Express Contract Marriage Words - 64
كان من القواعد الضمنية في القصر أن غرفة النوم هي منطقةُ أراسيلا، بينما المكتب هو منطقة داميان. و لم يكن أي منهما يتعدى عادةً على مساحة الآخر.
لكن عندما أخبرها داميان بأنه سيضع مكتبًا تستخدمه في مساحته، شعرت لوهلةٍ بالذهول.
“هل أنتَ جاد؟”
“و لما سأكذب؟ بدلًا من إضاعة الوقت في العمل بشكلٍ منفصل، من الأفضل بكثير أن نتشارك المساحة.”
أجاب داميان بهدوءٍ على سؤالها الذي بدا وكأنها تطرحه باستغراب.
لكن في الحقيقة، كان هذا قرارًا اتخذه بعد تفكيرٍ طويل. فداميان، أكثر من أراسيلا، كان معتاداً على الوحدة.
ومع ذلك، بما أن العمل ليس شيئًا ينتهي في يوم أو يومين، رأى أنه من الأفضل التوصل إلى حل وسط يحقق الراحة لكليهما.
“إذا كنتِ لا ترغبين في الأمر، فرجاءً أخبريني. يمكنني إلغاء الطلب الآن.”
“لا، ليست هناك أي مشكلة……أنا موافقة. لنعمل معًا.”
أومأت أراسيلا برأسها وهي تشعر بالارتياح سرًا، حيث كانت تفتقر إلى مكتبً منفصل في غرفة النوم، مما كان يسبب لها بعض الانزعاج.
وصل المكتب بعد ثلاثة أيام، ومنذ تلك الليلة بدأ الاثنان العمل معًا في مكتب داميان.
أخذت أراسيلا تتفحص المكتب بعناية بنظرةٍ متجددة.
على الرغم من أنها زارتهُ عدة مراتٍ من قبل، إلا أن الفرق في الشعور بين “مساحة شخصٍ آخر” و”مساحتنا المشتركة” كان واضحًا.
في المكتب المرتب الذي يحتوي فقط على الأشياء الضرورية، كان هناك شيئان يبدوان مختلفين تمامًا.
كان أحدهما إكليل الزهور الذي لا يذبل، والذي علقته أراسيلا بنفسها، أما الآخر فكان مكتب أراسيلا الموضوع في الزاوية القُطرية لمكتب داميان.
كان المكتب المصنوع من خشب الماهوجني* كبيرًا وواسعًا، ومطليًا بالكامل باللون الأبيض النقي، مع تزييناتٍ ذهبية على الحواف والجزء الأمامي، مما أضفى عليه مظهرًا فاخرًا.
وبالرغم من أن تصميمه كان مشابهًا جدًا لمكتب داميان المصنوع من خشب الأبنوس*، إلا أن اختلاف اللون كان لافتًا للنظر.
*الوان الخشب آخر الفصل
في المكتب المزين بأثاثٍ يغلب عليه درجات ألوان منخفضة التشبع، برز المكتب الأبيض بشكلٍ واضح للغاية.
بدا وكأنه اختير بعنايةٍ فائقة مع مراعاة ذوقها الخاص، مما جعل أراسيلا تمرر يدها على سطحه دون وعي.
‘يا للعجب، كلا الشيئين اللذين لا يتناسبان مع هذا المكان مرتبطان بي.’
كان داميان شخصًا لا يحب إدخال الآخرين إلى مساحته الخاصة، سواء أكانوا أشخاصًا أم أشياء.
لكن الآن، وُضعت أشياءٌ مرتبطة بها في تلك المساحة، وهي نفسها أصبحت جزءًا منها.
شعرت أراسيلا بإحساس غريب، وكأنها الشخص الوحيد الذي اعترف له داميان بحق الدخول إلى مساحته الخاصة.
“داميان، إذا كنت أزعجكَ أو أعطلكَ عن العمل، فأخبرني.”
“وهل ستغادرين إذا طلبتُ ذلك؟ لا داعي لهذا الاهتمام الزائد……”
“بالطبع لا، سأطردكَ أنت.”
نظرت أراسيلا إلى داميان وكأنها تتساءل عن جدية كلامه. ثم أضافت وهي تضرب بخفةٍ على المكتب.
“أعجبني هذا المكان، لذا إذا كان هناك من لديه اعتراض، فهو من عليه المغادرة. أليس كذلك؟”
“زوجتي، هل تدركين أن هذا هو مكتبي الخاص؟”
“لا تكن بخيلًا هكذا. إن كنت تنوي التصرف بهذه الطريقة، ما كان يجب أن تسمح لي بالدخول منذ البداية. إدخالي كان قراركَ، لكن إخراجي أمر يعود لي.”
ابتسم داميان ابتسامةً ممزوجة بالدهشة والضحك على تصريحها الواثق.
كان الأمر مثيرًا للدهشة، لكنه بدا مألوفًا بأسلوب أراسيلا، مما جعله يشعر ببعض المرح بدلًا من الانزعاج.
مرر يده على جبهته وهز رأسه بخفة.
“يبدو أنني استضفت نمرًا يرد الجميل بالإساءة.”
“غالبًا ما أسمع أن نظراتي تشبه نظرات النمر.”
ردت أراسيلا وهي تهز كتفيها بخفة، ثم جلست أمام مكتبها وبدأت في ترتيب المواد العملية والأدوات بعناية. و عاد داميان أيضًا إلى الأوراق التي كان يقرأها.
مرت لحظاتٌ هادئة أشبه بتلك التي يقضيها الطلاب في مكتبةٍ أثناء فترة الامتحانات، حيث استمر كلاهما في العمل بصمت.
وسط صوت تقليب الأوراق وحركة الأقلام، تداخلت أنفاسهما الخافتة معًا.
ربما لأنهما كانا وحدهما في مساحةٍ محدودة، أصبح من الصعب تجاهل وجود الآخر، فوجود كل منهما كان يلفت انتباه الآخر بشكلٍ غير مباشر طوال الوقت.
كان داميان ينظر إلى الأوراق، لكنه كان يلقي بين الحين والآخر نظراتٍ خفية نحو أراسيلا، محاولًا كتم سعالهِ عبر شرب الماء.
أما أراسيلا، فقد كانت تكرر حركة تمرير يدها على شعرها بلا داعٍ، و حتى أن صوت انزلاق الكرسي كان يزعجها، مما جعلها تجلس بلا حراك.
وفي لحظة، حين نظر داميان إلى أراسيلا مجددًا، والتفتت هي نحوه دون قصد، تلاقت نظراتهما.
كان مجرد تلاقي أعين، لكن بدا و كأنهما قد ارتكبا خطأً ما و أُمسكا متلبسين، فارتبكا فجأة.
“ههم……أهم……”
“…….”
سعل دانيان متصنعاً وأشاح بنظره بعيدًا، بينما أدارت أراسيلا رأسها متظاهرةً بلمس شعرها من الجهة الأخرى.
بعد ذلك، بقي كلاهما في حالةٍ من التجمد، وكأنهما تحت تأثير تعويذةٍ سحرية، دون أن يتحركا أو ينبسا ببنت شفة.
***
لم يستغرق الأمر سوى بضعة أيام حتى توقف الاثنان عن الشعور بالوعي تجاه وجودهما في نفس المكان. و سرعان ما أصبح وجود الآخر طبيعيًا، حتى أنهما بدآ يلتقيان في مكتب داميان خلال عطلات نهاية الأسبوع.
الميزة في هذا الوضع كانت أنهما لم يعودا بحاجةٍ لتخصيص وقتٍ خاص لتناول الطعام، إذ أصبحا يتناولان الوجبات، سواء كانت رئيسية أو خفيفة، معًا أثناء العمل.
مع ذلك، كان توقيت وصولهما إلى المكتب يختلف يوميًا بسبب اختلاف أوقات انتهاء عمل كل منهما.
غعادةً، كانت أراسيلا هي التي تعود متأخرةً خلال أيام الأسبوع، لكن اليوم كان الوضع معكوسًا.
عندما دخل داميان المكتب في وقت متأخرٍ بعض الشيء، تفاجأ قليلًا عندما رأى أراسيلا جالسةً أمام مكتبها. فاتسعت عيناه باندهاش.
“أوه، لقد عدتَ، داميان.”
“نعم، لكن ما قصة تلك النظارات؟”
سألها وهو ينظر باستغرابٍ إلى النظارات ذات الإطار الأسود التي تستقر على جسر أنفها المستقيم.
لم يرى داميان أراسيلا ترتدي نظاراتٍ من قبل، لذا بدت له غريبةً بعض الشيء.
“آه، هذه؟ إنها بلا عدسات، فقط الإطار.”
خلعت أراسيلا النظارات ومرتّرتها عبر أصابعها لتريه ذلك، لكن داميان نظر إليها بعينين حائرتين وكأنه لا يستطيع استيعاب الأمر.
“إن كانت بلا عدسات، فلماذا ترتدينها؟”
“لأنني أشعر أنني أركز بشكلٍ أفضل عندما أرتدي النظارات. كنتُ أرتديها أثناء فترة الامتحانات في الأكاديمية أيضًا.”
ارتدت أراسيلا النظارات مجددًا. وبالرغم من أنها مجرد إطارٍ بسيط من البلاستيك الأسود، إلا أنه خفف من مظهرها البارز قليلًا، مما جعلها تبدو أكثر بساطةً ووداعة.
لسببٍ ما، لم يستطع داميان أن يرفع عينيه عنها. وبينما كان يسير نحو مكتبه، علق دون أن يبعد نظره عنها.
“حقًا؟ بالنسبة لي، أعتقد أن النظارات ستكون مزعجةً وتقلل من تركيزي بدلًا من تحسينه.”
“هذا نفس ما قاله فريدريك. لكنها ليست مزعجةً كما تظن.”
ذكرت أراسيلا فريدريك بشكلٍ عفوي، إذ أن كلام داميان كان يشبه ما قاله لها فريدريك أثناء فترة دراستهما في الأكاديمية، فخرجت كلماتها دون وعي.
بينما كان داميان يسحب كرسيه للجلوس، ارتعشت أصابعه قليلاً، وتغيرت ملامح وجهه بشكلٍ طفيف.
أن تذكر زوجته شخصًا آخر عند الحديث معه؟ لو كانا زوجين حقيقيين، لكان الأمر محبطًا للغاية، أما بالنسبة لزوجين بموجب عقد……
“يبدو أنك كنتِ ترتدين النظارات كثيرًا أمام سمو ولي العهد.”
قال داميان ذلك بنبرة عادية، لكن تحملُ شيءً من الضيق الخفي.
“نعم، لأنني كنت غالبًا أدرس معه و مع باولا في المكتبة.”
ردت أراسيلا ببساطة، وكأنها لا تدرك الإشارة في كلامه.
أجابت أراسيلا بلا مبالاة، وكأنها لم تقصد أن يكون ذكر فريدريك ذا دلالةٍ خاصة، بل جاء اسمه ببساطة.
لكن مع مرور الوقت، أدرك داميان أنه ربما قال شيئًا غير لائق، فصمت. فقد كان يعلم جيدًا أن أراسيلا وفريدريك أصدقاء، وكان من السخيف أن يشعر بالضيق بسبب ذلك.
مع صمت داميان، قررت أراسيلا أن تكسر الجو و تتحدث.
“داميان، كنتُ دائمًا أتساءل، كيف تنام هنا عادة؟”
كانت غرفة المكتب مخصصةً فقط للعمل، و لا يوجد فيها شيء غير ضروري، لذا لم يكن هناك مكانٌ مريح للنوم سوى الأريكة السوداء الكبيرة والصلبة.
ولم يكن هناك أيضًا منطقةُ استراحة متصلة بالمكتب، مما جعل أراسيلا تتساءل كيف ينام هو هنا كل يوم.
“هل تنام بفراشكَ على الأرض؟”
“الأمرُ أبسط من ذلك، أنا فقط أنام على الأريكة.”
“على تلك الأريكة؟ أليست غير مريحة؟”
“أنا معتادٌ على ذلك، لذلك لا بأس. لقد نمت في أماكن أكثر إزعاجًا من هنا.”
أجاب داميان بهدوء.
كان قائدًا لفرقة من الفرسان، وبعد أن مر بالعديد من الصعوبات والمحن، و أصبح لا يهتم كثيرًا بمكان النوم. و كما قالت، حتى إذا اضطر للنوم على الأرض مع فراش، لم يكن ليشعر بأي إزعاج.
حين أدركت أراسيلا أنه فعلاً لا يهتم، توقف حديثها بشكلٍ غير مريح، فانتهت المحادثة بشكلٍ غريب.
مع ذلك، كان من المستحيل ألا تشعر بالانزعاج قليلاً. و لكنها سرعان ما طردت تلك الفكرة.
استأنف الاثنان تركيزهما في العمل. و مضى الوقت دون أن يشعر به أحد، إلى أن شعر داميان بألمٍ في رقبته فدفع رأسه إلى الجانبين.
ثم رفع نظره بلا مبالاة، وعندما نظر إلى أراسيلا، اكتشف السبب وراء الهدوء الذي كان يشعر به.
‘منذ متى؟’
لم يكن يعرف متى، لكن أراسيلا كانت نائمة، و ممددة على المكتب. و كانت أنفاسها المنتظمة تُسمع بصوتٍ خافت.
تسلل ضوء القمر عبر النافذة ليضيء وجه أراسيلا بشدة. فلاحظ داميان أنها نامت دون أن تخلع نظاراتها، مما جعله يعبس.
كيف ستتعامل إذا أصيبت عيونها وهي نائمةٌ بالنظارات؟
همس بنفسه باستياء ثم نهض من مكانه واقترب من أراسيلا.
مد يده ببطء نحو وجهها الصغير، عازمًا على خلع نظاراتها لها. لكن عندما لامست أطراف أصابعه الإطار العظمي للنظارات، فجأة قبضت أراسيلا على معصمه بقوة.
“…….”
ظل داميان يحدق فيها بينما كانت عيونها الزرقاء الضبابية لا تزال تحمل آثار النوم، وتنظر إليه بذهول.
و بينما كانت يدها ما زالت على معصمه، نظرا لبعضهما البعض لفترةٍ طويلة، قبل أن تفتح أراسيلا فمها ببطء، كأنها ستقول شيئًا.
“هل تود الذهاب إلى غرفة النوم؟”
“……ماذا؟”
أجاب داميان متأخرًا قليلاً، وكان يبدو مرتبكًا.
شدّت أراسيلا قليلاً على معصمه و تحدثت مرة أخرى.
“قلتُ أن نذهب إلى غرفة النوم معًا.”
“ماذا……!”
باندفاع، دفع داميان يدها بعيدًا عنه، وتراجع خطوةً إلى الوراء. و سرعان ما أصبح وجهه أحمر كما لو كانت أذنه على وشك الانفجار.
أما أراسيلا، فلم تبدُ مدركةً لارتباكه، بل مددت جسدها ثم أكملت الحديث بشكلٍ طبيعي.
“ماذا بكَ؟ ألا تريد الذهاب؟”
“……ما الذي تنوينه من وراء كلامكَ هذا؟”
في وجه سؤاله الحذر، رمشت أراسيلا عدة مرات ثم أجابت بصوتٍ غير مبالي.
“ماذا؟ كنتُ فقط أعني بألا تنام على الأريكة في المكتب و لتنام بشكلٍ أكثر راحة في الغرفه.”
“…….”
“أريكة غرفة النوم أكثر راحة.”
بسبب تلك الكلمات التي كانت تنم عن اهتمامٍ غير ضروري، شعر داميان وكأن قوته قد خارت.
تنهد بعمق، ثم مرر يده على عينيه. أما أراسيلا، التي بدأت تستعيد وعيها، نظرت إليه بارتباك.
“كنت أفكر في شيءٍ ما……أعتقد أن لديكِ قلةَ انتباه في كلامكِ وتصرفاتكِ.”
“ماذا تعني بهذا الكلام الآن؟”
“أترين الأمر بسيطاً؟ حاول التفكير في الأمر بيدكِ على قلبكِ*.”
*قصده فكري زين و بجدية
وضعت أراسيلا يدها على قلبها بجدية، مع وجهٍ مملوء بالدهشة والانزعاج.
عاد داميان إلى مكانه، متجهم الوجه، ثم استأنف عمله وهو يشعر بالتعب.
من جانبها، وبعد تفكيرٍ طويل، أدركت أراسيلا أن تعليقها قد يحمل دلالةً دقيقة قد تكون غير مناسبة.
“بعد التفكير في ذلك، أعتقد أن داميان لديه بعض الأفكار الماكرة و غير النقية.”
“……إذا كنتِ ستتحدثين بالهراء، فاذهبِ و نامي.”
“أنت تحاول إبعادي لأن الأمر أصبح غير مريحٍ بالنسبة لك.”
لم يستطع داميان الرد على تعقيب أراسيلا الجاف.
_____________________________
يضحكون وش ذا الارتباك الي صار عشانهم بس يشتغلون سوا😭
الظاهر داميان ماوده يقرب من غرفة النوم بعد كذا😭😭😭
اظم انه من زمان ماوده يقرب يوم طق الباب وطلعت له بملابس خفيفه واستحى
ولدي مستحي حتى من لبس نوم🙂↔️✨
المهم: هذا خشب الماهوجني الي هو مكتب أراسيلا
بس مكتب أراسيلا مطلي بالأبيض و أطرافه ذهبية
و هذا خشب الأبنوس مكتب داميان
لونه يجنننن✨
Dana