Express Contract Marriage Words - 55
حتى في حالة الزواج بدافع الحب، يصعب سد الفجوة بين فارسٍ و ساحر، فما بالك بشخصين تزوجا بعقدٍ لتحقيق أهداف كل منهما؟
نظرًا لضعف روح التضامن بينهما كزوجين، كانت هويتهما الحقيقية دائمًا ما تطفو إلى السطح في اللحظات الحاسمة.
ومع ذلك، لم يكن هناك حتى الآن أي سبب كبير للصدام بينهما، لذلك كانت علاقتهما جيدةً إلى حدٍ ما.
لكن عندما نشأت حادثةٌ أدت إلى تصعيد الصراع بين السحرة و الفرسان، برزت التحيزات وانعدام الثقة بينهما.
لم تتمكن الساحرة أراسيلا من الوثوق بالفارس داميان، والعكس كان صحيحًا أيضًا.
ورغم أنه لم يُظهر أي منهما ضعفًا بوصفهما ساحرةً أو فارسًا، فإن التنافس عميق الجذور، الممتد عبر الأجيال، سيطر على عقول كلا الطرفين.
تحدثت أراسيلا وهي تشد قبضتها بعصبية، وكأنها لم تستطع كتم غضبها.
“هذا تصرفٌ دنيء. أن تحمي أحد أتباعك بإلقاء شخص آخر كفريسة! هل هذا ما تسمونه دائمًا روح الفروسية؟ يا لها من أخلاق نبيلةٍ حقًا.”
“لماذا تلقين اللوم عليّ بسبب عدم كفاءة زوجتي؟ في الأساس، كان خطأكِ أن تثق بكلام امرأةٍ كهذه وتبدئين التحقيق بناءً عليه.”
نقر داميان على لسانه باستياء. فاشتعل غضب أراسيلا، التي اعتادت سماع كلماتٍ مماثلة في برج السحرة،
“وكأنكم أنقياءُ تمامًا! إذا كان الأمر كذلك، لما السيد باتينسون له علاقةٌ مع سيسيل التي لا تثقون بها؟”
“لا تتفوهِ بالهراء. جون قال بأنه لا يعرف تلك المرأة حتى.”
“يا للسخرية. هو من أهدى سيسيل قلادته الخاصة!”
ردت أراسيلا ساخرة وهي تضحك بخفة، مما جعل التجاعيد على جبين داميان تزداد عمقًا.
“والآن وصل الأمر بكِ إلى تلفيق الأكاذيب؟ يبدو أن زوجتي لم تكن تفكر في إجراء تحقيقٍ صحيح منذ البداية. أليس كذلك؟ كنتِ تريدين فقط إدانة الفارس مهما كان الثمن، أليس كذلك؟”
قال داميان ذلك بحدة وأضاف،
“لهذا السبب تستمرين في حماية مُقدمة البلاغ.”
بالطبع، لم تبقَ أراسيلا صامتةً على ذلك. فردّت فورًا بكلماتٍ هجومية.
“آه، إذاً، كل ما يُقال ضد أتباعك يُعتبر كذبًا تلقائيًا؟ لا شيء غريب في ذلك. الفُرسان معروفون بتظاهرهم بأنهم أنقياء دائمًا.”
“والسحرة معروفون باعتقادهم أن رأيهم وحده هو الصحيح. هذا الانغلاق في التفكير هو ما يؤدي إلى إثارة المشاكل دائمًا.”
تبادل الاثنان كلماتٍ لاذعة، ثم خيم بينهما صمتٌ ثقيل كالجبال.
أدركت أراسيلا أنه لا فائدة من مواصلة الحديث، فمرت بجانب داميان لمحاولة مغادرة مكتبه.
لكنه اعترض طريقها برفق.
“لا تكوني عاطفيةً يا زوجتي. مجرد أن جون فارسٌ لا يعني أنه يحق لكِ الوقوف إلى جانب امرأةٍ من الشارع وإلقاء التهم عليه.”
كانت أراسيلا قد توقعت أن يقول شيئًا مختلفًا عندما أوقفها للحظة، لكنها شعرت بخيبةِ أمل.
فاندفع الغضب إلى داخلها بسرعه.
“الأمر نفسه ينطبق عليكَ. توقف عن حماية فارسٍ فقط لأنه من فرسان الصقر الأحمر، وانظر إلى الأمور بموضوعية.”
دفعت أراسيلا كتفه برفقٍ وغادرت. ولم يحاول داميان منعها مرة أخرى.
على الرغم من أن الجو كان صيفًا، إلا أن هواء الليل بدا باردًا على نحوٍ غريب.
***
لم يكن بإمكان أراسيلا إنهاء القضية بينما الشكوك لم تُحل تمامًا.
لذلك قررت أن تذهب إلى فيليب لاستئناف التحقيق ولو بشكلٍ غير رسمي.
“إن إنهاء التحقيق بناءً على وضع المُبلغة فقط لتحديد مصداقيتها أمر غير عادل إطلاقًا. قد تكون كلماتها كاذبة، لكنها قد تكون صادقةً أيضًا.”
تنهد فيليب بخفة بينما يربت على كتفها.
“أفهم مشاعركِ يا أراسيلا، لكن الوضع الحالي للرأي العام سيئٌ للغاية ولا أستطيع فعل شيء حيال ذلك.”
كانت جميع الصحف في إمبراطورية سيترون تنشر مقالاتٍ مثيرة حول سيسيل ليلًا ونهارًا، مما أثار الضجة بين الناس.
وبما أن الجمهور وجد أخيرًا هدفًا مشتركًا للهجوم، انقضوا عليها بحماس.
على الرغم من أن سيسيل لم تطلب أي أموالٍ من جون باتينسون مطلقًا، إلا أنها أصبحت في نظر الناس امرأةً مخيفة تفعل أي شيءٍ من أجل المال.
انتشرت شائعاتٌ لا أساس لها من الصحة وكأنها حقائق، تفيد بأن سيسيل اعتادت استغلال الرجال السذج والاحتيال عليهم، وأن ما يحدث لها الآن ليس إلا نتيجة لأفعالها السابقة، بل وزُعم أنها ارتكبت جرائم مشابهة في الماضي.
لهذا السبب تحديدًا، كانت سيسيل حريصةً على إبقاء هويتها ومهنتها سرية.
لكن إذا أُغلقت القضية بناءً على هويتها أو وظيفتها فقط، فإن حياتها المتبقية ستنحدر إلى أسوأ حال.
أراسيلا، التي شعرت بالمسؤولية لضمان ألا يُظلم أي شخصٍ أثناء التحقيق، لم تستطع الوقوف مكتوفة الأيدي.
“يمكنني القيام بذلك سرًا. إذا لم نعلن عن الأمر وجعلناه غير رسمي……”
“للأسف، خصومكِ موجودون داخل البرج أيضًا.”
صمتت أراسيلا للحظة.
“…….”
“إذا حدث خطأ، فقد تُتهمين بالتورط مع تلك المرأة. فهناك بالفعل من يروجون لنظرية مؤامرةٍ تقول أن برج السحرة دبر هذا الأمر عمدًا للإضرار بفرسان الصقر الأحمر.”
استمرار أراسيلا في التمسك بهذه القضية والاهتمام بها بشكلٍ مفرط قد يؤثر بشكلٍ خطير على سمعتها.
بالطبع، كان فيليب يعلم أن أراسيلا ليست من النوع الذي يكترث لمثل هذه الأمور، لكن لهذا السبب تحديدًا لم يستطع دعمها في هذه القضية هذه المرة.
“أراسيلا، أنا أدعمكِ بشدة كمعلم، ولكنني في الوقت نفسه، بصفتي رئيس برج السحرة، يجب أن أتحمل مسؤولية إدارة السحرة المنتمين للبرج.”
“…….”
“أثق يأنك تتفهمين ما أعنيه.”
وفي النهاية، اضطرت أراسيلا إلى مغادرة غرفة معلمها دون تحقيقِ أي تقدم.
كانت تدرك جيدًا مغزى كلام فيليب. ومع ذلك، كان هناك شيءٌ ما لا يزال يزعجها، مما جعلها تجد صعوبةً في التراجع فقط لأن أحدهم طلب منها ذلك.
بينما كانت تسير بتثاقلٍ نحو مختبرها، توقفت خطواتها ببطء.
لم تكن ترغب في العودة إلى المختبر بهذه الحالة.
‘……عليّ التحقق من هذا الأمر للمرة الأخيرة فقط.’
بقرارٍ حازم، خرجت أراسيلا وحدها من برج السحرة.
و قد وعدت نفسها بأنها ستتخلى عن الأمر إذا تأكدت من هذه النقطة فقط.
***
كان شارع الرقم 4 في الصباح هادئًا كما هو متوقع.
دخلت أراسيلا المبنى الخشبي الذي بات مألوفًا لها بعد زيارتين، وتوجهت إلى الغرفة الواقعة في نهاية الطابق الثاني على اليسار.
طرقت الباب برفق،
طَق-طَق.-
لكن لم يكن هناك أي استجابةٍ من الداخل. و سرعان ما أصبحت طرقاتها أقوى، تمامًا كما فعلت في أول مرةٍ جاءت إلى هنا.
طَق- طَق- طَرق-!
استمرت في الطرق بشدةٍ لدرجة بدت وكأنها ستحطم الباب، وأخيرًا جاءها ردٌ من سيسيل.
بينما استمعت أراسيلا إلى صوت فك القفل وفتح الباب، قررت أنها ستدخل في صلب الموضوع فور رؤية سيسيل.
لكن—
“لماذا أتيتِ إلى هنا؟”
فقدت أراسيلا الكلمات للحظة عندما رأت وجه سيسيل الفوضوي بعد أن فتحت الباب.
“سيسيل، ماذا حدث لوجهكِ؟”
كانت عينا سيسيل وكأنها محاطةٌ بكدماتٍ زرقاء، وخدودها متورمةٌ وشفتيها متشققة.
بدا أن الإصابات حديثة، حيث كانت آثار الدماء لا تزال واضحة.
“هذا ليس من شأنكِ. لماذا أتيتِ؟ على حد علمي، انتهى تحقيق برج السحرة.”
“من الذي ضربكِ؟ هل قدمتِ بلاغًا؟”
نظرت سيسيل إليها بعينين محتقنتين بالدموع، ثم أشاحت وجهها بعيدًا، في إشارةٍ ضمنية إلى أنها لم تبلغ عن الأمر.
عندها عبست أراسيلا و تحدثت بحزم.
“تعالي معي.”
“……إلى أين؟”
“إلى الحرس. يجب أن تُقدمي بلاغًا.”
مدّت أراسيلا يدها، لكن سيسيل هزّت رأسها بعنادٍ وتراجعت خطوةً إلى الوراء.
“لقد تعرضتُ للضرب بسبب فارس. حتى لو قدمتُ بلاغًا، فلن يكون له أي فائدة.”
“ماذا تعنين بذلك؟ هل قام فرسان الصقر الأحمر بالانتقام منك؟”
“لا. ليس لهم علاقةٌ بذلك، ولكن بدلاً من ذلك، كانوا الزبائن الذين كانوا يرغبون في إيذائي.”
و أكملت سيسيل بسخرية.
“الكثير من الزبائن الذين يزورون المحل لا يرونني كإنسانة. بل كانوا يروني كدميةٍ أو حيوان، يمكنهم التصرف كما يريدون. لكنهم لا يستطيعون التصرف بعنفٍ دون أن يُطردوا من المحل، لذا كانوا يتحملون ذلك. ثم، عندما ظهرت مقالاتٌ سيئةٌ عني، اعتبروا ذلك فرصةً للاعتداء عليّ، بحجة أنهم يريدونني أن أعيش بشكلٍ صحيح وأتوقف عن التصرف بشكلٍ خاطئ.”
رفعت سيسيل يدها لتغطية فمها المتورم و تحدثت ببرود.
“إذا لم يكن لديكِ شيءٌ آخر لتقولينه، فسأدخل وأغلق الباب.”
كان واضحًا من طريقة حركاتها وكأنها على وشك إغلاق الباب في وجه أراسيلا، فقررت أراسيلا أن تقول ما لديها دون اللجوء إلى الكثير من الكلام.
“أنا أعلم أنك كذبتِ عليّ.”
صمتت سيسيل للحظة.
“…….”
تابعت أراسيلا بحزم.
“إذا كنتِ صادقةً معي، يمكنني مساعدتكِ.”
فتحت سيسيل عينيها ببطء، ثم ابتسمت كما لو كانت قد سمعت شيئًا غريبًا.
“لا حاجةَ لذلك. فحتى لو أخبرتكِ، فإن النبلاء لن يفهموا أبدًا.”
“أنتِ أرسلتِ البلاغ لي لأنكِ وثقتِ بي، أليس كذلك؟ أنا لستُ مثل الفرسان. أنا أصدقكِ إلى حدٍ ما. لذا، يمكنكِ التحدث بصراحة.”
على عكس الفرسان الذين لم يكلفوا أنفسهم الاستماع إلى سيسيل وهاجموها ككاذبة، كانت أراسيلا مختلفة.
على عكس الفرسان الوقحين……
“السبب الحقيقي لاختياري لكِ، أراسيلا، ليس الثقة. فالسحرة هم أعداءٌ للفرسان، لذلك كنت أظن أنه يمكنني جعلكِ تعاقبين باتينسون بسهولة.”
“…….”
“في الحقيقة، بالنسبة لي، سواءً كان السحرة أو الفرسان، هم جميعًا أشخاصٌ مرموقون. ليس هناك فرقٌ كبير بالنسبة لي.”
فتحت أراسيلا فمها قليلًا.
كان هذا بمثابةِ صدمةٍ لها، فحتى في الحالات الصعبة، كانت أراسيلا عادةً لا تصدم بسهولة.
لكن هذه المرة، كانت حقًا متفاجئة.
كانت أراسيلا، التي كانت فخورةً جدًا بكونها ساحرة، تعيش دائمًا بثقةٍ بأنها تفوق الفرسان.
وخاصةً في هذه القضية، كانت تعتقد أنها، على عكس الفرسان الذين كانوا يحمون أفرادهم، كانت ساحرةً عادلةً وموثوقة.
لكن كلمات سيسيل قبل لحظاتٍ حطمت تمامًا أفكار أراسيلا.
هل كانت حقًا تسعى لمعرفة الحقيقة وراء هذه القضية، أم أنها كانت تتصرف بدافعِ غرورها لكونها ساحرةٌ يُعتمد عليها، أو ربما شعورٍ بالمسؤولية الشخصية تجاه سيسيل التي وثقت بها؟
في النهاية، ربما كانت قد فعلت ما فعله الفرسان الذين دافعوا عن أفرادهم فقط، حيث كانت تدافع عن سيسيل، الشخصُ الذي وثقَ بها، فقط.
وربما كان هناك خوفٌ حقيقي من أن تكون أراسيلا ليست مختلفةً كثيرًا عن الفرسان.
في لحظةٍ واحدة، غمرتها هذه الفكرة، ما جعلها تتوقف عن الكلام.
بينما كانت أراسيلا في خالةِصمت، أغلقت سيسيل الباب وقالت بصوتٍ منخفض.
“……أنا آسفة.”
وقفت أراسيلا لبرهة، و وجهها شارد، ثم خرجت متمايلةً من المبنى.
كانت أفكارها متشابكةً بشكلٍ معقد، لدرجة أنها شعرت وكأن رأسها سينفجر.
لم تدرك أراسيلا أنها لم تذكر الغرض الحقيقي من زيارتها إلا بعد أن ابتعدت عن شارع الرقم 4.
“……آه، لم أتأكد من ذلك.”
تلاشى تذمرها الخافت في الهواء دون جدوى.
***
عندما تهدأ العواطف، يستعيد العقل هدوءه أيضًا.
خلال الجدال الحاد مع أراسيلا، كانت مشاعره تطغى على تفكيره، لكن بعد مرور بضعةِ أيام، عادت الأمور إلى نصابها.
بينما كان داميان يعيد التفكير في كلمات أراسيلا بتمعن، خطر بباله سؤال،
‘لقد قال جون أنه لا يعرف مُقدمةَ البلاغ، فكيف يمكن لشخصٍ مرتبطٍ بي أن يقدم بلاغًا عنها؟’
من بين الأشخاص المرتبطين بداميان، لم يكن هناك أحدٌ غيره يمكنه معرفة هوية المرأة.
لكن داميان لم يكن حقًا هو الشخص الذي قدم البلاغ المجهول.
بالعكس، عندما قرأ الخبر، اعتقد أن شخصًا من طرف السحرة قد أفشى الأمر بالخطأ أو عمدًا.
“مضحكٌ جدًا. هو من أهدى سيسيل قلادته بنفسه!”
تذكر داميان فجأة كلماتِ أراسيلا، وعبس قليلاً.
في ذلك الوقت، كان قد اعتبر كلماتها كذبةً بلا شك، لكن بإعادة التفكير فيها، بدأ يعتقد أن الأمر قد يكون صحيحًا.
‘إذاً لم تكن هي، بل جون هو من كذب عليّ……’
كان من المؤلم أن يكتشف أن مرؤوسه، الذي يعرفه منذ فترةٍ أطول من أراسيلا، قد كذبَ عليه.
لكن هذا لم يكن سببًا كافيًا له ليتوقف عند هذا الحد.
عندما أعاد داميان التفكير، أدرك أن هناك أمورًا غريبةً تتعلق بجون.
رغم أنه كان من المفترض أن يكون قد تم اتهامه ظلمًا، إلا أنه عندما أُطلق سراحه لم يبدو عليه الكثير من الاستياء، ومع ذلك كانت عدائيته تجاه المرأة من الشارع واضحةً جدًا.
كما أنه كان حذرًا من أن تستمر أراسيلا في التحقيق، لدرجة أنه استفسر منهُ مباشرةً عن ذلك.
بالرغم من أنه كان مرؤوسه، إلا أن هناك جوانبٌ لم تكن منطقيةً تمامًا، وكان داميان قد تجاهلها سابقًا.
لكن من أجل كشف الحقيقة، أمر كولين بالتحقق من هوية المُبلِّغ عن سيسيل في الصحف.
والنتيجة التي جاء بها كولين كانت صادمة.
كان المُبلِّغ المجهول هو الأخ الأكبر لجون باتينسون نفسه.
بمعنى أن جون تعمد تسريب المعلومات بشكلٍ متعمد لإنهاء التحقيق قسرًا.
‘لكن ألم يقل جون بأنه لا يعرفها؟’
كيف يمكن لشقيق جون أن يكشف هوية المرأة؟
بدأت كلمات أراسيلا تبدو أكثر مصداقية مقارنةً بما قاله مرؤوسه.
إضافةً إلى ذلك، لم يستطع داميان فهم سبب تصرف جون بهذه العجلة، حتى لو وصل الأمر إلى كشف هوية المرأة.
فالحقيقة أن القضية، قبل كشف هوية المرأة، لم تكن منحازةً لأي طرف.
وإذا كان جون بريئًا تمامًا، كان عليه فقط الانتظار ليتم إثبات براءته بسرعة.
لكن حقيقة أنه لم يفعل ذلك تعني…..
“هناك شيء مريبٌ يخفيه.”
ولهذا السبب، تعمد تسريب هويةِ المرأة لإغلاق التحقيق، ورغم ذلك لم يشعر بالاطمئنان لدرجة أنه حاول التأكد من داميان بشكلٍ غير مباشر.
لأول مرة، شعر داميان بالريبة تجاه مرؤوسه، ودخل في حالةٍ من التفكير العميق.
هل يجب أن أتغاضى عن الأمر حفاظًا على سمعة جون وشرف الفرسان، أم……؟
بينما كان داميان يفكر، التفت دون وعيٍ ونظر من خارجا نافذته، فتوقف عند رؤية الزهور المتفتحة على أحد الأغصان.
تذكر إكليل الزهور الذي لا يذبل والذي منحته له أراسيلا بعد فوزها في مهرجان الصيد.
ذلك الإكليل كان معلقًا الآن على جدار مكتبه في القصر، حيث وضعته أراسيلا بنفسها في مكان بارزٍ على مكتبه، قائلةً بفخرٍ بأنه يجب أن يراه دائمًا.
استعاد ذكريات الإكليل، فتذكّر أيضًا كلماتها اللاذعة التي ألقتها عليه في المكتب.
“هذا تصرفٌ دنيء! أن تضحّي بشخصٍ آخر فقط لحماية مرؤوسك!”
حتى وجهها الممتلئ بالغضب والظلم عاد ليظهر أمامه، مما جعله يتنهد بعمق.
“حسنًا……إذا كان هناك خطأ، فمن الصواب تصحيحه.”
وأيضًا، كان من الصواب رد الجميل إذا تلقى المرء المساعدة.
في مهرجان الصيد، حيث شارك كفارس بينما شاركت أراسيلا كساحرة، لقد ساعدته بالفعل مرةً واحدة.
__________________________
وبكذا رجعت الثقة وسيسيل طلعت مظلومه😔
باقي اراسيلا ضاعت وش بتسوين يابنتي 😂
شسمه ودي اصفق جون
Dana