Express Contract Marriage Words - 53
ارتبك الفارس بشدة، وبدأ وجهه يحمرُّ تدريجيًا.
يبدو بأنه لم يعجبه أن يُوصف بالغباء رغم تفوهه بكلامٍ أحمق.
“ليكسي ليتيرسون ليست مثالًا مناسبًا لهذا الموقف. يبدو أنكَ لا تُجيد فهم الأمور، لذا وفر كلماتك.”
“هذا الكلام قاسٍ جدًا، سيدتي!”
“إذاً، اجلس بشكلٍ لائق وتعامل مع التحقيق بجدية. نحن لم نستدعك هنا للمزاح.”
حدقت أراسيلا فيه بنظرةٍ باردة.
كان صبرها على تصرفاته الوقحة محدودًا، ولم تكن تنوي تحمل المزيد.
شعر الفارس بالضغط من نظرتها، فتردد قليلًا ثم عدّل وضع جلوسه المائل ليجلس بشكلٍ مستقيم.
بعد أن بدا أخيرًا مستعدًا للتحقيق، طرحت أراسيلا عليه السؤال الثالث.
“هل تعلم ما الذي كان يفعله السيد باتينسون في الثاني من أبريل العام الماضي؟”
“أمم، في ذلك الوقت……”
بدأ الفارس يحرك عينيه يمينًا ويسارًا محاولًا استرجاع ما في ذاكرته. وظهرت له ذكرياتٌ باهتة.
“……آه! أعطانا القائد يوم إجازة، فخرجنا جميعًا لشرب الكحول.”
“حتى السيد باتينسون؟”
“نعم.”
“إلى متى استمر شربكم؟”
“لا أذكر بالضبط……ولكن جون غادر حوالي الساعة العاشرة. أتذكر ذلك لأنه أخبرني أنه سيذهب أولاً.”
كانت تلك لحظةٌ ظهرت فيها شهادةٌ يمكن الاستفادة منها.
مالت أراسيلا بجسدها إلى الأمام وركزت سمعها.
“هل ذهب بمفرده؟ ألم يكن هناك أي زميلٍ معه؟”
“نعم، لم يكن هناك أحد. جون، ذلك الرجل لم يكن يحب اللهو كثيرًا، لذلك كان دائمًا يغادر أولاً بمفرده.”
بهذا، أصبح دليلُ براءة جون باتينسون غامضًا من جديد.
حتى عندما سألت أراسيلا إن كان هناك أي شيءٌ غريب بشأن جون باتينسون في ذلك الوقت، حكّ الفارس رأسه وهزّ رأسه بالنفي.
في الاستجوابات اللاحقة، لم يكن هناك سوى إجاباتٍ مشابهة لتلك السابقة.
كانت شهادة هوبر أفضل ما حصلت عليه أراسيلا من تحقيقها مع الشهود.
في الوقت نفسه، المكان الذي توجه إليه الفرسان العائدون من التحقيق كان مكتب القائد.
عندما رأى داميان الفرسان يتدفقون إلى الداخل وأيديهم معقودةٌ خلف ظهورهم، أمسك بصدغيه.
كان من الواضح لأي شخص أنهم جاءوا للاعتراض على شيءٍ ما.
“ما الأمر؟”
“سيدي القائد، لقد تعرضنا اليوم لمعاملةٍ غير عادلة في برج السحر.”
“تحدثوا بالتفصيل.”
عندها بدأ الفرسان يتسابقون في الحديث عن كيفية معاملتهم أثناء التحقيق في برج السحر.
“تحدثوا معنا بنبرةٍ متعالية وكأنهم أعلى منا رتبة.”
“طلبوا منا الحضور للتحقيق، ثم أمضوا الوقت في شتم الفرسان بلا توقف.”
“لقد وصموا جون مسبقًا كمجرم، وسخروا منا لأننا نثق به!”
كلمات الفرسان لم تكن كذبًا. لقد تعرضوا بالفعل لمثل هذه المعاملة، وكان لذلك سبب.
لم تكن أراسيلا قادرةً على استجواب جميع الفرسان بنفسها، لذا وزعت العمل مع سحرةٍ آخرين من برج السحر.
هي و المتدرب الصغير رودي أجريا الاستجوابات بشكلٍ طبيعي، لكن المشكلة كانت في أن حوالي نصف السحرة الآخرين لم يفعلوا ذلك.
“هل هذا صحيح؟”
“نعم، إنها حقيقةٌ دون أدنى كذب!”
“سيدي القائد، يجب أن نأخذ قضيةَ جون فورًا من أيديهم! هؤلاء السحرة لا يمكن الوثوق بهم!”
انفجر الفرسان غضبًا وأصروا بشدة على موقفهم.
قام داميان بتهدئتهم وإعادتهم بهدوء. فقد كان يعلم أن موافقته على انفعالاتهم لن تؤدي إلا إلى مزيدٍ من التصعيد.
بعد خروج فرسانه وعودة الهدوء إلى مكتبه، جلس داميان يفكر بمفرده. و في داخله، كان الغضب يتصاعد تدريجيًا.
وعدت بإجراء تحقيقٍ صحيح، وعندما قالت أنهم سيقومون بعملهم بشكلٍ جيد طالما لم يتم عرقلتهم، قدموا لهم التعاون.
لكن حدوث مثل هذه الأمور أثارت الشكوك حول أراسيلا.
على أي حال، كان من الواضح أنها لم تدِر تحقيق الشهود بشكلٍ صحيح، مما زاد من تلك الشكوك.
‘هل تقوم بعملها بشكل جيد حقًا؟ السحرة دائمًا هكذا……’
نقر بلسانه باستياء، ثم مرر يده عبر شعره بينما كان جبينه الأملس ممتلئًا بالتجاعيد من شدة الغضب.
***
مع مرور الوقت، أصبح خبر اتهام جون باتينسون باستخدام السحر الأسود معروفًا للعامة.
وكانت ردود الفعل تجاه هذه الحقيقة مختلفةٌ تمامًا بين جماعة السحرة وجماعة الفرسان.
“من الواضح أن هذا الفارس قد لُفقت له التهمة. لماذا قد يلجأ الفارس إلى السحر؟”
“إلقاء اللعنات بالسحر الأسود هو شيء يفعله السحرة الكئيبون، أما الفرسان فلو أرادوا المواجهة لفعلوا ذلك بشرفٍ ودعاهُ إلى مبارزةٍ مباشرة.”
بالطبع، كان الفرسان يقفون إلى جانب الفارس.
“يا للسخرية! أن يصل به الحال إلى استخدام السحر الأسود. كان من الأفضل له أن يأتي إلى برج السحر ويتوسل لتعلم السحر.”
“أرأيت؟ حتى هم يلجؤون إلى السحر في النهاية عند الضرورة. وهذا دليلٌ على أن السحر أقوى من السيف.”
أما السحرة، فكانوا يعبرون عن وجهةِ نظرٍ معاكسة تمامًا.
صحيح أن البعض أبدوا موقفًا محايدًا في البداية، لكن هذا الحياد لم يدم طويلًا.
فقد أشعلت حادثةٌ معينة التوتر القائم.
وكانت تلك الحادثة عبارةً عن شجار تحول إلى اشتباك عنيفٍ بين أحد فرسان جماعة “الصقر الأحمر” وبعض السحرة من برج السحر، وذلك عندما تصادف وجودهم في نفس المطعم.
لحسن الحظ، توقف الشجار قبل أن تقع أي وفيات، لكن كلا الطرفين تكبد إصاباتٍ خطيرة بسبب شخصٍ أو اثنين من كل جانب.
ومع هذه الحادثة، تصاعدت قضيةُ “اتهام جون باتينسون بالسحر الأسود” لتتحول إلى صراعٍ شامل بين السحرة والفرسان.
تدهورت العلاقةُ بين المجموعتين بسرعةٍ كبيرة. و حتى لو تظاهر الطرفان بغير ذلك، اكن العلاقة الآن أصبحت أسوأ و أسوأمن أي وقتٍ مضى.
في هذه الأثناء، كان الجميع يترقب نتائجَ تحقيق برج السحر. فتحديد ما إذا كان جون باتينسون مذنبًا أو بريئًا سيحدد مصير الموقف بين الطرفين.
وفي ظل هذا الوضع المتوتر، ظهرت قضيةٌ أخرى لتزيد من صداع أراسيلا، المسؤولة عن التحقيق.
“سيدتي، لقد اكتشفتُ هوية المبلِّغ المجهول.”
كانت هذه هي المعلومات التي توصلت إليها سالي بعد تحقيقٍ دقيق.
“إنها امرأةٌ تدعى سيسيل، تعمل في شارع الرقم 4.”
اتضح أنها امرأةٌ من شارع رقم 4.
شارع رقم 4 هو مكانٌ مليء بالحانات والملاهي الليلية.
قد يبدو الوصف إيجابيًا، لكن المهن التي يمارسها العاملون هناك معروفةٌ للجميع.
حتى من نظرات سالي المترددة أثناء حديثها، كان من الواضح ما تقصده.
“مع أن هناك بالفعل الكثير من الناس الذين لا يثقون ببلاغٍ مجهول، إذا تم الكشف عن هويتها، ستحدث فوضى بالتأكيد.”
تنهدت أراسيلا وهي تمرر يديها على وجهها في إحباط.
غالبًا ما يميل الناس إلى عدم تصديق أقوال الأشخاص المرتبطين بحياة الترفيه والليل.
وعلاوةً على ذلك، كان جون باتينسون معروفًا بين زملائه بأنه لا يحب حياة اللهو تلك. و بمجرد أن تُعرف هوية المبلغة، قد يُعتبر بريئًا فورًا.
من المؤكد أن الجميع سيفضلون تصديق فارسٍ ذي سمعة طيبة على امرأةٍ من شارع الملاهي.
“اجعلي هوية المبلغةِ سريةً تمامًا. لا يُسمح لأي شخصٍ بمعرفة هذا الأمر غيرنا.”
“نعم، سيدتي!”
أومآ سالي ورودي برؤوسهما بجدية.
“وأنا سأتحدث مع هذه المرأة المدعوة سيسيل بنفسي.”
“أنتِ شخصيًا، سيدتي؟”
“نعم، سأذهب غدًا.”
لم تكن أراسيلا قد سمعت من قبل باسم سيسيل. لكنها أرادت أن تعرف كيف تعرفت عليها تلك المرأة، ولماذا أرسلت البلاغ ضدها.
بالإضافة إلى ذلك، كانت فضوليةً لمعرفة كيف انتهى الأمر بامرأةٍ من شارع الملهى إلى اتهام فارسٍ معروف بعدم حبه لحياة الترفيه.
لكن أراسيلا ترددت بشأن ما إذا كان يجب أن تخبر داميان بهذه المسألة.
على الرغم من أنها وعدت بأن تكون صريحةً معه، إلا أنها كانت قلقةً بشأن ردة فعله عندما يعرف هوية المبلغة.
‘إذا تدخلَ في الأمر، ستصعب الأمور.’
بينما كانت تفكر طوال الطريق إلى المنزل، قررت أراسيلا في النهاية أن تلتزم بوعدها. فقد كانت تخشى أن تجد نفسها في موقفٍ صعب في المستقبل إذا لم تذكر الأمر الآن.
“هل تقولين أن المرأة من شارع الملهى هي من قدمت البلاغ ضد جون؟”
عندما سمع داميان عن هوية المبلغة، ضاقت عيناه في تعبيرٍ واضح عن الاستياء.
على الفور، رفعت أراسيلا يديها لتوقفه.
“كفى، هذا كل شيء.”
“…….”
“سأواصل التحقيق بغض النظر عن مهنةِ المبلغة. لذا، لا تضف كلماتٍ غير ضرورية.”
تحركت شفتا داميان كما لو أنه كان ينوي قول الكثير من الكلمات غير الضرورية.
“هذه المعلومة يجب أن تبقى معكَ فقط. لقد التزمتُ بوعدي، لذا يجب عليك أن تلتزم به أيضًا. هل فهمت؟”
“……فهمت.”
على الرغم من أن تعبيره وصوته كانا مليئين بالاستياء، الا أن أراسيلا كانت راضيةً لأنه أجاب أخيرًا.
كانت تعتقد أنه بما أنه فارس يهتمُ بشرفه، فلن يخرق وعده.
في اليوم التالي، توجهت أراسيلا إلى شارع رقم 4.
كان الشارع في منتصف النهار هادئًا بشكلٍ غير طبيعي. بالطبع، فقد كان هذا المكان يزدهر في الليل بعد غروب الشمس، لذلك كان هذا الهدوء غير مفاجئ.
دخلت إلى مبنى قديمٍ من الخشب، وتوجهت إلى الغرفة في أقصى اليسار من الطابق الثاني، ثم بدأت تدق على الباب.
بينما كانت تطرق، سمعت حركةً من داخل الغرفة. ثم فتحت امرأةٌ تبدو متعبة الباب.
“من أنتِ؟”
“مرحبًا، سيسيل.”
ابتسمت أراسيلا بلطفٍ عندما ألقت التحية. و بدا أن سيسيل تعرفها على الفور، فتوقفت للحظة.
وبينما كانت سيسيل تحاول غريزيًا إغلاق الباب، منعتها أراسيلا بلطفٍ و تحدثت بنبرة ودية.
“لقد جئتُ لأنني علمتُ أنك من أرسلتِ البلاغ المجهول لي. هل يمكننا التحدث قليلاً إذا سمحتِ؟”
تبدلت نظرات سيسيل بشكلٍ ملحوظ.
كانت يدها ترتجف وهي تمسكُ بمقبض الباب، وكانت تقف في مكانها مرتبكة، غير قادرةٍ على اتخاذ قرار.
انتظرت أراسيلا بهدوءٍ حتى تتخذ سيسيل القرار الحكيم.
و لحسن الحظ، وبعد لحظاتٍ من التردد، فتحت سيسيل الباب أكثر لتسمح لأراسيلا بالدخول.
كانت الغرفة تحتوي على سريرٍ وخزانة طعام وطاولةٍ جانبية فقط، وكانت خاليةً إلى حد كبير، ما جعلها تبدو فارغةً وباردة.
يبدو وكأنها غرفةُ شخص سيغادر قريبًا، كما لو كان يستعد للانتقال.
بينما كانت أراسيلا تتفحص الغرفة بدقة، نظرت سيسيل إليها بقلق.
“كيف عرفتِ؟”
أجابت أراسيلا بابتسامة.
“إذا كتبتِ الرسالة باليد اليسرى، كان يجب أن تكتبي أيضًا في سجل الزوار باليد اليسرى. فالكتابة هكذا لا تترك آثارًا عادة.”
كان من المفترض أن يسجل جميع الزوار في سجل الحضور عند زيارتهم لبرج السحر.
عندما تركت سيسيل البلاغ أمام مختبر أراسيلا، كتبت اسمًا مستعارًا في السجل باستخدام خط يدها الحقيقي. فعندما طلبَ منها الحارس أن تكتب، تفاجأت وقررت استخدام يدها المألوفة.
“هل عرفتِني فقط من خلال الكتابة؟”
“لا، تلك الوشوم كان لها دورٌ أيضًا. فبرج السحر مليء بالناس، وهناك الكثير من العيون التي تراقب.”
أشارت أراسيلا برأسها إلى وشم الزهور على معصم سيسيل.
على الرغم من أنها كانت تخفي وجهها بعناية، إلا أنها كانت غير حذرةٍ عندما أخرجت يدها أثناء الكتابة بالقلم.
في تلك اللحظة، مر شخصٌ بالقرب منها ولاحظ الوشم على معصمها، فتذكره وأخبر سالي بذلك، مما ساعدها على كشف هوية سيسيل.
“لماذا أرسلتِ البلاغ لي؟”
سألت أراسيلا سؤالًا مباشرًا، فأخذت سيسيل نفسًا عميقًا قبل أن تجيب.
“لأنكِ كنتِ الشخص الأكثر موثوقيةً بالنسبة لي.”
“كيف تعرفينني؟”
“لقد قرأتُ مؤخرًا خبر فوزكِ في مسابقة الصيد.”
أخرجت سيسيل بعض الصحف التي تحتوي على مقالاتٍ عن أراسيلا من درج الطاولة الجانبية.
“إذا كنتِ ساحرةً ذات قدراتٍ مثل هذه، فبالتأكيد ستكونين مختلفةً عن بقية الرجال أو الفرسان، لذا اعتقدتُ أنه يمكنني الوثوق بكِ.”
استندت أراسيلا بشكلٍ مائل على إطار النافذة وهي تحدق في سيسيل.
بسبب نمط حياتها الذي يتطلب العمل غالبًا في الليل والنوم في النهار، بدا التعب واضحًا على وجهها.
“كيف عرفتِ أن السيد باتينسون استخدم السحر الأسود؟”
“لأنني رأيتهُ بنفسي.”
“ما نوع العلاقة التي كانت تربطكِ به؟”
“كان من زبائن المحل الذي كنتُ أعمل فيه.”
تفاجأت أراسيلا من هذه الإجابة بشكلٍ غير ظاهر.
لقد قيل لها أن جون، كان لديه خطيبة، فكان يحاول الابتعاد عن الأماكن التي يوجد فيها النساء. كيف يمكن لرجلَ مثل هذا أن يكون زبونًا منتظمًا في محل سيسيل؟
كانت الكلمات متناقضةً مع السمعة المعروفة عنه.
“سمعت أن السيد باتينسون لا يحب الأماكن الترفيهية.”
عندما نقلت أراسيلا ما سمعته، سخرت سيسيل بابتسامةٍ باردة، وهي استجابةٌ غير مدروسة تمامًا.
“نعم، لقد كان يحاول إخفاء زيارته لمتجري بشكلٍ كامل.”
“إذاً، لا يوجد أحد يعرف أو شهد أنكِ التقيتِ بالسيد باتينسون؟”
سألت أراسيلا هذا السؤال الحاد فجأة، مما جعل سيسيل ترتبك.
بدا واضحًا أنها لم تستطع الرد، مما يعني أن لا أحد كان يعرف عن علاقتها به.
بينما كانت سيسيل تعض شفتها بتفكير، بدا وكأنها تذكرت شيئًا ففتحَت فمها.
“……لدي دليلٌ على أننا نعرف بعضنا البعض.”
_________________________________
ماعاد عرفت من نصدق سيسيل ولا جون
بس تجنن سالي كيف طلعت هويتها وشغلها وشقتها على طول 😂 احب المجتهده ياناسو🤏🏻
الفرسان والسحره بعد ذاه اتحدى علاقتهم تزين😭
Dana