Express Contract Marriage Words - 31
ولكن كيف لي أن أثق بتلك المرأة؟
لم يمضِ وقت طويل على لقائنا، ولا نعرف الكثير عن بعضنا البعض.
عندما كان فريدريك يتفاخر في المطعم بأنه يعرف أراسيلا جيدًا، لم يكن لدى داميان ما يقوله. فالمعلومات التي خرجت من فم فريدريك كانت مليئةً بأشياء يسمعها داميان لأول مرة.
ما السبب الذي يدفعه إلى الوثوق بامرأةٍ لا يعرفها جيدًا، والكشف عن نقاط ضعفه فقط لتخفيف مشاعرها؟
“هل تعتقد بأنه يمكنُ تبرير إيذاء الآخرين بالطريقة التي تتبعها، داميان؟“
في تلك اللحظة، خطفت كلمات أراسيلا الحادة التي قالتها في العربة انتباه داميان، وتركت أثرًا في نفسه.
كانت عيناها الكبيرتان والصافيتان صادقتين بقدر صدق كلماتها.
‘هاه، إذًا كان هذا هو السبب.’
الآن بدأ يفهم بشكل غامض السبب وراء شعوره بعدم الراحة.
رغم أنه لا يعرف تلك المرأة جيدًا ولا يثق بها، إلا أنه أراد تخفيف ألمها لأنها تأذت بسببه.
و لأول مرة، سبقت مشاعر الآخرين مشاعره الخاصة.
“برأيك، ما الذي كان ينبغي علي أن أفعله يا إيزيك؟”
سأل داميان، الذي اعترف بخطئه تمامًا، طالبًا النصيحة من إيزيك بصوتٍ صادق.
“ها؟ اوه، نعم. عادةً في مثل هذه المواقف، كان من الأفضل أن تنزل من العربة وتلحق بها، لكنك لم تفعل ذلك أيها قائد. عندما تطلب المرأة منك أن ترحل، لا ينبغي أن ترحل فعليًا. أعتقد أنه من الأفضل الآن أن تذهب إليها وتعتذر حتى تهدأ و يخف غضبها.”
لا يوجد وقتٌ مناسب للاعتذار. إذا ارتكبتَ خطأ، فعليك أن تعتذر فورًا.
كان هذا هو المبدأ الذي يؤمن به إيزيك.
قبلَ داميان نصيحة تابعه، فوضع سيفه جانبًا وغادر ساحة التدريب. بخطواتٍ كانت سريعةً وحازمة.
***
لم تعد أراسيلا إلى المنزل أيضًا.
كلما فكرَت في الأمر، زاد شعورها بالغضب، و لم تكن تريد العودة إلى القصر مباشرة.
كانت تخشى أن تصادف داميان، لأنها قد تُطلق عليه هجومًا سحريًا في لحظةٍ من الغضب.
‘رغم أننا سنتضرر بنفس القدر من الطلاق، فهو يتصرف كما لو أن كل شيء يخصه وحده!’
عندما تذكرت ما حدث لها مؤخرًا في قصر فاندرمير، شعرت بغضبٍ أعمق.
“بسببه دخلتُ القصر وتعرضت لكل هذا!”
كانت تتمتم بغضب، لكنها غيرت رأيها فجأة.
“حسنًا، سأتصرف بأنانية أنا أيضًا هذه المرة!”
أراسيلا، التي كانت قد خططت مسبقًا للذهاب إلى النادي الاجتماعي مع داميان بعد رحلة القارب، قررت هذه المرة أن تدخل وحدها بكل ثقة.
كانت تعتزم استكمال مسار الموعد بالكامل بمفردها، وكأنها تقول لداميان: “شاهد! أنا بخيرٍ لوحدي.”
“ما الذي أتى بالسيدة فاندرمير إلى هنا؟ لم أتوقع رؤيتها في مكانٍ كهذا.”
“حقًا، لم أرها في أي نادٍ اجتماعي طوال حياتي.”
“حتى عندما كانت غير متزوجة، لم تظهر ولو لمرة واحدة. يا ترى أين زوجها؟ لماذا جاءت بمفردها؟”
منذ لحظة دخول أراسيلا، بدأ الحاضرون يتحدثون بصوتٍ منخفض، بينما حدّق النبلاء القريبين من عمرها فيها بفضول.
السيدة الساحرة، التي أصبحت زوجةَ فاندرمير الغريبة، لم تبدِ أي اهتمام بالنظراتِ الموجهة نحوها.
تقدمت بثبات واحتلت طاولةً كبيرة وحدها، ثم طلبت بعض المشروبات والحلوى.
تساءل الجميع: هل تنتظر أحدًا؟
وإذا كانت كذلك، فهل تنتظر داميان فاندرمير؟
كان الجميع يشعرون بالترقب، إذ لم تتح لهم الفرصة لرؤية هذين الزوجين حديثي العهد معًا في المجتمع بسبب انشغالهما.
لكن مرّ وقتٌ طويل دون أن يظهر داميان.
لم يأتِ.
كانت أراسيلا تجلس مستقيمةَ الظهر، تحتسي الشاي بهدوء، دون أن يبدو عليها وكأنها تنتظر أحدًا.
من الغريب أن يأتي شخص إلى نادٍ اجتماعي فقط ليستمتع بمفرده.
حين أدرك الحاضرون أنها بالفعل جاءت دون مرافق، تناثرت التعليقات الممزوجةُ بالدهشة والإعجاب.
“حتى بعد الزواج، يبدو أنها لا تزال مختلفةً عن البقية.”
“لا أعلم كيف انتهى بها الأمر في زواج حب مع اللورد فاندرمير.”
بينما كانت أراسيلا تتجاهل همسات الحاضرين بتجاهلٍ تام، توقفت فجأة.
“عبقرية برج السحر أم لا، في النهاية هي مجرد امرأة.”
استدارت برأسها نحو مصدر الصوت الساخر، لترى مجموعةً من ثلاثةِ أو أربعةِ رجال بوجوهٍ حمراء، جالسين معًا.
و كان أمامهم على الطاولة زجاجاتِ خمر مبعثرة.
في النادي الاجتماعي، يُسمح بتناول الكحول، لذا لم يكن السكر في حد ذاته مشكلة.
المشكلة كانت في أنهم فقدوا قدرتهم على التمييز بين ما هو مناسب وما هو غير مناسب.
معظم المشاكل تبدأ بسبب هذا النوع من التصرفات.
“أترون؟ ليس هناك داعٍ لتمجيدها فقط لأنها ساحرةٌ ماهرة. انظروا إلى زواجها السريع من الابن الثاني لعائلة الدوق.”
“ألم تفعل ذلك لأنها أدركت أنها لن تصبح رئيسة برج السحر، فقررت الزواج بشكلٍ جيد لتحقق مكاسبَ أكبر؟”
“أحد أصدقائي يعمل في برج السحر، ويقول بأنهم يتوقعون استقالتها قريبًا. و يبدو أن زملاءها من نفس الجيل يتجنبونها، لأنهم يرونها مجرد ساحرةٍ وقعت في حب فارس.”
انفجروا بضحكةٍ صاخبة، بينما كانت أراسيلا تنظر بهدوء إلى إبريق الشاي ثم إلى يديها، تتأمل أيهما سيكون أفضل لتحطيم رؤوس هؤلاء الرجال.
حسنًا، ربما من الأفضل استخدام الاثنين معًا.
“ألم تكن هي من تتجاهلنا وتتظاهر بالتعالي من قبل؟ لا أستبعد بأنها حتى باعت نفسها بثمن غالٍ. على أية حال فقط أخطأت الهدف. يبدو أن الابن الأكبر هو الأوفر حظًا ليكون وريث عائلة الدوق فاندرمير.”
كان من الصعب إخفاء الحقد والحسد الذي كان ينبعث من كلماتِ الرجل الذي كان صوته أعلى من الآخرين.
ومن طريقة حديثه، بدا وكأنه كان قد حاول التحدث إلى أراسيلا في وقتٍ ما، لكنه قوبل بالرفض.
رفعت أراسيلا إبريق الشاي بهدوء ووقفت.
لم يكن عليها الذهاب إلى هناك، فقد قررت أن تستخدم سحرها لتستهدفه من بعيد.
“بصراحة، لو استثنينا وجهها، فلا شيء مميز فيها……”
فجأة، انسكب الشراب من فوق رأسه بشكلٍ مفاجئ.
تراجع الرجل إلى الوراء وهو يلهث من الدهشة والارتباك.
و الرجال الآخرون الذين كانوا يجلسون معه على الطاولة تجمدوا في مكانهم، مندهشين مما حدث.
ظهر في مجال رؤية شعرٌ فضيٌ مرتب بعناية، و ملامحٌ واضحة و دقيقة، وعينان ذهبية تلمعُ بشدة.
كان داميان فاندرمير.
“لماذا تستثني وجهها؟ يقالُ بأنه هديةٌ من السماء.”
أمسك داميان بشدة على كتف الرجل الذي كان يصرخ ويحاول تجنب السائل الذي كان يسقط على وجهه، ثم هز الزجاجة بعنف لإفراغ ما تبقى من الكحول قبل أن يرفع نظره ويواجهه.
كان وجهه باردًا بدرجةٍ كافية ليجعل عقل الرجل المدمن على الخمر يفيق فجأة.
“و أنا هو الذي بيعَ بثمنٍ باهظ، لذا انتبه لكلامك، أيها السيد.”
ثم ضرب الزجاجة على الطاولة بعنف، وضغط على كتف الرجل الذي كان يمسك به.
بقبضته التي كانت تبدو كأنها ستسحق العظام، بدأ الرجل يتلوى ويتألم.
“لورد فاندرمير، يدك……أرجوكَ، ابعد يدك!”
“لن أتمكن من سحب لسانك الوقح، لذا تحمل.”
بصوتٍ جاد، أصدر داميان تحذيره، مما جعل الرجل يلتزم الصمت ويكتم آلامه و وجهه محمر.
أما الرجال الآخرين على الطاولة فقد بقوا في مكانهم، ينظرون بتوتر دون أن يعرفوا ماذا يفعلون.
في تلك اللحظة، سقطت ظلالٌ على رأس الرجل الذي قال بأن صديقه يعمل في برج السحر.
“أيها السيد.”
الرجل الذي استدار نحو الصوت الصافي كاد قلبه أن يتوقف في تلك اللحظة.
كانت أراسيلا تقف هناك، و وجهها يُظهر تعبيرًا قاتمًا.
“لا أعرف من هو صديقكَ ذاك، لكنني أؤكد لك بأنه ان كام أمامي فلن يجرؤ على رفع عينيه، لذا لا تفرط في التفاخر بأصدقائك.”
ثم ابتسمت أراسيلا للرجل الذي كان يفتح فمه دون أن يستطيع الرد.
“يبدو أن السيد أيضًا مجرد أحمق. آه، أو ربما هو أحمقٌ بالفعل؟”
ثم أزالت ابتسامتها وقالت بصوتٍ منخفض.
“ففي الأصل، ليس لدي زملاءٌ في عمري في برج السحر. فقد دخلت البرج قبل بضع سنوات مقارنةً بالآخرين، وكنت أتنافس مع من هم أكبر مني سناً.”
ثم تحدثت بفخرٍ عن النجوم الأربعة التي حصلت عليها، وهو إنجازٌ لم يحققه حتى من هم في عمرها أو من هم أكبر منها بكثير.
“الآخرون في عمري كلهم دونَ مستواي. هل فهمت؟”
ألقت أراسيلا شعلةً صغيرة في كأس الرجل. و عندما رأى الرجل الكأس المشتعل، تملكه الرعب وأومأ برأسه.
“وأيضًا، من قال بأنني لن أصبح رئيسة برج السحر، فقد أكملت بحثًا سحريًا بنجاحٍ في هذا الوقت. بينما كان صديقكَ منهمكًا في تنظيف مختبري.”
ثم وجهت تحذيرًا للجميع.
“لذا، لا تكرروا أبدًا أنني لن أكون رئيسة برج السحر القادمة.”
التقت عينا أراسيلا بأعين الرجال الآخرين واحدًا تلو الآخر، ثم نظرت أخيرًا إلى داميان.
كان داميان يمسكُ بالرجل الذي يكادُ يفقد وعيه من شدة الألم ولم يتركه، لكنه توقف للحظة.
رغم تدخله المبكر ومعاقبته للرجال قبل أراسيلا، بدا وكأنه يشعر بشيء غريب، وكأن هناك ترددًا خفيًا في حكنهِ على تصرفه.
“داميان، دعنا نذهب.”
من المؤسف أننا لم نتمكن من تحطيم رأسه، لكن الرجل الذي كان يصرخ بأعلى صوت يبدو أنه قد تضرر بالفعل.
بدت أراسيلا راضيةً إلى حد ما، وعندما أومأت بعينها، ألقى داميان كتف الرجل كما لو كان يتخلص من القمامة، ثم تبعها بهدوء.
في اللحظة التي اختفيا فيها تمامًا من داخل النادي الاجتماعي الذي أصبح هادئًا فجأة، همس شخصٌ ما بهدوء.
“هل تزوجا لأنهما يشبهان بعضهما؟”
***
كانت السماء قد أصبحت مظلمةً بالفعل.
سارت أراسيلا بصمتٍ على طول الشارع الرئيسي، بينما تبعها داميان بهدوء.
مشت على بعد ثلاث خطواتٍ تقريبًا، ثم توقفت فجأة، مما جعل داميان يوقف خطواته بسرعة.
كانوا في أعلى الجسر، حيث يمكن رؤية النهر بلونٍ أحمر في الأفق.
“كيف علمتَ بأنني في النادي الإجتماعي؟”
“……لم أتمكن من العودة إلى القصر، لذا بحثتُ في أماكن عدة حتى اكتشفتُ ذلك.”
“يبدو أنكَ لم تذهب مباشرةً إلى القصر بعد ان افترقنا، أليس كذلك؟”
“نعم، ذهبتُ إلى ساحة التدريب.”
توقفت المحادثة هناك. و في صمتٍ محرج، تردد داميان قليلاً قبل أن يتكلم.
“لقد قلتُ لكِ كلامًا غير لائقٍ في وقتٍ سابق.”
“وأيضًا ارتكبتَ خطأً.”
“نعم، لقد ارتكبتُ خطأ. أنا حقًا آسف، زوجتي.”
مازال داميان ينحني بأدب تجاه ظهرها الصغير الذي لم يلتفت.
“ما الذي يمكنني أن أفعله لكي أهدئ من غضبكِ؟”
“من فضلك قل ‘تحيا الحياة’ ثلاث مراتٍ هنا.”
أشارت بأصابعها البيضاء إلى ضفة النهر وقالت ذلك.
تفاجأ دميان من هذا الطلب غير المتوقع. و عندما تردد ووقف ساكتًا، سمع صوتًا غاضبًا.
“في الحقيقة، أنتَ لست آسفًا حقًا، أليس كذلك؟ أنت تعتقد بأنني شخص يمكن أن تتعامل معه بهذه الطريقة كما تشاء.”
“بالطبع لا.”
أقسم داميان بأنه لم يعتبر أراسيلا يومًا شخصًا يمكنه التعامل معها بسهولة أو باستخفاف.
ربما اعتقد أنها مجنونة، لكن لم يفكر أبدًا في أنها تستحق المعاملة السيئة.
ومع ذلك، بما أن دميان نفسه أدرك هذا الأمر في تلك اللحظة، لم يكن غريبًا أن تشعر أراسيلا بذلك.
“جرب قول ‘تحيا الحياة’ ثلاث مراتٍ اذاً. حينها سأصدقك. لأنني أعتقد بأنني زوجةُ يجب أن تثق في زوجها، على عكس الآخرين.”
عندما قالت ذلك، لم يعد بإمكان داميان التراجع.
عزم قلبه ووضع يده على حاجز الجسر.
و في تلك اللحظة التي أخذ فيها نفسًا عميقًا وأكد عزمه.
“ههه.”
انتشرت ضحكةٌ صغيرة من حوله.
“هههههه.”
تلك الضحكة التي كانت تخرج بشكلٍ متقطع سرعان ما توسعت.
“داميان، هل كنت جادًا في فعل ذلك؟”
استدارت أراسيلا بسرعة وسألتهُ بوجهٍ مليء بالضحك، كاشفةً عن أسنانها البيضاء.
حدق داميان فيها بحيرة، ثم ابتسم أخيراً بإرهاق.
لقد أدرك أنه قد تم التلاعب به من قبل زوجتهِ الآن.
“أنت غبيٌ حقاً، أليس كذلك؟ لستُ طفلةً حتى أنسى غضبي بشيءٍ كهذا.”
“ها……هل تجدين متعةً في إزعاج الآخرين؟”
“نعم، إنه ممتعٌ جدًا.”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً عريضة و اتجهت نحو داميان لوضع يدها على الحاجز واتكأت على الجسر.
و دخلت مناظر النهر الواسعة إلى مجال رؤيتها.
مرَّ نسيمٌ بارد بين الشخصين، اللذين أصبحا أكثر استرخاءً.
و بينما كان داميان ينظر إلى الأضواء المتناثرة على سطح النهر في المساء، فتح فمه فجأة.
“قلتِ أنكِ كنتِ تسمعين كثيرًا بأنكِ غريبةٌ عندما كنتِ صغيرة. أما أنا فقد كنت أسمع كثيرًا بأنني مجنون.”
________________________________
حلو انه جا كأنه حارسها الشخصي فجأه جا يفقع الي سبها ثم راح معها بسمع وطاعه😂✨
المهم شكل أراسيلا سامحته عشانه دافع عنها؟ مدري بس طلبها مره غريب وش تحيا الحياة😭
شكل داميان اخيرا بيعلمها بماضيه 🫂
Dana