Express Contract Marriage Words - 67
ولكن بمجرد أن فتح الباب، كان المكتب مظلماً وخالياً تمامًا.
تردد داميان للحظة قبل أن يخطو إلى الداخل، فعادته جعلته يلتفت إلى مكتب أراسيلا المرتب بعناية.
“….…”
لقد غادرت مكانها حقًا بكل نظافةً وترتيب.
المكتب ما زال موجودًا، لكن القلم والنظارات اللذين كانا دائمًا موضوعين عليه قد اختفيا.
حتى دون أن يسمع أي تفسير، تمكن داميان من فهم الوضع واستيعابه.
في الحقيقة، العودة إلى مساحتهما الخاصة، كما كان الحال قبل الشراكة، كان أمرًا طبيعيًا للغاية.
فحتى لو نجح المشروع، كان من المفترض أن تسير الأمور على هذا النحو بعد انتهائه.
أسند داميان ظهره إلى الكرسي وأغمض عينيه.
ربما لأن المشروع، الذي كان واثقًا من نجاحه، بدأ يسير في اتجاهٍ سيئ ويبدو أنه سينتهي بهذه الطريقة.
شعر داميان بإحساسٍ فارغ ومُرّ دون سبب واضح.
‘كنت أظن أننا نتفاهم جيدًا معًا……’
كان هناك شعورٌ ما بدا غريبًا و مليئاً بالندم.
دون أن يدركا أنهما يتشاركان أفكارًا متشابهة، ظل الاثنان مستيقظين في غرفتيهما حتى وقتٍ متأخر من الليل.
***
كان مختبر أراسيلا داخل برج السحر من بين المختبرات التي تمتلك إنجازاتٍ باهرة تُعد على الأصابع.
سواء في مجال البحث أو في المهام الخارجية، كانوا دائمًا يحققون نتائج متميزة.
ومع ذلك، كان هناك الكثير ممن ينظرون بعين الريبة إلى تفوق المختبر الذي يعمل فيه سحرةٌ من عامة الشعب وتديره امرأةٌ ساحرة بشكلٍ رئيسي.
نظرًا لطبيعة برج السحر الذي يعتمد على نظامٍ صارم قائم على الأداء، كانت المنافسة بين المختبرات شديدة، وكان تفوقهم الواضح سببًا إضافيًا لاستهدافهم.
في ظل هذه الظروف، تسبب الجدل حول مشروع المركبة الطائرة السحرية في ضربةٍ كبيرة لمختبر أراسيلا.
فشل المشروع في تحقيق التعميم التجاري للمركبة الطائرة السحرية، مما وضع قيمة الحجارة العائمة، التي كانت موضوع أبحاثهم السابقة، في خطر الانخفاض.
بالطبع، لم يكن الأمر قد اتضح تمامًا بعد، لذلك لم يجرؤ أحدٌ على التحدث عن ذلك أمام أراسيلا مباشرة. ربما كانوا يخشون من أن يتعرضوا لجروحً من لسانها الحاد كالنار إذا حاولوا إثارة المشاكل معها.
لكن بدلاً من ذلك، بدأ البعض بمضايقة سالي و رودي بهدوء. فعلى عكس أراسيلا، لم يكن هذان المتدربان الأصغر يشكلان تهديدًا كبيرًا، لذا كان من السهل اختيارهما كهدفٍ للهجوم.
خلال استراحة الغداء، نزلت سالي إلى مطعم برج السحر، لكنها عادت غاضبةً بعد شجارٍ كبير.
“بيلي، ذلك الحقير! إنه يثير أعصابي لدرجة الموت!”
بينما كان رودي يحاول تهدئتها، أمسك بمقبض باب المختبر. و شعر بالارتياح لأن أراسيلا خرجت لقضاء بعض الأمور.
لو كانت قد ذهبت معهم إلى المطعم أو كانت في المختبر الآن، لكان الوضع محرجًا للغاية. لكن لحسن الحظ، قالت بأها ستعود بعد استراحة الغداء، لذا دخل الاثنان المختبر مطمئنين، يرفعان أصواتهما أثناء الحديث.
“عليكِ أن تتحملي. تعرفين أنه يشعر بالدونية تجاهنا دائمًا.”
“لكن كيف يجرؤ على التحدث كما يشاء دون أن يعرف شيئًا؟! على أي حال، إنه حقًا حقير!”
وفجأة، جاء صوتٌ من الداخل، صوتٌ لم يكن يجب أن يسمعاه الآن.
“من هذا الذي تصفينه بالحقير؟”
تجمدا سالي و رودي في مكانهما على الفور.
دارت أعينهما بقلقٍ نحو مكان أراسيلا، ليجداها جالسةً و هي تضع ساقًا فوق الأخرى.
“س-سينباي، ألم تقولِ بأنكِ ستتأخرين بسبب العمل……؟”
“أجل، قلت ذلك. لكن العمل انتهى أسرع مما توقعت، لذا عدت مبكرًا. هل هذا ممنوع؟”
هز الاثنان رأسيهما مع نظراتٍ متوترة.
لو علما بوجود أراسيلا في المختبر، لكانا أكثر حذرًا في كلامهما.
أشارت لهما أراسيلا بيدها ليقتربا، وهما يقفان في وضعٍ محرج.
“إذاً، من هو هذا ‘الحقير’؟ بيلي؟”
“آه……أ-أجل، الأمر هو……”
“الاسم يبدو مألوفًا. هل هو ساحرٌ يعمل في مختبرٍ آخر؟”
أجابت سالي بتردد بينما كانت تقترب مع رودي بخطواتٍ متثاقلة.
“نعم……إنه زميلٌ لنا يعمل في مختبر السيد ترافيس.”
لم تكن أراسيلا تهتم كثيرًا بمختبرات الآخرين، لذا اكتفت بهز رأسها بلامبالاة.
بدا أن اسم بيلي مألوف لديها فقط لأنه ينتمي إلى مختبر ترافيس.
“إذاً، ماذا فعل بيلي بالضبط ليجعلكما غاضبين هكذا؟”
“….…”
“تحدثا. الشخص الذي يضايق متدبيَّ سأذهب إليهِ بنفسي وأوبخه.”
رودي وسالي عادةً ما يكونان هادئين ومتزنين بطبيعتهما. و حقيقةُ أنهما كانا غاضبين للغاية وتلفظا بتلك الكلمات تدل على أن هناك سببًا وجيهًا.
ظل المتدربين مترددين وغير قادرين على الحديث بسهولة، لكن أراسيلا واصلت الإلحاح عليهما حتى نطقا أخيرًا.
تحدث رودي بتردد.
“بيلي……وصف مشروعنا ‘العصفور الأزرق’ بأنه طائرٌ فاشل، رغم أنه لا يعرف شيئًا عنه.”
وأضافت سالي بانفعال،
“ومع أنهم أنفسهم واجهوا مشاكل كبيرة مع الصندوق الذي اخترعوه لحفظ الطعام، إلا أنهم بلا أي زمالة أو روح تعاون قام بانتقادنا. هذه أول مرة نفشل فيها، ومع ذلك يتصرفون بهذه الطريقة الجافة.”
“لذلك لم نستطع التحمل واندلع شجار كبير أمام الآخرين. نحن آسفون، سينباي.”
“نعتذر. لقد أسأنا إلى سمعتكِ.”
انحنى الاثنان باعتذار، مدركين أن ما فعلاه سيُعتبر خطأً يُنسب إلى أراسيلا، وأنها ستضطر إلى التعامل مع تبعاته.
استمعت أراسيلا بصمتٍ إلى حديثهما، ثم شبكت أصابعها وأسندت ذقنها عليها، قبل أن تسأل بوجهٍ جادٍ للغاية.
“هل فزتما أم خسرتما؟”
“……عذرًا؟”
“قلتما بأنكما تشاجرتما. فهل فزتما أم خسرتما؟”
“……أوه، لقد فزنا.”
أجاب رودي متذكرًا بيلي الذي غادر المكان بوجهٍ محمر بعد جدالٍ محتدم مع سالي.
عند سماع ذلك، ارتسمت ابتسامةٌ مشرقة على وجه أراسيلا.
“إذاً، لا بأس. طالما فزتما، فهذا لا يُعتبر إساءةً لسمعتي.”
“لكن ربما تسمعين من الآخرون كلامًا سيئًا عنكِ بسببنا……”
“لا بأس، لم أكن أتوقع سماع كلامٍ جيد على أي حال.”
ثم وضعت يدها على أكتاف متدربيها وربّتت عليهما في محاولةٍ لتهدئتهما، رغم أن كلماتها بدت غريبةً لاستخدامها كوسيلةٍ للمواساة.
في داخلها، كانت تخطط للذهاب إلى ترافيس شخصيًا والتأكد من أنه لن يسمح لأي شخص من فريقه بإزعاج متدربيها مرة أخرى.
“وأيضًا، نحن لم نفشل بعد. وصفه بأنه أول فشلٍ لنا لتبرير الأمر هو طريقةٌ غير لائقة، رودي.”
أوضحت أن المشروع قد تم تعليقه مؤقتًا، وليس إغلاقه نهائيًا. كان هذا التأكيد ضروريًا لإعادة الثقة.
أومأ رودي برأسه بارتباك، ثم أدرك زلة لسانه وانحنى مرة أخرى معتذرًا.
“لكن، ماذا ستفعلين لاحقًا يا سينباي؟ هل ستنتظرين فقط حتى تهدأ الأوضاع؟”
“وبعد أن تهدأ الآراء العامة، كيف سنروج لنعيد ثقة الناس بنا؟”
لم تستطع أراسيلا الرد على تساؤلات متدربيها الممتلئة بالقلق.
في الحقيقة، لم تكن قد قررت بعد كيف ستتعامل مع الوضع.
كانت تحاول فقط ألا تظهر ضعفها كقائدةٍ للمختبر، لكنها في أعماقها كانت قلقةً للغاية بشأن المستقبل.
‘ماذا لو انتهى بنا الأمر إلى الفشل حقًا هذه المرة……؟’
سينهار كبرياء المختبر، وسمعة أراسيلا، وأموال داميان.
مجرد تخيل مستقبلٍ مظلم مليء بالانهيارات جعلها تضع يديها على جبهتها بقلق.
ظلت على هذه الحالة لفترةٍ دون أن تتحرك، حتى شعرت بسالي تربت على كتفها بلطف.
“عذرًا، سينباي. لديكِ زائر.”
“……زائر؟”
بينما كانت أراسيلا غارقةً في التفكير، لم تنتبه حتى لطرق أحدهم على باب المختبر. فرفعت رأسها أخيرًا لتجد سالي تتراجع بخطواتٍ متوترة.
عندها، نظرت أراسيلا إلى الرجل الذي ظهر عند الباب وأمالت رأسها باستغراب.
“داميان؟ ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
“أتيتُ لأن لدي ما أقوله. ولم آتِ وحدي أيضًا-”
فجأة، قطع حديثه صوتُ شخصٍ آخر ظهر من خلفه بابتسامةٍ مشرقة.
“تا دام! أنا أيضًا هنا!”
ظهر لوكاس فجأةً وهو يلوّح بيده مبتسمًا، مما جعل أراسيلا تفتح عينيها على اتساعهما من المفاجأة.
بخطواتٍ سريعة، دعت الرجلين إلى الجلوس على الأريكة، بينما كان كل من سالي ورودي يهرعان لتقديم الشاي وبعض المأكولات الخفيفة.
بينما كانت تجلسُ بجانب داميان، نظرت أراسيلا إلى لوكاس أمامها وأشارت برفق إلى داميان ليشرح لها ما الذي يحدث.
“الأمير الأول أراد المساعدة في مشروع المركبة الطائرة السحرية، فطلب مني أن ألتقي به. بناءً على ما سمعته، كان العرض جيدًا جدًا، لذلك جئتُ الى زوجتي لإخباركِ.”
كان من الواضح أن داميان، الذي يتمتع بطابعٍ حذر، لم يستطع الانتظار حتى انتهاء يوم العمل ليخبرها. وكان من الواضح أن العرض كان مغريًا بما فيه الكفاية.
لكن أراسيلا، التي كانت تحاول أن تظل هادئةً و موضوعية، أخذت رشفةً من الشاي قبل أن تفتح فمها.
“ما هو العرض الذي قدمه الأمير؟”
قبل أن يجيب داميان، رفع لوكاس يده ليوقفه، ثم ابتسم.
“هل تعلمين أنني مؤخرًا قد أتممت معاهدة سلام مع مملكة سيلين؟”
باختصار، كان حديث لوكاس الذي بدأ بسؤال بسيط على النحو التالي.
اتفقت الإمبراطورية و مملكة سيلين على تبادل كنوزٍ قيمة بمناسبة توقيع معاهدة السلام بينهما، وكان يرغب في استخدام المركبة الطائرة السحرية لنقل هذه الكنوز. وقال لوكاس إنه تم اختياره ليكون جزءًا من وفد الإمبراطورية إلى مملكة سيلين، ولديه القوة الكافية لضمان استخدام المركبة الطائرة.
كان عرض لوكاس ليس مجرد عرضٍ جيد، بل كان بمثابة فرصةٍ عظيمة يمكن أن تغير مجرى الأمور بشكل كامل في الوضع الراهن.
بعد أن انتهى من كلامه، نظرت أراسيلا إلى لوكاس وهو يتناول الشاي بهدوء، لكنها كانت تفكر في شيءٍ آخر.
على الرغم من أن العرض كان جيدًا جدًا لها و لداميان، إلا أنها كانت تتساءل عن السبب الحقيقي وراء استعداد لوكاس للمساعدة.
من المحتمل أن لوكاس كان يحاول إتمام مهمةٍ هامة تمثل ذروته في عمله، وبالتالي كان من المفترض أن يتجنب أي جدلٍ قد يضر بسمعته أو يؤثر على المهمة، مما يجعله حريصًا على تجنب أي مشاكل.
“هل سيكون من المناسب لكَ استخدام مركبتنا الطائرة؟ بالطبع، لن تكون هناك أي مشاكل في الأمان، لكننا نريد تجنب أن يتسبب ذلك في أي ضرر للأمير.”
ضحك لوكاس وهو يضع فنجان الشاي، و تحدث بصوتٍ عالٍ ومريح.
“هاها، زوجة فاندرمير جميلةٌ من الخارج و من الداخل. لا تقلقي، فكما ساعدني فانديرمير، أنا الآن أرد الجميل له.”
ثم أضاف بابتسامةٍ ماكرة.
“في الواقع، أنا أقوم بتسديد دين ليلةٍ واحدة قضيتها مع فانديرمير.”
في تلك اللحظة، نظرت أراسيلا إلى داميان بشكلٍ غير إرادي.
تساءلت في نفسها كيف كانت تلك الليلة التي جعلت الأمير يصفها بهذا الشكل.
ثم وضعت يدها برفق على ذراع داميان وهمست بهدوء.
“داميان، هل أنتَ امرأة؟”
“……ما الذي تعنينه بذلك فجأة؟”
“إن لم يكن الأمير هو المرأة فهذا يعني أنها أنتَ، يمكنك أن تكون صريحًا معي.”
قالت أراسيلا ذلك بصدق.
لم يكن لدى أراسيلا أي مشكلةٍ بشأن جنس داميان أو سبب تنكره فهم في زواجٍ عقدٍ على أي حال. و كان كل ما تريده هو أن يكون داميان صريحًا معها ويشعر بالراحة.
لكن عندما أدرك داميان أنها أساءت فهم الموقف تمامًا، تغيرت تعبيراته ليُظهر بعض القلق.
“الأمر ليس كذلك.”
“ما الشيءُ الذي ليس كذلك؟ فقط كن صريحًا-”
خاف داميان من أن تقول أراسيلا شيئًا غريبًا آخر، فرفع يده ليوقف حديثها بسرعة وبدأ في توضيح الأمر بعجلة.
“لقد أنقذتُ حياة الأمير ذات مرة. و الليلة التي يذكرها دائمًا هي تلك الليلة.”
لتتأكد أراسيلا مما إذا كان هذا صحيحًا، نظرت إلى لوكاس فوراً. فأجاب لوكاس وهو يبتسم بشكلٍ ضعيف، و أومأ برأسه.
“أنت حقًا لا تملك أي روحٍ رومانسية. إذا قلتها هكذا بشكلٍ جاف، سيبدو وكأننا في علاقةِ عملٍ فقط.”
أكمل الأمير حديثهُ مبتسمًا.
“حسنًا، حسنًا. زوجةَ فاندرمير، كلامهُ صحيح. في تلك الليلة، كنت على وشك الموت، وكان هو من أنقذني وظل يراقبني حتى الصباح.”
عندما اكتشف لوكاس الخطر في نبرة داميان المنخفضة، أخيرًا توقف عن المزاح وبدأ في قول الحقيقة.
نظرًا لأنه مدينٌ بحياته لداميان، فقد قرر أن يساعده بعد سماعه الشائعات.
“إذا كنتَ إنسانًا، يجب أن ترد الجميل كما تلقيته. خاصةً إذا كنت تحاول الحفاظ على علاقةِ صداقة مع شخص جادٍ ومباشر مثل فاندرمير.”
ثم غمز لوكاس بعينه إلى داميان، وأعاد نفس الحركة إلى أراسيلا.
___________________________
لوكاس يجنن😭😭😭😭😭
لو إن أراسيلا صادقته بدل فريدريك كان احسن
المهم طلع لوكاس مب حرمه؟ بس جالس يتغزل في الخلق
أراسيلا ونعم التربية اهم شي سالي و رودي يفوزون ولا الهوشه عادي عادي 🙂↕️
Dana