Express Contract Marriage Words - 32
كان الصوت الذي خرج بخفوتٍ هادئ، وكذلك كان جانب وجهه وهو يطل على النهر مسالماً.
لكن الكلمات التي نطقَ بها، بشفاهٍ بدت و كأنها منحوتةٌ من تمثال، كانت بعيدةً كل البعد عن السلام.
“لأنني كنتُ أول من وجد والدتي التي توفيت عندما كنتُ في السابعة من عمري. ظن الجميع أنني أصبت بالجنون بسبب الصدمة.”
من بين الكلمات المتشابكة كانت هناك قصصٌ أعمق، لكنه لم يكن ينوي شرح كل تلك التفاصيل الآن.
تحدث داميان عن ماضيه غير السعيد بشكلٍ غامض فقط من أجل مراعاة مشاعر أراسيلا التي بدت ضائعةً لعدم معرفتها بأي شيء.
“بالطبع، لم أُصب بالجنونِ حقًا. بل كان الوضع من صنع أولئك الذين أرادوا أن أكون كذلك.”
ابنٌ شهد وفاة والدته وصُدم حتى الجنون. هل هناك ظروفٌ أقسى من هذه لدفع الإنسان إلى الهاوية؟
“تم حبسي في القصر الملحق حيث عانيت من سوء المعاملة تحت ذريعة العلاج. و إن قاومت، كانوا يمسكون بي بالقوة، و يسجنونني في الخزانة، أو يقيدون يدي وقدمي بالقماش.”
كانت دوقة الدوقية الحالية وخادماتها هن من قمن بتلك الأفعال.
حتى كبرَ داميان وتمكن من التغلب على قوتهم، الا انه تعرض في طفولته للعنف المتكرر.
لا تزال ذكريات الأيدي التي كانت تمسك بجسده الصغير بقسوةٍ عالقةً في ذهنه.
“النفور الذي شعرتُ به تجاه لمسات الآخرين في ذلك الوقت ما زال يرافقني حتى الآن.”
يعرف داميان ذلك جيدًا. إنه يدرك بأنه الآن قويٌ لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يلمسه بقسوة كما كان يحدث في طفولته.
حتى مع قدوم عددٍ لا يُحصى من القتلة، لم يعد بإمكانهم أن يمسوا شعرةً منه.
لذلك، اختفى الخوف، لكن النفور لم يختفِ.
“ربما لهذا السبب أجد نفسي أرفض حتى لمسات الأشخاص الذين يقتربون مني بحسنِ نية، أو بدافع الإعجاب.”
كانت اللمسات الخالية من النية السيئة ترافقها مشاعر الاشمئزاز.
وفي الوقت نفسه، زاد عدد الأشخاص، من كلا الجنسين، الذين يحاولون لمسه دون تردد وبشكلٍ أكبر، إذ وجدوه جذابًا.
نتيجةً لذلك، لم تُدفن صدمة الماضي، بل أصبح يتفاعل بحساسيةٍ مفرطة حتى مع أبسط أنواع الاتصال الجسدي.
لاحقًا، لم يعد حتى يرغب في المصافحة، إذ كان هناك الكثير ممن يتعمدون الإمساك بيده بإصرارٍ ويطيلون التمسك بها.
“هذا هو السبب وراء تجنبي الاتصال الجسدي. قد يبدو الأمر تافهًا، لكن-“
“لا أعتقد بأنه تافه.”
جاء صوت أراسيلا التي قاطعت حديثه، لكنهُ كان لطيفاً.
التفت داميان لا إراديًا نحوها، ليتوقف فجأةً عندما وجد وجهها يحدق فيه مباشرة.
“أنا آسفة، ديميان. لم أكن أعلم أنك تحمل هذا النوع من الأسباب. ظننتُ فقط بأنك تعاني من شيء يشبه الوسواس القهري. كنتُ قصيرة النظر جدًا في حكمي.”
اعتدلت أراسيلا في وقفتها، ووضعت يدها على صدرها، ثم انحنت برأسها بانحناءةٍ مهذبة.
كانت في هذه اللحظة تجسد النبل الذي يليق بابنةِ عائلةٍ أرستقراطية عريقة.
رفع داميان كتفيه بخفة، متذكرًا الأجواء المفعمة بالانسجام في بيت الماركيز هوغو.
كيف يمكن لامرأةٍ نشأت في عائلة كهذه أن تتخيل مثل هذه القصص الثقيلة؟
“لو كنتِ تعرفين عن ظروفي هذه مسبقًا، لكان الأمر سيشكلُ مشكلةً أكبر. لأنه يعني أن هناك شائعات قد انتشرت.”
“إذًا حتى في الدوقية، لا أحد يعرف بذلك؟”
أومأ داميان برأسه.
كان ذلك طبيعيًا، فهو يرى الأمر نقطةَ ضعفٍ له ومصدر خجل. كما أنه لم يكن يرغب برؤية دوقة الدوقية تتباهى بتركها ندوبًا في حياته.
تغيرت ملامح أراسيلا إلى الجدية، ثم تحدثت مجددًا بنبرةٍ عميقة.
“هل من المناسب أن تخبرني بشيءٍ كهذا؟”
“ألم تطلبي مني أن أخبركِ؟”
“لكن هذا النوع من الأسرار يجب مشاركته فقط مع شخصٍ تثقُ به.”
نظرت أراسيلا إلى ديميان بصمت للحظة، ثم سألته.
“هل هذا يعني بأنكَ تثقُ بيَ الآن؟”
“لا.”
“ماذا؟”
‘إذًا لماذا يخبرني بذلك؟’
رافق حديثها الداخلي تعبيراتٍ واضحة على وجهها، مما دفع داميان إلى إطلاق ضحكةٍ خافتة قبل أن يتحدث.
“قلتِ بأنكِ تثقين بي، أليس كذلك؟ أردت فقط أن أرد تلك الثقةَ إليك.”
“ماذا……؟”
ازداد وجه أراسيلا جدية أكثر.
“الم تفهم بعد؟ أنا في الواقع لا أثق بالفرسان. ما قلته كان موجهًا فقط لزوجي.”
“لا بأس. أنا أيضًا لم أقل ذلك بصفتي فارسًا، بل بصفتي زوجًا.”
“أوه.”
استرخت ملامح أراسيلا التي كانت قلقةً داخليًا من أنها قد خدعتهُ بطريقةٍ ما.
شعرت بالارتياح لأن ما بدا وكأنه استجوابٌ مخادعٌ له لم يؤدِ إلى سوء فهم.
بينما كانت تنظر مطمئنةً اليه، رفع داميان جسده باستقامة.
“لكن كما قلتِ، لا يمكنني أن أعيش على هذا النحو إلى الأبد. سأعمل على تحسين نفسي، حتى لو تطلب الأمر تدريبًا. قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، لكن أرجو أن تنتظري.”
ثم انحنى لها برأسهِ باحترام، مجسدًا الجدية في طلبه.
على أي حال، كما أشارت هي، كانا الآن في قاربٍ واحد.
الثقة والجهد هما الحد الأدنى المطلوب في علاقتهما.
كانا بحاجةٍ إلى ذلك. فبهذه الطريقة فقط يمكن أن تزداد كثافة العلاقة التي كانت بينهما.
أغلقت أراسيلا عينيها غارقةً في التفكير، ثم فجأة تحدثت.
“أعتقد أن اللمساتِ غير المتعمدة ليست مشكلة.”
لم يكن الأمر وكأنها لم تتلامس مع ديميان من قبل.
تذكرت عندما انزلقت على الدرج، وقتها لم يتردد ديميان في الإمساك بجسدها لإنقاذها.
كان ذلك تلامسًا غير واعٍ، ولم يكن فيه أي نوعٍ من الإكراه.
“ما دمتُ شخصاً مألوفاً، وما دمتَ لا تفعل ذلك بالإكراه وإنما عندما ترغب حقًا بفعلها. ربما يمكنكَ أن تبدأ بتدريب نفسك على هذا النوع من التلامس شيئًا فشيئًا.”
“فكرةٌ جيدة.”
أجاب داميان موافقاً، فابتسمت أراسيلا بفخر. ثم أخذت تنقر برفقٍ أسفل عظمة الترقوة الخاصة بها.
“أنا مستعدة في أي وقت، لذا تدرب معب عندما تشعر بأنك جاهزٌ لذلك.”
توقف داميان للحظة عند سماع تلك الكلمات.
قال إنه سيتدرب، لكنه لم يفكر في اختيار شريكٍ محددٍ للتدريب.
“هل يجب أن أتدرب معكِ……؟”
“هل أنت غبيٌ يا داميان؟ بالطبع هذه الأمور يجب أن تكون بين الزوجين.”
ابتسمت أراسيلا بمرح، و كأنها عثرت على شيءٍ جديد لتمازحه به.
كانت ابتسامتها مشرقةً لدرجة أنها أزاحت ظلمة الشارع التي استقرت على كتفيها في لحظة.
“أم أنك كنت تخطط للتدربُ مع شخصٍ آخر؟ ربما كبير الخدم؟”
“……سأفعل ذلك معكِ.”
“من؟ من كنت تفكر فيه؟ هل كنت تنوي تجربة اللمس بالتناوب مع فرسان الفيلق؟”
وبما أن هناك عددًا كبيرًا من الفرسان، قد تكون تلك فكرةً جيدة أيضًا.
بينما كانت أراسيلا تهز رأسها موافقة مع نفسها، تنهد داميان بعمق.
“لم أفكر في أي شخص. لم يكن وعدي مدروسًا بهذا الشكل المفصل.”
“حقًا؟”
“نعم، وحتى لو فكرتُ لاحقًا……”
توجهت عينا داميان الذهبيتان، اللتان كانتا تشعان بأوضح ضوءٍ في ظلمة الليل، نحو أراسيلا مباشرة.
“لكنتُ سأختاركِ أيضاً.”
“…….”
“كما قلتِ، نحن زوجان.”
شعر الاثنان، ولو قليلًا، بقوة الرابط الذي يحمله لقب “الزوجين”. تلك الكلمة التي تجمع بين شخصين عاشا حياتين مختلفتين تمامًا.
هذا هو معنى أن نكون زوجين.
نزل الاثنان إلى أسفل الجسر وبدآ بالسير على ضفة النهر. فبعد أن فشلا في إنهاء موعدهما في النادي الاجتماعي، قررا إنهاءه بنزهة على طول النهر.
كان نهر “نيلي” يعج بالناس حتى في المساء. و لم يكن هناك فرقٌ بين عامة الناس والنبلاء، و الرجال والنساء، أو الكبار والصغار.
بينما كانا يسيران جنبًا إلى جنبٍ وسط هذا الحشد، تبادلا حديثًا هادئًا.
“أعتقد أنه سيكون من الجيد أن نتناول الطعام معًا مرة واحدة على الأقل يوميًا.”
“هل هناك سببٌ لذلك؟”
“بهذه الطريقة سنتعرف أكثر على بعضنا البعض بشكلٍ طبيعي، ولن يحدث شيء مثل ما حدث مع روزالين مرة أخرى.”
بعد الزواج، انشغل كل منهما بأمورهِ الخاصة إلى حد الإفراط، مما أدى إلى ظهور شرارةِ الخلافات في المنزل.
ولإزالة الشكوك التي انتشرت داخليًا حول علاقتهما الزوجية، بدا من الأفضل لداميان أن يتبع اقتراح أراسيلا.
رفع داميان نظره إلى السماء التي بدأت تزينها النجوم و تحدث فجأة وكأنه تذكر شيئًا.
“كانت كلمات ايزيك صحيحة.”
“……؟”
كانت أراسيلا، التي لا تعرف بالطبع ما الذي دار بين داميان وايزيك، تبدو مشوشة.
“ماذا قال السيد ووند؟”
“قال انه عندما تقول امرأةٌ “ابتعد”، فلا يجب أن يبتعد الرجل حقًا.”
“همم.”
أظهرت رد فعلٍ غامض، لكنها سرعان ما هزت رأسها نفيا.
“داميان، أنت مخطئ.”
عندما رفعت عينيها، تغير تعبيرها من وجهٍ يشبه الأرنب إلى وجه يشبه القط.
“عندما أقول “ابتعد”، فهذا يعني أنه يجب عليك أن تبتعد حقًا.”
“…….”
“ثم بعد مرورِ بعض الوقت، عد مجددًا. وإلا، فلن أستطيع كبح غضبي وقد أستخدم السحر.”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً خفيفة.
عندما فكرت في أدائها المتميز خلال حملة القضاء على الوحوش في الجنوب، أدركت أن قدرتها الهجومية بالسحر كانت في أعلى المستويات.
أما داميان، الذي كان سيد السيف، فلم يكن أقل كفاءة، لكنها شعرت بأنه من الأفضل تجنب المواجهات قدر الإمكان لتجنب حدوث كارثة.
من هذا المنطلق، كانت لحظة ظهور ديميان في النادي الاجتماعي مناسبةً تمامًا. فقد ظهر في اللحظة التي انتقل فيها غضب أراسيلا إلى طرفٍ ثالث.
“لكن الاعتذار مرة أخرى اليوم كان خطوة جيدة. لو انتظرت حتى بعد فترة، لكان من المؤكد أن تحدث أشياء أخرى تجعلنا نشعر بالإحباط.”
لم يعارض داميان هذا الكلام. على الرغم من أن الأجواء كانت جيدةً الآن، إلا أنه لم يكن يعرف كيف ستتغير الأمور في اليوم التالي.
إذا كان لا بد من القيام بذلك، فمن الأفضل فعلهُ الآن.
“أوه، إنها أمطار الزهور؟”
تراقصت أوراق الأشجار في الرياح الليلية، و تساقطت بتلات الزهور كالمطر.
مدّت أراسيلا يدها لتلتقط واحدةً منها.
عندما دخلت بتلة الزهرة الوردية الصغيرة والناعمة إلى راحة يدها، لمست يدٌ دافئة أخرى يدها من الجهة الأخرى.
في تلك اللحظة، تجمدت هي للحظة، ثم نظرت إلى داميان بعينيها الواسعتين كعيني الأرنب.
“يدكَ……”
“ألم تقولِ بأنكِ مستعدةٌ دائماً؟”
قال ذلك وهو يمسك بيدها بابتسامةٍ ماكرة.
لم يكن قد أمسك بيد شخصٍ آخر منذ زمن بعيد، لكنه لم يشعر بالاشمئزاز أو الكراهية كما كان يتوقع.
بالفعل، كان من الصواب القيام بذلك الآن.
“لماذا كانت ردة فعلكِ هكذا؟”
“…….”
“زوجتي، هل كان ادعائكِ بالاستعداد كذباً؟”
تنهدت أراسيلا وهي تنظر إلى زوجها الذي يبتسم بلطف.
فكرت في أن تعطيه دفعةً قوية بيدها وترد الهجوم، لكنها تراجعت. فلا يجب أن يتخلى داميان عن التواصل الجسدي بهذه السهولة.
“لا لم أكن اكذب. من الآن فصاعدًا، امسك بيدي متى ما شئت.”
“حسنًا. بعد أن جربتُ ذلك، لم يكن الأمرُ سيئًا. سأمسك بيدكِ خصيصًا كلما أردت ذلك.”
“ألا تعرف كيفَ تكون خجلاً؟ أتساءل إن كان من المسموح أن تتفاخر باللمس بهذه الطريقة.”
“أليس الأمر نفسه بالنسبة لكِ؟ زوجتي؟”
أغلق داميان فم أراسيلا بكلمةٍ واحدة، مبتسمًا بابتسامةٍ ساحرة ومزعجة تتناسب مع منظر السماء الربيعية في الليل.
“يمكنني إظهارُ بعض الخجل في مثل هذه الموافف، لكنك لا تستطيع إظهار ذلك، داميان.”
“لماذا؟”
“لأنكَ تستطيعُ إظهار الغضب فقط.”
“هذا غير معقول.”
استمر الحديث بينهما، متبادلين المزاح، لفترةٍ طويلة حول نهر نيلي.
كان ذلك مساءً عاديًا في عطلة نهاية الأسبوع، ونهاية موعدٍ أول لم يكن سيئًا بالنسبة لهما.
وفي صباح يوم الاثنين، نُشرت في الصحف مقالٌ مفصل عن موعدٍ رومانسي بين زوجين من عائلة فاندرمير.
<قضى الزوجان وقتًا في مشاهدة منظر النهر ليلاً، مع متعة الإمساك بأيديهما بقوة بعد يومين من الجداول المزدحمة.
كانت الأوقات بينهما حلوةً لدرجة أن أحدًا لم يكن ليجرؤ على التدخل في علاقتهما.>
على الأقل في الوقت الحالي، ولكن الأمور لم تدم هكذا طويلاً.
فقد كان هناك ضيفٌ غير مرغوبٍ به قد اقتحم قصر فاندرمير.
___________________________
الفصل حلو مافيه هواشات بس حلو 🤏🏻✨
توقعت داميات تعرض لسوء معامله يومه صغير بس مب لذا الدرجة يمه من الدوقه المجنونة ذي
يعني الظاهر انها متسببة في مقتل امه ثم خذته وعذبته لين كبر وطلع وتستغرب ليه هو وقح معها؟ يعني تبينه يجيس ويقول هلا والله بالي معذبتني آمي وش بغيتي؟ كلي &$#&😘
المهم من ذا الي جا بعد محد فاضي لكم
Dana