز يصدق أن الاثنين كانا على علاقة حب، ولكن بما أنهما أصرا على ذلك، فقد قرر تقبل الأمر.
“ربما تعرف بالفعل، لكن ابنتي الثانية……هي نوعاً ما……مميزةٌ جداً.”
لم يستطع الماركيز أن يقول كلمات مثل “غريبة” أو “مختلفة” أو “غير طبيعية” عند وصف ابنته، لذا لجأ إلى تعبيرٍ أكثر لطفاً.
بعد أن ابتلع داميان الطعام الذي كان في فمه وشرب بعض الماء، اجابه.
“بالتأكيد، لدى الآنسة هوغو شخصيةٌ فريدة.”
رغم أنه لم يمضِ وقت طويل منذ لقائهما ولم يكن قد تحدث معها كثيراً، كان من الواضح أن أراسيلا هوغو امرأة غير عادية. ومع ذلك، لم يكن داميان يرى ان هذا الأمر شيءٌ سلبي.
في الواقع، لو كانت أراسيلا ذات شخصية ساذجة وبسيطة، ربما كان سيعيد النظر في هذا الزواج التعاقدي.
“و لهذا السبب أعجبتُ بها. شعرت أنه لن يكون هناك ملل بعد الزواج، فأنا أكره الشعور بالملل.”
“ذلك لأنك لم تعش معها بعد.”
تنهدت الماركيزة بخفة، متذكرة العديد من المرات التي شعرت فيها بالإحباط بسبب ابنتها الثانية.
“هل قررت الزواج لمجرد هذا السبب؟ ماذا ستفعل إذا شعرت بالملل بعد الزواج؟”
كانت الابنة الكبرى تشبه إلى حد كبير والدتها في مظهرها، باستثناء عينيها الزرقاوين اللتين اخذتهما أراسيلا.
نظرت الماركيزة مباشرة إلى داميان وقالت.
“الزواج هو القرار الأهم في الحياة. لذا يجب على كلا الطرفين التفكير ملياً قبل اتخاذه.”
بصراحة، رغم أنها لم تقل شيئاً لأن داميان ليس ابنها، كانت الماركيزة تعتقد أنه مثل أراسيلا، ليس شخصاً يبدو أنه سيعيش حياةً زوجية سعيدة.
كان القلق يتزايد في ذهن الزوجين حول ما إذا كان هذا الزواج سينجح.
لكن داميان طمأنها.
“لا تقلقي، ايتها الماركيزة. لقد تحدثت مع الآنسة هوغو كثيراً قبل اتخاذ لهذا القرار.”
وأضافت أراسيلا بنبرة ساخرة وهي تنظر إلى والدتها.
“أمي، ألا يجب أن تقلقي من أنني سأشعر بالملل بعد الزواج بدلاً منه؟”
رغم أن هذه الابنة كانت جميلة لدرجة تثير الدهشة، حتى بالنسبة لوالدتها، الا انها كانت ذات شخصية غير واقعية.
“مجرد التفكير في أنني سأصبح زوجةً لشخص ما يجعلني أشعر بالاختناق.”
وبالرغم من أن “ذلك الشخص” كان يجلس بجانبها مباشرة، لم تتردد في قول ذلك.
وضعت الماركيزة يدها على جبهتها، بعد ان شعرت بالقلق بشأن ابنتها.
لكن داميان أجابها بثقة.
“لا بأس. مجرد التفكير في أنني سأصبح زوجكِ يجعلني أشعر بالاختناق أيضاً.”
“يا إلهي، ايها اللورد يجب علينا أن نحرص على ألا نموت قبل الزواج.”
بينما كانا يتحدثان كما لو كانت محادثة فكاهية، كانت وجهي داميان وأراسيلا بلا تعابير.
كانت عائلة المركيز تتساءل حقًا لماذا سيتزوج هذان الشخصان.
‘ما السبب يا ترى……’
“اللورد فاندرمير، أراسيللا ليست من النوع الذي يمكنه العيش كزوجة تدعم زوجها فقط مثل الآخرين.”
بعد فترة طويلة، تحدثت الماركيزة بصوتٍ جاد وثقيل.
“لذلك، إذا كنت ستطلب منها القيام بأشياء لا تستطيعها، فأرى انه من الحكمة أن تتوقف هنا.”
كانت الماركيزة هي أكثر من عارضت حلم أراسيلا بأن تصبح سيدة برج السحر والا تتزوج.
ولكن بعد أن قررت دعمها، كانت هي الداعمة الأكبر لها.
“أنا لستُ بالشخص الذي يحتاج إلى مساعدة زوجته.”
رفض داميان نصيحة الماركيزة بنبرةٍ هادئة ومهذبة.
“مهما فعلت الآنسة هوغو بعد الزواج، لن أتدخل. ستمضي في حياتها وأنا سأمضي في حياتي.”
“هل يعني هذا أنك لن تمنع أراسيلا من العمل في برج السحر بعد الزواج؟”
سألت ايريس بدهشة، بعدما فهمت من كلام داميان أنه لا يعتزم تقييد أراسيلا كزوجته فقط.
كان الاعتقاد السائد أن المرأة النبيلة، بغض النظر عن ما كانت تفعله قبل الزواج، يجب أن تترك كل شيء بعد الزواج وتركز فقط على إدارة المنزل ودعم زوجها.
“ليس لدي الحق في منعها من ذلك. قرار الاستمرار في العمل في برج السحر يعود بالكامل إلى إرادة الآنسة هوغو.”
نظرت أراسيلا إلى داميان بعينين متفاجأتين قليلاً.
لم يتفق الاثنان بعد على هذا الجزء. بالطبع، أراسيلا كانت تعتزم العمل بعد الزواج، لكنها لم تكن تعرف ما كان يفكر فيه.
‘بالنسبة لفارس، يبدو أقل تشددًا مما كنتُ أعتقد.’
على الرغم من أن برج السحر محافظ للغاية، فإن جماعة الفرسان أكثر تحفظًا. لم تكن هناك امرأة واحدة قد انضمت إلى الفرسان الملكيين منذ تأسيس البلاد.
لذلك كان من المفاجئ أن يُدلي دميان فاندرمير، الذي يُعتبر قدوة لكل الفرسان في الوقت الحالي، بمثل هذا التصريح دون مشاورة مسبقة.
“يبدو أنكما قد تحدثتما كثيرًا بالفعل……”
في الحقيقة، لم يتحدث الاثنان بشكل جدي أكثر من خمس مرات، ولكن الماركيز تأثر بإجابة داميان وحله لسوء الفهم.
“كنت أعتقد أنه لا يوجد في العالم رجل يتناسب مع ابنتي الثانية الحبيبة غيري.”
“لا بأس، أبي. أنا لا أتوافق تمامًا مع اللورد.”
فكرت أراسيلا أنه ربما لن يتوافقا بشكل جيد في المستقبل أيضًا. ما حدث الآن كان مجرد صدفة، مثل ساعة متعطلة تعمل بشكل صحيح مرة واحدة.
“لكن مع ذلك، لا تقلقوا بشأن زواجنا وادعمونا على إنجاحه.”
“صحيح. لا داعي لأن يقلق الماركيز و الماركيزة.”
حرك داميان نظره قليلًا نحو ايريس وأدريان وتحدث لهما.
“والشيء نفسه ينطبق على الآنسة والسيد هوغو.”
عندما أدركت عائلة الماركيز أنه لم يعد بإمكانهم معارضة زواج الاثنين، وقرروا العودة إلى تناول الطعام، رفع أدريان يده قاطعًا الأجواء الهادئة.
“لدي سؤالٌ أيضًا.”
كان أدريان، الذي كان يأكل الطعام بوجه كئيب طوال الوقت، قد لفت انتباه الجميع بسؤاله.
“ما الأمر، أدريان؟”
“هل اللورد فاندرمير مدلل؟”
كادت أراسيلا أن تختنق بالماء الذي كانت تشربه بسبب هذا السؤال المفاجئ، حتى أن داميان أغمض عينيه ببطء على غير عادته.
“……مدلل؟”
“نعم، لأن أختي الثانية تحب الرجال الذين يظهرون حبهم للتدليل.”
كان أدريان يعرف أنه لم يعد بإمكانه منع زواج أخته. لذا، رغم حزنه، قرر بصعوبة أن يعترف بالعلاقة بين أخته الثانية وهذا الرجل الغريب.
“أرجو أن تظهر الكثير من اللطف لأختي. أعتني جيدًا بأختي الثانية.”
“…….”
كانت ملامح داميان مشوشة وهو يحدق في أدريان، الذي كان ينحني برأسه بعزم.
و كانت أراسيلا تقف بجانبه وتحاول بكل جهد كتم ضحكتها.
“بففتتت.”
“……آنسة، لا تضحكِ من فضلك.”
تنهد داميان بهدوء. كان من الصعب توبيخ طفلٍ لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره.
“أنا لا أضحك……بففههاهاا.”
غطت أراسيلا وجهها بكلتا يديها. ورغم أن الآخرين كانوا يحاولون التمسك ببعض الجدية، إلا أن محاولة كتم ضحكاتهم كانت واضحة.
في النهاية، لم يتمكن أحد من مقاومة الضحك، وانفجر الجميع بالضحك.
***
“اللورد فاندرمير.”
عندما كان داميان يتجه نحو الباب بعد انتهاء العشاء استعدادًا للمغادرة، اوقفه الماركيز.
كانت ملامحه تشبه ابنتهُ الثانية بشكلٍ كبير، بدءًا من شعرهِ الأرجواني الفاتح والمجعد قليلاً وصولًا إلى ملامحه الكبيرة والدقيقة.
في الواقع، كانت أراسيللا هي التي ورثت ملامح والدها.
“ما الأمر، ايها الماركيز؟”
التفت اليه داميان، فابتسم الماركيز بلطف ومد يده بعد أن سعل قليلاً.
“أرجوك اعتنِ بابنتي جيدًا، ايها اللورد.”
عندما ابتسم، بدا أكثر شبهًا بابنته.
تردد داميان للحظة، ثم أمسك بيده بخفة قبل أن يتركها بسرعة.
“كنت أرغب دائمًا في أن تعيش بأمان تحت جناحي، تحقق أحلامها وتفعل ما تشاء. لكن يبدو أن الأمور لا تسير دائمًا كما يرغب الآباء.”
ارتسمت ابتسامةٌ حزينة على وجه الماركيز قبل أن تختفي. ثم تحولت ملامحه إلى ملامح الماركيز الرسمي ذو الوقار.
“أتمنى أن تفي بما قلتهُ أثناء العشاء. أقصد ما قلته بشأن ترك أراسيلا حرةً في حياتها.”
“لا تقلق، سأفي بذلك بكل تأكيد.”
على الرغم من أن عائلة الماركيز لم تكن على دراية بذلك، إلا أن زواج داميان من أراسيلا كان في الحقيقة زواجًا مبنيًا على عقد. لهذا السبب، لم يكن لديه أي نية للتدخل في حياتها بعد الزواج.
بل على العكس، كان يرى أنه سيكون من الأفضل إذا استمرت في حياتها الخاصة دون أن تؤثر عليه بأي شكل من الأشكال.
“حسنًا، شكرًا لك.”
ربت الماركيز على كتف داميان بلطف قبل أن يعود إلى الداخل. بينما وقف داميان بمفرده، ينظر إلى كتفه بنظرةٍ غريبة بعض الشيء.
منذ البداية، لاحظ أن أجواء عائلة هوغو كانت دافئة جدًا مقارنة بالعائلات الأخرى. حتى في الحديث العابر، كان يمكنه أن يشعر بالمحبة والرابط القوي بينهم.
‘على عكس دوقية فاندرمير تمامًا.’
بينما كان دميان يفكر في ذلك، ظهرت أراسيلا وهي تعبر الممر. لذا تساءل فجأة عما يمكن أن تفكر فيه امرأة نشأت في مثل هذه العائلة إذا رأت عائلته.
“يبدو أنك تلقيتِ الكثير من الحب أثناء نشأتك.”
قال داميان ذلك باندفاع بينما كان يحدق بها.
“هل لاحظتَ ذلك؟ في الواقع، لقد تلقيت الكثير الكثير من الحب.”
لم يكن هناك أي تردد أو شك في ردها.
ابتسم داميان كما لو أنه يتنهد.
“لذلك، تسيرين دائمًا بثقة.”
“هذا جزء من شخصيتي. ولكن أيضًا، عندما يكون لديك عائلة تدعمك، تسير بثقةٍ أكبر.”
كانت تعرف جيدًا أنه بدون دعم عائلتها، ربما كانت ستتردد أيضًا.
كانت هذه حقيقة تعرفها أكثر من أي شخص آخر.
“افهم ذلك، إذاً هذا يعني ان شخصيتك الغريبة تعود إلى كونكِ ساحرة.”
صرخت أراسيلا باندهاش، دون أن تتمكن من كتمان ضحكتها الخفيفة.
عندما رأت أن عربة دميان قد وصلت، مدت يدها لمصافحته.
“لقد قمت بعمل جيد اليوم. عُد بسلام.”
“أتمنى لكِ ليلة سعيدةً أيضًا.”
لكن مرة أخرى، لم يستجب داميان لمصافحة أراسيلا، واكتفى بانحناءة قصيرة.
ارتعش طرف فمها قليلاً.
“لورد، أود أن أسألك سؤالاً واحدًا فقط. هل رفضك لمصافحتي هو نوع من المعاملة الخاصة؟”
“لم أرفض مصافحة يدكِ انتِ فقط.”
“لكن هذا ما شعرتُ به.”
كانت أراسيلا قد شاهدت من بعيد عندما صافح داميان والدها، ففتحت عينيها بغضب.
لكن داميان رد ببرود وكأن الأمر لا يهم.
“حسناً إذًا، قد يكون هذا مجرد شعورٍ عابر.”
‘حقًا، انظروا كيف يتحدث!’
ارتعشت زاوية فمها التي انحنت بأسى.
“هل هذه الشخصية المزعجة بسبب كونك فارسًا؟”
“يمكنني الجزم انني ولدتُ بها.”
رد داميان بنفس الثقة، مما جعلها تزداد انزعاجًا.
لوحت أراسيلا بيدها بغضب، تعبيرًا عن استيائها.
“حسنًا، هل هناك شيء يجب أن أستعد له أو أحذر منه غدًا؟”
“فقط استعدي لأخذ الابن الثاني المزعج من العائلة.”
ربما يجب أن تكون مستعدة لذلك أكثر مما كان داميان نفسه مستعدًا اليوم.
“حسنًا، إذًا أراكِ غدًا.”
ودعها داميان بتحيةٍ مهذبة قبل أن يصعد إلى عربته ويغادر.
_________________________
عائلتها تحفه صدق كيف طلعوا اراسيلا بشخصيتها هذي 😂🤏🏻 امها تجنن كيف على طول تدعم بنتها
اراسيلا وداميان مفروض يوضحون حبهم بس لا كل واحد يسب الثاني من ورا التريلات وعادي😭😭😭😭
اتوقع واضحه اخلاق اهل داميان من الحين 🤡
Danaب