Express Contract Marriage Words - 71
تنهدت آيريس مرة أخرى اليوم عندما رأت الرسائل والهدايا التي وصلت إليها.
كان المرسل ليس سوى أوسكار فاندر مير، الذي أصبح يتواصل معها بشكلٍ أحادي الجانب منذ مهرجان الصيد.
و رغم أنها أظهرت رفضها الواضح من خلال الرسائل وأعادت الهدايا، لم يكن لذلك أي تأثير.
<من الطبيعي أن ينجذب الرجل إلى المرأة الصعبة أكثر من السهلة. لهذا السبب، أنا لا أجد تصرفاتكِ المتعالية والمغرورة مزعجة، بل على العكس، أشعر بالاطمئنان لأنكِ لست من النوع الذي يقبل أي رجل بسهولة.
لكن، إن كنت تتركين الرجال ينتظرون ويتلهفون باستمرار، فقد يكون لذلك تأثير عكسي، لذا كوني حذرة.
لكن، بالطبع، مهما فعلتِ، سأجدكِ دائمًا لطيفةً وجذابة، لذا لا تقلقي بشأن ذلك……>
لم تكن الرسائل التي تتلقاها سوى ردودٍ طويلة مليئةٍ بتفاهات من هذا النوع.
كان من حسن حظ آيريس أن أوسكار كان يقيم عادةً في دوقية فاندرمير، مما جعل فرص لقائهما معدومة. لو كان في العاصمة، لكان بلا شك سيزعجها يوميًا بزياراته.
‘إلى متى سيستمر في هذا التصرف معي؟’
نظرت آيريس إلى رسالة أوسكار، التي تضمنت اعترافًا صريحًا برغبته في إقامة علاقة جادة معها على أساس الزواج، بملامح غارقة في الظلام.
‘من الذي قال له أنني أريد الزواج منه؟’
تصرف أوسكار، الذي يتجاهل تمامًا رغبتها ويستمر في فرض نفسه عليها، كان مزعجًا للغاية.
ومع ذلك، لم يكن بإمكانها أن تشكو من ذلك إلى أحد.
لأنه كان أخو زوج أختها، و كان من الممكن أن يؤدي أي خطأ في الكلام إلى مشاكل بين العائلتين.
وفوق كل ذلك، كانت آيريس……خائفة.
كانت تشعر بقلقٍ شديد تجاه ردود الفعل التي قد تصدر عن الآخرين إذا انتشر خبر أن أوسكار يتودد إليها.
صحيح أن زواج الأختين من شقيقين من نفس العائلة ليس أمرًا شائعًا، لكنه لم يكن محظورًا أيضًا. ربما كانت العائلتان ستقولان أنه أمرٌ جيد و سحاولون تزويجها بأوسكار.
‘سيكون من الرائع أن أصبح عائلةً واحدة مع أري، لكن……لا أريد الزواج فقط من أجل هذا السبب.
نحن عائلة بالفعل الآن، أليس كذلك؟’
كانت آيريس راضيةً عن حياتها الحالية. فلديها عائلة متناغمة، و أصدقاء مقربون، ويمكنها فعل ما تريد بحرية.
حياتها سعيدةٌ بما يكفي حتى دون زواج.
لكن مهما كانت راضيةً عن حياتها، لم يكن من حولها ليسمحوا لها بأن تكتفي بذلك.
أسندت آيريس ذقنها إلى يدها وأخفضت عينيها.
كانت عيناها الخضراوان المشرقتان تحملان عمقًا من القلق.
‘هل الزواج ضروري حقًا؟’
رغم أن شقيقتها الصغرى التي تصغرها بعامٍ تزوجت قبلها، لم تشعر آيريس بالقلق أو العجلة. و لم يكن لديها أي رغبة في الزواج من الأساس.
كان ذلك أمرًا غريبًا، فهي لم ترفض فكرة الزواج لأنها كانت تمتلك حلمًا راسخًا منذ طفولتها كما هو الحال مع أراسيلا……
على العكس، فقد نشأت على اتباع التقاليد الصارمة التي تُفرض على بنات العائلات النبيلة لتأهيلهن كعروس. تعلمت التطريز لتصبح سيدةً راقية، وتعلمت كيفية دعم زوجها، وتعلمت أيضًا عزف الآلات الموسيقية كهواية أنيقة.
على الرغم من أنها كانت تمتلك كل المؤهلات المطلوبة، إلا أن فكرة الزواج من شخص ما لم تكن تستهوِيها.
ومع ذلك، لم يكن هناك أحد يفهم مشاعرها هذه، ولم تجرؤ آيريس على التعبير عنها أبدًا.
فمثل هذه الأفكار لم تكن تليق بابنة الماركيز هوغو الكبرى، المعروفة برزانتها وذكائها وأخلاقها الرفيعة.
‘من الأساس، من الذي سيأخذ مشاعري على محمل الجد إذا تحدثتُ عنها؟’
حتى هي نفسها كانت تشعر بالغرابة تجاه هذا النفور المفاجئ، رغم أنها عاشت حياتها دون مشكلةٍ أثناء تلقيها دروس إعداد العروس. فما بال الآخرين؟
لا شك أنهم سيعتقدون أنها فقط وقعت في أفكار غريبة بسبب قلقها من تجاوز سن الزواج المناسب.
“هاه……”
تنهدت آيريس بعمقٍ مرة أخرى، غير قادرةٍ على كتمان الأمر. وفي تلك اللحظة، سُمِع طرقٌ على الباب.
من خلال فتحة الباب الصغيرة، أطلّت الماركيزة برأسها.
“آيريس، هل أنت مشغولة؟”
“لا، أمي. هل هناك أمرٌ ما؟”
قامت آيريس بسرعة بقلب رسالة أوسكار ووقفت على قدميها. وكانت خادمتها الذكية قد أخفت الرسالة في جيبها على الفور.
“أردت أن أتحدث معكِ قليلاً.”
“نعم، تفضلي إلى هنا.”
ابتسمت آيريس بلطفٍ وقادت والدتها لتجلس أمامها.
جلست الأم وابنتها، المتشابهتان إلى حدٍ كبير، وجهًا لوجه.
“ما الأمر الذي تريدين التحدث عنه؟”
“آه، لقد صادفت السيدة كيلي قبل بضعة أيام. وسألتني إن كنتِ ترين شابًا ما. وعندما أخبرتها أنكِ لا ترين أحدًا، قالت أنها ترغب في أن تعرفكِ على شاب ممتاز.”
“آه……حقًا؟”
بدأت ابتسامة آيريس تتلاشى قليلاً، لكنها حرصت على ألا تُظهر ذلك بوضوح. أما الماركيزة، فلم تلاحظ تغير تعابير ابنتها وأكملت حديثها الذي كانت قد أعدته مسبقًا.
“ما رأيكِ يا آيريس؟ الشاب الذي يريدون تعريفكِ عليه هو الابن الأكبر لعائلة الكونت روبرتس. يُقال أن لديه سمعة طيبة ومستقبلًا واعدًا كعالم، وهناك الكثير من السيدات النبيلات اللاتي يردن تزويجه من بناتهن.”
كانت عينا الماركيزة تلمعان بتوقعاتٍ كبيرة وهي تنظر إلى ابنتها. فمنذ أن زوّجت ابنتها الصغرى بشكل غير متوقع، باتت تتوق إلى إيجاد زوجٍ مناسب لابنتها الكبرى أيضًا.
خصوصًا أن آيريس كانت تقترب من نهاية سن الزواج المناسب، مما زاد من حماس والدتها.
لكن كلمات والدتها وضعت آيريس تحت ضغطٍ شديد، مما جعلها بالكاد تتمكن من رسم ابتسامة متماسكةٍ على وجهها.
“أمي، أنا لست مستعدةً للزواج بعد……”
“يا لهذه الفتاة! من قال أنه عليكِ الزواج فورًا؟ حتى أراسيلا تزوجت بعد علاقةٍ سرية دون علمنا. يمكنكِ التعرف عليه أولاً، وإذا انسجمتما فلتتزوجا، وإذا لم يحدث ذلك فلا بأس.”
على الرغم من أن والدتها تتحدث بهذه الطريقة، إلا أن انفصال شابةٍ نبيلة في سن الزواج عن شريكها بعد علاقة كان أمرًا نادر الحدوث.
خصوصًا في حالة شابةٍ مثل آيريس، التي كانت في سنٍ حرجة. حتى لو استمرت العلاقة لمدة عام فقط وانتهت، فسيكون لذلك تأثيرٌ كبير عليها.
ومع ذلك، كانت آيريس تفضل عدم مقابلة أي رجلٍ على أن تُجبر على الزواج. لكن لسوء الحظ، كانت ابنة مطيعةً وهادئة، تعرف تمامًا ما يريده والداها منها، ولم تستطع أن تتجاهل ذلك بأنانية.
“……حسنًا. سأقابله إذاً.”
عندما خرجت أخيرًا هذه الإجابة الإيجابية من فم آيريس، أشرق وجه الماركيزة بابتسامةٍ عريضة.
ربتت برفق على ظهر يد ابنتها و تحدثت بلطف.
“هكذا إذاً. أحسنتِ التفكير. قابليه أولاً، وإذا لم يعجبك، يمكننا البحث عن شخصٍ آخر. الأهم هو أن تجدي شخصًا جيدًا. وما المشكلة إن تأخر زواجكِ قليلاً؟”
في الواقع، كانت الماركيزة هوجو تُعد من الأمهات اللاتي ربّين بناتهن بحريةٍ نسبية.
فهي نفسها قد تزوجت عن حب، وهو أمرٌ نادر الحدوث، ولم تجبر بناتها على زيجات مدبرة منذ الصغر كما هو شائع في العائلات الأخرى.
و لم يكن سرًا مخفيًا أن الزواج المدبر القديم مع عائلة الدوق فاندرمير ظل طي الكتمان لسنوات طويلة.
ذلك لأن الماركيز وزوجته كانا يرغبان بشدة في أن تتزوج بناتهما الرجال الذين يرغبن فيهم، ولذلك اختارا تأجيل الحديث عن الزواج المدبر وكتمانه.
ومع أن الماركيزة غادرت بابتسامةٍ مشرقة و وجهٍ أكثر ارتياحًا، إلا أن الظلال على وجه آيريس ازدادت عمقًا.
“هل أنتِ بخير؟ آنستي؟”
“بالطبع، أنا بخير. على أي حال، يجب أن أستعد لمقابلة السيد الشاب لعائلة روبرتس.”
ابتسمت آيريس بتكلف لخادمتها التي كانت تنظر إليها بقلق.
فكما كانت تتظاهر بأنها بخير أمام عائلتها، لم يكن بإمكانها إظهار ضعفها أمام خادمتها أيضًا.
***
بعد يومين، التقت آيريس بالسيد الشاب لعائلة روبرتس في مطعمٍ هادئ وسط منطقةٍ مزدحمة.
“تشرفت بلقائكِ، أنا إيريك روبرتس.”
“وأنا آيريس هوغو، سعيدةٌ بلقائكَ.”
كان إيريك يتمتع بهدوءٍ و وداعة تُناسب صفته كعالم. و كانت كلماته لطيفة، و تصرفاته تنم عن اهتمام ولباقة.
بفضل ذلك، تمكنت آيريس من قضاء وقت مريح ومناسب معه. و كان اللقاء سلسًا إلى حد جعل توترها الداخلي يبدو بلا داعٍ.
ومع ذلك، و رغم أنها شعرت بأنه شخص جيد، الا أنها لم تشعر برغبةٍ في لقائه مرة أخرى.
لكن يبدو أن الأمر كان مختلفًا بالنسبة له، إذ تردد قليلًا في نهاية اللقاء، ثم سألها بحذر.
“هل يمكننا تحديد موعدٍ آخر للقاء مرة أخرى؟”
“آه……”
ترددت آيريس ولم تستطع الإجابة مباشرة، وبدت عليها ملامح الحرج. لكن إيريك تحدث بنبرةٍ أكثر جدية.
“ألا يجب أن نلتقي ثلاث مراتٍ على الأقل قبل اتخاذ قرار؟ أعتقد أن ذلك سيكون أفضل لإقناع والديكِ أيضًا.”
كانت كلماته بمثابة ضربةٍ غير متوقعة لآيريس، التي وجدت نفسها مدفوعةً لتلبية توقعات والدتها.
ورغم ذلك، لم تستطع أن تبدي موافقةً بسهولة، و وقفت حائرةً للحظة.
لكن فجأة، جاء صوتٌ مألوف من الخلف.
“السيدة فاندرمير!”
‘أختي أري؟’
استدارت آيريس بشكل غريزي نحو مصدر الصوت. و على بعد طاولتين، كانت هناك سيدتان شابتان تتحدثان بحماسٍ عن شقيقتها.
حتى من دون الاستماع بعناية، كان واضحًا أن الحديث لم يكن إيجابيًا، مما دفع آيريس إلى العبوس قليلاً.
“عذرًا، آنسة هوغو.”
“حسنًا.”
“……عفوًا؟”
“دعنا نلتقي مرة أخرى، يا سيد روبرتس. ولكن، هل لي أن أستأذن بالانصراف الآن؟”
هز إيريك رأسه بدهشةٍ موافقًا دون أن ينبس بكلمة.
وقفت آيريس على الفور وتوجهت بهدوء نحو طاولة السيدتين.
وكلما اقتربت، أصبحت محادثتهما واضحةً أكثر.
“سمعت أن مشروع المركبة الطائرة السحرية لم تقدم فيه السيدة فاندرمير أي مساهمةٍ حقيقية. يُقال أن من صنع السفينة كانوا متدربيها فقط، و أن نجاح المشروع بالكامل يعود إلى اللورد فاندرمير.”
“هل هذا صحيح؟”
“نعم، سمعت ذلك بوضوحٍ من الآنسة كوبر. تُحاول السيدة فاندرمير استغلال زوجها لتحقيق مكاسب لنفسها-”
“من أخبركِ بذلك، تحديدًا؟”
توقف الشابتان عن الحديث فجأة، وقد تجمدتا في مكانهما. وعندما التفتتا نحو مصدر الصوت، وجدتا آيريس واقفةً بابتسامةٍ لطيفة على وجهها.
“الآنسة هوغو؟ كيف……”
“آنسة……نحن فقط كنا-”
قاطعت آيريس محاولاتهما اليائسة للتبرير، و تحدثت بنبرةٍ هادئة لكنها حازمة.
“أخبراني بالتفصيل، رجاءً. من الذي ينشر مثل هذه الأحاديث عن شقيقتي؟ أنا حقًا مهتمةٌ بمعرفة ذلك.”
“لكن……نحن لم……”
الشابتان، اللتان كانتا تتلعثمان في البداية، لم تستطيعا في النهاية مقاومة الضغط اللطيف من آيريس. فأفصحتا عن كل الشائعات التي كانت تنتشر مؤخرًا في المجتمع الراقي.
بعد أن استمعت آيريس إلى كل شيء، توجهت مباشرةً إلى أراسلا.
***
في الآونة الأخيرة، أصبحت هناك قاعدةٌ في مختبر أراسلا أن يغادر الجميع العمل قبل الوقت المعتاد. و كان ذلك نوعًا من التعويض عن فترات العمل الطويلة التي قضوها أثناء بناء المركبة الطائرة.
وفي ظهيرة يومٍ مشمس، عادت أراسيلا إلى القصر مستمتعةً بترف العودة مبكرًا. لكنها وجدت آيريس في غرفة الاستقبال.
“أختي؟ ما الذي جاء بكِ فجأة بدون سابق إنذار؟”
“أراسيلا، هل يمكننا التحدث قليلاً؟”
“بالطبع، لنفعل.”
على الرغم من أن ملامح آيريس بدت عادية كما هو معتاد، إلا أن تعبيرها الذي بدا عليه بعض التجمد لم يغب عن عيني أراسيلا، التي جلست مقابلها بقليلٍ من التوتر.
سرعان ما أعدّت أودري بعض الشاي وجلبته إلى غرفة الاستقبال.
احتست آيريس رشفة من الشاي بهدوء قبل أن تبدأ الحديث ببطء.
“يبدو أن الآنسة وايت تنشر شائعاتٍ غريبة عنك.”
رغم أن الشابتين اللتين أخبرتا آيريس بالشائعات قد ذكرتا أن مصدرهما كان الآنسة كوبر، إلا أن آيريس تمكنت بسرعة من تحديد من يقف خلف الأمر.
كان معروفًا أن الآنسة كوبر والآنسة نيرا وايت صديقتان مقربتان، إضافةً إلى أن كوبر لم يكن لديها دافع واضح للتصرف بهذا القدر من الحقد.
أما نيرا وايت، التي كانت تحب داميان فاندرمير من طرفٍ واحد، وتنتمي إلى عائلة وايت التي تعد منافسًا لعائلة هوغو، فهي بالتأكيد لديها الدافعُ الأكبر.
“حتى الشائعة التي ظهرت المرة الماضية، يبدو أنها كانت من جهة الآنسة وايت. هل كنتِ على علمٍ بذلك؟”
__________________________
يحليلس يا آيريس عندس مشاكل بس رحتي ركض لأختس 😔🫂🫂🫂🫂🫂
ليتها تعلم اراسيلا بأوسكار عشان تروح تكسر خشمه ولاعاد يقرب من آيريس
المهم ببدا أنشر فصلين كل يوم و مافيه وقت محدد اي وقت في اليوم بنزلها ان شاء الله
و اذا مر يوم ولا نزلت بعوض اليوم الي بعده😘
Dana