Express Contract Marriage Words - 36
“هذا خطئي، أنا آسفة! أرجوكِ سامحيني هذه المرة فقط……”
“أسامحكِ؟ كيف تجرؤين على طلب المغفرة بعدما مسست جسد الدوقة الكبرى؟!”
“لقد كان عن طريق الخطأ حقاً! أرجوكِ سامحيني.”
جلست الخادمة على الأرض ودموعها تتساقط قطرةً بعد أخرى.
من البداية، كانت العجوز الكبرى تنظر بازدراءٍ شديد إلى خادمات قصر فاندرمير.
و السبب كان أن ابنها يعاني من الأرق في قصر الدوق، بينما يبدو أن خدم هذا المنزل يعيشون بشكلٍ مريح، وهو ما أثار استياءها.
وبسبب حرصها على التقاط أي خطأ، قامت بتوبيخ ثلاث خادماتٍ حتى الآن، مما جعل كل واحدة منهن تجهش بالبكاء.
ومع ذلك، لم تكن العجوز الكبرى راضية.
‘ابني أليكس يعاني من التعب النفسي لدرجة أن أسفل عينيه أصبح مظلماً، أما هؤلاء فيبدون متألقات مثل سيدهم الوقح.’
مجرد جعلهم يبكون لم يكن كافياً.
نظرت العجوز الكبرى ببرود إلى الخادمة التي كانت تحدق فيها بعينين دامعتين، ثم فتحت فمها ببطء.
“جيسي، اذهبي وأحضري السوط.”
“حاضر، سيدتي الكبرى!”
عند سماع كلمة “السوط”، شحب وجه الخادمة.
كان ضرب الخدم بالسوط طريقةٌ قديمة للتأديب، ولكن لسوء حظها، كانت العجوز الكبرى امرأةٌ من الطراز القديم.
عندما أحضرت الخادمة السوط، رفعت السيدة الكبرى أكمامها. و ركعت الخادمة الصغيرة على ركبتيها وتوسلت بيأس.
“سيدتي الكبرى، أرجوكِ سامحيني. لن أرتكب خطأً مرة أخرى. أرجوكِ……”
“اصمتي! إذا كنتِ نادمةً حقاً، فمن المفترض أن تمدي يديكِ عن طيب خاطر.”
بإشارةٍ من عيني العجوز الكبرى، أمسكت خادمتها بيد الخادمة الصغيرة بإحكام وسحبتها إلى الأمام بقوة.
حاولت الخادمة الصغيرة المقاومة خوفاً مما سيحدث، لكنها لم تستطع الإفلات من القبضة القوية.
وفي النهاية، اضطرت إلى مد كفها الصغير أمام العجوز الكبرى.
“أمسكيها جيداً.”
“حاضر، سيدتي الكبرى.”
صدر صوت السوط وهو يشق الهواء عالياً بشكلٍ لافت. و بدأت العجوز الكبرى بضرب كف الخادمة بالسوط بقوة وسرعة لايجب أن تملكها في عمرها هذا.
تشكلت خطوطٌ رفيعة على الجلد وبدأ الدم يخرج، لكن الضرب لم يتوقف. وعندما شعرت العجوز الكبرى بالتعب في ذراعها، ناولت السوط لخادمتها لتكمل الضرب بدلاً منها.
كان أنين الخادمة الصغيرة وبكاؤها المنخفض يتردد حول غرفة الضيوف حيث كانت العجوز الكبرى تقيم.
***
لم تكن عودة أراسيلا إلى المنزل مبكراً في ذلك اليوم صدفة. فقد أمرتها العجوز الكبرى بالعودة قبل الساعة الثالثة بعد الظهر لتلقي دروس في تدبير المنزل.
بينما كانت أراسيلا تصعد إلى غرفتها لتغيير ملابسها قبل أن تلاحظها العجوز الكبرى، أدركت وجود جوٍ غريب بين الخادمات.
“هل حدث أمرٌ ما؟”
توقفت عند منتصف الدرج وسألت، فترددت الخادمات اللواتي كن في طريقهن لتحيتها.
تحدثت أراسيلا بصوت ناعمٍ مرة أخرى.
“لا بأس، أخبروني. هل حدث أمرٌ ما؟”
“الأمر هو……أن سيندي تتلقى الآن ضرباً بالسوط من السيدة الكبرى.”
ما إن نطقت إحداهن بهذه الكلمات حتى أضافت خادمةٌ اخرى بسرعة.
“لقد مرّ بالفعل عشر دقائق.”
حتى ثلاث دقائق من الضرب بالسوط تكون مؤلمةً وصعبة، فكيف بعشر دقائق؟
تجمدت تعابير أراسيلا في الحال.
“هل تعرفون سبب الضرب؟”
“أثناء تنظيفها لأظافر السيدة الكبرى، لمست جلدها الداخلي عن طريق الخطأ……”
“فهمت.”
إذاً، على أمر تافهٍ كهذا تتلقى الضرب لعشر دقائق.
قررت أراسيلا التخلي عن خطتها لتغيير ملابسها وتوجهت مباشرةً نحو غرفة الضيوف. و أسرعت أودري لتلحق بها.
طرقت أراسيلا الباب، لكنها دخلت قبل أن يُأذنَ لها.
مسحت عيناها الزرقاوان الشبيهتان بزجاجِ الكريستال الغرفة بنظرةٍ سريعة.
الخادمات في المنزل يقفن كما لو كن يعاقبن، وخادمات العجوز الكبرى يلوحن بالسوط، بينما كانت العجوز الكبرى لفاندرمير تراقب المشهد وهي جالسةٌ على الأريكة بكل راحة.
أما الخادمة الصغيرة، التي كانت تنظر نحوها، فقد تحول وجهها وكفاها إلى اللون الأحمر وانتفخت من شدة الضرب.
“من الذي سمح لكِ بالدخول بدون إذن؟ هل يعقل بأنكِ لم تتلقَّي أي تعليماتٍ أساسية؟”
وبخت العجوز الكبرى أراسيلا بصوتٍ حاد.
لكن أراسيلا لم تعر كلامها أي اهتمامٍ واقتربت من الخادمة الصغيرة.
“اتركيها.”
صدر أمرٌ منخفض النبرة من أراسيلا موجه إلى الخادمات اللواتي كن يمسكن بالخادمة الصغيرة بإحكام.
تحت تأثير نظرتها الباردة، كادت الخادمات أن يطلقن سراحها دون وعي.
“لا تتركنها.”
قاطعتها العجوز الكبرى بسرعة. و اعترضت الطريق.
التقت نظراتها بنظرات أراسيلا في مواجهةٍ أشبه بصراع خفي.
“إن أردتِ إعطاء أوامر لخادماتي، فلتأتِ وأنتِ تحملين المؤهلات اللازمة لذلك.”
أجابتها أراسيلا بثقة.
“لقد حصلتُ على كل المؤهلات بالفعل. لذا، سأعتبر أن الإذن قد منح، وأعطي أوامري الآن. ابعدوا أيديكم فوراً!”
عند سماع صوتها المرتفع، تراجعت خادمات العجوز الكبرى وكأنهن قد تعرضن للحرق، وسحبن أيديهن في الحال.
نظرت أراسيلا إليهن بنظرةٍ حادة، ثم أخرجت منديلًا من جيبها ولفته حول كف الخادمة الصغيرة.
“لقد عانيتِ كثيراً. سأهتم بالأمر من هنا، يمكنكِ الانصراف الآن.”
“آه… سيدتي……”
انفجرت الخادمة الصغيرة في البكاء.
“أودري، خذي سيندي واخرجا.”
احتضنت أودري كتف الخادمة الصغيرة التي كانت تبكي بحرقة، في حين نظرت العجوز الكبرى إلى المشهد بعدم رضا.
“بأي حقٍ تسمحين لها بالمغادرة؟ هذا غير مسموح!”
“لقد أفرغتِ غضبكِ بما يكفي، لذا اسمحي لها بالمغادرة الآن، سيدتي الكبرى.”
تحدثت أراسيلا وهي تخفي أودري والخادمة خلف ظهرها و كأنها جدار يحميهما، مما أتاح لهما الفرصة للخروج سريعاً من غرفة الضيوف.
نظرت العجوز الكبرى إلى أراسيلا وهي تصرخ بغضب، لكنها توقفت فجأة.
كانت عينا أراسيلا صافيتين ومليئتين بالحيوية، أشبه بسماءٍ خريفية خالية من الغيوم.
حتى صباح اليوم، كانت تخفض بصرها بطريقةٍ توحي بالخضوع والانهزام، لكن الآن وهي تنظر إليها مباشرةً بعينيها المفتوحتين بثقة، بدا الأمر مختلفاً تماماً.
‘كيف استعادت ثقتها بهذه السرعة؟ هل تملك عناداً مثل الأعشاب البرية التي لا تموت بسهولة؟’
نظرت العجوز الكبرى إليها بغيظ، وازداد وجهها تجهماً. ثم تحدثت بصوت باردٍ كالجليد.
“غضب؟ هل تجرؤين على القول بأنني كنتُ أفرغ غضبي؟”
“سمعت أن الخادمة الصغيرة أخطأت أثناء خدمتكِ. بما أن العقوبة التي فرضتها كانت أكثر من كافية، فهل من الممكن أن تهدئي غضبك الآن؟”
“أراسيلا هيوغو! كيف تجرؤين على التحدث بتلك الوقاحةِ معي؟!”
“إنني فاندرمير، سيدتي الكبرى.”
أجابت أراسيلا وهي تصحح كلمات العجوز الكبرى بدقة، ثم أضافت ابتسامةً هادئة.
“إن بدت كلماتي وقحة، فأنا أعتذر.”
“ها! هل هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الشخص الذي يعترف بخطأه؟”
“فماذا عليّ أن أفعل إذاً؟ سأتابع ما تقولينه إذا أخبرتني بذلك، سيدتي الكبرى.”
ابتسمت العجوز الكبرى ابتسامةً باردة. كانت تعتقد بأنها قد أذلتها جزئياً، لكن بما أن ذلك لم يحدث، فقررت أن تعطيها درساً أقوى.
أشارت بإصبعها إلى أراسيلا للاقتراب منها وتحدثت بتكبر.
“لطالما اعتقدت أن خادمات المنزل لم يكنّ كفؤًا في خدمتهن. وكل ذلك يعود إلى تقصير سيدتهن، لذلك يجب عليكِ أن تتعلمي أولاً.”
“نعم.”
“ابتداءً من الغد، توقفِ عن العمل وابدئي في خدمتي شخصياً. بذلك ستفهمين كيف يجب أن تقودي وتديري الخادمات.”
على وجوه الخادمات اللاتي بقين في الغرفة، انعكست نظراتٰ من القلق والارتباك.
لم يكن من المرحب به أبداً إعلان العجوز الكبرى عن رغبتها في أن تتولى أراسيلا خدمتها بنفسها.
ومع ذلك، بقيت أراسيلا هادئة.
“سأفعل ذلك.”
“جيد، اذهبِ الآن.”
“نعم، سيدتي الكبرى.”
أخذت أراسيلا خادماتها وخرجت من الغرفة بهدوء، وهي تسير بخطوات ثابتة ووجهها خالٍ من التعبير.
كان من حسن حظ أراسيلا أن السيدة الكبرى كانت أكثر عناداً مما توقعت. فكلما زادت قسوتها، كلما ازداد عدد النظرات المتعاطفة تجاهها.
‘كلما أذللتني، كلما ضاقت الأمور عليكِ في النهاية.’
بالطبع، كان الوصول إلى تلك النقطة سيستغرق وقتاً طويلاً أكثر مما كانت تتوقع، ولكن كلما طال الوقت، كلما كانت النتيجة أكثر تأكيدًا، وهذا ما كان يهم.
***
على مدخل جبال إيتار الشرقية، كانت هناك خيامٌ مزخرفة بالرايات الحمراء تنتشر في كل مكان. وكان الفرسان، الذين يرتدون دروعهم فوق زيهم العسكري، يتنقلون بين الجبال والخيام.
وفي أكبر الخيام، كان داميان يقرأ التقارير التي قدمها مرؤوسوه.
“سيدي القائد، لقد وصلتكَ رسالة.”
مد ايزيك الرسالة بتعبيرٍ غريب، بينما أبقى داميان عينيه على التقرير، وسأله باختصار.
“هل أرسلها القصر الإمبراطوري؟”
“لا، أرسلتها السيدة.”
“……السيدة؟”
“نعم، السيدة فاندرمير.”
عندما سمع داميان أن الرسالة كانت من أراسيلا، رفع نظره عن التقرير على الفور. و امتلأت عينيه الذهبيتين بالتساؤل.
‘أرسلت لي رسالة؟ لماذا؟’
هل كان الهدف منها تمثيل علاقةٍ زوجية محبة، أم أن شيئًا ما قد حدث أثناء غيابه؟
فتح داميان الظرف على الفور وقرأ الرسالة. و في البداية، كان مكتوبًا و بخطٍ صغير.
<داميان، لا تقرأ هذه الرسالة إلا بمفردك.>
اتباعًا لتلك الكلمات، التفت داميان بجسده بعيدًا عن ايزيك الذي كان يلتفت بفضول، وقرأ الرسالة بمفرده.
<زارتنا الدوقة الكبرى. تحت ذريعة تعليمي، و قررت البقاء في القصر. لن تذهب على الأرجح حتى وصولكَ. لذا بمجرد أن تصل، ستلتقي بالجدة~.>
أزعجت هذه الأخبار داميان، فعبس بوجهه. بدا أن هذه الرسالة كانت اعلاناً لبداية حدثٍ ما.
<حقًا، إنها تشبه ذلك.>
بينما كان يقرأ المحتوى بهدوء، توقف داميان فجأة عندما وصل إلى صورةٍ صغيرة في المنتصف.
بين كلمتي “حقًا” و “تشبه ذلك“، كانت هناك صورةٌ صغيرة لكلبٍ قبيح.
رمش داميان ببطء.
“هل تبدو حقًا مثل كلب؟”
“……هاه، نعم؟”
ارتجف ايزيك عندما اعتقد أن داميان كان يتحدث إليه، و بينما كان يراقب بفضول ما قد تتبادله السيدة مع قائدهم في الرسائل.
قام ايزيك بتعديل وضعه وأعلن بصوت عالٍ
“أعتذر! سأصلح الأمر وأجعل وجهي يبدو و كأنّه كلب!”
لكن داميان لم يهتم بما قاله ايزيك بجانبه، فقد كان مركزاً تمامًا على الرسالة، و ابتسم ابتسامةً خفيفة.
‘كم كانت تبدوا مشابهةً للكلب حتى ترسل لي مثل هذه الرسالة؟’
ثم أصبح تعبيره جادًا فجأة.
كان يعرف تمامًا شخصية جدته. فمن المؤكد أنها ستعذب أراسيلا بشدة تحت ذريعة التعليم.
‘لقد فعلت ذلك معي أيضًا.’
لقد كانت قسوة العجوز الكبرى التي كانت تخفيها تحت ستار التربية أسوأ من قسوة الدوقة، فقد كانت هي من حاربها داميان منذ أن كان صغيرًا.
أصبح وجه داميان قاتمًا.
‘ربما كان علي أن أترك كولين في المنزل. لا أعتقد أنها ستمد يدها حتى عليها بوجوده……’
عندما بدأ تعبير داميان يصبح أكثر كآبة، بدأ ايزيك في التراجع ببطء وهو يراقب الوضع بعناية.
في مثل هذه اللحظات، كان البقاء بجانب داميان قد يعني الوقوع في المشاكل، لذا لم يكن هناك أي فائدة في البقاءِ بالقرب منه.
بغض النظر عما إذا كان مرؤوسه يهرب بصمتٍ أم لا، استمر داميان في قراءة بقية الرسالة.
<على أي حال، لهذا السبب، ستعود إلى المنزل في وقت أقرب مما كنت تتوقع. لذا يجب عليك تجهيز أمتعتك مسبقًا. لا تأخذ وقتًا طويلاً في العودة، فأنا لا أريد الانتظار أكثر من ذلك، لقد تحملت بما فيه الكفاية.>
‘ما هذا؟ العودة مبكرًا؟’
عقد داميان حاجبيه. على الرغم من أنه يشعر بالأسف لأراسيلا، إلا أن العمل المتعلق بتتبع مسار الوحوش لم يتقدم بسرعة كما كان يأمل.
من المحتمل أن يستغرق ذلك كامل فترة الأسبوعين كما كان مخططًا له، فكيف يمكن أن تكون واثقةً إلى هذا الحد وتكتب مثل هذه الرسالة؟
عندما خفض داميان عينيه، لاحظ أنه بين الكلمات في الرسالة كان هناك رسمٌ صغير.
اقترب منها ليتفحصها عن كثب.
<ملاحظة: أنا حقاً أبدوا هكذا الآن……>
‘ماذا رسمت هنا؟ يبدو وكأنه شكل إنسان……’
“أه، متسول؟”
هل تعني بأنها تطلب منه العودة بسرعة لأنها تبدو و كأنها متسول؟
لم يستطع داميان أن يمنع نفسه من الضحك بخفوت.
كم من الزوجات في العالم سترسل مثل هذه الرسالة إلى أزواجهن في مهمتهم؟
“حقًا، هذا يشبهها……”
هز رأسه بخفة، وبينما كان يبتسم، طوى داميان الرسالة بعناية ووضعها في جيبه.
___________________________
ليتها مرسلة له رسالة تهاوشه😭 بعدين ليه راسمه نفسها ولا رسمته غش كان ورتنا ابداعاتها
المهم العجور المجنونه للحين مصدقه نفسها ياليل من الي بيصير بعدها
Dana