Express Contract Marriage Words - 79
ارتجفت عينا نيرا بشكلٍ غير مستقر. و انكمش كتفيها ثم دفعت أراسيلا بعيدًا بقوة وردت بغضب.
“ما الذي تريدين سؤالي عنه بالضبط؟”
“كنت أتساءل منذ البداية. هذه أول مرة أجري فيها محادثةً مناسبة معكِ هذا العام. لكن يبدو أنكِ تتحدثين وكأن بيننا معرفةً سابقة، وذلك يثير فضولي.”
عندما التقيا في قصر فاندرمير قبل الزواج، لم تستطع أراسيلا حتى التعرف على نيرا، إذ لم يكن بينهما أي معرفةٍ سابقة.
بالطبع، قد يكون هناك شيء من الألفة بحكم المنافسة بين عائلتيهما، لكن مستوى حديث نيرا لم يكن مجرد معرفةٍ سطحية.
“هل تعمدتِ الاصطدام بي الآن؟ آسفة، لكنني بالكاد أستطيع رؤيتكِ من زاوية نظري.”
“أنتِ..…! هل انتهيتِ من كلامكِ الآن؟ دائمًا ما تستهدفين الرجال الذين أحبهم!”
تحدثت وكأن أراسيلا قد سرقت أحد رجالها من قبل.
لكن بالنسبة لأراسيلا، التي لم تكن لها أي تجارب عاطفية من قبل، وكان زواجها هذا الأول لها، فلم تستطع فهم ما قيل وظل يزعجها.
“متى استهدفتكِ؟”
“هل تتظاهرين بأنكِ لا تتذكرين أم أنكِ حقًا لا تعرفين؟”
“ليس الأمر أنني لا أتذكر، بل إنه لا توجد أي ذكرياتٍ تتعلق بكِ على الإطلاق.”
ضحكت نيرا ضحكةً مشبعة بالدهشة. ثم نظرت إلى أرتسيلا بوجه يحمل إهانةً لكرامتها.
“كنتِ هكذا حتى في أيام الأكاديمية!”
“أنا؟”
“نعم!”
بدأت نيرا تسترجع ذكرياتها التي كانت ملطخةً بالكراهية والشعور بالنقص.
خلال فترة دراستها في الأكاديمية، كانت نيرا تحمل مشاعر حب من طرف واحد تجاه طالب يدعى بيتر لوبين، و التي استمرت لمدة ست سنوات.
كان بيتر لوپين شابًا وقعت في حبه من النظرة الأولى بعد لقائه صدفةً في حفلة شاي عندما كانت صغيرة.
لكن بيتر لم يكن يبدي أي اهتمام تجاه نيرا التي كانت ممتلئة قليلاً في طفولتها.
حاولت نيرا الارتباط به، لكنها قوبلت بالرفض المتكرر من عائلة الماركيز لوبين. و رغم ذلك، لم تستسلم نيرا. و واصلت السعي بجد لتنال إعجابه، حتى أنها غيرت مظهرها بما يتناسب مع ذوقه.
بعد التحاقها بالأكاديمية، كانت نيرا تصنع الكعك يوميًا وتهديه لبيتر لوبين، كما كانت تقدم له رسائل مليئة بالمشاعر الصادقة.
لكن بيتر لوبين كان يتناول الكعك بلا مبالاة، ويقتسمه مع أصدقائه، ويقرأ الرسائل بشكلٍ عابر ثم يرميها.
ذات يوم، عندما رأت نيرا إحدى رسائلها ملقاةً على الأرض في ساحة الأكاديمية وكأنها قمامة، كادت تبكي لكنها حاولت تمالك نفسها.
ومنذ ذلك الحين، توقفت عن وضع الرسائل بين الكعك، معتقدةً أن بيتر لوبين لم يكن يحب ذلك.
طوال فترة وجودها في الأكاديمية، كان لدى نيرا هدف واحد فقط، أن يخطبها بيتر لويين قبل التخرج وتتزوجه قبل بلوغ العشرين.
لكن حبها الأول، الذي كان من طرف واحد، لم يتحقق أبدًا. و كان السبب أن بيتر لوبين وقع في حب أراسيلا، الطالبة الجديدة التي التحقت حديثًا بالأكاديمية، ورفض نيرا ببرود شديد.
“هيه، توقفي عن إزعاجي الآن. لقد وجدت شخصًا أحبه.”
“مَن…..مَن تكون؟ هل هي أفضل مني؟”
“لا أعرف الكثير عن شخصيتها بعد، لكن جمالها لا يمكن مقارنته بكِ.”
كانت هذه الكلمات كفيلةً بتحطيم نيرا، التي بذلت جهدًا كبيرًا وخسرت الكثير من الوزن لتنال إعجاب بيتر لوبين.
عندما اكتشفت أن الشخص الذي يحبه بيتر لوبين هي أراسيلا هوغو، قررت الذهاب لرؤيتها بنفسها.
رأت أراسيلا وهي تتنزه في ساحة الأكاديمية تحت أشعة الشمس، وبلا وعي منها، تمتمت نيرا بذلك.
“إنها جميلةٌ حقًا.”
عندما رأت نيرا الجمال الطبيعي الذي وُلدت به أراسيلا دون أن تبذل أي جهد، بدأت مشاعر سوداء تتحرك داخلها.
كانت مشاعر قبيحة من الغيرة والدونية.
رغم ذلك، لم تستطع نيرا التخلي عن بيتر لوبين بسهولة، فتعلقت به بشكل يائس و مذل.
“ما الذي ينقصني عن الآنسة هوغو؟!”
“كل شيء، من رأسكِ إلى قدميكِ.”
“……؟”
“من البداية، عائلتكم أقل شأنًا من عائلة الماركيز هوغو. لذلك، من الطبيعي أن أفضل أراسيلا عليكِ، أليس كذلك؟”
كلمات بيتر لوبين انغرست في قلب نيرا كسكين حاد، وتركت جرحًا عميقًا ظل يؤلمها لفترةٍ طويلة.
ربّت بيتر على كتف نيرا التي كانت دموعها تتساقط بغزارة.
“آسف، لم أستطع فعل شيء. حتى الآنسة هوغو أظهرت اهتمامها بي. عندما أدركت أن مشاعرنا متبادلة، كيف يمكن لرجل أن يتجاهل ذلك ويمضي؟”
“…….”
“على كل حال، شكرًا على الكعك. كان طعمه رائعًا حقًا. اصنعي لي واحدةً أخرى لاحقًا، لأعطيها للآنسة هوغو.”
كالحمقاء، قامت نيرا بخبز الكعك مرة أخرى لبيتر لوبين.
أخذ بيتر الكعك واعترف بحبه لأراسيلا أمام الجميع في أحد ممرات الأكاديمية، لكنها رفضته علنًا دون تردد.
عندما سمعت نيرا الخبر، لم تشعر بأي فرح بل ازدادت غضبًا.
كان الجميع في الأكاديمية يعلم أن نيرا تحب بيتر لوبين. ومع ذلك، قامت أراسيلا بإغرائه رغم معرفتها بذلك، ثم رفضته علنًا بعد أن وقع في حبها، مما جعل نيرا تشعر بالغيظ والضيق الشديد.
زاد من تفاقم الأمر أن بيتر لوبين، بعد رفضه، بدأ ينشر شائعات قائلًا: “أراسيلا هوغو تعمدت إغرائي لتستفز نيرا وايت بسبب التنافس بين عائلتيهما.”
رغم أن كلامه بدا كعذر يائس لشخص مرفوض، إلا أن شهرة التنافس بين العائلتين جعلت البعض يجد كلامه منطقيًا.
تذكرت نيرا كلمات عائلتها التي سمعتها مرارًا و تكراراً.
“اسمعي جيدًا، نيرا. قد نتسامح مع أشياء كثيرة، لكن لا يمكننا أن نخسر أمام عائلة هوغو. إذا تغلبوا علينا، فسيكون ذلك وصمةً عار على اسم عائلتنا!”
“كما أنهم يبذلون جهدًا كبيرًا للتفوق عليكِ، عليكِ أن تبذلي جهدًا أكبر. قللي من نومكِ، وقللي من طعامكِ، أفهمتِ؟!”
بالنسبة لنيرا، التي نشأت طوال حياتها على سماع مثل تلك الكلمات من عائلتها، بدا ذلك الكلام أكثر من منطقي.
وهكذا، مضت سبع سنوات بينما ظلت ذكريات الأكاديمية محفورةً في قلبها.
بينما كانت أراسيلا منهمكةً في أعمال برج السحر، كانت نيرا تتلقى التعليم لتصبح سيدةً راقية و أنيقة.
عندما كانت أراسيلا تتجول خارجًا و تسعى لأن تصبح رئيسة برج السحر، كان الآخرون يأخذون دروسًا في الإتيكيت ودروس الزواج، فكانت نيرا تراها سخيفة وتافهة.
وفي نفس الوقت، شعرت بالارتياح، معتقدةً أن منافستها خرجت من السباق بنفسها. وكلما تقدمت في العمر وزادت سيطرتها على المجتمع الراقي، كانت تؤمن أكثر بأنها ستكون الفائزة في النهاية.
وعندما أعلنت أراسيلا نيتها البقاء عزباء، ازدادت ثقة نيرا في انتصارها.
لكن فجأة، عندما غيرت أراسيلا رأيها و تزوجت داميان فاندرمير، انهار كل شيء بالنسبة لنيرا.
ما كانت نيرا تحلم به طوال حياتها، ها هي أراسيلا قد حصلت عليه مجددًا.
عندما أدركت ذلك، لم تستطع نيرا التحمل.
“كما فعلتِ مع لوبين، اقتربتِ من اللورد فاندرمير عن عمد، أليس كذلك؟”
استنادًا إلى ذكرياتها الماضية، سألتها نيرا هذا السؤال تقريبًا على سبيل التأكيد.
نظرت إليها أراسيلا بنظرةٍ غامضة، كما لو كانت تشعر بالأسى أو ربما بالشفقة.
تنهدت أراسيلا ببطء ثم همست بصوتٍ منخفض.
“أوه، إذاً كان هذا ما حدث.”
“…..ماذا تعنين بذلك؟”
“في النهاية، كنتِ تكرهينني كل تلك السنوات بسبب رجل، وهذا هو السبب في أنكِ تشوهين سمعتي بهذا الشكل، أليس كذلك؟”
كانت أراسيلا تأمل في أن يكون هناك سبب كبير وراء تصرفات نيرا، لكن ذلك جعلها تشعر بالإحباط.
بصراحة، لم تستطع أراسيلا أن اتذكر من هو بيتر لوبين. فقد مرّت سنواتٌ منذ تخرجها من الأكاديمية، وكلما كانت تفكر في الأمر، كان يبتعد أكثر.
لكن هناك شيء واحد كانت متأكدةً منه تمامًا.
“لم أظهر أي اهتمامٍ لذلك الشخص لوبين. و بصراحة، من تحبين أو تكرهين لا يهمني.”
“…….”
“عندما كنت في الأكاديمية، كنت مهووسةً بالسحر، ولم أهتم بكِ أو بأي رجل آخر..…”
وكان هذا يعني أن بيتر لوبين هو من كان يحب أراسيلا من طرف واحد.
بينما كان نيرا تكتشف الحقيقة، أصبح وجهها شاحبًا.
لقد كانت تكره أراسيلا طوال سبع سنوات بناءً على كلام بيتر لوبين، الذي أخبرها بأنها اقتربت منهُ عن عمد.
لكن الآن، كل شيء كان كذبًا.
شعرت نيرا وكأن ثلث حياتها تم نفيه، وبدأت في محاولة يائسة لإنكار الحقيقة.
“لا تكذبي! هل تعتقدين أنني سأصدق كلامكِ؟!”
“في الأساس، عائلتنا لم تكن تهتم بعائلة الماركيز وايت بهذا الشكل. لم يُطلب منا أبدًا أن نتفوق عليهم.”
“…….”
“حتى في تلك الأيام، عندما كنتِ تحبين ديميان من طرف واحد، وحتى عندما كنتِ تكرهينني، كان رد الفعل الوحيد من طرف عائلتي و مني هو عدم الاهتمام، لكن أنتِ وحدكِ من حملتي هذه المشاعر القذرة.”
كانت نيرا تشعر وكأن كل ما كان يدعمها في حياتها قد انهار فجأة. فجلسَت على الأرض، فاقدةً للقدرة على الشعور.
لم تستطع حتى أن تذرف دمعة، و شعرت بالتجمد التام.
بينما كانت نيرا في حالة من الارتباك، قامت أراسيلا بالتربيت على كتفيها برفق، قائلة كلمات لم تكن واضحة إن كانت تعزية أم لا.
“على الأقل، يا آنسة، أصبحت لديكِ نظرةٌ أفضل للرجال.”
“…….”
“من الواضح أن داميان أفضل بكثيرٍ من بيتر لوبين.”
ومع ذلك، كان الأمر نفسه بالنسبة لكليهما، فكل منهما لم يُبدِ أي مشاعر تجاهها، مما جعل عيون نيرا تصبح أكثر فراغًا.
حتى عندما جاء خادمها ليدعمها، لم تتحرك نيرا من مكانها لفترةٍ طويلة.
***
أصبحت حادثة اعتراف نيرا وايت العلني قضيةً بارزة في الصحف الصباحية التالية.
قصة نيرا التي كانت تحب رجلًا متزوجًا و تتسبب في إزعاج زوجته أثارت غضب العديد من الناس.
كان لنجاح عرض “امرأة الورد الأصفر” دور كبير في زيادة المشاعر العامة السيئة تجاه أولئك الذين يكنون مشاعر تجاه رجال متزوجين. و كان الناس يتوقعون أن يتم معاقبة نيرل كما كان الحال في نهاية المسرحية المطمئنة.
“يجب أن نجعلها لا ترفع وجهها أمام أحد! إنها شخص لا يرحم وكانت ستفسد عائلةً سليمة!”
“نعم، نعم. يجب أن يكون هناك عقاب صارم حتى لا يظهر مثل هذا الشخص مرة أخرى!”
“نيرا وايت يجب أن تُعاقب! يجب على عائلة الماركيز وايت تحمل المسؤولية الاجتماعية!”
بالطبع، تدهورت سمعة نيرا في المجتمع الراقي.و تم لصق وصمة العار بأنها كانت تحب رجلًا متزوجًا، مما أدى إلى تفكك اجتماعاتها بسرعة وعزلها عن المجتمع الراقي.
وكان من سوء حظها أن دوقة كيستون الكبرى، التي كانت تعاني من خيانة زوجها الطويلة، كانت حاضرة في نفس المكان أثناء اعترافها العلني.
كانت غاضبةً للغاية وأعلنت أنها ستقطع جميع العلاقات مع نيرا وايت وكل من يتعامل معها. ر لم يكن هناك من يجرؤ على معارضة ملكة المجتمع الراقي ذات الأصل الإمبراطوري.
الشيء الوحيد الذي كان يعطي نيرا أملًا هو أن عائلة الماركيز وايت كانت على علاقة طيبة مع الدوقة ليستر.
“يجب على زوجة الماركيز أن تبدأ في تعليم ابنتها من جديد. الفتاة الشابة التي لم تتزوج بعد بدأت في اكتساب عادات سيئة، هاه.”
الدوقةً ليستر كانت أيضًا امرأةً متزوجة. و من الناحية العاطفية، كان من السهل أن تشعر هذه المرأة الأرستقراطية بمزيد من التعاطف مع أراسيلا أكثر من نيرا.
وفي النهاية، بعد أن فقدت آخر خيط أمل، لم تجد نيرا مكانًا لتقف عليه. فحتى عائلتها انتقدتها بشدة.
“آه، نيرا، لقد جلبت العار لعائلتنا! كيف سأتمكن من الظهور في المجتمع الآن؟ الجميع سيشير إليّ بأصابعهم ويقولون أنني أمكِ!”
“هل قررتِ تدمير عائلتنا أخيراً؟ كم كنتِ مجنونة من أجل رجل لدرجة أنكِ لم تسيطري على نفسكِ، وصحتِ أمام الجميع بأنكِ تحبين رجلاً متزوجًا!”
بينما كانت والدتها و والدها يصرخان ويغضبان أمامها، وقفت نيرا و كأنها تتلقى عقابًا، دون أن تقول كلمة واحدة.
ففي الواقع، لم يكن لديها ما تقوله.
كان من الحقيقة أن حبها الأعمى قد دمر سمعتها ومستقبلها وأضر بشرف عائلتها.
“لن تخرجي من المنزل لفترة! لا، بل لن تخرجي أبدًا! حتى تتزوجين من الرجل الذي أقره أنا!”
“أبي! حتى وإن كان كذلك، فهذا..…”
“أصمتي! أنتِ عارٌ على عائلتنا. كيف كان بإمكانك أن تربيها هكذا؟!”
غضب الماركيز وايت و خرج من الغرفة موجهًا غضبه إلى زوجته أيضًا.
كانت زوجته تمسح دموعها بمنديل، ثم نظرت إلى نيرا بنظرةٍ قاسية.
“أثناء تواجدكِ في غرفتك، عليكِ أن تعكفي على كتابة ‘101 وضعًا يجب أن تتحلى به المرأة المهذبة’ كعقوبة. هل فهمتِ؟”
لم تنتظر إجابةً من ابنتها وغادرت الغرفة.
خفضت نيرا رأسها بتعب، و وجهها يعكس يأسًا شديدًا.
سيظل اعترافها العلني بحب داميان وصمة عار ملازمةً لها إلى الأبد، وأصبح مستقبلها كـ سيدة مثالية كما كانت تحلم به أمرًا مستحيلًا الآن.
ما تبقى من حيات نيرا كان الظلام فقط.
كان الجحيم الذي صنعته الغيرة والشعور بالدونية في انتظارها.
_____________________
يااوك البنت تدمرت نهائيا😭
عسا من قالها تحط مستقبلها في رجال؟
لوبين الزفت ذاه يوم انرفض راح يحط السبه في أراسيلا بالله ذاه رجال؟
اختاروا واحد جنتل كذاته زي داميان ولا لا تضيعين حياتس عشانه🥰
Dana