Express Contract Marriage Words - 78
ارتجفت نيرا قليلاً واستدارت ببطء. و كانت أراسيلا تقف هناك، في حالة سليمة تماماً من رأسها حتى أخمص قدميها.
عندما لاحظت أراسيلا أن ملامح وجه نيرا تغيرت قليلاً، ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتيها.
“ما الذي كنتِ تتوقعينه؟ أن تريني مع السيد سميث؟”
“……لا أفهم ما الذي تتحدثين عنه.”
تظاهرت نيرا بالجهل، وهي تحاول أن تخفي اضطرابها. و كان واضحاً لأراسيلا أن نيرا تحاول استيعاب الموقف، فارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ مائلة.
“إذاً، لماذا أتيتِ إلى هنا؟”
“….…”
لم تتمكن نيرا من الرد مباشرة، وفتحت شفتيها قليلاً دون أن تنطق بشيء. وبعد بضع ثوانٍ، خرج عذر متردد بصعوبة من فمها.
“فقط……لقد خرجت لاستنشاق بعض الهواء الصافي حتى أستفيق من أثر الكحول.”
“آه، هكذا إذاً. هل تلقيتِ رسالةً من السيد سميث؟”
“….…”
“لا بد أن الرسالة تضمنت طلباً سرياً للمساعدة لأنه تم كشف أمره بالكامل وانتهى كل شيء.”
عضّت نيرا على شفتها السفلى بقوة.
لقد تساءلت لماذا أرسل تلك الرسالة الغامضة، واتضح أن الأحمق قد انكشف أمره بالكامل أمام أرسيلا.
و بينما شعرت بندمٍ شديد على عدم تجاهل رسالته، حاولت نيرا الحفاظ على مظهرها المُنكر قدر الإمكان.
“لا أعلم، لم أتلقَّ أي رسالة. على أي حال، أنا مشغولة الآن……لذا سأغادر.”
“لماذا تفعلين هذا؟”
جذب صوت أراسيلا المنخفض والجاد كاحل نيرا التي كانت تحاول مغادرة المكان على عجل.
نظرت أراسيلا إليها بنظرةٍ هادئة بعد أن تلاشت الابتسامة عن شفتيها.
ما حدث هذه المرة تجاوز الحد الذي يمكن تفهمه على أنه بسبب إعجابها بداميان. لكن أن تصل إلى حد رشوة شخص غريب للقيام بأعمال دنيئة؟
“ما الفائدة التي ستحصلين عليها من إلصاق فضيحةٍ قذرة بي؟”
“…….”
“حتى لو فعلتِ ذلك، لن أتحطم. و داميان يحبني كثيرًا لدرجة أنه لن يطلب الطلاق لمجرد الشك في خيانة.”
بالتحديد، كانا مقيدين بعقدٍ يمنعهما من الطلاق، لكن نيرا لم تكن تعلم بهذه التفاصيل.
شاهدت أراسيلا ارتعاش حاجبي نيرا، التي كانت ملامح وجهها حمراء بسبب تأثير الكحول تعبر عن اضطرابها، فضحكت في سرها.
‘كما هو متوقع، الإشارة إلى داميان دائمًا تكون الخيار الأفضل.’
بالطبع، كنتُ أعلم ذلك جيدًا، لذلك تعمدت الوقوف بجانب داميان عند مدخل الحفلة لاستقبال الضيوف، كما لم أتردد في إظهار بعض الحميمية أمام نيرا.
كانت شفتا نيرا ترتجفان من الغضب. ولإثارتها أكثر، تحدثت أراسيلا بحركاتٍ مبالغ فيها.
“في الحقيقة، هو من كان يلاحقني منذ فترة المواعدة لأنه أعجبَ بي، ولم يكن لدي خيار سوى مقابلته. أنا لم أكن مهتمةً به كثيرًا، لكنه أصر على طلبه، فلم أجد مفرًا من قبوله.”
“…….”
“حسنًا، في النهاية لم يكن سيئًا أن أكون مع رجلٍ ينظر إليّ فقط، ولهذا تزوجنا. لكنه في بعض الأحيان يُظهر مشاعر حبه إلى درجةٍ تبدو مخيفة.”
“…….”
“وعندما أفكر في الأمر، أشعر بالأسف على أولئك الذين أحبوا داميان، لأنه مهما أحبوه، فهو لن يرى سواي و يحبني أنا فقط.”
لأول مرة، أدركت نيرا أن الغضب قد يصل بها إلى حد أن تفقد فيها السيطرة ويصبح عقلها فارغًا تمامًا.
فقدت عقلانيتها بالكامل، وسيطرت مشاعرها على كل جزء من جسدها. فحدقت في أراسيلا بعينين مليئتين بالدماء و تحدثت بصوتٍ متقطع.
“أكاذيب.”
“ماذا؟ ماذا قلتِ؟”
“لا تكذبي. اللورد فاندرمير لم يلاحقكِ لأنه معجبٌ بكِ.”
“وكيف تعرفين ذلك؟ هل فتحتِ رأس داميان لتري ما بداخله؟”
زادت نبرة السخرية الواضحة من غضب نيرا، فانقلبت عيناها تمامًا و صرخت بغضب.
“لقد أحببته لأربع سنوات، كيف لي ألا أعرف؟!”
ثم علت صرخة غاضبة من نيرا في أرجاء الحديقة الهادئة.
“اللورد فاندرمير لم يكن ليهتم بساحرةٍ مثلك! أنتِ من أغريته! كنتِ تعرفين أنه الرجل الذي أحبه، وتعمدتِ إغراءه فقط لتغيظينني!”
“يبدو أن لديكِ شعورًا شديدًا بالاضطهاد. قلت لكِ أن داميان هو من أحبني أولاً. يا إلهي! لا يمكن……آنسة وايت، هل يمكن أنكِ لا تزالين تحبين داميان، الرجل الذي تزوجني؟”
وضعت أراسيلا يديها على فمها متظاهرة بالدهشة، ثم أنزلت يديها ورفعت زاوية شفتيها بابتسامة ساخرة.
بالطبع، كان هذا المشهد بمثابة استفزازٍ إضافي لنيرا.
تقدمت نيرا بخطواتٍ غاضبة نحو أراسيلا وأمسكت بياقة ثوبها وهي تصرخ.
“نعم، أحبه! انتظري وسترين، سأخلص اللورد فاندرمير من امرأةٍ شريرة وماكرة مثلك! فقط انتظري!”
“أنا أشاهد بالفعل الآن.”
“أوه، يا لهذه……!”
وفي اللحظة التي حاولت فيها نيرا، التي كانت غارقةً في الغضب، مد يدها للإمساك بشعر أراسيلا، أُمسك معصمها بقوة.
“لا تجرؤي على لمس زوجتي.”
“اللورد فاندرمير……؟”
اتسعت عينا نيرا بذهول عندما رأت ظهوره المفاجئ. و دفع داميان يدها ببرود وأبعدها، ثم سحب أراسيلا لتقف خلفه.
دون أن يلقي لها أي اهتمام، انشغل بترتيب ياقة ثوب أراسيلا التي اختلّت، بينما كانت نيرا تنظر إليه بذهول تام.
لقد فعلت كل ذلك إلى حدٍ ما من أجله. لأنها اعتقدت أن داميان لا يدرك حقيقة أراسيلا وأنه قد وقع في خداعها.
كانت تريد أن تثبت له أن الشخص الذي يحبه بصدق هي نفسها، و حدها هي من كانت تحبه.
‘ولكن……لماذا تنظر إليها بتلك الطريقة؟’
صُدمت نيرا بشدة وهي ترى داميان يحدق في أراسيلا بقلقٍ و عناية، كانا حاجباه منقبضان قليلاً وكأنه يشعر بالاهتمام البالغ تجاهها.
كان تأثير تلك النظرات، في هذه اللحظة، أعظم من أي اتصالٍ جسدي.
شعرت نيرا بالدوار و فقدت تركيزها للحظات، لتسمع فجأةً همسات الناس من حولها تتسلل إلى مسامعها.
“هل سمعتم للتو؟ الآنسة وايت قالت بأنها تحب اللورد فاندرمير! حتى لو أحبته لفترةٍ طويلة، ألا يجب أن تتوقف الآن عن حب رجل متزوج؟”
“بالطبع! إذا لم تكن تريد تدمير عائلة شخص ما، فهذا جنون مطلق.”
“يا لها من فتاةٍ مخيفة. أن تحب رجلًا متزوجًا ثم تلقي كلمات قاسية كهذه على زوجته! يذكرني ذلك بمسرحية الأوبرا التي شاهدتها مؤخرًا.”
“آه، لا أعلم كيف ربّى الماركيز والماركيزة وايت ابنتهما لتصبح هكذا. يا للعار! عار على العائلة وعلى النساء عمومًا!”
عندها فقط شعرت نيرا بصدمةٍ و نظرت حولها بارتباك.
لم تكن تدرك سابقًا، بسبب الظلام، أن الحديقة التي تحدثت فيها مع أراسيلا كانت متصلةً بشرفة القاعة. و فتح الناس الستائر و خرجوا إلى الشرفة وكأنهم يشاهدونها كما يشاهدون عرضًا ما.
“لا……ليس كذلك……أنا، الأمر ليس كما يبدو……”
نيرا، التي كانت تلوّح بيديها بشكلٍ يائس محاولةً شرح الموقف بينما تقترب من الشرفة، لم تقابل سوى مزيد من النظرات المستاءة من الحاضرين.
شعرت نيرا بأن قلبها يهوي عندما رأت الاحتقار الجلي يعلو وجوه عشرات الأشخاص.
بطبيعة الحال، لم تكن تنوي إعلان حبها لداميان بشكل علني، مهما كان إعجابها به. فمهما حاولت إنكار الأمر، داميان كان رجلاً متزوجاً من أراسيلا. ولم يكن هناك امرأةٌ عاقلة في المجتمع العام تفكر في الاعتراف بحبها علنًا لرجل متزوج.
أما في مجتمع النبلاء، فقد أصبح هناك واحدةٌ الآن بفضلها.
‘لم أكن أريد أن يحدث هذا……’
فكرت نيرا بذلك بينما كانت متجمدةً من هول الموقف.
كان من المفترض أن تكون تلك النظرات المحتقرة موجهةً لأراسيلا، وليس لها. لكن الوضع تطور في الاتجاه المعاكس تمامًا لما أرادته، مما جعل نيرا ترتجف من القلق.
وعندما أدارت ظهرها لتتجنب تلك النظرات الحادة التي كانت تشعر وكأنها تخترق جلدها، وجدت أراسيلا تقف بهدوءٍ خلف داميان و تنظر إليها.
نظرت نيرا إلى أراسيلا بعينين مغرورقتين بالدموع، وكان البريق المفعم باللوم يتألق بوضوح في عينيها.
“سيدة فاندرمير، أنتِ……هل تعمدتِ استدراجي إلى هنا؟”
لكن أراسيلا لم تُجب، واكتفت بهز كتفيها بلا مبالاة. ثم خرجت من خلف داميان واقتربت من الشرفة التي تجمع عندها الناس.
“أعتذر منكم جميعًا، لكن أرجو منكم العودة إلى الداخل. أرجوكم.”
بأسلوبها اللبق، بدأ الناس الذين كانوا يتهامسون ينصرفون واحدًا تلو الآخر، ولم ينسوا أن يُبدوا إعجابهم بأخلاق أراسيلا التي حافظت على ماء وجه الآنسة وايت حتى في هذا الموقف.
بعد أن طلبت من الخادمات في الداخل إغلاق الستائر ومرافقة الضيوف إلى الخارج، عادت أراسيلا إلى جانب داميان.
كانت نيرا تحدق في الأرض ودموعها الشفافة تنهمر بصمت.
“الآن بعد أن اختفى المتفرجون، ما رأيكِ في أن نتحدث بصدقٍ أكبر؟”
“……ماذا تريدين مني أكثر؟ هل تتوقعين أن أركع وأتوسل؟”
قالت نيرا ذلك بصوتٍ ملطخ بالحنق والظلم.
ثم تنهدت أراسيلا.
“آنسة وايت، هل تعتقدين أنني سرقتُ داميان منكِ؟”
“ليس اعتقادًا، بل هو الحقيقة!”
صرخت نيرا بصوتٍ حاد، مما جعل أراسيلا ترفع يديها وتتراجع خطوتين إلى الوراء.
“حسنًا، إذاً. بما أنني أعددت لكِ المكان، لماذا لا تعترفين بمشاعركِ لداميان الآن؟”
عند هذه الكلمات، اتسعت عينا نيرا بصدمة، بينما عبس داميان وكأنه يتساءل عمّا تفعله أراسيلا.
“إذا قبل داميان مشاعركِ هنا، فسأعترف بعلاقتكما وأتراجع. بالطبع، لا أستطيع الطلاق على الفور، لكنني سأوقع تعهدًا بالطلاق بالتأكيد. ما رأيكِ؟”
“…….”
ابتلعت نيرا ريقها بصعوبة. ففي النهاية، كانت تقف الآن على حافة الهاوية. لم يكن أمامها سوى التمسك بأي أمل، مهما كان ضئيلاً.
بعد أن اعترفت علنًا بمشاعرها تجاه داميان أمام الجميع، فكرت نيرا أن الحصول على حب متبادل سيكون أفضل بكثير من أن تبقى مشاعرها أحادية الجانب.
‘إذا لم يقبل اللورد فاندرمير بمشاعري، فستكون عندها نهايتي الحقيقية.’
اقتربت نيرا من داميان بوجهٍ متوتر، و كانت كفّاها تبتلان من العرق.
بعد أن اختارت بعناية أجمل الكلمات التي يمكنها التعبير بها عن مشاعرها، فتحت فمها بحذر لتتحدث.
“اللورد فاندرمير، في الواقع، لقد اعترفت لك بمشاعري من قبل، لكن-”
“متى اعترفتِ بذلك؟”
قاطعها ديميان بصوته البارد بلا اكتراث، مما جعل قلب نيرا، الذي كان يمتلئ بالأمل كالبالون الذي بدأ ينتفخ، يبرد فجأةً وكأنه تجمد.
على مدار أربع سنوات من الحب من طرفٍ واحد، كانت نيرا تطارد داميان بشكل لا يطاق تقريبًا. أينما ظهر، كانت تلحق به، معبرةً عن مشاعرها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
أرسلت له رسائل حب ملتهبة مراتٍ عدة، بل واعترفت له بحبها وجهًا لوجه بشغفٍ كبير أكثر من مرة.
لكن الحقيقة أن نيرا قد قوبلت برفضه مرات لا تُحصى.
ومع ذلك……
كان داميان، الذي ينظر إليها الآن بوجه خالٍ من التعبير، يبدو وكأنه لا يتذكر أيًا من ذلك على الإطلاق. كل اعترافٍ حارق بمشاعرها، مليء بالحب والحنين، لم يترك حتى أثرًا طفيفًا في ذاكرته.
غير قادرةٍ على تقبل هذه الحقيقة الموجعة على الفور، أمسكت نيرا بطرف سترته.
“لقد أرسلت لكَ رسائل، وقلت لك مرات عديدة بأنني أحبك!”
“ربما كان الأمر كذلك، لكنني لا أتذكر. على أي حال، من فضلك لا تلمسي جسدي بلا إذن، يا آنسة.”
قال داميان ذلك و هو يُخرج منديله وكأنه يزيل قاذورات، ثم أزال يد نيرا التي كانت تمسك به.
بالطبع، كان داميان يدرك أن نيرا معجبةٌ به، لكنه لم يكن يتذكر عدد المرات التي اعترفت فيها بمشاعرها أو الكلمات التي قالتها.
بالنسبة له، كانت تلك معلومات غير ضرورية ولم يكلف نفسه عناء الاحتفاظ بها في ذاكرته.
“هاها……”
أطلقت نيرا ضحكةً يائسة.
في النهاية، كانت تحب رجلاً لمدة أربع سنوات لم يتذكر حتى اعترافاتها، لتجد نفسها الآن على وشك أن تدمر حياتها بسببه.
كانت تعتقد، على الأقل، أنه يتذكر اعترافها. ظنت أن رفضه البارد لها، هو بسبب أنه يتذكر.
لكن خيبة أملها كانت أكبر مما تصورت.
سألتهُ أخيرًا بصوتٍ مملوء بالاستجداء، وكأنها تتشبث بآخر أمل لها.
“حقًا……ألا تتذكر بصدق؟ لقد أخبرتك مراتٍ عديدة بأنني أحبك!”
“هناك الكثير من الأشخاص الذين قالوا لي ذلك، لذا لا أعرف. ربما كنتِ واحدةً منهم.”
هذا الرد البارد حطم نيرا تمامًا. و أدركت أخيرًا أن مشاعرها لم تكن تعني له شيئًا على الإطلاق.
لم تكن مميزة، ولا مؤثرة، بل كانت مجرد واحدةٍ من بين كثيرين، بلا أهمية تُذكر أو قيمة تُحتسب.
لم تستطع نيرا اتهام ديميان بالكذب أو الإلحاح عليه، لأنها طوال تلك الفترة لم تشعر منه بأي ود أو اهتمام تجاهها.
شعرت نيرا بأن قوتها قد تلاشت تمامًا، فتعثرت بخطواتها. حتى عندما رأى ذلك أمام عينيه، لم يكلف داميان نفسه عناء مساعدتها.
انهمرت الدموع من عينيها بغزارة، وهي تترنح بفعل الحزن، لكن و فجأة، ظهر شخصٌ ما أسند ظهرها من الخلف.
اعتمدت نيرا بشكل لا إرادي على هذا الدعم، لكنها سرعان ما تجمدت في مكانها عندما أدركت هوية هذا الشخص.
“إذا انتهى كل شيء، ما رأيكِ بأن نتحدث أنا وأنتِ على انفراد، آنسة وايت؟ لدي بعض الأسئلة التي أود طرحها عليكِ.”
قالت أراسيلا ذلك وهي تعدل وضعية نيرا و تبتسم بلطف.
_____________________________
تفشل مره تفشللللل
أراسيلا زين جالسه تعاملها بهدوء لو مكانها بقول اطلعي فشلتينا😭
داميان وسط كل ذاه: النظافه أولا
المهم شفتوا نيرا وهي توصف نظرات داميان لأراسيلا؟ يعني داميان ماكان يمثل صح؟ععععهععههعااااااا
Dana