Express Contract Marriage Words - 63
“لكن، ما نوع العمل الذي تستعد له؟”
سألتهُ أراسيلا وهي تنظر إليه بوجه مليء بالفضول.
كانت قد تظاهرت بعدم الاهتمام أمام لوكاس قبل قليل، لكنها شعرت الآن أنه يمكنها أن تسأل بما أن كليهما وحدهما.
“عمل النقل.”
“حقاً؟”
لمعت عينا أراسيلا ببريقٍ من الاهتمام. ففي الحقيقة، كانت تخطط لاقتراح شراكةٍ عليه إذا كان يعمل في مجال مشابه.
فمشروع السفن الطائرة السحرية هو وسيلة نقلٍ جديدة كلياً، ويمكن أن يكون له دور كبير في قطاع النقل.
“داميان، ما رأيك أن نتشارك معاً؟”
عندما سألت أراسيلا، رفع داميان حاجبًا واحدًا معبرًا عن دهشة طفيفة.
“ما الذي تقصدينه فجأة؟”
“تصادف أنني أعمل على مشروعٍ مشابهٍ أيضًا.”
شرحت أراسيلا بهدوء عن مشروع السفن الطائرة السحرية. بينما كان داميان يصغي لكلماتها باهتمام، و بدا من الصعب قراءة ملامح وجهه.
حتى بعد أن انتهت من شرحها، لم يتحدث داميان مباشرة.
في الواقع، كان عرضها مغريًا للغاية، لكنه أدرك أن اتخاذ قرار بشأن الشراكة بشكلٍ متهور قد يؤدي إلى عواقب سلبية لكليهما، لذا كان عليه أن يتعامل بحذر.
‘يبدو أنه من الأفضل أن أطلب منها أولاً وثائق مفصلة عن المشروع.’
من حديث أراسيلا وحده، كان من الصعب للغاية فهم ماهية مشروع السفن الطائرة السحرية بالضبط، إذ بدت التفاصيل عامةً للغاية.
رفع داميان رأسه ليتحدث عن الأمر، لكنه تفاجأ فجأة. فقد كانت أراسيلا تميل بجسدها للأمام وتنظر إليه مباشرة.
كما قال لوكاس، كانت عيناها تتلألآن وكأنها مرصعةٌ بالنجوم، تنظران إليه بثباتٍ وتركيز.
وبينما ظل داميان يحدق بها لفترةٍ طويلة، فتح شفتيه ببطء وتحدث.
“هل لديكِ خطة عمل؟”
“بالطبع.”
“إذاً، أرني إياها. يجب أن أعرف عن المشروع بشكلٍ عام قبل أن أتخذ أي قرار.”
عندما عادت أراسيلا إلى المنزل، سلمت لداميان فوراً خطة الاستثمار التي أعدها زملاؤها مسبقًا.
“اقرأها على مهلٍ و فكر جيدًا. أؤكد لكَ أنه لن تجد خطة عمل أكثر ابتكارًا وتجديدًا من هذه.”
عندما عادت أراسيلا إلى غرفتها وتركت داميان وحيدًا في مكتبه، جلس على الأريكة وفتح خطة المشروع.
كلما تعمق في قراءة التفاصيل، تغيرت وضعيته تدريجيًا.
كان في البداية مسترخيًا وظهره غائرًا في الأريكة، لكنه بدأ يجلس بظهر مستقيم، حتى انحنى جسده للأمام باهتمام متزايد.
‘هذا المشروع لا يحقق فقط أهدافي الشخصية، بل يمتلك أيضًا قيمةً تجاريةً هائلة.’
لم يكن مشروع السفن الطائرة السحرية مجرد وسيلة للتنقل أو النقل، بل كان بالإمكان استخدامه في السياحة والرحلات الترفيهية.
كانت مرونته في القدرة على الهبوط في أي أرض واسعة ميزةً كبيرة للغاية.
بعد قراءة الصفحة الأخيرة وإغلاق خطة المشروع، أطلق داميان ضحكةً قصيرة متعجبة.
كيف تتمكن أراسيلا دائمًا من تقديم ما يحتاج إليه تمامًا في اللحظة المناسبة؟
تزامن الأمر كان مذهلًا للغاية، حتى أنه تساءل ما إذا كان قد التقى في حياته شخصًا مثلها من قبل.
في الواقع، كان السبب وراء رغبة داميان في بدء مشروع النقل مرتبطًا بدوقية فاندرمير. ففي تلك المنطقة، كان الدوق يفرض سيطرته من خلال التحكم في طرق المرور المحيطة، مما جعل من الصعب على الأراضي المجاورة التنقل بحرية.
سعى داميان إلى تقليص نفوذ الدوقية عبر إنشاء وسيلة نقل جديدة تسهّل على الأراضي المجاورة التعاون والتنقل بحرية.
لكن المشكلة كانت أنه لم يجد وسيلة نقل مبتكرةٍ لتحقيق هذا الهدف، إلى أن جاءت أراسيلا بمشروع السفن الطائرة السحرية، الذي كان الحل المثالي.
بعد أن اتخذ قراره النهائي، وعندما التقى بأراسيلا في صباح اليوم التالي، بادرها بالإجابة التي لم يستطع تقديمها في اليوم السابق.
“أرغب في العمل معكِ في هذه شراكة.”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً عريضة، وكأنها كانت تتوقع هذا الرد مسبقًا.
“جيد جدًا. لن تندم على هذا القرار. دعنا نعمل معًا بشكلٍ جيد من الآن فصاعدًا.”
“نعم، أتطلع للعمل معك. هل لديكِ أي التزاماتٍ بعد ظهر اليوم؟ إذا لم يكن لديكِ، فلنلتقِ لنوقع عقد الشراكة.”
“حسنًا، سأفرغ جدولي بعد الظهر. لنلتقِ في المنزل.”
لكونهما زوجين تزوجا بناءً على عقد، كان أسلوبهما يتميز بالسرعة والدقة.
بعد أن اتفقا على الوقت والمكان بشكلٍ مختصر، انصرف كلاهما إلى مكان عمله. و كانت خطواتهما خفيفةً ومليئة بالحماس.
***
“يا رفاق، لقد وجدت مستثمرًا!”
دخلت أراسيلا إلى المختبر بحماس، وهي تفتح الباب فجأة وتصرخ بسعادة.
عند سماع كلماتها، أطلّ رودي برأسه من خلف كومةٍ من الكتب المكدسة على مكتبه، وعيناه تلمعان بدهشة.
“حقًا؟ هل هذا صحيح؟”
“ألم أقل لكم أن تثقوا بي؟”
“واو! كما هو متوقع منكِ، سينباي!”
لقد تمكنت بالفعل من حل مشكلة الاستثمار التي أرهقت عقولهم الثلاثة لفترةٍ طويلة.
رفعت سالي إبهامها وأخذت تصفق بحماس، بينما وقف رودي بجانبها مظهرًا إعجابه ومشاركًا في الاحتفال.
“قائدةُ مختبرنا رائعه!”
“الزعيمة الحقيقية!”
“الرئيسة التي نُجلُّها!”
“القائدة الحكيمة!”
كان الاثنان يتناوبان بإطلاق الألقاب، واضعين أيديهما على أفواههما، بينما فتحت أراسيلا ذراعيها مستمتعة بالإشادة والتصفيق.
“لكن، من هو المستثمر؟”
“زوجي.”
“رائع، زوجكِ……ماذا؟!”
توقفا سالي و رودي عن التصفيق ونظرا إليها بصدمة.
لم يتوقعا أبدًا أن يكون زوجها هو المستثمر الذي تحدثت عنه.
“زوجكِ هو من سيستثمر؟”
“نعم، وقد اتفقنا على كتابة عقد الشراكة في وقتٍ لاحق اليوم. لا تقلقا، لن تكون هناك أي شروط مجحفةٍ ضدنا. فقط ثقوا بي واتركوا الأمر لي.”
قالت أراسيلا ذلك بثقة، وهي تضرب صدرها بخفة لتظهر إصرارها.
ورغم شعورهما ببعض الارتباك، قرر المتدربان المضي قدمًا والوثوق بها. فهي لم تخذلهما أبدًا من قبل.
بعد ذلك، عملت أراسيلا مع زميليها بجدٍ على تصميم هيكل السفينة الطائرة، وعندما حان الوقت، غادرت العمل مبكرًا عائدةً إلى المنزل.
كان داميان، الذي وصل إلى المنزل قبلها، ينتظرها في مكتبه وهو يحمل مسودةَ عقد الشراكة.
“لقد أعددتُ مسودةً أولية بالعناصر التي يمكننا التفاوض حولها. دعينا نراجعها بتأنٍ ثم نناقش التفاصيل بشكلٍ جدي.”
“حسنًا.”
بدأت أراسيلا بهدوء في قراءة مسودة العقد التي قدمها داميان.
كانت المسودة تتضمن تفاصيل دقيقة، من نسبة الحصص في المشروع إلى تقسيم الأدوار والمهام.
و كان أول موضوع للنقاش بينهما، بطبيعة الحال، يتعلق بنسبة الحصص في المشروع.
“لنستمع أولًا إلى اقتراح كل منا بشأن تقسيم الحصص، ثم نتوصل إلى اتفاق-”
“يجب أن تكون 50/50 بلا نقاش.”
قطعت أراسيلا كلامه بحزم وقالت ذلك، و كان في نبرتها إصرار قوي، مما أوحى بأنها لن تقبل أي اعتراضٍ على رأيها.
نظر إليها داميان بصمتٍ للحظات.
في الحقيقة، كان يتوقع أن تطلب نسبةً أعلى من الحصص، لذا كان اقتراحها مفاجئًا بالنسبة له.
“ولماذا تصرين على 50/50 بالتحديد؟”
“لأن ذلك سيجعل الأمور أقل تعقيدًا إذا قررنا الطلاق.”
توقف داميان للحظة متفاجئًا من الإجابة غير المتوقعة. و لم ترَ أراسيلا رد فعله لأنها كانت منهمكةً في فحص مسودة العقد، لذا أكملت،
“عندما نفكر في الأزواج الذين لا يستطيعون الطلاق بسبب تعقيدات الممتلكات المشتركة، أعتقد أنه سيكون أفضل لنا أن نجعل الأمور بسيطة. فنحن في النهاية سنتطلق.”
كانت كلماتها صحيحةً من البداية إلى النهاية، ومع ذلك، شعر داميان بشيء غريب.
هل تكون جميع العلاقات التي لها نهايةٌ محددة هكذا؟
الشعور بأن كل خطوةٍ يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مع احتمالية الانفصال في المستقبل كان أمرًا يبدو بسيطًا، لكنه كان يحمل طعمًا مريرًا بشكلٍ غريب.
“أنا أيضًا أخطط لتقديم جزء من المبلغ من أموالي الخاصة، لذلك لن يكون تقسيم الحصص 50/50 أمرًا سيئًا. ولكن، نظرًا لأنك ستتحملين جزءًا من تكاليف التصاميم، سيكون من الأفضل أن تتحملي عبءً أكبر من الناحية المالية.”
“……حسنًا، لنفعل ذلك.”
عمل الاثنان على تعديل البنود والشروط كما لو كانا يوقعان عقد ما قبل الزواج، بحيث كان كل طرف يتحمل نفس القدر من الخسارة والربح.
تم الاتفاق على أن يتولى داميان مسؤولية التسويق والمال، بينما ستتولى أراسيلا مهام التطوير والتخطيط.
بعد أن أكملوا مسودة العقد الأولية، قام كولين، مساعد داميان، بإعداد النسخة الرسمية من العقد وسلمها لهما.
وقع الاثنان على عقدهما الثاني، ليبدأ مشروعهما المشترك رسميًا.
***
مع بداية مرحلة تطوير السفينة الطائرة، دخلت مختبرات أراسيلا في نظام العمل الليلي.
تم تطوير أداةٍ لربط الحجر العائم بالسفينة الطائرة بحيث يمكن إرفاقه وإزالته من الجزء السفلي الخارجي للسفينة. و عند الهبوط، كان يتم إزالة كل حجر عائم تدريجيًا لتدريج هبوط هيكل السفينة.
لحسن الحظ، كان الحجر العائم حجرًا محسنًا لا يتطلب استخدام السحر لإدارته، مما جعل من السهل التعامل معه والتحكم فيه.
ثم بدأ التفكير في كيفية جعل السفينة الطائرة، التي يتم رفعها بواسطة الحجر العائم، تتحرك كما هو مطلوب.
تم تصميم السفينة مستلهمًا من الطيور، حيث كانت تأخذ شكلًا مجنحًا، مع إضافة مروحتين لكل جناح.
و لتشغيل هذه المراوح باستمرار، تقرر تركيب حجرٍ سحري يحتوي على طاقةٍ سحرية أكثر من المعتاد كمصدر للوقود.
نظرًا لأن الحجر العائم يقتصر على رفع الأشياء في الهواء فقط، كان من الضروري وجود مصدر آخر للطاقة لدفع السفينة للأمام.
اشترت أراسيلا أرضًا في أطراف المدينة وأنشأت مستودعًا للسفن الطائرة، مما جعل وقتها مزدحمًا للغاية.
حتى عندما كانت تعود إلى المنزل بعد انتهاء العمل، كانت تبقى حتى الفجر للعمل الإضافي. و مع ذلك، كانت تجد حياتها الحقيقية في العمل بكل طاقتها، لذا لم تكن تشعر بالتعب.
اليوم أيضًا، بينما كانت أراسيلا تراجع المستندات التي جلبتها إلى المنزل، قررت فجأة أن تنهض وتذهب إلى مكتب داميان.
طرقت الباب وانتظرت قليلاً، ثم ظهر داميان بملابس مريحة لأنه كان هو الآخر أيضاً يعمل لساعاتٍ متأخرة.
“هل من أمر؟”
“داميان، هذه قائمة بالتصاميم المحتملة للسفينة الطائرة. من فضلك اختر الأنسب في رأيك.”
استلم داميان الأوراق التي قدمتها أراسيلا وبدأ في فحصها بعناية.
“أعتقد أن هذين التصميمين هما الأنسب.”
“حسنًا، سآخذها بعين الاعتبار.”
أعادت أراسيلا الأوراق إلى داميان ثم عادت إلى غرفتها لاستئناف العمل الإضافي.
وبعد فترة، جاء داميان إلى غرفتها هذه المرة.
“لقد قمت باختيار بعض النبلاء الذين أبدوا اهتمامًا بمشروع السفينة الطائرة والذين يمكن التعاون معهم. يرجى إلقاء نظرة.”
“همم، يبدو أنه لا توجد إشاعاتٌ سيئة عنهم، لذا لا بأس.”
أجاب داميان بالموافقه قبل أن يغادر.
على مدار الأيام القليلة الماضية، تكررت زيارة بعضهما البعض بين غرفة النوم ومكتب العمل لتبادل الآراء أو للتحقق من الأمور.
وبالطبع، بدأ كلاهما يشعر بأن التنقل بين الغرف كان غير فعالٍ ومزعج. لكن بما أنه لم يكن هناك حل مناسب، تحملوا الإزعاج بصمتٍ، إلى أن أعلن داميان فجأةً في وقت الإفطار.
“لقد طلبتُ مكتبًا.”
“ماذا؟”
“سأضعه في مكتبي ليكون مخصصًا لكِ، لذا يمكننا العمل معًا في المنزل من الآن فصاعدًا.”
فتحت أراسيلا عينيها على وسعهما في دهشة، بينما كانت تأكل بصعوبةٍ بسبب النعاس الذي غلبها من العمل حتى الفجر.
________________________
داميان منزعج عشان اراسيلا طرت موضوع الزواج😃✨
بس لحظه مسرع شوي لاتحبون بعض الحين
وضعهم الحين هدوء ماش🙂↔️
Dana