Express Contract Marriage Words - 46
نظر أوسكار إلى والدته بوجهٍ يملؤه التساؤل عن معنى كلامها، ولكن الدوقة لم تُظهر سوى ابتسامةٍ غامضة ذات مغزى.
“لا يوجد مكانٌ أفضل من مهرجان الصيد لحدوث شيء خطير!”
إذ يمكن التغاضي عن أي حادثٍ يقع هناك باعتباره مجرد حادثٍ عرضي. و لقد خططت بالفعل للتخلص من داميان وزوجته من خلال هذه الفرصة.
حتى أنها استعانت بساحرٍ خاص لإعداد طريقة لجذبهم إلى مكان ناءٍ حيث قد تحدث الحادثة، مما أزال أي قلقٍ بشأن تنفيذ خطتها.
‘هذه المرة سأتمكن أخيرًا من التخلص من هذا الشوك في خاصرتي دفعةً واحدة.’
ثم ربتت الدوقة بلطف على كتف ابنها بابتسامةٍ أكثر هدوءًا.
“لذا، تأكد من أن تكون ضمن المراكز الثلاثة الأولى فقط، أوسكار. داميان لن يصل حتى إلى هناك.”
“حسنًا، فهمت.”
على الرغم من أنه لم يتلقَ شرحًا تفصيليًا، إلا أن أوسكار أومأ برأسه بشكل عابر. فقد اعتقد أن والديه قد أعدّا كل شيء بشكل جيد لضمان ألا يظهر بمظهر الأخ الأقل شأنًا من شقيقه.
“اذهب بحذر يا ولدي! لا تصب بأذى، وكن حذرًا! هل فهمت؟”
“نعم، نعم.”
رد أوسكار بلا مبالاة وهو يبتعد عن والدته متوجهًا نحو الغابة. وعلى الرغم من أنه كان متأخرًا كثيرًا في البداية، إلا أنه لم يشعر بوجوب الاستعجال.
كان ينظر الى الخلف بين الحين والآخر، وعندما اختفت والدته عن نظره، توقف على الفور.
“همم، إذا كان داميان لن يفوز على أي حال، فلماذا أجهد نفسي؟”
تسلل أوسكار ببطء عائدًا من الغابة.
لقد شعر أن قضاء اليوم في الصيد فقط أمرٌ مؤسف في مثل هذا الطقس الجميل.
“الاستمتاع هناك سيكون أفضل بكثير!”
وبينما كان يهمهم بلحنٍ خفيف، قادته خطواته نحو المخيم الذي تجمعت فيه الفتيات النبيلات.
***
للفوز في مهرجان الصيد، يجب الاهتمام بالكمية والنوعية معًا.
لن يكون من الممكن الحصول على المركز الأول إذا اصطدت عشرات الحيوانات العاشبة الصغيرة فقط، وبالمثل، لن يكون الأمر كافيًا لو اصطدت بضعةَ حيوانات مفترسة ضخمة.
كان من الضروري صيد العديد من الوحوش المفترسة و بعض الحيوانات العاشبة، لتكون مرشحًا للفوز.
‘علي صيد خنزيرٍ بري، أو دب، أو ذئب……أو النمر الذهبي.’
فكرت أراسيلا بذلك أثناء وضع أعلامٍ تحمل اسمها كعلامات على أجساد الحيوانات التي اصطادتها.
كان النمر الذهبي مخلوقًا غامضًا لا يظهر إلا في غابة بانثير. و نظرًا لقلة أعداده وحذره الشديد من البشر، لم يكن صيده أمرًا سهلاً، بل كان من النادر حتى رؤيته بالعين المجردة.
ولأنه حيوانٌ نادر جدًا، فإن الشخص الذي يتمكن من صيد النمر الذهبي، حتى لو كان واحدًا فقط، يُعتبر مرشحًا مباشرًا للفوز بمهرجان الصيد.
‘سيكون مثاليًا لو تمكنت من صيد نمرٍ ذهبي واحد فقط وإنهاء الأمر……’
خشخشة-!
في تلك اللحظة، سُمع صوتٌ ثقيل يتردد من وراء الأدغال. ظنت أراسيلا بأن حيوانًا قد ظهر، فاستعدت للهجوم.
لكن ما ظهر من خلف الأدغال لم يكن حيوانًا، بل شخصًا.
كان ذلك صديقًا تعرفه أراسيلا جيدًا، فريدريك.
“من الرائع أن نلتقي هنا، أراسيلا.”
اقترب فريدريك مرتديًا معطف صيدٍ بني داكن، ووجهه يفيض بالسعادة لرؤيتها.
و أراسيلا بدورها تخلت عن حذرها ونظرت إليه.
“هل كنت تدور هنا أيضًا؟”
“نعم، هذا المكان غير مكتظ. لكن أين ذهب اللورد فاندرمير؟ هل أنتِ وحدكِ؟”
“نحن منافسان اليوم، لذا قررنا الانفصال.”
“أوه، صحيح؟”
ارتفع صوت فريدريك قليلاً، وعيناه القرمزيتان تلألأتا بفرحٍ عندما علم بأنها وحدها بدون زوجها.
“هذا أفضل! في الواقع، أردتُ أن ألقي عليكِ التحية قبل الانطلاق، لكن لم أتمكن بسبب وجود اللورد فاندرمير معكِ.”
“ولمَ لم تأتِ لتحيينا فحسب؟”
“ربما كان اللورد فاندرمير سيشعر بعدم الارتياح لوجودي.”
كانت أراسيلا على وشك الرد بأنه لن يحدث شيء كهذا، لكنها تذكرت اجتماعهم الثلاثي في مطعم فيستا، فأغلقت فمها.
في ذلك الوقت، كان داميان بالفعل حذراً تجاه فريدريك.
“حسنًا، لا بأس. التحية بين الأصدقاء تكفي، وليس من الضروري أن تشمل الشريك.”
“ردة فعلكِ هذه تعني أن اللورد يشعر بعدم ارتياحٍ تجاهي بالفعل. أو ربما هو واعٍ بشأن وجودي بجانبكِ.”
صُدمت أراسيلا للحظة، وتلعثمت شفتيها دون أن تجد ما تقوله.
و في تلك اللحظة، ابتسم فريدريك ابتسامةً مشرقة.
كون داميان فاندرمير يحذر منه يعني أن وجوده يشكل تهديدًا بالنسبة له. وبعبارةٍ أخرى، حتى لو لم تدرك أراسيلا ذلك بعد، فإن الآخرين قد يرون أن احتمال تطور العلاقة بينهما لأكثر من مجرد صداقة أمرٌ وارد.
“إذن، هل اصطدتِ أي شيء حتى الآن؟”
سألها بصوت مرح، وهو في أفضل حالاته، محاولًا لتغيير الموضوع من أجلها.
لم تختفِ ابتسامته العريضة، لكن عيناه المائلة بابتسامته كانت أوضح.
“هممم، إلى حدٍ ما؟ في الواقع، أنا أتجول الآن لمحاولة صيد النمر الذهبي.”
ردت أراسيلا بسرعة، متقبلةً بلطف مبادرة صديقها.
“حقًا؟ هذا مذهل. ربما عليَّ أن أحاول البحث عن النمر الذهبي أيضًا!”
قال فريدريك ذلك بحماس بينما كان يتبعها بخطواتٍ صغيرة، مما جعل أراسيلا تشعر بالتوتر، فقد كانت تعتبره منافسًا بشكلٍ أو بآخر.
‘سيكون الأمر مزعجًا لو وجد النمر الذهبي!’
بدأت تفكر بأنه سيكون من الأفضل أن تفترق عنه الآن، فرفعت يدها فجأة.
“اذهب الآن في طريقكَ، فريدريك. سأكمل طريقي في هذا الاتجاه.”
“أمم، ما رأيكِ ألا نفترق ونعمل معًا؟ يمكننا أن نشكل فريقًا ونتعاون!”
“لا، لن أفعل. لقد تركتُ زوجي جانبًا من أجل الفوز كمنافسةٍ له، فكيف أتجول معك؟ لا يمكنني ذلك، خصوصًا إذا أردتُ أن أكون واثقةً أمام داميان.”
كانت تعلم بأنه إذا فازت بالتعاون مع فريدريك، فلن يُعتبر إنجازها شخصيًا، وسيكون لدى داميان ما يقوله بالتأكيد.
لم تكن أراسيلا ترغب في فوزٍ غير مستحق كهذا. أرادت أن تهزمه بنفسها لتجعل الفوز ذا معنى.
“……أراسيلا، لماذا تهتمين برأي زوجكِ؟ هل تخشينه؟”
لكن فريدريك فهم كلماتها على أنها تعني بأنها تخشى من داميان، فتجمد وجهه.
أما أراسيلا، التي لم تكن تعني ذلك على الإطلاق، فقد نظرت إليه بذهول.
“متى قلت بأنني أخشى أحداً ما؟”
“إذاً، هل هناك سببٌ يمنعكِ من أن تكونِ معي؟ سأساعدكِ على الفوز. فابقي معي.”
“حقًا؟ هل أبدو كشخصٍ لا يمكنه الفوز دون مساعدة؟”
دفعت أراسيلا يد فريدريك التي حاولت الإمساك بذراعها بلطف دون أن تؤذيه.
ساد صمتٌ للحظة. ثم عضَّ فريدريك شفتيه السفلى ونظر إليها بصمت.
على الرغم من معرفته بها لسنوات، إلا أنها المرة الأولى التي يراها مرتديةً زي الصيد.
لم تكن ترتدي فستانًا فاخرًا، ومع ذلك بدا وكأن هالةً من الضوء تحيط بها.
‘كيف يمكن أن تكونينَ بهذا الجمال، وأظل أراقبكِ وأنتِ تعيشين كزوجةٍ لرجل آخر……’
“أراسيلا، إذا فزتُ، سأهديكِ كل ما اصطدتُ.”
لم يستطع كتمان مشاعره بعد الآن. إذا كان هناك أحدٌ في هذا العام سيجعل من أراسيلا ملكةَ مهرجان الصيد، فقد أراد أن يكون هو.
لم يكن يهمه أنها زوجةُ رجل آخر، أو أنه ولي العهد.
‘أنا أول من يعرفكِ كصديقةٍ قديمة قبل زوجكِ الذي لا تحبينه. لهذا السبب يمكنني أن أقدم لك فريسةً من أجل صداقتنا.’
“سوف أجعلكِ ملكةَ مهرجان الصيد.”
“ما الذي تقوله؟ إذا كنتَ ستفوز باللقب، فامنحه لمن تحب. إذا لم يكن هناك فائزةٌ حقاً، فلا قيمة للقب الملكة.”
لم تكن تفهم لماذا يقدم ولي العهد فريسةً لامرأة متزوجة.
بالرغم من أنها كانت تشك في أن هناك أمراً غير واضح وراء عرضه هذا، إلا أن أراسيلا لم ترغب في أن يزعجها أكثر، فأشارت بيدها بحركةٍ سريعة وكأنها تطلب منه التوقف عن الحديث، ثم بدأت بالمغادرة.
“سأذهبُ الآن، أراكَ لاحقًا.”
“…….”
وقف فريدريك ثابتًا في مكانه، وهو يراقب ظهر أراسيلا الذي تبتعدُ بلا مبالاة.
فكر للحظة في اللحاق بها، لكنه قرر التراجع.
‘طالما أنها لا تسير مع اللورد فاندرمير، فهذا جيد.’
***
تجولت أراسيلا في الغابة، تصطاد الحيوانات أينما ذهبت. و كلما تقدمت أعمق في الغابة، ظهرت حيواناتٌ أقرب إلى المفترسات.
في نفس الوقت، بدأت الأشجار الكثيفة تحجب أشعة الشمس التي كانت تشعُّ من الأعلى، مما جعل الضوء يقل تدريجيًا.
‘هل سيكون الأمر خطيراً أن استمررتُ في التقدم؟’
توقفت أراسيلا عند تقاطع مع طريقٍ صاعد وبدأت تفكر. هل تعود وتنزل من الجهة الأخرى للصيد، أم تتابع صعودها؟
كلما صعدت أكثر، سيكون الصيد أسهل بعيدًا عن الناس.
اتخذت قرارها وبدأت في صعود الطريق الصاعد. لكن جسدها المتعب بسبب قلة التمرين بدأ يشعر بالإرهاق بسرعة، فبدأت تتنفس بصعوبة.
آه، كان من الأفضل لو نزلت.
بينما كانت تشعر بالندم وتكافح لصعود التل، توقفت أراسيلا لتستريح للحظة عندما وصلت إلى القمة.
وعندما رفعت رأسها، اندهشت من المنظر الذي أمامها.
كان هناك حيوانٌ ذو فرو ذهبي مستلقٍ على صخرة مسطحة في راحةٍ تامة.
‘النمر الذهبي!’
عندما رأت الفريسة التي كانت تبحث عنها طوال الوقت، بدأ قلب أراسيلا ينبض بسرعة.
حاولت أن تحافظ على هدوئها قدر الإمكان وهي تحدد هدفها بعصا الصيد.
‘سأصطاده في ضربةٍ واحدة.’
جمعت قوتها السحرية في طرف العصا حيث تدفق السحر من خلالها، وأطلقت كرةً سحرية نحو الهدف. و في تلك اللحظة، عصف تيارٌ من الهواء كالصوت المفاجئ.
فووش-!
سُمع صوت انفجارٍ قوي كما لو أن صخورًا ضخمة اصطدمت ببعضها البعض.
نهض النمر الذهبي الذي كان مستلقيًا براحة، ثم بدأ يزمجر ويخدش عنقه بصوت تحذيري.
‘ماذا؟’
لم تستطع أراسيلا أن تصدق أن سحرها قد اصطدم بشيءٍ ما وتبدد.
‘لا، من يجرؤ على التصدي لسحري؟’
بينما كانت مرتبكةً وتبحث حولها، لاحظت شخصًا يقف وراء الشجرة المقابلة.
شعرٌ فضي لامع، وعينان بلون ذهبي تلمعان أكثر من فراء النمر، وملامح وجهٍ متناسقة تمامًا.
“داميان؟”
ماذا يفعل هنا؟
تبادلا النظرات التي تحمل نفس المعنى.
بدأت مباراة الصيد وانطلق كل منهما في اتجاهٍ مختلف. كان من الأفضل تجنب التداخل في مساراتهم لتفادي الإزعاج، لذا كانا يتجنبان عمدًا الاقتراب من مناطق بعضهما البعض.
لكن من المستحيل أن تراقب اتجاهك باستمرار بينما تتنقل لاصطفاء الحيوانات.
تفرّق الشخصان، اللذان كانا في البداية في الشمال والجنوب، حتى التقيا مجددًا في غرب الغابة، وكان من المصادفة أن كلاً منهما كان يلاحق نفس الفريسة.
عندما سمعت أراسيلا صوت النمر وهو يزمجر، استعادت تركيزها وتقدمت خطوةً للأمام.
“لقد اكتشفته أولاً، داميان.”
ثم خرج داميان من خلف الشجرة.
“إنه فريستي.”
“لا تقلق. لأنني سأصطاده.”
“لن تنجحي. فهو فريستي.”
كما يقولون، عالم المنافسة قاسي. وحتى بين الزوجين اامتزوجين حديثًا، لم يكن هناك مجالٌ للتنازل.
ظل كل منهما يحدق في الآخر بنظراتٍ حادة، وكأنهما قد اتفقا على شيء ما، ثم اندفعا في نفس الوقت نحو الهدف.
أدار داميان سيفه وأطلق طاقةً قتالية من شفرة السيف، بينما أطلقت أراسيلا كرةً سحرية باستخدام عصاها.
فزع النمر الذهبي، الذي وجد نفسه بين ساحرةٍ وفارس، محتارًا بسبب الشعور بالتهديد من الجانبين ولم يتمكن من تحديد وجهته للهجوم.
كوانغ-!
تلاقت هجمات الشخصين فوق رأس النمر، ولكنها فشلت في التغلب على بعضهما البعض وتراجعت.
أمسكت أراسيلا بعصاها بيدها التي ارتدت بها قفاز داميان.
“ابتعد الآن، داميان، قبل أن يحدث لكَ شيئ.”
“وأنتِ أيضًا، زوجتي، عليكِ أن تبتعدِ.”
ثم أمسك داميان بسيفه، الذي كان قد ربط عليه شريطًا قدمته له أراسيلا، وقال في تحدٍ.
“هه، هل تظنين بأنني سأبتعد؟ الخطأ في تفكيركً لا يعرف حدودًا.”
“آه، إذًا. دعنا نرى من سيفوز.”
“بالطبع.”
كوانغ-! كوانغ-! كوانغ-!
كانت الطاقات السحرية وهجمات السيوف تتقابل بقوة، مما جعل المسافة بين الشخصين تقترب تدريجيًا.
في تلك اللحظة، أصبح النمر الذهبي بعيدًا عن الأنظار، وركزا أراسيلا وداميان على بعضهما البعض، عازمين على هزيمة الآخر كفارسٍ وساحرة.
كان النمر الذهبي يراقب المعركة بين البشر فوق الصخور بدهشة، ثم رفع رأسه فجأة.
بعينيه الصفراء اللامعتين، نظر إلى مكانٍ ما في الغابة، ثم فجأة انقلب وركض نحو الأدغال.
“آه، النمر الذهبي……”
عندما بدأ النمر الذهبي في الهروب فجأة، توقفت أراسيلا عن الهجوم في تلك اللحظة.
شووون-!
عندها انطلقت سهامٌ من بين الأشجار الكثيفة، وعدد منها اندفع دفعةً واحدة.
_______________________________
النمر مفروض جايب معه فشار ونظارات سينما عالاكشن ذاه😂
اراسيلا وداميان تقابلوا : يحاولون يصيدون النمر❌ يتقاتلون والفايز يصيد النمر✅
السهام ذي هي خطة الدوقة؟ ياشينها بسسس
اما فريدريك فياكل $&$€£👍🏼
Dana